
الحارث الحلالمة: حرب الولايات المتحدة وإيران تُنذر بالفوضى في الشرق الأوسط (خاص)
قال الدكتور الحارث الحلالمة أستاذ العلوم السياسية الأردني، إن الهجوم الأمريكي على إيران قد يعيد المنطقة إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، مع ابتعاد المسار السياسي عن الحلول الدبلوماسية.
وأوضح الحلالمة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الولايات المتحدة كانت تُعتبر المايسترو الذي يضبط السلوك العسكري والسياسي الإسرائيلي، لكنها تحولت اليوم إلى شريك مباشر لإسرائيل في التصعيد، ما دفع إيران إلى رؤية أمريكا ليس كشريك للسلام، بل كحليف يميني للاحتلال الإسرائيلي.
الحلالمة: هجوم الولايات المتحدة على إيران يبعث رسائل سلبية للمنطقة
وأشار الحلالمة إلى أن قبول الولايات المتحدة بهذا الدور يبعث برسائل سلبية للمنطقة، مما يفاقم من حدة الصراع ويزيد من تراجع صوت العقل والحكمة الدبلوماسية. وأضاف: "نحن أمام مرحلة حرب استنزاف طويلة الأمد بين الطرفين، فالهجوم الأمريكي ربما يعزز موقف إسرائيل مؤقتًا لكنه يفتح الباب لحرب مستمرة تحمل تداعيات خطيرة".
وأكد أن إيران تمتلك عمقًا استراتيجيًا كبيرًا ومساحة واسعة، بالإضافة إلى قدرات صاروخية تؤهلها للتعامل مع التصعيد العسكري، عكس إسرائيل التي تعاني من محدودية الموارد والتطورات السياسية الداخلية. وأوضح أن هذا الواقع يشير إلى أن الحرب قد تطول، مع احتمال رد إيراني يستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، مما يزيد من وتيرة إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل ويعمق حالة التوتر داخلها.
وحذر الدكتور الحلالمة من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه صعوبات كبيرة في الخروج من هذه الحرب الاستراتيجية التي لا تخدم سوى أهداف سياسية ضيقة، مشيرا إلى أن المنطقة مقبلة على حالة من الاستقطاب السياسي والتحالفات التي ستقف في وجه النفوذ الأمريكي والإسرائيلي، وسط محاولات لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفق المصالح المشتركة بين واشنطن وتل أبيب.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ موقف حازم وموحد ضد التصعيد العسكري الإسرائيلي والشراكة الأمريكية معه، مطالبًا بوقف التعاملات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل وفرض عقوبات رادعة، معتبرًا أن مجرد التنديد والشجب لم يعدا كافيين. ولفت إلى أن غياب الوساطة الفاعلة من قوى دولية كبرى مثل روسيا، التي لم تقدم حتى الآن حلولًا ملموسة، يعكس تخوف المجتمع الدولي من تصاعد حدة الصراع، خاصة بعد تدخل الولايات المتحدة.
الحلالمة: روسيا والصين قد تستنزف الولايات المتحدة في إيران
ورأى الحلالمة أن هناك تحركات من دول مثل الصين وباكستان وروسيا لدعم إيران عسكريًا بهدف استنزاف الولايات المتحدة وإسرائيل في هذه الحرب، مشددًا على ضرورة أن يكون المسار الدبلوماسي من خلال الأمم المتحدة والجهات القادرة على الضغط على الأطراف المتصارعة لإيقاف النزيف.
وأكد أن الحلول الوسطية التي تتضمن تقليص برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني قد تكون الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة، مع التأكيد على أهمية دور روسيا والرئيس فلاديمير بوتين كوسيط قريب من الطرفين.
واختتم قائلًا: "يجب أن يكون هناك تحرك دولي عاجل وجاد لإيقاف هذا النزاع قبل أن يتحول إلى كارثة شاملة، لأن استمرار الحرب لن يخدم سوى مصالح قوى الإقليم وأطراف النزاع".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 18 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : رفض الإجابة 3 مرات..سؤال لوزير خارجية بريطانيا حول قانونية ضرب أمريكا لإيران
الاثنين 23 يونيو 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - رفض وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى، اليوم الاثنين، الإفصاح عما إذا كانت المملكة المتحدة قد دعمت الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، أو ما إذا كانت هذه الضربات قانونية بموجب القانون الدولى. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن لامى تجنّب مرارًا في أول مقابلة صحفية منذ تنفيذ الولايات المتحدة ضربات عسكرية على ثلاث منشآت نووية في إيران، يوم السبت، الإجابة بشكل مباشر، مؤكدًا أن التركيز فى كل مناقشاته مع البيت الأبيض كان منصبًا على الأهداف العسكرية فقط. ورغم قوله إن الضربات "ربما أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات"، أشار لامي إلى أن إيران ما زالت تمتلك مخزونًا من اليورانيوم عالي التخصيب، مؤكدًا أن طهران تواصل انتهاك التزاماتها بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%. ورفض لامي الإجابة ثلاث مرات متتالية عن سؤال حول مدى قانونية الضربات الأمريكية، قائلاً إن "هذا سؤال يجب توجيهه إلى واشنطن"، كما امتنع عن الخوض في مدى توافق الضربات مع المادتين 2 و51 من ميثاق الأمم المتحدة اللتين تنظمان استخدام القوة العسكرية في حالات الدفاع عن النفس. ونفى مكتب الخارجية البريطاني تقارير إيرانية أفادت بأن لامي أعرب عن أسفه للهجمات الأمريكية خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الأحد. وفي إشارة إلى محادثات صعبة جرت في جنيف، يوم الجمعة، بين إيران ودول أوروبية من بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، قال لامي: "لا تزال هناك فرصة أمام إيران للتراجع، والجميع يحث طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات". وأكد لامي، أن إيران يمكن أن تمتلك برنامجًا نوويًا مدنيًا يخضع للمراقبة الدولية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أمر غير مقبول. ولم يوضح ما إذا كانت بريطانيا تؤيد شرط الولايات المتحدة بوقف التخصيب بالكامل، أم أنها تفضل العودة إلى سقف التخصيب المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015، والمحدد بنسبة 3.67%. كما رفض لامي تأييد تقييم استخباراتي أمريكي يشير إلى أن إيران تقترب من إنتاج سلاح نووي، مشيرًا إلى أنه يعتمد في مواقفه على تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أكدت مؤخرًا عدم وجود أدلة على سعي إيران لتطوير قنبلة نووية. وفي تعليقه على منشورات حديثة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعو إلى "تغيير النظام" في إيران، قال لامي: "أدرك وجود نقاش حول تغيير النظام، لكن هذا ليس ما يتم النظر فيه حاليًا"، مضيفًا أن التحركات الحالية "تستهدف القدرات النووية الإيرانية فقط". ورفض وزير الخارجية البريطاني أيضًا التعليق على انتقادات من رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلدت، الذي قال إن تردد القادة الأوروبيين في انتقاد الضربات الأمريكية يُضعف موقفهم الأخلاقي بشأن تدخل روسيا عسكريا في أوكرانيا. ورد لامي بالقول: "لا توجد مقارنة أخلاقية بين التدخل العسكري في دولة ذات سيادة، وبين الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تجاه إيران".


نافذة على العالم
منذ 18 دقائق
- نافذة على العالم
نافذة بينها فوردو.. إسرائيل تكشف تفاصيل هجمات جديدة على إيران
الاثنين 23 يونيو 2025 02:00 مساءً نافذة على العالم - أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه نفذ موجة هجمات جديدة على إيران، استهدفت أهدافا عديدة، من بينها منشأة فوردو النووية. وقال الجيش، في بيان، إنه نفذ ضربات جوية لـ"قطع طرق الوصول" إلى موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم والذي قصفته الولايات المتحدة نهاية الأسبوع. وأضاف أن قواته "نفذت ضربات بهدف قطع طرق الوصول إلى موقع فوردو". وقال التلفزيون الإيراني إن منشأة فوردو تعرضت للهجوم مجددا، الإثنين، دون تقديم أي تفاصيل بشأن الأضرار. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن فجر الأحد أن جيشه نفذ "هجوما ناجحا جدا" على فوردو وموقعين نووين آخرين. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة عدد من المقرات العسكرية للنظام الإيراني، بما في ذلك المقر العام للحرس الثوري. كما تعرّض لواء "سيد الشهادة"، التابع أيضا للحرس الثوري، والمقر العام لأمن المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي، للهجوم. وذكر الجيش، في بيانه، أنه سيواصل "تكثيف هجماته على القدرات العسكرية للنظام الإيراني، وسيواصل العمل للحفاظ على أمن دولة إسرائيل".


بوابة الأهرام
منذ 21 دقائق
- بوابة الأهرام
الكرملين: عواقب الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية لم يتم تقييمها بعد
أ ش أ أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين "دميتري بيسكوف"، أنه لم يتم بعد تقييم المخاطر الإشعاعية المحتملة في أعقاب الضربات الأمريكية على المنشآت النووية في إيران. موضوعات مقترحة وقال بيسكوف - في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، وفقا لوكالة أنباء تاس الروسية - " في أعقاب الهجمات الأمريكية، لا يوجد تقييم معلن للمواقع النووية الإيرانية وما إذا كانت هناك مخاطر إشعاعية"، مضيفا " تابعنا تصريحات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تفيد بعدم وجود أي مؤشرات على تلوث إشعاعي". وكان ترامب قد أعلن السبت، أن الجيش الأمريكي نفذ "هجوما ناجحا جدا" على 3 مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وقال ترامب في منشور على "تروث سوشال": "أتممنا هجومنا الناجح جدا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، فوردو ونطنز وأصفهان".