logo
الاكتشافات الأثرية وهوية مصر القومية «2»

الاكتشافات الأثرية وهوية مصر القومية «2»

بوابة الأهرام٢٠-٠٧-٢٠٢٥
.. وفى عام 2002 ألف الدكتور «رونالد مالكولم ريد» الأستاذ بجامعة جورجيا كتابًا مهمًا تحت عنوان «فراعنة من؟ علم الآثار والمتاحف وهوية مصر القومية، من نابليون حتى الحرب العالمية الأولي»أثبت فيه كذب هذه الفرية التى روج لها الأوروبيون فى ثقافتهم، والتى ترى أن المصريين لم تكن لهم أى معرفة أو علاقة بعلم الآثار، وقدم ريد أدلة على أن كُتاب الخطط كتبوا عن الآثار المصرية، وقدموا وصفًا لها فى العصر الذى كتبوا فيه مؤلفاتهم وخططهم وحولياتهم، قبل القرن التاسع عشر. ثم جاء القرن التاسع عشر، قرن الاكتشافات العلمية، لتُبْرز كتابات عبد الرحمن الجبرتى ورفاعة الطهطاوى وعلى مبارك أهمية هذه الآثار على نحو جديد، والأهم من ذلك اهتمامهم بتاريخ مصر القديم، وكتابتهم التى أظهرت الوعى بالقيمة التاريخية لما يقع على أرض مصر من شواهد أثرية تدل على ثرائها الحضارى العريق. ولذلك كله يصبح اتهام المصريين بعدم إدراك القيمة الحضارية للحضارات القديمة التى قامت فى بلادهم، مجرد مبرر لاستلاب المصريين آثارهم الثمينة، لتعمر بها متاحف أوروبا ولتزدان ميادينها بالمسلات المصرية. لقد نقض ريد مقولة إن علم الآثار علم غربي، حيث حرص على تسجيل اهتمام الكتاب المصريين بالآثار، مما ألقى الضوء على الوعى بتاريخ مصر القديم وتراثها الحضارى عند المصريين. كما سجل فضل محمود الفلكى فى ريادة الحفائر الأثرية بالإسكندرية. وعلى نحو خاص أفرد مساحة أوسع من كتابه لدراسة ثلاثة من رواد العمل الأثرى من المصريين هم: أحمد كمال وعلى بهجت ومرقص سميكة. وعند متابعة تاريخ هذه الجهود تتضح محاولات الأجانب إبعاد المصريين عن ميدان الآثار، مما تمثل فى صورة صراع بين المصريين والأجانب من أجل تحرير بلادهم من السيطرة الأجنبية، وهو ما يبرز عند دراسة العلاقة بين الرائدين أحمد كمال وعلى بهجت وموقفهما من الأجانب فى سياق العمل الوطنى الذى استهدف الحفاظ على الهوية المصرية. والواقع أنه لا يمكن فهم هذه التطورات دون رصد معالم النهضة العلمية والثقافية التى صاحبت مشروع محمد على (1805-1848) لإقامة نظام تعليم مدنى حديث، إلى جانب حركة الترجمة، بالإضافة إلى الانفتاح على الحضارة الغربية ومعارفها الحديثة. كذلك لابد من رصد التطورات التى شهدتها مصر فى عهد الخديو إسماعيل (1863-1879) ومشروعه الثقافى الكامل الذى تولى صياغته على مبارك بمساعدة الطهطاوي. وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، عصر نضوج الثورة الصناعية فى أوروبا وهيمنتها على الأسواق العالمية، لعب الأوروبيون دورًا رئيسيًا فى وضع أسس «علم المصريات» وفى إرساء دعائم علم الآثار والعناية بها وإقامة المتاحف فى مصر. مما يعنى ضرورة رصد الارتباط بين هذا الاهتمام بالآثار من جانب الأوروبيين وبين الموجة الإمبريالية التى استهدفت فتح الأسواق لاستثمار فائض رؤوس الأموال وتصريف الإنتاج، وسعيها لحماية مصالحها من خلال الهيمنة السياسية على مصر. لقد سيطر الأوروبيون على الإدارات التى عُنيت بالمتاحف والآثار خلال الفترة (1858-1908) وهى المتاحف المصرية الأربعة التى أقيمت خلال هذه الفترة: 1- المتحف المصرى (الأنتكخانة) الذى خصص لآثار مصر فى العصر الفرعوني، وقد أنشئ المتحف المصرى عام 1858 فى عهد والى مصر آنذاك محمد سعيد باشا (1854-1863) على شاطئ النيل عند بولاق لتيسير نقل الآثار من الصعيد عن طريق النيل واشتمل مبناه على: «مصلحة الانتكخانة» التى كانت تابعة لوزارة الأشغال العمومية، وصالات عرض التحف الأثرية، ثم مقر إقامة المدير، ولما ضاق المكان، انتقل المتحف إلى قصر الحرملك بالجيزة فى أواخر عهد الخديو إسماعيل، ثم نقل إلى مكانه الحالى بميدان التحرير فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى عام 1902 وظلت إدارته بيد الفرنسيين حتى أواسط القرن العشرين. 2- المتحف اليونانى -الرومانى الخاص بتاريخ مصر خلال هذا العصر، وقد أقيم بالإسكندرية، بعد أن زاد الاهتمام بالآثار خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وازداد البحث فى تاريخ الإسكندرية، ويرجع ذلك إلى جهود الأثرى المصرى الكبير محمود الفلكي، الذى كان له فضل ريادة الحفائر الأثرية بالإسكندرية والتى هدفت التحقق من بعض مواقع الإسكندرية القديمة وإعداد خريطة لها. وفى عام 1854 أسس بعض الإيطاليين «الجمعية الأثينية» بالإسكندرية التى استطاعت إقناع مجلس بلدى المدينة بإنشاء المتحف اليونانى – الروماني، ووافقت الحكومة مشترطة أن يخضع المتحف لإشراف مصلحة الآثار. ثم تأسست «جمعية آثار الإسكندرية» عام 1893 لترعى إقامة المتحف الذى أقيم بالفعل عام 1897 وظلت إدارته فى يد الإيطاليين حتى أواسط القرن العشرين. 3- المتحف القبطي، الذى أقيم بمصر القديمة بجوار الكنيسة المعلقة، وذلك بمبادرة من أحد أعيان الأقباط وهو مرقص سميكة، ..وكان قد بدأ الاهتمام بالموضوع بدعم من الكنيسة القبطية للجنة حفظ الآثار عام 1896، ثم كان التحاق مرقص سميكة باللجنة عام 1906 علامة فارقة فى النشاط القبطى بمجال حفظ الآثار القبطية ، وقد لقى تشجيعا ودعما من البطريرك كيرلس الخامس، حتى افتتح المتحف للجمهور عام 1910، ثم صار يتوسع تدريجيا حتى صارحلقة مهمة فى سلسلة المتاحف المصرية. 4- متحف الفن العربي، الذى عرف بمتحف الفن الإسلامى فيما بعد. وقد بدأت فكرته عندما شكلت لجنة لحفظ الآثار عام 1869 فى عهد إسماعيل، وكانت جهودها تنصب أساسًا على ترميم المساجد التاريخية، ثم تولت إقامة هذا المتحف عام 1884، ثم حمل اسم متحف الفن الإسلامى منذ عام1903. وبالرغم من أن المصريين عرفوا علم الآثار عن طريق الأوروبيين، فإنهم ما لبثوا أن امتلكوا ناصيته، وتأكيد استقلالهم وهويتهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاكتشافات الأثرية وهوية مصر القومية «2»
الاكتشافات الأثرية وهوية مصر القومية «2»

بوابة الأهرام

time٢٠-٠٧-٢٠٢٥

  • بوابة الأهرام

الاكتشافات الأثرية وهوية مصر القومية «2»

.. وفى عام 2002 ألف الدكتور «رونالد مالكولم ريد» الأستاذ بجامعة جورجيا كتابًا مهمًا تحت عنوان «فراعنة من؟ علم الآثار والمتاحف وهوية مصر القومية، من نابليون حتى الحرب العالمية الأولي»أثبت فيه كذب هذه الفرية التى روج لها الأوروبيون فى ثقافتهم، والتى ترى أن المصريين لم تكن لهم أى معرفة أو علاقة بعلم الآثار، وقدم ريد أدلة على أن كُتاب الخطط كتبوا عن الآثار المصرية، وقدموا وصفًا لها فى العصر الذى كتبوا فيه مؤلفاتهم وخططهم وحولياتهم، قبل القرن التاسع عشر. ثم جاء القرن التاسع عشر، قرن الاكتشافات العلمية، لتُبْرز كتابات عبد الرحمن الجبرتى ورفاعة الطهطاوى وعلى مبارك أهمية هذه الآثار على نحو جديد، والأهم من ذلك اهتمامهم بتاريخ مصر القديم، وكتابتهم التى أظهرت الوعى بالقيمة التاريخية لما يقع على أرض مصر من شواهد أثرية تدل على ثرائها الحضارى العريق. ولذلك كله يصبح اتهام المصريين بعدم إدراك القيمة الحضارية للحضارات القديمة التى قامت فى بلادهم، مجرد مبرر لاستلاب المصريين آثارهم الثمينة، لتعمر بها متاحف أوروبا ولتزدان ميادينها بالمسلات المصرية. لقد نقض ريد مقولة إن علم الآثار علم غربي، حيث حرص على تسجيل اهتمام الكتاب المصريين بالآثار، مما ألقى الضوء على الوعى بتاريخ مصر القديم وتراثها الحضارى عند المصريين. كما سجل فضل محمود الفلكى فى ريادة الحفائر الأثرية بالإسكندرية. وعلى نحو خاص أفرد مساحة أوسع من كتابه لدراسة ثلاثة من رواد العمل الأثرى من المصريين هم: أحمد كمال وعلى بهجت ومرقص سميكة. وعند متابعة تاريخ هذه الجهود تتضح محاولات الأجانب إبعاد المصريين عن ميدان الآثار، مما تمثل فى صورة صراع بين المصريين والأجانب من أجل تحرير بلادهم من السيطرة الأجنبية، وهو ما يبرز عند دراسة العلاقة بين الرائدين أحمد كمال وعلى بهجت وموقفهما من الأجانب فى سياق العمل الوطنى الذى استهدف الحفاظ على الهوية المصرية. والواقع أنه لا يمكن فهم هذه التطورات دون رصد معالم النهضة العلمية والثقافية التى صاحبت مشروع محمد على (1805-1848) لإقامة نظام تعليم مدنى حديث، إلى جانب حركة الترجمة، بالإضافة إلى الانفتاح على الحضارة الغربية ومعارفها الحديثة. كذلك لابد من رصد التطورات التى شهدتها مصر فى عهد الخديو إسماعيل (1863-1879) ومشروعه الثقافى الكامل الذى تولى صياغته على مبارك بمساعدة الطهطاوي. وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، عصر نضوج الثورة الصناعية فى أوروبا وهيمنتها على الأسواق العالمية، لعب الأوروبيون دورًا رئيسيًا فى وضع أسس «علم المصريات» وفى إرساء دعائم علم الآثار والعناية بها وإقامة المتاحف فى مصر. مما يعنى ضرورة رصد الارتباط بين هذا الاهتمام بالآثار من جانب الأوروبيين وبين الموجة الإمبريالية التى استهدفت فتح الأسواق لاستثمار فائض رؤوس الأموال وتصريف الإنتاج، وسعيها لحماية مصالحها من خلال الهيمنة السياسية على مصر. لقد سيطر الأوروبيون على الإدارات التى عُنيت بالمتاحف والآثار خلال الفترة (1858-1908) وهى المتاحف المصرية الأربعة التى أقيمت خلال هذه الفترة: 1- المتحف المصرى (الأنتكخانة) الذى خصص لآثار مصر فى العصر الفرعوني، وقد أنشئ المتحف المصرى عام 1858 فى عهد والى مصر آنذاك محمد سعيد باشا (1854-1863) على شاطئ النيل عند بولاق لتيسير نقل الآثار من الصعيد عن طريق النيل واشتمل مبناه على: «مصلحة الانتكخانة» التى كانت تابعة لوزارة الأشغال العمومية، وصالات عرض التحف الأثرية، ثم مقر إقامة المدير، ولما ضاق المكان، انتقل المتحف إلى قصر الحرملك بالجيزة فى أواخر عهد الخديو إسماعيل، ثم نقل إلى مكانه الحالى بميدان التحرير فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى عام 1902 وظلت إدارته بيد الفرنسيين حتى أواسط القرن العشرين. 2- المتحف اليونانى -الرومانى الخاص بتاريخ مصر خلال هذا العصر، وقد أقيم بالإسكندرية، بعد أن زاد الاهتمام بالآثار خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وازداد البحث فى تاريخ الإسكندرية، ويرجع ذلك إلى جهود الأثرى المصرى الكبير محمود الفلكي، الذى كان له فضل ريادة الحفائر الأثرية بالإسكندرية والتى هدفت التحقق من بعض مواقع الإسكندرية القديمة وإعداد خريطة لها. وفى عام 1854 أسس بعض الإيطاليين «الجمعية الأثينية» بالإسكندرية التى استطاعت إقناع مجلس بلدى المدينة بإنشاء المتحف اليونانى – الروماني، ووافقت الحكومة مشترطة أن يخضع المتحف لإشراف مصلحة الآثار. ثم تأسست «جمعية آثار الإسكندرية» عام 1893 لترعى إقامة المتحف الذى أقيم بالفعل عام 1897 وظلت إدارته فى يد الإيطاليين حتى أواسط القرن العشرين. 3- المتحف القبطي، الذى أقيم بمصر القديمة بجوار الكنيسة المعلقة، وذلك بمبادرة من أحد أعيان الأقباط وهو مرقص سميكة، ..وكان قد بدأ الاهتمام بالموضوع بدعم من الكنيسة القبطية للجنة حفظ الآثار عام 1896، ثم كان التحاق مرقص سميكة باللجنة عام 1906 علامة فارقة فى النشاط القبطى بمجال حفظ الآثار القبطية ، وقد لقى تشجيعا ودعما من البطريرك كيرلس الخامس، حتى افتتح المتحف للجمهور عام 1910، ثم صار يتوسع تدريجيا حتى صارحلقة مهمة فى سلسلة المتاحف المصرية. 4- متحف الفن العربي، الذى عرف بمتحف الفن الإسلامى فيما بعد. وقد بدأت فكرته عندما شكلت لجنة لحفظ الآثار عام 1869 فى عهد إسماعيل، وكانت جهودها تنصب أساسًا على ترميم المساجد التاريخية، ثم تولت إقامة هذا المتحف عام 1884، ثم حمل اسم متحف الفن الإسلامى منذ عام1903. وبالرغم من أن المصريين عرفوا علم الآثار عن طريق الأوروبيين، فإنهم ما لبثوا أن امتلكوا ناصيته، وتأكيد استقلالهم وهويتهم.

مي سمير: "اللعب في الدماغ" يكشف زيف خرافة بناء الأهرامات على يد كائنات فضائية
مي سمير: "اللعب في الدماغ" يكشف زيف خرافة بناء الأهرامات على يد كائنات فضائية

الدستور

time١٨-٠٧-٢٠٢٥

  • الدستور

مي سمير: "اللعب في الدماغ" يكشف زيف خرافة بناء الأهرامات على يد كائنات فضائية

أكدت الكاتبة الصحفية مي سمير، مؤلفة الفيلم الوثائقي "اللعب في الدماغ" أن العمل يمثل ردًا علميًا موثقًا على الخرافات التي تزعم أن الكائنات الفضائية هي من شيّدت الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك الأهرامات، مشيرة إلى أن هذه المزاعم أصبحت تُطرح في وسائل إعلام دولية كأنها حقائق مسلَّم بها. وقالت مي، خلال لقائها مع الإعلامي أحمد فايق في برنامج "مصر تستطيع" على قناة dmc، إن الفيلم اعتمد على شهادات أكاديميين متخصصين في علم المصريات والآثار، بينهم باحثون غربيون، لتفنيد ما وصفته بـ"النظريات العنصرية" التي تُقصي الشعوب غير الغربية من الإنجازات الحضارية. وأشارت إلى أن أبرز مروّجي هذه الأفكار، مثل السويسري إريك فون دانيكن والأذربيجاني الأمريكي زكريا سيتشن، لا يمتلكون أي خلفية علمية في المصريات أو اللغات القديمة، مؤكدة أن ترجماتهم للنقوش والبرديات مزيفة وتم تفنيدها بالأدلة. من جانبه، أوضح مخرج الفيلم شريف مصطفى أن تلك الأكاذيب تُقدَّم للجمهور باستخدام تقنيات متطورة مثل المؤثرات البصرية والجرافيك والذكاء الاصطناعي، ما يجعلها أكثر إقناعًا لغير المتخصصين. وأضاف أن الفيلم استند إلى برديات وأدلة أثرية تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن المصريين القدماء هم من بنوا أهراماتهم وحضارتهم العريقة. وشدد فريق العمل على أن الفيلم لا يكتفي بدحض الشائعات، بل يأتي في إطار مواجهة محاولات الهيمنة الثقافية الغربية والتشكيك في تاريخ مصر، عبر تقديم خطاب علمي توعوي يربط الهوية بالمعرفة.

مخطوطات نادرة بخط يد رائد علم المصريات
مخطوطات نادرة بخط يد رائد علم المصريات

بوابة الأهرام

time١١-٠٧-٢٠٢٥

  • بوابة الأهرام

مخطوطات نادرة بخط يد رائد علم المصريات

أطلقت مكتبة الإسكندرية مشروع أرشيف سليم حسن، رائد علم المصريات وأحد فرسان الجيل الأول من المصريين، الذين عملوا فى علم المصريات والحفائر، وتلميذ فارس علم المصريات أحمد باشا كمال، وأول مدرس فى جامعة فؤاد الأول يدرس علم المصريات، ويرجع إليه الفضل فى وضع أسس علم الحفائر وإدارة المواقع التراثية. جاء ذلك خلال أولى ندوات سلسلة «نعتز بتراثنا»، التى تنظمها المكتبة على هامش معرضها الدولى للكتاب. وأشار د. أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى، إلى أن أرشيف سليم حسن، رائد علم المصريات، يمثل تجربة إنسانية مختلفة، واستغرق العمل عليه نحو عشر سنوات بالتعاون مع أسرته بشكل كبير من خلال تقديم كل الصور والوثائق لتنفيذ المشروع. السفير عمر أحمد سليم حسن قال فى كلمته: «أقف بمشاعر فخر وامتنان بمناسبة إطلاق مشروع أرشيف جدى العالم الجليل الذى كرس حياته لحفظ حضارة مصر. وفى زمن لم تكن فيه وسائل التكنولوجيا كما نعرفها الآن، استطاع سليم بك حسن أن يعتمد على عقله وحواسه، وجاب ربوع مصر كلها فى ظروف مناخية وميدانية شديدة القسوة، ليعيد الحياة لقصص وتاريخ الوطن». واستكمل حديثه: «سليم بك حسن له إنجازات واكتشافات عديدة، وقدم علما موثقا، أبرزه إنجازه الأكاديمى الأعظم موسوعة «مصر القديمة»، التى جاءت فى 18 جزءا، وهى منارة معرفية شاملة تعد المرجع الأول والأساسى لكل باحث وطالب وشغوف بتاريخ مصر»، مؤكدا أن دوره لم يتوقف على الاكتشاف والتوثيق فقط، بل أيضًا حماية ما تم اكتشافه، فهو أول من دق ناقوس الخطر فيما يخص آثار النوبة. وفى 1954، قدم لليونسكو تقريرًا مهمًا استندت إليه فى إنقاذ آثار النوبة. الأرشيف يتكون من 3140 وثيقة متنوعة، من مخطوطات كتبت بخط يد «د. سليم حسن» بالعربية والإنجليزية والفرنسية، وصور فوتوغرافية وخرائط. كما يحتوى أيضا على مخطوطة سليم حسن الخاصة بنشر الحفائر، التى تكشف الطريق الصاعد لهرم «ونيس»، وهى مخطوطة لم تنشر من قبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store