logo
هارفارد تساند غزة

هارفارد تساند غزة

بوابة الأهراممنذ 14 ساعات
في ظل الأحداث المتلاحقة التي يشهدها العالم، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، برزت مواقف مختلفة من مؤسسات أكاديمية وسياسية ودولية.
ومن بين هذه المواقف، ترددت أنباء عن احتمال خروج جامعة هارفارد من الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجًا على سياسات الحكومة الأمريكية الداعمة لإسرائيل، إلى جانب دعمها الواضح لغزة في خضم الحرب الأخيرة.
هذه الأنباء أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الأكاديمية والسياسية، حيث تعتبر هارفارد واحدة من أعرق وأهم الجامعات في العالم وأكثرها تأثيرًا.
جامعة هارفارد، التي تأسست عام 1636، تمثل رمزًا للتعليم العالي والبحث العلمي على مستوى العالم. وعلى مدار قرون، كانت حاضنة للعديد من القادة والعلماء والحائزين على جوائز نوبل.
لكن في الآونة الأخيرة، وجدت الجامعة نفسها في قلب عاصفة سياسية بسبب مواقفها المناهضة للسياسات الأمريكية تجاه فلسطين.
فقد أعلنت إدارة الجامعة عن دعمها الكامل لطلابها وأساتذتها الذين نظموا وقفات تضامنية مع غزة، كما أصدرت بيانًا تدين فيه العدوان الإسرائيلي، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في العيش والحياة.
هذه المواقف لم تمر مرور الكرام، حيث واجهت الجامعة ضغوطًا سياسية ومالية هائلة من قبل بعض المؤسسات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، بل إن بعض المانحين الكبار هددوا بسحب تبرعاتهم، والتي تصل إلى مليارات الدولارات، مما أثر على موارد الجامعة المالية، لكن إدارة هارفارد أظهرت صلابة نادرة، مؤكدة أن قيم العدالة والحقوق الإنسانية لا تقدر بثمن، وأنها لن تتراجع عن دعمها للقضية الفلسطينية تحت أي ضغط.
فقد جمَّد البيت الأبيض بقيادة ترامب معونات مالية ضخمة تبلغ قيمتها 2.2 مليار دولار، بالإضافة إلى تجميد عقود حكومية بقيمة 60 مليون دولار، وذلك بعد رفض الجامعة تلبية شروط الإدارة التي طالبت بتغيير سياساتها في مجالات الحوكمة وقبول الطلاب، بحجة مكافحة ما أسمته "معاداة السامية" في الحرم الجامعي!
وردّت هارفارد بإصرارٍ على موقفها، حيث أكد رئيس الجامعة آلان جاربر في رسالةٍ إلى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن المؤسسة لن "تتفاوض على استقلاليتها أو حقوقها الدستورية"، مشددًا على التزام الجامعة بقيم الحرية الأكاديمية والعدالة الاجتماعية.
هذا الموقف جاء في سياق احتجاجات طلابية واسعة داخل الحرم الجامعي تضامنًا مع غزة، والتي أثارت غضب الإدارة الأمريكية وأدت إلى تصعيد غير مسبوق في العلاقة بين السلطة السياسية وأعرق الجامعات الأمريكية.
هذا الصراع لم يكن مجرد خلافٍ إداري، بل تحوّل إلى معركةٍ رمزية حول دور الجامعات في الدفاع عن الحقوق الإنسانية، حتى لو تعارض ذلك مع السياسات الرسمية للدولة.
فبينما رأت إدارة ترامب في مواقف هارفارد "تسييسًا" للتعليم، اعتبرت الجامعة أن مسئوليتها الأخلاقية تتجاوز الرضوخ للضغوط، مما عزز صورتها كقلعةٍ للضمير الحر في وجه السلطة.
أما بالنسبة لفكرة خروج الجامعة من الولايات المتحدة، فهو أمر مطروح بشدة، وتحول إلى نقاش جاد داخل أروقة الجامعة، فقد طرح بعض أعضاء مجلس الأمناء فكرة نقل مقر الجامعة إلى دولة محايدة أو إلى مكان أكثر دعمًا للقضايا الإنسانية، كخطوة رمزية قوية ضد السياسات الأمريكية.
وإن كانت هذه الخطوة تبدو صعبة من الناحية القانونية والعملية، إلا أنها تعكس مدى الاستياء العميق داخل المجتمع الأكاديمي من سياسات واشنطن.
لا شك أن موقف هارفارد يشكل سابقة مهمة في تاريخ الجامعات العالمية، حيث تتحول مؤسسة تعليمية بهذا الثقل إلى لاعب سياسي مؤثر.
فإذا كانت الجامعات قد ظلت تاريخيًا بعيدة عن الصراعات السياسية، فإن هارفارد كسرت هذه القاعدة، مؤكدة أن العلم والمعرفة لا يمكن فصلهما عن العدالة والإنسانية، وهذا ما جعلها تحظى بتأييد واسع من قبل طلابها وخريجيها، بل ومن قبل العديد من المؤسسات الأكاديمية حول العالم التي بدأت تعلن عن تضامنها مع هذا الموقف.
في النهاية، فإن ما تقوم به هارفارد ليس مجرد دعم لغزة، بل هو دفاع عن مبادئ الحرية والعدل التي قامت عليها الجامعات منذ قرون، فإذا كانت السياسة الأمريكية قد اختارت الانحياز إلى طرف على حساب آخر، فإن هارفارد تذكر العالم بأن دور المؤسسات الأكاديمية هو الوقوف مع الحق، بغض النظر عن الثمن. وهذا الموقف، وإن كان يبدو للبعض مجازفة، إلا أنه في الحقيقة استعادة للدور الحقيقي للعلم كمنارة للضمير الإنساني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب رئيس جنوب إفريقيا لتليفزيون "بريكس": نتطلع إلى تعزيز التعاون مع روسيا في القطاعات الاستراتيجية
نائب رئيس جنوب إفريقيا لتليفزيون "بريكس": نتطلع إلى تعزيز التعاون مع روسيا في القطاعات الاستراتيجية

الشرق الأوسط

timeمنذ 39 دقائق

  • الشرق الأوسط

نائب رئيس جنوب إفريقيا لتليفزيون "بريكس": نتطلع إلى تعزيز التعاون مع روسيا في القطاعات الاستراتيجية

موسكو في 20 يونيو /أ ش أ/ أكد نائب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا بول ماشاتيل، أن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون التجاري والتكنولوجي مع روسيا في عدد من القطاعات الاستراتيجية. وقال ماشاتيل - في تصريح خاص لشبكة تليفزيون "بريكس" الدولية أدلى به على هامش منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي 2025 - إن المستوى الحالي للتجارة بين البلدين يبلغ حوالي مليار دولار أمريكي، إلا أنه لا يزال غير كاف.. معربا عن أمله في مضاعفته ثلاث مرات. وفي هذا الإطار، لفت ماشاتيل إلى أن وفد جنوب إفريقيا لمنتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي 2025 يضم ممثلين عن حوالي 20 شركة محلية لإجراء محادثات مباشرة مع الشركات الروسية. وأوضح ماشاتيل أن قطاعات الطاقة والمعادن والزراعة والتقنيات الرقمية تلعب دورا محوريا في تنمية جنوب إفريقيا، وتتماشى مع أولويات أجندة "البريكس". وأكد نائب رئيس جنوب إفريقيا أن التعاون مع روسيا في مجال الطاقة سيكون مفيدا للغاية بالنسبة لبلاده، لاسيما أن روسيا متقدمة في مجال توليد مختلف أشكال الطاقة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والغاز، وكذلك الطاقة النووية. وفيما يتعلق بقطاع التعدين.. قال ماشاتيل إن بلاده تمتلك وفرة من المعادن، واستخدام التكنولوجيا أو التقنيات التي تمتلكها روسيا يمكن أن يساعد جنوب إفريقيا على استغلال هذه الثروات بالشكل الأمثل. وكان ماشاتيل قد اجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي 2025، حيث أكدا على الشراكة القوية والمتنامية بين بلديهما، القائمة على المساواة والاحترام المتبادل والتعاون الاستراتيجي.. كما أعربا عن التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات التجارة والتعليم والثقافة وفي المنصات متعددة الأطراف مثل مجموعة "البريكس" ومجموعة "العشرين". يذكر أن شبكة تليفزيون "بريكس" الدولية هي قناة إعلامية تهتم بالشئون السياسية والاقتصادية والتاريخية والفنية للدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى جانب الدول التي انضمت لاحقا للمجموعة وتشمل مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا. نوب/عزم /أ ش أ/

"ذا هيل": ترامب يحول دبلوماسية أمريكا إلى استعراض شخصى
"ذا هيل": ترامب يحول دبلوماسية أمريكا إلى استعراض شخصى

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

"ذا هيل": ترامب يحول دبلوماسية أمريكا إلى استعراض شخصى

قال موقع "ذا هيل" الأمريكي، إن ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية أظهرت بوضوح شخصنته المفرطة للسياسة الخارجية وتحويله الدبلوماسية الأمريكية إلى "استعراض متهور وأناني" بعيدًا عن صورة الاستراتيجي المتمرس التي يسعى لتقديمها. واستعرض الموقع في تقرير أحدث مثال على ذلك وهو "إعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران دون علم كبار مستشاريه، في قرار يُظهر بشكل صارخ أسلوبه الانفرادي في الحكم". وأضاف الموقع أن "نهج ترامب المتسرع، من تعليق المساعدات الخارجية إلى الحديث عن سيطرة الولايات المتحدة على غزة، يتناقض جذريًا مع الدبلوماسية الأمريكية التقليدية التي تقوم على التخطيط والتنسيق والتحالفات المستقرة"، مشيرًا إلى أن "ترامب يفضل الدراما والترويج الشخصي على حساب المصلحة الوطنية". وأوضح "ذا هيل" أن ترامب يتعامل مع السياسة الخارجية "كعرض مسرحي هدفه تصدر العناوين أكثر من تحقيق نتائج طويلة الأمد"، لافتًا إلى أن تجاوزه لنصائح الخبراء والقنوات الرسمية يقوّض باستمرار مصداقية الولايات المتحدة أمام الحلفاء والخصوم. وأضاف الموقع: "نهج ترامب زرع ارتباكًا داخل إدارته وانعدام ثقة في الخارج، إذ يجد الحلفاء أنفسهم يتساءلون عما إذا كانت تصريحاته تمثل السياسة الرسمية أم مجرد قرارات شخصية مفاجئة، وحتى حكومته نفسها كثيرًا ما تكون في حالة جهل بما يعلنه". وتابع: "سياسة ترامب الخارجية ليست استراتيجية متماسكة بقدر ما هي سلسلة من المشاهد الدرامية التي تهدف لتعظيم حضوره الشخصي"، مشيرًا إلى مثال آخر هو زعمه التوسط في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان عام 2025، رغم أن الطرفين أعلنا أن الهدنة جاءت بتفاهمات ثنائية دون وساطة أمريكية. وقال الموقع إن "ترامب استمر في نسب الفضل لنفسه وضغط علنًا من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام، قائلًا إنه يستحقها عن دوره في رواندا أو الكونغو أو كوسوفو، لكن الجائزة الكبرى هي الهند وباكستان". وأكد "ذا هيل" أن الطابع الشخصي الذي يُضفيه ترامب على الدبلوماسية الأمريكية يمثل خطورة تتجاوز الاستعراض الإعلامي، إذ إن "القرارات الكبرى التي يتخذها على عجل ودون استشارة مختصين تهدد بإضعاف السياسة الخارجية الأمريكية وزيادة احتمال الوقوع في أخطاء استراتيجية". وأضاف: "الحكومات الأجنبية تواجه صعوبة في التمييز بين سياسات الولايات المتحدة الفعلية ومواقف ترامب الشخصية العابرة، خصوصًا مع تهميشه تقييمات الأجهزة الاستخبارية وتقويضه مسؤوليه، كما حدث عندما روّج لتغيير النظام في إيران بينما نفى فريقه علنًا مثل هذه النوايا". وأشار الموقع إلى أن "ترامب يفاقم هذا الغموض بسبب تواصله المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبح مسؤولو حكومته في كثير من الأحيان غير قادرين على تفسير تصريحاته غير المتوقعة".

مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ترامب للضرائب
مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ترامب للضرائب

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ترامب للضرائب

أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون دونالد ترامب الشامل للضرائب والإنفاق يوم الخميس، مانحًا الرئيس أول انتصار تشريعي كبير في ولايته الثانية، ومحيلًا إلى مكتبه تشريعات واسعة النطاق يُتوقع أن تُعزز إنفاذ قوانين الهجرة وتُقلّص برامج شبكة الأمان الاجتماعي الفيدرالية. جاء التصويت بأغلبية 218 صوتًا مقابل 214 صوتًا بعد أسابيع من الجدل حول الإجراء الذي طالب ترامب بأن يكون جاهزًا للتوقيع عليه بحلول يوم الجمعة، وهو عطلة عيد الاستقلال، بحسب ما أوردته صحيفة الجارديان البريطانية.صاغ مشروع القانون حلفاؤه الجمهوريون في الكونجرس، ورفضه الديمقراطيون بالإجماع، وقد سلك مسارًا غير مؤكد نحو إقراره، حيث شهد تصويتات متعددة طوال الليل في مجلسي النواب والشيوخ، ومفاوضات استمرت حتى الساعات الأخيرة قبل إقراره.في النهاية، انسحب الجمهوريون الذين اعترضوا على تكلفته ومحتواه، وتم إقرار مشروع القانون بانشقاق اثنين فقط من الحزب الجمهوري: توماس ماسي، النائب اليميني عن ولاية كنتاكي، وبريان فيتزباتريك، ممثل منطقة بنسلفانيا التي صوّتت لكامالا هاريس في انتخابات العام الماضي.قال مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الجمهوري، قبيل بدء التصويت: "لقد انتظرنا بما فيه الكفاية، وبعضنا مستيقظ منذ أيام، لكن هذا اليوم - هذا اليوم - يوم بالغ الأهمية في تاريخ أمتنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store