
معرض "حنين مطبوع" في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهوية عبر فنون متنوعة
ويعرض الحدث رؤى فنية متنوعة تتناول موضوعات مثل العمارة والثقافة والهجرة والحياة اليومية، وذلك من خلال مجموعة أعمال تجسدت في الرسم الرقمي والتصوير الفوتوغرافي والرسم والكولاج والكلمة المكتوبة.
وكان من جملة الفنانين المشاركين عبد الله العبيدلي وأغوستينا موتشي وأحمد شرف الدين والريم العمادي وشفيق طوني نجم وفيديريكو ليبي وجو آن مالان وليان وليد ومي عراقي ومحمد لوانجلي ومبارك آل ثاني وعمر الصرايرة وساكنة حسن، الذين يمثلون منظورات ثقافية متعددة من ربوع العالم.
ويأتي "حنين مطبوع"، الذي اختيرت معروضاته عن طريق دعوة دولية مفتوحة شهدت 322 مشاركة، بتقييم مشترك بين كل من سعيدة الخليفي وفاطمة الزيني. ويتضمن المعرض كذلك فضاء مخصصا للتأمل والتفاعل، صمم بعناية لتشجيع الزوار على استحضار تجاربهم الخاصة في رحلة الحنين إلى الماضي والتذكر.
View this post on Instagram
A post shared by Doha Fire Station (@dohafirestation)
الحنين.. إحساس شخصي وجماعي
وفي حديث للجزيرة نت، تؤكد القيمة الفنية للمعرض سعيدة الخليفي أن "حنين مطبوع" لا يركز على فترة زمنية واحدة أو شعور نوستالجي محدد، وإنما يسعى إلى تجاوز الفوارق الثقافية واللغوية من خلال الصورة، بوصفها لغة فنية يفهمها الجميع. وتقول الخليفي: "لم نرغب في حصر الحنين في فترة بعينها، مثل أواخر الثمانينيات أو التسعينيات، رغم أن بعض الأعمال تستلهم تلك الأزمنة بالفعل. فالحنين، في جوهره، إحساس يتجاوز الزمان والمكان، وهو ما أردنا أن نعكسه من خلال تنوع الوسائط المستخدمة".
وأضافت: "شجعنا الفنانين على التعبير بكافة الوسائل: الرسم الرقمي، الكولاج، التصوير، وغيرها. وكان هدفنا تحويل الفن الرقمي إلى شيء ملموس، تماما كما كنا نحتفظ بذكرياتنا قديما من خلال الصور والكتب والورق؛ ففكرة الطباعة كانت وسيلة لإضفاء البعد الحسي على التجربة الرقمية".
وعن العلاقة بين هذا المعرض ومعارض سابقة ذات طابع فوتوغرافي، أوضحت الخليفي أن "حنين مطبوع" ليس امتدادا لمعرض تصوير معين، لكنه يحتفي بالصورة بوصفها جزءا من الفن الرقمي. وأضافت "لم نستبعد الصورة من المعرض، بل دمجناها ضمن وسائط متعددة. فحين أطلقنا الدعوة العامة لم نحدد نوعا رقميا بعينه، وشجعنا كل من لديه عمل يتقاطع مع موضوع الحنين على المشاركة. حتى الأعمال التي بدأت تقليدية ثم خضعت لتعديلات رقمية، كانت موضع ترحيب".
واختتمت حديثها بالقول: "الحنين تجربة فردية، لكنها في الوقت ذاته جماعية. كل يمر بها بطريقته الخاصة، وهذا ما نراه في تنوع الأعمال الفنية المعروضة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الراية
منذ ساعة واحدة
- الراية
أيقونات ثقافية قطرية في برنامج 'عشرون'
في الفنون التشكيلية والمسرح والمكتبات والآثار أيقونات ثقافية قطرية في برنامج "عشرون" الدوحة- الراية: يستضيف برنامج "عشرون" على قناة العربي 2، نخبة من الشخصيات الفنية والثقافية القطرية البارزة في التعليق والتصويت ضمن حلقات البرنامج، بل تم أيضًا اختيار عدد من المعالم والأسماء الثقافية القطرية ضمن قوائم الأفضل عربيا، في مجالات الفن التشكيلي، المسرح، المكتبات، والآثار. وبرزت مكتبة قطر الوطنية في حلقة أفضل المكتبات العربية، كإحدى أبرز الصروح المعرفية في العالم العربي، لما تضمه من مجموعات فريدة من الكتب والمخطوطات، ولدورها المحوري في نشر المعرفة وتعزيز البحث العلمي في قطر والمنطقة، كما تم اختيار موقع الزبارة الأثري ضمن قائمة أهم المعالم الأثرية عربيا، في تقدير لقيمته التاريخية والثقافية، وكونه أحد أبرز المعالم المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. هذا وشهدت حلقة الفن التشكيلي اختيار كل من الفنانين يوسف أحمد وحسن الملا ضمن قائمة أفضل 20 فنانا تشكيليا عربيا، نظير منجزهما البصري الأصيل العاكس للهوية القطرية، بما أسهم في إثراء المشهد التشكيلي العربي. أما في حلقة المسرح الجاد، فقد برزت مسرحية أم الزين في القائمة، تأكيدا على مواكبتها للتحولات في المجتمع القطري وقت عرضها. إلى جانب هذه الاختيارات، شارك عدد من المثقفين والفنانين القطريين في مداخلات خلال الحلقات للتعليق على الأعمال الفائزة، من بينهم الناقد المسرحي حسن رشيد، الفنانة والناقدة جميلة آل شريم، الفنانة التشكيلية هنادي الدرويش، والكاتبة والروائية هدى النعيمي. هذا، وشارك في عمليات التصويت على الأعمال والأسماء المرشحة نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية القطرية المؤثرة، منهم: حسن رشيد، محمد يعقوب اليوسف، جميلة آل شريم، ابتسام الصفار، عبد الله الملا، موزا آل إسحاق، ومحمد الشهواني، بما يعكس عمق الحضور القطري في البرنامج على مستويات متعددة.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
الشواطئ الليلية في الخليج.. سباحة تحت النجوم
حين يتحول النهار إلى خصم لدود في شهور الصيف في الخليج، تصبح السباحة النهارية المعتادة تحديًا غير محبذاً، بل وخطرًا أحيانًا، بسبب الحرارة الحارقة وارتفاع نسبة الرطوبة على سواحل الخليج العربي. وفي السنوات الأخيرة ظهر بديلاً جديدًا ومغريًا في بعض دول الخليج؛ شواطئ تتيح السباحة ليلاً، بحثًا عن أجواء أكثر برودةً وانتعاشًا بعد غروب الشمس، وتحت أضواء القمر والنجوم. في هذا المقال نأخذك في جولة للتعرف على الشواطئ الليلية في قطر وفي الإمارات والسعودية، حين يصبح الليل صديقًا آمنًا لرواد الشواطئ والباحثين عن نسمات الهواء الطلق خارج الأماكن المغلقة. لماذا ظهرت الشواطئ الليلية؟ في السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ صيف عام 2023، بدأت بعض مناطق الخليج تستحدث تجربة "الشاطئ الليلي" استجابةً للعديد من التحديات، وأهمها التغيرات المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الآخذة في الازدياد عامًا بعد عام، والتي تجعل من زيارة الشواطئ نهارا أمرا مرهقا، بل وغير مفضل لدى كثيرين. كما أبدى العديد من السكان من العائلات والشباب، بجانب المقيمين والسائحين، رغبة متزايدة في الاستمتاع بوقت الفراغ خارج المولات والأماكن المُكّيفة المعتادة، لكن في بيئة آمنة ومفتوحة، وبخاصة في أوقات العطلات وبعد ساعات العمل. فكانت مبادرة الشواطئ الليلية تعبيرا على حرص المؤسسات المعنية بالشواطئ العامة في دول مثل الإمارات وقطر والسعودية، فتح فرص جديدة للترفيه والرفاهية، وتقديم بدائل مبتكرة لرواد الشواطئ بعيدًا عن قيظ النهار. وساهم في ترسيخ هذا التوجّه تحسين البنية التحتية للشواطئ، وتوفير إنارة ليلية، وخدمات مهيّأة لأنشطة متنوعة وجلسات سمر حتى ساعات الفجر، خاصة التي تتزامن مع العطلة الصيفية السنوية للطلاب والدراسيين، وحتى الوافدين العاملين في تلك المدن. وإذا أردنا تتبُّع كيف تحولت هذه الفكرة إلى واقع، يمكن أن نبدأ من الدوحة، حيث يقدّم شاطئ القطيفية نموذجًا حيا لتلك للتجربة. 1- شاطئ القطيفية بالدوحة هو إحدى الوجهات الهادئة على ساحل الدوحة، ومكانًا مفضلاً للعائلات والأصدقاء، ويقع شاطئ القطيفية عند مدخل شبه جزيرة "اللؤلؤة"، مباشرة مقابل لاغونا مول، ويمكن الوصول إليه بسهولة عبر محطة مترو "القطيفية"، التي تقع على بُعد خطوات من الشاطئ. وتتوفر به مواقف سيارات واسعة، كما توجد عشرات المطاعم والمقاهي القريبة في منطقة "ديستريكت ون" (District one). يفتح الشاطئ أبوابه من بعد الظهر (3 عصرًا) حتى منتصف الليل (12 صباحًا)، مع إمكانية المبيت والتخييم حتى صباح اليوم التالي. ودخول الشاطئ مجاني، لكن هناك بعض الأنشطة المدفوعة مثل ألعاب هوائية للأطفال والكبار (50 ريالًا لاستخدام غير محدود). مع حلول الليل، تنخفض الرطوبة ويصبح الهواء محمّلًا بنسمات البحر الخفيفة التي تمنح الزائرين شعورًا بالانتعاش، فيمكن للزائرين الاستمتاع بإطلالات المدينة والاسترخاء على رمال الشاطئ قبل الغروب وفي الليل، بفضل الإضاءة الليلية الموزعة على طول الشاطئ، مما يمنح الزائرين شعورًا بالراحة والطمأنينة. يوفر شاطئ القطيفية مساحة مفتوحة لعدد متنوع من الأنشطة؛ فيمكن للزوار السباحة، أو التخييم، أو الشواء، أو الاسترخاء على الرمال تحت أشجار النخيل التي تُعدّ ملاذًا طبيعيًا من حرارة النهار، حيث يجلس الزوار في ظلها أو يفترشون الرمل بأدواتهم الخاصة. كما يُسمح بإحضار الطعام والشراب من الخارج، وأدوات طهي بسيطة، إلى جانب تجهيزات شخصية مثل المفارش والمظلات وكراسي البحر، وذلك بالإضافة إلى كراسي استلقاء مجانية المتوفرة على طول الشاطئ. والشاطئ أيضًا وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن تجربة ليلية آمنة ومسلية، حيث توجد مساحة واسعة للأطفال لبناء القلاع الرملية أو الاستمتاع بالمياه الضحلة بأمان. كما توجد منطقة ترفيهية مليئة بالألعاب الهوائية، مثل الترامبولين، تناسب الصغار والكبار على حد سواء. ولمن يرغب في أجواء أبسط وأكثر ألفة من المقاهي والمولات، يقدم الشاطئ مساحة مثالية لجلسات السمر، ومكان مفضل للتخييم وتحضير وجبة طعام خفيفة أو الشواء تحت السماء المفتوحة. يصف أحد المقيمين في الدوحة تجربته الأولى للمبيت في شاطئ دخان على الساحل الغربي لقطر، إذ يقول إن أفضل وقت للزيارة يبدأ بعد الغروب، ربما في الثامنة أو التاسعة مساءً، حين يخفّ الزحام وتختفي الشمس بحرارتها. يحمل بعض الزوار معهم الشاي والقهوة وطعامهم المفضل، وربما بطانية صغيرة ووسادة وخيمة خفيفة للمبيت. البعض يفضل السباحة في هذا الوقت، وآخرون يكتفون بالجلوس الهادئ على رمال البحر. يُكمل الزائر وصفه "نظل هناك أحيانًا حتى الفجر، مستمتعين بنسيم البحر الليلي، وأحيانًا ننتظر أول خيط من ضوء الصباح لننزل إلى الماء… الأمان والهدوء الليلي يشجعان على البقاء". 2- الشواطئ الليلية في دبي في مايو/آيار 2023، أعلنت بلدية دبي عن افتتاح ثلاثة شواطئ جديدة للسباحة الليلية، لأول مرة في الإمارة. تقع هذه الشواطئ غرب دبي على امتداد ساحل جميرا، وتشمل: جميرا 2، جميرا 3، وأم سقيم 1. تمتد الشواطئ الثلاثة على مساحة إجمالية تبلغ 800 متر تقريبًا، وقد استقطبت أكثر من 1.5 مليون زائر منذ افتتاحها، مما يعكس الإقبال الكبير على هذه التجربة الفريدة. ما يميز هذه الشواطئ أن الدخول إليها مجاني تمامًا باستثناء تكلفة بعض الأنشطة الأخرى، وقد خُصصت ساعات محددة للسباحة الليلية تبدأ من غروب الشمس وحتى شروقها. وجدير بالذكر أن السباحة ليلًا ممنوعة في باقي شواطئ دبي العامة، نظرًا لما قد تمثّله من خطر على سلامة الزوار، باستثناء هذه المواقع الثلاثة التي تم تجهيزها لتتيح للزوار تجربة آمنة بعد حلول الظلام. السلامة والأنشطة الترفيهية وتتميز شواطئ السباحة الليلية في دبي بأنظمة إضاءة متطورة، لضمان تجربة سباحة مريحة وآمنة خلال الليل، تشمل ساريات ذكية مزودة بكشافات قوية تُنير البحر حتى عمق 30 مترا. كما وُضعت شاشات رقمية لعرض التحذيرات البحرية في حال اضطراب المياه، وتُظهر بشكل متحرك ألوان الأعلام المستخدمة عالميًا لتنبيه السباحين إلى حالة البحر. كما وفّرت تلك الشواطئ لروادها أيضًا غرف تبديل ملابس ذكية تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى دورات مياه، أماكن للاستحمام، ومناطق جلوس مريحة، إلى جانب مطاعم ومنافذ بيع للمأكولات والمشروبات المتوفرة على الشواطئ وبالقرب منه في منطقة جميرا. كما يمكن للزوار اصطحاب احتياجاتهم الشخصية مثل الكراسي والمفارش، واصطحاب المأكولات والمشروبات بحرية. ومن أبرز مميزات الشواطئ الليلية في دبي أنها مُهيأة لتكون صديقة لاحتياجات فئات المجتمع، بما في ذلك أصحاب الهمم وكبار السن، سواء من ناحية الممرات والمداخل أو من ناحية فرق الإنقاذ القادرة على التعامل مع هذه الفئات من الناس. تقول إحدى المقيمات في دبي لصحيفة "غولف تايمز" الناطقة بالانجليزية "أسعد كثيرًا بوجود هذه الشواطئ الليلية. في الليل، تنخفض درجات الحرارة ويكون لدي وقت بعد انتهاء الدوام اليومي. المياه دافئة، والأمواج خفيفة، لذا يمكنني الاسترخاء بالكامل. إنها طريقة مثالية للتخلص من توتر اليوم الطويل". وتضيف "أحيانًا نأتي حوالي الثانية فجرًا، فتكون الشواطئ شبه خالية وهادئة تمامًا. ننعزل عن صخب المدينة وضجيجها، ونستمتع بلحظات صفاء واسترخاء بعيدًا عن الإيقاع السريع لدبي". ويبدي أحد الآباء أعجابه الشديد بفكرة الشواطئ الليلة في دبي على منصات التواصل الاجتماعي قائلاً "وجود هذه الشواطئ منح الإجازة الصيفية نكهة جديدة. في السابق، كنا نقضي وقتنا في المولات فقط، وكانت النزهات تكلفنا الكثير بسبب الألعاب الترفيهية للأطفال، أو نضطر لتركهم في البيت أمام الشاشات طوال اليوم". 3-"نصف القمر" في السعودية يقع شاطئ نصف القمر أو كما يُعرف بـ"هاف مون" على ساحل مدينة الخبر في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ويُعد من أشهر وأطول الشواطئ في السعودية والخليج العربي، إذ يمتد على مسافة تقارب 18 كيلومترًا، ويتّخذ شكل نصف دائرة، وهو ما أكسبه اسمه الفريد. يُفتح الشاطئ يوميًا طيلة أيام الأسبوع، من الصباح الباكر حتى المساء، ويُعد من الشواطئ العامة المجانية بالكامل، ما يجعله خيارًا مثاليًا لقضاء وقت ممتع دون تكاليف تُذكر. يمكن للزوار الوصول بسهولة باستخدام وسائل النقل العامة أو بالسيارة الخاصة، وتتوفر مواقف سيارات قريبة من الشاطئ. رغم أن الدخول إلى الشاطئ لا يتطلب رسومًا؛ إلا أن بعض المرافق الترفيهية أو الأنشطة المنظمة قد تتطلب رسومًا رمزية. أنشطة للرياضة والسمر يُعتبر المكان مثاليًا للعائلات والأطفال بفضل الهدوء والنظافة، والرمال الناعمة، المياه في أنحاء هذه المنطقة صافية وضحلة وهادئة، مع أمواج قليلة جدًا وهي آمنة تمامًا للسباحة وللعديد من الأنشطة المائية. ومن أبرز الأنشطة التي يمكن ممارستها على الشاطئ السباحة والاسترخاء أمام البحر، خاصة في أوقات الغروب أو قبيل الشروق، وممارسة الرياضات المختلفة، مثل كرة القدم الشاطئية والكرة الطائرة، كما تتوفر أنشطة أخرى مثل ركوب الخيل على طول الشاطئ أو التنزه بالدراجات في مساراتها المحددة. هناك أيضا أنشطة تناسب محبي الرياضات المائية مثل الغوص والتزلج على الماء، أما النساء فيستطعن قضاء وقت ممتع بخصوصية في "بلووباجوون"، الحديقة المائية العامرة بالألعاب والمنزلقات المائيّة، والمخصصة حصريًا للسيدات، وهي الأولى من نوعها في السعودية، ومتاحة برسوم دخول متفاوتة. ويمكن لرواد شاطئ نصف القمر استئجار قارب صغير في جولة بحرية ومشاهدة طيور النورس في الأفق، أو التخييم للإقامة على الشاطئ ليلاً في الهواء الطلق أو كما يطلق عليها باللهجة السعودية "الكشتة" والمبيت على شاطئ البحر، أو الجلوس على الرمال في جلسات سمر هادئة، تجمع بين البحر ونسيم الصحراء. لا يخلو الأمر أيضًا من أنشطة لعشّاق المغامرة؛ فالكثبان الرملية المقابلة للشاطئ تجذب هواة التزلج على الرمال وقيادة سيارات الدفع الرباعي، التي تُعد واحدة من أكثر الأنشطة شعبية في المنطقة. سيجد الزوار الشاطئ يوفّر خدمات متكاملة مثل الحمّامات العامة، أماكن للاستحمام، مواقف للسيارات، والأكشاك التي تبيع الوجبات الخفيفة والمشروبات، بالإضافة إلى توفر مناطق مخصصة للشواء، ومئات المظلات والاستراحات الممتدة على طول الشاطئ. ويمكن لمن يتصفح منصة "تريب أدفايزر" (TripAdvisor الشهيرة أن يجد العديد من التقييمات الإيجابية التي تشيد بنظافة شاطئ نصف قمر، وتوفّر الخدمات وملاءمته للعائلات. إذ يذكر أحد الزوار تجربته قائلاً "يعتبر شاطئ نصف القمر من الشواطئ النظيفة بالخبر وانصح العوائل بزيارته وقضاء ليلة قمرية فيه حيث الهدوء والاستمتاع فيه". كما يصفه الكثيرون بإشادة متكررة من الزوار بأنه "مكان هادئ جدًا وجميل لهروب هادئ من الزحام المدينة وحرّ الصيف، إذا كنت تعاني من ضغوط العمل، فهذا المكان مثالي لك. والمنظر رائع، وخاصةً غروب الشمس وشروقها. وفي المحصلة، فإن ما كان يبدو ترفا أو استثناءً، أصبح اليوم جزءًا من روتين الصيف في قطر والإمارات والسعودية. وبين الدوحة ودبي والخبر تشق الشواطئ الليلية طريقها كحل عملي ومرغوب لحر الصيف. كما تثبت أنها أكثر من خيار ترفيهي موسمي، بل هي استثمار في جودة الحياة والراحة النفسية في بيئة الخليج الحارة. ومع تزايد الإقبال عليها، قد تتحول قريبًا إلى سِمة أساسية لكل مدينة خليجية ساحلية.


الجزيرة
منذ 16 ساعات
- الجزيرة
القدس في السينما المغربية.. حين تقتحم الكاميرا أسوار الوجدان
مراكش – في زمن تنكمش فيه الشاشة العربية عن تناول القضايا المصيرية، يأتي حضور القدس الشريف في السينما المغربية ليكرس واقعا يواجه الكثير من التحديات. في المغرب ، لم تنتج السينما المحلية سوى ثلاثة أفلام تناولت المدينة المقدسة بشكل مباشر، أحدها قصير وروائي هو "القدس، أبنادم" لمصطفى الشعبي، والثاني والثالث وثائقيان بعنوان "الأقصى يسكن الأقصى" لعبد الرحمن لعوان، و"القدس باب المغاربة" للراحل عبد الله المصباحي. يبدو الأمر أنه لا يتعلق بعدد محدود من العناوين فحسب، بل بتجربة إبداعية تضع القدس في قلب انشغال مغربي يتجاوز البعد السياسي أو الديني، لينفذ إلى الذاكرة والوجدان. وتأتي العودة إلى تناول هذه الأفلام في سياق وعي شعبي مغربي شديد الحساسية تجاه فلسطين والقدس، ليطرح السؤال الأهم، كيف عبرت الصورة عن مكان بعيد مكانيا، وقريب رمزيا؟ وكيف تُستحضر المدينة المقدسة في فضاء سينمائي مغربي؟ هذا هو الرهان الذي خاضه المخرجون الثلاثة، كل بطريقته. يقول الناقد السينمائي مصطفى الطالب للجزيرة نت "الفيلم القصير "القدس، أبنادم" اختار الاشتغال على الرمز من خلال حكاية شبابية مرتبطة بكرة القدم، بينما انخرط الفيلمان الوثائقيان في تثبيت الحقائق والذاكرة". ويضيف، "أهمية الأفلام تكمن في تكاملها، فالروائي يشعر، والوثائقي يُقنع، وكلاهما يكرس رمزية القدس قضية حية في الوعي المغربي". فكرة وجدانية ليست السينما أداة للتمثيل فحسب، بل كثيرا ما تكون تعبيرا عن سؤال داخلي، هذا ما يعبّر عنه المخرج عبد الرحمن لعوان وهو يسترجع بدايات مشروعه الوثائقي. يقول للجزيرة نت "تولد عندي هذا التساؤل متزامنا مع اهتمامي بالإخراج السينمائي، ما هو السر وراء ارتباط المغاربة بأرض فلسطين وبقضاياها وهم أبعد الشعوب العربية غربا عنها؟" هذا السؤال تحول إلى فكرة، والفكرة إلى فيلم، والفيلم إلى تجربة وجدان. أما مصطفى الشعبي، مخرج "القدس، أبنادم"، فقد انطلق من إحساس مختلف، نابع من شعور بالقهر الرمزي والخذلان. في لقاء منشور له، يقول إن الفيلم اشتغل على "حالة الغيرة التي تحرك فتيان الحي حين يكتشفون قمصانا تحمل عبارة القدس عاصمة الكيان فيهاجمونها بالحجارة". ليست مجرد لقطة رمزية، بل تعبير عن غريزة المقاومة الكامنة حتى في أبناء الأحياء الشعبية المغربية. بينما يؤكد عز الدين شلح، رئيس مهرجان القدس الدولي، للجزيرة نت، أن مثل هذه المبادرات السينمائية تحتاج دافعا شخصيا قويا، "المشكلة أن هذا النوع من الدوافع غير متوفر دائما، خاصة عندما لا يكون السيناريست أو المخرج على تماس مباشر مع واقع المدينة". لكن يبدو أن الوجدان المغربي، برمزيته العالية، يخلق هذا التماس من بعيد. اللغة والرمز حين تغيب القدرة على التصوير داخل القدس، تحضر الصورة الرمزية بديلا إبداعيا. اختار الشعبي في فيلمه "القدس، أبنادم" أن يحول ملعبا إلى جبهة، ولقطة إلى خطاب. يرى الناقد مصطفى الطالب أن قوة الفيلم تكمن في توظيفه للرمز، حيث "قام الفتيان بضرب الفريق الحامل لعبارات الاحتلال بالحجارة"، في مشهد يختصر الانتفاضة في لقطة، ويجعل من الطفل المغربي شبيها لطفل الحجارة الفلسطيني. ويضيف "عنوان الفيلم نفسه يختزن قوة تحذيرية، "أبنادم" بالدارجة المغربية هي نداء واستفاقة، إنها القدس، احذر، لا تكن غافلا عنها، فهنا لا يتعلق الأمر برسالة مباشرة، بل بتحفيز وعي الجمهور عبر مشهدية مألوفة في السياق المغربي (كرة القدم) من أجل حمله نحو سؤال أكبر. في المقابل، يتحدث لعوان عن خصوصية اللغة السينمائية في الشريط الوثائقي، "ما يميز قوة الشريط الوثائقي هو تكثيفه لمعطيات ومعانٍ وحقائق قد لا يجد الفرد من الزمن ما يكفي لقراءتها في المراجع". ويضيف "بهذا المعنى، تصبح الصورة وسيلة للاختزال المكثف، وتحمل مضمونا تاريخيا وثقافيا يبث دون تنظير". استنهاض الوعي لا تخضع اللغة في الأفلام الثلاثة لتقنية جمالية محضة، بل تخدم غاية أعمق، واستنهاض الوعي، وتحريك الساكن الرمزي تجاه مدينة تُسرق في كل مشهد إخباري. يتخذ الحكي في "القدس، أبنادم" طابعا تخييليا رمزيا، بينما يعتمد الشريطان الوثائقيان على التوثيق الصارم، هذا التباين لا يعكس تفاوتا في القوة السينمائية، بل تنوعا في أدوات التأثير. يقول مصطفى الطالب "الفيلم القصير اشتغل على الرمز، بينما أبرز الفيلم الوثائقي دور الشريط في التعاطي مع القضايا المصيرية من خلال الغوص في الذاكرة الجماعية". ويضيف "في فيلم الشعبي، الحكاية تُبنى من خلال مشاهد صامتة تقريبا، يتحدث فيها الفعل لا الحوار. حجر يرمى في وجه قميص يحمل جريمة رمزية، وطفل يتحول إلى حامل لقضية. إنه سرد شعبي، مباشر لكنه كثيف المعنى". أما لعوان، فاعتمد على أرشيف وشهادات من طينة الدكتور عبد الهادي التازي وسعيد الحسن وغيرهما. يقول لعوان "لقد شهدت معطيات الشريط يتحدث بها شباب ومثقفون ودعاة بعد ما كانت محدودة التداول". هنا يتحول الوثائقي إلى قناة لنقل الذاكرة من النخبة إلى الجمهور، ومن النص إلى الصورة. الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي، رغم اختلاف بنيتهما، يلتقيان في نقطة واحدة، وإعادة صياغة حكاية القدس بلسان مغربي، يعبر عن انخراط وجداني حقيقي في صراع بعيد جغرافيا، لكنه قريب رمزيا وثقافيا. قوة الصورة الرمزية كيف يمكن استحضار القدس في فيلم مغربي؟ الإجابة قد تكون بصرية، ذهنية، أو كلاهما. في "القدس، أبنادم"، لا تظهر المدينة المقدسة أبدا، لكنّ كلّ مشهد فيها يحتوي على رمز أو صدى. ملعب الحي يصبح ساحة مقاومة، والقمصان أداة خطاب، والحجارة امتداد لذاكرة الانتفاضة. يرى الطالب أن هذا الاشتغال غير المباشر يخدم الفكرة أكثر من محاكاة الواقع، لأن الصورة الرمزية تمتلك قوة الإيحاء التي تعوض غياب الموقع الفعلي. لا يصور الفيلم القدس، لكنه يجعلها تحضر نداء واستفزازا لوعي المتفرج. في المقابل، اختار المصباحي ولعوان أن يستحضرا القدس من خلال شهادات ومشاهد وثائقية، الأول من خلال التصوير في القدس، والثاني اعتمد على أرشيف ومقابلات ومقاطع من داخل المغرب. يقول لعوان للجزيرة نت "احتضان المغرب للجنة القدس ولبيت مال القدس، ووجود باب المغاربة، كلها مؤشرات جعلتني أرى أن القدس تسكن في الوعي المغربي، ولو لم أزرها فعليا". الفيلم يبرهن أن المكان قد لا يكون شرطا للتصوير، طالما أن الفضاء الحي هو الذاكرة والموقف. بهذا المعنى، تصبح القدس في السينما المغربية فضاء داخليا أكثر منه جغرافيا، تستدعى عبر التاريخ الرموز والشهادات، ويُعاد تشكيلها على الشاشة بصريا من داخل أحياء مغربية. رهان يستحق العناء أن تنجز فيلما عن القدس من المغرب ليس فقط تحديا فنيا، بل مغامرة إنتاجية محفوفة بالعقبات. يتحدث لعوان عن صعوبات البداية، "لم يكن استصدار الترخيص من المركز السينمائي المغربي سهلا، مما يدل على أهمية الأعمال السينمائية المحددة الهدف". لم تكن تلك العقبة الأخيرة، لكن الشريط الوثائقي وجد لاحقا صدى واسعا في المهرجانات والمؤسسات، مما أثبت أن الرهان يستحق العناء. أما الناقد مصطفى الطالب، فيرى أن ضعف الإمكانيات لم يمنع الشعبي من إبداع فيلم رمزي قوي، "لو كانت له إمكانيات كبيرة لكان الفيلم أقوى، لكنه رغم ذلك استطاع التذكير بالقضية". هذا ما يعكسه الواقع العربي الأوسع، كما يقول عز الدين شلح "الإنتاج الذاتي يتطلب خطة تسويقية، والدعم الحكومي شبه منعدم، مع الأسف، لا يوجد اهتمام كافٍ يجعل قضية القدس أولوية في تمويل الأفلام". تغيب القدس عن السينما ليس لأن المخرجين لا يهتمون، بل لأن الصناعة السينمائية لا تضعها ضمن أولوياتها. وبين غياب الدعم وصعوبة التسويق، تظل أفلام مثل "القدس، أبنادم" و"الأقصى يسكن الأقصى" بمثابة استثناء نبيل، وصوت فردي في صمت جماعي.