
وزير الصحة: الوزارة لكل لبنان وسنحاسب أي مذنب
رعى وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، تدشين وافتتاح مصنع UBSA PHARMA في منطقة الحريشة الكورة، حضره الى وزير الصحة مستشاروه وموظفو الوزارة، ممثل عن الرئيس ميقاتي، والنواب: فيصل كرامي، اللواء اشرف ريفي، محمد سليمان، احمد الخير، محمد يحيى، جميل عبود، حيدر ناصر، طه ناجي، فادي كرم وأديب عبد المسيح، ممثل عن النائب جورج عطا الله، ممثل عن النائب جبران باسيل، مفتي عكار زيد بكار زكريا، مفتي طرابلس محمد امام، ممثل عن المطران سويف رئيس دير البلمند الاب جورج يعقوب، مسؤول قطاع الشمال في الحزب الشيخ رضا احمد ، رئيس الاتحاد العربي لمنتجي الادوية عيد الناصر سيجري، قائمقام الكورة كاترين كفوري، عميد كلية العلوم والفنون حنا ناكد عن جامعة البلمند، رئيس جامعة بيروت العربية طرابلس هاني شعراني، عميد كلية الصيدلة الجامعة اللبنانية عصام قصاب، عميد كلية العلوم الجامعة اللبنانية احمد علوش، المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، نقيبة مصانع الأدوية كارول ابي كرم، نقيب الاطباء إبراهيم مقدسي، نقيب الصيادلة عبد الرحمن مرقباوي، نقيب المحامين فادي الحسن، نقيب اطباء الأسنان ناظم حفار، نقيب المهندسين شوقي فتفت.
كما حضرئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال توفيق دبوسي، الرئيس السابق للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، رئيس اتحاد بلديّات الفيحاء وائل زمرلي، ممثل رئيس البلدية الدكتور عبد الحميد كريمة، امين مجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد مصطفى، رئيس شرطة بيروت القضائية العميد عماد الجمل، قائد اللواء الثاني عشر العميد الركن مارون القزي، وعدد من القادة الأمنيين في الشمال، مدراء مستشفيات طرابلس وحلبا والمنية الحكومية، وعن المستشفيات الخاصة: مدير مستشفى الرحمة عزت اغا، مدير مستشفى المنلا طارق المنلا، مدير قسم الصيدلة - مستشفى هيكل نزيه دبوسي، مدير مستشفى السلام ومدير مستشفى المشرق علي خليل، مدير قسم الصيدلة - مستشفى الإسلامي علي حمزة، رئيس جمعية اطباء الاطفال زياد قصعة، وعدد من ممثلي المستشفيات والمستودعات المتخصصة لتوزيع الدواء والأطباء والصيادلة والجمعيات والاتحادات وممثلون عن الصليب الأحمر والجمعية الطبية ورجال دين واصحاب مصانع دواء واعلاميين
بعد جولة للوزير ناصر الدين في ارجاء المصنع للتعرف عليه رحبت الإعلامية نادين العلي بالحضور، مؤكدة ان "الوفرة بوجود الدواء هي مسألة حياة أو موت"، مشيرة إلى أن "الصناعة اللبنانية هي خيار اول وموثق وله أهمية كبيرة".
سيجري
ثم ألقى رئيس الاتحاد العربي لمنتجي الأدوية والمستلزمات الطبية كلمة قال فيها: "نحتفل اليوم بافتتاح صرح دوائي جديد في لبنان، وهو ليس مجرد مبنى جديد، بل لبنة أساسية في صرح التنمية الاقتصادية والصحية في هذا البلد الشقيق. إنه خطوة جريئة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي، وتوفير الأدوية الآمنة والفعالة للمواطن".
أضاف: "خلال زيارتي بالأمس لمصنع (USA Pharma) غمرتني الدهشة والإعجاب بمستوى الحداثة والتطور الذي يتبناه. لم يكن المصنع مجرد مبنى تقليدي، بل هو صرح صناعي شُيّد بعناية فائقة، مرتكزًا على أعلى المواصفات الهندسية والمعمارية فقد زُوّد بأحدث الأجهزة والتقنيات المتطورة في مجال التصنيع الدوائي، بدءًا من خطوط الإنتاج الآلية عالية الدقة، وصولاً إلى مختبرات الفحص والتحليل المتقدمة التي تضمن بيئة عمل مثالية لإنتاج الأدوية".
وتابع: "ان هذا الاهتمام بالتفاصيل، وهذا الاستثمار الكبير في البنية التحتية والتكنولوجيا، يتجلى بوضوح في حقيقة أن المصنع يطابق تماما المعايير العالمية الصارمة في هذا المجال. سواء كانت هذه المعايير تتعلق بجودة التصنيع (GMP) ، أو أنظمة إدارة الجودة، أو متطلبات الصحة والسلامة المهنية، بالإضافة الى التصميم الفريد والصديق للبيئة، مما يعكس حرصًا بالغا على تقديم منتجات دوائية آمنة وفعالة وذات جودة لا تقبل المساومة. لقد كانت هذه الزيارة ثرية، أكدت لي التزام المصنع بالتميز والريادة في صناعة الأدوية".
وأردف سيجري: "نؤمن في الاتحاد العربي لمنتجي الأدوية والمستلزمات الطبية بأن الصناعة الدوائية هي ركيزة أساسية لأي مجتمع يطمح للتقدم والازدهار إنها ليست مجرد صناعة تجارية، بل هي امن قومي وصحة عامة. ونتطلع قدماً إلى بحث كافة سبل التعاون مع (USA Pharma)، بما يسهم في تحقيق أهدافنا المشتركة وتعزيز مكانة الصناعة الدوائية العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وختم: "لقد واجهت الصناعة الدوائية في لبنان، كما هو الحال في العديد من دولنا، تحديات كبيرة. ولكن، الإصرار والعزيمة التي نلمسها اليوم في افتتاح هذا المصنع، تؤكد قدرة لبنان على تجاوز الصعاب والمضي قدماً نحو تحقيق طموحاته. يجسد هذا المصنع دليلا ملموسا على أن الاستثمار في الصناعة الدوائية هو استثمار في صحة الإنسان"، مؤكدا أن "الاتحاد العربي لمنتجي الأدوية والمستلزمات الطبية مفتوحة على مصراعيها لتقديم الدعم للصناعة الدوائية في لبنان. واثنى على التعاون بين وزارة الصحة ومصانع الأدوية في ظل الأزمات التي مر بها لبنان ومنها الازمة المصرفية".
وزير الصحة
وحيا وزير الصحة في كلمته الحضور، مثنيا ومشجعا على المصنع بعد أن جال في ارجائه، وقال: "يسرني أن أقف اليوم بينكم، فالشمال عانى كثيرا على فترات طوال من إهمال وغياب الدولة"، مؤكدا "دعم وزارة الصحة لمصانع الدواء لما فيهآ من جودة، خصوصا ان الجودة والثقة بها أتت نتيجة الجهود التي بُذلت".
وتابع: "أن دفع الأموال في ظل هذه الظروف هي مغامرة الا ان ذلك ينعكس ايجابا على صحة المواطن ويؤمن العمل لاكثر من150 فردا اي 150عائلة"، موضحا أن "وزارة الصحة قد فعلت دور اللجنة الفنية لتسجيل الدواء حيث تجري اجتماعات دورية لتسجيل الدواء".
وتمنى الوزير ناصرالدين على كل مصانع الأدوية الوطنية "التنسيق لإيجاد شبكة امان صحية تنافس على صعيد لبنان والمنطقة"، مشيرا الى أن "هناك بعض وسائل الإعلام قد ذكرت وتحدثت عن مخالفات طبية لبعض مصانع الادوية، لذلك أخذنا الأمور بجدية وطلبنا منهم الحصول على الوثائق التي اعتمدوها وفتحنا تحقيقا بذلك، واذا كانت النتيجة سلبية سنقفلها".
وقال: "من باب التنظيم والحرص على صحة المواطن أرسلنا مرسوما تطبيقيا للوكالة الوطنية للدواء"، مؤكدا أن "المختبر المركزي ضرورة، مختبر يقوم بالتحاليل اللازمة لوضع حد لأي دواء غير مرخص وهو ليس ترفا بل حاجة فهو مختبر دوائي أساسي، كما طلب من مصانع ونقابة الأدوية المساعدة لتحقيق ذلك".
وختم: "سلاحنا الأساسي وحدتنا وانفتاحنا على الجميع، فوزارة الصحة لكل لبنان، والناس والمقابلات لذلك من غير المنصف التهجم عليها لأنها اثبتت وجودها كما اننا كوزارة منفتحون ونحاسب اي مذنب، لذلك نتمنى أن تكون هناك مسؤولية وطنية على الجميع"، مثنيا على المصنع.
ثم رحب المدير العام لمصنع UBS PHARMA ذكريا السيد بالحضور ووزير الصحة، مشيرا الى أن "هذا المشروع يمثل اكثر من مجرد منشأة إنتاجية لانه رؤية وطنية والتزام تنموي، وتوجه إلى وزير الصحة قائلا: "حضوركم بيننا اليوم هو دعم كبير نعتز به وزيارتكم الى الشمال رسالة تنمية بليغة تؤكد حرص الدولة على تحقيق التوازن التنموي بين المناطق ودعم الاستثمار الصناعي"، موضحا أن "صناعة الدواء في لبنان ليست وليدة اليوم بل هي مسيرة بدأت منذ اكثر من 75 عاما".
و قال: " أن تقارير نقابة مصانع الادوية تشير الى أن انشاء مصانع جديدة دليل حيوي وله دور محوري في الأمن الصحي للبنان، وهذا ما تؤكده الإحصائيات"، مؤكدا أن "الدواء المنتج محليا هو اقل تكلفة بكثير من نظيره المستورد مما يعني اننا نساهم مباشرة في خفض الفاتورة الدوائية على المواطن وتسهيل حصوله على علاجه بأسعار مقبولة"، موضحا أن "المصنع يتمتع بأعلى معايير الجودة والتجهيزات الصناعية والمختبرات التي تؤمن المراقبة الدائمة للمواد الأولية قبل التصنيع ومواصفات عالمية مع فريق محترف".
ثم استعرض السيد المنتوجات التي ينتجها المصنع من حليب للأطفال وهو الوحيد في لبنان، وإنتاج أدوية OTC وأدوية أمراض مزمنة، كما يتم التنسيق مع وزير الصحة لإنتاج عدد من أدوية السرطان، مشيرا الى التحضير لاتفاقيات مع شركات عالمية لاقامة شراكة استراتيجية لنقل التقنيات وذلك لتوسيع السلة الانتاجية وبدعم من وزارة الصحة، إلى جانب كل ذلك فإنه يخلق فرص عمل ومستدامة لأبناء المنطقة. مؤكدا أن "رسالة المصنع هي تقديم افضل خدمة للمواطن".
كما توجه بعدد من المطالب: منها تسريع آليات تسجيل المستحضرات المصنعة محليا وتسهيل منح الموافقات التنظيمية ، وان تكون الأفضلية للمصانع اللبنانية في المناقصات الرسمية الخاصة بالدولة والضمان الاجتماعي الذي يعزز التنافسية العادلة ويقلص من الاعتماد المفرط على الاستيراد الذي يستنزف الاقتصاد الوطني من العملة الصعبة، كما التاكيد على رفع الحصة الوطنية من الفاتورة الدوائية هو مسار استراتيجي.
وفي الختام توجه بالشكر لكل من شارك بانجاح هذا العمل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 13 ساعات
- الديار
جولة تفقديّة لوزير الصحة على مُستشفيات النبطيّة: مُلتزمون دعم وتطوير كلّ القطاعات رغم الإعتداءات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب جال وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين على المستشفيات الحكومية والخاصة في مدينة النبطية، في اطار جولة جنوبية له هي الاولى له للمنطقة، رافقه رئيس دائرة المستشفيات في الوزارة هشام فواز والمستشار الاعلامي رضا الموسوي. وكانت محطته الاولى في مستشفى نبيه بري الحكومي، حيث عقد لقاء في قاعة المحاضرات تخلله البحث في وضع المستشفى واحتياجاتها والمشاكل التي عانت منها، وخصوصا في فترة عدوان الـ 66 يوما. وقال ناصر الدين: "ان شاء الله منذ اليوم الاول كما كان خطاب القسم والبيان الوزاري، الدولة ملتزمة امام ابنائها وامام جميع ابنائها، والجنوب هو الاصل وهو عنوان هذا الوطن، وهو البوصلة وهو القضية الام، وامام العدوان المستمر وامام الاعتداءات المتكررة، وامام عدو همجي لا يراعي اتفاقيات ولا مواثيق، فمن واجب الدولة ان تقف وتلتزم امام مواطنيها"، مضيفا "زيارتي تحمل طابعا معنويا، وبالنسبة لي ان اكون بين اهلي وناسي ووالدتي وزوجتي جنوبية، وجئت لاشعر وألمس المعاناة التي اسمعها من الناس ومن مدراء المستشفيات الذين ألتقيهم في الوزارة يوميا، عن القطاع الصحي الذي يعاني ما عاناه خلال العدوان ويستمر بالمعاناة". وتابع: "اما رمزية الزيارة هي كوزير للصحة، زرت مرجعيون وحاصبيا وميس الجبل واقول ان هذا الجنوب يستحق منا كدولة ان نقف الى جانبه وندعمه. ونحن عنواننا جامع ولا يمكن ان نستثني احدا. والتزامنا امام مستشفى كبير قام بدور انساني كبير، وسمعت خلال العدوان الكثير من القصص والبطولات عنه، ومنها الممرضة التي ولدت هنا ورفضت ان تغادر وتترك عملها وغيرها من القصص التي من واجبي كوزير ان اكرم هؤلاء الابطال من اطباء وممرضين وموظفين ومسعفين، هم وغيرهم من الابطال في القطاع الصحي في الجنوب، والانسانية ورسالتنا الطبية والجميع يعرف انها تحمل هم انساني". وقال: "هدفنا اليوم ليس فقط دعم المستشفيات الحكومية، بل دعم المواطن الذي يلجأ الى هذه المستشفيات الحكومية والذي لايوجد لديه جهة تغطيه، او تضمنه او لديه قدرة مادية لكي يتعالج في الكثير من المستشفيات ومنها بعض المستشفيات الخاصة". بعد ذلك، جال ناصر الدين في اقسام المستشفى، لينتقل بعدها الى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول، وعقد لقاء تخلله عرض فيلم عن العدوان "الاسرائيلي" الذي استهدف المستشفى مباشرة وفي محيطها خلال حرب الـ 66 يوما وخلف اضرارا كبيرة فيها. وتحدث ناصر الدين عن خطة وزارته لدعم المستشفيات وخاصة في ظل العدوان المستمر، "فموازنة الوزارة امام حجم المطالب والحاجات قليلة جدا وغير عادلة، ولكن نحاول ان نكون على مسافة واحدة من الجميع ونحن زرنا العديد من المناطق ومستشفياتها، ونأمل ان نحقق ما طالبتمونا به ونأمل رفع سقف التغطيات في العديد من الاعمال الطبية". وكانت جولة لناصر الدين في بعض اقسام المستشفى، ثم انتقل الى مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية، حيث قال ناصر الدين "شراكتنا معكم مستمرة وسنقدم ما يتوجب علينا من خدمات وفواتير طبية. ونحاول ان نسدد كل الفواتير خلال 6 اشهر بعد تقديم الفواتير المثلى، ومستشفى النجدة رائدة في العمل الطبي والوقوف الى جانب اهلها". مرجعيون وكانت جولة لوزير الصحة في مستشفى مرجعيون الحكومي، وذلك خلال جولة تفقدية على عدد من المستشفيات الجنوبية، إستُهلت بمستشفى حاصبيا الحكومي، من أجل تحديد سبل الدعم لهذه المستشفيات. والتقى ناصر الدين، برئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى مرجعيون الحكومي الدكتور مؤنس كلاكش، والكادر الطبي والإداري في المستشفى، واطلع على سير العمل واحتياجات المستشفى، كما ناقش سبل تطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في المنطقة. وقال وزير الصحة: "نحن في الحكومة والوزارة، ملتزمون دعم وتطوير كل القطاعات، رغم التدمير الممنهج والإعتداءات، ودعم صمود الاهالي في هذه الظروف الصعبة، هو من الأولويات الملقات على عاتقنا، وواجبنا تقديم الخدمة الإستشفائية في المستشفيات الحكومية للذين يحتاجونها، بخاصة في قرى الأطراف في الجنوب، وأنا أدرك جيداً معنى هذا الأمر". وفي إطار تنفيذ الخطة الإستراتيجية للصحة، ولدعم المستشفى الحكومي، تعهد وزير الصحة بدعم مستشفى مرجعيون الحكومي، مقدماً مجموعة من الأجهزة الحديثة والمعدات المتطورة: جهاز Radiography يعمل بالأشعة السينية، وجهاز الناضور (المنظار) الجراحي الذي يُستخدم في العمليات الجراحية، جهاز mammography لتصوير الثدي، جهاز "بانوركس" لالتقاط صورة بانورامية شاملة للفكين والأسنان. ووعد ناصر الدين، بـ"وضع كل طاقاته وامكاناته الشخصية، لدعم وتطوير المستشفى، وأعلنها بصراحة لرئيس المستشفى الدكتور كلاكش، بأنه لا يعده في ما خص تجهيز وتأهيل المستشفى الجديد، نظراً للإمكانات المحدودة في الوزارة".


الديار
منذ 13 ساعات
- الديار
الصرع: أعراضه المبكرة وتداعياته على الفئات الأكثر عرضة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يعتبر الصرع من الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وينتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ يؤدي إلى نوبات متكررة من التشنجات أو فقدان الوعي أو تغيرات مؤقتة في السلوك أو الإحساس. يتسم الصرع بتنوع أعراضه وشدتها، ويختلف تأثيره على الحياة اليومية حسب نوع النوبات ودرجة السيطرة عليها. لذلك، فإن فهم تداعيات المرض والعلامات المبكرة له يمثل خطوة أساسية نحو التشخيص المبكر والعلاج الفعال، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل المضاعفات. تبدأ أعراض الصرع غالبًا بعلامات مبكرة يمكن ملاحظتها إذا كان هناك وعي كافٍ بها، منها التشنجات العضلية المتكررة التي قد تكون مصحوبة بفقدان الوعي، والحركات اللاإرادية المفاجئة، بالإضافة إلى تغيرات في الإدراك أو السلوك مثل الهلوسة أو فقدان الذاكرة المؤقت. كما يمكن أن تظهر أعراض أقل وضوحًا، مثل الارتباك لفترات قصيرة أو الإغماء المتكرر. من الضروري التمييز بين هذه الأعراض وغيرها من الحالات الطبية المشابهة، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب المختص بمجرد ظهور أي من هذه العلامات للقيام بالفحوصات اللازمة، مثل تخطيط الدماغ (EEG) والتصوير بالرنين المغناطيسي، لتأكيد التشخيص. هذا وتتفاوت الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالصرع، وتشمل الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ أو تاريخ عائلي للمرض. فعلى سبيل المثال، يعتبر الأطفال المصابون بمضاعفات الولادة أو الأمراض العصبية التنكسية أكثر عرضة للإصابة بالصرع، كما يزيد خطر الإصابة عند الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات دماغية أو التهابات في الجهاز العصبي مثل التهاب السحايا. إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في بعض أنواع الصرع، حيث يمكن أن يكون المرض وراثيًا في بعض العائلات، مما يزيد من الحاجة إلى المراقبة الدقيقة للأفراد المعرضين. إلى ذلك تتعدد تداعيات الصرع، فتشمل التأثيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية على المريض. فمن الناحية الجسدية، قد يعاني المرضى من إصابات نتيجة للنوبات، مثل كسور العظام أو إصابات الرأس، بالإضافة إلى التعب الشديد بعد النوبة. أما من الناحية النفسية، فيمكن أن يؤدي الصرع إلى القلق والاكتئاب، نتيجة للخوف المستمر من حدوث نوبات مفاجئة. اجتماعيًا، قد يواجه المرضى صعوبات في الدراسة أو العمل، وكذلك في بناء العلاقات الاجتماعية بسبب وصمة العار المرتبطة بالمرض في بعض المجتمعات. لذلك، من المهم توفير دعم نفسي واجتماعي متكامل بجانب العلاج الطبي. إنّ علاج الصرع يتطلب متابعة دقيقة من قبل الفريق الطبي المختص، ويشمل استخدام الأدوية المضادة للصرع التي تساعد في تقليل تكرار النوبات وشدتها. في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، قد يتم اللجوء إلى جراحات دماغية أو تحفيز الأعصاب. بالإضافة إلى ذلك، يلعب نمط الحياة الصحي دورًا هامًا في السيطرة على المرض، مثل الحفاظ على نظام نوم منتظم، تجنب المحفزات المعروفة للنوبات كالضغط النفسي والتوتر، والابتعاد عن تناول الكحول أو المخدرات. التوعية المستمرة حول المرض وكيفية التعامل معه تسهم في تقليل المضاعفات وتحسين نوعية حياة المرضى وأسرهم. أخيراً، يُعد الصرع حالة صحية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا لتداعياته وأعراضه المبكرة، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة. التشخيص المبكر والعلاج المناسب، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، يمكن أن يحسن بشكل كبير من حياة المرضى ويخفف من العبء الذي يفرضه المرض على الأسرة والمجتمع. لذا، تبقى التوعية والبحث العلمي المستمران من أهم السبل لمواجهة هذا المرض وتحقيق نتائج أفضل في العلاج والرعاية.


الديار
منذ 13 ساعات
- الديار
التوتر على المائدة: كيف يدفعنا القلق إلى الإفراط في الأكل؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في عالم اليوم السريع والمتطلب، أصبح التوتر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كان ناجمًا عن ضغط العمل، أو المشكلات العائلية، أو القلق المالي، فإن التوتر يؤثر بشكل مباشر على صحتنا النفسية والجسدية. من بين أبرز السلوكيات التي تظهر كردّ فعل للتوتر هي الإفراط في تناول الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. فما الذي يربط بين التوتر وتلك الرغبة المفاجئة في الأكل المفرط؟ وهل هي مجرد عادة سيئة، أم أنها ظاهرة نفسية-فسيولوجية لها جذور أعمق؟ عندما يتعرض الإنسان للتوتر، يفرز الجسم هرمونات عدة، أبرزها الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر. يعمل هذا الهرمون على تحفيز الجسم للاستعداد لمواجهة الخطر، وهو ما يعرف بردّ فعل "الكرّ أو الفرّ". لكن في حال استمرار التوتر لفترات طويلة، فإن الكورتيزول يبقى مرتفعًا في الجسم، ما يؤدي إلى تغيّرات في الشهية. تشير دراسات علمية إلى أن ارتفاع الكورتيزول يرتبط مباشرة بزيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، كطريقة دفاعية من الجسم لتعويض الإحساس بالخطر وتوفير الطاقة اللازمة. من جهة أخرى، يرتبط التوتر المزمن باضطرابات المزاج، مثل القلق والاكتئاب، وهي حالات غالبًا ما تدفع الإنسان إلى البحث عن "راحة مؤقتة" في الطعام. يُعرف هذا السلوك باسم "الأكل العاطفي"، حيث يتحول الطعام إلى وسيلة للهروب من المشاعر السلبية بدلاً من تلبية حاجة جسدية حقيقية. وعادةً ما ينجذب الأفراد في هذه الحالة إلى أطعمة تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون، لكونها تحفّز إفراز هرمونات السعادة المؤقتة مثل الدوبامين والسيروتونين. إنّ المشكلة لا تكمن فقط في السعرات الحرارية الزائدة التي تُستهلك، بل في الدورة المغلقة التي يُحدثها هذا النمط من الأكل. فبعد تناول الطعام المفرط، يشعر الشخص بالذنب وتأنيب الضمير، مما يزيد من التوتر، ويؤدي بالتالي إلى نوبة أكل أخرى، وهكذا دواليك. تتحول هذه الحلقة إلى نمط حياة مدمر يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، فضلًا عن تدهور الصحة النفسية. ولمواجهة هذه الظاهرة، لا يكفي فقط التركيز على تنظيم النظام الغذائي، بل من الضروري معالجة جذور التوتر ذاته. يمكن أن تساعد تقنيات إدارة التوتر مثل التأمل، وتمارين التنفس العميق، واليوغا، والمشي المنتظم، على تقليل مستويات الكورتيزول وتحسين المزاج. كما أن اللجوء إلى الدعم النفسي، سواء من خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي أو مجموعات الدعم، يُعد خطوة مهمة لفهم العلاقة بين المشاعر والسلوكيات الغذائية. إنّ العلاقة بين التوتر والإفراط في تناول الطعام ليست بسيطة ولا عشوائية، بل هي نتيجة تفاعل معقد بين العوامل النفسية والهرمونية والسلوكية. إن الوعي بهذه العلاقة يشكل الخطوة الأولى نحو كسر الحلقة المفرغة، وبناء علاقة صحية مع الطعام تقوم على الاستجابة لحاجات الجسد الحقيقية، لا على الهروب من ضغوط الحياة.