logo
لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟... العِلم يكشف أسرار «فجوة العمر»

لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟... العِلم يكشف أسرار «فجوة العمر»

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام

رغم التقدم الهائل في الطب والرعاية الصحية، يظل سؤال «لماذا تعيش النساء أكثر من الرجال؟» محور اهتمام الباحثين في مجالات الشيخوخة وعلوم الأعصاب. فرغم اختلاف الثقافات والمجتمعات، يظل العمر المتوقع للمرأة يتفوق على نظيره لدى الرجل، ليس فقط بين البشر؛ بل حتى بين معظم أنواع الثدييات. وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يبلغ متوسط عمر النساء نحو 80 عاماً، مقابل 75 عاماً للرجال. ويعكس هذا النمط تكراراً عالمياً راسخاً، حسبما تشير إليه الدكتورة دينا دوبال، أستاذة علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، التي تقول: «هذا النمط يظل قائماً حتى في أشد الظروف، سواء كانت مجاعة، أو وباء، أو صراعات مسلحة».
ورغم وضوح الفارق، فإن الأسباب تظل مركَّبة ومعقدة؛ خصوصاً أن طول العمر لا يعني بالضرورة جودة الحياة.
فكما توضح الدكتورة بيرينيس بنايون، الأستاذة المشاركة في كلية ليونارد ديفيس لطب الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا، فإن النساء قد يعشن لفترة أطول، ولكنهن غالباً ما يعانين من سنوات صحية أقل، ويصبحن أكثر عرضة للضعف الجسدي وأمراض مثل ألزهايمر وأمراض القلب بعد انقطاع الطمث.
تتجه البحوث الحديثة بقوة نحو العامل الجيني، ولا سيما تأثير الكروموسومات الجنسية. ففي دراسة رائدة أجرتها مختبرات الدكتورة دوبال عام 2018، أظهرت تجارب على فئران معدَّلة وراثياً أن امتلاك كروموسوم «X» مزدوج قد يرتبط بزيادة في طول العمر. وتعلِّق دوبال قائلة: «ربما هناك شيء في الكروموسوم (X) الثاني يشبه رشة من ماء الحياة».
وتدعم دراسات أخرى هذه الفرضية، مشيرة إلى أن العوامل الوراثية لا تعمل بمعزل؛ بل تتأثر بالبيئة والتوتر المزمن، ما يعرف بـ«البيئة الجينية»، كما تقول الدكتورة مونتسيرات أنغويرا من جامعة بنسلفانيا.
الهرمونات الجنسية تلعب هي أيضاً دوراً مهماً في تفسير فجوة العمر. فالإستروجين (الهرمون الأنثوي الأساسي) يبدو أنه يعزز مناعة النساء قبل انقطاع الطمث، ما يجعل استجابتهن للأمراض والعدوى أكثر فاعلية. وتشير دراسات إلى أن النساء اللواتي تأخرت لديهن «سن اليأس» يتمتعن بعمر أطول نسبياً.
في المقابل، يُظهر الرجال استجابات مناعية أضعف، ويظلون أكثر عرضة للإصابة بأمراض، مثل تعفن الدم (الإنتان)، وهو ما قد يسهم في تقليص متوسط أعمارهم.
إلى جانب العوامل البيولوجية، تُظهر البيانات أن السلوكيات اليومية تؤثر بشكل ملموس. فالنساء أقل ميلاً للتدخين أو شرب الكحول بإفراط، كما أنهن أكثر حرصاً على إجراء الفحوصات الطبية والالتزام بوسائل السلامة.
ويشير الدكتور كايل بوراسا، الباحث في جامعة ديوك، إلى أن النساء أيضاً يتمتعن بشبكات دعم اجتماعي أقوى، وهو عامل معروف بتقليل آثار الوحدة والعزلة على الصحة العامة.
كما بيَّنت دراسات أُجريت عام 2023 أن النساء أقل عرضة للوفاة بسبب الانتحار أو الجرعات الزائدة من المخدرات، مقارنة بالرجال.
يُضاف إلى ذلك أن الرجال غالباً ما ينخرطون في وظائف أكثر خطورة، أو يتعرضون لمخاطر مثل العنف أو السجن أو التشرد. وتُبرز تجربة جائحة «كوفيد-19» هذا الواقع؛ حيث كانت معدلات وفيات الرجال أعلى، نتيجة تعرضهم لمهن ذات تماس مباشر مع الفيروس، مثل البناء أو الخدمات اللوجستية.
يؤكد الدكتور آلان كوهين، من جامعة كولومبيا، أن الأمر لا يتعلق بسبب واحد؛ بل بآلاف العوامل المتداخلة. فرغم إمكانية التحكم في بعض العوامل -مثل النظام الغذائي أو العادات الصحية- فإن تأثير تعديل هذه السلوكيات على العمر لا يزال قيد البحث.
ويشدد الباحثون على ضرورة إجراء تجارب علمية دقيقة لتحديد التأثير الحقيقي لكل عامل، بهدف تحسين جودة الحياة لدى الجنسين، لا إطالتها فقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحثون يستخدمون نظارات ذكية لتدريب البشر على العمل بجوار الروبوتات
باحثون يستخدمون نظارات ذكية لتدريب البشر على العمل بجوار الروبوتات

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

باحثون يستخدمون نظارات ذكية لتدريب البشر على العمل بجوار الروبوتات

طوّر باحثون منصة واقع افتراضي جديدة تُعرف باسم VR Co-Lab، تهدف إلى توفير بيئة تدريب رقمية تحاكي الواقع المهني الفعلي، وتُستخدم لتدريب العاملين في القطاعات الصناعية، خصوصاً قطاع إعادة التدوير، إذ يتزايد الاعتماد على الأذرع الآلية لأداء المهام المعقدة. ويأتي هذا الابتكار في ظل تنامي استخدام الروبوتات في مصانع إعادة التدوير للمساعدة في عمليات التفكيك وفصل المواد القابلة للاسترداد، وهو ما يُعد من أكثر مراحل إعادة التدوير تحدياً وتعقيداً، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "Machines" العلمية. وقال البروفيسور بيوين لي، المؤلف الرئيس للدراسة والأستاذ المشارك في كلية الهندسة بجامعة جورجيا، إن "عمليات التفكيك لا يمكن تنفيذها ببساطة عبر عكس خطوات التجميع". وأضاف بيوين لي: "التجميع عادةً ما يتبع خطوات منظمة، أما التفكيك فغالباً ما يتطلب قرارات غير نمطية وحلولاً مخصصة لكل حالة". ولمواجهة هذه التحديات، ابتكر الفريق البحثي بيئة تدريب افتراضية تتيح للموظفين التدرب على المهام المعقدة مثل تفكيك الأجهزة الإلكترونية دون الإضرار بالمكوّنات، كما تسمح بتقليل الأخطاء والإصابات المحتملة عند التفاعل مع الروبوتات في بيئة العمل الحقيقية. محاكاة واقعية عند ارتداء نظارات الواقع الافتراضي، يجد المتدرب نفسه داخل محطة عمل افتراضية مصممة بدقة لتُماثل بيئة المصنع، حيث تتوفر جميع الأدوات اللازمة لتفكيك جهاز مثل قرص صلب، إلى جانب ذراع روبوتية تعمل بالتوازي بجوار المتدرب. ويتم تنفيذ التدريب عبر خطوات منظمة، إذ يُكلّف المتدرب بالمهام الدقيقة مثل فك البراغي الصغيرة أو ترتيب الأجزاء، بينما يتولى الروبوت المهام الأكبر مثل إزالة الأجزاء الضخمة أو غير الثابتة. ويوفّر البرنامج معلومات فورية عبر تسجيل الزمن المستغرق وعدد الأخطاء المرتكبة، ما يُمكّن المتدرب من تحسين أدائه. وأوضح بيوين لي: "غالباً ما تتطلب هذه المهام تدريباً معقداً يستند إلى وثائق مكتوبة طويلة، ولكن استخدام الواقع الافتراضي يجعل التدريب أكثر سهولة وسرعة وفعالية". التفاعل البشري الروبوتي واحدة من المزايا المتقدمة في نظام VR Co-Lab هي خاصية تتبّع حركة الجسد باستخدام نظارات "ميتا كويست برو"، التي تستخدم كاميرات داخلية لرصد حركات المعصمين والمرفقين والكتفين والجذع. ويُستخدم هذا الرصد في تحديد سلوك المستخدم داخل البيئة الافتراضية وتخطيط حركة الذراع الروبوتية لتجنّب التصادمات وتحقيق تفاعل سلس وآمن. ويوفّر البرنامج أيضاً تحذيرات في حال وقوع حوادث افتراضية مثل الاصطدام بذراع الروبوت، كما يُساعد على تقييم قدرة الذراع الآلية على العمل بسرعات مختلفة دون أن تسبّب عبئاً على العامل البشري. ويخطط الفريق البحثي لتنفيذ اختبارات أكثر شمولاً خلال الفترة المقبلة، تشمل مستخدمين بمستويات مهارية مختلفة، بهدف التأكد من فعالية النظام في سياقات صناعية متعددة، وليس فقط في مجال تفكيك الأقراص الصلبة. وفي هذا السياق، يقول بيوين لي: "الروبوتات ستؤدي دوراً محورياً في مستقبل صناعة إعادة التدوير، لما تمتلكه من قدرة على تنفيذ خطوات تفكيك معقدة بشكل آلي، ما يُسهم في الحد من النقص في اليد العاملة". ويضيف: "نظراً لتعقيد عمليات التفكيك، من الضروري وجود تعاون بين الإنسان والروبوت، وهذا هو الدافع الأساسي وراء تطوير منصة الواقع الافتراضي، التي تهدف إلى تسهيل هذا التعاون من خلال تدريب تفاعلي فعال وآمن".

دراسة: "النخر الخلوي" قد يساهم في تغيير مسار الشيخوخة ومهمات الفضاء
دراسة: "النخر الخلوي" قد يساهم في تغيير مسار الشيخوخة ومهمات الفضاء

الشرق السعودية

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق السعودية

دراسة: "النخر الخلوي" قد يساهم في تغيير مسار الشيخوخة ومهمات الفضاء

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن، ووكالة الفضاء الأوروبية، وشركة للأدوية الحيوية، أن عملية "النخر الخلوي" (Necrosis)، وهي أحد أشكال موت الخلايا، قد تُمثّل أحد أكثر الطرق الواعدة لتغيير مسار الشيخوخة البشرية، وعلاج الأمراض، وحتى رحلات الفضاء. نُشرت الدراسة في دورية "نيتشر أونكوجين" (Nature Oncogene)، واستكشف فريق عالمي رائد من العلماء والأطباء إمكانية استخدام النخر الخلوي، والذي يحدث عندما تموت الخلايا بشكل غير متوقع بسبب العدوى أو الإصابة أو المرض، لإعادة تشكيل فهمنا وعلاجنا للحالات المرتبطة بتقدم العمر. وتتحدى الدراسة المفاهيم السائدة، إذ تجمع أدلة من بيولوجيا السرطان، والطب التجديدي، وأمراض الكلى، وصحة الفضاء، لتشير إلى أن "النخر" ليس مجرد نقطة نهاية، بل محرك رئيسي للشيخوخة، ويُمثّل فرصة للتدخل العلاجي. النخر الخلوي قال المؤلف المشارك في الدراسة، كيث سيو، الباحث في مركز صحة الكلى والمثانة في جامعة كوليدج لندن: "لا أحد يحب الحديث عن الموت، حتى موت الخلايا، ولهذا ربما يكون علم وظائف الأعضاء المرتبط بالموت غير مفهوم جيداً. وفي النهاية، النخر هو موت. إذا مات عدد كافٍ من الخلايا، تموت الأنسجة، ثم نموت نحن. السؤال هو: ماذا سيحدث إذا استطعنا إيقاف أو إبطاء النخر؟". تُعتبر الخلايا اللبنات الأساسية للحياة، ويمكن أن تموت بطرق متعددة، وبعض عمليات موت الخلايا "مبرمجة" ومفيدة؛ إذ تسمح لأنسجتنا بالتجدد والعمل بشكل جيد طوال الحياة. لكن النخر الخلوي فهو موت غير مبرمج وفوضوي يؤدي إلى تدهور الأنسجة والانحدار البيولوجي. يحدث النخر الخلوي عندما تتعرض الخلايا لضرر شديد غير قابل للإصلاح، يؤدي إلى تمزق غشاء الخلية، وانسكاب محتوياتها السامة إلى الأنسجة المحيطة، ما يحفز استجابة التهابية ضارة. اختلال التوازن الأيوني وتبدأ العملية باختلال التوازن الأيوني، وخاصة تدفق الكالسيوم غير المنضبط إلى داخل الخلية، ما يتسبب في تورم العضيات الخلوية وانفجارها، وفشل أنظمة إنتاج الطاقة، وتفعيل إنزيمات التحلل التي تقضي على مكونات الخلية. والعضيات الخلوية هي هياكل صغيرة تقع داخل سيتوبلازم الخلايا حقيقية النواة (مثل الخلايا الحيوانية والنباتية)، وتؤدي وظائف خلوية مختلفة. تشمل هذه العضيات النواة، والميتوكوندريا، والشبكة الإندوبلازمية، وجهاز جولجي، والليزوزومات، والبلاستيدات الخضراء (في الخلايا النباتية)، والعضيات غير المحاطة بغشاء مثل الهيكل الخلوي والريبوسومات. وعلى عكس الموت المبرمج المنظم، فإن النخر عملية فوضوية، تطلق إشارات خطر تزيد من تلف الأنسجة المجاورة، وتساهم في تطور الأمراض المزمنة، والتنكسية المرتبطة بالعمر. ويتسبب خلل مستويات الكالسيوم في البدء في عملية النخر. فعادة ما يتم الحفاظ على أيونات الكالسيوم عند مستوى أعلى بـ10 آلاف إلى 100 ألف مرة خارج الخلية مقارنة بداخلها، وعندما يفشل هذا التوازن الدقيق، يغمر الكالسيوم الخلية مثل دائرة كهربائية قصيرة، ما يدفع الخلية إلى انهيارها. يؤدي هذا إلى تفاعل متسلسل يسبب التهاباً واسع النطاق، ويؤثر على إصلاح الأنسجة، ما يخلق تأثيراً متتالياً يؤدي في النهاية إلى الضعف، وبدء الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم في العمر مثل أمراض الكلى، وأمراض القلب، وألزهايمر. وقال الباحثون إن الأدلة المتزايدة تُظهر أنه أكثر من مجرد نقطة نهاية، إذ أن العملية تُعد آلية مركزية لا ينشأ من خلالها التدهور الجهازي فحسب، بل ينتشر أيضاً، وهذا يجعله نقطة تقاطع حاسمة عبر العديد من الأمراض. "علاج الشيخوخة" ومضى كيث سيو يقول: "إذا استطعنا استهداف النخر، فقد نفتح طرقاً جديدة تماماً لعلاج حالات تتراوح من الفشل الكلوي إلى أمراض القلب، والتنكس العصبي، وحتى الشيخوخة نفسها". وبحسب دراسات سابقة، يمكن استهداف عملية النخر الخلوي من خلال عدة استراتيجيات علاجية واعدة، أهمها تطوير مثبطات جزيئية تمنع مسارات الإشارات الرئيسية المسببة للنخر مثل RIPK1 وMLKL، أو استخدام عوامل تحافظ على استقرار غشاء الخلية، وتمنع تسرب الكالسيوم، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة القوية التي تقلل الإجهاد التأكسدي المسبب للنخر، وكذلك العلاجات الجينية التي تعدل التعبير عن الجينات المرتبطة بالموت الخلوي. كما تظهر الأبحاث الحديثة إمكانية استخدام تقنيات النانو لحمل الأدوية المستهدفة التي تحمي الخلايا من التلف النخري، خاصة في الأعضاء الحساسة مثل الكلى والقلب والدماغ، ما قد يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وحتى حماية رواد الفضاء من الآثار الضارة للإشعاع الكوني. النخر الخلوي وأمراض الكلى وأشارت الدراسة إلى أن النخر الخلوي يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكلى، والتي قد تتطور إلى فشل كلوي يتطلب زراعة أو غسيل كلى. وبحلول سن 75، يُصاب نحو نصف جميع الأشخاص بدرجة ما من أمراض الكلى كجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية. وتابع سيو قائلاً: "لا يوجد سبب أساسي واحد لفشل الكلى، فقد يكون بسبب نقص الأكسجين، أو الالتهاب، أو الإجهاد التأكسدي، أو تراكم السموم، لكن كل هذه العوامل تؤدي في النهاية إلى النخر، الذي يبدأ حلقة ردود فعل إيجابية تخرج عن السيطرة، ما يؤدي إلى الفشل الكلوي. لا يمكننا إيقاف كل هذه العوامل، لكن إذا استطعنا التدخل عند نقطة النخر، فسنحقق النتيجة نفسها بشكل فعّال". وهناك العديد من المجالات الأخرى التي يمكن أن يكون لوقف النخر فيها تأثير كبير، وهي رحلات الفضاء، حيث يعاني رواد الفضاء غالباً من تسارع الشيخوخة، وتدهور وظائف الكلى، بسبب تأثيرات انعدام الجاذبية، والتعرض للإشعاع الكوني. ريادة الفضاء وتسارع الشيخوخة وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2024، بمشاركة كيث سيو، أن الكلى البشرية قد تكون العقبة الأخيرة أمام مهمات الفضاء طويلة الأمد. ولفت المؤلفون إلى أن إيجاد حلول لهذا التسارع في الشيخوخة، وأمراض الكلى قد يكون الحدود الأخيرة لاستكشاف الفضاء السحيق. من جانبه، قال المؤلف المشارك في الدراسة، داميان بيلي، الباحث في جامعة جنوب ويلز، ورئيس مجموعة العمل لعلوم الحياة في وكالة الفضاء الأوروبية إن "استهداف النخر قد لا يطيل العمر على الأرض فحسب، بل قد يدفع حدود استكشاف الفضاء. فالعوامل التي تسبب الشيخوخة على الأرض تتفاقم في الفضاء بسبب الإشعاع وانعدام الجاذبية". في العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر -التي تؤثر على أعضاء متنوعة مثل الرئتين والكلى والكبد والدماغ والجهاز القلبي الوعائي- تغذي سلسلة لا تنتهي من النخر تطور المرض، وغالباً ما يكون ذلك مصحوباً بضعف في الشفاء يؤدي إلى التليف والالتهاب وتلف الخلايا. كل حلقة تثير وتضخم الحلقة التالية، "وإذا استطعنا منع النخر، حتى مؤقتاً، فسنقوم بإيقاف هذه الدورات المدمرة عند مصدرها، ما يتيح استئناف العمليات الفسيولوجية الطبيعية وانقسام الخلايا، وربما حتى السماح بالتجدد"، على حد قول بيلي. "نهج ثوري" يمكن أن يصبح النخر الخلوي نهجاً ثورياً لمكافحة الشيخوخة من خلال كسر الحلقة المفرغة لتلف الأنسجة الذي يغذي التدهور المرتبط بالتقدم في العمر. وبدلاً من اعتباره عملية تدميرية نهائية، يمكن تحويله إلى نقطة تدخل علاجي باستخدام أدوية ذكية، توقف مسارات النخر الرئيسية، مع الحفاظ على آليات الموت الخلوي المفيدة. ويمكن أن يحقق هذا النهج المزدوج إبطاء تراكم الخلايا التالفة المسببة للشيخوخة، وتقليل الالتهاب المزمن المصاحب، وحماية الأعضاء الحيوية مثل الكلى والقلب من التدهور السريع، وتحسين قدرة الخلايا على التجدد الذاتي. والأهم أن السيطرة على النخر قد تتيح "إطالة الفترة الصحية" للإنسان، وليس مجرد إطالة العمر، ما يفتح آفاقاً غير مسبوقة في طب مكافحة الشيخوخة، وطب الفضاء.

قلة الوعي والمعلومات المضللة من أسباب تفشي الحصبة في أميركا
قلة الوعي والمعلومات المضللة من أسباب تفشي الحصبة في أميركا

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

قلة الوعي والمعلومات المضللة من أسباب تفشي الحصبة في أميركا

مع ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، حاول العلماء معرفة آراء الآباء فيما يتعلق بتناول اللقاح الواقي من الحصبة والنكاف والحصبة الألماني، أو ما يعرف بالمصل الثلاثي (MMR)، خصوصاً مع النجاح الكبير الذي يحققه المصل في الوقاية من الحصبة في الدول التي تدرجه في جداول التطعيمات الروتينية للأطفال. استبيان صحي قام الباحثون في مركز «أننبرغ للسياسات العامة» (APPC) التابع لجامعة بنسلفانيا في الفترة من 15 إلى 28 أبريل (نيسان) 2025 بعمل استبيان لمعرفة آراء عامة البالغين في الولايات المتحدة فيما يتعلق بجميع التفاصيل المحيطة بتفشي مرض الحصبة مثل: مدى خطورة المرض؟ وهل توجد طريقة للوقاية منه عن طريق تناول اللقاح الثلاثي؟ وهل أن تناول اللقاح يمكن أن يمنع حدوث المرض من عدمه؟ وأيضاً استطلع الاستبيان آراء الرافضين للقاح لمعرفة أسباب رفضهم له ومن أين حصلوا على معلوماتهم الطبية. كشف الاستبيان الذي تم عبر مقابلات الإنترنت والاتصال الهاتفي مع ما يزيد عن 1563 من البالغين عن وجود فجوة كبيرة في المعلومات الطبية المتعلقة بالحصبة، وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بأهمية اللقاح الثلاثي للأطفال، وطرق انتقال المرض، وكيفية الوقاية منه وغيرها من المعلومات الطبية. أعرب حوالي 83 في المائة من الذين شملهم الاستبيان عن عدم قلقهم من انتشار الحصبة بشكل وبائي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة (45 في المائة غير قلقين على الإطلاق و38 في المائة غير قلقين جداً). وقال الباحثون إن هذه النسبة توضح عدم الوعي الكافي بخطورة الأمر، خصوصاً مع تسجيل حالات الإصابة بالحصبة في 31 ولاية، وبالتزامن مع انخفاض معدلات التطعيم، يمكن أن يزداد الوضع خطورة. وأكد الاستبيان ضرورة نشر الوعي الصحي، وأن يكون الجميع على دراية بأعراض الحصبة وعلاجها والوقاية منها من خلال تناول اللقاح، وكشف الاستبيان الحالي عن وجود نسبة كبيرة من البالغين في الولايات المتحدة تعتقد أن فوائد اللقاح للأطفال تتفوق على مخاطره، ولكن هناك بعض الآباء يعتقدون أن الأطباء يوصون بتلقي اللقاح لمن يمكن تطعيمهم بأمان حتى لو كانت فرص تعرضهم للعدوى منخفضة. وأعرب حوالي 50 في المائة من الأميركيين عن عدم معرفتهم لاحتمالية حدوث مضاعفات للحصبة. وعلى الرغم من أن الإصابة بالحصبة في الأغلب تكون بسيطة، ويتم الشفاء منها بشكل كامل، فإنه في بعض الأحيان النادرة يمكن أن تحدث مضاعفات بالغة الخطورة تؤدي إلى الوفاة. وتبعاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) احتاج 13 في المائة من المصابين بالحصبة في هذا العام إلى رعاية طبية في المستشفى، وأصيب واحدٌ من كل 10 أشخاص بالإسهال ومضاعفات أخرى أقل حدة. وأعرب غالبية المشاركين عن تأييدهم لشرط الإلزام بالتطعيم في المدارس نظراً لمخاطر انتشار العدوى من الأطفال المصابين إلى غير الملقحين. وارتفعت نسبة التأييد لشرط الإلزام إلى 70 في المائة هذا العام مقارنة بـ63 في المائة فقط في عام 2023. وقال خمس المشاركين إنه يجب أن يكون للآباء الحق في اتخاذ القرار حتى لو كان ذلك يُشكل خطراً على الآخرين. واعتباراً من 8 مايو (أيار) 2025 أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وجود أكثر من ألف حالة حصبة في الولايات المتحدة وثلاث وفيات بسبب هذه الإصابة الفيروسية شديدة العدوى. وقال الخبراء إن العدد الحقيقي يتعدى هذا الرقم نظراً لعدم الإبلاغ عن كل الحالات المصابة ما يوضح حجم انتشار المرض الذي يُمثل ثاني أعلى عدد من الحالات منذ عام 2000. ارتفاع إصابات الحصبة أوضح الخبراء أن الارتفاع الحالي في حالات الحصبة ربما يكون ناتجاً عن سلالة نشأت خارج البلاد، لأن الولايات المتحدة أعلنت القضاء على الحصبة منذ عقدين تقريباً، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين لا يقدمون على تطعيم أطفالهم بجانب المعلومات الطبية المضللة المنتشرة عن خطورة اللقاحات، لذلك كانت مناعة الأطفال ضعيفة جداً ضد المرض. ظهرت الأهمية الكبيرة للقاحات بشكل عام مع تفشي جائحة «كورونا»، نظراً لقلة الإصابات وقلة الوفيات في الدول التي يتم فيها تناول اللقاحات المختلفة، ومنها اللقاح الثلاثي بشكل روتيني. وحسب النظريات العلمية، ساهمت هذه اللقاحات بشكل أو بآخر في زيادة المناعة وتخفيف حدة الإصابات في هذه الدول بعكس الدول التي كانت التطعيمات فيها اختيارية. وتبعاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) يُعطي اللقاح مناعةً من المرض تصل إلى 97 في المائة، ويمكن أن يتلقى الأطفال جرعتي اللقاح الثلاثي في أوقات مختلفة بحيث يتم إعطاء الجرعة الأولى لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و15 شهراً والجرعة الثانية لمن تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات. وأظهر هذا الاستبيان أن مخاوف الآباء من اللقاحات بشكل عام واللقاح الثلاثي بشكل خاص لا تزال قائمة، إذ إن هناك ادعاءات غير صحيحة تشير إلى احتمالية أن يتسبب اللقاح في حدوث التوحد، وذلك بالرغم من تفشي المرض بشكل أقرب للوبائي هذا العام مما يهدد صحة الأطفال، خصوصاً مع حدوث حالات وفاة ما يعني أن بعض الإصابات يمكن أن تكون شديدة الحدة. في النهاية أكد الخبراء أن اللقاح يُعد الإجراء الأهم في الوقاية من المرض، ولا يوجد أي دليل علمي على صحة الادعاءات بدليل عدم زيادة نسب التوحد في الدول التي تدرج اللقاح في جداول التطعيمات الرئيسية للأطفال. * استشاري طب الأطفال

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store