
ما الأنظمة الدفاعية التي تستخدمها إسرائيل في أي تصعيد؟
(بي بي سي)
قال الجيش الإسرائيلي إنه يستعد لمواجهة طويلة مع إيران، بعد الهجمات التي نفذها ضد "مواقع عسكرية ونووية إيرانية" فجر الجمعة 13 يونيو حزيران، وقتل قادة عسكريين وخبراء نوويين إيرانيين كبار.
وردت إيران باستهداف "عشرات الأهداف و القواعد والبنى التحتية العسكرية" في إسرائيل.
تعتمد إسرائيل على عدة منظومات للدفاع عن نفسها، فبجانب سلاح الجو والطائرات الحديثة التي تمكنها من التصدي للمسيرات، تمتلك إسرائيل منظومة دفاع جوي متطورة متعددة الطبقات يمكنها مواجهة العديد من التهديدات الجوية، قصيرة وطويلة المدى وحتى الصواريخ الباليستية والصواريخ الجوالة.
ونرصد في هذا التقرير أهم مكونات منظومة الدفاع الجوي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، والتي يمكن دمجها في الأنظمة الاعتراضية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، والتنسيق بينها للتصدي للأهداف والصواريخ المهاجمة في أي مكان.
نظام القبة الحديدية
كانت إسرائيل تعتمد قديماً على نظام الدفاع الجوي الأمريكي الشهير باتريوت، إلا أنها قررت بعد حرب يوليو/تموز 2006 مع حزب الله اللبناني، تطوير نظام دفاع جوي خاص قصير المدى لمواجهة التهديدات من لبنان وغزة وأي تهديد مماثل.
وبالفعل أنشأت إسرائيل شركة رافائيل، لأنظمة الدفاع المتقدمة وصناعات الفضاء الإسرائيلية مع بعض الدعم الأمريكي، لبناء درع صاروخي دفاعي قصير المدى، يبلغ مداه 70 كم لتغطية المدن الإسرائيلية والمنشآت الحساسة.
وفي أبريل/نيسان من عام 2010 كشفت شركة رافائيل الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة، النقاب عن قيامها بتطوير نظام أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية" ويستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي اعتاد حزب الله وكذلك حركة حماس في غزة إطلاقها على إسرائيل.
ونُشر نظام "القبة الحديدية" لأول مرة في صيف عام 2011 بالقرب من قطاع غزة لتجربته في مواجهة القذائف و الصواريخ قصيرة المدى والكاتيوشا.
وبعد النجاح والتعديل نُشرت بطاريات أخرى منه على وجه الخصوص بالقرب من مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تل أبيب وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة.
وتعمل القبة الحديدية عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى بواسطة رادار خاص، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، وعند التأكد من سقوطه في مناطق هامة يتم إرسال إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ للاعتراض.
وقد جُهزت كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و 3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً.
وحققت القبة الحديدية نجاحاً ملحوظاً على مدى سنوات بسبب التحديث والتطوير المستمر واكتشاف نقاط الضعف، حتى أن الجيش الأمريكي قرر شراء المنظومة في فبراير/شباط من عام 2019.
وقدمت الولايات المتحدة دعماً لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته من الشركات الأمريكية.
ومع هذا يواجه هذا النظام، الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات، انتقادات بسبب تكلفته الباهظة.
وعلى الرغم من التكلفة الباهظة لتطوير نظام القبة الحديدية، إلا أن الشركات المصنعة له تقول إنه نظام فعال على الرغم من تكلفته الباهظة بسبب التكنولوجيا التي يستخدمها للتمييز بين الصواريخ التي من المحتمل أن تصيب المناطق المأهولة أم لا.
وتطلق الوحدات الثابتة والمتحركة للمنظومة صواريخ اعتراضية لإسقاط أي جسم او هدف يتم تفسيره على أنه خطير.
مقلاع داوود "العصا السحرية"
يعد مقلاع داوود، أو العصا السحرية، نظام دفاع جوي متوسط المدى يبلغ مجال تغطيته 300 كم، وكان بالأساس البديل الإسرائيلي لنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "باتريوت"، وشاركت الولايات المتحدة في تطويره مع إسرائيل.
وقد سُمي "مقلاع داوود" بهذا الاسم، تيمناً بالقصة التوراتية التي ذكرت أن الراعي "داوود" استخدم المقلاع لقتل "جالوت" العملاق بالحجارة، كما جاء في مقال نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وقد صُمم "مقلاع داوود" لاعتراض الصواريخ السورية عيار 302 ملم وصواريخ فاتح 110 الإيرانية الباليستية ذات الرؤوس الحربية التي يبلغ وزنها نصف طن.
بدأت إسرائيل في التخطيط لبناء منظومة مقلاع داوود عام 2006، ووقعت في أغسطس/آب 2008 اتفاق شراكة مع الولايات المتحدة للمشاركة في تطوير النظام.
وساهمت الولايات المتحدة بنحو ملياري دولار لدعم تطوير المشروع من 2008 وحتى 2020، بحسب تقرير لدائرة أبحاث الكونغرس.
وتولت شركة رافائيل الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية المتقدمة، العمل عليه ومنحت في أكتوبر/تشرين الأول لعام 2009، أكثر من 100 مليون دولار لشركة رايثيون للصواريخ والدفاع الأمريكية لتطوير صاروخ اعتراضي بقدرات مذهلة ووحدة إطلاقه العمودية، بحسب موقع الشركة الأمريكية.
وفي عام 2012، بدأت منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية في اختبار تطوير نظام "مقلاع داوود" سراً.
وأجريت أول تجربة ناجحة للنظام في صحراء النقب عام 2012، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل". واستمرت التجارب حتى عام 2015، ضد "أهداف متعددة تمثل تهديداً في اشتباكات واقعية في الوقت الفعلي"، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية التي رفضت توضيح الأهداف التي استُخدمت في تلك الاختبارات.
وعرضت شركة رافائيل النظام لأول مرة علناً في معرض باريس الجوي عام 2013، وصُنعت 50 في المئة من مكونات "مقلاع داوود" في الولايات المتحدة، بحسب موقع "ديفينس نيوز" المعني بالأخبار العسكرية.
وبدأ استخدامه فعلياً في الجيش الإسرائيلي عام 2017 وفق موقع "جيروزاليم بوست" الإسرائيلي.
ويتألف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي من ثلاثة مستويات، كل منها مصمم للتعامل مع التهديدات من مسافات مختلفة، بحسب موقع "إسرئيل 21 سي" المعني بالتطور التكنولوجي في إسرائيل.
يتكون مقلاع داوود الاعتراضي من مرحلتين مع أنظمة توجيه أمامية وخلفية تمكنه من الأداء بشكل فعال، بحسب موقع وزارة الدفاع.
وبحسب موقع "ميسيل ثريت" المعني بالصواريخ، فإن "مقلاع داوود" يتألف من وحدة إطلاق الصواريخ، ورادار للتحكم من طراز ELM-2084، ومحطة تشغيل، وصاروخ اعتراضي من طراز "ستانر".
أما بالنسبة لوحدة الإطلاق فهي عبارة عن نظام إطلاق عمودي مثبت على مقطورة. ويمكن لكل وحدة أن تحمل ما يصل إلى 12 صاروخاً. وتُصنع جميع وحدات الإطلاق، وكذلك أجزاء من صاروخ "ستانر" الاعتراضي في الولايات المتحدة.
ويستخدم "مقلاع داوود" الرادار الإسرائيلي ELM-2084 متعدد المهام، وهو قادر على اكتشاف وتعقب الطائرات والأهداف الباليستية، وتوفير وسيلة للتحكم في إطلاق الصواريخ للاعتراض الصاروخي أو الدفاع الجوي المدفعي.
ويمكن أن يعمل هذا الرادار في مهمة مراقبة جوية أو مهمة التحكم في إطلاق النيران. وفي وضع المراقبة، يستطيع تتبع ما يصل إلى 1100 هدف على مدى 474 كم، ويمكنه المسح الإلكتروني بزاوية 120 درجة وارتفاع 50 درجة.
وفي وضع التحكم في إطلاق النيران، تكون لديه القدرة على تتبع ما يصل إلى 200 هدف في الدقيقة على مدى 100 كيلومتر. ويستخدم هذا الوضع لتوجيه صواريخ "ستانر" الاعتراضية كي تتمكن أجهزة الرصد الموجودة على متنها من اكتشاف الهدف.
نظام السهم "آرو"
تعد منظومة السهم "آرو"، حيتس باللغة العبرية، أخر طبقات الدفاع الجوي في إسرائيل، نظراً لقدراته الفائقة في التصدي للأهداف بعيدة المدى، واعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، على مسافة أكثر من 2400 كم.
وتستخدم هذه المنظومة في القواعد الجوية الإسرائيلية منذ عام 2017، وتتكوّن من مجموعة من الأنظمة الاعتراضية وأخرى فرعية مصممة لتوفير دفاع متعدد المستويات عالي الفعالية ضد تهديد الصواريخ الباليستية، وتمتد من القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى إلى صواريخ "Arrow-3" طويلة المدى التي تدمر أي رؤوس حربية غير تقليدية على ارتفاع آمن.
وتنقسم المنظومة إلى صواريخ "آرو 2" التي تعمل على ارتفاعات متوسطة بينما المنظومة الصاروخية الأعلى والأسرع هي صواريخ "آرو 3"، وتم تطويرها بالشراكة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبدأ العمل بها عام 2008، لتكون قادرة على مواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية في الفضاء، خارج الغلاف الجوي وقبل أن تصل إلى إسرائيل.
ويمكنها الدفاع عن منطقة كبيرة جداً، ما يوفّر دفاعاً شاملاً للمواقع الاستراتيجية والمناطق المأهولة الكبيرة.
يقوم نظام "آرو 3" بالمراقبة والكشف والتتبع والتمييز والاشتباك وتقييم الصواريخ الباليستية المهاجمة، كما أن لديه قدرة دفاعية كبيرة، ويوفر الحماية للأصول الاستراتيجية الرئيسية.
كما أن النظام قابل أيضا للنقل بسهولة، ما يتيح نشره السريع ضد التهديدات المتغيرة باستمرار، وفقا للشركة الإسرائيلية المصنعة "IAI".
في أكتوبر/تشرين الثاني 2024، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها سترسل إلى إسرائيل نظام دفاع جوي مضاداً للصواريخ على ارتفاعات عالية، تديره قوات أمريكية.
يعد نظام ثاد فعالاً ضد الصواريخ الباليستية، وفقاً للشركة المصنعة لوكهيد مارتن، أكبر شركة لصناعة الأسلحة في الولايات المتحدة، كما تساهم شركة رايثيون، وهي شركة أسلحة أمريكية أخرى، في تطوير الرادار المتقدم لهذه المنظومة.
يحتوي النظام على ست قاذفات مثبتة على شاحنات، مع ثمانية صواريخ اعتراضية على كل قاذفة. يكلف حوالي مليار دولار للبطارية ويتطلب طاقماً من حوالي 100 شخص لتشغيله.
دخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 2008، هو نظام قابل للنقل وللنشر بسرعة، وتم اختباره بنجاح في عدة مواجهات، والصاروخ الاعتراضي لا يحمل أية رأس حربية، ولكنه يعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم لتحقيق الإصابة الفتاكة، وتبلغ سرعة الصاروخ 8.24 ماخ، أي 2.8 كم في الثانية.
يتكون النظام ثاد من قاذف صاروخي متحرك وقذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز بين الأهداف الحقيقية والكاذبة بالإضافة إلى محطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك، وهو ما يعطي النظام خفة حركة عالية.
تتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بالقواذف، تحمل كل منها من ستة إلى ثمانية صواريخ، إضافة إلى مركزين للعمليات و محطة رادار.
تعالج المعلومات عن الهدف ونقطة التقابل المحتملة قبل الإطلاق، كما يمكن تحديث تلك البيانات، وإرسال أوامر لتصحيح المسار للصاروخ أثناء الطيران، ويمكن نقل الرادار بواسطة الطائرة سي 130 هيركوليز ويمكنه اكتشاف الصواريخ البالستية على مسافة تبلغ ألف كم من موقع الرادار .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67% لـ60%.. ماذا تعني الأرقام؟
بي بي سي أعلنت إسرائيل يوم الجمعة 13 يونيو أنها هاجمت منشآت نووية وعسكرية في إيران، بهدف ضرب برامجها العسكرية والنووية لتشتعل فتيل مواجهة بين البلدين. وجاءت هذه الهجمات بعد أن تبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً ضد إيران "لعدم الوفاء" بالتزاماتها ضمن خطة العمل المشتركة (المعروفة بالاتفاق النووي)، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز السقف المحدد عند 67.3 في المئة. وتحوّلت مسألة تخصيب اليورانيوم إلى محور الخلاف بين إيران والولايات المتحدة خلال المحادثات النووية، وهو خلاف مستمر رغم خمس جولات من المحادثات غير المباشرة. وكانت القيود المتعلقة بالتخصيب من أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني على مدى العقدين الماضيين. فماذا نعرف عن تخصيب اليورانيوم؟ ولماذا أصبح نقطة خلاف رئيسية؟ ولماذا أثار تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60 في المئة قلق الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ ما هو اليورانيوم وما هو مصدره؟ اليورانيوم عنصر طبيعي ثقيل موجود في الصخور والتربة وحتى في مياه البحر. ورغم انتشاره الواسع في قشرة الأرض، لا يُستخرج بتركيزات عالية إلا في بعض المناطق. ومن أبرز منتجيه: كازاخستان، كندا، أستراليا، وعدد من الدول الإفريقية. كما تمتلك إيران احتياطيات يورانيوم وتستخرجه من مناجم محلية. لكن اليورانيوم في حالته الطبيعية لا يستخدم بشكل فعّال في إنتاج الطاقة أو الأسلحة، لأن أكثر من 99 في المئة منه هو يورانيوم-238، غير القابل للانشطار . أما النظير النادر والقيّم فهو يورانيوم-235، الذي لا يشكل سوى 0.7 في المئة من اليورانيوم الطبيعي، وهو القادر على توليد الطاقة من خلال الانشطار النووي. انشطار ذرات اليورانيوم-235 يطلق طاقة كبيرة. تُستخدم هذه الطاقة في المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء، أما في القنبلة النووية، فيحدث هذا التفاعل بسرعة ودون سيطرة، مما يؤدي إلى انفجار هائل. ما هو التخصيب وما هي مستوياته الشائعة؟ سواء تعلق الأمر بأغراض مدنية أو عسكرية، يجب معالجة اليورانيوم لزيادة نسبة يورانيوم-235 فيه، وهي عملية تُعرف بـ"التخصيب". يُجرى التخصيب باستخدام أجهزة طرد مركزي غازية تدور بسرعة كبيرة تفصل بين النظير الأخف (يورانيوم-235) والنظير الأثقل (يورانيوم-238). وتُصنّف مستويات تخصيب اليورانيوم كالتالي: يورانيوم طبيعي: يحتوي على 0.7% من يورانيوم-235، ولا يمكن استخدامه مباشرة في الطاقة أو الأسلحة. يورانيوم منخفض التخصيب (حتى 5%): يُستخدم في معظم محطات الطاقة النووية. نسبة 3.67% كانت الحدّ الأقصى لإيران وفق اتفاق عام 2015 يورانيوم متوسط التخصيب (حوالي 20%): يُستخدم في مفاعلات الأبحاث لإنتاج النظائر الطبية وبعض التطبيقات الصناعية، ويُعد خطوة تقنية نحو التخصيب العالي. يورانيوم عالي التخصيب (فوق 60%): وهو قريب من مستوى التخصيب لصناعة الأسلحة. تمتلك إيران حالياً مخزوناً منه، ما يثير قلق الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنه يُعتبر تمهيداً تقنياً لصنع سلاح نووي. يورانيوم مخصب بنسبة 90% أو أكثر: يُستخدم لصناعة الأسلحة النووية. وتعتبر الوكالة أن امتلاك 25 كيلوغراما من هذا النوع كافٍ لصناعة قنبلة نووية بسيطة. كلّما زاد تخصيب اليورانيوم، أصبح الطريق إلى صنع الأسلحة أقصر وأكثر خطورة. من أين جاء مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة نسبة 3.67% وما هي فائدته؟ جرى تحديد مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% في الاتفاق بين إيران والقوى العالمية عام 2015. وقد تم التوصل إلى هذا الرقم نتيجة لتفاهم سياسي وتقني يهدف إلى تحقيق توازن بين حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وضمان المجتمع الدولي بعدم امتلاكها لسلاح نووي. تقنيًا، يُعد اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% مناسبا للاستخدام في مفاعلات الطاقة النووية المدنية، حيث يُستخدم لإنتاج تفاعل نووي متسلسل يمكن التحكم فيه لتوليد الكهرباء. وقد جرى تحديد هذه النسبة بهدف إطالة "زمن الاختراق النووي" (أي الوقت الذي قد تحتاجه إيران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية)، ليصل إلى نحو عام، مما يمنح المجتمع الدولي فرصة للتدخل دبلوماسيًا أو تقنيًا في حال حدوث خرق للاتفاق. ما هو اليورانيوم المخصب لصنع أسلحة، ولماذا يشكل مخزون إيران من اليورانيوم بدرجة 60 في المئة، مصدر قلق؟ اليورانيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة هو يورانيوم يحتوي على نظير مخصب بنسبة 90% من اليورانيوم-235. وتُستخدم هذه المادة في تصنيع الأسلحة النووية، لأن هذا المستوى من التخصيب يسمح بحدوث تفاعل متسلسل سريع وغير منضبط، يؤدي إلى انفجار نووي. لكن الوصول إلى هذا المستوى لا يتم دفعة واحدة، بل يمر عبر مراحل تدريجية. ومن الناحية التقنية، كلما ارتفعت نسبة التخصيب، أصبحت الخطوة التالية أسهل وأسرع. ولهذا يُثير امتلاك إيران لمخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قلقاً كبيراً، ليس فقط لأنه قريب تقنياً من مستوى التخصيب المستخدم في الأسلحة، بل أيضاً لأنه عديم الجدوى تقريباً في الاستخدامات السلمية والمدنية. إذ لا توجد مفاعلات طاقة أو مشاريع علمية مدنية معروفة تتطلب يورانيوم مخصباً بهذه النسبة. وبالتالي، يثير وجود مثل هذا المخزون تساؤلات حول الغرض الحقيقي من إنتاجه. ومن بين أبرز المخاوف أن إيران، بامتلاكها كمية كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تستطيع تقليص "زمن الاختراق النووي" (أي الوقت اللازم لإنتاج سلاح نووي) إلى بضعة أسابيع فقط، إذا ما قررت اتخاذ القرار السياسي بذلك. وتشدد طهران دائما على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية. ما هو "زمن الاختراق" وما هي التقديرات بشأن إيران؟ يشير مصطلح "زمن الاختراق" إلى المدة الزمنية التي تحتاجها دولة لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يسمح بصنع قنبلة نووية، بدءاً من لحظة اتخاذ القرار بذلك. ولا يشمل هذا الزمن تصنيع القنبلة أو إيصالها، بل يقتصر على إنتاج المواد الانشطارية اللازمة فقط. عند بدء تنفيذ الاتفاق النووي عام 2015، قُدّر زمن الاختراق بالنسبة لإيران بعام تقريباً. لكن مع وجود كميات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، انخفض هذا الزمن بشكل ملحوظ. ووفق تقييم حديث أصدره "معهد العلوم والأمن الدولي" في 9 يونيو/حزيران 2025، تستطيع إيران إنتاج أول 25 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب المستخدم في الأسلحة خلال يومين إلى ثلاثة أيام فقط في منشأة فوردو. وتشير التقديرات إلى أن إيران قادرة على إنتاج 233 كيلوغراماً من اليورانيوم عالي التخصيب خلال ثلاثة أسابيع، وهو ما يكفي لصنع تسع قنابل نووية. وإذا أجرت إيران التخصيب في منشأتي فوردو ونطنز معاً، فإنها قد تنتج ما يكفي لصنع 11 سلاحاً في الشهر الأول، و15 بحلول نهاية الشهر الثاني، وأكثر من 20 قنبلة خلال خمسة أشهر. ولا يشمل هذا التحليل الوقت اللازم لتحويل المواد إلى سلاح فعلي، والذي يقدّره خبراء ببضعة أشهر إلى عام بمجرد توفر المواد الانشطارية. ما هي آخر التطورات بشأن حول مخزون إيران من اليورانيوم بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرّية؟ أفاد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الصادر في مايو 2025، بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بلغ مستويات غير مسبوقة. وبحسب التقرير، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم، بجميع مستويات التخصيب والأشكال الكيميائية، 9247.6 كيلوغرام (من حيث كتلة اليورانيوم) حتى 17 مايو، بزيادة قدرها 953.2 كيلوغرام مقارنة بالتقرير السابق. لكن الجزء الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتعلق باليورانيوم المخصب بنسبة 60%، أي أقل بدرجة واحدة فقط من المستوى المطلوب لصنع الأسلحة. إذ تمتلك إيران حالياً 408.6 كيلوغرام من هذا النوع من اليورانيوم. وأشار التقرير إلى أن إيران تواصل بسرعة تحويل اليورانيوم المخصّب بنسبة 20% إلى يورانيوم مخصّب بنسبة 60%، وهي خطوة لا تقتصر فقط على تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، بل تعكس أيضاً الجاهزية التقنية لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تؤهله لصنع الأسلحة خلال فترة زمنية أقصر.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
ما بعد إيران
يمر العالم بمنعطف خطير بعد الحرب التى تشنها إسرائيل على إيران من حسابات اللامنطق، فإسرائيل تلك الدولة الصغيرة التى قامت على احتلال أرض الغير وعدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة تتفوق فى مجالات الذكاء الاصطناعى، ولديها جهاز استخبارات نافذ فى عواصم العالم والحرب الأخيرة مع لبنان كانت مؤثرة فى تدمير قدرات حزب الله المادية والبشرية. لماذا تضرب إسرائيل إيران التى تبعد عنها جغرافيا 2000 كيلومتر؟ سؤال يفرض نفسه بقوة، فى وقت تختلط فيه الاجتهادات، بينما الثابت هو أن إسرائيل لا تترك الفرصة أو لن تنسى لإيران أنها زرعت من حولها حزب الله الذى أوجع إسرائيل، عقودا، والحوثيين فى اليمن. إيران كانت لا تتوقع أن تضربها إسرائيل، بمعنى أدق أنها لم تكن تصدق ذلك، وهى مدركة أن إسرائيل لن تتركها وشأنها. إسرائيل هى عدو العرب وعدو الإنسانية وتتصرف فى العالم كأنها تمتلك الحق فى ضرب أى دولة. تضرب فى لبنان وتضرب فى فلسطين وتضرب فى اليمن وتضرب فى إيران ثم ماذا بعد إيران؟. قبل الإجابة عن هذا السؤال ما هو سيناريو الحرب المتوقع بينهما وإلى أى مدى ستفرض إسرائيل شروطها ومنطقها الاعوج فى المعادلة؟. إيران مما لا شك فيه تكبدت خسائر كبيرة على جميع المستويات تعرضت لاختراق معلوماتى يمتد إلى الاختراق الذى تعرض له حزب الله، نتيجة هذا الاختراق تمت تصفية القادة الكبار فى إيران، هذا الأمر أوجد شعورا بالإحباط فى الداخل الإيرانى وأنصار إيران فى الخارج، وطرح السؤال نفسه منذ متى تخطط إسرائيل فى ضربها؟. المتابع للمشهد يعرف أن إيران تسببت فى متاعب كبيرة لإسرائيل وأنها كانت تنتظر الوقت المناسب لذلك، الوقت جاء بعد الانقضاض على حزب الله وعلى حركة حماس فى غزة وإسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا، ووصول الرئيس الامريكى ترامب إلى البيت الأبيض بما يمثله من دعم غير محدود للدولة العبرية، وفى ظل حكومة بنيامين نيتانياهو التى تعتقد أنها قادرة على أن ترسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، لا أحد ينكر حجم النجاحات التى تحققها الدولة العبرية على المستوى العسكرى، وكانت هناك مقولة تتردد بقوة هى أن إسرائيل لم تختبر حتى الآن أى قوة عسكرية كبيرة وأن إيران إحدى هذه القوى التى تخشاها إسرائيل.إيران تلقت الصدمة الأولى لكنها لم تفقد التوازن العسكرى وقامت بالرد السريع على إسرائيل وسط تعتيم إسرائيلى رهيب على حجم الخسائر التى تتعرض لها الدولة العبرية يجب عدم المبالغة فى حجم الرد الإيرانى أو نتائجه، فهذا سابق للوقت ومع مرور الأيام ستكون هناك صورة واضحة عن تأثيرات الحرب على الجانبين. هناك دون شك تعاطف كبير مع إيران فى العالم باستثناء من يدعم إسرائيل، وهذه النقطة هى بحكم ان العدو الأكبر للإنسانية فى العالم هو إسرائيل، لا يمكن المقارنة بين إيران وإسرائيل ولا يمكن أن تكون المعادلة قائمة. ربما الوقت الآن غير مناسب للحديث عن سلوكيات إيران السابقة ومشروعها الذى أضر بالدول والشعوب لكن إسرائيل دولة احتلال ودولة عنصرية وتقتل الأبرياء والعلماء ولا تريد الخير للعالم وتتمنى أن تعيش فيه وحدها تحت الغطاء الأمريكى. السيناريو هو أن تستمر الضربات الإيرانية بعمق وتكثيف وتستعد لسيطرتها على المجال الجوى الإيرانى، عندها ستكون المعادلة قائمة وتلجأ إسرائيل إلى الحضن الغربى لوقف الحرب وبدء المفاوضات، لكن هذا يتوقف على مدى قدرة إيران على الصمود وحماية مجالها الجوى من الضربات الإسرائيلية. معلوم أن الولايات المتحدة الامريكية هى التى تقدم الدعم المعلوماتى لإسرائيل ومعها بريطانيا وهنا نطرح أين الموقف القوى من الصين وروسيا ؟وإيران فى أشد الحاجة إلى التدخل القوى للدولتين وفى المواجهة من خلال دعم إيران وحتى لا تنهار. ماذا بعد إيران ؟ سؤال مهم فهناك مخاوف من الأطماع الإسرائيلية فى أن تمتد إلى دول الجوار، ولهذا لا أحد يفرح لفوز إسرائيل.


تحيا مصر
منذ 3 ساعات
- تحيا مصر
خبير الدراسات الاسرائيلية: الجيش الإسرائيلى لديه الرغبة بعدم نشر أى خسائر من إيران
قال الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الاسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلى لديه الرغبة بعدم نشر أى خسائر من الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الاسرائيلية: أغلب ما ينشر فى الاعلام الاسرائيلى موجه وقال الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الاسرائيلية خلال حوار رصده موقع واضاف الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الاسرائيلية، أن الرقابة العسكرية الاسرائيلية منعت تماما أى صور او تسجيلات تنشر فى اى وسائل اعلامية وتعاقب من ينشرعلى السوشيال ميديا بالسجن. الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الاسرائيلية: الجيش الإسرائيلى لديه الرغبة بعدم نشر أى خسائر من إيران ولفت الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الاسرائيلية، أن ما ينشر جاء من نحيتين سواء من فلسطينين أو حزب الله وبيحاولوا تصوير الخسائر بصعوبة شديدة بعيدا عن القوات الاسرائيلية. وأكد الدكتور أشرف الشرقاوي أستاذ الدراسات الاسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلى لديه الرغبة بعدم نشر أى خسائر من إيران أمام العالم. قال الدكتور علي عبدالنبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية سابقًا، إن منشأتي نطنز وفوردو الإيرانيتين تُعدان من أكثر المواقع النووية تحصينًا، نظرًا لوقوعهما داخل سلاسل جبلية وعلى أعماق تصل إلى 80 أو حتى 90 مترًا تحت الأرض، ما يجعل استهدافهما عسكريًا أمرًا بالغ الصعوبة. خزونًا من اليورانيوم المخصب وأوضح عبدالنبي، أن إيران تمتلك بالفعل مخزونًا من اليورانيوم المخصب، بالإضافة إلى معرفة تقنية كافية لصناعة قنبلة نووية، مشيرًا إلى أن «صناعة القنبلة النووية ليست أمرًا معقدًا من وجهة نظر المتخصصين، بل يمكن حتى لجماعات منظمة تمتلك الإدارة الجيدة أن تصنعها إذا توفرت المواد اللازمة». وأضاف: «التخصيب الذي يتجاوز نسبة 20% يعني أن العقبات التقنية قد زالت، والرفع إلى 90% لا يتطلب سوى عمليات تكرارية في أجهزة الطرد المركزي». مسؤول سابق بـ «المحطات النووية»: إيران تملك أكثر من 400 كجم من اليورانيوم المخصب وأكد أن إيران تملك أكثر من 400 كجم من اليورانيوم المخصب، وهي كمية كافية لصناعة أكثر من قنبلة نووية.