logo
إيران انتصرت...

إيران انتصرت...

الديارمنذ 8 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
علنًا كان هناك في لبنان مَن يراهن، ومنذ اللحظة الأولى للحرب، على أن تنجح "اسرائيل" في تقويض النظام في ايران، وحتى تقويض الدولة في ايران. وعلنًا كان حملة السكاكين وحملة الفؤوس يتحدثون عن اليوم الأسود الذي ينتظر حزب الله، والى حد الكلام عن الترحيل، ليبدأ تنفيذ ذلك السيناريو الجهنمي باحداث تغيير دراماتيكي في الصيغة اللبنانية، والذهاب برفقة الشقيق السوري سيرًا على الأقدام الى أورشليم.
أجل الأهوال كانت تنتظر لبنان بكل مكوناته، بعدما سقط البعض في تلك اللعبة الغبية، لعبة الكانتونات، وحيث يفترض بكل طائفة أن تأكل بعضها بعضًا.
لطالما قلنا كعرب، مع أن العروبة لم تعد تصلح حتى علفاً للدجاج، لا كمسلمين، لأن مصطلح "العالم الاسلامي" مصطلح افتراضي ببعدنا عن الخط الايديولوجي والجيوسياسي لايران. ما كان يجمعنا موقفها من "اسرائيل" ولا شيء آخر، حين كان الآخرون اما أنهم يضعون رؤوسهم (المقطوعة) في السلة الأميركية، أو يلعبون في الزوايا الأميركية.
أجل ايران انتصرت. دونالد ترامب هو الذي قال ذلك، عندما أثنى على دور قاذفاته وعلى دور جنوده، بعدما ظهر القصور "الاسرائيلي" واضحًا في تحطيم البرنامج النووي الايراني الذي هو في الرؤوس، لا في الجدران المهدمة، ولا في شبكات الأنفاق التي تؤكد تقارير موثوق بها أن نسبة الأضرار التي لحقت بها تترواح بين الـ 30 والـ40 في المئة.
المسألة ليست هنا في قوة الرد الايراني، وفي نوعية الصواريخ التي فوجئت هيئة الأركان "الاسرائيلية" ان بدقتها أو بحمولتها التفجيرية، وهي تصل الى أهدافها، دون أن تتمكن المنظومات الدفاعية الأربع التي طالما وصفتها صحيفة "اسرائيل هيوم" بالدرع الالهي لأرض الميعاد. قطعًا لم يكن "الاسرائيليون" يتوقعون أن يبلغ الخراب ذلك المدى الكارثي، بعدما كنا نسمع على لسان قادتهم أن القيادة الايرانية لن تتجرأ على ذلك النوع من الرد، لأن الصواريخ النووية جاهزة لازالة الدولة الايرانية من الوجود، لتصدر تصريحات عن بنيامين نتنياهو وعن يسرائيل كاتس، بأن الحرب مع ايران هي حرب وجودية.
"تل أبيب" هي من طلبت من دونالد ترامب التدخل، بعدما فشل السيناريو العسكري ـ الاستخباراتي في تفجير النظام الايراني (وبالمناسبة هل حقًا أن نتنياهو وعد الهام علييف بـ "اعادة" اذربيجان الايرانية الى الدولة الأم؟)، وهي التي طلبت منه الضغط لوقف النار، فكان أن استعان بأمير قطر الشيخ تميم الذي تمنى على القيادة الايرانية القبول بوقف النار، وان كان من الضروري معرفة أن "اسرائيل" لا ايران هي التي شنت الحرب، لتشعر بالغرق بالوحول وبالنيران منذ اليوم الثاني.
من البداية قلنا إن جنون نتنياهو لا بد أن يدفع به الى الحائط. الآن بدأ الحديث عن غبائه، أم عن غباء "الموساد" ألذي صوّر له أنه استكمل كل الخطط التي لا تحتاج الى أكثر من الضربة الأولى (الضربة الصاعقة بنحو مئة طائرة)، لكي تقع ايران بين يدي الدولة العبرية، وتستكمل الخطوة التالية بتعرية تركيا أيضا، بالرغم من أن رجب طيب أردوغان هو من يدفع بالرئيس السوري أحمد الشرع لكي يمد يده الى بنيامين نتنياهو، وحتى اللقاء على ضفاف الدردنيل.
"اسرائيل" الآن غير "اسرائيل" قبل الحرب. قوى لبنانية كثيرة توقعت أن تذهب ايران عارية الى ردهة المفاوضات. ولكن ألم يكن واضحا منذ البداية أن البنتاغون لم يكن يريد الغرق في مستنقعات الشرق الأوسط؟ وقد خبر ما تعنيه هذه المستنقعات على الأرض الأفغانية. حتى إن أكثر من تعليق في الصحف أو على الشاشات الأميركية، لاحظ أن الروس والصينيين كانوا ينتظرون الدخول البري الأميركي الى ايران، كون الغارات الجوية لا تفضي الى أي تغيير في المسار الاستراتيجي لدولة ما، لكي تبدأ قبائل ياجوج وماجوج بحصار الجيش الأميركي داخل تلك المتاهة، وحيث التداخل الغرائبي بين الجبال والصحارى.
الآن يبدأ السؤال حول النتائج السياسية للحرب. دونالد ترامب يراهن على أن تقود المفاوضات الى تطبيع تدريجي للعلاقات بين ايران و "اسرائيل"، التي لم تعد أبواب المنطقة مشرعة أمامها. صحيح أن لا مجال للحديث عن أي توازن استراتيجي بين الولايات المتحدة وايران، لكن الأخيرة أثبتت أنها قادرة على المواجهة، بعدما حكي الكثير عن نقاط ضعفها عسكريا واستخباراتيا، لتكون التجربة الأخيرة الفرصة المثالية، ليس فقط لاعادة هيكلة المؤسسات الأمنية، وانما للحد من البعد الايديولوجي في الأداء الداخلي للدولة. تاليا التفاعل مع ديناميات القرن، والتوصل الى "قواعد فلسفية" أخرى في التعامل مع الولايات المتحدة، مع تغير المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط على خلفية الزلزال السوري، وبعدما تبين أن الاعتماد ان على الدببة القطبية أو على التنين، اشبه ما يكون بالاعتماد على تماثيل الشمع.
حتما الايرانيون كانوا يتطلعون الى وقف وشيك للنار، ولكن مع وضع الخطط الخاصة باستنزاف "اسرائيل" حتى العظم، دون اثارة اي صدام مع الأميركيين. هذا ليس بالأمر الممكن، خصوصا في زمن دونالد ترامب الذي قال سفيره في "اسرائيل" مايكل هاكابي ان دخوله في الحرب "استجابة لأمر الهي بتحقيق نبوءات مسيحية (أم نبوءات حزقيال؟) في مواجهة ايران"، وقول وزير خارجيته السابق مايك بومبيو أنه "دخل الى البيت الأبيض، ليفعل ما فعلته الملكة اليهودية استير لانقاذ بني قومها من الفرس".
قراءة ما ورائية للمشهد الذي ينظر اليه ترامب بعين رجل الأعمال لا بنظر النبي. قال بغضب لنتنياهو توقف عن الغارات فتوقف. متى يفتح الباب الديبلوماسي والى أين يمكن أن يصل، ما دام هناك في أميركا و "اسرائيل" مَن يقول أن اليورانيوم الايراني، وكذلك أجهزة الطرد المركزي، في مكان آمن؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا يتم تغييب الأمم المتحدة عن الأحداث الكبرى الجارية؟
لماذا يتم تغييب الأمم المتحدة عن الأحداث الكبرى الجارية؟

النهار

timeمنذ 20 دقائق

  • النهار

لماذا يتم تغييب الأمم المتحدة عن الأحداث الكبرى الجارية؟

تجارب الحرب الضروس التي جرت من فوق المحيطات والصحاري والبحار بين إيران وإسرائيل، وما رافقها من مواقف وتصريحات، وصولاً إلى إعلان وقف إطلاق النار بعد 12 يوماً من الهلع الذي أصاب الشرق الوسط والعالم، تُبيِّن أن الضحية السياسية الأولى كانت الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، حيث لم يُعر أي من أطراف النزاع هذه الهيئة الاهتمام المطلوب، حتى إبان الانتهاء من العمليات القتالية، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخبر، ناسباً له الإنجاز الذي خلّص الشرق الأوسط من الويلات، والعالم من كارثة (كما قال) بينما الجميع يعلم أن انطلاق العدوان الإسرائيلي على إيران يوم 13 حزيران/ يونيو لم يكُن ليحصل من دون تنسيق مع الإدارة الأميركية. وسياق تطورات الحرب على غزة، كما عمليات التفاوض الثنائية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية التي انطلقت في 12 نيسان / أبريل تجاهلت كلها الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين، وهو ذات السياق الذي ينطبق على كل مفاصل الأحداث الأخرى، وصولاً إلى تعطيل الحراك داخل أروقة مقرّ المنظمة الدولية في واشنطن، والتي كانت ستستضيف مؤتمراً دولياً هاماً لتبني حلّ الدولتين في الشرق الأوسط. ولا يمكن اعتبار الفيتو الذي أعلنته الولايات المتحدة الأميركية ضد مشروع قرار يهدف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كأنه من سياق العمل المُتعارف عليه في مجلس الأمن الدولي، ذلك أن التوافق العام الذي حصل على المشروع الذي عُرض في جلسة 4 حزيران/ يونيو 2025 (موافقة 14 دولة من أصل 15 أعضاء في المجلس) حالة جديدة ولم تحصل من قبل، ويؤكد الإرادة العارمة لدى المجتمع الدولي في ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، حيث يموت الأبرياء من القصف ومن الجوع والعطش ومن فقدان العناية الطبية. الفيتو الذي لحظه ميثاق الأمم المتحدة للعام 1945، أعطيَ للدول التي ربحت الحرب العالمية الثانية إضافة إلى الصين (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا وبريطانيا) خشية من تمرير قرار قد يهُدِّد الأمن والسلام الدوليين. وقد استعملته المحاور المتقابلة إبان الحرب الباردة لمساندة مواقفها، وفي مواضيع لها طابع سياسي وعسكري، أو حماية للمؤيدين لهذا الطرف الدولي أو ذاك. أما استخدامه في وجه قرار إنساني صرف، يتعلق بإنهاء مأساة شعب يئنُّ تحت وطأة القتل والعذاب والتشريد والجوع منذ أكثر من عام ونصف العام من دون أن يكون لهذا الشعب أي إرادة بما يحصل – كما هو عليه الحال في قطاع غزة – فهو سابقة، ولا يمكن اعتبارها واحدة من مثيلاتها التي مضت. تبرير وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ماركو روبيو بأن الفيتو استخدم لإتاحة الفرصة أمام المجهودات الديبلوماسية التي يبذلها مندوبه ستيف ويتكوف للوصول إلى اتفاق لوقف النار، لم يُقنع أحداً، ذلك أن مشروع القرار لو قدر له أن ينفُذ، كان سيساعد الجهود التي تبذل لتوفير أرضية مناسبة للحل، وسيضبط جنوح المتطرفين الذين لا يُعيرون أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني، ويتغطون تحت مظلات دعائية واهية، منها "حق الدفاع عن النفس" وهو شعار لا ينطبق اطلاقاً على قوة تحتل أراضي الغير. يشعر المراقبون من أصحاب الاختصاص والمتابعة، أن شيئاً ما يحصل على المستوى الدولي، لا يُشبه عوارض الصراعات المتتالية منذ ما بعد تأسيس هيئة الأمم المتحدة في العام 1945، برغم أن بعض الأحداث في هذه الحقبة كانت كبيرة، ومتشعِّبة. وخلاصة القول، إن استهدافاً واضحاً تتعرض له المنظمة الدولية ووكالتها المُتخصصة، بما في ذلك مجلس الأمن كجهة مسؤولة عن السلام العالمي. وتقويض دور الأمم المتحدة واضح للعيان في الأزمات الإقليمية المتفجرة في أكثر من مكان من العالم، لا سيما في حرب أوكرانيا، وفي العدوان على الفلسطينيين وعلى دول عربية أخرى. وقد تراجعت المجهودات الأممية لحل هذه النزاعات إلى الحدود الدنيا، وتقلَّص دور وكالة الهيئات المتخصصة في إغاثة النازحين ورعاية شؤون المشردين وفي حماية الأماكن الثقافية والدينية والصحية، والسبب وراء ذلك ليس تقصيراً من الطاقم الذي يتولَّى تنفيذ المهام، بل في القرار الذي يمنع قيام هذه المؤسسات الدولية بدورها الطبيعي، أو محاصرتهم على أقل تقدير، ويمكن الإشارة إلى منع نشاط وكالة غوث اللاجئين "الأونروا" واعتبار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصاً غير مرغوب فيه بإسرائيل، كما عدم دفع المستحقات المالية لبعض وكالات المنظمة. تبدو الأمم المتحدة بغالبية مؤسساتها وقياداتها - بما فيها الأمانة العامة التنفيذية ورؤساء الوكالات المتخصصة - كهيئة مراقبة، ليس لديهم فعالية وتأثير على مجريات الأحداث، بينما الميثاق الدولي أعطى لهم دوراً محورياً في الوساطة، وفي معالجة المشكلات ونتائجها، وتوجيه الرأي العام العالمي للتفاعل مع النكبات والأزمات وفقاً لتقييم هذه المرجعيات. والنشاط الديبلوماسي الذي يحصل بين ممثلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة، وفي مجلس الأمن، لا يُبرِز دور الموظفين الدوليين، ويقتصر الأمر على إشراكهم في الرقابة، أو الاستشارة غالب الأحيان، بينما الأصول المرعية تعطي الأمين العام أحقية في اقتراح الحلول وفي توصيف المشكلات بتجرُّد وحيادية. وتجاهل دور هؤلاء في الحرب الأخيرة شاهد إضافي على هذه الوقائع. هل الاختلال في موازين القوى الدولية هو الذي وضع الأمم المتحدة في هذه الحالة؟ أم أن قراراً غير مُعلن استهدف تقويض المؤسسة؟ من الواضح أن قيادات حالية مؤثرة على المستوى الدولي لا تستسيغ إعطاء مهام متقدمة للمنظمة الدولية، ولا تحمي موظفيها وأجهزتها بما فيه الكفاية، وقد برز ذلك من خلال فرض عقوبات على بعض قضاة محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، لأنهم تجرأوا على إصدار مذكرات توقيف بحق مرتكبين من إسرائيل، ولأنهم تعاملوا بواقعية يفرضها القانون الدولي في قضايا طُرحت أمامهم، لا سيما في الشكوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. هل هناك رؤى جديدة يُعمل على ترسيخها لرعاية الانتظام الدولي، بما يتجاوز المهام التقليدية لهيئة الأمم المتحدة؟ أم أن الفوضى القائمة على المستوى العالمي فرضت تجاهل الاعتبارات التي تعتمد على التسويات السلمية لصالح اعتبارات القوة؟ أسئلة لا بد من التوقف عندها، حيث ما يجري الآن يقود الى فوضى غير محمودة النتائج.

مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الثلاثاء 24 حزيران 2025
مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الثلاثاء 24 حزيران 2025

OTV

timeمنذ ساعة واحدة

  • OTV

مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الثلاثاء 24 حزيران 2025

Post Views: 96 الحدث وقف اطلاق النار بين اسرائيل وايران. أما العنوان، فاسم واحد هو دونالد ترامب، ليس فقط كرئيس دولة عظمى هي اميركا، بل كشخصية قد تكون الاكثر جدلاً حول العالم منذ عقود. ففي وقت متأخر جداً من الليل بتوقيت الشرق الاوسط، فاجأ ترامب العالم القلق من احتمالات اتساع الحرب، بإعلان نهايتها، متوّجاً موقفه بعبارة 'بارك الله اسرائيل، بارك الله ايران، بارك الله الولايات المتحدة'. اما اليوم، فلم يتورَّع ترامب عن اللجوء الى الكلام النابي، غير المألوف في الادبيات السياسية طبعاً، تعبيراً عن غضبه من خرق الاتفاق، ولاسيما من جانب اسرائيل، معلناً أنه لا يرغب بإسقاط النظام الايراني كي لا تحلَّ الفوضى. وبهذا، حلَّ دونالد ترامب في طليعة الرابحين السياسيين بفعل التطورات الاخيرة، حيث نجح باحتواء الضغوط الاسرائيلية عليه، فسدد ضربات قاسية الى البرنامج النووي الايراني، لكنه لم يسمح لبنيامين نتنياهو بالتمادي، ولم يعرِّض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لخطر السقوط، بإعلانه وقف القتال، علماً ان الاخيرة اثبتت بما لا يقبل الشك قدرتها وفاعليتها وحضورها، حيث كسرت شوكة اسرائيل في معاقلها الرئيسية بصواريخها، كما وجهت رسائل واضحة جداً الى القواعد الاميركية على مساحة المنطقة العربية. ومن الرسائل العابرة للدول، الى تلك العابرة للضمائر، التي وجهها البطريرك يوحنا العاشر من قلب دمشق، خلال وداع شهداء التفجير الارهابي لكنيسة مار الياس، متوجهاً الى احمد الشرع بكلام هو الاجرأ على الاطلاق، ومشدداً على ان مسيحيي سوريا مكوِّن رئيسي فيها وفي المنطقة، وسيبقون كذلك، على رغم كل الآلام والمعاناة

"يوم دراماتيكي من الديبلوماسية"... كواليس اتصالات واتفاق وقف النار
"يوم دراماتيكي من الديبلوماسية"... كواليس اتصالات واتفاق وقف النار

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

"يوم دراماتيكي من الديبلوماسية"... كواليس اتصالات واتفاق وقف النار

"يوم دراماتيكي من الديبلوماسية"، هكذا وصفت شبكة "سي أن أن" الساعات الطوال التي سبقت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف النار بين إسرائيل وإيران. اتصالات حثيثة أجريت في سباق مع الصواريخ، وفيما ساد الاعتقاد أن الشرق الأوسط متجه نحو تصعيد إضافي بعد قصف إيران لقاعدة العديد الأميركية في قطر، كان الاتفاق يحضّر من خلف الكواليس. يُعتقد أن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث كانت الفاصلة في ما سماها ترامب "حرب الـ12 يوماً"، كونها حقّقت هدف إسرائيل بتدمير البرنامج النووي، موقتاً، وتكاملت مع العملية الإسرائيلية التي بدأت مع اغتيال أبرز قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين، ومهّدت الطريق لمفاوضات "أقل تعقيداً" من الجهة الأميركية لأن إيران خسرت معركة التخصيب. قبل أيام، شدد ترامب على "استسلام" إيران "غير المشروط"، ما دفع بالسؤال عن احتمال استسلام إيران مقابل وقف الحرب. لكن توفيق طعمة، المحلل والباحث في الشأن الأميركي وشؤون الشرق الأوسط، يستبعد فرضية الاستسلام، ويقول إن طهران "تلقت ضربات قاسية" وواشنطن تمكّنت من "تدمير المنشآت النووية" ولكن "ليس بشكل كامل". وفي حديثه لـ"النهار"، يشير إلى أن إيران "قادرة" على استعادة برنامجها النووي في غضون "سنة إلى ثلاث سنوات"، ونظامها "صمد بوجه محاولات الإسقاط"، والعين على الاتفاق المرتقب. وبتقدير طعمة، فإن عقدة التخصيب التي كانت تعرقل المفاوضات "زالت في الوقت الحالي"، لكن يبدو أن إيران "مصرّة" على العودة إلى النووي، لذلك فإن الولايات المتحدة "قد تعود" لاتفاق 2015. بالعودة إلى وقف النار، بدأت الاتصالات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما تجمع مختلف التقارير الغربية، وقد تمكّن الأول من إقناع الثاني بوقف الحرب بعد تدمير سلسلة الإنتاج النووي الإيراني، أصفهان ونطنز وفوردو، ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن إسرائيل وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار بشرط أن توقف إيران هجماتها. ثم انتقل ترامب من هاتف نتنياهو إلى هاتف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وطلب منه التوسّط مع إيران وإقناعها بوقف النار. وقال مصدران مطلعان للشبكة الأميركية إن ترامب أبلغ أمير قطر اقتناع نتنياهو بالموافقة على وقف النار مع إيران، ووفق المسؤول في البيت الأبيض، فإن إيران وافقت شرط وقف الهجمات الإسرائيلية عليها. ترامب لم يكن وحيداً في الجهد الديبلوماسي، بل عمل معه نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على التواصل مع الإيرانيين عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، وفقاً لمسؤول كبير في البيت الأبيض. وقال مسؤول أميركي إن سلسلة من المكالمات الهاتفية مع أمير قطر كانت محورية من الجانب الإيراني. في هذا السياق، تواصل فانس مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي ضمن موافقة إيران على الاقتراح الأميركي لوقف النار خلال مكالمة هاتفية مع مسؤولين إيرانيين أجريت بعد الضربات الإيرانية على قاعدة جوية أميركية في قطر الاثنين، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع على المفاوضات. صحيفة "واشنطن بوست" نقلت مزيداً من المعطيات عن اتفاق وقف النار، ونسبت إلى مسؤول أميركي أن الخطة الأساسية لاتفاق وقف النار جاءت من مناقشات مع مسؤولين إيرانيين، الذين أوضحوا لإدارة ترامب أنهم سيعودون إلى طاولة المفاوضات ومناقشة برنامجهم النووي شرط أن تتوقف إسرائيل عن قصفهم. مسؤول في البيت الأبيض نسب اتفاق وقف النار إلى الضربات الأميركية على إيران، ونقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" أن هذه العملية "كانت سبباً في تهيئة الظروف لمناقشة وقف النار"، في وقت نقلت "سي أن أن" عن مسؤول في البيت الأبيض أيضاً أن الاتفاق "لم يكن ممكناً" إلا بسبب الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. في المحصلة، فإن الوقع الأكبر كان للضربات الأميركية على المنشآت النووية، ووفق التقديرات، فإنها كانت "الضربة القاضية" التي من المفترض أنها حقّقت الهدف الأميركي لجهة إنهاء تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، والهدف الإسرائيلي بإنهاء البرنامج النووي بعد تدمير جزء من القدرات الصاروخية، والأنظار الآن نحو المفاوضات وما سيتبعها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store