logo
الصرع: أعراضه المبكرة وتداعياته على الفئات الأكثر عرضة

الصرع: أعراضه المبكرة وتداعياته على الفئات الأكثر عرضة

الديار٢٧-٠٧-٢٠٢٥
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يعتبر الصرع من الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وينتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ يؤدي إلى نوبات متكررة من التشنجات أو فقدان الوعي أو تغيرات مؤقتة في السلوك أو الإحساس. يتسم الصرع بتنوع أعراضه وشدتها، ويختلف تأثيره على الحياة اليومية حسب نوع النوبات ودرجة السيطرة عليها. لذلك، فإن فهم تداعيات المرض والعلامات المبكرة له يمثل خطوة أساسية نحو التشخيص المبكر والعلاج الفعال، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل المضاعفات.
تبدأ أعراض الصرع غالبًا بعلامات مبكرة يمكن ملاحظتها إذا كان هناك وعي كافٍ بها، منها التشنجات العضلية المتكررة التي قد تكون مصحوبة بفقدان الوعي، والحركات اللاإرادية المفاجئة، بالإضافة إلى تغيرات في الإدراك أو السلوك مثل الهلوسة أو فقدان الذاكرة المؤقت. كما يمكن أن تظهر أعراض أقل وضوحًا، مثل الارتباك لفترات قصيرة أو الإغماء المتكرر. من الضروري التمييز بين هذه الأعراض وغيرها من الحالات الطبية المشابهة، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب المختص بمجرد ظهور أي من هذه العلامات للقيام بالفحوصات اللازمة، مثل تخطيط الدماغ (EEG) والتصوير بالرنين المغناطيسي، لتأكيد التشخيص.
هذا وتتفاوت الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالصرع، وتشمل الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ أو تاريخ عائلي للمرض. فعلى سبيل المثال، يعتبر الأطفال المصابون بمضاعفات الولادة أو الأمراض العصبية التنكسية أكثر عرضة للإصابة بالصرع، كما يزيد خطر الإصابة عند الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات دماغية أو التهابات في الجهاز العصبي مثل التهاب السحايا. إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في بعض أنواع الصرع، حيث يمكن أن يكون المرض وراثيًا في بعض العائلات، مما يزيد من الحاجة إلى المراقبة الدقيقة للأفراد المعرضين.
إلى ذلك تتعدد تداعيات الصرع، فتشمل التأثيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية على المريض. فمن الناحية الجسدية، قد يعاني المرضى من إصابات نتيجة للنوبات، مثل كسور العظام أو إصابات الرأس، بالإضافة إلى التعب الشديد بعد النوبة. أما من الناحية النفسية، فيمكن أن يؤدي الصرع إلى القلق والاكتئاب، نتيجة للخوف المستمر من حدوث نوبات مفاجئة. اجتماعيًا، قد يواجه المرضى صعوبات في الدراسة أو العمل، وكذلك في بناء العلاقات الاجتماعية بسبب وصمة العار المرتبطة بالمرض في بعض المجتمعات. لذلك، من المهم توفير دعم نفسي واجتماعي متكامل بجانب العلاج الطبي.
إنّ علاج الصرع يتطلب متابعة دقيقة من قبل الفريق الطبي المختص، ويشمل استخدام الأدوية المضادة للصرع التي تساعد في تقليل تكرار النوبات وشدتها. في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، قد يتم اللجوء إلى جراحات دماغية أو تحفيز الأعصاب. بالإضافة إلى ذلك، يلعب نمط الحياة الصحي دورًا هامًا في السيطرة على المرض، مثل الحفاظ على نظام نوم منتظم، تجنب المحفزات المعروفة للنوبات كالضغط النفسي والتوتر، والابتعاد عن تناول الكحول أو المخدرات. التوعية المستمرة حول المرض وكيفية التعامل معه تسهم في تقليل المضاعفات وتحسين نوعية حياة المرضى وأسرهم.
أخيراً، يُعد الصرع حالة صحية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا لتداعياته وأعراضه المبكرة، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة. التشخيص المبكر والعلاج المناسب، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، يمكن أن يحسن بشكل كبير من حياة المرضى ويخفف من العبء الذي يفرضه المرض على الأسرة والمجتمع. لذا، تبقى التوعية والبحث العلمي المستمران من أهم السبل لمواجهة هذا المرض وتحقيق نتائج أفضل في العلاج والرعاية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كركي: رفع نسبة التغطية في الأعمال الجراحية إلى 90%
كركي: رفع نسبة التغطية في الأعمال الجراحية إلى 90%

الديار

timeمنذ 4 ساعات

  • الديار

كركي: رفع نسبة التغطية في الأعمال الجراحية إلى 90%

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن المدير العام للصندوق الوطني محمد كركي، اليوم الخميس، عن إصدار سلسلة من الإجراءات الجديدة "الهادفة إلى تحسين تقديمات الضمان وتوسيع مروحة خدماته". وقالت مديرية العلاقات العامة في صندوق الضمان الاجتماعي في بيان: "فمنذ أيلول/ سبتمبر 2023، باشر الصندوق بتنفيذ زيادات تدريجية على تعرفاته الطبية والاستشفائية، انسجاماً مع تطوّر الأكلاف الفعلية للسوق الطبية في لبنان، وبناءً على دراسات إكتوارية دقيقة ومتابعة حثيثة من المدير العام من خلال توجيهاته لكلّ من مديرية المرض والأمومة، ورئاسة الأطباء، ومصلحة المستشفيات في الصندوق للقيام بما يلزم، ونتاجاً مباشراً لسلسلة اجتماعات تنسيقية عقدتها الإدارة العامة مع نقابة المستشفيات الخاصة ونقابة الأطباء، برعاية ودعم مستمر من قبل وزير العمل محمد حيدر، لضمان تطوير تعرفة عادلة ومتوازنة تحمي حقوق جميع الأطراف". وأضافت: "وفي هذا السياق، واستنادًا إلى قرار مجلس الإدارة رقم 1409 (جلسة عدد 1112 تاريخ 24/7/2025)، أصدر كركي مذكرة إعلامية جديدة بتاريخ 7 /8/2025، حملت الرقم 802، قضى بموجبها رفع نسبة مساهمة الصندوق في الأعمال الجراحية المشمولة بالنظام الاستشفائي المقطوع، بحيث أصبحت كافّة الأعمال الجراحية المقطوعة داخل المستشفيات مغطاة بنسبة 90% من قبل الصندوق". كما طلب من جميع المستشفيات المتعاقدة مع الصندوق الالتزام بهذه التعرفات، وعدم تحميل المضمونين أي فروقات إضافية تفوق نسبة ال 10% التي يتحمّلها المضمون، تحت طائلة وقف السلفات المالية وفسخ التعاقد، عند الاقتضاء. وتابعت مديرية العلاقات العامة في صندوق الضمان الاجتماعي: "وفي خطوة متوازية تهدف إلى تأمين استمرارية تقديم الخدمات للمضمونين الاختياريين، أصدر المدير العام ثلاثة قرارات استثنائية حملت الأرقام 678-679-680 لكلّ من مكتب بتغرين وشحيم، وبشري وذلك بتاريخ 6/8/2025، قضت بمنح هذه المكاتب سلفات مالية استثنائيّة بقيمة 650 مليون ل.ل. و450 مليون ل.ل. و350 مليون ل.ل. على التوالي، وذلك لدفع المعاملات الطبية العائدة للمضمونين الاختياريين وضمان استمرارية تلبية حاجاتهم الصحية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة". وأكد كركي أنّ "هذه الخطوات تُجسّد التزام الصندوق بكافّة أجهزته (المديريّة العامّة، اللجنة الفنيّة ومجلس الإدارة) بالدور الوطني المُلقى على عاتقه، كما تعبّر عن إرادة إدارية واضحة في صون كرامة المضمونين وتعزيز قدرات المكاتب الإقليمية، والارتقاء بنوعية الخدمة الطبية وتأمينها في كافّة المناطق اللبنانية من دون استثناء".

سكر الدماغ وتأثيره على الإدراك والتركيز... هل هو خطر حقيقي؟
سكر الدماغ وتأثيره على الإدراك والتركيز... هل هو خطر حقيقي؟

الديار

timeمنذ 16 ساعات

  • الديار

سكر الدماغ وتأثيره على الإدراك والتركيز... هل هو خطر حقيقي؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في خضمّ الحديث عن التغذية والصحة العقلية، برز مفهوم "سكر الدماغ" كواحد من المصطلحات الحديثة، التي بدأت تُتداول بشكل متزايد في الأوساط الطبية والعلمية. يشير هذا المصطلح إلى التأثيرات السلبية للإفراط في تناول السكريات على صحة الدماغ ووظائفه الحيوية، وهو موضوع يستحق الوقوف عنده نظرا لعلاقته المباشرة بالتركيز، الذاكرة، الحالة النفسية، بل وحتى بالمستوى الإدراكي العام للفرد. يُعدّ الدماغ من أكثر أعضاء الجسم استهلاكا للطاقة، حيث يستخدم ما يقارب 20% من الطاقة التي يحصل عليها الجسم من الغذاء. وهذه الطاقة تأتي بشكل رئيسي من الجلوكوز، وهو الشكل الأبسط للسكّر. في الظروف الطبيعية، يُسهم الجلوكوز في تغذية الخلايا العصبية، ودعم عمليات التفكير واتخاذ القرار والحفظ. لكن، وعندما يتجاوز الإنسان الحد الطبيعي لاستهلاك السكر، خاصة السكريات الصناعية والمكررة، يبدأ هذا العنصر المفيد بالتحوّل إلى عامل مضر قد يقوّض وظائف الدماغ الأساسية. من أبرز التأثيرات السلبية لسكر الدماغ، هو إضعاف القدرة على التركيز والانتباه. فبعد استهلاك كميات كبيرة من السكر، يشعر الكثيرون بنوع من "الضبابية الذهنية"، وهي حالة من التشتت الذهني وعدم الوضوح في التفكير. يعود ذلك إلى التقلبات السريعة في مستويات الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى استجابة عشوائية من الدماغ بين النشاط الزائد والانخفاض الحاد في الطاقة، وهو ما يضعف الأداء المعرفي. كما أظهرت الدراسات أن الإفراط في تناول السكر يمكن أن يؤثر سلبا على الذاكرة، خصوصا الذاكرة قصيرة المدى. فقد بيّنت بعض الأبحاث أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات قد تُحدث التهابات في الدماغ، وتُضعف الروابط العصبية في منطقة الحُصين، وهي المنطقة المسؤولة عن تكوين الذكريات وتنظيم المشاعر. على المستوى النفسي، هناك رابط متزايد بين السكر واضطرابات المزاج. فبينما قد يمنح السكر شعورا مؤقتًا بالسعادة والنشاط نتيجة ارتفاع هرمونات مثل الدوبامين، إلا أن هذا الأثر لا يدوم طويلا. سرعان ما يتبعه هبوط حاد في الطاقة والحالة المزاجية، مما قد يعرّض الإنسان لنوبات من القلق أو الاكتئاب على المدى الطويل. بل إن بعض الباحثين شبّهوا تأثير السكر على الدماغ بتأثير بعض المواد المُسبّبة للإدمان، حيث يُحفّز نفس مناطق المكافأة في الدماغ، مما يدفع البعض إلى الإفراط في تناوله بشكل قهري. من جهة أخرى، فإن ارتفاع السكر المزمن قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ"مقاومة الإنسولين الدماغية"، وهي حالة يصبح فيها الدماغ أقل استجابة للإنسولين، ما يؤثر على قدرة الخلايا العصبية في امتصاص الغلوكوز بشكل فعّال. وقد تم ربط هذه الحالة بزيادة خطر الإصابة بأمراض عصبية مزمنة مثل الزهايمر والخرف. لا يمكن إغفال تأثير سكر الدماغ على جودة النوم كذلك. فقد يؤدي الإفراط في استهلاك السكر إلى اضطرابات في نمط النوم، كالاستيقاظ المتكرر أو صعوبة النوم، ما يُضعف قدرة الدماغ على الراحة وإعادة التوازن الكيميائي والعصبي، وهو ما ينعكس مباشرة على الأداء العقلي والنفسي في اليوم التالي. في ضوء كل ما سبق، من الضروري أن يُعيد الإنسان تقييم علاقته بالسكر، لا سيما في ظل الانتشار الواسع للمنتجات الغذائية المصنعة والمشروبات المحلاة. ليس الهدف هو الامتناع التام عن السكر فهو لا يزال مكوّنًا ضروريا في النظام الغذائي، وإنما الاعتدال في استهلاكه، والاعتماد على مصادر طبيعية كالفواكه والخضروات، التي تمنح الجسم طاقة متوازنة دون الإضرار بالدماغ.

أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في جنوب السودان
أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في جنوب السودان

الديار

timeمنذ 16 ساعات

  • الديار

أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في جنوب السودان

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق جميع أنشطتها في مقاطعتي نهر ياي وموروبي بولاية الاستوائية الوسطى جنوب السودان، لمدة لا تقل عن 6 أسابيع وذلك عقب اختطاف أحد أفراد طاقمها. وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان الدكتور "فرديناند أتي" إنه يشعر بالغضب من هذا الهجوم الموجه، وطالب بوقف الهجمات على العاملين الإنسانيين الذين يخدمون أشد الفئات ضعفا في المجتمع. وأكد "أتي" التزام المنظمة الشديد بـ"تقديم الرعاية للمحتاجين، لكن لا يمكننا الإبقاء على موظفينا في بيئة غير آمنة"، موضحا أنه "من الضروري ضمان وصول آمن ودون عوائق إلى السكان المحتاجين، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك العاملون الصحيون والمرضى والمرافق الطبية قبل أن نفكر في استئناف أنشطتنا". ووقع الحادث بعد 4 أيام فقط من اختطاف موظف بوزارة الصحة من سيارة إسعاف تابعة لأطباء بلا حدود على نفس الطريق وفي نفس الموقع، وقد أُفرج عنه بعد ساعات. كما حدث أثناء عملية إجلاء موظفي أطباء بلا حدود من موروبي إلى ياي، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية، حيث أوقف مسلحون موكبًا يضم 4 سيارات، وأمروا قائد الفريق في القافلة بالنزول من السيارة واقتادوه إلى الأدغال، بينما سُمح لبقية السيارات والموظفين بمواصلة طريقهم إلى ياي. وترى منظمة أطباء بلا حدود أن هذه الحوادث تشكل جزءا من نمط مقلق من العنف الموجه ضد العاملين في المجال الإنساني والرعاية الصحية في مقاطعتي موروبي ونهر ياي، إذ سُجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عدة حوادث عنف استهدفت العاملين الإنسانيين والمرافق الصحية في موروبي، شملت عمليات اختطاف قسرية، بينها 7 حالات اختطاف لعاملين إنسانيين، كما شملت حرقا متعمدا، ونهبا عنيفا للمستشفيات، وتدميرا للبنية التحتية الطبية. يذكر أن سكان مقاطعتي نهر ياي وموروبي في جنوب السودان يعيشون في مناطق نائية يصعب الوصول إليها، وغالبا ما تُعزل بسبب ضعف البنية التحتية والصراع المسلح، بشكل كبير على المنظمات الإنسانية مثل أطباء بلا حدود لتلقي الخدمات الأساسية. ويعد قرار تعليق منظمة أطباء بلا حدود عملها الثاني من نوعه في أقل من 3 أشهر، حيث تعمد إلى تقليص خدماتها الطبية في المنطقة بسبب انعدام الأمن. وسجلت المنظمة أنها اضطرت في أيار الماضي لتقليص أنشطتها نتيجة تصاعد العنف، وعلقتها جميعا في مخيمات النازحين داخليا بموروبي بسبب العنف المستمر. وأشارت المنظمة إلى أن الفترة من كانون الثاني إلى حزيران 2025، أجرت الفرق التابعة لها 14 ألفا و500 استشارة خارجية، و1192 استشارة قبل الولادة، كما ساعدت في 438 حالة ولادة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store