logo
قدماك موطن لمليارات البكتيريا، فكم مرة يتعين عليك غسلهما؟ #عاجل

قدماك موطن لمليارات البكتيريا، فكم مرة يتعين عليك غسلهما؟ #عاجل

سيدر نيوز٢٥-٠٣-٢٠٢٥

Gorka Olmo/ BBC
ينظف بعض الأشخاص أقدامهم يومياً، بينما يقول البعض الآخر أن ترك الماء، يجري فوقها، أثناء الاستحمام، كافٍ. فهل تنظفون هذه الأجزاء المهمة من أجسادكم، بشكل جيد؟
عندما تقفز إلى حوض الاستحمام، وتمد يديك إلى الصابون والليفة، من المنصف القول أن بعض أجزاء الجسم، ربما تحظى باهتمام أكثر من غيرها. لا شك أن منطقة تحت الإبطين تحصل على الرغوة الكاملة، والغسل بالمياه، والتنظيف المستمر، بينما سيكون من السهل التغاضي عن قدميك، باعتبار أن القدمين تقع في نهاية الجسم. ومع ذلك، وفقاً لبعض الخبراء، فإن قدميك تستحقان نفس القدر من الاهتمام، إن لم يكن أكثر.
فعلى سبيل المثال، تنصح كل من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض، بغسل القدمين يومياً بالماء والصابون. ويرجع أحد أسباب هذه العناية الدقيقة إلى منع الرائحة الكريهة.
يحتوي باطن القدم على 600 غدة عرقية، لكل سنتيمتر مربع من الجلد، أي أكثر من أي منطقة أخرى في الجسم. وعلى الرغم من أن العرق في حد ذاته ليس له رائحة، إلا أنه يحتوي على مزيج غني بالأملاح والجلوكوز والفيتامينات والأحماض الأمينية، أي أنه يشكل بوفيه مفتوح للبكتيريا التي تعيش هناك. أي أن هناك الكثير من البكتيريا بالفعل.
أكثر من نصف جسم الإنسان 'ليس بشريا ً '
وتقول هولي ويلكنسون، المحاضرة في علاج الجروح في جامعة هال في المملكة المتحدة: 'إن القدم، خاصة بين أصابع القدمين، بيئة رطبة ودافئة تماماً، لذا يمكن أن تكون أرضاً خصبة لتكاثر الميكروبات'. ويتفاقم هذا الأمر، بسبب حقيقة أن غالبية الناس، يحيطون أقدامهم بالجوارب والأحذية، مما يحبس الرطوبة في الداخل.
يشار إلى أنه في حال قمت بتكبير أي سنتيمتر مربع من جلد الإنسان، ستجد ما بين 10,000 إلى مليون من البكتيريا تعيش فيه.
وتُعتبر المناطق الدافئة والرطبة من الجلد، مثل القدمين، بيئة مثالية ومكاناً رئيسياً لاستضافة أكبر عدد من الأنواع البكتيرية.
وعلى سبيل المثال، تعتبر القدمان ملاذاً مثالياً للبكتيريا الوتدية، وبكتيريا المكورات العنقودية. وعندما يتعلق الأمر بالفطريات، تُعتبر قدماك المتعرقتّان مكاناً مثالياً للأجناس الفطرية، التي تشمل فطريات الرشاشية أو الأسبرجيلاس (أحد مسببات الأمراض التي غالباً ما توجد في التربة)، والمستخفيات، وفطريات الزميحة أو الإبيكوكام، والرودوتورولا، وفطريات المبيضة أو الكانديدا (نوع من الخميرة التي تعيش بشكل طبيعي على الجسم ولكنها قد تصبح من مسببات الأمراض الانتهازية)، وفطريات شعرية الأبواغ وغيرها.
في الواقع، تحتوي القدم البشرية على تنوع بيولوجي من الفصائل الفطرية أكثر من أي منطقة أخرى من الجسم. وربما يكون هذا سبباً وجيهاً، لتنظيف قدميك.
غسل القدمين وأعداد البكتيريا
Gorka Olmo/ BBC
في إحدى الدراسات، عمل الباحثون على مسح باطن أقدام 40 متطوعاً، ووجدوا أن غسل القدمين كان له تأثير قوي، على أعداد البكتيريا.
كان لدى الأشخاص الذين غسلوا أقدامهم مرتين في اليوم حوالي 8800 بكتيريا تعيش في كل سنتيمتر مربع من الجلد، أما أولئك الذين أفادوا بأنهم يغسلون أقدامهم كل يومين، فقد كان لديهم أكثر من مليون بكتيريا في كل سنتيمتر مربع.
ومع ذلك، لمجرد أن باطن قدميك مليء بالحياة الميكروبية، فهذا لا يعني بالضرورة أن تكون رائحتهما كريهة، أو أن هناك ما يدعو للقلق. وكما هو الحال دائماً، ليس المهم فقط عدد البكتيريا، بل أنواع البكتيريا.
وتعد بكتيريا المكورات العنقودية اللاعب الرئيسي، عندما يتعلق الأمر بإنتاج الأحماض الدهنية المتطايرة، المسؤولة عن رائحة القدمين.
وتفرز الغدد العرقية على جلد القدمين مزيجاً قوياً من الإلكتروليتات (مواد غالباً سائلة يُمكن للكهرباء الانتقال خلالها) والأحماض الأمينية، واليوريا وحمض اللاكتيك.
وتعتبر بكتيريا المكورات العنقودية وليمة حقيقية، إذ تقوم، خلال عملية التغذية، بتحويل الأحماض الأمينية إلى أحماض دهنية متطايرة. ويرجع السبب الكيميائي الرئيسي في ذلك إلى حمض الأيزوفاليريك، الذي له رائحة كريهة وُصفت بأنها جبنيّة وحمضية ملحوظة. وتعد هذه المقارنة مناسبة، بالنظر إلى أن الكثير من الأجبان تحتوي على مزيج مماثل من المواد الكيميائية المتطايرة.
وفي إحدى الدراسات، التي أجريت عام 2014، عمل الباحثون على مسح أقدام 16 شخصاً، ووجدوا أن 98.6 في المئة من البكتيريا الموجودة على باطن القدمين، كانت من المكورات العنقودية. كما زادت مستويات المواد الكيميائية المتطايرة، بما في ذلك مركّب رائحة القدم الرئيسي 'حمض الأيزوفاليريك' بشكل ملحوظ على باطن القدم مقارنةً بأعلى القدم. وتوصلت الدراسة إلى أن شدة الرائحة الكريهة للقدم، كانت مرتبطة بالعدد الإجمالي، لبكتيريا المكورات العنقودية الموجودة، وهو سبب آخر لاختيار الصابون.
ومع ذلك، فإن غسل القدمين، لا يقتصر فقط على الوقاية من رائحة القدمين الكريهة، بل يُمكن الوقاية من الكثير من الأمراض، ومشاكل القدمين، من خلال النظافة الجيدة.
يقول جوشوا زايتشنر، الأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية في مستشفى ماونت سيناي (جبل سيناء) في نيويورك: 'بسبب المساحة الصغيرة بين أصابع القدمين، فإن هذه المناطق معرضة بشكل خاص، لخطر الإصابة بالعدوى الميكروبية'.
وأضاف: 'يمكن أن يؤدي ذلك إلى الحكة والتورم والرائحة الكريهة، ومع تعطل جهاز المناعة الفطري، يُمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة خطر غزو الكائنات الحية الدقيقة للجلد، والتسبب في التهابات الأنسجة الرخوة الأكثر أهمية، المعروفة باسم التهاب النسيج الخلوي'.
القدم الرياضية
ووفقاً لزايتشنر، فإن المشكلة الأكثر شيوعاً هي الإصابة بالقدم الرياضية، وهي عدوى فطرية سطحية تصيب جلد القدمين، حيث تتكاثر الفطريات، التي تسبب القدم الرياضية، أو سعفة القدم في البيئات الدافئة والمظلمة والرطبة، ولهذا السبب تؤثر هذه الحالة في الغالب على المناطق الواقعة بين أصابع القدمين.
وعندما تحافظ على نظافة هذه المنطقة وجفافها، ستحرم الفطريات من موطنها المثالي، وهذا أمر جيد، إذ أن القدم الرياضية يُمكن أن تسبب سلسلة من الأعراض المزعجة، مثل الحكة والطفح الجلدي المتقشر، وتقشر الجلد، وتشقق باطن القدمين، وبين أصابع القدمين.
ويُمكن أن يؤدي الحفاظ على نظافة قدميك أيضاً إلى الوقاية من العدوى الجلدية، مثل تلك التي تسببها بكتيريا المكورات العنقودية، أو البكتيريا الزائفة. على الرغم من أن هذه البكتيريا موجودة بشكل طبيعي على جلدك، إلا أنها إذا دخلت إلى مجرى الدم عن طريق الجرح، فقد يؤدي ذلك إلى عدوى خطيرة. حتى العدوى البكتيرية العنقودية البسيطة يمكن أن تؤدي إلى ظهور دمامل، وهي عبارة عن نتوءات من القيح (الصديد) تتشكل تحت الجلد، حول بصيلات الشعر، أو الغدد الدهنية.
وتقول ويلكنسون إن القدمين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، لأن هناك الكثير من التكتلات البكتيرية عليها، وأيضاً إذا كان لديك تشققات أو إصابات في قدميك، فإنها تميل إلى الشفاء، بشكل أبطأ بكثير من مناطق أخرى من الجسم.
وأضافت: 'في مثل هذه الحالة، هناك فرصة أكبر عند تعرضك لإصابة ما، بأن تدخل مسببات الأمراض إلى ذلك الجرح وتنتشر'.
وبالرغم من إمكانية حدوث عدوى جلدية، حتى في حال كنت تحافظ على نظافة القدمين جيداً، إلا أن غسل القدمين بانتظام يقلل من عدد البكتيريا الموجودة. لذلك، إذا حدث أن أُصبت بجرح، فسيكون هناك عدد أقل من الميكروبات، التي يمكن أن تدخل إلى مجرى الدم.
يشار إلى أن غسل القدمين المتكرر مهم بشكل خاص، إذا كنت تعاني من داء السكري، وهي حالة تجعل الناس عرضة للقرح والعدوى الجلدية. وقد أظهرت الأبحاث أن أقدام مرضى السكري، تحتوي على نسبة أعلى من البكتيريا، المسببة للأمراض الموجودة على الجلد.
وتقول ويلكنسون: 'إنهم هناك ينتظرون فرصة لإحداث عدوى. لذلك، من المهم حقاً أن يحافظ مرضى السكري على نظافة أقدامهم، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب ذلك'.
وما يجعل هذا الأمر أسوأ، أن مرضى السكري يعانون أيضاً من ضعف الاستجابة المناعية، لذلك إذا أصيبوا بالعدوى، فإن أجسامهم لا تستطيع مقاومتها، فمرضى السكري معرضون أيضاً للجروح والإصابات والتقرحات في القدمين، التي لا تلتئم. وإذا لم تُكتشف في وقت مبكر، فقد يحتاج الأمر إلى بتر أصابع القدمين، أو القدمين، أو حتى الأطراف.
وتقول ويلكنسون: 'إذا كنت تعاني من داء السكري غير المنضبط، فقد يكون لديك تلف في أعصاب قدميك، لذلك لا يمكنك الشعور بقدميك بشكل صحيح'. وأضافت أن مجرد غسل القدمين يسمح لك بفحص قدميك بشكل صحيح، بحثاً عن أي سحجات أو جفاف، قد يساهم في الإصابة بالعدوى.
ولذلك توصي ويلكنسون، والجمعيات الخيرية، مثل جمعية السكري في المملكة المتحدة، مرضى السكري بغسل أقدامهم كل يوم.
جدل حول تكرار غسل القدمين
ولكن ماذا عن الآخرين؟ يرى بعض الخبراء أن الفائدة الصحية لغسل القدمين يومياً محدودة بالنسبة لمعظم الناس، بل يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشاكل جلدية.
ففي النهاية، يعتمد الجلد على مجتمع من الميكروبات المفيدة، لأداء الوظائف الأساسية، فهي تطرد البكتيريا الضارة، وتنتج الدهون التي تحافظ على ترطيب الجلد ومرونته، بل وتساعد على ترميم الجروح. وقد يؤدي الغسل والفرك المكثف للقدمين إلى إزالة هذه الأنواع المفيدة من البكتيريا، خاصةً إذا كان الماء ساخناً، ونتيجة لذلك، يُمكن أن يصبح الجلد جافاً أو متهيجاً أو مثيراً للحكة. وقد يسمح الجلد المتشقق للبكتيريا باختراقه، بينما لا يُمكن اختراق الجلد عادةً، عندما يكون سليماً، ما يزيد من احتمال الإصابة بالعدوى.
يقول زايتشنر: 'يُمكن أن يؤدي الإفراط في غسل البشرة إلى تعطيل المناعة الطبيعية، وتجريد الجلد من الزيوت الطبيعية، ما يساهم في الجفاف والالتهاب'. ويؤدي ذلك إلى حكة وجفاف الجلد، ويُمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالات، مثل الإكزيما.
يقول زايتشنر: 'من المهم أيضاً عدم المبالغة في فرك أو تقشير جلد القدمين'. وأضاف أن الدشبذات أو مسامير القدمين تنمو، بسبب الإصابات اليومية، ولكنها مع ذلك تحمي القدمين من البيئة المحيطة، مما يعني أن إزالة مسامير القدم تؤدي إلى إزالة هذه الحماية.
كما أن هناك قلق من أن الصابون المضاد للبكتيريا، يُمكن أن يخل بالتوازن الدقيق للكائنات الحية الدقيقة على الجلد، ما يقتل الأنواع المفيدة، ويسمح بظهور سلالات أكثر صلابة، ومسببة للأمراض ومقاومة للمضادات الحيوية. أخيراً، يحتاج جهازنا المناعي إلى تحدي الميكروبات إلى حد معين، لكي يقوم بعمله، فإذا لم نتعرض لتدفق مستمر من البكتيريا والفيروسات في مرحلة الطفولة، فلن تتعلم أجسامنا كيفية الاستجابة بشكل صحيح للهجوم. ويعتقد بعض الخبراء أن الاستحمام بشكل متكرر قد يؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية، لهذا السبب بالذات.
وهذا يتركنا مع السؤال الدائم: كم مرة يجب أن نغسل أقدامنا؟ تعتمد الإجابة إلى حد ما على الفرد.
تقول ويلكنسون: 'بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، يُنصح بغسل القدمين يومياً بنسبة مئة في المئة ولكن إذا لم تكن تعاني من أي حالات مرضية كامنة، فإن أطباء الجلدية يرون أن غسل القدمين كل يومين أكثر من كافٍ، للحفاظ على نظافة جيدة، دون تجريد بشرتك من الكثير من الزيوت الطبيعية'.
ومع ذلك، تشير ويلكنسون إلى أنه إذا كنت من الأشخاص، الذين يحبون الجري، أو ممارسة التمارين الرياضية في صالة الألعاب الرياضية، فمن الواضح أنك ستحتاج إلى غسل قدميك بانتظام، أكثر من الأشخاص الأقل نشاطاً، وتكرار الغسيل ليس هو المهم فقط ، ولكن طريقة غسل القدمين وتجفيفهما لها آثار صحية أيضاً.
تقول ويلكينسون: 'يعتقد الكثير من الناس أنه إذا كنت تستحم وتترك الماء يتدفق، فهذا يعني غسل القدمين، ولكن هذا ليس صحيحاً، فأنت بحاجة إلى غسل قدميك فعلياً بالماء والصابون'.
مع ذلك، وفقاً لدان بومغارت، وهو طبيب عام ومحاضر في علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء في جامعة بريستول في المملكة المتحدة، فإن أهم شيء يؤكده للمرضى هو التأكد من تجفيف قدميك بشكل صحيح. يقول بومغارت: 'عندما يكون لديك بلل أو رطوبة بين أصابع القدمين، يُسمح لها بالبقاء هناك في بيئة دافئة، وعندها تكون عرضة للإصابة بأمور، مثل القدم الرياضية، وغيرها من العدوى الفطرية'.
Join our Telegram

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك
5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

التحري

timeمنذ 6 أيام

  • التحري

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

تُستخدم الكثير من أدوات النظافة الشخصية بشكل روتيني من دون التفكير في الحاجة إلى استبدالها، رغم أنها قد تتحول مع الوقت إلى بيئة لتراكم البكتيريا ومصدر محتمل لمشاكل صحية. إليك أبرز هذه الأدوات وفترات استبدالها الموصى بها: – المناشف (الوجه والجسم): على الرغم من مظهرها النظيف، تتراكم على المناشف رطوبة وجزيئات جلد ميت، ما يجعلها بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات، خاصة في الحمام. ويُوصى بتغييرها كل يومين إلى ثلاثة أيام. – الليفة : تمتص الرطوبة والصابون بسرعة وتحتفظ بها، مما يخلق بيئة خصبة لنمو الميكروبات. تفقد الليفة فعاليتها ونعومتها تدريجيا، لذا يُفضل استبدالها كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع. – فرشاة الأسنان: تُلامس الأغشية المخاطية في الفم وتتعرض للبكتيريا، خاصة إذا كانت مكشوفة. مع الوقت، تتآكل شعيراتها وتفقد فعاليتها. يُوصى بتغييرها كل 2–3 أشهر، وفورا بعد الإصابة بأي مرض. – المشط: رغم عدم ملامسته المباشرة للمناطق الحساسة، تتجمع فيه الأوساخ والزيوت وخلايا الجلد؛ ما قد يسبب قشرة أو تهيجا. يُوصى بتنظيفه أسبوعيا واستبداله كل 6 أشهر. – شفرات الحلاقة: حتى لو كانت حادة، فإن الاستخدام المتكرر يُسبب خدوشًا دقيقة قد تؤدي لالتهابات. يجب تغيير الشفرة غير القابلة للتبديل كل 5–7 مرات، والمُبدلة مرة كل أسبوعين على الأقل. الاهتمام باستبدال هذه الأدوات في مواعيدها يُسهم في الوقاية من العدوى والحفاظ على صحة البشرة والفم.

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل
رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

سيدر نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • سيدر نيوز

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

لا تزال سيلفانا سانتوس تتذكر جيرانها في البلدة الصغيرة التي زارتها لأول مرة قبل 20 عامًا، حيث فقد العديد من الأطفال القدرة على المشي. تتذكر سانتوس بنات لولو اللواتي كنّ يسكُنَّ عند مدخل البلدة.، وريجان في نهاية الطريق، وماركينيوس بعد محطة الوقود، وباولينيا قرب المدرسة. تقع بلدة سيرينها دوس بينتوس النائية في شمال شرق البرازيل، ويقل عدد سكانها عن خمسة آلاف نسمة. في هذه البلدة اكتشفت عالمة الأحياء والوراثة سيلفانا سانتوس حالةً مرضية غير معروفة من قبل، وأطلقت عليها اسم 'متلازمة سبوان'. المرض الوراثي: انتشاره يزيد بسبب زواج الأقارب حظر زواج الأقارب في كوريا الجنوبية وتنتج هذه المتلازمة عن طفرة جينية تؤثر على الجهاز العصبي، فتُضعف الجسم تدريجيا، ولا تظهر إلا عندما يُورّث الجين المُعدّل من كلا الوالدين. وقد مثّل بحث سانتوس أول توصيف علمي لهذا المرض في أي مكان في العالم، وبفضل هذا الإنجاز، إضافة إلى أبحاثها اللاحقة، اختيرت ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرًا في العالم وفق تصنيف بي بي سي لعام 2024. وقبل وصول سانتوس، لم يكن لدى العائلات أي تفسير للمرض الذي يصيب أطفالهم. أما اليوم، فيتحدث السكان بثقة عن 'سبوان' وعلم الوراثة. يقول ماركينيوس، أحد المصابين: 'لقد أعطتنا تشخيصا لم نكن نعرفه من قبل. وبعد البحث، جاءت المساعدة في صورة أشخاص، وتمويل، وكراسي متحركة'. سيرينها دوس بينتوس: عالم قائم بذاته كانت سانتوس تعيش في ساو باولو، أكبر وأغنى مدينة في البرازيل، وكان جيرانها في الشارع الذي كانت تسكن فيه تقريبا من عائلة واحدة من بلدة سيرينها حيث كان العديد منهم أبناء عمومة بدرجات متفاوتة، ومتزوجين من بعضهم البعض. وأخبروا سانتوس عن بلدتهم 'هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون السير، لكن لا أحد يعرف السبب'. وكانت إحدى بنات الجيران، زيرلانديا، تعاني من حالة مرضية مُنهكة ففي طفولتها، كانت عيناها تتحركان لا إراديًا، ومع مرور الوقت، فقدت قوة أطرافها واحتاجت إلى كرسي متحرك للتنقل، وكانت تحتاج إلى مساعدة حتى في أبسط المهام. Mariana Castiñeiras/BBC قادت سنوات من البحث سانتوس وفريقها البحثي إلى تحديد هذه الأعراض على أنها أعراض اضطراب وراثي لم يُوثّق سابقًا، وهو متلازمة سبوان. وعثروا لاحقًا على 82 حالة أخرى حول العالم. بدعوة من جيرانها، زارت سانتوس سيرينها لقضاء عطلة، وتصف وصولها إلى هناك بأنه دخول 'عالم خاص'، ليس فقط للمناظر الطبيعية الخلابة ومناظر الجبال، ولكن أيضًا لما بدا وكأنه مصادفة اجتماعية بارزة. كلما تجولت وتحدثت مع السكان المحليين، ازدادت دهشتها من شيوع زواج الأقارب. لقد أدت عزلة سيرينها وقلة الهجرة الداخلية إلى أن يصبح العديد من سكانها أقارب، مما يزيد من احتمالية الزواج بين أبناء العمومة. Mariana Castiñeiras/BBC لم يكن العديد من الأزواج على دراية بوجود صلة قرابة بينهم إلا بعد الزواج، بينما كان آخرون يعلمون بذلك، لكنهم كانوا يعتقدون أن هذه الروابط تستمر لفترة أطول وتوفر دعمًا عائليًا أقوى. ويُعتبر الزواج بين الأقارب أمرًا شائعا نسبيا في أنحاء العالم، حيث يُقدّر بنحو 10% من حالات الزواج، ومعظم الأطفال المولودين من هذه الزيجات يتمتعون بصحة جيدة، حسب الخبراء. مع ذلك، تواجه هذه الزيجات خطرًا أكبر في انتقال طفرات ضارة عبر العائلة. ويشرح عالم الوراثة لوزيفان كوستا ريس من الجامعة الفيدرالية البرازيلية في ريو غراندي دو سول: 'إذا لم يكن الزوجان أقرباء، فإن احتمال إنجاب طفل مصاب باضطراب وراثي نادر أو إعاقة يتراوح بين 2 و3 في المئة، أما بالنسبة لأبناء العمومة، فتزيد النسبة إلى ما بين 5 و6 في المئة'. وأظهرت دراسات لاحقة أن أكثر من 30% من الأزواج في سيرينها كانوا أقارب، وأن ثلثهم أنجبوا طفلا واحدا على الأقل من ذوي الإعاقة. طريق طويل للتشخيص انطلقت سانتوس للبحث عن تشخيص لسكان سيرينها، وبدأت التخطيط لدراسة جينية مفصلة، ​​الأمر الذي تتطلب رحلات متعددة، ثم انتقلت في النهاية إلى المنطقة. لقد سافرت مسافة 2000 كيلومتر من وإلى ساو باولو مرات عديدة في السنوات الأولى من بحثها. وجمعت عينات الحمض النووي من منزل إلى منزل، وتبادلت أطراف الحديث أثناء احتساء القهوة، وجمعت قصصًا عائلية، في محاولة لتحديد الطفرة المسببة للمرض. وما كان من المفترض أن يستغرق 3 أشهر من العمل الميداني تحول إلى سنوات من التفاني. وأدى كل ذلك إلى نشر دراسة في عام 2005، والتي كشفت عن وجود سبوان في المناطق النائية في البرازيل. وجد فريق سانتوس أن الطفرة تتضمن فقدان جزء صغير من كروموسوم، مما يُسبب زيادة في إنتاج جين لبروتين رئيسي في خلايا الدماغ. ويتذكر المزارع لولو، الذي تحمل ابنته ريجان جين سبوان: 'قالوا إنها جاءت من ماكسيميانو، وهو زير نساء في عائلتنا'. وتزوج لولو، البالغ من العمر الآن 83 عامًا، ابنة عمه ولم يغادر سيرينها قط، ولا يزال يرعى الماشية ويعتمد على عائلته في رعاية ريجان، التي تُعاني من صعوبات في أداء مهامها اليومية. مشكلات زواج الأقارب لكن الطفرة الجينية وراء سبوان أقدم بكثير من أسطورة ماكسيميانو العجوز، فمن المرجح أنها وصلت منذ أكثر من 500 عام مع المستوطنين الأوروبيين الأوائل في شمال شرق البرازيل. وتقول سانتوس: 'تُظهر دراسات التسلسل الجيني وجود أصول أوروبية قوية لدى المرضى، مما يدعم سجلات الوجود البرتغالي والهولندي واليهود السفارديم في المنطقة'. وازدادت النظرية قوةً بعد اكتشاف حالتين من متلازمة سبوان في مصر، وأظهرت دراساتٌ أخرى أن الحالتان المصريتان تشتركان أيضًا في أصول أوروبية، مما يشير إلى أصلٍ مشترك في شبه الجزيرة الأيبيرية. وتقول سانتوس: 'من المرجح أن يكون ذلك قد حدث مع أقارب من اليهود السفارديم أو الموريسكيين الفارين من محاكم التفتيش'، وتعتقد أن هناك حالاتٍ أخرى قد توجد عالميًا، وخاصةً في البرتغال. Mariana Castiñeiras/BBC على الرغم من التقدم الطفيف نحو إيجاد علاج، إلا أن متابعة المرضى أحدثت بعض التغيير، وتتذكر ريجان كيف كان الناس يُطلقون عليهم سابقًا 'المقعدين'، الآن، يُقال إنهم ببساطة مصابون بمتلازمة سبوان. ولم تُضف الكراسي المتحركة الاستقلالية فحسب، بل ساعدت أيضًا في منع التشوهات، في الماضي، كان الكثير من المصابين بهذه الحالة يُتركون ببساطة مستلقين على السرير أو على الأرض. ومع تقدم حالة سبوان، تزداد القيود الجسدية مع التقدم في السن، وبحلول سن الخمسين، يصبح جميع المرضى تقريبًا معتمدين بشكل كامل على الآخرين. هذا هو حال نجلي إينيس، وهم من بين أكبر المصابين سنًا في سيرينها حيث يبلغ تشيكينيو من العمر 59 عامًا، ولم يعد قادرًا على الكلام، في حيت يبلغ ماركينيوس من العمر 46 عامًا، ولديه قدرات تواصل محدودة. وتقول إينيس، المتزوجة من ابن عم من الدرجة الثانية: 'من الصعب يكون لك ابن له ظروف خاصة، نحبهم بنفس القدر، لكننا نعاني من أجلهم'. وتزوجت لاريسا كيروز، ابنة أخ تشيكينيو وماركينيوس، أيضًا من قريب بعيد، لم تكتشف هي وزوجها ساولو جدهما المشترك إلا بعد أشهر من المواعدة. وتقول: 'في سيرينها دوس بينتوس، جميعنا أبناء عمومة، وتربطنا صلة قرابة بالجميع'. ويُعدّ الأزواج مثل لاريسا وساولو محور مشروع بحثي جديد تشارك فيه سانتوس، فبدعم من وزارة الصحة البرازيلية، سيفحص المشروع 5 آلاف حالة زواج للكشف عن الجينات المرتبطة بأمراض متنحية خطيرة. ولا يهدف المشروع إلى منع زواج الأقارب، بل إلى مساعدة الأزواج على فهم المخاطرالجينية، كما تقول سانتوس. وتعمل سانتوس الآن كأستاذة جامعية، وتدير أيضًا مركزًا لتعليم علم الوراثة، وتعمل على توسيع نطاق الاختبارات في شمال شرق البلاد. وعلى الرغم من أنها لم تعد تعيش في سيرينها دوس بينتوس، إلا أن كل زيارة لها تُشعرها وكأنها عودة إلى الوطن. وكما تقول إينيس:'يبدو الأمر كما لو أن سيلفانا فرد من العائلة'. Mariana Castiñeiras/BBC مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك
5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

ليبانون 24

timeمنذ 7 أيام

  • ليبانون 24

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

تُستخدم الكثير من أدوات النظافة الشخصية بشكل روتيني من دون التفكير في الحاجة إلى استبدالها، رغم أنها قد تتحول مع الوقت إلى بيئة لتراكم البكتيريا ومصدر محتمل لمشاكل صحية. إليك أبرز هذه الأدوات وفترات استبدالها الموصى بها: - المناشف (الوجه والجسم): على الرغم من مظهرها النظيف، تتراكم على المناشف رطوبة وجزيئات جلد ميت، ما يجعلها بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات، خاصة في الحمام. ويُوصى بتغييرها كل يومين إلى ثلاثة أيام. - الليفة : تمتص الرطوبة والصابون بسرعة وتحتفظ بها، مما يخلق بيئة خصبة لنمو الميكروبات. تفقد الليفة فعاليتها ونعومتها تدريجيا، لذا يُفضل استبدالها كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع. - فرشاة الأسنان: تُلامس الأغشية المخاطية في الفم وتتعرض للبكتيريا، خاصة إذا كانت مكشوفة. مع الوقت، تتآكل شعيراتها وتفقد فعاليتها. يُوصى بتغييرها كل 2–3 أشهر، وفورا بعد الإصابة بأي مرض. - المشط: رغم عدم ملامسته المباشرة للمناطق الحساسة، تتجمع فيه الأوساخ والزيوت وخلايا الجلد؛ ما قد يسبب قشرة أو تهيجا. يُوصى بتنظيفه أسبوعيا واستبداله كل 6 أشهر. - شفرات الحلاقة: حتى لو كانت حادة، فإن الاستخدام المتكرر يُسبب خدوشًا دقيقة قد تؤدي لالتهابات. يجب تغيير الشفرة غير القابلة للتبديل كل 5–7 مرات، والمُبدلة مرة كل أسبوعين على الأقل. الاهتمام باستبدال هذه الأدوات في مواعيدها يُسهم في الوقاية من العدوى والحفاظ على صحة البشرة والفم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store