
الشرق الأوسط قد يكون ساحة لحرب نووية
نبدأ من الغارديان، ومقال للكاتب سيمون تيسدال، بعنوان "مع اقتراب العالم من الفناء النووي، أين المعارضة؟"، وقوله إن التهديد الفتاك للأسلحة النووية وتاريخها المظلم وانتشارها المستقبلي، عاد ليتصدر واجهة الأخبار، ويثير القلق.
وأضاف: "لأول مرة منذ الحرب الباردة، تتحول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط إلى ساحات محتملة لمعارك نووية، لكن الآن القنابل والصواريخ الذرية ليست للردع، بل أسلحة هجومية يتم من خلالها حسم الحرب."
وأوضح أن قرار روسيا، الأسبوع الماضي، بالانسحاب رسمياً من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF) لعام 1987، التي تحظر الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، ليهدم ركيزة أساسية من ركائز ضبط التسلح العالمي.
وحذر من أن هذا القرار سيُسرع من سباق التسلح النووي، المحموم أصلاً، في أوروبا وآسيا، في وقت يتبادل فيه قادة الولايات المتحدة وروسيا "السخرية من بعضهما البعض كالأطفال."
فرنسا وبريطانيا تعلنان لأول مرة عن تنسيق جديد في "الردع النووي" لحماية أوروبا، فما هو؟
مسؤول روسي يُغضب ترامب ويلوح بـ"اليد الميتة"، فكيف تعمل؟
تركي الفيصل يدعو ترامب إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي كما فعل مع إيران
كيف بدأت روسيا بالفعل الحرب العالمية الثالثة؟ - في الصنداي تايمز
وأشار إلى أن بوتين، دائماً ما هدد الغرب بالأسلحة النووية خلال حربه في أوكرانيا، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلقت القوات الروسية صاروخ "أوريشنيك" متوسط المدى الأسرع من الصوت والقادر على حمل رؤوس نووية على مدينة دنيبرو الأوكرانية، ويمكنه الوصول إلى أي مدينة في أوروبا.
تُلقي موسكو باللوم في قرارها بالانسحاب من المعاهدة على أفعال حلف الناتو "العدائية". لكن الكاتب يرى أن هناك تجاوزات عملية لموسكو، خاصة بنشر الصواريخ في كالينينغراد، الجيب الروسي على بحر البلطيق، وفي الوقت نفسه فإن القلق الروسي "مشروع" فيما يتعلق بالناتو.
فقد تراجع دونالد ترامب، عن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى لأول مرة عام 2018، ثم أعقب هذا بحشد ضخم من الصواريخ والقاذفات والطائرات والقنابل النووية، في دول الناتو الأوروبية، وهو ما أثار قلق موسكو، وهو أمر مفهوم.
وحذر الكاتب من أنه إذا "لم تُكبح" جماح الأسلحة النووية الأقوى بكثير اليوم، فقد تُحول الكوكب إلى ساحة قتل عالمية. خاصة أن حشد الأسلحة النووية في أوروبا "يتسارع"، وتُخزن الولايات المتحدة قنابل نووية في ألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وتركيا.
"مؤامرة تقسيم أوكرانيا"
ركزت صحيفة الإندبندنت في اقتتاحيتها على الاجتماع المرتقب بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وقالت في مقال بعنوان "يجب على دونالد ترامب ألا يكافئ عدوان فلاديمير بوتين"، إن الرئيس الروسي هو "العقبة" أمام تسوية تفاوضية في أوكرانيا، وعليه تقديم "تنازلات."
"ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً" - مقال في التايمز
ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا: هل سيكون هناك اتفاق سلام؟
وتحدثت الصحيفة عن رمزية موقع الاجتماع، الجمعة، حيث اختار ترامب ألاسكا، التي يرى بوتين بضرورة عودتها لروسيا، بعد أن باعها الإمبراطور ألكسندر الثاني، في لحظة ضعف.
وقالت إن "مسرح القمة جاهز"، لكن بعض الممثلين سيغيبون، ونظراً لحرص ترامب على الاجتماع منفرداً مع بوتين يبدو أنه "يدبر مؤامرة لتقسيم" أوكرانيا، في غياب زعيمها، فولوديمير زيلينسكي.
وعزز هذا الانطباع حديث ترامب عن "تبادل" الأراضي بين روسيا وأوكرانيا كجزء من اتفاق سلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكي "يشكك" في هذا الاجتماع، وأكد استعداده لمناقشة أي شيء مع أي شخص في أي مكان، لكن ما لن يفعله، هو الموافقة على "تفكيك" بلاده كشرط للمحادثات.
وشدد المقال على عدم معرفة ما يفكر به ترامب، لذلك لا يمكن تحديد ما إذا كان الاجتماع "حيلة دبلوماسية" للسماح لبوتين بالموافقة على صفقة تحفظ ماء وجهه، أم أنه نابع من إعجاب حقيقي بزعيم قوي.
وفي النهاية لا تمثل الدوافع أهمية، إذا كان ترامب "مهووساً" بفكرة الحصول على جائزة نوبل للسلام كما يُقال، لكن من المتوقع أن يفوز بالجائزة بفرض السلام من خلال استسلام أوكرانيا.
التواصل الاجتماعي و"قمع" حرية التعبير
تناولت صحيفة التلغراف، قضية مواقع التواصل الاجتماعي و"قمع" حرية التعبير، والغرامات الكبيرة التي قد تتعرض لها شركات التواصل الاجتماعي العملاقة في بريطانيا، بسبب تطبيقها "المفرط" لقوانين السلامة على الإنترنت.
"الإغواء بالحزن"، ما سر رواج المنشورات الحزينة عبر منصات التواصل الاجتماعي؟
ونشرت الصحيفة تقريراً مطولاً للكاتبين نيك غوتريدج، كبير المراسلين السياسيين، وجيمس تيتكومب، محرر الشؤون التقنية، بعنوان "شركات التواصل الاجتماعي العملاقة تواجه غرامات لقمعها حرية التعبير"، وكان هناك تحذيرات لشركات التكنولوجيا المتشددة من استخدام "أداة قاسية" لعرقلة الحريات العامة.
وأبلغ وزراء بريطانيون العديد من منصات التواصل الاجتماعي، منها فيسبوك، وإنستغرام، وتيك توك، بضرورة عدم تقييد الوصول إلى المنشورات التي تعبر عن آراء قانونية.
وأشارت الصحيفة إلى هذا التحذير يأتي وسط ردود فعل عنيفة ضد المواقع التي تمنع المستخدمين من مشاهدة بعض المواد، منها التي تحوي مناقشات برلمانية حول عصابات تجنيد الأطفال.
وقال ناشطون إن حرية التعبير مهددة بتطبيق الحكومة لقانون "السلامة على الإنترنت"، الذي يهدف إلى حماية الأطفال من المحتوى الضار.
وأعربت مصادر في الحكومة البريطانية عن قلقها من أن شركات التواصل الاجتماعي، التي انتقد بعضها القانون، "أفرطت في الحماس" أثناء تطبيقه، وعليها أن "تراعي" الحق في حرية التعبير.
وقالت الصحيفة إن القانون "لا يفرض" رقابة على النقاش السياسي، ولا "يُلزم" المنصات بتقييد أي محتوى بسبب السن، باستثناء هذا الذي يُشكل "خطراً كبيراً" على الأطفال، مثل المواد الإباحية أو الانتحار أو محتوى إيذاء النفس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 29 دقائق
- القدس العربي
أزمة أوكرانيا: ما الجديد في قمة ألاسكا؟
تابع العالم، وبشكل خاص الدول الأوروبية، المتضرر الأكبر من الحرب الأوكرانية، قمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي والروسي باهتمام، على أمل أن تحقق اختراقاً وتنجح في نزع فتيل التوتر، الذي ظل يشعل المنطقة والعالم، منذ بدء العملية الروسية في 2022.موقف دول الاتحاد الأوروبي، خاصة تلك التي عانت من المقاطعة الروسية ومن الضغط على ميزانياتها، بسبب إعادة التركيز على البرامج الدفاعية، كان شديد التعقيد، فهم لم يريدوا فقط إنهاء الصراع، ولكنهم كانوا يتمنون أن ينتهي الأمر بإعلان هزيمة روسيا وتكبيدها خسائر، تجعلها تندم ولا تفكر في تهديد أوكرانيا، أو أي دولة أوروبية أخرى في المستقبل. ذلك بدا مطلباً صعباً، ببساطة لأن وضع الروس العسكري والاقتصادي لم يكن بذلك السوء، الذي يدفع للبحث عن طرق لوقف الحرب بأي ثمن. من الناحية العسكرية، استطاع الروس تحقيق تقدم وكسب مساحات واسعة من الأراضي في شرق أوكرانيا خلال الأيام الماضية، أما اقتصادياً، فحتى إن لم يكن الاقتصاد الروسي في أفضل حالاته، إلا أنه يعتبر صامداً مقارناً بالأزمات الداخلية، التي خلفتها تداعيات الحرب في الدول الأوروبية، والتي أدت لاضطرابات، ولتغيير حكومات ولتوفير وقود لتيارات اليمين، التي تزدهر الآن كما لم تزدهر من قبل. الروس أتوا إلى ألاسكا بروح مختلفة وتوتر أقل، فانعقاد اللقاء بحد ذاته نجاح لهم، وتدليل على أن الرئيس بوتين ليس معزولاً، كما أراد له الأوروبيون إخضاع روسيا وإجبارها على الاستسلام لم يكن ممكناً، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى الرغم من تصريحه، الذي سبق القمة، والذي هدد فيه بوتين بعواقب إن لم يوافق على وقف إطلاق النار، لم تكن لديه مصلحة في الانحياز الكامل لأوكرانيا، أو الظهور بمظهر المعادي لروسيا أو للرئيس فلاديمير بوتين، على العكس من ذلك فقد كان يظهر في مرات كثيرة إعجابه بالرئيس الروسي. يمكن المضي أكثر من ذلك للقول إن الرئيسين يشتركان في احتقارهم للقارة العجوز، التي يرون أنها فقدت قيمتها. على سبيل المثال وعلى عكس اللقاءات مع كثير من الزعماء الآخرين، الذين سعى ترامب للتقليل من شأنهم، فإن لقاء ترامب- بوتين ظهر بشكل فيه ندية بين الطرفين، أما الموقف الأمريكي، وعلى عكس التصريحات، التي كانت فهمت على أنها محاولة لوضع ضغوط على بوتين لمصلحة أوكرانيا، فقد كان أقرب للحياد. الرئيس ترامب بدا مزدوج التفكير، فكان من ناحية منشغلاً بإنهاء ذلك الصراع، وهو ما كان سيخدم حلمه بالحصول على جائزة نوبل للسلام، لكنه من ناحية أخرى كان لا يستطيع التفكير بمعزل عن منطق الصفقة والربح، الذي يدفعه للتقارب مع موسكو والسعي إلى كسبها إلى صفه، وهو الذي يستعد لمواجهة محتملة مع الصين. كان ذلك هو سبب توتر الأوروبيين، الذين يعلمون أن الرجل يتحرك في السياسة كطريقته في التحرك في عالم «البزنس»، بهذا فإنه لم يكن مستبعدا أن يدخل ترامب مع بوتين في صفقة مشتركة، خاصة أنه كان قد كرر أكثر من مرة أنه لا يجد نفسه مطالباً بالدفاع عن أوروبا. حتى تقييم مثل هذه القمة من ناحية النجاح أو الفشل نجده مختلفاً بين الجانبين الأمريكي والأوروبي، فالنجاح، الذي ينحصر عند الأوروبيين بالوصول إلى تفاهم يفضي إلى وقف إطلاق النار، قد يعني لترامب الوصول لصفقة لا يستبعد أن تكون على حساب مصالح الأوروبيين، ورؤيتهم للحل ولمستقبل العلاقة مع روسيا. الأوروبيون، الذين لم يشاركوا في القمة، كانوا قد عقدوا لقاء عبر «الفيديو كونفرس» مع الرئيس الأمريكي من أجل التأكد من نواياه، وتأكيد موقفهم الداعم لأوكرانيا. وفق التصريحات التي أدلى بها زعماء مثل، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد كان ترامب متفهماً ومسانداً لموقفهم ولوجهة النظر الأوروبية، التي تعتبر أن الحديث عن الحدود لا يمكن أن يتم بمعزل عن مشاركة الرئيس الأوكراني. كان ماكرون، الذي يمثل إحدى الدول الأكثر دعماً لأوكرانيا، يشير هنا إلى المقترح الموضوع على الطاولة بشأن تبادل الأراضي بين كل من روسيا وأوكرانيا، أو ما يسمى بـ»الأرض مقابل السلام»، أي إنهاء الصراع عبر منح كل بلد الأرض، التي يسيطر عليها. من يتابع الأزمة الأوكرانية يعلم أن هذا المقترح ليس سوى تغليف للهزيمة، فعلى عكس روسيا، التي تسيطر على أقاليم أوكرانية كاملة، لا تكاد أوكرانيا تصل إلى أي مساحة روسية تذكر. هكذا، وبالنسبة للرئيس الأوكراني فلولوديمير زيلينسكي ولكثير من الوطنيين والقوميين الأوكرانيين، فإن طرح هذه الفكرة يعني القبول بالاحتلال الروسي. بالنسبة لأولئك، فإنه لا بأس في التفاوض مع الروس، ولكن ليس من أجل منحهم أراضي وشرعنة وضعهم، بل من أجل توفير ضمانات أمنية وتنسيق لكيفية انسحاب الروس بشكل نهائي. في المقابل، فإن الروس، الذين لم يؤثر انعقاد القمة على مسار عملياتهم العسكرية أتوا إلى ألاسكا بروح مختلفة وتوتر أقل، حيث إن انعقاد اللقاء بحد ذاته نجاح لهم وتدليل على أن الرئيس بوتين ليس معزولاً، كما أراد له الأوروبيون. بوتين استطاع إثبات أنه اللاعب الأهم، الذي يملك بين يديه مفاتيح الحرب والسلام، كما أثبت أن تحركاته، وهو الموصوف من قبل الأوروبيين بأنه مجرم حرب، لم تعد تقتصر على بلدان الجنوب أو على الدول الإقليمية الحليفة، وإنما توسعت لتشمل لقاء زعيم الدولة الأكبر. صحيح أن أحد اسباب اختيار القاعدة العسكرية في ألاسكا، التي كانت تتبع في تاريخ ليس بعيد نسبياً لروسيا، كمكان لعقد هذه القمة كان بسبب قربها من الحدود الروسية، بحيث لا يحتاج الرئيس بوتين للعبور عبر أي دولة أخرى، إلا أن لقاء الرئيسين كان يفرغ موضوع الملاحقات الجنائية الدولية من مضمونه وأهميته. بهذا فإن أهمية اللقاء بالنسبة للروس كانت تتجاوز المسألة الأوكرانية بكثير، فقد كان فيها محاولة لبدء تفاهم جديد مع الرئيس ترامب، عن طريق إغرائه بفائدة التصالح مع روسيا، التي لا تمانع ببدء شراكة مع الأمريكيين في مجالات كثيرة، من أهمها المعادن. ظهر هذا في تشكيل الوفد الروسي، الذي ضم إلى جانب المستشارين السياسيين شخصيات مهمة من القطاع الاقتصادي. أول خطوة نحو هذا التصالح، إن تم، سوف تكون رفع العقوبات، صحيح أن تفعيل هذه العقوبات أثبتت من جديد فشلها في تحقيق الانتصار، أو في تركيع الخصم، وهو الأمر، الذي لا نجد شواهده في روسيا وحدها. إلا أنه، ومهما قيل عن صمود الاقتصاد الروسي، وقدرة البلاد على التنفس، ومتابعة التعبئة والتسليح وهي تخوض حرباً مكلفة، فلا يمكن التقليل من تأثير تلك المحاصرة الاقتصادية، التي ضاعفت ارقام التضخم، وعقدت التعاملات والتبادلات التجارية مع موسكو. قبيل القمة كان المحللون يذكّرون بما حدث إبان لقاء الرئيسين الأخير في هيلسنكي في 2018، حينما بدا ترامب منحازاً لبوتين، حتى على حساب أجهزته الأمنية والاستخباراتية، فحين طُرح عليه موضوع تدخل الروس في الانتخابات الأمريكية وتلاعبهم بها، وهو ما كانت تؤكده مؤسسات أمريكية، قال إنه يصدق بوتين، الذي كان يقول إن بلاده لم تفعل ذلك، ما اعتبر بمثابة إهانة وقتها لتلك المؤسسات وانتقاصاً من دورها. في هذه القمة لم يحدث موقف بمثل هذا الإحراج، لكن الفرضية، التي تذهب إلى أن ترامب متواطئ مع الروس، ما تزال حاضرة في التحليلات الغربية، وهو ما يجعل كل شيء متوقعاً. كاتب سوداني


BBC عربية
منذ 4 ساعات
- BBC عربية
ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة ومجاملات بدلاً من المقاطعات
شكر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على زيارته للولايات المتحدة، قائلاً إن "إحراز تقدّم" يتم على طريق إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأوضح ترامب أنّه عقد اجتماعاً "جيداً جداً" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرجّحاً أن يسفر عن "نتيجة إيجابية"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّه سيلتقي بسبعة من قادة العالم المتواجدين في العاصمة واشنطن. وقال ترامب للصحفيين: "أنا وزيلينسكي نريد انتهاء الحرب، ونتفق مع بوتين في ذلك"، لكنه رفض الكشف عن الجهة التي يراها تملك أوراقاً أقوى في النزاع، مضيفاً: "هذه ليست حربي"، ملقياً باللوم على الرئيس السابق جو بايدن لعدم وقفه الغزو الروسي عام 2023. وعن إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا ضمن قوة لحفظ السلام، قال ترامب: "سنعمل مع أوكرانيا ومع الجميع لضمان أن يكون السلام طويل الأمد جداً"، مضيفاً أنّ واشنطن ستتعاون مع موسكو وكييف "للتأكّد من نجاحه". ورغم تأكيده على وجود "فرصة جيدة" لعقد اجتماع ثلاثي بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق، لم يعلن ترامب موقفاً واضحاً بشأن نشر قوات أمريكية، وهو ما قد يثير جدلاً داخل قاعدته السياسية. في المقابل، شدّد زيلينسكي على أنّ "وقف روسيا هو الأولوية"، مؤكداً أنّ الأوكرانيين أقوياء ويدعمون خطط ترامب لإنهاء الحرب "بطريقة دبلوماسية"، وأعرب عن استعداده لعقد قمّة ثلاثية مع ترامب وبوتين. من المقاطعة إلى المجاملة: تحوّل لهجة ترامب تجاه زيلينسكي في خضمّ اللقاءات السياسية الحسّاسة بين الرئيس الأوكراني والرئيس الأميركي عام 2025، لم تكن النقاشات محصورة في الملفات العسكرية والاقتصادية فحسب، بل امتدّت لتشمل تفاصيل رمزية، مثل زيّ الرئيس الأوكراني، وطريقة تعامل إدارة ترامب معه. وبين اجتماع فبراير المتوتر، ولقاء أغسطس الأكثر هدوءاً، برزت تحوّلات لافتة في الشكل والمضمون. جدل البدلة: بين رمزية الحرب ومراعاة البروتوكول في الاجتماع الأول الذي عُقد في فبراير، أثار أحد الصحفيين الأميركيين جدلاً غير متوقع حين سأل زيلينسكي عن سبب عدم ارتدائه بدلة رسمية، قائلاً: "أنت في أعلى منصب في بلادك وترفض ارتداء بدلة. هل تملك بدلة؟ كثير من الأميركيين يرون أن هذا تصرّف غير محترم تجاه مكانتك". ردّ زيلينسكي بسخرية، قائلاً إنه سيرتدي "الزي الرسمي" بعد انتهاء الحرب، في إشارة إلى أن زيه العسكري هو تعبير عن حالة بلاده المستمرة في الدفاع عن سيادتها. وفي اجتماع أغسطس، ظهر زيلينسكي مرتدياً بدلة رسمية، لكنها حملت طابعاً عسكرياً في تصميمها، ما اعتُبر محاولة للتوفيق بين احترام البروتوكول الأميركي، والحفاظ على رمزية الحرب التي باتت جزءاً من صورته السياسية. وفيما يبدو أن زيلينسكي لم يغيّر زيه فقط، بل غيّر الرسالة. هو يحترم الأعراف، لكنه لا يتخلّى عن رمزية الصمود. تدخلات إدارة ترامب: من الضغط إلى التهدئة في اجتماع فبراير، شهدت القاعة لحظة مثيرة للجدل حين خاطب نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، زيلينسكي بلهجة اعتُبرت غير دبلوماسية، قائلاً: "قُل كلمة شكر للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول أن ينقذ بلادكم". هذا التصريح أثار استياء الوفد الأوكراني، واعتُبر محاولة لإحراج زيلينسكي أمام الإعلام، في وقت كانت فيه كييف تطالب بضمانات أمنية لا شروط سياسية. أما في اجتماع أغسطس، فقد غابت هذه التدخلات الهجومية، وبدأ زيلينسكي اللقاء بتوجيه شكر واضح لترامب، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة استباقية لنزع فتيل التوتر، وفتح المجال لحوار أكثر توازناً. المقاطعات والإنصات: نبرة التواصل بين الرئيسين في اللقاء الأول، قاطع ترامب زيلينسكي عدّة مرّات، أبرزها حين قال: "بلدك في مشكلة كبيرة"، فردّ زيلينسكي: "أعرف، أعرف"، قبل أن يحاول الدفاع عن صمود بلاده، لكن دون أن يُمنح مساحة كافية للشرح. في المقابل، شهد اجتماع أغسطس تحسّناً واضحاً في التواصل، حيث منح ترامب زيلينسكي وقتاً أكبر للحديث، واستمع إلى مداخلاته دون مقاطعة تُذكر، ما ساهم في خلق أجواء أكثر إيجابية، رغم استمرار الخلافات في المضمون. ويبدو التحوّل في سلوك إدارة ترامب، وفي مظهر زيلينسكي، لا يعكس فقط تغيّراً في البروتوكول، بل يشير إلى إدراك متزايد لأهمية الرمزية في السياسة الدولية. فبين بدلة تحمل طابعاً عسكرياً، وشكر دبلوماسي مدروس، يسعى زيلينسكي إلى الحفاظ على صورة القائد المقاوم، دون خسارة الدعم الأميركي. وفي المقابل، يبدو أن إدارة ترامب بدأت تدرك أن الضغط العلني لا يُثمر، وأن الإنصات قد يكون أكثر فاعلية في دفع كييف نحو خيارات تفاوضية.


BBC عربية
منذ 6 ساعات
- BBC عربية
ترامب يلتقي زيلينكسي في واشنطن وسط دعم من قادة أوروبيين
يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بمشاركة غير مسبوقة لقادة أوروبيين بارزين. ويأتي اللقاء بعد أيام من قمة ترامب وبوتين في ألاسكا، التي حملت إشارات إلى إمكانية تجميد خطوط القتال الحالية مقابل انسحاب أوكراني من بعض المناطق. غير أن كييف، مدعومة من الاتحاد الأوروبي، تصر على أن أي مفاوضات يجب أن تنطلق من خطوط الجبهة الراهنة، من دون التنازل عن أراضٍ أو سيادة. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.