logo
المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل والشرعية

المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل والشرعية

الجزيرةمنذ 6 ساعات

دمشق- في 13 مارس/آذار الماضي، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع الإعلان الدستوري الذي يشكل الإطار القانوني لإدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية، نص على حل مجلس الشعب السابق التابع لنظام الأسد، وإلغاء دستور 2012، وتفكيك الأجهزة الأمنية والفصائل العسكرية، والتركيز على بناء دولة قائمة على العدل والشفافية.
كما نص على تشكيل مجلس شعب جديد يتولى السلطة التشريعية، مع منح رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة لإدارة هذه المرحلة.
وفي 13 يونيو/حزيران الجاري أصدر الشرع المرسوم الرئاسي رقم 66 لسنة 2025 الذي قضى بتشكيل "اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب" برئاسة محمد طه الأحمد، وعضوية عدد من الأفراد، منهم حسن إبراهيم الدغيم، وعماد يعقوب برق، ولارا شاهر عيزوقي، وآخرون. وتتولى هذه اللجنة الإشراف على تشكيل هيئات فرعية ناخبة لاختيار أعضاء مجلس الشعب.
ظروف استثنائية
وفقا للمادة 24 من الإعلان الدستوري، يتكون مجلس الشعب من 150 عضوا، يُختار ثلثاهم (100 عضو) عبر هيئات فرعية تشرف عليها اللجنة العليا، بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث المتبقي (50 عضوا) لضمان تمثيل عادل وكفاءة. ويتولى المجلس السلطة التشريعية كاملة، إلى جانب مسؤوليات تنفيذية محدودة، بينما تظل السلطة التنفيذية الكبرى بيد رئيس الجمهورية.
لم يعلَن عن انتخابات شعبية مباشرة لاختيار أعضاء المجلس، وأثار هذا النظام الجديد جدلا، إذ اعتبره البعض تعيينا غير مباشر بدلا من انتخابات ديمقراطية حقيقية.
وأكد المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، للجزيرة نت، أن الظروف الراهنة في سوريا تجعل إجراء انتخابات تشريعية أمرا غير ممكن، وأن الوضع الطبيعي في مثل هذه الظروف يقتضي تعيين مجلس تشريعي بدلا من انتخابه.
وأوضح أن خطة المرحلة الانتقالية التي اقترحها المركز تركز على تشكيل جمعية تأسيسية، وليس مجلس نواب تقليدي، تتولى التشريع وصياغة مشروع دستور جديد.
واقترح البني تشكيل جمعية تأسيسية معينة، بحيث يُعيّن ثلث أعضائها من المجتمع الدولي، وثلث من المجتمع المدني والمستقلين، وثلث من أطراف الصراع (المعارضة والنظام سابقا). واعتبر أن تعيين أعضاء المجلس التشريعي خطوة إيجابية، خاصة إذا خُصص ثلثا المقاعد لأعضاء منتخبين، رغم غياب الوضوح حول آلية الانتخابات وسط التحديات اللوجستية.
وبرأيه، فإن التعيين يضمن تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري، بما في ذلك الأقليات مثل الكرد، والمسيحيين، والعلويين، والإسماعيليين، والأرمن، والسريان، وأن الانتخابات قد لا تحقق تمثيلا متوازنا. وأضاف أن التعيين يعالج الثغرات المحتملة في الانتخابات، مما يحقق توازنا اجتماعيا وسياسيا.
انتقادات
واقترح البني إنشاء مجلس شيوخ إلى جانب مجلس النواب، لتعزيز تمثيل الأقليات وتحقيق العدالة الاجتماعية في ظل التحديات التي تواجه البلاد.
وشدد على أهمية تشكيل محكمة دستورية عليا، كما نص الإعلان الدستوري، لتفسير القوانين والتأكد من توافقها مع الإعلان. وأوضح أن هذه المحكمة ستكون قادرة على إلغاء أي تشريع يتعارض مع الإعلان، خاصة أنه يتضمن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي وقّعت عليها سوريا، وهو ما وصفه بخطوة إيجابية لحماية حقوق الإنسان.
واجهت العملية انتقادات من بعض الأطراف، خاصة المكونات الكردية وبعض القوى السياسية في محافظة السويداء ، التي عبّرت عن استيائها من عدم إشراكها في مشاورات تشكيل الحكومة أو هياكل المرحلة الانتقالية.
وقال الحقوقي مهند شهاب الدين، من السويداء، للجزيرة نت، إن الإعلان الدستوري غير قانوني ولا يمثل كل القوى السياسية في البلاد، مشيرا إلى أن المحافظة وشمال شرق سوريا لن يكونا ممثلين بشكل حقيقي في مجلس الشعب القادم.
وأضاف أن القوى السياسية في السويداء و الإدارة الذاتية الكردية اعتبرت الإعلان "يتنافى مع تنوع سوريا"، مشبهة إياه بسياسات حزب البعث السابقة.
من ناحيته، رحب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون ، بتشكيل هيئات مثل هيئة العدالة الانتقالية والهيئة العليا للمفقودين، واعتبر تشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب خطوة أساسية، لكنه شدد على ضرورة ضمان الشمولية والشفافية في العملية.
شرعية نسبية
أما المحامي عبد العزيز درويش فقال للجزيرة نت إن الحديث عن دستورية الإعلان غير ممكن، لأنه دستور مؤقت يهدف إلى تنظيم شؤون الدولة خلال المرحلة الانتقالية بعد إسقاط النظام السابق وتعليق دستور 2012. وأكد أن شرعيته تُستمد من انتصار الثورة والضرورة الواقعية لتوفير قواعد عامة للمشاركة في الحياة العامة.
واعتبر أن شرعية آلية تشكيل المجلس، التي تجمع بين انتخاب ثلثي الأعضاء وتعيين الثلث المتبقي، نسبية وتفرضها الضرورة الواقعية لغياب بيئة آمنة لإجراء انتخابات حرة. وأشار إلى أن اللجنة المشكلة لتنظيم العملية، رغم كفاءة أعضائها، تفتقر إلى وجود قانونيين، مما قد يؤثر على فاعليتها.
وعن توافق المرسوم الرئاسي رقم 66 مع مبدأ فصل السلطات، قال درويش إن سوريا، كونها دولة "تعاني الفساد وانهيار المؤسسات"، تحتاج إلى إجراءات غير تقليدية خلال المرحلة الانتقالية، وإن تطبيق فصل السلطات يتطلب إعادة بناء المؤسسات مع دستور دائم.
واقترح الاستفادة من تجربة المجالس المحلية الحرة خلال الثورة لتشكيل هيئات ناخبة تمثل المجتمعات المحلية بناء على نسبة السكان في كل محافظة، لضمان الشفافية والنزاهة في اختيار ثلثي الأعضاء.
ووفقا له، فإن غياب بيئة آمنة يجعل الانتخابات المباشرة غير ممكنة، كما أن الخطر الأكبر يكمن في غياب هيئة تشريعية بالكامل. وأكد أن السلطة التشريعية، سواء كانت منتخبة أو معينة، قادرة على إعادة النظر في تشريعاتها. وأوضح أن تعيين 50 عضوا من قبل الرئيس لا يمنحه صلاحية إعفائهم، مما يجعل استقلالية المجلس تعتمد على نزاهة النواب.
وأكد المحامي درويش ضرورة إيجاد حلول عملية تأخذ في الاعتبار الواقع المعقد في سوريا، مع العمل على بناء مؤسسات شرعية وشفافة تمهد لدستور دائم واستقرار طويل الأمد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل وإيران.. قواعد الاشتباك من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة
إسرائيل وإيران.. قواعد الاشتباك من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة

الجزيرة

timeمنذ 20 دقائق

  • الجزيرة

إسرائيل وإيران.. قواعد الاشتباك من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة

تمثل المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل نقلة نوعية في نمط الصراع المستمر بينهما منذ عقدين، وتحوله من حروب الوكالة والعمليات السرية إلى المواجهة المباشرة المفتوحة، أدت إلى تغير نوعي في قواعد الاشتباك بين الطرفين. وتجلّى هذا التحول في ضربات متبادلة استهدفت العمقين الإستراتيجيَّيْن للطرفين، مما يعكس تغيرا جوهريا في حسابات الأمن القومي لكل منهما، وسط تحولات جيوسياسية إقليمية ودولية. مقدمات أدت للمواجهة وتدعو هذه التطورات الى تسليط الضوء على الأهداف الميدانية والإستراتيجية للطرفين، ودلالاتها السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى استعراض التداعيات متعددة المستويات محليا وإقليميا ودوليا. لم تأتِ هذه المواجهة بمعزل عن تغيرات أوسع، خاصة بعد انهيار المحور التقليدي الذي كان يربط إيران بسوريا بعد سقوط النظام السابق، كما أن انسداد أفق التفاهمات النووية مع الغرب دفع نحو خيار التصعيد لفرض معادلات ردع جديدة. وجدت إسرائيل بدورها في الظرف الإقليمي فرصة لتوجيه ضربات نوعية لإضعاف البرنامج النووي الإيراني وبنيته العسكرية، ضمن تصور يرى أن المعركة الحاسمة لا بد أن تكون مع إيران نفسها، وليس فقط عبر وكلائها. في المقابل، أظهرت إيران قدرة على تبني إستراتيجية "الردع المتوازن"، وهي سياسة تهدف إلى توجيه ضربات نوعية رمزية تُظهر القدرة على إيذاء العدو دون الوصول إلى مستوى التصعيد الشامل. الأهداف الإسرائيلية ودلالاتها أعلنت إسرائيل أن أهدافها من الضربة التي وجهتها لإيران هي تقويض برنامجها النووي وتعطيل قدراتها النووية، وذلك وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي الصادر في 14 يونيو/حزيران. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن هذه الضربات تهدف إلى "تعطيل قدرات إيران على تطوير رأس نووي"، مشددًا على تصميم تل أبيب على "منع إيران من تجاوز العتبة النووية". وقد استهدفت العملية أكثر من 200 موقع داخل إيران، شملت منشآت نووية رئيسية وقواعد صاروخية ومواقع دفاع جوي إضافة إلى منشآت ومؤسسات مدنية مهمة، كما استهدفت العملية كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. وحملت الأهداف الإسرائيلية دلالات سياسية وعسكرية، من أهمها: على المستوى الداخلي، سعت إسرائيل، من خلالها، لمواجهة الانتقادات الموجهة لحكومة بنيامين نتنياهو عبر تصعيد خارجي يظهر قوة الدولة. استهداف القيادات العليا، بما في ذلك اغتيال قادة الصف الأول، أرسل رسالة واضحة باستهداف "العقل المدبر" وراء البرنامج النووي. على الصعيد الإقليمي والدولي، هدفت إسرائيل، بذلك، إلى تعزيز موقعها التفاوضي في أي ترتيبات أمنية مستقبلية، خاصة في ظل جمود المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن. رغبة إسرائيل في اتخاذ مبادرة استباقية لردع أي تطورات مستقبلية تعتبرها تهديدا وجوديا. وقد اعتبر مركز الدراسات الأمنية في تل أبيب أن هذه العملية تعكس انتقال إسرائيل من إستراتيجية "المعركة بين الحروب" إلى "الحرب الوقائية المحدودة"، مما يشير إلى تغيير جذري في عقيدتها الدفاعية تجاه التهديد الإيراني. كما تسعى إسرائيل لفرض معادلة "الضربة الاستباقية" للحفاظ على تفوقها النوعي، في حين تريد إيران إثبات "القدرة على الردع" حتى لو كان الثمن اقتصاديًا أو سياسيًا. ردت إيران بإطلاق أكثر من 70 صاروخًا وطائرة مسيرة على العمق الإسرائيلي، استهدفت تل أبيب ومحيطها، وقواعد عسكرية في الجنوب والنقب، ومنشآت حيوية مثل محطة كهرباء أشكلون. وقد أعلن الحرس الثوري أن "الرد الإيراني هو تحذير واضح بأن أي عدوان لن يمر دون عقاب". وأظهر هذا الرد -على الرغم من اعتراض جزء كبير منه- قدرة إيران على استهداف مناطق حيوية داخل إسرائيل، مما يمثل تحديًا مباشرًا للأنظمة الدفاعية الإسرائيلية. وتوحي طبيعة الأهداف المنتقاة من قبل إيران إلى سعيها لإحداث أقصى تأثير نفسي وإظهار قدرتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية. وحمل الرد الإيراني دلالات إستراتيجية، أهمها: سعت طهران إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال إظهار قدرتها على الرد السريع، مما أعاد تثبيت مكانتها أمام حلفائها الإقليميين. حملت هجماتها الصاروخية رسائل طمأنة للداخل الإيراني بقدرة الدولة على الرد. توجيه رسالة إلى الغرب، تربط فيها الصراع العسكري بمسار المفاوضات النووية، مما يضع ضغوطًا على واشنطن وبروكسل لاستئناف المفاوضات بشروط مواتية لإيران. مثّل الرد اختبارًا لقدرات الدفاع الإسرائيلي، حيث تعمدت إيران استهداف العمق الإسرائيلي، مما أثار حرجًا للمنظومات الدفاعية أمام الرأي العام الداخلي. عكس الرد إستراتيجية إيرانية تهدف إلى بناء ردع فعال ضد أي عدوان إسرائيلي مستقبلي. وقد أشار تحليل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أن الهجمات الإيرانية تمثل تطورًا نوعيًا في قدرة إيران على ضرب أهداف ذات قيمة إستراتيجية داخل إسرائيل، مما يؤكد تغير ميزان القوى في المنطقة. التداعيات على إسرائيل على الرغم من النجاح النسبي لأنظمة " القبة الحديدية" و"مقلاع داود" في اعتراض غالبية الصواريخ والطائرات المسيرة، فإن الضربات الإيرانية كشفت عن ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية. إعلان وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي فإن نحو 20% من الهجمات الإيرانية فقط تمكنت من اختراق الدفاعات. وقد أقر رئيس الأركان الإسرائيلي في 16 يونيو/حزيران بأن "الاستجابة الإيرانية فاقت التقديرات الاستخباراتية الأولية". ويشير هذا الاعتراف إلى ضرورة إعادة تقييم شاملة للقدرات الدفاعية والاستخباراتية الإسرائيلية في مواجهة التهديدات الإيرانية المتطورة. شهدت إسرائيل تعميقًا في الأزمة الداخلية، حيث أشارت صحيفة "هآرتس" إلى تصاعد الأصوات المعارضة، خاصة من الوسط واليسار، الذين وصفوا الضربة بـ"المغامرة غير المحسوبة". وقد يضعف هذا التصعيد موقف حكومة نتنياهو ويزيد من الضغط الشعبي عليها. تأثير على التطبيع على الصعيد الإقليمي، قد تتوسع التداعيات لتشمل مشاريع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، حيث أصبحت دول الإقليم أكثر حذرًا من الانجرار إلى صراع شامل. تدهور المؤشرات الاقتصادية تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر بالتصعيد العسكري، وقد انخفض مؤشر تل أبيب بنسبة 7.5% خلال أسبوع المواجهة، مما يعكس قلق المستثمرين وتراجع الثقة في الاقتصاد الإسرائيلي. علاوة على ذلك، رفعت شركات تأمين عالمية أقساط التأمين على النقل البحري والجوي من وإلى إسرائيل بنسبة وصلت إلى 30%، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على البلاد في المدى القريب. التداعيات على إيران أكدت مجلة "فورين بوليسي" أن "الهجوم الإسرائيلي أعاد برنامج إيران النووي إلى الوراء 5 سنوات على الأقل"، مما يشير إلى نجاح إسرائيل في تعطيل جزء كبير من القدرات النووية الإيرانية. كما تحدثت تقارير من داخل إيران عن اختراق خطير للأمن الداخلي، حيث فشلت الدفاعات الإيرانية في كشف جميع الأسراب المسيرة المهاجمة. هذا الفشل الأمني يثير تساؤلات حول فعالية المنظومات الدفاعية الإيرانية وقدرتها على حماية المواقع الإستراتيجية، مما يعرضها لمزيد من الهجمات المستقبلية. على الرغم من الالتفاف الشعبي حول النظام بسبب عامل "العدو الخارجي" وتأجيج الشعور القومي، فإن مظاهرات صغيرة اندلعت في مدينتي شيراز وأصفهان، تطالب بـ"وقف المغامرات الخارجية والتركيز على الوضع المعيشي"، وفقًا لوكالة "بي بي سي فارسي". ويخشى أن تتحول هذه المظاهرات المحدودة مع طول أمد الحرب إلى حالة استياء شعبي، خصوصا مع تأثير الحرب السلبي على استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، مما يضع النظام الإيراني أمام تحديات كبيرة. نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين غربيين توقعاتهم بأن العقوبات الأميركية ستشتد على إيران، خصوصًا على صادرات النفط الإيراني التي تشكل نحو 80% من العملة الأجنبية لطهران. هذا التشديد المتوقع للعقوبات سيزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران، ويؤثر سلبًا على إيراداتها المالية وقدرتها على تمويل برامجها العسكرية والنووية. حزب الله وإستراتيجية الاحتواء المشروط وفي هذا السياق، وقبل الحديث عن مخاوف الانزلاق إلى حرب إقليمية، تجدر الإشارة إلى موقف حزب الله اللبناني، حيث أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن الحزب "لن يقف مكتوف الأيدي إذا تمادت إسرائيل في استهداف إيران"، لكنه أبقى الباب مفتوحًا أمام "الردود المحسوبة". هذه التصريحات تعكس إستراتيجية الاحتواء المشروط التي يتبعها حزب الله لتجنب كارثة شاملة على لبنان. ووفقًا لدراسة لمعهد كارنيغي فإن الحزب يوازن بين التزامه بدعم إيران ورغبته في حماية لبنان من حرب مدمرة، مما يجعله عاملًا حاسمًا في ديناميكيات التصعيد الإقليمي. مخاوف الانزلاق إلى حرب إقليمية أكد مركز الخليج للأبحاث أن دول المنطقة باتت أمام معادلة صعبة لتحديد مواقفها من طرفي الصراع، لكن الخوف الأكبر لديها هو الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، مما يدفعها للقيام بمبادرات لتخفيف حدة التوتر وتجنب المواجهة الشاملة. وبالنسبة للولايات المتحدة، فقد عبرت تصريحات الرئيس دونالد ترامب عن دعم صريح لإسرائيل، لكن تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض حذرت من "مخاطر الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة". ورغم مساعي واشنطن لتجنب التورط المباشر في صراع واسع النطاق، فإن البحرية الأميركية نقلت حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" إلى شمال بحر العرب، مما يؤكد الخشية من اتساع الصراع واستعدادها للتدخل في حال تفاقم الأوضاع. روسيا من جهتها، تسعى لاستثمار الموقف لتعزيز موقعها في المنطقة كوسيط محتمل، في حين عبرت الصين عن قلقها البالغ على أمن إمدادات الطاقة، مما يجعلها معنية بشكل مباشر باستقرار المنطقة. من جانبها، تمسكت تركيا بموقف الحياد الإيجابي، وأعربت عن استعدادها للمساهمة في أي ترتيبات تهدئة إقليمية. وتعكس هذه المواقف المتباينة للقوى الكبرى التعقيدات الجيوسياسية للمنطقة وتأثير الصراع على المصالح العالمية. وفي الختام، يبقى الفاعل الدولي الأساسي وهو الولايات المتحدة، في موقف حرج بين دعم إسرائيل ومنع اتساع دائرة الحرب، في حين تتأرجح القوى الإقليمية بين التورط والحياد. ويبقى مستقبل الصراع رهينًا بقدرة الأطراف على إدارة الاشتباك دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة وهو سيناريو لم يعد بعيدًا، كما تحذر تقارير مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.

القسام: دمرنا مع سرايا القدس ناقلتي جند صهيونيتين بعبوتي شواظ في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس
القسام: دمرنا مع سرايا القدس ناقلتي جند صهيونيتين بعبوتي شواظ في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

القسام: دمرنا مع سرايا القدس ناقلتي جند صهيونيتين بعبوتي شواظ في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس

أعلنت المقاومة الفلسطينية عن عمليتين جديدتين ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة، وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها دمرت أمس الاثنين في عملية مشتركة مع مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ناقلتي جند بعبوتي شواظ في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وكشفت القسام عن عملية ثانية أمس الاثنين ايضا تمثلت في تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة لجيش الاحتلال وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح شرق عبسان الكبيرة أيضا. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الثلاثاء إن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فجروا عبوة ناسفة بناقلة جند من طراز "نمر"، مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين. وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر تعليقا على العملية ذاتها أعلن فيه مقتل الجندي من لواء غولاني وإصابة 4 آخرين -بينهم ضابط بجروح خطيرة- في معارك جنوب القطاع. من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري قوله إن تفجير العبوة الناسفة بناقلة الجند أدى إلى مقتل جندي وإصابة 9 آخرين. وأمس الاثنين، أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط برتبة نقيب وإصابة عدد من الجنود في تفجير استهدفهم شرق خان يونس وتبنته كتائب القسام. وفي سياق متصل، قالت سرايا القدس الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي إنها استهدفت قوة صهيونية -بمنزل في منطقة السطر الغربي شمال خان يونس- في كمين محكم ومركب بصواريخ 107. وأضافت "نفذنا بالتزامن قصفا بالهاون، ورصدنا هبوط طائرة مروحية في الموقع المستهدف لإجلاء القتلى والجرحى". وبذلك، ارتفعت الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 869 ضابطا وجنديا، بينهم 426 قُتلوا منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في الـ27 من الشهر ذاته. إعلان وبلغت حصيلة المصابين 5971 ضابطا وجنديا، ضمنهم 2719 منذ الاجتياح البري للقطاع، وفقا لبيانات جيش الاحتلال الرسمية.

ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا
ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا

الجزيرة

timeمنذ 32 دقائق

  • الجزيرة

ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أنه يريد "نهاية حقيقية" للنزاع بين إسرائيل و إيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، قبل اجتماع مخصص لهذا الموضوع في البيت الأبيض ، نافيا عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة. وقال ترامب للصحفيين في الطائرة الرئاسية -التي أقلته من قمة مجموعة السبع في كندا إلى واشنطن- إن ما يريده هو "رضوخ كامل" من إيران، دون أن يوضح ما إذا كان يعني تخليها عن برنامجها النووي أو غير ذلك. وجدد تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأميركية، متوعدا "سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع". وقال ترامب للصحفيين إنه سيكون في غرفة الأزمات بالبيت الأبيض باكرا صباح الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)، وهي القاعة التي يجتمع فيها الرؤساء الأميركيون مجلس الأمن القومي عندما يواجهون أزمات جيوسياسية خطيرة أو عندما يريدون إصدار أوامر بعمليات عسكرية كبرى. ولاحقا، كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أنه لم يتصل بإيران "من أجل إجراء محادثات سلام بأي شكل من الأشكال"، مضيفا "إن أرادوا التحدث يعرفون كيف يتصلون بي، كان يجدر بهم القبول بالاتفاق المطروح على الطاولة، لكانوا أنقذوا أرواحا كثيرة!"، مضيفا أنه ليس "في مزاج جيد للتفاوض". وفجر يوم الجمعة الماضي أطلقت إسرائيل بدعم أميركي هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا، وفق التلفزيون الإيراني. ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت حتى ظهر أمس الاثنين نحو 24 قتيلا ومئات المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store