logo
رئيس تحرير "إنفورماسيون": الدنمارك ليست بريئة من دم الفلسطينيين

رئيس تحرير "إنفورماسيون": الدنمارك ليست بريئة من دم الفلسطينيين

العربي الجديدمنذ 17 ساعات

في سياق "الهبّة" في صحافة الدنمارك أخيراً، تضامناً مع
الفلسطينيين في غزة
وإدانةً للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل واستنكاراً للموقف الدنماركي الرسمي، كتب رئيس تحرير صحيفة إنفورماسيون اليومية، رون ليكبيرغ، مقالاً في صحيفة ذا غارديان البريطانية، منتقداً حظر النقاش حول السيادة الفلسطينية في مدارس البلاد.
وقال رون ليكبيرغ، في مقاله المنشور أمس الأربعاء، إنه "في الدنمارك، نُحب اعتبار أنفسنا في طليعة حرية التعبير. كنا أول دولة في العالم تُشرّع المواد الإباحية. أصررنا على حق نشر الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد. بدلاً من تهميش ما يُسمى بالشعبويين اليمينيين في البرلمان، دعوناهم إلى التعاون السياسي. نفخر بأننا لا نخشى النقاش، ونجيد تسخيف السلطات التي تُملي علينا ما يجب فعله خاصةً ما لا ينبغي فعله". وأضاف: "يعتبر الدنماركيون بلدهم قدوة في الديمقراطية. ولذلك، تُعدّ الانتخابات الوطنية للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً تقليداً عزيزاً، وجزءاً من التربية المدنية، وتحضيراً للمشاركة الديمقراطية. المدارس كلها مدعوة إلى المشاركة في هذه المسابقة التي تُعقد كل عامين. يناقش الطلاب 20 قضية لمدة ثلاثة أسابيع، قبل الإدلاء بأصواتهم للأحزاب المؤهلة أيضاً إلى الترشح في الانتخابات العامة الفعلية".
وبعد هذه المقدمة، عرّج على ما أثار جدلاً واسعاً خلال الأسابيع الأخيرة في الدنمارك، إذ تقرر استبعاد مسألة فلسطين من قائمة القضايا المطروحة في الانتخابات المدرسية الوطنية لعام 2026. ما إذا كان ينبغي للدنمارك الاعتراف بسيادة دولة فلسطين فإنها تعد "قضية حاسمة في عصرنا، وتحفز المشاركة السياسية بين الناخبين الشباب، واستبعادها لافت"، كما كتب ليكبيرغ الذي أشار إلى أن القرار تعرّض لهجومٍ من يسار ويمين الطيف السياسي، إذ رأى النقاد أنه "يُناقض تماماً إعداد الشباب للديمقراطية الدنماركية، ويتعارض مع قيمنا بصفتنا أمة".
أُعلن القرار من قِبل رئيسَي البرلمان، وبرّره الحزبان اللذان قادا الحكومات الدنماركية على مدار الثلاثين عاماً الماضية: الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الليبرالي. جادلا بأن القضية "شديدة الحساسية" للنقاشات الصفية، وأنها تُخاطر بوضع الشباب من الأقليات في مواقف مُحرجة للغاية، كما أنها "قضية مُعقّدة للغاية بحيث يصعب عليهم استيعابها بشكل هادف". وانتقد الصحافي الدنماركي هذه التبريرات، فكتب أن "ما يَلفت الانتباه هنا هو أن الأحزاب نفسها عادةً ما تدعم فهماً للديمقراطية يضع حرية التداول الخلافي والتبادل الهجومي فوق حماية حساسية الأقليات والنظام العام. ثقافياً، هذا هو النموذج الدنماركي للديمقراطية: نحن متسامحون تجاه التعصب اللفظي عندما يتعلق الأمر بالخطاب السياسي حول الإسلام والهجرة، ونشكك في الأنا العليا الليبرالية التي تريد حماية مشاعر الأقليات والنظام العام. ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين، تُروّج الأحزاب الحاكمة فَهْماً للديمقراطية يضع الحساسيات الشخصية والنظام العام فوق حرية التعبير والحق في الإساءة. هذا أمرٌ لافتٌ للنظر حقاً. عندما يتعلق الأمر بالتعقيد الجوهري، يبدو بلا شك أن فهم الآليات التي تُحرك أزمة المناخ، على سبيل المثال، أصعب من فهم ما إذا كان ينبغي الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وهاجم المسؤولين في بلاده، قائلاً "ليس تلاميذ المدارس هم من يعجزون عن التعامل مع القضية الفلسطينية، بل الأحزاب الحاكمة التي تُسقط إخفاقاتها على التلاميذ الدنماركيين، وتسعى لتجنبها وجميع القضايا الأخرى التي سيثيرها التطرق إلى هذه القضية: حرب غزة، وصادرات الأسلحة الدنماركية، والتوتر بين تحالفات الدنمارك مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والتزاماتنا تجاه المؤسسات الليبرالية وحقوق الإنسان الفلسطيني". وذكّر بأن النقاش حول الغزو الروسي لأوكرانيا مسموح، بل "يبدو أنهم يستمتعون بالحديث عنه، لأن الدنمارك الصغيرة تدعم الدولة التي غزاها جارها الأكبر والأقوى. نحن ندعم بشكل قاطع النظام الليبرالي والقانون الدولي ضد المعتدي. أخلاقياً، يُظهر انخراطنا في أوكرانيا بصفتنا دولة نطمح أن نكونها، لكنْ تواطؤنا في جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة يُظهرنا أمةً أصبحنا عليها، لكننا لا نستطيع الدفاع عنها".
نجوم وفن
التحديثات الحية
مِس ريتشل: مستعدة للمخاطرة بمسيرتي لمناصرة أطفال غزة
وانتقد رئيسة الحكومة الدنماركية مباشرة، قائلاً إن "القضية الفلسطينية تكشف عن خللٍ فاضح في نظامنا الحالي. لو كان الجيش الروسي يفعل بالأوكرانيين ما يفعله الجيش الإسرائيلي بفلسطينيي غزة أو الضفة الغربية، لغضبت رئيسة وزرائنا ميتي فريدريكسن علناً. لكنها تُعطي انطباعاً بأنها لا تتحدث عن معاناة الفلسطينيين إلا عندما تُجبرها الظروف أو الأجندة أو الأسئلة المباشرة عنها". وأضاف أنها "تتحدث عن معاناة الفلسطينيين كما لو كنا متفرجين أبرياء. ومع ذلك، تمتلك الحكومة الدنماركية أدوات ضغط كبيرة يمكنها استخدامها لمحاسبة الحكومة المتطرفة في إسرائيل. لكنها اختارت عدم القيام بذلك". وأفاد بأن بلاده التي "تعتز بسجلها الديمقراطي، لم تُبادر إلى إعادة التفاوض على الاتفاقية الرسمية التي تجعل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل"، إذ أيدت الحكومة الدنماركية الشهر الماضي مراجعةً للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لكنها لم تقترح فرض عقوبات على سياسيين إسرائيليين محددين أو على إسرائيل بصفتها دولة، ولم تعترف بالدولة الفلسطينية، كما فعلت إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا.
"بدلاً من ذلك، تواصل حكومتنا السماح لمصنعي الأسلحة الدنماركيين بتزويد إسرائيل، إما بشكل غير مباشر عبر الولايات المتحدة وإما بشكل مباشر، بقطع غيار لقاذفات إف-35 التي ينشرها الجيش الإسرائيلي في غزة. هذا على الرغم من علم قادتنا بأن ذلك ينتهك قواعد الاتحاد الأوروبي التي تُلزم بمنع تصدير المعدات العسكرية إذا كان هناك خطر واضح من استخدامها لارتكاب جرائم حرب"، كتب ليكبيرغ. ولا بد من الإشارة إلى أن عريضة للمواطنين تطالب الدنمارك بوقف جميع صادرات الأسلحة المباشرة وغير المباشرة إلى إسرائيل جمعت أكثر من 50 ألف توقيع. وعرضت على البرلمان الأسبوع الماضي. "لكن النقاش أوضح مجدداً أن هناك إجماعاً واسعاً على وضع التحالف الأمني مع الولايات المتحدة فوق حقوق الإنسان في غزة". وقال: "نحن نساهم في جرائم الحرب في إسرائيل، بينما نحشد ضدها في أوكرانيا. يبدو أن حكومتنا تقبل ضمنياً معاناة الفلسطينيين ضرراً جانبياً لسياسة خارجية في طور الانهيار، لأنها مبنية على تحالف تنسحب منه الولايات المتحدة. الدنمارك ببساطة ترسل أسلحة إلى متنمر، ثم تحزن على عواقب استخدامها".
وأضاف: "في هذا السياق، يتضح جلياً أن قادتنا لا يريدون أن يناقش أطفال مدارسنا مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بوصفها جزءاً من تعليمهم، لأنهم لا يستطيعون تحملها بأنفسهم. لا يريد ممثلونا المنتخبون أن تكشف ديمقراطيتنا فشلهم في فضيحة الغرب الأخلاقية في القرن الحادي والعشرين"، أما ما يخص طلاب المدارس، فإن هذا النقاش "هو مدخل قيّم، وإن لم يكن مقصوداً، إلى الديمقراطية". وأوضح: "لقد تعلموا كيف سيحاول أصحاب السلطة دائماً تحديد أجندة المشاركة الديمقراطية وحدودها. كما يُظهر أن ما يتحدث عنه الشباب مهم. يمكن أن يكون وسيلة لتعبئة أفضل ما في ديمقراطيتنا ضد الأسوأ، وبناء قوتهم بصفتهم ناخبين مستقبليين. ونأمل أن تصبح هذه القضية الأكثر إثارة للنقاش في مدارس الدنمارك في العام المقبل".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عيد الأضحى في روسيا... تساؤلات حول التسامح الديني
عيد الأضحى في روسيا... تساؤلات حول التسامح الديني

العربي الجديد

timeمنذ 16 ساعات

  • العربي الجديد

عيد الأضحى في روسيا... تساؤلات حول التسامح الديني

يحتفل المسلمون في روسيا، وعددهم حوالي 20 مليوناً، بحلول عيد الأضحى، وسط خوف من المتشددين، علماً أنه غالباً ما يبدي المواطنون الروس درجة عالية من التسامح يحتفل ملايين المسلمين من المواطنين والمغتربين في عموم أنحاء روسيا بعيد الأضحى، متوجهين إلى المساجد لأداء صلاة العيد ثم إلى المزارع لذبح الأضاحي، ليتناولوا بعضاً من لحومها مع عائلاتهم وتوزيع البقية على المحتاجين. ومع تزايد عدد المسلمين في روسيا عاماً بعد عام، تتحول الاحتفالات في عيد الأضحى إلى اختبار لمدى تسامح الروس مع الإسلام، في ظل عدم اتساع مساجد موسكو لجميع المصلين، ما يضطرهم إلى أداء الصلاة في الشوارع المحيطة، بالإضافة إلى حوادث متكررة لذبح الأضاحي في أماكن غير مخصصة لذلك، ما يثير سخط السكان المحليين في أحيان كثيرة. وفي وقت تكاد فيه غالبية المدن الروسية أن تخلو من أي مظاهر للاحتفال بالعيد، أعلنت عدة أقاليم روسية ذات الأغلبية المسلمة أو حيث الجاليات المسلمة الكبيرة، اليوم الجمعة عطلة رسمية، ومن بينها بشكيريا وداغستان وقبردينو ـ بلقاريا وقراتشاي ـ شركيسيا وتتارستان والشيشان، وحتى شبه جزيرة القرم التي انتزعتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014 ويقطنها تتار القرم، كما أن غالبية سكانها من الأصول الروسية الأوكرانية. وفي مؤشر لسعي السلطات إلى تجنب أي توترات دينية أثناء الاحتفالات بعيد الأضحى، أعلن رئيس الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة موسكو، روشان عباسوف، تخصيص 12 موقعاً لذبح الأضاحي و40 ساحة لأداء صلاة العيد. ووجه عباسوف أبناء الجالية المسلمة بالالتزام بالمواقع المخصصة لأداء الطقوس، قائلاً: "تم تخصيص نحو 12 موقعاً لذبح الأضاحي. نطلب من معتنقي ديانتنا أداء الطقوس في المواقع المخصصة لذلك بالمزارع وليس في أفنية المباني أو ساحات ألعاب الأطفال". ويجزم عضو مجلس العلاقات بين القوميات التابع للرئاسة الروسية، بوغدان بيزبالكو، بأن سكان روسيا المحليين يبدون درجة عالية من التسامح مع معتنقي الديانات الأخرى، بما فيها الإسلام، ما داموا يبدون التزاماً بالقواعد المعمول بها في روسيا واحتراماً للطابع العلماني للدولة. ويقول بيزبالكو لـ "العربي الجديد": "يبدي المواطنون الروس درجة عالية من التسامح أو بالأحرى اللامبالاة تجاه مختلف التقاليد الدينية، ما دام القانون لا يحظرها ولا يصنفها متطرفةً، علماً أن الممارسات المحظورة مثل السينتولوجيا لا تمت إلى الإسلام بصلة". والسينتولوجيا مذهب أو عقيدة أسس لها كاتب الخيال العلمي الأميركي، رون هوبارد، في عام 1955، ويقوم هذا المذهب على البحث عن معرفة الذات والاكتفاء أو الإشباع الروحي من خلال سلسلة من التدريبات والمعارف المتدرجة. سينما ودراما التحديثات الحية أفلام جديدة على منصات البث الرقمي في عيد الأضحى مع ذلك، يقر بيزبالكو بأن قطاعاً كبيراً من المواطنين الروس قلقون مما يعتبرونه أسلمة روسيا، مضيفاً: "ثمة قلق من تزايد عدد المسلمين في روسيا ولا سيما في حال كانوا يحاولون فرض نمطهم للحياة وأحكام الشريعة، وهناك سوابق كثيرة لذلك، ما يزيد من المخاوف من تغير النسيج الديني في روسيا". ويلفت إلى أن اعتناق غالبية المغتربين في روسيا الإسلام يفاقم الظاهرة، قائلاً: "يتوجه المغتربون بحشود كبيرة إلى بعض المساجد في موسكو أو يؤدون الصلاة في الشوارع إلى جوارها. تضاف إلى ذلك حوادث متكررة لذبح الأضاحي في أماكن غير مخصصة لذلك. يثير الوضع الراهن لدى السكان المحليين مخاوف قد تكون مبررة تارة وأقرب إلى تكهنات تارة أخرى مثل انتشار شائعات انفعالية من قبيل أن ما بين 5 و6 ملايين من سكان موسكو وافدون من آسيا الوسطى. إذا كان الوضع كذلك، كان نصف المارة في الشوارع منهم، ولكننا لا نشهد ذلك على أرض الواقع". إلا أن الأصوات الأرثوذكسية المتشددة لا تفوت الفرصة لاستثمار المناسبات الإسلامية لترويج "خطورة" المسلمين على موسكو، إذ حذر الأب غافرييل من دير جزيرة فالام شمالي روسيا، من "مذبحة" قد تشهدها موسكو ما لم يتم اتخاذ إجراءات من شأنها منع تدفق الأجانب. وقال الأب غافرييل خلال وعظه قبل عيد الأضحى بأيام عدة: "انظروا إلى المسلمين، لماذا هم أقوياء؟ يوحدهم الإيمان. انظروا إلى ما يجري في محيط مسجدهم الرئيسي في شارع بروسبكت ميرا في عيد الأضحى؟". اقتصاد الناس التحديثات الحية عيد الأضحى في روسيا: جهود مشتركة لتنظيم الأضاحي والاحتفالات أضاف أن "جميع هؤلاء البشر ذكور بصحة جيدة لا يتناولون الكحول ويمارسون جميعاً المصارعة ويتدربون بالصالات الرياضية. وإذا أمرهم ملا ذات يوم بذبح سكان موسكو، فسيفعلون ذلك على وجه السرعة، صدقوني". وحظيت أقوال الأب غافرييل بتأييد بعض وسائل الإعلام الروسية المحافظة، إذ اعتبر موقع قناة تسارغراد ذات التوجهات الأرثوذكسية المتشددة أنه "نطق بما يخاف أن ينطقه غيره". مع ذلك، يؤدي البعد الإسلامي دوراً متزايداً في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لروسيا، وسط انفتاحها على بلدان العالم الإسلامي وتوجهها شيئاً فشيئاً نحو الجنوب والشرق بموازاة الفتور في العلاقات مع الغرب، ما يزيد من دور المسلمين والمناطق ذات الأغلبية المسلمة مثل جمهوريتي تتارستان والشيشان اللتين تقودان روسيا إلى تعزيز العلاقات مع بلدان العالم الإسلامي. واللافت أن رؤية السياسة الخارجية الروسية التي اعتمدتها موسكو في عام 2023، تتضمن فصلاً خاصاً في العالم الإسلامي، ويصنف دول الحضارة الإسلامية صديقةً تنفتح أمامها آفاق رحبة في واقع العالم متعدد الأقطاب، مع تثبيت حرص روسيا على تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ويُعتبر الإسلام ثاني أكثر ديانة انتشاراً في روسيا بعد المسيحية الأرثوذكسية، ويقدّر عدد المسلمين فيها بنحو 20 مليوناً، بمن فيهم بضعة ملايين من المهاجرين القادمين من الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى بحثاً عن الرزق، وفي مقدمتها طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان. وتتركز غالبية مسلمي روسيا في جمهوريات شمال القوقاز وجمهوريتي تتارستان وبشكيريا، بالإضافة إلى العاصمة موسكو التي يقطنها ما لا يقل عن مليوني مسلم، بمن فيهم المغتربون الأجانب.

رئيس تحرير "إنفورماسيون": الدنمارك ليست بريئة من دم الفلسطينيين
رئيس تحرير "إنفورماسيون": الدنمارك ليست بريئة من دم الفلسطينيين

العربي الجديد

timeمنذ 17 ساعات

  • العربي الجديد

رئيس تحرير "إنفورماسيون": الدنمارك ليست بريئة من دم الفلسطينيين

في سياق "الهبّة" في صحافة الدنمارك أخيراً، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة وإدانةً للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل واستنكاراً للموقف الدنماركي الرسمي، كتب رئيس تحرير صحيفة إنفورماسيون اليومية، رون ليكبيرغ، مقالاً في صحيفة ذا غارديان البريطانية، منتقداً حظر النقاش حول السيادة الفلسطينية في مدارس البلاد. وقال رون ليكبيرغ، في مقاله المنشور أمس الأربعاء، إنه "في الدنمارك، نُحب اعتبار أنفسنا في طليعة حرية التعبير. كنا أول دولة في العالم تُشرّع المواد الإباحية. أصررنا على حق نشر الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد. بدلاً من تهميش ما يُسمى بالشعبويين اليمينيين في البرلمان، دعوناهم إلى التعاون السياسي. نفخر بأننا لا نخشى النقاش، ونجيد تسخيف السلطات التي تُملي علينا ما يجب فعله خاصةً ما لا ينبغي فعله". وأضاف: "يعتبر الدنماركيون بلدهم قدوة في الديمقراطية. ولذلك، تُعدّ الانتخابات الوطنية للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً تقليداً عزيزاً، وجزءاً من التربية المدنية، وتحضيراً للمشاركة الديمقراطية. المدارس كلها مدعوة إلى المشاركة في هذه المسابقة التي تُعقد كل عامين. يناقش الطلاب 20 قضية لمدة ثلاثة أسابيع، قبل الإدلاء بأصواتهم للأحزاب المؤهلة أيضاً إلى الترشح في الانتخابات العامة الفعلية". وبعد هذه المقدمة، عرّج على ما أثار جدلاً واسعاً خلال الأسابيع الأخيرة في الدنمارك، إذ تقرر استبعاد مسألة فلسطين من قائمة القضايا المطروحة في الانتخابات المدرسية الوطنية لعام 2026. ما إذا كان ينبغي للدنمارك الاعتراف بسيادة دولة فلسطين فإنها تعد "قضية حاسمة في عصرنا، وتحفز المشاركة السياسية بين الناخبين الشباب، واستبعادها لافت"، كما كتب ليكبيرغ الذي أشار إلى أن القرار تعرّض لهجومٍ من يسار ويمين الطيف السياسي، إذ رأى النقاد أنه "يُناقض تماماً إعداد الشباب للديمقراطية الدنماركية، ويتعارض مع قيمنا بصفتنا أمة". أُعلن القرار من قِبل رئيسَي البرلمان، وبرّره الحزبان اللذان قادا الحكومات الدنماركية على مدار الثلاثين عاماً الماضية: الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الليبرالي. جادلا بأن القضية "شديدة الحساسية" للنقاشات الصفية، وأنها تُخاطر بوضع الشباب من الأقليات في مواقف مُحرجة للغاية، كما أنها "قضية مُعقّدة للغاية بحيث يصعب عليهم استيعابها بشكل هادف". وانتقد الصحافي الدنماركي هذه التبريرات، فكتب أن "ما يَلفت الانتباه هنا هو أن الأحزاب نفسها عادةً ما تدعم فهماً للديمقراطية يضع حرية التداول الخلافي والتبادل الهجومي فوق حماية حساسية الأقليات والنظام العام. ثقافياً، هذا هو النموذج الدنماركي للديمقراطية: نحن متسامحون تجاه التعصب اللفظي عندما يتعلق الأمر بالخطاب السياسي حول الإسلام والهجرة، ونشكك في الأنا العليا الليبرالية التي تريد حماية مشاعر الأقليات والنظام العام. ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين، تُروّج الأحزاب الحاكمة فَهْماً للديمقراطية يضع الحساسيات الشخصية والنظام العام فوق حرية التعبير والحق في الإساءة. هذا أمرٌ لافتٌ للنظر حقاً. عندما يتعلق الأمر بالتعقيد الجوهري، يبدو بلا شك أن فهم الآليات التي تُحرك أزمة المناخ، على سبيل المثال، أصعب من فهم ما إذا كان ينبغي الاعتراف بالدولة الفلسطينية". وهاجم المسؤولين في بلاده، قائلاً "ليس تلاميذ المدارس هم من يعجزون عن التعامل مع القضية الفلسطينية، بل الأحزاب الحاكمة التي تُسقط إخفاقاتها على التلاميذ الدنماركيين، وتسعى لتجنبها وجميع القضايا الأخرى التي سيثيرها التطرق إلى هذه القضية: حرب غزة، وصادرات الأسلحة الدنماركية، والتوتر بين تحالفات الدنمارك مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والتزاماتنا تجاه المؤسسات الليبرالية وحقوق الإنسان الفلسطيني". وذكّر بأن النقاش حول الغزو الروسي لأوكرانيا مسموح، بل "يبدو أنهم يستمتعون بالحديث عنه، لأن الدنمارك الصغيرة تدعم الدولة التي غزاها جارها الأكبر والأقوى. نحن ندعم بشكل قاطع النظام الليبرالي والقانون الدولي ضد المعتدي. أخلاقياً، يُظهر انخراطنا في أوكرانيا بصفتنا دولة نطمح أن نكونها، لكنْ تواطؤنا في جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة يُظهرنا أمةً أصبحنا عليها، لكننا لا نستطيع الدفاع عنها". نجوم وفن التحديثات الحية مِس ريتشل: مستعدة للمخاطرة بمسيرتي لمناصرة أطفال غزة وانتقد رئيسة الحكومة الدنماركية مباشرة، قائلاً إن "القضية الفلسطينية تكشف عن خللٍ فاضح في نظامنا الحالي. لو كان الجيش الروسي يفعل بالأوكرانيين ما يفعله الجيش الإسرائيلي بفلسطينيي غزة أو الضفة الغربية، لغضبت رئيسة وزرائنا ميتي فريدريكسن علناً. لكنها تُعطي انطباعاً بأنها لا تتحدث عن معاناة الفلسطينيين إلا عندما تُجبرها الظروف أو الأجندة أو الأسئلة المباشرة عنها". وأضاف أنها "تتحدث عن معاناة الفلسطينيين كما لو كنا متفرجين أبرياء. ومع ذلك، تمتلك الحكومة الدنماركية أدوات ضغط كبيرة يمكنها استخدامها لمحاسبة الحكومة المتطرفة في إسرائيل. لكنها اختارت عدم القيام بذلك". وأفاد بأن بلاده التي "تعتز بسجلها الديمقراطي، لم تُبادر إلى إعادة التفاوض على الاتفاقية الرسمية التي تجعل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل"، إذ أيدت الحكومة الدنماركية الشهر الماضي مراجعةً للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لكنها لم تقترح فرض عقوبات على سياسيين إسرائيليين محددين أو على إسرائيل بصفتها دولة، ولم تعترف بالدولة الفلسطينية، كما فعلت إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا. "بدلاً من ذلك، تواصل حكومتنا السماح لمصنعي الأسلحة الدنماركيين بتزويد إسرائيل، إما بشكل غير مباشر عبر الولايات المتحدة وإما بشكل مباشر، بقطع غيار لقاذفات إف-35 التي ينشرها الجيش الإسرائيلي في غزة. هذا على الرغم من علم قادتنا بأن ذلك ينتهك قواعد الاتحاد الأوروبي التي تُلزم بمنع تصدير المعدات العسكرية إذا كان هناك خطر واضح من استخدامها لارتكاب جرائم حرب"، كتب ليكبيرغ. ولا بد من الإشارة إلى أن عريضة للمواطنين تطالب الدنمارك بوقف جميع صادرات الأسلحة المباشرة وغير المباشرة إلى إسرائيل جمعت أكثر من 50 ألف توقيع. وعرضت على البرلمان الأسبوع الماضي. "لكن النقاش أوضح مجدداً أن هناك إجماعاً واسعاً على وضع التحالف الأمني مع الولايات المتحدة فوق حقوق الإنسان في غزة". وقال: "نحن نساهم في جرائم الحرب في إسرائيل، بينما نحشد ضدها في أوكرانيا. يبدو أن حكومتنا تقبل ضمنياً معاناة الفلسطينيين ضرراً جانبياً لسياسة خارجية في طور الانهيار، لأنها مبنية على تحالف تنسحب منه الولايات المتحدة. الدنمارك ببساطة ترسل أسلحة إلى متنمر، ثم تحزن على عواقب استخدامها". وأضاف: "في هذا السياق، يتضح جلياً أن قادتنا لا يريدون أن يناقش أطفال مدارسنا مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بوصفها جزءاً من تعليمهم، لأنهم لا يستطيعون تحملها بأنفسهم. لا يريد ممثلونا المنتخبون أن تكشف ديمقراطيتنا فشلهم في فضيحة الغرب الأخلاقية في القرن الحادي والعشرين"، أما ما يخص طلاب المدارس، فإن هذا النقاش "هو مدخل قيّم، وإن لم يكن مقصوداً، إلى الديمقراطية". وأوضح: "لقد تعلموا كيف سيحاول أصحاب السلطة دائماً تحديد أجندة المشاركة الديمقراطية وحدودها. كما يُظهر أن ما يتحدث عنه الشباب مهم. يمكن أن يكون وسيلة لتعبئة أفضل ما في ديمقراطيتنا ضد الأسوأ، وبناء قوتهم بصفتهم ناخبين مستقبليين. ونأمل أن تصبح هذه القضية الأكثر إثارة للنقاش في مدارس الدنمارك في العام المقبل".

هؤلاء النشطاء على متن "مادلين" أسطول الحرية في طريقهم لكسر حصار غزّة
هؤلاء النشطاء على متن "مادلين" أسطول الحرية في طريقهم لكسر حصار غزّة

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

هؤلاء النشطاء على متن "مادلين" أسطول الحرية في طريقهم لكسر حصار غزّة

وسط توجّس مما قد يقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي ، بعدما أعلن عن نيته اعتراض سفينة أسطول الحرية مادلين التي تُبحر باتجاه غزّة وتحمل مساعدات إنسانية بهدف كسر الحصار على القطاع الرازح وسط حرب إبادة للعام الثاني، يشقّ 12 مدافعاً دولياً عن الحقوق الإنسانية على متن السفينة، عدد كبير منهم من فرنسا، طريقهم في البحر بعزم نحو غزّة؛ بعضهم سبقت له المشاركة ضمن أسطول الحرية وتعرّض للاعتقال على يد الاحتلال الإسرائيلي. وينقل "أسطول الحريّة" مسار تحرّك السفينة مباشرة على موقعه من أجل ضمان سلامة الناشطين على متن السفينة ودعمهم، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي في حال استهدفهم أو عرّض حياتهم للخطر؛ من يكون هؤلاء الناشطون الذين تحرّكوا من أجل غزّة وسط عجز دولي عن وقف الإبادة؟ غريتا ثونبرغ ناشطة سويدية في مجال المناخ، وبفضل حملات التوعية التي قادتها حول التغير المناخي منذ العام 2018 تحولت لواحدة من أهم الأصوات المحذرة من أزمة المناخ في العالم. صنفتها مجلة "تايم" ضمن قائمة أكثر 25 مراهقاً نفوذاً في العالم في العام 2019 حينما كان سنها 16 عاماً. وأثارت ثونبرغ غضب الاحتلال الإسرائيلي بسبب دعمها للقضية الفلسطينية وتنديدها بالحرب على غزة، حيث أيدت سابقاً وصف ما يحصل في غزة بالإبادة الجماعية، وأعلنت عن تضامنها مع فلسطين وغزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار والعدالة والحرية للفلسطينيين وكلّ المدنيين المتضررين. الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، 1 يونيو 2025 (فيسبوك) ريما حسن نائبة فرنسية في البرلمان الأوروبي، وهي فلسطينية الأصل من مواليد مخيم النيرب في سورية عام 1992، منعها الاحتلال الإسرائيلي من دخول الأراضي المحتلة في فبراير/شباط الماضي بسبب دعمها لبلدها فلسطين، ودعوتها إلى مقاطعة الاحتلال. انتقلت مع عائلتها إلى فرنسا وهي في سنّ العاشرة، وأنشأت عام 2019 "مرصد مخيّمات اللاجئين"، ثم منظمة "العمل فلسطين ـ فرنسا" عام 2023. اختارتها مجلة "فوربس" إحدى أبرز الوجوه النسائية المؤثرة في فرنسا لعام 2023 بناءً على المسار الاستثنائي الذي قطعته منذ خروجها من المخيّم. النائبة ريما حسن على السفينة مادلين، 3 يونيو 2025 (فيسبوك) ثياغو أفيلا ناشط حقوقي ومنسق أسطول الحرية في البرازيل وعضو لجنة قيادة تحالف أسطول الحرية. وبحسب موقع أسطول الحرية، فإن أفيلا دافع عن القضية الفلسطينية طلية الـ19 عاماً الماضية. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 شارك في إنشاء ودعم عمليات تحاول إقامة ممر إنساني لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. الناشط البرازيلي ثياغو أفيلا بإسطنبول، 21 يناير 2025 (إنستغرام) ياسمين عكار ناشطة حقوقية ألمانية من أبوين تركيين من أصول كردية. بدأت نشاطها الحقوقي منذ سن الخامسة عشرة، وشاركت في الدفاع عن اللاجئين وحقوق الإنسان والتنديد بالعنصرية ضد الإسلام والمسلمين. شاركت مع العديد من المنظمات في مساعدة اللاجئين على الاستقرار في ألمانيا. وعلى امتداد سنوات طويلة دافعت عن القضية الفلسطينية وشاركت في تنظيم تظاهرات حاشدة في برلين. الناشطة ياسمين عكار (يسار)، على سفينة مادلين، 2 يونيو 2025 (إنستغرام) شعيب أوردو ناشط تركي يعمل بشكل حر في ألمانيا. يعمل مع زوجته منذ العام 2017 ضمن أنشطة تطوعية لفائدة فلسطين، وذكر في إحدى المقابلات الصحافية أنه التقى بناشطين ضمن أسطول الحرية عبر زوجته. وبخصوص رحلته على السفينة مادلين، قال لصحيفة "ملليت" التركية: "كل يوم أفتح هاتفي، أرى صور أجساد أطفال مهشمة. لا أستطيع مواصلة العيش هكذا". ريفا فيار ناشط فرنسي في مجال الدفاع عن البيئة. انتبه أخيراً لأهمية القضية الفلسطينية حينما تدخلت الشرطة لفض مظاهرة، وقال إن عناصر الشرطة أخبروه بأنه إذا كان احتجاجهم يتعلق بفلسطين فسيتم اعتقالهم، أما إذا كان متعلقاً بشيء آخر فلن يتعرضوا للاعتقال. وبالنسبة لفيار، الذي لا يوجد له أي حضور على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن اهتمامه بالدفاع عن القضية الفلسطينية ما هو إلا امتداد لدفاعه عن البيئة. بابتيست أندري ناشط وطبيب فرنسي يشارك ضمن أسطول الحرية، وأكد في تصريح له أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي منع السفينة مادلين من كسر الحصار عن غزة لن تكون أمراً مفاجئاً، بل هو شيء متوقع منذ بداية إبحارها. يشكل وجوده على متن السفينة إضافة كبيرة؛ ففي حال أقدم الاحتلال على استهداف السفينة قد يكون تدخله الطبي حاسماً في إنقاذ حياة أفراد طاقمها. باسكال موريراس بحار وناشط حقوقي ونقابي فرنسي. سبق له أن شارك في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة في العام 2018، وتعرض للاعتقال آنذاك على يد الاحتلال الإسرائيلي قبل الإفراج عنه لاحقاً. البحار الفرنسي باسكال موريراس، 31 يوليو 2021 (فيسبوك) سيرخيو توربيو بحار إسباني وعضو ضمن مجموعة راعي البحر لحماية الحياة البحرية التي تنشط بالخصوص في التصدي لاصطياد الحيتان. مارك فان رين طالب هولندي في الهندسة البحرية (26 عاماً)، ويشارك في قيادة السفينة مادلين. يملك وفق دراسته، خبرة في استخدام القوارب المطاطية السريعة التي تستخدمها المنظمات الإنسانية في عمليات الإغاثة. عمر فياض صحافي ومذيع بشبكة الجزيرة الإعلامية يحمل الجنسية الفرنسية، يشارك في تغطية مسار الرحلة البحرية. الصحافي عمر فياض، 21 نوفمبر 2015 (فيسبوك) رصد التحديثات الحية "مادلين" أسطول الحرية تتقدّم نحو غزة وسط تهديد إسرائيلي يونس محمدي صحافي فرنسي بدأ مشواره في لبنان مراسلاً لقناة "فرانس 24" بين عامي 2016 و2017. يشارك بالتغطية الإعلامية لرحلة السفينة مادلين. الصحافي يونس محمدي، 7 فبراير 2023 (فيسبوك)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store