logo
محادثات السلام في إسطنبول تكشف الهوة بين أوكرانيا وروسيا

محادثات السلام في إسطنبول تكشف الهوة بين أوكرانيا وروسيا

الشرق الأوسط١٧-٠٥-٢٠٢٥

أظهرت أول محادثات رفيعة المستوى بين روسيا وأوكرانيا منذ الأشهر الأولى من غزو موسكو لكييف عام 2022 أنهما بعيدتان كل البُعد عن الاتفاق على الخطوات اللازمة لوقف إطلاق النار، على الرغم من وعدهما بإجراء تبادل كبيرة لأسرى الحرب.
ومع ذلك، لا تزال هناك فرصة لمزيد من التحرك الدبلوماسي، في ضوء تصريح وزير الخارجية التركي بأن الطرفين وافقا من حيث المبدأ على إجراء محادثات إضافية، وهي خطوة تُعدّ حاسمة بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يسعى إلى تحقيق سلام سريع.
قال بيتر سليزكين، وهو زميل كبير ومدير برنامج روسيا في مركز ستيمسون، إن وعود المفاوضين بالإفراج عن 1000 أسير حرب والاجتماع مرة أخرى لإجراء محادثات وتقديم رؤيتهم لوقف إطلاق النار كانت «خطوات جوهرية».
وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز»، «أعتقد أنها بادرة تبعث على الأمل، لأن دخول الطرفين في اتصال مباشر تطور مهم».
ودعت أوكرانيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى وقف إطلاق النار 30 يوماً، دون شروط مسبقة للسماح بإجراء محادثات سلام.
ولم تُظهر روسيا، التي تسيطر على خُمس أوكرانيا تقريباً، رغبة كبيرة في تقديم تنازلات، مكررة مطالبها الكبيرة، ومنها انسحاب أوكرانيا من 4 مناطق أوكرانية، والاعتراف بالسيطرة الروسية عليها، التي يدعي الكرملين الآن من جانب واحد أنها تابعة له، ولكنه لا يسيطر عليها بالكامل.
ولم تُسهم اللهجة المتزنة في تصريحات الجانبين عقب المحادثات في تضييق الهوة بينهما أو تحقيق تقدم يُذكر.
وقال مصدر دبلوماسي أوكراني، لوكالة «رويترز»، إن روسيا قدّمت مطالب في المحادثات «منفصلة عن الواقع، وتتجاوز بكثير أي شيء خضع للنقاش من قبل».
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية المحادثات، إنها تضمنت إنذارات بانسحاب القوات الأوكرانية من بعض أراضيها و«شروطاً أخرى غير بنّاءة».
وأشار كبير مفاوضي الكرملين، فلاديمير ميدينسكي، بعد المفاوضات، إلى أن روسيا يمكن أن تستمر في القتال ما دامت تحتاج إلى ذلك لتحقق أهدافها. وقال، مستشهداً بالانتصارات العسكرية في الحرب التي استمرت 21 عاماً ضد السويد في القرن الثامن عشر إبان حكم القياصرة، إن كييف تُعزز فقط من أسباب زوالها بمقاومتها مطالب السلام الروسية.
وتُمثل مقترحات طرحتها الولايات المتحدة وأخرى مضادة اقترحتها أوروبا وأوكرانيا في محادثات الشهر الماضي، وحصلت وكالة «رويترز» عليها، أقرب ما يكون إلى مخطط اتفاق سلام.
وقال مصدر حكومي أوكراني كبير، اليوم، إن أحدث المطالب الروسية في إسطنبول تضمنت تخلي كييف عن رغبتها في الحصول على تعويضات، والاعتراف الدولي بخمس مناطق من أوكرانيا على أنها روسية، وأن تصبح أوكرانيا دولة محايدة. وتجاوزت المطالب الروسية ما ورد في المقترحات الأميركية أو الأوكرانية والأوروبية.
ورأى أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين الذين شاركوا في المحادثات مع روسيا عام 2022، التي فشلت في وقف الحرب الشاملة، لوكالة «رويترز»، أن نتيجة استئناف الحوار مع روسيا في إسطنبول جاءت مثلما كان متوقعاً تماماً.
وأضاف المصدر: «كل رحلة تبدأ بخطوة واحدة، وهذه هي بداية الرحلة. دائماً ما تشهد بداية أي مفاوضات مبالغة في المطالب، وهذا أمر تقليدي».
أدت النتائج الهشّة التي تمخضت عن المحادثات إلى إعادة الكرة مجدداً إلى ملعب ترمب، الذي غيّر موقفه فجأة يوم الخميس، أي قبل يوم واحد فقط من بدء المفاوضات، حين قال إنه بحاجة للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين حتى تتحقق انفراجة.
ويُبدد هذا التصريح، في الوقت الراهن، آمال أوروبا في دفع واشنطن لفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا.
وفي حالة فرض عقوبات، فستكون هذه لحظة فارقة في رئاسة ترمب التي أبدى خلالها حتى الآن تعاطفاً تجاه روسيا، وتراجع عن سياسات سلفه جو بايدن المؤيدة لأوكرانيا.
وتوجه قادة 4 قوى أوروبية كبرى إلى كييف الأسبوع الماضي، وهددوا بفرض مزيد من العقوبات على روسيا إن لم توافق على وقف لإطلاق النار 30 يوماً، بدءاً من 12 مايو (أيار)، وهي خطوة قالوا إن الولايات المتحدة تدعمها.
لكن عندما اقترح بوتين إجراء محادثات بدلاً من وقف إطلاق النار، كتب ترمب منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي حثّ فيه زيلينسكي على الموافقة فوراً، دون أن يذكر العقوبات المنتظرة على روسيا، رغم أنه لمّح على مدار أسابيع إلى استيائه مما وصفه بتباطؤ بوتين.
واقترح زيلينسكي إجراء محادثات مباشرة مع بوتين؛ انطلاقاً من حرصه على عدم إغضاب ترمب، لكن بوتين لم يرد إلا في اللحظات الأخيرة عندما اختار وفداً لم يشمله ولا أياً من وزرائه الأساسيين.
وفي تعليق له على اختيار ميدينسكي رئيساً للوفد، قال المحلل السياسي الروسي فلاديمير باستوخوف: «لا أحد يرسل متعهدي الدفن إلى حفل زفاف»، في إشارة إلى دوره في محادثات 2022 التي لم يُكتب لها النجاح.
وبعد استئناف المفاوضات في إسطنبول، عاد قادة القوى الأوروبية الأربع وزيلينسكي للتواصل هاتفياً مع ترمب لمناقشة سير المحادثات.
كما جدّد الفريق الأوكراني علناً الدعوة لإجراء محادثات مباشرة بين زيلينسكي وبوتين، قائلاً إن الرئيس الروسي وحده هو مَن يملك التفويض لاتخاذ قرارات بشأن عدد كبير من الملفات المطروحة.
وفي مقابلة مع «فوكس نيوز»، قال ترمب إنه يعتقد أنه يستطيع التوصل إلى «اتفاق» مع بوتين، لكنه سيفرض عقوبات على روسيا إذا «لم نتوصل إلى اتفاق».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ألمانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى "الحزم" بعد الضربات الروسية الأخيرة
ألمانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى "الحزم" بعد الضربات الروسية الأخيرة

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

ألمانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى "الحزم" بعد الضربات الروسية الأخيرة

دعت ألمانيا الأحد حلفاء كييف إلى "الرد بحزم" على روسيا بعدما أطلقت عددا قياسيا من الطائرات المسيّرة على أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا. وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول لقناة محلية "لا يمكننا قبول هذا". واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يدوس على حقوق الإنسان، وهذه إساءة أيضا للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بذل قصارى جهده ليجلس بوتين إلى طاولة المفاوضات". ورأى فاديفول أن التطورات الأخيرة في أوكرانيا أظهرت أن "بوتين لا يريد السلام، بل يريد مواصلة الحرب، ويجب ألا نسمح له بذلك". وقال "لهذا السبب سنوافق على فرض مزيد من العقوبات على المستوى الأوروبي". وأقر الاتحاد الأوروبي رسميا الثلاثاء الحزمة السابعة عشرة من العقوبات على موسكو والتي تستهدف 200 ناقلة نفط مما يُسمى "أسطول الظل" الروسي، ما أثار غضب روسيا. و"أسطول الظل" تعبير يستخدم للإشارة إلى سفن منخرطة في عمليات تشكل انتهاكا للحظر المفروض على نقل النفط الروسي ومشتقاته. وقال فاديفول إن العقوبات الجديدة ستؤدي إلى "عواقب وخيمة على الاقتصاد الروسي، وسيتأثر قطاع الطاقة، وقطاعات أخرى أيضا"، مضيفا "سيكون الأمر مؤلما ماليا لروسيا". في الآن نفسه أكد الوزير الألماني "يدنا ممدودة، أوكرانيا مستعدة للتفاوض. على بوتين أن يجلس إلى طاولة المفاوضات".

السويد.. مُسيّرة مجهولة تسقط "طلاء" على مجمع السفارة الروسية
السويد.. مُسيّرة مجهولة تسقط "طلاء" على مجمع السفارة الروسية

العربية

timeمنذ 7 ساعات

  • العربية

السويد.. مُسيّرة مجهولة تسقط "طلاء" على مجمع السفارة الروسية

تعرضت السفارة الروسية في السويد لهجوم جديد، حيث قامت طائرة مسيرة بإلقاء عبوة تحتوي على طلاء عند المدخل الرئيسي للمبنى. وجاء في بيان السفارة عبر "تليغرام": "حوالي الساعة 3:40 صباحا في 25 مايو، تعرضت السفارة الروسية في السويد لهجوم جديد بطائرة مسيرة، حيث ألقت المسيرة عبوة "طلاء" أمام المدخل الرئيسي بعد أن حلقت فوق أراضي البعثة الدبلوماسية، ومما يزيد من "غرابة" الحادث أن مشغلي المسيرة استخدموا عبوة زجاجية، والتي يمكن أن تلحق إصابات خطيرة في حال وجود أشخاص في الموقع عند إسقاطها من هذا الارتفاع". وأشار البيان إلى مثل هذه الهجمات تتكرر منذ أكثر من عام، مضيفاً أن السفارة طالبت الشرطة السويدية ووزارة الخارجية السويدية لوضع حد لتلك الاعتداءات بشكل فوري. وأشارت السفارة إلى أن الجانب السويدي لا يفي بالتزاماته بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تنص على ضرورة حماية مقار البعثات الدبلوماسية وأمنها. وختمت السفارة بيانها بالتأكيد على أن "غياب أي نتائج ملموسة يعكس تجاهل ستوكهولم الصارخ لمعايير القانون الدولي، وأن الحكومة السويدية تتحمل كامل المسؤولية عن العواقب المحتملة لمثل هذه الحوادث.

1000 مقابل 1000..روسيا وأوكرانيا ينجزان أكبر عملية تبادل أسرى
1000 مقابل 1000..روسيا وأوكرانيا ينجزان أكبر عملية تبادل أسرى

عكاظ

timeمنذ 8 ساعات

  • عكاظ

1000 مقابل 1000..روسيا وأوكرانيا ينجزان أكبر عملية تبادل أسرى

تابعوا عكاظ على رجحت مصادر أن تستضيف إسطنبول الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بحسب ما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، اليوم (الأحد). واستبعد المصدر لـ«تاس»، أن تكون الفاتيكان مكاناً للاجتماع لأسباب عدة من بينها أسباب لوجستية، أما الخيار الأكثر ترجيحاً حالياً فهو إسطنبول، ومن المتوقع الإعلان عن التفاصيل قريباً. يذكر أنه في 16 مايو أجريت مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف لأول مرة منذ العام 2022، واستمرت 90 دقيقة في مدينة إسطنبول التركية، وتم خلالها الموافقة على جولة جديدة من المفاوضات ولكن دون تحديد إطار زمني ودون اتفاق على مكان. وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (الجمعة) الماضية عن شكوكه بأن تكون الفاتيكان مكاناً محتملاً لإجراء محادثات السلام مع أوكرانيا. فيما أعربت الولايات المتحدة وإيطاليا والفاتيكان عن أملها في أن تستضيف المدينة هذه المفاوضات. وقال لافروف «سيكون من غير اللائق كثيراً بالنسبة إلى دول أرثوذكسية أن تناقش على أرضية كاثوليكية مسائل تتعلق بإزالة الأسباب الجذرية للصراع، متهماً كييف بتدمير الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية. وأضاف: «بالنسبة إلى الفاتيكان نفسه، لن يكون من المريح، في ظل هذه الظروف، استضافة وفود من دول أرثوذكسية». وأعلنت إيطاليا أن البابا لاون الرابع عشر مستعد لاستضافة محادثات السلام بعدما اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الفاتيكان مكاناً لإقامتها. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، (الأحد)، أن موسكو وكييف استكملتا عملية تبادل أسرى حرب استمرت ثلاثة أيام. وأضافت: «وفقاً للاتفاقيات الروسية الأوكرانية التي تم التوصل إليها في 16 مايو في إسطنبول، وعلى مدى الفترة من 23 إلى 25 مايو، أجرى الجانبان الروسي والأوكراني عملية تبادل أسرى بمعدل ألف أسير مقابل ألف أسير وفق (صيغة 1000 مقابل 1000)». وأفادت بأنه تمت إعادة 303 عسكريين روس آخرين من الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام كييف. وفي المقابل، تم تسليم 303 أسرى حرب من القوات الأوكرانية. ويتواجد العسكريون الروس حالياً على أراضي جمهورية بيلاروس، حيث يتلقون الدعم النفسي والطبي اللازم. وأكدت الوزارة أنه سيتم نقل جميع العسكريين والمدنيين الروس إلى روسيا لتلقي العلاج والتأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع الروسية. وأعلن مدير مكتب الرئيس الأوكراني أن كييف استعادت 303 أسرى من روسيا في المرحلة الثالثة من عملية تبادل الأسرى الكبيرة. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} جنود أوكرانيون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store