
غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
صرير الأمعاء الخاوية.. هل يسمع العالم أنين المجوعين في غزة؟
صرخات التجويع تتعالى في غزة: هل يسمع العالم أنين الأمعاء الخاوية؟
غزة تتضور جوعا وموتا.. هل يسمع العالم أنين الأمعاء الخاوية؟
أمعاء أطفال غزة المجوعين تصرخ: هل إلى لقمة من سبيل؟
بين اللهب والمسغبة.. التجويع يكتب قصة أقسى قصة حصار بالتاريخ الحديث
يقضم الجوع في غزة الأجساد المتعبة، يقربها إلى الموت زلفى، وللموت في غزة ألف وجه، لكن سحناتها الأعتى تأتي اليوم عبر صرير أمعاء فارغة، سرعان ما يمنعها الإعياء من الصرير، فيخر صاحبها معلنا انتهاء حياة قاسية بموت أقسى.
لا شيء على الأرض الآن غير الجوع، ولا نازل من السماء غير اللهب، فالتقى الألم على أمر قد قدر، حيث شعب يباد بناري خوف ومسغبة، ورغم اشتداد المجاعة ، وكثافة التحذيرات التي رفعتها المنظمات المحلية والدولية، وخصوصا اليونيسيف التي اعتبرت أن قرابة نصف مليون من سكان غزة وصلوا إلى المرحلة الخامسة على سلم المجاعة الكارثية، فما زالت موائد العالم غارقة في البشم، وما زال العالم يولي كارثة غزة الصماء من أذنيه.
الجوع.. عدالة الموت القذر
لم تفلت سهام الجوع أي روح في غزة، وحتى الذين تدثروا بالصبر، وكانوا صوت غزة، وبسمتها في بحر من اللهب والدموع، بدأت قواهم تخور، وبدأ الجوع ينحت أجسادهم الضعيفة، ثم خرجوا عن صمت الصبر النبيل إلى التصريح الدامي بأنهم "يترنحون الآن من الجوع" كما جأر بذلك مراسل الجزيرة أنس الشريف الذي كان صوت غزة طيلة عامين، عصب فيهما القلب والبطن على ما لا يطاق من ألم الفقد، وعسف الجوع الفتاك.
وتزداد صورة المأساة -إذا كان الجوع وهو الشعور الأقذر في العالم- يقتات من شعب ينتمي إلى أمة تضم مليارين من المسلمين، ويجاور قرابة 400 مليون إنسان يشتركون معه الدين واللسان والهوية، وينفرد عنهم بالمقاومة واللهب والجوع.
ليس أنس غير الصوت العالي في غزة، ودون ذلك مئات الآلاف ممن يقتات الجوع من أجسادهم وأرواحهم، ولا يجدون ما يسدون به الرمق.
وإذا تقارب أهل غزة في مستويات صبرهم وصمودهم، وجاؤوا في الإبداع الفدائي على سنن واحد، فإن لهم تقاربا آخر في حصص الموت الدائب، والجوع المسافر بين الأخبية والخيام والأنقاض، وبين الأمعاء والجوانح.
إعلان
الجوع.. النار التي تحرق أطفال غزة
أضعف من غيرهم، وأقل قدرة على الصبر، وجد أطفال غزة أنفسهم الضحية الأولى للجوع، ويصل معدل الموت بسبب الجوع إلى أكثر من 900 نفس حتى الآن، فضلا عن آلاف المصابين من الباحثين عن لقمة العيش، وسط ترف متواصل من التحذيرات العالمية التي لا يستمع إليها أحد.
وبشكل خاص فإن قرابة 71 ألف طفل في غزة يواجهون خطر الموت جوعا، ويتطلب إنقاذهم إيصال علاج سريع لمواجهة سوء التغذية الذي بات السحنة الوحيدة التي تحتضنها أجساد أطفال غزة بعد أن أصبحت خرائط للجوع، وباتت الضلوع الضاوية والعظام البالية، والأرواح التي كادت تبلغ الحلاقيم، أبرز الصور القادمة يوميا من أرجاء غزة.
المساعدات فخاخ الموت
تنصب للأرواح الغزية أكثر من شباك، فتلقي عليهم الموت حسوما من القصف المستمر والتفجير، ثم تقتنص الأرواح مجددا، عندما يزدحم الجوعى في أماكن تقسيم المساعدات الهزيلة.
هنا تتعدد صور المأساة؛ هذا استشهد بقصف مباشر، وهذا توفي محتضنا قطعة خبز، وآخر تمزق أشلاء وهو قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى علبة تونة، وآخر تحت الزحام قضى بعد أن دهسته أقدام الفارين من اللهب الذي أمطرتهم به إسرائيل.
وأدمنت إسرائيل قصف المتجمهرين حول مراكز توزيع الأغذية التي أصبحت تمسى في غزة بمصائد الموت، أو أمام ما كان يعرف بالمطابخ الكبرى في غزة، كما أنها أيضا أدمنت قصف المستشفيات في سعي متواصل للإبادة الشاملة ولا شيء غيرها.
ووفق اليونيسيف فإن 470 ألف شخص في غزة يواجهون جوعا كارثيا (المرحلة 5 وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، كما يؤكد البرنامج الدولي أن 71 ألف طفل غزي يحتاجون وبشكل عاجل جدا إلى علاج لمواجهة سوء التغذية، رفقة قرابة 17 ألف أم يواجهن نفس المصير الكالح.
وليس هذا الجزء المشار إليه بالوضعية الكارثية، إلا قمة جبل الموت في غزة، حيث يحيط الجوع أو – التجويع على الأصح- بكل سكان غزة، ويواجهون عجزا كارثيا عن الوصول إلى الغذاء.
وترفع اليونيسيف صوت النذير العريان لتؤكد "أنَّ العمليات العسكرية المتجددة، والحصار الشامل الجاري، والنقص الحيوي للإمدادات المطلوبة للبقاء قد تدفع مستويات انعدام الأمن الغذائي ، وسوء التغذية الشديد، والوفيات إلى ما يتجاوز عتبة المجاعة خلال الأشهر المقبلة".
هل إلى لقمة من سبيل؟
بات هذا السؤال لسان حال أهل غزة، في أخبيتهم الصغيرة، وتحت الأنقاض، وبين أَسِرة المستشفيات التي تضيق بالأفواج الواردة إليها من الصغار وكبار السن الذين يعانون حشرجة الموت، وتكلس الأمعاء الخاوية.
ومع عجز المستشفيات عن استقبال هذه الأعداد الهائلة، وعجزها عن توفير الحد الأدنى من العلاج والإسعاف، فإن إسرائيل تقترب كما ترى من تحقيق رهان إنهاك الأجساد، حتى لا تقوى على حمل الروح المفعمة بالصمود والمقاومة والصبر.
وفيما يستفّ الجوع أجساد الغزاويين، يقرع صوت المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أسماع عالم عربي طويل، تضج المظاهرات حينا، ثم تتوالى بعد ذلك حالة من الخبو والتعود، لكنها لم تلامس نخوة المعتصم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
السفينة "حنظلة" تواصل الإبحار نحو غزة بعد عودة الاتصال بناشطيها
تواصل السفينة "حنظلة" رحلتها إلى غزة لكسر الحصار عنها بعدما أعلنت المسؤولة عن السفينة عودة الاتصال بها بعد نحو ساعتين من انقطاعه ليل الخميس إثر اقتراب طائرات مسيرة منها. وبث تحالف " أسطول الحرية" آخر دقائق من تسجيلات كاميرات المراقبة في السفينة قبل انقطاع الاتصال بها. وقال مراسل الجزيرة محمد البقالي من على متن السفينة إن طائرات مسيرة أحاطت بالسفينة المتجهة إلى غزة. وأضاف أن طاقم السفينة قام بتفعيل خطة الطوارئ. وأثار تحليق الطائرات المسيرة قرب السفينة مخاوف من احتمال تعرضها لهجوم، قبل أن يعاد التواصل معها. وأكد تحالف "أسطول الحرية" عودة الاتصال بالسفينة "حنظلة"، وقال إن جميع أفراد طاقمها بخير. وقد طالب ناشطون أميركيون وفرنسيون من فريق السفينة "حنظلة" حكوماتهم بالتدخل لمنع إسرائيل من مهاجمة السفينة أو اعتراضها. وأكد الناشطون، الذين يسعون لكسر حصار غزة ، أن تحركهم نابع من شعورهم بالمسؤولية تجاه جريمة الإبادة في القطاع الفلسطيني. وأبحرت "حنظلة" يوم 13 يوليو/تموز الجاري من ميناء غاليبولي الإيطالي، وعلى متنها 21 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، بينهم 7 أميركيين، ومن ضمنهم الممثل اليهودي الأميركي جاكوب بيرغر، وعضو البرلمان الأوروبي إيما فورو، والنائب الفرنسي غابرييل كاتالا، إضافة إلى مراسل الجزيرة محمد البقالي. ووفقا لمراسل الجزيرة، فإن "حنظلة" سفينة صيد قديمة صنعت عام 1968، ولا تحمل سوى الناشطين وبعض الهدايا البسيطة. وأشار إلى أنها الرحلة الـ36 لأسطول الحرية منذ إنشائه. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 59 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 143 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
مسيّرات تحيط بالسفينة "حنظلة" وانقطاع الاتصال بها
قال مراسل الجزيرة إن مسيّرات تحيط بسفينة أسطول الحرية "حنظلة"، وتم تفعيل خطة الطوارئ على السفينة التي أبحرت من شواطئ إيطاليا في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة ، في حين أكد تحالف أسطول الحرية انقطاع الاتصال بها. وأفاد التحالف، في بيان عبر حسابه على تليغرام، أن جميع الاتصالات انقطعت مع الفريق على متن سفينة "حنظلة"، مشيرا إلى أن "هناك العديد من الطائرات المسيّرة بالقرب من السفينة. وهذا يعني أنه ربما تم اعتراضها أو مهاجمتها". ودعا التحالف، متابعيه إلى توجيه رسالة إلى ممثلي حكوماتهم ووسائل الإعلام المحلية، للضغط على إسرائيل للسماح للسفينة بالمغادرة وضمان وصولها الآمن إلى غزة. وأظهرت بيانات -رصدتها وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة عبر موقع الملاحة البحرية "مارين ترافيك"- أن السفينة "نافارن" المعروفة باسم "حنظلة"، التي ترفع علم بريطانيا، كانت تواصل تقدمها في البحر المتوسط مقتربة من المياه الإقليمية الشمالية لمصر. وحسب البيانات، كانت السفينة على بُعد نحو 123 ميلا بحريا من السواحل المصرية، بعد أن قطعت أكثر من 530 ميلا بحريا منذ مغادرتها الساحل الأوروبي. وفي وقت لاحق، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة عبر منصة إكس أن السفينة اقتربت من السواحل الشمالية لمصر. وقد طالب ناشطون أميركيون وفرنسيون من فريق السفينة "حنظلة" حكوماتهم بالتدخل لمنع إسرائيل من مهاجمة السفينة أو اعتراضها. وأكد الناشطون، الذين يسعون لكسر حصار غزة ، أن تحركهم نابع من شعورهم بالمسؤولية تجاه ما وصفوها بـ"جريمة الإبادة" في القطاع الفلسطيني. وأبحرت "حنظلة" الأحد الماضي من ميناء غاليبولي الإيطالي، وعلى متنها 21 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، بينهم 7 أميركيين، ومن ضمنهم الممثل اليهودي الأميركي جاكوب بيرغر، وعضو البرلمان الأوروبي إيما فورو، والنائب الفرنسي غابرييل كاتالا، إضافة إلى مراسل الجزيرة محمد البقالي. ووفقا لمراسل الجزيرة، فإن "حنظلة" سفينة صيد قديمة صنعت عام 1968، ولا تحمل سوى الناشطين وبعض الهدايا البسيطة. وأشار إلى أنها الرحلة الـ36 لأسطول الحرية منذ إنشائه.


الجزيرة
منذ 16 ساعات
- الجزيرة
حماس تندد بحرب التجويع بغزة وتطالب بتحرك دولي لإدخال المساعدات
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استمرار جريمة التجويع في قطاع غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يواصل صمته أمام واحدة من أفظع جرائم العصر. وأضافت في بيان أن "سياسة التجويع والتعطيش الممنهجة والمعلنة التي تمارسها حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي اشتدت حدّتها منذ نحو 5 أشهر، تشكل عارا على المجتمع الدولي الشاهد الصامت على هذه الجريمة الوحشية المروعة". وطالبت حماس الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وكندا وأستراليا وغيرها من الدول الغربية، بترجمة مواقفها الإعلامية المعلنة إلى أفعال وخطوات سياسية واقتصادية فاعلة، ومراجعة كافة أشكال التعاون مع الاحتلال، ووقف إمداده بالسلاح الذي يقتل به المدنيين والأطفال على مدار الساعة، ومحاسبته على استخدام التجويع أداة للقتل الجماعي. كما دعت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عملية وملزمة تُجبر الاحتلال على إدخال المساعدات فورا، من دون شروط أو تحكم، وبما يضمن إنقاذ المدنيين من خطر الموت جوعا وعطشا. وقالت حماس إن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية مباشرة عن استمرار جريمة الإبادة والتجويع ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، بدعمها المطلق لحكومة الاحتلال وتوفيرها الغطاء السياسي والعسكري للقتل والتجويع. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 202 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.