logo
عملية "عربات جدعون" الأهداف الإسرائيلية والموقف الأمريكي والتداعيات المحتملة على مصر

عملية "عربات جدعون" الأهداف الإسرائيلية والموقف الأمريكي والتداعيات المحتملة على مصر

فلسطين أون لاينمنذ يوم واحد

صدام سحويل
تُعد عملية 'عربات جدعون' التي أطلقتها دولة الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إحدى أوسع العمليات العسكرية منذ السابع من أكتوبر، من حيث الكثافة النارية، وحجم الاستهداف، وتعدد الأهداف الاستراتيجية. هذه العملية لا يمكن فهمها فقط في سياق المواجهة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية، بل يتجاوز أثرها ليطال التوازنات الإقليمية، وخريطة التحالفات، واحتمالات التهجير القسري، في ظل انكشاف نوايا صريحة لإعادة تشكيل الواقع السكاني والسياسي لغزة.
الأهداف الإسرائيلية من عملية "عربات جدعون" العسكرية
تسعى "إسرائيل" من خلال عملية 'عربات جدعون' إلى تحقيق جملة من الأهداف المترابطة التي تتجاوز نطاق العمل العسكري التقليدي. فعلى المستوى التكتيكي، تركز العملية على استنزاف قدرات المقاومة الفلسطينية، عبر استهداف بنيتها التحتية، وتصفية قادتها الميدانيين، وتدمير شبكة الأنفاق ومراكز القيادة والسيطرة، وهو ما صرح به عددا من القادة الإسرائيليين وما أعلنه الجيش اليوم من بدء عملية برية في شمال القطاع وجنوبه في اطار عملية "عربات جدعون". إلا أن القراءة الاستراتيجية الأعمق تكشف عن أهداف خفية تتعلق بإعادة تشكيل الواقع السكاني والديموغرافي في قطاع غزة (إعادة هندسة القطاع)، من خلال خلق بيئة طاردة للسكان المدنيين، تمهيدًا لتطبيق سيناريو التهجير القسري، سواء بشكل مباشر أو تحت غطاء 'الملاذات الإنسانية' جنوب القطاع. وتنسجم هذه الأهداف مع مقاربات يمينية متطرفة داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، ترى في الحرب الحالية فرصة تاريخية لإحداث تحوّل جذري في بنية الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، يتجاوز المواجهة العسكرية إلى تفكيك مقومات الهوية الوطنية الفلسطينية في غزة، وتفريغها من مضمونها المقاوم والديموغرافي معًا.
الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل
يتسم الموقف الأمريكي من عملية 'عربات جدعون' بدعم ثابت وواضح للموقف الإسرائيلي، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، بما يعكس عمق التحالف الاستراتيجي بين الطرفين. فقد وفّرت واشنطن غطاءً سياسيًا كاملاً لتل أبيب منذ اليوم الأول لحرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، عبر تعطيل الجهود الأممية لوقف إطلاق النار، واستمرار إمداد الجيش الإسرائيلي بالذخائر والدعم اللوجستي والاستخباري، ما ساهم في توسيع نطاق الحرب وتعقيد مسارات التهدئة.
ورغم الإفراج عن الجندي الأمريكي عيدان ألكسندر، لم تُبدِ الإدارة الأمريكية التزامًا جديًا تجاه إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأمر الذي يكشف أن الملف الإنساني لا يُدار من منطلقات أخلاقية أو قانونية، بل يُستخدم كأداة تفاوضية لتحقيق أهداف سياسية.
كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، والتي أشار فيها إلى إمكانية تهجير مليون فلسطيني إلى ليبيا، تُظهر تبنيًا واضحًا لأطروحات اليمين الإسرائيلي المتطرف، وتعكس *ضغوطًا مبطنة على الجانب المصري* لقبول سيناريو التهجير إلى سيناء، رغم الرفض المصري المعلن لذلك. وعليه، فإن الموقف الأمريكي، سواء من خلال دعمه العسكري أو طرحه السياسي، لا يمكن قراءته إلا باعتباره *امتدادًا مباشراً للسياسات الإسرائيلية* في المنطقة، وليس موقفًا وسيطًا أو متوازنًا بأي حال.
تداعيات العملية على مصر وسيناريوهات المواجهة
تشكل مصر الجبهة الأكثر حساسية في سياق هذه العملية، باعتبارها الدولة الحدودية الوحيدة مع قطاع غزة، والقادرة فعليًا على تعطيل أو تسهيل تنفيذ مشروع التهجير. ومع أن القاهرة أعلنت موقفًا حاسمًا برفض أي سيناريو يؤدي إلى توطين الفلسطينيين في سيناء، إلا أن استمرار الضغوط العسكرية والإنسانية باتجاه الجنوب، وتوظيف الخطاب الدولي لتبرير 'الحلول المؤقتة'، *قد يؤدي إلى وضع مصر أمام خيارات صعبة وتحديات وجودية.
وعليه، يمكن تصور السيناريوهات التالية:
سيناريو الحسم الإسرائيلي الميداني
تمضي إسرائيل في عمليتها العسكرية وفق منطق 'فرض الأمر الواقع'، عبر تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة، يهدف إلى *خلق بيئة طاردة للسكان المدنيين من خلال تكثيف القصف، وتدمير البنية التحتية المدنية، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الماء والدواء والغذاء. وتُستخدم هذه الأدوات بشكل ممنهج لدفع السكان إلى البحث عن ممر للخروج، في ظل إغلاق المعابر بشكل شبه كامل.
في هذا السياق، قد تسعى إسرائيل، بدعم أمريكي واضح، إلى *خلق ظروف ميدانية خانقة* تدفع مصر إلى إعادة النظر في موقفها تحت ضغط الواقع الإنساني المتدهور، دون الحاجة إلى إعلان رسمي عن قبول التهجير.
هذا السيناريو يُبقي مصر في بؤرة المواجهة، ويضعها أمام معضلة مستمرة بين الاعتبارات الإنسانية من جهة، والثوابت الوطنية من جهة أخرى.
سيناريو الرفض المصري القاطع
يدفع نحو مواجهة سياسية مباشرة، وربما توتر أمني في حال محاولة فرض التهجير بالقوة.
سيناريو "الحلول المؤقتة"
بوساطة إقليمية، يتيح لإسرائيل إعادة التموضع دون تحقيق هدف التهجير، لكنه لا يمنع إعادة تفعيل العملية مستقبلاً.
خاتمة
تُعد عملية 'عربات جدعون' أداة استراتيجية تسعى من خلالها إسرائيل إلى فرض تغييرات جذرية على المشهد الفلسطيني في قطاع غزة، تحت غطاء عسكري كثيف، وبدعم أمريكي مباشر وواضح. ورغم وجود إرادة دولية متزايدة لوقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة التأثير في ظل *التصلب الإسرائيلي والإسناد السياسي والعسكري الأمريكي*، ما يضعف فعالية التحركات الأممية ويمنعها من تحقيق اختراق حقيقي في مسار التهدئة. وفي ظل تصاعد الضغط الميداني باتجاه الجنوب، تبقى مصر في صلب المعادلة، أمام تحدٍّ حادٍّ بين *حماية أمنها القومي وثوابتها التاريخية في رفض تهجير الفلسطينيين باعتباره مساسًا جوهريًا بالقضية الفلسطينية*، وبين الاستجابة للواقع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وهو ما يجعل المنطقة على شفا سيناريوهات مفتوحة ومعقدة.
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قطر: محادثات الدوحة وصلت إلى طريق مسدود والفجوات بين الأطراف كبيرة جداً
قطر: محادثات الدوحة وصلت إلى طريق مسدود والفجوات بين الأطراف كبيرة جداً

معا الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • معا الاخبارية

قطر: محادثات الدوحة وصلت إلى طريق مسدود والفجوات بين الأطراف كبيرة جداً

بيت لحم معا- حمل رئيس الوزراء القطري اليوم الثلاثاء، إسرائيل مسؤولية فشل المحادثات بشأن صفقة إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمة له خلال مؤتمر اقتصادي: "بعد إطلاق سراح عيدان ألكسندر، ظننا أن ذلك سيفتح الباب أمام إنهاء الحرب، لكن إسرائيل بدأت تهاجم بعنف أكبر، ولذلك نرى كيف يتم تفويت فرصة التهدئة مرة أخرى". وأضاف: "إن هذا السلوك العدواني غير المسؤول من جانب إسرائيل يقوض أي فرصة ممكنة للسلام. ونحن ملتزمون بمواصلة جهودنا الدبلوماسية حتى نوقف الحرب، ونفرج عن جميع الرهائن، وننهي معاناة سكان غزة، ونبعد المنطقة عن الخطر الدائم". وأضاف آل ثاني: "رغم جهود قطر مع مصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب المأساوية، إلا أننا نشهد إحباط فرص التهدئة" وقال إن "جولة المفاوضات في الأسابيع الأخيرة لم تسفر عن أي تقدم، بسبب الفجوة الجوهرية بين الأطراف". "إن أحد الطرفين يسعى إلى اتفاق شامل في غزة، والطرف الآخر يريد اتفاقا جزئيا، ولم نتمكن من سد الفجوة بينهما". ورغم أن الوفد الإسرائيلي لا يزال في الدوحة بقطر، فإن التقييم في إسرائيل هو أن الاتفاق يبتعد كثيرا عن الهدف. ورغم الجمود، قرر نتنياهو إبقاء الوفد في الدوحة ليوم أو يومين آخرين، على ما يبدو في محاولة لإيصال رسالة إلى الأميركيين والرأي العام الإسرائيلي بأن جهوداً كبيرة تبذل. ومع ذلك، فإن فرص أن تتنازل حماس في اللحظة الأخيرة تبدو ضئيلة للغاية، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.

مقتل جندي إسرائيلي في شمال قطاع غزة
مقتل جندي إسرائيلي في شمال قطاع غزة

فلسطين اليوم

timeمنذ 10 ساعات

  • فلسطين اليوم

مقتل جندي إسرائيلي في شمال قطاع غزة

أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، يوم الإثنين، مقتل جندي خلال اشتباكات في شمال قطاع غزة. وحدد الاحتلال هوية الجندي بأنه الرقيب يوسف يهودا شيراك (22 عاما) من مستوطنة حرشة في الضفة الغربية، وكان يخدم في كتيبة الهندسة القتالية601. ولم يكشف الجيش عن تفاصيل إضافية حول ظروف مقتله. يأتي مقتل شيراك في وقت تكثف فيه إسرائيل هجومها على قطاع غزة ضمن عملية «مركبات جدعون» التي بدأت يوم السبت. وكان الجيش الإسرائيلي ذكر، يوم الإثنين، إنه نفذ ضربات على 160 هدفا في مختلف أنحاء القطاع، شملت مواقع لمسلحين ومنصات إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومستودعات أسلحة وبنية تحتية عسكرية. كما أفاد بتدمير نفق في جنوب غزة، وشن غارة جوية على مبنى في مخيم النصيرات وصفته بأنه مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس.

عملية "عربات جدعون" الأهداف الإسرائيلية والموقف الأمريكي والتداعيات المحتملة على مصر
عملية "عربات جدعون" الأهداف الإسرائيلية والموقف الأمريكي والتداعيات المحتملة على مصر

فلسطين أون لاين

timeمنذ يوم واحد

  • فلسطين أون لاين

عملية "عربات جدعون" الأهداف الإسرائيلية والموقف الأمريكي والتداعيات المحتملة على مصر

صدام سحويل تُعد عملية 'عربات جدعون' التي أطلقتها دولة الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إحدى أوسع العمليات العسكرية منذ السابع من أكتوبر، من حيث الكثافة النارية، وحجم الاستهداف، وتعدد الأهداف الاستراتيجية. هذه العملية لا يمكن فهمها فقط في سياق المواجهة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية، بل يتجاوز أثرها ليطال التوازنات الإقليمية، وخريطة التحالفات، واحتمالات التهجير القسري، في ظل انكشاف نوايا صريحة لإعادة تشكيل الواقع السكاني والسياسي لغزة. الأهداف الإسرائيلية من عملية "عربات جدعون" العسكرية تسعى "إسرائيل" من خلال عملية 'عربات جدعون' إلى تحقيق جملة من الأهداف المترابطة التي تتجاوز نطاق العمل العسكري التقليدي. فعلى المستوى التكتيكي، تركز العملية على استنزاف قدرات المقاومة الفلسطينية، عبر استهداف بنيتها التحتية، وتصفية قادتها الميدانيين، وتدمير شبكة الأنفاق ومراكز القيادة والسيطرة، وهو ما صرح به عددا من القادة الإسرائيليين وما أعلنه الجيش اليوم من بدء عملية برية في شمال القطاع وجنوبه في اطار عملية "عربات جدعون". إلا أن القراءة الاستراتيجية الأعمق تكشف عن أهداف خفية تتعلق بإعادة تشكيل الواقع السكاني والديموغرافي في قطاع غزة (إعادة هندسة القطاع)، من خلال خلق بيئة طاردة للسكان المدنيين، تمهيدًا لتطبيق سيناريو التهجير القسري، سواء بشكل مباشر أو تحت غطاء 'الملاذات الإنسانية' جنوب القطاع. وتنسجم هذه الأهداف مع مقاربات يمينية متطرفة داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، ترى في الحرب الحالية فرصة تاريخية لإحداث تحوّل جذري في بنية الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، يتجاوز المواجهة العسكرية إلى تفكيك مقومات الهوية الوطنية الفلسطينية في غزة، وتفريغها من مضمونها المقاوم والديموغرافي معًا. الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل يتسم الموقف الأمريكي من عملية 'عربات جدعون' بدعم ثابت وواضح للموقف الإسرائيلي، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، بما يعكس عمق التحالف الاستراتيجي بين الطرفين. فقد وفّرت واشنطن غطاءً سياسيًا كاملاً لتل أبيب منذ اليوم الأول لحرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، عبر تعطيل الجهود الأممية لوقف إطلاق النار، واستمرار إمداد الجيش الإسرائيلي بالذخائر والدعم اللوجستي والاستخباري، ما ساهم في توسيع نطاق الحرب وتعقيد مسارات التهدئة. ورغم الإفراج عن الجندي الأمريكي عيدان ألكسندر، لم تُبدِ الإدارة الأمريكية التزامًا جديًا تجاه إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأمر الذي يكشف أن الملف الإنساني لا يُدار من منطلقات أخلاقية أو قانونية، بل يُستخدم كأداة تفاوضية لتحقيق أهداف سياسية. كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، والتي أشار فيها إلى إمكانية تهجير مليون فلسطيني إلى ليبيا، تُظهر تبنيًا واضحًا لأطروحات اليمين الإسرائيلي المتطرف، وتعكس *ضغوطًا مبطنة على الجانب المصري* لقبول سيناريو التهجير إلى سيناء، رغم الرفض المصري المعلن لذلك. وعليه، فإن الموقف الأمريكي، سواء من خلال دعمه العسكري أو طرحه السياسي، لا يمكن قراءته إلا باعتباره *امتدادًا مباشراً للسياسات الإسرائيلية* في المنطقة، وليس موقفًا وسيطًا أو متوازنًا بأي حال. تداعيات العملية على مصر وسيناريوهات المواجهة تشكل مصر الجبهة الأكثر حساسية في سياق هذه العملية، باعتبارها الدولة الحدودية الوحيدة مع قطاع غزة، والقادرة فعليًا على تعطيل أو تسهيل تنفيذ مشروع التهجير. ومع أن القاهرة أعلنت موقفًا حاسمًا برفض أي سيناريو يؤدي إلى توطين الفلسطينيين في سيناء، إلا أن استمرار الضغوط العسكرية والإنسانية باتجاه الجنوب، وتوظيف الخطاب الدولي لتبرير 'الحلول المؤقتة'، *قد يؤدي إلى وضع مصر أمام خيارات صعبة وتحديات وجودية. وعليه، يمكن تصور السيناريوهات التالية: سيناريو الحسم الإسرائيلي الميداني تمضي إسرائيل في عمليتها العسكرية وفق منطق 'فرض الأمر الواقع'، عبر تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة، يهدف إلى *خلق بيئة طاردة للسكان المدنيين من خلال تكثيف القصف، وتدمير البنية التحتية المدنية، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الماء والدواء والغذاء. وتُستخدم هذه الأدوات بشكل ممنهج لدفع السكان إلى البحث عن ممر للخروج، في ظل إغلاق المعابر بشكل شبه كامل. في هذا السياق، قد تسعى إسرائيل، بدعم أمريكي واضح، إلى *خلق ظروف ميدانية خانقة* تدفع مصر إلى إعادة النظر في موقفها تحت ضغط الواقع الإنساني المتدهور، دون الحاجة إلى إعلان رسمي عن قبول التهجير. هذا السيناريو يُبقي مصر في بؤرة المواجهة، ويضعها أمام معضلة مستمرة بين الاعتبارات الإنسانية من جهة، والثوابت الوطنية من جهة أخرى. سيناريو الرفض المصري القاطع يدفع نحو مواجهة سياسية مباشرة، وربما توتر أمني في حال محاولة فرض التهجير بالقوة. سيناريو "الحلول المؤقتة" بوساطة إقليمية، يتيح لإسرائيل إعادة التموضع دون تحقيق هدف التهجير، لكنه لا يمنع إعادة تفعيل العملية مستقبلاً. خاتمة تُعد عملية 'عربات جدعون' أداة استراتيجية تسعى من خلالها إسرائيل إلى فرض تغييرات جذرية على المشهد الفلسطيني في قطاع غزة، تحت غطاء عسكري كثيف، وبدعم أمريكي مباشر وواضح. ورغم وجود إرادة دولية متزايدة لوقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة التأثير في ظل *التصلب الإسرائيلي والإسناد السياسي والعسكري الأمريكي*، ما يضعف فعالية التحركات الأممية ويمنعها من تحقيق اختراق حقيقي في مسار التهدئة. وفي ظل تصاعد الضغط الميداني باتجاه الجنوب، تبقى مصر في صلب المعادلة، أمام تحدٍّ حادٍّ بين *حماية أمنها القومي وثوابتها التاريخية في رفض تهجير الفلسطينيين باعتباره مساسًا جوهريًا بالقضية الفلسطينية*، وبين الاستجابة للواقع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وهو ما يجعل المنطقة على شفا سيناريوهات مفتوحة ومعقدة. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store