
البوكليت في الإعدادية.. سلاح "التعليم" لمواجهة الغش الإلكتروني
جاء تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025، كإجراء حاسم تتخذه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بهدف استعادة هيبة الامتحانات وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، وذلك بعد في ظل تصاعد ظاهرة الغش الإلكتروني داخل لجان امتحانات الشهادة الإعدادية خلال السنوات الأخيرة.
النظام الجديد، الذي يجمع بين ورقة الأسئلة وكراسة الإجابة في كتيب واحد، يمثل نقلة نوعية في آليات إدارة الامتحانات، وهو ما أكده عدد من خبراء التربية والتعليم، مشيرين إلى أن تطبيق هذا النظام لم يكن قرارًا مفاجئًا، بل تم الإعلان عنه مسبقًا منذ الفصل الدراسي الأول.
الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي أكد أن نظام البوكليت جاء استجابة منطقية لتحديات الغش التي امتدت إلى الشهادة الإعدادية في الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن الاعتماد على ورقة أسئلة منفصلة، خاصة تلك التي تتضمن صفحة واحدة فقط، جعل من السهل جدًا تصوير الامتحانات وتسريبها عبر تطبيقات المراسلة الفورية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أفقد العملية الامتحانية قدرًا كبيرًا من جديتها وعدالتها.
وأضاف أن البوكليت يسهم في سد هذا الخلل، حيث تتوزع الأسئلة داخل كراسة تشمل أكثر من 15 إلى 20 صفحة، مما يجعل من الصعب جدًا تصويرها بالكامل أو نشرها بسرعة، خاصة في ظل اختلاف ترتيب الأسئلة بين النماذج المتعددة (أ، ب، ج، د).
كما أوضح أن من أبرز مميزات هذا النظام أنه يمنح الطالب فرصة للإجابة مباشرة في نفس كراسة الامتحان، دون الحاجة لنقل الإجابات من ورقة إلى أخرى، وهو ما يوفر وقتًا مهمًا خلال اللجنة، ويقلل من تشتت الطالب ويساعده على التركيز، فالإجابة تكتب أسفل كل سؤال في مساحة مخصصة، مما يجعل الطالب أكثر تنظيمًا ويقلل من احتمالية ترك أي سؤال دون إجابة.
كما أن هذا الأسلوب يسهل على المصححين مراجعة الإجابات وتقدير الدرجات بشكل أوضح، ويمنع حالات فقدان الورقة أو استبدالها، لأن كراسة الأسئلة والإجابة موحدة ومتصلة ولا يمكن العبث بها بسهولة.
من جانبه، أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي، أن الوزارة طبّقت البوكليت بعد دراسة متأنية، وأن القرار ليس وليد اللحظة، بل تم إعلانه منذ بداية العام الدراسي، وتم تطبيقه جزئيًا في بعض المحافظات خلال امتحانات الترم الأول، على أن يتم تعميمه في الفصل الدراسي الثاني، وهي خطة تدريجية تهدف إلى تقييم التجربة وتحسينها.
ولفت إلى أن أهم ما يميز هذا النظام هو قبوله الكبير بين الطلاب وأولياء الأمور، خاصة أن معظمهم اعتادوا على هذه الصيغة من خلال الكتب الخارجية والملخصات، ما يقلل من رهبة الامتحان، ولا يتطلب تدريبًا إضافيًا للمعلمين أو الطلاب، على عكس أنظمة أخرى مثل البابل شيت أو الامتحانات الإلكترونية.
وأشار الدكتور حجازي إلى أن نظام البوكليت لا يمنع الغش بنسبة 100%، لكنه يقلل فرص حدوثه بشكل ملحوظ، لا سيما الغش الجماعي وتداول الامتحانات خلال اللجنة، حيث أن النماذج المختلفة وترتيب الأسئلة المتباين يصعبان على الطالب نسخ الإجابات من زميله، فضلًا عن وجود أكواد باركود على كل نسخة لتأمين الهوية ومنع الاستبدال، مضيفًا أن الخصوصية التي يمنحها النظام للطالب داخل اللجنة تعزز من شعوره بالثقة وتقلل التوتر، مما ينعكس إيجابيًا على أدائه.
ورغم كل هذه الإيجابيات، فإن النظام لا يخلو من بعض التحديات، أبرزها التكلفة المرتفعة لطباعة وتصوير كراسات الامتحان، حيث يتطلب الأمر تجهيز أعداد ضخمة من النسخ المطبوعة بجودة عالية، بالإضافة إلى الحاجة لأعداد كبيرة من المصححين المؤهلين لتصحيح كل نموذج يدويًا، وهو ما قد يفتح الباب أمام تفاوت في التقدير أو أخطاء بشرية مقارنة بنظام البابل شيت الإلكتروني الأكثر دقة وسرعة.
كذلك، فإن احتمالية وجود أخطاء في صياغة بعض الأسئلة أو تكرار بدائل صحيحة تظل قائمة ما لم يتم تعزيز الرقابة على لجان إعداد الامتحانات.
ورغم تلك السلبيات، فإن المراقبين يؤكدون أن سلبيات البوكليت قابلة للحل عبر إجراءات تنظيمية ورقابية من الوزارة، خاصة أن النظام بحد ذاته ليس سببًا في أخطاء الأسئلة، بل طريقة إعداد الامتحان وصياغة الأسئلة هي ما يحتاج إلى ضبط وتحسين، لذلك، فإن نجاح التجربة في المرحلة الإعدادية سيفتح الباب أمام إمكانية التفكير في تعميمها تدريجيًا في مراحل تعليمية أخرى، مع ضرورة مراعاة طبيعة المرحلة الدراسية ومستوى المهارات المطلوب قياسها.
وفي النهاية، فإن تطبيق البوكليت في الشهادة الإعدادية يأتي كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تطوير منظومة التقييم والتعليم بشكل عام، بما يضمن تحقيق العدالة والشفافية وتحسين نواتج التعلم.
ورغم ما يثار من جدل حول التكلفة أو الوقت، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذا النظام قد يعيد الثقة في الامتحانات العامة، ويمنح الطلاب بيئة أكثر عدالة واستقرارًا للنجاح والتفوق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ يوم واحد
- الأسبوع
«وكيل الأزهر»: استعدادات شاملة لضمان سير امتحانات الثانوية بنجاح
أ ش أ أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، الانتهاء من كافة الاستعدادات المتعلقة بامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية المقرر انطلاقها يوم 29 مايو الحالي بكافة أقسامها، لافتا إلى أن التحضير لها بدأ مبكرًا لضمان توفير بيئة مناسبة للطلاب، وتنظيم امتحانات تتوافق مع التعليمات وتلائم جميع المستويات. وأشار وكيل الأزهر، وفق بيان اليوم، إلى توفير أجواء مناسبة للطلاب تساعدهم على اجتياز امتحاناتهم في هدوء وسهولة ويسر.. موضحا أن عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام بلغ 173808 طالب وطالبة على مستوى الجمهورية، موزعين على 577 لجنة. وأوضح أن من أبرز المستجدات لهذا العام هو استمرار مبادرة "معًا نتعلم"، التي توفر محتوى تعليميًا مجانيًا على المنصات الإلكترونية، يشمل دروسًا مباشرة ومسجلة، ومراجعات مكثفة، ونماذج تدريبية تغطي جميع المواد، مما يساعد الطلاب على الاستعداد النفسي والذهني للامتحانات بكفاءة وثقة. من جانبه، بيّن الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن الامتحانات تُعقد بنظام "البوكليت" الذي يجمع بين ورقة الأسئلة وورقة الإجابة في كراسة واحدة، بهدف تنظيم الامتحانات وتقليل فرص الغش، وقد تم تصميم الأسئلة لتكون أكثر توازنًا بين الجوانب النظرية والتطبيقية، وتشمل مستويات متعددة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب. وأكد رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أن منظومة تأمين الامتحانات متكاملة، تبدأ من إعداد الأسئلة بسرية تامة داخل جهات مؤمنة، ثم طباعتها وتغليفها ونقلها تحت حراسة مشددة إلى مقار اللجان، مع حظر دخول أي أجهزة إلكترونية، سواء كانت هواتف محمولة أو سماعات ذكية، مع تطبيق إجراءات تفتيش دقيقة على الطلاب والمراقبين. وأوضح أنه تم تدريب رؤساء اللجان والمراقبين على أحدث أساليب الغش الإلكتروني، وتم توفير أجهزة كشف عن المعادن في بعض اللجان ذات الطبيعة الخاصة، كما تم تفعيل غرف عمليات لمتابعة سير الامتحانات بشكل لحظي والتعامل الفوري مع أي طارئ، مع تطبيق عقوبات رادعة بحق من يثبت تورطه في الإخلال بنظام الامتحانات. وأشار رئيس قطاع المعاهد الأزهرية إلى أن المراقبين تم اختيارهم من خارج نطاق المعاهد الأصلية لضمان النزاهة والحياد، كما يتم متابعة أعمال اللجان من خلال لجان إشراف فرعية ومركزية، وتطبيق نظم مراقبة دقيقة تكشف أي محاولة للتلاعب أو المجاملة، مع إتاحة آليات تظلم فعالة لضمان حقوق الطلاب في حال وجود شكاوى موضوعية. ولفت إلى التعليمات الجديدة للعام الدراسي 2024/2025، مبينا أن الطلاب الراسبين في النظام القديم: يمتحنون في مادة الفلسفة والمنطق كفرصة أخيرة هذا العام، على أن تُستبدل بمادة الإحصاء بدءًا من العام الدراسي 2025/2026، وأما مادة اللغة الأجنبية الثانية (الفرنسية) تُعتبر ضمن المجموع الكلي هذا العام فقط، ليصبح المجموع الكلي لطلاب القسم الأدبي 630 درجة، والنجاح من 315 درجة. وأما الطلاب المستجدون (النظام الحديث): يمتحنون في مادة الإحصاء بدلاً من الفلسفة والمنطق بدءًا من هذا العام، وتُعتبر مادة اللغة الأجنبية الثانية مادة نجاح ورسوب فقط، ولا تدخل ضمن المجموع الكلي، ليصبح المجموع الكلي لطلاب القسم الأدبي 590 درجة، والنجاح من 295 درجة، ويُعفى الطالب الكفيف من مادة الإحصاء المقررة على طلاب القسم الأدبي. وأما القسم العلمي، فيُعقد امتحان مادة الرياضيات على ورقتين:الأولى للرياضيات البحتة (30 درجة - النجاح من 15 درجة)، والثانية للرياضيات التطبيقية (30 درجة - النجاح من 15 درجة(، ويُعقد امتحان مادة الأحياء لجميع الطلاب، مع تخصيص سؤال عن "الجيولوجيا" للطلاب المستجدين. وتنطلق امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية يوم الخميس الموافق 29 مايو، حيث تبدأ بالقسم العلمي بمادتي القرآن الكريم والحديث الشريف، تحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية. ويحرص قطاع المعاهد الأزهرية سنويًا على تطوير آليات إدارة الامتحانات بما يضمن بيئة تربوية آمنة ومحفزة للطلاب، ويحقق أعلى درجات العدالة والانضباط. وتشهد امتحانات هذا العام تعزيزًا للضوابط التنظيمية داخل اللجان وخارجها، إلى جانب اتخاذ إجراءات صارمة لتأمين سير الامتحانات في جميع مراحلها، وقد روعي في وضع الامتحانات أن تكون متنوعة وشاملة، تقيس قدرات الطلاب على الفهم والتحليل والاستيعاب، وليس الحفظ فقط، مع الالتزام بالمواصفات الفنية للورقة الامتحانية وتوزيع الأسئلة وفق الأوزان النسبية للمقررات.


مستقبل وطن
منذ يوم واحد
- مستقبل وطن
«التعليم»: منع حيازة المحمول مع المنتدبين بلجان امتحانات الشهادة الإعدادية
وجهت المديريات التعليمية تعليمات لرؤساء اللجان الامتحانية والمراقبين بمنع حيازة أي من أجهزة الاتصال شخصية مع المنتدبين بلجان السير وذلك تطبيقا للمادة رقم 2 من القانون 205 لسنة 2020، وتطبيق أحكام القانون رقم 205 لسنة 2020 مادة 1 على كل من يقوم بنشر أو إذاعة أو ترويج لأسئلة الامتحانات أو أجوبتها بقصد الغش أو الإخلال بأعمال الامتحانات، مشددة على أنه من يخالف هذه التعليمات أو يتخلف عن الحضور في المواعيد المحددة سيحال للتحقيق بمعرفة مديريات التربية والتعليم، وذلك استعدادًا لامتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسى الثانى التى تنطلق 31 مايو الجاري وتستمر حتى 4 يونيو المقبل. وشددت المديريات التعليمية على أهمية الالتزام بضوابط سير العملية الامتحانية مع العلم أن أعمال الامتحانات واجبًا وطنيا وقوميا وضرورة من ضروريات التعليم. وانتهت المديريات التعليمية والإدارات من التجهيز لامتحانات نهاية العام الدراسى لطلبة الصف الثالث الإعدادى، حيث بدأت المديريات التعليمية فى إعلان جداول الامتحانات بحيث تبدأ اختبارات الفصل الدراسى الثانى لطلاب الشهادة الإعدادية من يوم 31 مايو الجارى وتستمر حتى 4 يونيو المقبل وفق المواعيد التى حددتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى. وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، على أن المديريات التعليمية انتهت من وضع أسئلة امتحانات نهاية العام فى جميع المواد الدراسية وطباعتها، بحيث يتم الإجابة عن جزئيات الامتحان فى نفس كراسة الأسئلة بعد تطبيق نظام البوكليت، بواقع 4 نماذج امتحانية متفقة فى أسئلتها على مستوى كل محافظة ومختلفة في ترتيبها، قائلة: تعقد امتحانات الشهادة الإعدادية وفق امتحان موحد على مستوى كل محافظة وليس الجمهورية، مضيفة أن الهدف من تطبيق نظام البوكليت التصدى لمحاولات الغش وتصوير الأسئلة ورفعها على صفحات الغش، مؤكدة أن قرابة مليون و200 ألف طالب فى الصف الثالث الاعدادى سوف يبدأون امتحاناتهم نهاية مايو الجارى.

مصرس
منذ 2 أيام
- مصرس
رئيس جامعة سوهاج: انتظام امتحانات الفصل الدراسي الثاني بالكليات دون شكاوى
أكد الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، انتظام سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من كليات الجامعة، مشيداً بحسن التنظيم وعدم رصد أية معوقات أو شكاوى منذ انطلاقها. جاء ذلك اليوم، خلال جولة تفقدية شملت كليات الحقوق، والهندسة، والحاسبات والذكاء الإصطناعي، رافقه خلالها الدكتور عبد الناصر ياسين، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، وعدد من عمداء ووكلاء الكليات.وأوضح رئيس الجامعة، أن ما تم اتخاذه من إجراءات مشددة ساهم في ضمان انضباط اللجان وسلاسة أداء الامتحانات، مؤكداً أهمية تواجد القيادات الأكاديمية والملاحظين بكثافة داخل اللجان، للتعامل الفوري مع أي طارئ، متمنيًا التوفيق والنجاح للطلاب.وخلال جولاته، استمع الدكتور النعماني لآراء الطلاب حول مستوى الامتحانات، مشيداً بانتظامهم داخل اللجان والتزامهم بالتعليمات، مشيراً إلى أن الامتحانات تجرى وفقاً لقرارات المجلس الأعلى للجامعات، بنسبة 80% من نوع "البابل شيت" و20% مقالية، ما يعكس حرص الجامعة على تحقيق عدالة التقييم.ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد الناصر ياسين نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، أن الامتحانات تجرى بهدوء منذ بدايتها، ويتم إعداد الورقة الامتحانية وفق المواصفات الفنية التي تضمن شمول الأسئلة لجميع محاور المقررات الدراسية، وتسمح بقياس مستويات متنوعة من أداء الطالب، مع مراعاة الزمن المخصص للإجابة.وأشار الدكتور النميري خلف، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، إلى أن 1508 طلاب يؤدون الامتحانات إلكترونياً بالفرق الأولى والثانية والثالثة، موزعين على 19 لجنة، على أن تنتهي الامتحانات يوم 4 يونيو المقبل.كما أوضح الدكتور أحمد قاسم، عميد كلية الهندسة، أن عدد الطلاب الممتحنين بلغ 1596 طالباً وطالبة موزعين على 25 لجنة، وتختتم الامتحانات في 31 مايو الجاري.وفي السياق ذاته، أشار الدكتور صبري جلبي، وكيل كلية الحقوق لشؤون التعليم والطلاب، إلى أن 2985 طالباً وطالبة بالكلية يؤدون الامتحانات موزعين على 58 لجنة امتحانية.