logo
ما الأنظمة الدفاعية التي تستخدمها إسرائيل في أي تصعيد؟

ما الأنظمة الدفاعية التي تستخدمها إسرائيل في أي تصعيد؟

مصراويمنذ يوم واحد

(بي بي سي)
قال الجيش الإسرائيلي إنه يستعد لمواجهة طويلة مع إيران، بعد الهجمات التي نفذها ضد "مواقع عسكرية ونووية إيرانية" فجر الجمعة 13 يونيو حزيران، وقتل قادة عسكريين وخبراء نوويين إيرانيين كبار.
وردت إيران باستهداف "عشرات الأهداف و القواعد والبنى التحتية العسكرية" في إسرائيل.
تعتمد إسرائيل على عدة منظومات للدفاع عن نفسها، فبجانب سلاح الجو والطائرات الحديثة التي تمكنها من التصدي للمسيرات، تمتلك إسرائيل منظومة دفاع جوي متطورة متعددة الطبقات يمكنها مواجهة العديد من التهديدات الجوية، قصيرة وطويلة المدى وحتى الصواريخ الباليستية والصواريخ الجوالة.
ونرصد في هذا التقرير أهم مكونات منظومة الدفاع الجوي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، والتي يمكن دمجها في الأنظمة الاعتراضية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، والتنسيق بينها للتصدي للأهداف والصواريخ المهاجمة في أي مكان.
نظام القبة الحديدية
كانت إسرائيل تعتمد قديماً على نظام الدفاع الجوي الأمريكي الشهير باتريوت، إلا أنها قررت بعد حرب يوليو/تموز 2006 مع حزب الله اللبناني، تطوير نظام دفاع جوي خاص قصير المدى لمواجهة التهديدات من لبنان وغزة وأي تهديد مماثل.
وبالفعل أنشأت إسرائيل شركة رافائيل، لأنظمة الدفاع المتقدمة وصناعات الفضاء الإسرائيلية مع بعض الدعم الأمريكي، لبناء درع صاروخي دفاعي قصير المدى، يبلغ مداه 70 كم لتغطية المدن الإسرائيلية والمنشآت الحساسة.
وفي أبريل/نيسان من عام 2010 كشفت شركة رافائيل الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة، النقاب عن قيامها بتطوير نظام أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية" ويستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي اعتاد حزب الله وكذلك حركة حماس في غزة إطلاقها على إسرائيل.
ونُشر نظام "القبة الحديدية" لأول مرة في صيف عام 2011 بالقرب من قطاع غزة لتجربته في مواجهة القذائف و الصواريخ قصيرة المدى والكاتيوشا.
وبعد النجاح والتعديل نُشرت بطاريات أخرى منه على وجه الخصوص بالقرب من مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تل أبيب وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة.
وتعمل القبة الحديدية عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى بواسطة رادار خاص، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، وعند التأكد من سقوطه في مناطق هامة يتم إرسال إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ للاعتراض.
وقد جُهزت كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و 3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً.
وحققت القبة الحديدية نجاحاً ملحوظاً على مدى سنوات بسبب التحديث والتطوير المستمر واكتشاف نقاط الضعف، حتى أن الجيش الأمريكي قرر شراء المنظومة في فبراير/شباط من عام 2019.
وقدمت الولايات المتحدة دعماً لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته من الشركات الأمريكية.
ومع هذا يواجه هذا النظام، الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات، انتقادات بسبب تكلفته الباهظة.
وعلى الرغم من التكلفة الباهظة لتطوير نظام القبة الحديدية، إلا أن الشركات المصنعة له تقول إنه نظام فعال على الرغم من تكلفته الباهظة بسبب التكنولوجيا التي يستخدمها للتمييز بين الصواريخ التي من المحتمل أن تصيب المناطق المأهولة أم لا.
وتطلق الوحدات الثابتة والمتحركة للمنظومة صواريخ اعتراضية لإسقاط أي جسم او هدف يتم تفسيره على أنه خطير.
مقلاع داوود "العصا السحرية"
يعد مقلاع داوود، أو العصا السحرية، نظام دفاع جوي متوسط المدى يبلغ مجال تغطيته 300 كم، وكان بالأساس البديل الإسرائيلي لنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "باتريوت"، وشاركت الولايات المتحدة في تطويره مع إسرائيل.
وقد سُمي "مقلاع داوود" بهذا الاسم، تيمناً بالقصة التوراتية التي ذكرت أن الراعي "داوود" استخدم المقلاع لقتل "جالوت" العملاق بالحجارة، كما جاء في مقال نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وقد صُمم "مقلاع داوود" لاعتراض الصواريخ السورية عيار 302 ملم وصواريخ فاتح 110 الإيرانية الباليستية ذات الرؤوس الحربية التي يبلغ وزنها نصف طن.
بدأت إسرائيل في التخطيط لبناء منظومة مقلاع داوود عام 2006، ووقعت في أغسطس/آب 2008 اتفاق شراكة مع الولايات المتحدة للمشاركة في تطوير النظام.
وساهمت الولايات المتحدة بنحو ملياري دولار لدعم تطوير المشروع من 2008 وحتى 2020، بحسب تقرير لدائرة أبحاث الكونغرس.
وتولت شركة رافائيل الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية المتقدمة، العمل عليه ومنحت في أكتوبر/تشرين الأول لعام 2009، أكثر من 100 مليون دولار لشركة رايثيون للصواريخ والدفاع الأمريكية لتطوير صاروخ اعتراضي بقدرات مذهلة ووحدة إطلاقه العمودية، بحسب موقع الشركة الأمريكية.
وفي عام 2012، بدأت منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية في اختبار تطوير نظام "مقلاع داوود" سراً.
وأجريت أول تجربة ناجحة للنظام في صحراء النقب عام 2012، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل". واستمرت التجارب حتى عام 2015، ضد "أهداف متعددة تمثل تهديداً في اشتباكات واقعية في الوقت الفعلي"، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية التي رفضت توضيح الأهداف التي استُخدمت في تلك الاختبارات.
وعرضت شركة رافائيل النظام لأول مرة علناً في معرض باريس الجوي عام 2013، وصُنعت 50 في المئة من مكونات "مقلاع داوود" في الولايات المتحدة، بحسب موقع "ديفينس نيوز" المعني بالأخبار العسكرية.
وبدأ استخدامه فعلياً في الجيش الإسرائيلي عام 2017 وفق موقع "جيروزاليم بوست" الإسرائيلي.
ويتألف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي من ثلاثة مستويات، كل منها مصمم للتعامل مع التهديدات من مسافات مختلفة، بحسب موقع "إسرئيل 21 سي" المعني بالتطور التكنولوجي في إسرائيل.
يتكون مقلاع داوود الاعتراضي من مرحلتين مع أنظمة توجيه أمامية وخلفية تمكنه من الأداء بشكل فعال، بحسب موقع وزارة الدفاع.
وبحسب موقع "ميسيل ثريت" المعني بالصواريخ، فإن "مقلاع داوود" يتألف من وحدة إطلاق الصواريخ، ورادار للتحكم من طراز ELM-2084، ومحطة تشغيل، وصاروخ اعتراضي من طراز "ستانر".
أما بالنسبة لوحدة الإطلاق فهي عبارة عن نظام إطلاق عمودي مثبت على مقطورة. ويمكن لكل وحدة أن تحمل ما يصل إلى 12 صاروخاً. وتُصنع جميع وحدات الإطلاق، وكذلك أجزاء من صاروخ "ستانر" الاعتراضي في الولايات المتحدة.
ويستخدم "مقلاع داوود" الرادار الإسرائيلي ELM-2084 متعدد المهام، وهو قادر على اكتشاف وتعقب الطائرات والأهداف الباليستية، وتوفير وسيلة للتحكم في إطلاق الصواريخ للاعتراض الصاروخي أو الدفاع الجوي المدفعي.
ويمكن أن يعمل هذا الرادار في مهمة مراقبة جوية أو مهمة التحكم في إطلاق النيران. وفي وضع المراقبة، يستطيع تتبع ما يصل إلى 1100 هدف على مدى 474 كم، ويمكنه المسح الإلكتروني بزاوية 120 درجة وارتفاع 50 درجة.
وفي وضع التحكم في إطلاق النيران، تكون لديه القدرة على تتبع ما يصل إلى 200 هدف في الدقيقة على مدى 100 كيلومتر. ويستخدم هذا الوضع لتوجيه صواريخ "ستانر" الاعتراضية كي تتمكن أجهزة الرصد الموجودة على متنها من اكتشاف الهدف.
نظام السهم "آرو"
تعد منظومة السهم "آرو"، حيتس باللغة العبرية، أخر طبقات الدفاع الجوي في إسرائيل، نظراً لقدراته الفائقة في التصدي للأهداف بعيدة المدى، واعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، على مسافة أكثر من 2400 كم.
وتستخدم هذه المنظومة في القواعد الجوية الإسرائيلية منذ عام 2017، وتتكوّن من مجموعة من الأنظمة الاعتراضية وأخرى فرعية مصممة لتوفير دفاع متعدد المستويات عالي الفعالية ضد تهديد الصواريخ الباليستية، وتمتد من القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى إلى صواريخ "Arrow-3" طويلة المدى التي تدمر أي رؤوس حربية غير تقليدية على ارتفاع آمن.
وتنقسم المنظومة إلى صواريخ "آرو 2" التي تعمل على ارتفاعات متوسطة بينما المنظومة الصاروخية الأعلى والأسرع هي صواريخ "آرو 3"، وتم تطويرها بالشراكة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبدأ العمل بها عام 2008، لتكون قادرة على مواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية في الفضاء، خارج الغلاف الجوي وقبل أن تصل إلى إسرائيل.
ويمكنها الدفاع عن منطقة كبيرة جداً، ما يوفّر دفاعاً شاملاً للمواقع الاستراتيجية والمناطق المأهولة الكبيرة.
يقوم نظام "آرو 3" بالمراقبة والكشف والتتبع والتمييز والاشتباك وتقييم الصواريخ الباليستية المهاجمة، كما أن لديه قدرة دفاعية كبيرة، ويوفر الحماية للأصول الاستراتيجية الرئيسية.
كما أن النظام قابل أيضا للنقل بسهولة، ما يتيح نشره السريع ضد التهديدات المتغيرة باستمرار، وفقا للشركة الإسرائيلية المصنعة "IAI".
في أكتوبر/تشرين الثاني 2024، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها سترسل إلى إسرائيل نظام دفاع جوي مضاداً للصواريخ على ارتفاعات عالية، تديره قوات أمريكية.
يعد نظام ثاد فعالاً ضد الصواريخ الباليستية، وفقاً للشركة المصنعة لوكهيد مارتن، أكبر شركة لصناعة الأسلحة في الولايات المتحدة، كما تساهم شركة رايثيون، وهي شركة أسلحة أمريكية أخرى، في تطوير الرادار المتقدم لهذه المنظومة.
يحتوي النظام على ست قاذفات مثبتة على شاحنات، مع ثمانية صواريخ اعتراضية على كل قاذفة. يكلف حوالي مليار دولار للبطارية ويتطلب طاقماً من حوالي 100 شخص لتشغيله.
دخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 2008، هو نظام قابل للنقل وللنشر بسرعة، وتم اختباره بنجاح في عدة مواجهات، والصاروخ الاعتراضي لا يحمل أية رأس حربية، ولكنه يعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم لتحقيق الإصابة الفتاكة، وتبلغ سرعة الصاروخ 8.24 ماخ، أي 2.8 كم في الثانية.
يتكون النظام ثاد من قاذف صاروخي متحرك وقذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز بين الأهداف الحقيقية والكاذبة بالإضافة إلى محطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك، وهو ما يعطي النظام خفة حركة عالية.
تتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بالقواذف، تحمل كل منها من ستة إلى ثمانية صواريخ، إضافة إلى مركزين للعمليات و محطة رادار.
تعالج المعلومات عن الهدف ونقطة التقابل المحتملة قبل الإطلاق، كما يمكن تحديث تلك البيانات، وإرسال أوامر لتصحيح المسار للصاروخ أثناء الطيران، ويمكن نقل الرادار بواسطة الطائرة سي 130 هيركوليز ويمكنه اكتشاف الصواريخ البالستية على مسافة تبلغ ألف كم من موقع الرادار .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات
«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات

الأسبوع

timeمنذ 27 دقائق

  • الأسبوع

«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات

محمد باقري وعلي شمخاني وحسين سلامي وائل بنداري اعتمدت إسرائيل، منذ نشأتها، على 3 أدوات رئيسة ضد دول المنطقة، اغتيال القادة والمؤثرين، تنفيذ عمليات استخبارية وتجنيد عملاء، ثم استخدام الاختراق السيبراني والمعلوماتي، إلى جانب تدمير المنشآت العسكرية ومخازن المواد الخام. وخلال الضربة الأخيرة، تم اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين، مثل: حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، غلام رشيد، قائد قيادة «خاتم الأنبياء». طالت العملية الإسرائيلية: أمير علي حاجي زادة، قائد قوات الجو-فضاء بالحرس الثوري، فريدون عبّاسي دوائي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ومحمد مهدي طهرانجي، العالم النووي ورئيس جامعة «آزاد» الإسلامية بطهران، والقائد ربّاني، معاون العمليات في هيئة الأركان العامة، وداوود شيخيان، قائد الدفاع الجوي في قوات الجو-فضاء. كما استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية خلال هذه الضربة، وتضررت مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان بشكل كبير، في استكمالٍ لمسلسل استهداف العلماء النوويين البارزين، حيث تم اغتيال ستة منهم في العمليات الأخيرة، أبرزهم: عبد الحميد مينوشهر، رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة شهيد بهشتي، أحمد رضا ذو الفقاري، خبير الهندسة النووية بالجامعة نفسها، أمير حسين فقهي، عضو هيئة التدريس بالجامعة، نائب مدير منظمة الطاقة الذرية، مدير معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية، مطلبي زادة، خبير التطوير النووي، محمد مهدي طهرانجي، عالم الفيزياء النووية، وفريدون عباسي، مهندس تخصيب اليورانيوم. بدأت إسرائيل في تكثيف اغتيالات قادة «حماس» بعد عملية السابع من أكتوبر 2023، فاستهدفت: إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، يحيى السنوار، قائد الحركة، وشقيقه محمد السنوار، محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، مروان عيسى، نائب القائد العسكري، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي، فضلًا عن قائمة أخرى من القيادات. وفي لبنان، طالت الاغتيالات رأس الهرم في حزب الله، مثل: حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، وخليفته هاشم صفي الدين، ومصطفى بدر الدين، فؤاد شكر، نبيل قاووق، وسام الطويل، محمد عفيف، سمير القنطار، إبراهيم عقيل، علي كركي، إبراهيم قبيسي، قائد منظومة الصواريخ، وأحمد وهبي، قائد قوة الرضوان. استخدمت في هذه الاغتيالات شبكة كبيرة من العملاء مع اختراقات أمنية وسيبرانية، كان أشهرها انفجار أجهزة «البيجر» التي استُخدمت ضد أعضاء حزب الله في لبنان، وراح ضحيتها نحو 42 شخصًا، وأُصيب أكثر من 3000، بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى إصابة ما يزيد على 5000 شخص، في سابقة تُعد من أبرز عمليات الاختراق المخابراتي. كما سعت إسرائيل إلى تدمير مستودعات الأسلحة والذخيرة، ولا سيما التابعة لحزب الله في سوريا ولبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الفرقة 91 دمّرت بنى تحتية ومستودعات أسلحة في جنوب لبنان، وصادرت نحو 85 ألف قطعة سلاح، من بينها قاذفات صواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات، وقذائف «آر بي جي»، ومتفجرات، وصواريخ مضادة للطائرات، وأجهزة مراقبة، ومركبات عسكرية، وغيرها، وذلك خلال العملية البرية التي نُفّذت في أكثر من 30 قرية جنوبية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه دمّر 70% من الأسلحة الاستراتيجية، و75% من مواقع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، إلى جانب أكثر من 1500 بنية تحتية هجومية، و150 مستودعًا عسكريًا، و1600 مقر عسكري، مما خفّض قدرات حزب الله القتالية بشكل كبير، كما اغتالت إسرائيل نحو 3800 مسلح من الحزب منذ بداية الحرب. وأشار مراقبون إلى احتمال تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، والذي يُعد ثاني أضخم انفجار غير نووي بعد انفجار مفاعل هيروشيما. فقد رُصدت طائرات مسيّرة تحوم حول المرفأ قبيل الانفجار، الذي نجم عن اشتعال مادة نيترات الأمونيوم، والمقدرة بنحو 2750 طنًا. وأسفر الانفجار عن مقتل 218 شخصًا، وإصابة أكثر من 7000 آخرين، بحسب التقديرات الرسمية، إلى جانب دمار واسع طال منازل ومبانٍ ضمن نطاق بلغ 10 كيلومترات. أما ميليشيا الحوثي، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تم القضاء عليها نتيجة الغارات المتواصلة منذ 15 مارس الماضي، بأمر منه شخصيًا، حيث استُهدفت مواقع متعددة، منها مطار صنعاء، الحُديدة، تعز، البيضاء، ذمار، صعدة، وقاعدة الديلمي شمال العاصمة، إلى جانب موانئ الحديدة وعدن والصليف ورأس عيسى، وجزيرة كمران، وذلك على مراحل متكررة. ولعل حادث قصف المفاعل النووي العراقي (مفاعل تموز) خلال عملية «أوبرا» في 7 يونيو 1981، واغتيال العالم المصري يحيى المشد، الذي ترأس البرنامج النووي العراقي، في فندق بباريس يوم 14 يونيو 1980، شكّلا مؤشرًا مبكرًا على السياسة الإسرائيلية الثابتة في استهداف أي نشاط نووي في المنطقة، خاصة الأنشطة الإيرانية الأخيرة، بعد تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة، وبدء ما يبدو أنه تمهيد لجولة نهائية من الاستهدافات.

حروب الطابور الخامس.. الرعب القادم من إسرائيل: قراءة أوراق دومينو الهزائم
حروب الطابور الخامس.. الرعب القادم من إسرائيل: قراءة أوراق دومينو الهزائم

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

حروب الطابور الخامس.. الرعب القادم من إسرائيل: قراءة أوراق دومينو الهزائم

تأسيس ضروري قراءة أوراق الدومينو لهزائم العرب وإيران منذ 7 أكتوبر مجتمعة، تشي بأمور أكبر من مجرد سلسلة هزائم تكتيكية. وتنبئ بأن الحبل لن يتوقف عند إيران، والكرار سيتواصل. النمط في كل المعارك التي فازت بها إسرائيل منذ 7 أكتوبر، يكشف أن هذه الحرب بدأت أقدم مما نتخيل. وأنها لن تتوقف عند إيران إذا انهزمت طهران. هذه حرب لا تشبه سابقاتها، ومن لا يستخلص العبر من هزائم الأمس، سيعتبر يوم لا تنفعه العبرة. وإذا كان الغبي هو من لا يتعلم من تجاربه. فالأحمق من لا يتعلم الدرس من أخطاء الغير. ومن لا يشعر بالرعب مما حدث في إيران، أحمق يشبه أهالي طروادة. يترك ساحته الخلفية مفتوحة، بلا ضابط. فالطابور الخامس الذي يعمل مع إسرائيل ضد إيران داخل إيران لا يتوقف عند التجسس التقليدي. * على مهل، لنقرأ أوراق الدومينو بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، دخل حزب الله في الصراع من خلال شن هجمات على أهداف إسرائيلية. لكن التورط الإيراني المباشر تأخر حتى أبريل 2024، لتبدأ إسرائيل سريعا في تنفيذ حرب "الطابور الخامس" لتقطيع أذرع وقوة طهران عبر 5 أوراق دومينو. 1- اغتيال رئيسي وقادة الحرس في 1 أبريل 2024، أغارت إسرائيل على القًنصليَّة الإيرانية في دمشق وقتلت 16 شخصًا منهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس. بعدها شنت إيران عملية الوعدُ الصَّادق 1 ونفذت هجمات عسكريَّة جويَّة محدودة على إسرائيل بطائرات مُسيَّرة وعددٍ من الصَّواريخ البالستيَّة ليل 13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل 2024. بعدها بأيام، تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتدمير إسرائيل بالكامل، في حالة قيامها حتى بـ "أصغر هجوم" على بلاده. وقال رئيسي: "إذا تم استفزاز إيران لتنفيذ هجوم أكبر، فلن يبقى شيء من إسرائيل". وفي 19 مايو 2024، توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية، بالقرب من الحدود مع أذربيجان. كما قُتل وزير الخارجية آنذاك، حسين أمير عبد اللهيان. بعد عام، لا يزال التفسير الرسمي - أن سوء الأحوال الجوية تسبب في اصطدام الطائرة بجبل - موضع تساؤل واسع النطاق داخل إيران وخارجها. 2- اغتيال هنية بقلب طهران يوم الأربعاء 31 يوليو، اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بينما كان في العاصمة طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. وبعدها بأيام اعتقلت طهران عشرات العناصر بينهم قادة كبار، بتهمة التخابر مع إسرائيل. ورغم أن إيران اعترفت لأول مرة بوجود جواسيس لإسرائيل في مواقع مهمة، إلا أنها لم تكن تدرك، حتى هذه اللحظة، أن الأمر أخطر من مجرد جواسيس. وأنها وأذرعها تواجه حربا من نوع جديد، حرب الطابور الخامس. 3- هجمات البيجر كانت هجمات البيجر أول إعلان فعلي واضح عن "حرب الطابور الخامس" التي جهزت لها إسرائيل لتقليم أذرع إيران. في يومي 17 و18 سبتمبر 2024، انفجرت أجهزة النداء (البيجر والوكي توكي) التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان. أسفرت سلسلة التفجيرات عن مقتل وإصابة نحو 4 آلاف من مقاتلي وقادة حزب الله الميدانيين، في أهم الضربات الإسرائيلية لإيران وأذرعتها. وفقا لتسريبات استخباراتية متعمدة من تل أبيب، أنشأ الموساد 3 شركات لإخفاء هوية مصنع الأجهزة المفخخة. وتولى الطابور الخامس مهمة التعاقد على الشحنة المفخخة. وحذر الطابور الخامس تل أبيب من تزايد شكوك اثنين من قيادات حزب الله في الشحنة، ما دفع إسرائيل لاستعجال الضربة وشن الهجمات يوم 17 سبتمبر. 4- اغتيال نصر الله لم يكد الحزب يستوعب ما حدث في هجمات البيجر، حتى عالجته إسرائيل بضربة أخرى. واغتالت الأمين العام للحزب حسن نصر الله. بحسب التقارير، نقل الطابور الخامس موعد ومكان اجتماع نصرالله وقيادات الحزب لإسرائيل قبل الاجتماع بساعات طويلة. وقدم خرائط مفصلة لمخبأ الاجتماع. ودفع الموساد برجل مجهول التقى نصر الله وصافحه ولطخ يديه بمادة غير معروفة ساعدت إسرائيل في تعقب مكانه. وصورت إسرائيل العملية عن طريق عملاء ميدانيين من الطابور الخامس. 5- إسقاط الأسد قبل أيام من انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، شنت إسرائيل سلسلة هجمات على مواقع للجيش السوري. دمرت منظومات للدفاع الجوي وشلت حركة الطيران السوري. تزامن ذلك مع هجوم واسع شنته قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام (الطابور الخامس)، التي اتضح أنها مدعومة من تركيا وأمريكا. وبعد وصول الجولاني "الأمير الأحمر" الذي أعدته أمريكا لخلافة الأسد للحكم، شنت إسرائيل عملية "سهم باشان" وتوغَّلت في أراضي سوريا ودمرت 90% من قدرات الجيش السوري. كما فقدت إيران قوة ذراعها الحوثي، بعد سلسلة ضربات أمريكية دمرت شبكة الاتصالات المعقدة التي اعتمدت عليها الجماعة اليمنية بعد ضربات البيجر. ولا يعرف كيف فكت أمريكا شفرات الاتصال المعقد للحوثي ولا كيف حددت مكان شبكاته. 6- أحدث المعارك (إسرائيل/ترامب ضد إيران). الخميس الماضي، استنفرت إيران قوتها كلها، بعد أن فجر ترامب قنبلته بضربة إسرائيلية وشيكة. كل المعطيات كانت تقول إنها حرب فقدت مفاجأة الضربة الأولى. وعندما كانت عيون طهران على تل أبيب. أتتها الضربة الأولى من المسافة صفر، من العمق بواسطة قاعدة مسيرات ركبها عناصر الطابور الخامس، فكانت المفاجأة هذه المرة أخطر من مفاجأة التوقيت. في المعارك الاستراتيجية، هناك ضربات تغير مجرى المعركة. لا تحسم نتيجتها، لكنها لا تبقي الأوضاع على حالها، تُغير موازين القوى. والمرعب أن تأتيك هذه الضربة من الداخل بالطابور الخامس. يُعرّف قاموس بنغوين للعلاقات الدوليّة الطابور الخامس كالتالي: "مصطلح يعود بالأصل إلى الحرب الأهلية الإسبانية (1936) ويعني جهازًا منظمًا سريًّا يعمل ضمن صفوف العدو ويهدف إلى إفساد وتخريب وتعطيل المجهود الحربي." وشاع استعمال هذا المصطلح في أثناء الحرب العالمية الثانية، للإشارة إلى أولئك الذين تعاونوا مع الجيوش الألمانية ضد بلدانهم. القراءة الشكلية تقول إن إيران لم تدخل حصان طروادة لعمقها- بشكل مباشر كسكان طروادة القديمة على الأقل-، لكن طابورا خامسا تشكل تحت عينها، ركب قاعدة المسيرات الإسرائيلية في قلب طهران، وركب أجهزة المساندة والتعطيل قرب قواعدها العسكرية، فكانت ضربة القصم. لكن التحليل الأعمق، يكشف أن طهران كانت كـ"البقرة حاحة" في أغنية أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، وأدخلت حصان طروادة داخلها دون أن تدرك. لم تتعلم طهران الدرس من استخدام إسرائيل الطابور الخامس في 5 معارك ضد إيران وأذرعها وحلفائها. وعجزت عن تنظيف بيتها. يقول أحمد جابر حسنين في بحثه "الطابور الخامس أسلوب القيادة الإدارية بالتجسس وأسس القضاء عليه": "يُعد الطابور الخامس سلاحاً فعالاً إذا استخدم الاستخدام الأمثل، في تحطيم كيان الأمم بإضعافها وتفتيتها بالإشاعات والأراجيف؛ لإثارة الفزع بين صفوف المواطنين، بإظهار مقدرة العدو العسكرية، والقيام بأعمال التجسس والتخريب، وإثارة النعرات القومية والإقليمية والطائفية والعرقية بين المواطنين." إذ يعتبر أنّه بمثابة سلاح لتحطيم قدرات جهة ما بأساليب متنوّعة مرتبطة بالتجسّس وتعظيم النزاعات والخلافات بين المواطنين". لكن إسرائيل تجاوزت هذا الاستخدام الأولي، وحولت الطابور الخامس إلى رأس حربة في المعركة، وعملياتيا تجاوز الطابور الخامس العامل مع إسرائيل مجرد بث الشائعات ونقل المعلومات ليكون حصان طروادة الذي يفتح أبواب الحصون المغلقة. ويشارك في المعركة بشن هجمات بالمسيرات والسيارات المفخخة في قلب إيران وقت المعركة. وربما يشوش ويعطل أجهزة الدفاع الجوي ويرصد منصات إطلاق الصواريخ ويستهدفها. لكن تسلل قاعدة المسيرات في طهران يتشابه بشكل ما مع عملية تسلل المسيرات في روسيا، ما يشي بأمرين: إما أن إسرائيل فاعلة أكثر مما هو معلن في حرب أوكرانيا، أو أن أمريكا حركت الهجومين عبر وكلائها الإقليميين أوكرانيا وإسرائيل. وها هي إسرائيل تشن اليوم هجوما سابعا ضد العرب بـ"الطابور الخامس" بصناعة ياسر أبو شباب، وتقديمه كـ"قائد القوات الشعبية" لضرب حماس من الداخل.

مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 187 آخرين في هجوم إيران الأخير على تل أبيب
مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 187 آخرين في هجوم إيران الأخير على تل أبيب

اليوم السابع

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم السابع

مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 187 آخرين في هجوم إيران الأخير على تل أبيب

أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلي، مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 187 في الهجوم الإيراني الأخير. وتدخل عمليات التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يومها الرابع، فبعد أن نفذت تل أبيب فجر الجمعة، سلسلة من الغارات الجوية ضد طهران، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، ردت السلطات الإيرانية فجر السبت على الهجمات وأطلقت دفعات كبيرة من الصواريخ تحت اسم "الوعد الصادق 3". اندلعت حرائق ضخمة في حيفا المحتلة، نتيجة سقوط صواريخ إيرانية على العديد من الأهداف الإسرائيلية. وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن الدفعة الصاروخية استهدفت مصانع أسلحة رافائيل التابعة للاحتلال الإسرائيلي في حيفا المحتلة. وقد أعلنت نجمة داوود (الإسعاف)، إصابة مباني، وعدة أشخاص في قصف صاروخي إيراني استهدف تل أبيب وحيفا المحتلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store