
مخطوطات نادرة بخط يد رائد علم المصريات
جاء ذلك خلال أولى ندوات سلسلة «نعتز بتراثنا»، التى تنظمها المكتبة على هامش معرضها الدولى للكتاب. وأشار د. أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى، إلى أن أرشيف سليم حسن، رائد علم المصريات، يمثل تجربة إنسانية مختلفة، واستغرق العمل عليه نحو عشر سنوات بالتعاون مع أسرته بشكل كبير من خلال تقديم كل الصور والوثائق لتنفيذ المشروع.
السفير عمر أحمد سليم حسن قال فى كلمته: «أقف بمشاعر فخر وامتنان بمناسبة إطلاق مشروع أرشيف جدى العالم الجليل الذى كرس حياته لحفظ حضارة مصر. وفى زمن لم تكن فيه وسائل التكنولوجيا كما نعرفها الآن، استطاع سليم بك حسن أن يعتمد على عقله وحواسه، وجاب ربوع مصر كلها فى ظروف مناخية وميدانية شديدة القسوة، ليعيد الحياة لقصص وتاريخ الوطن».
واستكمل حديثه: «سليم بك حسن له إنجازات واكتشافات عديدة، وقدم علما موثقا، أبرزه إنجازه الأكاديمى الأعظم موسوعة «مصر القديمة»، التى جاءت فى 18 جزءا، وهى منارة معرفية شاملة تعد المرجع الأول والأساسى لكل باحث وطالب وشغوف بتاريخ مصر»، مؤكدا أن دوره لم يتوقف على الاكتشاف والتوثيق فقط، بل أيضًا حماية ما تم اكتشافه، فهو أول من دق ناقوس الخطر فيما يخص آثار النوبة. وفى 1954، قدم لليونسكو تقريرًا مهمًا استندت إليه فى إنقاذ آثار النوبة.
الأرشيف يتكون من 3140 وثيقة متنوعة، من مخطوطات كتبت بخط يد «د. سليم حسن» بالعربية والإنجليزية والفرنسية، وصور فوتوغرافية وخرائط. كما يحتوى أيضا على مخطوطة سليم حسن الخاصة بنشر الحفائر، التى تكشف الطريق الصاعد لهرم «ونيس»، وهى مخطوطة لم تنشر من قبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 13 ساعات
- نافذة على العالم
ثقافة : أثر العابرين.. سليم حسن عميد الأثريين المصريين وصاحب موسوعة مصر القديمة
الأربعاء 6 أغسطس 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - سليم حسن أحد أعلام المصريين فى علم الآثار، وقد لقب بـ عميد الأثريين المصريين، له العديد من الاكتشافات الأثرية فى المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، كان من أهم الاكتشافات التى نتجت عن أعمال التنقيب مقبرة "رع ور" وهى مقبرة كبيرة وضخمة وجد بها العديد من الآثار، وعبر سلسلة "أثر العابرين" والتى نستعرض من خلالها سيرة ومسيرة العديد من الشخصيات التي تركت أثرًا واضحًا على الواقع الثقافى والفكرى فى مصر نستعرض لمحات من حياته. ترسيخ الهوية الوطنية وُلد سليم حسن عام 1893 بقريةِ ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وينسب له دور كبير في ترسيخ الهُويَة المصرية؛ من خلال تناوله تاريخ مصر وحضارتها من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسي، وانتهاءً بأواخر العصر البطلمي. سليم حسن يدرس مصر القديمة انتسب مبكرًا إلى قسم التاريخ الفرعوني بمدرسة المعلمين، الذي أنشأه أحمد كمال باشا، الأثري الجليل، سافر حسن إلى فرنسا أربع سنوات ونصف ليحصل على ثلاث دبلومات تخصصية في التاريخ الفرعوني. ولدى عودته ألحقه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، بالسلك الجامعي ليصبح أستاذًا في التاريخ القديم بجامعة فؤاد الأول، لكنه لم يقنع بالمنصب الذي لا يُرضي طموحه الكبير إلى مزاحمة الأجانب فيما احتكروه من علم المصريات بحثًا ودراسة وتنقيبًا، فقرر التوجه إلى النمسا ليحصل على شهادة الدكتوراه، وبموجب ذلك الطموح العلمي، كافح لنيل موافقة رسمية من إدارة الجامعة لكي يكون أول مكتشف مصري في بعثة جامعية رسمية لدراسة مصر القديمة؛ حيث بدأ الحفر بمنطقة الأهرامات، واكتشف مقبرة لرجل من النبلاء من حاشية أحد ملوك الأسرة الخامسة، وفى باطنها استقرت عشرات التماثيل، بخلاف مصاطبها الكثيرة. اكتشافات سليم حسن وتوالت اكتشافات الأثري المكافح، فاكتشف 19 مصطبة أخرى في موسم عام 1930، وجدران فناء الملك تحتمس الرابع عند سفح أبي الهول. ثم في الموسم الثالث عام 1931، كان أهم اكتشافاته، هرم الملكة خنتكاوس و8 مقابر أخرى، بخلاف 32 مصطبة جديدة، ونشر حفائره باللغة الإنجليزية. واستمرت مواسم الحفر لعشرة مواسم كاملة، انتهت عام 1939، عندما اكتشف 159 مصطبة من الدولة القديمة في الجبانة الشرقية بالجيزة. ومنذ عام 1940 حتى وفاته عام 1961، عكف على إخراج أعظم إنجازاته الفكرية، موسوعته الشهيرة "مصر القديمة" في 16 جزءًا، فضلًا عن كتابه "الأدب في مصر القديمة"، في جزءين، ومن مؤلفاته أيضًا: كتابه بالإنجليزية "أبو الهول" ترجمة جمال الدين سالم، و"أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني"، وترجمته لكتاب "فجر الضمير" لـ جيمس هنري برستد... وغيرها من أعمال كتبها باللغتين الإنجليزية والفرنسية.


الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
رائدات قبل أوانهن.. سميرة موسى بين العبقرية والعزلة
في الخامس من أغسطس 1952 رحلت العالمة المصرية سميرة موسى، التي لقبت بـ"مس كوري الشرق"، وهي في ريعان شبابها العلمي، وكانت رمزًا للمرأة العربية التي كسرت الحواجز، ونافست في ميادين ظلت حكرًا على الرجال، لكنها دفعت ثمن تفوقها العلمي بالعزلة والغموض، وحتى الموت المريب. سميرة موسى.. من "سنبو" إلى قمة المجد العلمي وُلدت سميرة موسى عام 1917 في قرية سنبو الكبرى بمحافظة الغربية، ونشأت في بيت يؤمن بالعلم، وحفظت القرآن الكريم في سن صغيرة، ثم انتقلت إلى القاهرة لتكمل تعليمها، كما برعت في الفيزياء، والتحقت بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا)، لتكون أول معيدة يتم تعيينها في الكلية بتوصية من الدكتورة درية شفيق ومصطفى مشرفة، أستاذها وملهمها الأول. سميرة موسى.. عالمة الذرة المصرية لم يكن طموحها يومًا تقليديًا، إذ تخصصت في الفيزياء النووية، وكانت من أوائل الباحثين الذين دعوا إلى استخدام الطاقة الذرية في الأغراض السلمية، خصوصًا في المجالين الطبي والزراعي. حصلت على الدكتوراه في الولايات المتحدة عام 1948، وأُتيحت لها فرصة دخول المفاعلات النووية الأمريكية، وهو امتياز لم يُمنح حتى لعلماء أمريكيين كُثر، ما أثار انتقادات وريبة حول طبيعة أبحاثها ومصيرها. سميرة موسى.. بين العبقرية والعزلة رغم تفوقها العلمي، لم تحظ سميرة موسى بالدعم الذي تستحقه، وسارت خطواتها وسط مناخ سياسي وعلمي معقد، حيث تصاعدت المخاوف الدولية من التسليح النووي، وأصبحت أبحاثها محل اهتمام ورقابة، وعانت من العزلة في أوساط علمية ذكورية، لم تتقبل بسهولة تفوق امرأة شابة في مجال شائك كفيزياء الذرة، وربما كانت تلك العزلة أحد الأسباب التي جعلت رحيلها الغامض محل شك. حادث أم اغتيال؟ في 5 أغسطس 1952، تلقت دعوة لزيارة منشأة نووية في أمريكا، وفي طريقها، سقطت سيارتها من أعلى أحد الجبال في ولاية كاليفورنيا، لتلقى حتفها على الفور، بينما فرّ السائق، ولم يُعثر عليه مطلقًا، ورغم تسجيل الوفاة كحادث، شكك كثيرون في الرواية، خاصة بعد تسريبات تشير إلى أن الموساد الإسرائيلي كان يتابع أبحاثها، ويعتبرها تهديدًا لمشروعه النووي. ورغم رحيلها المبكر، فقد خلّدت مصر اسمها، إذ مُنحت وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بعد وفاتها، وأُطلقت اسمها على مدارس ومراكز ثقافية، وتُدرس سيرتها في كتب العلوم وتاريخ المرأة في مصر، كما أصبحت رمزًا لكل فتاة تحلم أن تكون عالمة، في مجتمع يضع الحواجز أكثر من الجسور.

بوابة الأهرام
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
الاكتشافات الأثرية وهوية مصر القومية «2»
.. وفى عام 2002 ألف الدكتور «رونالد مالكولم ريد» الأستاذ بجامعة جورجيا كتابًا مهمًا تحت عنوان «فراعنة من؟ علم الآثار والمتاحف وهوية مصر القومية، من نابليون حتى الحرب العالمية الأولي»أثبت فيه كذب هذه الفرية التى روج لها الأوروبيون فى ثقافتهم، والتى ترى أن المصريين لم تكن لهم أى معرفة أو علاقة بعلم الآثار، وقدم ريد أدلة على أن كُتاب الخطط كتبوا عن الآثار المصرية، وقدموا وصفًا لها فى العصر الذى كتبوا فيه مؤلفاتهم وخططهم وحولياتهم، قبل القرن التاسع عشر. ثم جاء القرن التاسع عشر، قرن الاكتشافات العلمية، لتُبْرز كتابات عبد الرحمن الجبرتى ورفاعة الطهطاوى وعلى مبارك أهمية هذه الآثار على نحو جديد، والأهم من ذلك اهتمامهم بتاريخ مصر القديم، وكتابتهم التى أظهرت الوعى بالقيمة التاريخية لما يقع على أرض مصر من شواهد أثرية تدل على ثرائها الحضارى العريق. ولذلك كله يصبح اتهام المصريين بعدم إدراك القيمة الحضارية للحضارات القديمة التى قامت فى بلادهم، مجرد مبرر لاستلاب المصريين آثارهم الثمينة، لتعمر بها متاحف أوروبا ولتزدان ميادينها بالمسلات المصرية. لقد نقض ريد مقولة إن علم الآثار علم غربي، حيث حرص على تسجيل اهتمام الكتاب المصريين بالآثار، مما ألقى الضوء على الوعى بتاريخ مصر القديم وتراثها الحضارى عند المصريين. كما سجل فضل محمود الفلكى فى ريادة الحفائر الأثرية بالإسكندرية. وعلى نحو خاص أفرد مساحة أوسع من كتابه لدراسة ثلاثة من رواد العمل الأثرى من المصريين هم: أحمد كمال وعلى بهجت ومرقص سميكة. وعند متابعة تاريخ هذه الجهود تتضح محاولات الأجانب إبعاد المصريين عن ميدان الآثار، مما تمثل فى صورة صراع بين المصريين والأجانب من أجل تحرير بلادهم من السيطرة الأجنبية، وهو ما يبرز عند دراسة العلاقة بين الرائدين أحمد كمال وعلى بهجت وموقفهما من الأجانب فى سياق العمل الوطنى الذى استهدف الحفاظ على الهوية المصرية. والواقع أنه لا يمكن فهم هذه التطورات دون رصد معالم النهضة العلمية والثقافية التى صاحبت مشروع محمد على (1805-1848) لإقامة نظام تعليم مدنى حديث، إلى جانب حركة الترجمة، بالإضافة إلى الانفتاح على الحضارة الغربية ومعارفها الحديثة. كذلك لابد من رصد التطورات التى شهدتها مصر فى عهد الخديو إسماعيل (1863-1879) ومشروعه الثقافى الكامل الذى تولى صياغته على مبارك بمساعدة الطهطاوي. وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، عصر نضوج الثورة الصناعية فى أوروبا وهيمنتها على الأسواق العالمية، لعب الأوروبيون دورًا رئيسيًا فى وضع أسس «علم المصريات» وفى إرساء دعائم علم الآثار والعناية بها وإقامة المتاحف فى مصر. مما يعنى ضرورة رصد الارتباط بين هذا الاهتمام بالآثار من جانب الأوروبيين وبين الموجة الإمبريالية التى استهدفت فتح الأسواق لاستثمار فائض رؤوس الأموال وتصريف الإنتاج، وسعيها لحماية مصالحها من خلال الهيمنة السياسية على مصر. لقد سيطر الأوروبيون على الإدارات التى عُنيت بالمتاحف والآثار خلال الفترة (1858-1908) وهى المتاحف المصرية الأربعة التى أقيمت خلال هذه الفترة: 1- المتحف المصرى (الأنتكخانة) الذى خصص لآثار مصر فى العصر الفرعوني، وقد أنشئ المتحف المصرى عام 1858 فى عهد والى مصر آنذاك محمد سعيد باشا (1854-1863) على شاطئ النيل عند بولاق لتيسير نقل الآثار من الصعيد عن طريق النيل واشتمل مبناه على: «مصلحة الانتكخانة» التى كانت تابعة لوزارة الأشغال العمومية، وصالات عرض التحف الأثرية، ثم مقر إقامة المدير، ولما ضاق المكان، انتقل المتحف إلى قصر الحرملك بالجيزة فى أواخر عهد الخديو إسماعيل، ثم نقل إلى مكانه الحالى بميدان التحرير فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى عام 1902 وظلت إدارته بيد الفرنسيين حتى أواسط القرن العشرين. 2- المتحف اليونانى -الرومانى الخاص بتاريخ مصر خلال هذا العصر، وقد أقيم بالإسكندرية، بعد أن زاد الاهتمام بالآثار خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وازداد البحث فى تاريخ الإسكندرية، ويرجع ذلك إلى جهود الأثرى المصرى الكبير محمود الفلكي، الذى كان له فضل ريادة الحفائر الأثرية بالإسكندرية والتى هدفت التحقق من بعض مواقع الإسكندرية القديمة وإعداد خريطة لها. وفى عام 1854 أسس بعض الإيطاليين «الجمعية الأثينية» بالإسكندرية التى استطاعت إقناع مجلس بلدى المدينة بإنشاء المتحف اليونانى – الروماني، ووافقت الحكومة مشترطة أن يخضع المتحف لإشراف مصلحة الآثار. ثم تأسست «جمعية آثار الإسكندرية» عام 1893 لترعى إقامة المتحف الذى أقيم بالفعل عام 1897 وظلت إدارته فى يد الإيطاليين حتى أواسط القرن العشرين. 3- المتحف القبطي، الذى أقيم بمصر القديمة بجوار الكنيسة المعلقة، وذلك بمبادرة من أحد أعيان الأقباط وهو مرقص سميكة، ..وكان قد بدأ الاهتمام بالموضوع بدعم من الكنيسة القبطية للجنة حفظ الآثار عام 1896، ثم كان التحاق مرقص سميكة باللجنة عام 1906 علامة فارقة فى النشاط القبطى بمجال حفظ الآثار القبطية ، وقد لقى تشجيعا ودعما من البطريرك كيرلس الخامس، حتى افتتح المتحف للجمهور عام 1910، ثم صار يتوسع تدريجيا حتى صارحلقة مهمة فى سلسلة المتاحف المصرية. 4- متحف الفن العربي، الذى عرف بمتحف الفن الإسلامى فيما بعد. وقد بدأت فكرته عندما شكلت لجنة لحفظ الآثار عام 1869 فى عهد إسماعيل، وكانت جهودها تنصب أساسًا على ترميم المساجد التاريخية، ثم تولت إقامة هذا المتحف عام 1884، ثم حمل اسم متحف الفن الإسلامى منذ عام1903. وبالرغم من أن المصريين عرفوا علم الآثار عن طريق الأوروبيين، فإنهم ما لبثوا أن امتلكوا ناصيته، وتأكيد استقلالهم وهويتهم.