logo
«الناتو» ما زال صامداً.. رغم أنف المتشائمين

«الناتو» ما زال صامداً.. رغم أنف المتشائمين

الاتحادمنذ 5 ساعات

«الناتو» ما زال صامداً.. رغم أنف المتشائمين
اجتمع قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أقوى تحالف عسكري في العالم، في مدينة لاهاي الهولندية لحضور قمتهم السنوية. ولا يبدو أن اجتماعهم يتجه نحو كارثة، كما خشي الكثيرون قبل بضعة أشهر فقط.
ورغم نجاح «الناتو» في كسب الحرب الباردة وبقائه أقوى تجمع دولي في التاريخ الحديث، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شكّك في جدوى التحالف علناً لسنوات، بل صرح خلال ولايته السابقة، بأنه أخبر قادة دول الناتو بأنه «سيشجع» روسيا على فعل «ما يحلو لها» ضد أعضاء الناتو الذين لا يبذلون قصارى جهدهم في الإنفاق العسكري. وكرّر تساؤله عما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة الوفاء بتعهد الدفاع المشترك للحلف بموجب المادة الخامسة من معاهدة تأسيس الحلف، والتي تتناول فكرة أساسية مفادها أن الهجوم على أي دولة عضوة يعتبر هجوماً على الجميع، في حال تعرض أي دولة حليفة للهجوم، حتى لو لم تفِ بالتزاماتها المالية.
ولا شك أن تراجع الاهتمام الأميركي بالناتو، وغياب الالتزام الأميركي بالدفاع عن أوكرانيا، بالإضافة إلى شعور أوروبا بحالة من عدم اليقين حول كيفية التخطيط بالتعاون مع شريك بهذا التقلب، قد تُعرّض التحالف للخطر. إلا أن هناك عدة أسباب تدفع من يُعلنون بالفعل نهاية التحالف، وأنا أعرف الكثير منهم، إلى التخلي عن تشاؤمهم.
وتقترب دول الناتو الـ32 من تحقيق معيار أقوى للعمل المشترك، فقد أكد الأمين العام للحلف مارك روته مؤخراً أنه كان يتوقع من الأعضاء اعتماد مستويات إنفاق مشتركة أعلى، حيث تهدف كل دولة عضو إلى إنفاق 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي لتعزيز قواتها العسكرية في إطار نسبة 5% المخصصة للأمن العام. ويبلغ الهدف الحالي للإنفاق العسكري 2% فحسب. وقد حققت غالبية دول الحلف هذا الهدف الآن، ولكن بالكاد، وذلك لا يكفي لتمكين أوروبا من مواجهة التحديات الأمنية.
وعندما اقترح ترامب وفريقه مستوى الـ5% قبل بضعة أشهر، بدا الرقم مرتفعاً بشكل فلكي، لا سيما وأن الولايات المتحدة نفسها لا تنفق حالياً سوى حوالي 3.2% من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها، مقارنة بمعايير الحرب الباردة التي تراوحت بين 5% و10%، وقد تجاوزت هذه النسبة 35% خلال الحرب العالمية الثانية.
ويبدو أن أعضاء «الناتو»، ومن بينهم الولايات المتحدة، يحاولون التوصل إلى إجماع جديد، من خلال تصنيفات جديدة تشمل الإنفاق على الأمن القومي وتحديث البنية التحتية الحيوية، مثل الشبكات السيبرانية والطرق. وهناك سبب آخر للتفاؤل، فحلف «الناتو» موحّد في الغالب مرة أخرى في رغبته في منع المزيد من المكاسب الروسية ضد أوكرانيا.
ولا تزال الولايات المتحدة عنصراً غير متوقع، فقد كانت مواجهة ترامب مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي في فبراير الماضي إحدى أكثر لحظات ولايته الثانية حدة، إلا أن زيلينسكي وافق لاحقاً على شروط ترامب لبحث وقف إطلاق النار.
ويجب تذكير المتشائمين بشأن مستقبل «الناتو» بأن الولايات المتحدة لم تُخفّض قواتها العسكرية في أوروبا منذ تنصيب ترامب، وقد تفعل ذلك في الأشهر المقبلة. ولكن بقاء القوات الأميركية في أراضي الناتو قريبة من روسيا يجعل احتمالات الهجوم على أي عضو في الناتو ضئيلة، رغم التزام ترامب المتذبذب تجاه الحلف.
ويوفّر التاريخ دليلاً مفيداً في هذا السياق، فقد أجمع أعضاء «الناتو» الـ12 الأصليون، الذين وقعوا على معاهدة تأسيس الحلف في واشنطن عام 1949، على خشية العدوان والطموح السوفييتي، ولم يكن بينهم شخصية شبيهة بترامب تلوّح بالتزام غير مؤكد تجاه الحلف. ومع ذلك، فقد اعتُبرت المعاهدة، غير كافية لردع موسكو. ولم يبدأ شعور شعوب الدول الأعضاء بالأمان إلا بعد أن ضم الناتو ألمانيا الغربية، وسُمح بإعادة تسليحها، ونشر قوات الحلف، تشمل القوات الأميركية، على الحدود بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية.
ولم يقتصر «الناتو» يوماً على مجرّد كلمات مطمئنة أو اتفاقات مكتوبة، بل يُمثل في المقام الأول قوة قتالية ذات مصداقية، مرتبطة بالقوات التقليدية وغير التقليدية للآلة العسكرية الأميركية بأكملها. ولا تزال أجزاء كبيرة من تلك الآلة موجودة على الأرض الأوروبية. فهناك ما يقارب 100 ألف جندي أميركي يتمركزون هناك، يشملون أعداداً كبيرة في الدول الشرقية القريبة من روسيا.وفي ملاحظة تنم عن تفاؤل مشروط بمستقبل الناتو، قرر ترامب أن القائد الأعلى لقوات الحلف في أوروبا، وهو منصب شغله أولاً الجنرال دوايت أيزنهاور، يجب أن يظل أميركياً. ويُشاع أنه يفكر في تسليم المنصب إلى شخصية أوروبية، وهو ما كان سيشكّل رمزاً مؤلماً لتراجع انخراط الولايات المتحدة في الحلف.
*مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينغز، ومؤلف الكتاب المرتقب بعنوان: «مواجهة التحديات الكبرى.. استراتيجية الدفاع الأميركية منذ الثورة».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"CNN": إدارة ترامب تخطط لرفض طلبات لجوء مئات آلاف المهاجرين تمهيدًا لترحيلهم فورًا
"CNN": إدارة ترامب تخطط لرفض طلبات لجوء مئات آلاف المهاجرين تمهيدًا لترحيلهم فورًا

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

"CNN": إدارة ترامب تخطط لرفض طلبات لجوء مئات آلاف المهاجرين تمهيدًا لترحيلهم فورًا

قالت شبكة "CNN"، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل على خطة تهدف إلى رفض طلبات لجوء مئات الآلاف من المهاجرين الموجودين داخل الولايات المتحدة، تمهيدًا لترحيلهم بشكل فوري. وأشارت مصادر لشبكة "CNN" إلى أن الخطة تستهدف الأشخاص الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني ثم تقدموا لاحقًا بطلبات لجوء، حيث يتوقع أن تغلق ملفاتهم، مما يعرضهم لخطر الترحيل الفوري. ووفقًا للتقديرات. مع تولي ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة، قام بتقليص إمكانية الوصول إلى نظام اللجوء، خصوصًا على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، من خلال سياسات تهدف إلى تقييد تقديم الطلبات وتشديد شروط القبول. وتُظهر البيانات الفيدرالية أن هناك حاليًا نحو 1.45 مليون شخص لديهم طلبات لجوء "إيجابي" قيد المعالجة. ويُذكر أن الأشخاص الذين لا يخضعون لإجراءات ترحيل نشطة يمكنهم تقديم طلبات لجوء إيجابي عبر خدمات الجنسية والهجرة الأمريكية (USCIS)، وهي المسار الرسمي للأفراد الموجودين داخل الأراضي الأمريكية.

أوروبا تضغط لإيلام روسيا وترامب يدرس دعم أوكرانيا
أوروبا تضغط لإيلام روسيا وترامب يدرس دعم أوكرانيا

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

أوروبا تضغط لإيلام روسيا وترامب يدرس دعم أوكرانيا

وقال ميرتس أمام صحافيين في لاهاي: لن يكون هناك حل عسكري لهذا الصراع، فعلينا أن نزيد من الضغط الاقتصادي على موسكو. وأوضح أنه أعرب لترامب، عن الرغبة الملحة في أن يتخذ الأمريكيون خطوات إضافية لفرض مزيد من العقوبات على روسيا. مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيقر بشكل نهائي حزمة العقوبات الثامنة عشرة ضد روسيا خلال القمة، التي ستُعقد في بروكسل، بدءاً من اليوم الخميس. وتابع ميرتس: «لكن ذلك وحده لن يكون كافياً. نحن بحاجة أيضاً إلى تعزيز المشاركة الأمريكية في هذه العقوبات». وأشار ميرتس إلى أن من المحتمل أن يتم طرح حزمة عقوبات مماثلة للتصويت في مجلس الشيوخ الأمريكي خلال الأيام المقبلة. إلى ذلك، قال ترامب إنه يدرس إرسال المزيد من بطاريات صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا لمساعدة كييف في صد الهجمات الروسية. وأضاف ترامب بعد محادثات مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن من الصعب للغاية الحصول على الصواريخ المضادة للصواريخ لكن «سنرى ما إذا كان بوسعنا توفير بعضها. وأشار في مؤتمر صحفي أن زيلينسكي سيفضل إنهاء الحرب. وقال ترامب إنه سيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأمر قريباً. وأضاف: بوتين عليه حقاً أن ينهي الحرب. بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن فرض مزيد من العقوبات على روسيا، تنفيذاً لرغبة كييف والاتحاد الأوروبي وبرلمانيين أمريكيين، قد يمنع واشنطن من الاحتفاظ بقدرتها على التفاوض من أجل وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقال روبيو في مقابلة مع موقع بوليتيكو الإخباري: «يجب أن يدرك الجميع أنه بفرض عقوبات إضافية على روسيا سنكون قد قمنا بما ينتظره الجميع، ولكن سنفقد على الأرجح قدرتنا على مناقشة وقف إطلاق النار معهم.. وحينها، من سيتحدث معهم؟ إنهم لا يتكلمون مع أي شخص آخر يقف في صفنا في العالم، ويرى الأمور مثلنا». وأكد روبيو أن الرئيس ترامب يعرف الوقت والمكان المناسبين لاتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات جديدة محتملة، مضيفاً: «لقد قال إن بإمكانه ذلك، ولكن إن فعل فسيكون الأمر بمثابة اعتراف بأنه لن تكون هناك مفاوضات، لذلك يريد أن يمنح نفسه كل الفرص للتأثير على الاتحاد الروسي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار. إنه الخيار الذي يحاول الحفاظ عليه، لأنه خيار السلام. قد يحدث ذلك. لقد ناقشنا معهم كيفية هيكلة خطوتهم، بما يمنح ترامب مرونة كافية في حال قرر فرض عقوبات». وذكرت وزارة الدفاع الروسية في منشور على تطبيق تلغرام، أن وحداتها دمرت ما يصل إلى 40 مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق عدة مناطق روسية وشبه جزيرة القرم. وجرى إسقاط سبع طائرات مسيرة فوق منطقة روستوف. وقال يوري سليوسار، حاكم روستوف، عبر تلغرام، إنه لم تقع إصابات جراء الغارات، لكن الهجوم تسبب في نشوب حريق في مجمع رياضي وألحق أضراراً بمدرسة ثانوية، ومبنيين سكنيين في مدينة تاجانروج. وأضاف أن الهجوم ألحق أضراراً بمستودع لتخزين حبوب ومنشأة صناعية في بلدة آزوف المطلة على نهر الدون على بعد نحو 16 كيلو متراً من بحر آزوف، ولم يتطرق إلى التفاصيل. وأوردت عدة قنوات روسية وأوكرانية غير رسمية تقارير عن وقوع هجوم بطائرات مسيرة محتمل على منشأة الطائرات المسيرة (أتلانت - إيرو) الروسية في تاجانروج. وذكر ألكسندر جوسيف، حاكم منطقة فورونيج الروسية، أنه جرى تدمير ما يربو على 40 طائرة مسيرة فوق المناطق الحضرية، وبالقرب من الحدود مع أوكرانيا، دون وقوع إصابات.

"قرار أميركي صارم" بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
"قرار أميركي صارم" بعد تسريب نتائج الضربات على إيران

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

"قرار أميركي صارم" بعد تسريب نتائج الضربات على إيران

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن الإدارة تعتقد أن التقرير الأولي لوكالة استخبارات الدفاع سُرب بعد نشر التقييم على نظام لمشاركة المعلومات السرية مع الكونغرس ، ليلة الإثنين. وأضاف المسؤول: "بالتالي ستشارك الإدارة معلومات أقل على هذا النظام". كما أكد أن الإدارة تجري تحقيقا في التسريب. وكشف المسؤول لـ"سي إن إن"، أن وزيري الدفاع بيت هيغسيث والخارجية ماركو روبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف، سيقدمون إحاطة لمجلس الشيوخ بشأن إيران، الخميس. وكانت تقارير صحفية أميركية نقلت عن تقييم استخباراتي أولي، أن المكونات الأساسية للبرنامج النووي لطهران لم تدمر، بما في ذلك مخزون اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي، من جراء الضربات الأميركية الأخيرة. ودفعت التقارير كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم ترامب ، إلى الرد بالنفي وتكذيب وسائل إعلام مهمة، مثل "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store