
مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس
في أعقاب التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، وجّه صاحب السيادة المطران سابا (إسبر)، مطران نيويورك ومتروبوليت سائر أميركا الشمالية، رسالة رعوية مؤثرة إلى أبناء أبرشيته، عبّر فيها عن حزنه العميق وتعازيه، داعيًا إلى الصلوات والرجاء وسط الألم.
'دماء جديدة على مذبح الشهادة'
قال المطران سابا إننا 'احتفلنا أمس ولأول مرة بعيد جميع قديسي أنطاكية'، غير أن هذا العيد اتّشح بالسواد بعدما انضم 'شهداء جدد' إلى مسيرة الشهادة المسيحية، على غرار القديسين إغناطيوس ويوسف الدمشقي وبربارة وغيرهم.
وأضاف: 'ستُروى تربة كنيستنا بدمائهم، لتزدهر وتنمو في الأيام والسنوات القادمة، كما فعلت دومًا منذ القرون الأولى'.
دعوة للصلاة في كل الكنائس
في بادرة تضامن روحي، دعا المطران جميع كنائس الأبرشية إلى: اقامة خدمة البراكليسي (طلبة العذراء) في الأيام المقبلة واقامه صلاة التريصاجيون (طلب الرحمة) عن أرواح الشهداء يوم الأحد القادم، 29 حزيران، الذي يصادف أيضًا عيد القديسين بطرس وبولس، شفيعي الكرسي الأنطاكي.
البطريرك يعزي الجميع، ولكن من يعزي البطريرك؟
في إشارة وجدانية لافتة، استشهد المطران سابا بكلمات أحد العلمانيين البارزين، كارول سابا، الذي قال بعد التفجير: البطريرك يعزي الجميع، ولكن من يعزي البطريرك؟
ودعا للصلاة من أجل غبطة البطريرك يوحنا العاشر، خليفة بطرس وبولس على الكرسي الأنطاكي، لكي يقود الكنيسة في هذا الزمن العاصف.
أول استهداف لكنسي منذ الحرب
وأشار المطران سابا إلى أن 'ما حدث يُعد أول تفجير متعمد لكنيسة في سوريا منذ بدء الحرب عام 2011'، معبّرًا عن قلقه من عودة موجة استهداف الكنائس والمصلين، وداعيًا الجميع إلى 'الثبات في الإيمان والصلاة بلا انقطاع'.
رسالة رجاء من قلب الألم
اختتم المطران رسالته بالتأكيد على أنه رغم الحزن، فإن الإيمان المسيحي يعلّمنا أن 'الموت لا يكون نهاية بل عبورًا إلى الحياة'، قائلًا: 'لا نخاف من الشهادة، لأنها من صلب إيماننا المسيحي. نحن أبناء الرجاء'.
كما طلب الصلوات من أجل الشهداء وذويهم، ومن أجل استمرار حجّه المقدس مع طلاب الإكليريكية إلى الأردن ولبنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 7 ساعات
- البوابة
دعوة أوروبية عاجلة لحماية المسيحيين في سوريا بعد مجزرة كنيسة مار إلياس
في 22 يونيو 2025، وخلال القداس الإلهي في كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة – دمشق، نفّذ انتحاري هجومًا دمويًا أودى بحياة العشرات من المصلين، بينهم أطفال ونساء ورجال دين، وأسفر عن إصابة عدد كبير بجروح بالغة، في أحد أخطر الاعتداءات على المقدسات المسيحية في سوريا منذ أكثر من عقد. رسالة شديدة اللهجة للممثلة العليا للاتحاد الأوروبي وجه الأب الدكتور إلياس أسبر، مفوّض مؤتمر الأساقفة الأرثوذكس في ألمانيا لشؤون الهجرة واللاجئين، عبر رسالة رسمية إلى السيدة كايّا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، بنداءات عاجلة لمواجهة هذه الجريمة. 4 مطالب واضحة من قلب أوروبا طالبت الرسالة باتخاذ إجراءات فورية تشمل: ادانه رسمية للاتحاد الأوروبي للاعتداء الإرهابي، لتوجيه رسالة حازمة ضد العنف الديني. ودعم إنساني عاجل للمتضررين من الجرحى وأسر الضحايا، بما في ذلك الرعاية الطبية والنفسية، والمساعدة في إعادة إعمار الكنيسة واعمار دبلوماسية أوروبية تطلب من الحكومة السورية الجديدة الاعتراف بالمسيحيين كجزء لا يتجزأ من المجتمع السوري وحمايتهم. وتنظيم حوار مؤسّسي يجمع ممثلي الكنائس والمنظمات الحقوقية لوضع آليات فعالة لحماية الأقليات الدينية في مناطق النزاع. المسيحيون في سوريا: إرث حضاري مستهدف أكّد الأب إلياس أن المسيحيين في سوريا ليسوا ضيوفًا أو طارئين، بل هم جزء من نسيجها التاريخي والثقافي عبر قرون. وأضاف أن هذا الاعتداء لا يجوز أن يُعقّب بصمت، بل يتطلّب تحرّكًا فعّالًا من قِبل الاتحاد الأوروبي الداعي إلى قيم العدالة والحرية وكرامة الإنسان. ختام الرسالة: 'صمتكم لا يحمي أحدًا' اختتم الأب إلياس استنكاره للسكوت الدولي، مشيدًا بإمكانات الاتحاد الأوروبي كمجتمع يحترم القيم الإنسانية، ومطالبًا برد سريع وحازم. جاء في نص الخطاب: 'هذا الاعتداء الأخير لا يمكن أن يُقابل بالصمت، بل يتطلّب تحركًا فعّالًا من الاتحاد الأوروبي كمجتمع يقوم على القيم والعدالة والكرامة الإنسانية.'


البوابة
منذ 8 ساعات
- البوابة
كلمات نارية من البطريرك يوحنا العاشر عقب تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة
في مشهد نادر، حمَل غبطة البطريرك يوحنا العاشر صوته الجريء وقلبه المثقل بالغضب والحزن ليُعلن من على منبر كنيسة مار إلياس، مواقف غير مسبوقة عبّر فيها عن استياء أبناء الكنيسة والمجتمع المسيحي مما وصفه بـ'الإهمال الفادح' من قبل حكومة أحمد الشرع، وذلك في أعقاب التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة 25 شهيدًا وجرح العشرات. 'جريمة لا تُغتفر… لن تهزّ إيماننا' 'هذه مجزرة وجريمة نكراء لا نقبلها، ولن تهزّ إيماننا أو وجودنا.' بهذه الكلمات، استهل البطريرك حديثه في وداع الشهداء، مؤكدًا أن الكنيسة ستبقى رغم الألم، حاملة الصليب ومتمسكة بجذورها في تراب هذا الوطن. 'من أيام العثمانيين لم نشهد مثل هذا' 'هذه الجريمة لم تحدث منذ عام 1860 (أيام العثمانيين)، ولا نقبل حدوثها في عهدكم. هذا غير مقبول.' وضع البطريرك الحادثة في سياقها التاريخي، مشيرًا إلى فظاعتها النادرة، ومذكّرًا الحكومة بأن هذا النوع من الجرائم يعيد الذاكرة إلى أزمنة الظلم والاضطهاد التي كان يُفترض أنها ولّت. 'حضوركم غائب… والمكالمة لا تكفي' 'نأسف يا ريس أننا لم نرَ أي مسؤول من حكومتكم في موقع الحادث، عدا الوزيرة هند المسيحية.' 'نشكر اتصالكم بوكيل المطرانية، ولكن هذا لا يكفي؛ فالجريمة التي حدثت أكبر وتستحق أكثر من مكالمة.' لم يتردّد البطريرك في توجيه النقد المباشر إلى الحكومة، متسائلًا: أين كانت الدولة حين احتاجها الناس في عزّ مصابهم؟ 'لم تعلنوا الحداد… شهداؤنا ليسوا أرقامًا' 'لم تعلنوا الحداد على شهدائنا، ليس من أجل البكاء، بل من أجل تكريمهم.' 'هؤلاء ليسوا قتلى كما صرّحت حكومتكم، بل هم شهداء… شهداء الدين والوطن.' رفض البطريرك توصيف الحكومة لضحايا التفجير، مطالبًا باعتراف رسمي يليق بدمائهم، ويمنحهم صفة الشهادة لا مجرد 'ضحايا'. 'الشعب جائع… والكنيسة تسدّ الفراغ' 'نناشدكم بحكومة تتحمّل المسؤولية وتشعر بأوجاع شعبها… سيادة الرئيس، الشعب جائع.' 'الناس تأتي وتدق أبواب كنائسنا تطلب ثمن ربطة خبز.' أطلق البطريرك صرخة من أعماق الأزمة المعيشية التي تخنق السوريين، حيث باتت الكنيسة هي الملجأ الأخير للناس بعد تخلّي الحكومة عن دورها الاجتماعي. 'نحن نبني… وأنتم لم تمدّوا يدكم' 'مددنا أيدينا إليكم لنبني سوريا الجديدة، ولا زلنا ننتظر – ويا للأسف – أن نرى يدًا تمتد إلينا.' أكد غبطته على أن الكنيسة كانت دائمًا جزءًا من مشروع النهوض بسوريا، لكنها تُقابل بالتجاهل والخذلان من قبل مؤسسات الدولة. 'قمنا بواجبنا… والناس تريد السلام' 'لقد هنأنا بالثورة، وعندما أصبحتم رئيسًا قمنا بواجبنا، وما يريده الشعب هو الأمن والسلام.' ذكّر البطريرك الشرع بأن الكنيسة لم تكن خصمًا بل شريكًا، ومع ذلك فإن صوت الشعب لا يزال يعلو مطالبًا بحقوقه الأساسية. 'لن ننجرّ للفتنة… الوحدة أقوى من الموت' 'لن نجعل من هذه الجريمة فتنة… نحن نحافظ على وحدتنا.' 'متمسكون بالوحدة الوطنية مع كل السوريين، مسلمين ومسيحيين. نعيش كعائلة واحدة في هذا البلد الكريم.' رسالة وطنية جامعة أطلقها البطريرك، رفضًا لأي استثمار طائفي للجريمة، مؤكدًا أن الردّ سيكون بمزيد من الوحدة لا الانقسام. 'نحن جزء من هذا الوطن… وننتظر العدالة' 'نحن طيف أساسي مكوّن في هذا البلد، وسنبقى… وعلى الحكومة أن تؤمّن الجميع دون تمييز.' 'نأمل تحقيق أهداف الثورة: الديمقراطية، الحرية، المساواة… هذا ما نريده وننتظره ونعمل من أجله.' في ختام كلماته، شدّد البطريرك يوحنا العاشر على أن الكنيسة باقية، شامخة، تطالب بما يطالب به كل السوريين: وطن عادل، وحياة حرّة، ودولة تحمي أبناءها.


البوابة
منذ 8 ساعات
- البوابة
مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس
في أعقاب التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، وجّه صاحب السيادة المطران سابا (إسبر)، مطران نيويورك ومتروبوليت سائر أميركا الشمالية، رسالة رعوية مؤثرة إلى أبناء أبرشيته، عبّر فيها عن حزنه العميق وتعازيه، داعيًا إلى الصلوات والرجاء وسط الألم. 'دماء جديدة على مذبح الشهادة' قال المطران سابا إننا 'احتفلنا أمس ولأول مرة بعيد جميع قديسي أنطاكية'، غير أن هذا العيد اتّشح بالسواد بعدما انضم 'شهداء جدد' إلى مسيرة الشهادة المسيحية، على غرار القديسين إغناطيوس ويوسف الدمشقي وبربارة وغيرهم. وأضاف: 'ستُروى تربة كنيستنا بدمائهم، لتزدهر وتنمو في الأيام والسنوات القادمة، كما فعلت دومًا منذ القرون الأولى'. دعوة للصلاة في كل الكنائس في بادرة تضامن روحي، دعا المطران جميع كنائس الأبرشية إلى: اقامة خدمة البراكليسي (طلبة العذراء) في الأيام المقبلة واقامه صلاة التريصاجيون (طلب الرحمة) عن أرواح الشهداء يوم الأحد القادم، 29 حزيران، الذي يصادف أيضًا عيد القديسين بطرس وبولس، شفيعي الكرسي الأنطاكي. البطريرك يعزي الجميع، ولكن من يعزي البطريرك؟ في إشارة وجدانية لافتة، استشهد المطران سابا بكلمات أحد العلمانيين البارزين، كارول سابا، الذي قال بعد التفجير: البطريرك يعزي الجميع، ولكن من يعزي البطريرك؟ ودعا للصلاة من أجل غبطة البطريرك يوحنا العاشر، خليفة بطرس وبولس على الكرسي الأنطاكي، لكي يقود الكنيسة في هذا الزمن العاصف. أول استهداف لكنسي منذ الحرب وأشار المطران سابا إلى أن 'ما حدث يُعد أول تفجير متعمد لكنيسة في سوريا منذ بدء الحرب عام 2011'، معبّرًا عن قلقه من عودة موجة استهداف الكنائس والمصلين، وداعيًا الجميع إلى 'الثبات في الإيمان والصلاة بلا انقطاع'. رسالة رجاء من قلب الألم اختتم المطران رسالته بالتأكيد على أنه رغم الحزن، فإن الإيمان المسيحي يعلّمنا أن 'الموت لا يكون نهاية بل عبورًا إلى الحياة'، قائلًا: 'لا نخاف من الشهادة، لأنها من صلب إيماننا المسيحي. نحن أبناء الرجاء'. كما طلب الصلوات من أجل الشهداء وذويهم، ومن أجل استمرار حجّه المقدس مع طلاب الإكليريكية إلى الأردن ولبنان.