
رئيس الوزراء يُلقي كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة 'بريكس' التي تستضيفها 'ريو دي جانيرو'
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، كلمة مصر خلال مشاركته نيابة عن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة "بريكس" التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على مدار يومي ٦ و٧ يوليو الجاري.
واستهل رئيس الوزراء كلمته بالجلسة الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان "السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية" قائلا: بالنيابة عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي لم يتمكن للأسف من الانضمام إلينا اليوم لارتباطه بإلتزام يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، أود أن أعرب عن خالص تقديري لفخامة الرئيس لولا دا سيلفا وشعب البرازيل على كرم الضيافة والتنظيم الممتاز لقمة مجموعة "بريكس" السابعة عشرة، التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو المتنوعة ثقافيًا، بوابة البرازيل التاريخية إلى العالم.
وأضاف: كما أود أن أعرب عن تقديري لجهود الرئاسة البرازيلية، وأرحب بفخامة الرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، الذي ينضم إلينا لأول مرة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إن انعقاد هذه الدورة لمجموعة "بريكس" يأتي في توقيت دقيق نواجه فيها أزمات وتحديات متعددة ومتشابكة، تشمل التوترات الجيوسياسية، وتهديدات السلام والأمن، إلى جانب سلسلة من النكسات الاقتصادية غير المسبوقة، وتصاعد تطبيق الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون التراكمية، وتغير المناخ، وفوق كل ذلك الكارثة الإنسانية في غزة.
وأضاف رئيس الوزراء: لا شك أن أخطر أزمة في وقتنا الحالي هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطيني بقطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما يقرب من 125 ألف مصاب.
وتابع: هذه المأساة هي نتاج لانتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي والإنساني، وبالإضافة إلى ذلك تستمر إسرائيل في انتهاكاتها المستمرة والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما أن هناك استمرارا لأنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، بذلت كل الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه في 15 يناير الماضي، إلا أن العدوان الإسرائيلي على المدنيين كان بمثابة انتهاك لهذا الاتفاق.
وأضاف أنه يتعين إعادة وقف إطلاق النار، كما ندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل، التي يجب أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي وتضمن حماية المدنيين.
وأكد رئيس الوزراء رفض أي خطط لتهجير أو نقل سكان غزة الفلسطينيين بعيدًا عن وطنهم، لأن مثل هذه المقترحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة بأسرها.
وأضاف: تؤكد الخطة العربية الإسلامية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة إمكانية تطبيق عملية إعادة الإعمار مع إبقاء الفلسطينيين في وطنهم، لذا ندعو دولكم إلى دعم هذه الخطة، لإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، والمشاركة في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي نعتزم تنظيمه بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وتابع رئيس الوزراء: تجدر الإشارة إلى أن كلا من لبنان وسوريا شهدا عدوانًا إسرائيليًا صارخًا، كما امتدت الحرب الإسرائيلية لتطال إيران، ما يمثل تصعيدًا إقليميًا بالغ الخطورة، وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، ونحن نؤكد على أهمية حل الأزمات والصراعات بالطرق الدبلوماسية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه في ضوء الأزمات والتحديات المذكورة سلفا، يتزايد دور مجموعة "بريكس" المحوري في النظام الدولي.
وأضاف: في هذا السياق، أودّ تسليط الضوء على عدد من الأولويات، والتي تتمثل في تسريع التعاون والتكامل المشتركين لمواجهة التحديات التي نواجهها، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك في مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة والابتكار، وخاصةً الذكاء الاصطناعي.
وتابع: ضمن أولويات التعاون بيننا، نولي أهميةً بالغةً لتعزيز تعاوننا الاقتصادي والمالي والنقدي، وخاصةً بين البنوك المركزية. ويجب علينا إحراز تقدمٍ في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة "بريكس" للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل المُقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن توفير التمويل الميسّر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، مضيفا: نؤمن بضرورة أن تعمل مجموعة بريكس بفعالية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية.
وتابع: ينبغي أن يضمن هذا الإصلاح استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات الخاصة للدول النامية، ومن المهم أيضًا تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في عملية صنع القرار.
وفي الختام، أكد رئيس الوزراء أن التأثير الحقيقي لمجموعة "بريكس" يكمن في قدرتنا على خلق المساحة والرؤية اللازمتين لتحقيق مصالحنا المشتركة في مجالات متعددة، وهو ما يلبي في نهاية المطاف آمال وتطلعات شعوبنا لمستقبل مزدهر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 29 دقائق
- الدستور
المقررة الأممية مارجريت ساترثويت: أدلة موثقة على ارتكاب إسرائيل جرائم حرب
أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية باستقلال القضاة والمحامين، مارجريت ساترثويت، أن المجتمع الدولى لم يبذل الجهود اللازمة لوقف الانتهاكات الخطيرة التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، مشددة على أن الاحتلال مستمر فى جرائمه ضد الإنسانية فى القطاع. وأدانت «مارجريت»، فى حوارها مع «الدستور»، تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلى، بنيامين نتنياهو، التى يهدد فيها بالانتقام من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية على خلفية القرارات الصادرة ضده من قبل المحكمة، بسبب جرائمه فى قطاع غزة، مشيرة إلى قلقها الشديد فيما يتعلق بالتعليقات الأمريكية حول قرارات المحكمة ضد نتنياهو. ■ كيف ترين تصريحات المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين التى هددوا فيها بالانتقام من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية قرارات المحكمة ضد نتنياهو؟ - بموجب القانون الدولى لحقوق الإنسان، على جميع الدول والمسئولين الحكوميين احترام استقلال القضاء. ومن الصادم أن نرى مسئولين من دولتين يُهاجمون مؤسسة قضائية مستقلة أُنشئت لمعاقبة أسوأ جرائم العالم. لقد شهدنا موجة من الخطاب العدائى الذى يستهدف المحكمة وقضاتها والمدعى العام، وأحيانًا بلغة غير لائقة تمامًا. قبل ستة وسبعين عامًا، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة إنشاء محكمة دولية دائمة للتعامل مع الفظائع من النوع الذى رُفعت دعاوى قضائية ضد مرتكبيها بعد الحرب العالمية الثانية. تُعدّ المحكمة الجنائية الدولية إرثًا لمحاكمات نورنبيرج، ولن تسمح أبدًا بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، كتلك التى ارتُكبت خلال الحرب العالمية الثانية، أن تفلت من العقاب، ولضمان محاكمة مرتكبى أخطر الجرائم أمام محكمة قانونية، يُعدّ دور المحكمة الجنائية الدولية أكثر أهمية من أى وقت مضى. ■ هل تعتقدين أن المجتمع الدولى قد أظهر قوة كافية فى رده على الانتهاكات الإسرائيلية، لا سيما فى سياق استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فى غزة؟ - لا أعتقد ذلك، فالأدلة على ما قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتواصل يوميًا. ■ هل من الممكن أن يؤثر الضغط السياسى من القوى الكبرى على المحاكمة؟ وهل سيؤثر على مصداقية المحكمة الجنائية الدولية؟ - منذ صدور مذكرات التوقيف، أكدت عشرات الدول دعمها المحكمة وعزمها على الامتثال لالتزاماتها القانونية بموجب نظام روما الأساسى بالتعاون مع المحكمة. ومع ذلك، يساورنى قلق بالغ من أن عددًا من الدول قد ردّت بعكس ذلك تمامًا، إذ هاجمت المحكمة وقضاتها والمدعية العامة لفظيًا، وفى بعض الأحيان بلغة غير لائقة تمامًا. فقد وصف مسئولون إسرائيليون المحكمة بأنها معادية للسامية، ووصف مسئول منتخب من الولايات المتحدة المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، ووصف آخر المحكمة الجنائية الدولية بأنها «محكمة صورية»، وسخر من المدعية العامة بعبارات لن أكررها. فى ٦ يناير ٢٠٢٥، وقع رئيس الولايات المتحدة على أمر تنفيذى ينص على أن «أى جهد من جانب المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق مع الأشخاص المحميين أو اعتقالهم أو احتجازهم أو مقاضاتهم [...] يشكل تهديدًا غير عادى واستثنائيًا للأمن القومى والأمم المتحدة». وأُعلنت حالة طوارئ وطنية لمواجهة هذا «التهديد». وذهب الأمر التنفيذى إلى أبعد من ذلك، إذ نص على أن الولايات المتحدة تعارض وتتوقع من حلفائها معارضة جميع إجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أى حليف آخر لم يوافق على اختصاص المحكمة. وفى ٦ فبراير ٢٠٢٥، طُبقت عقوبات بموجب الأمر التنفيذى، استهدفت المدعى العام كريم خان، بتجميد أصوله وقيود سفره عبر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. وهدد عضو فى مجلس الشيوخ الأمريكى أعضاءً رئيسيين فى المحكمة الجنائية الدولية، قائلًا: «إلى أى حليف، كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا، إذا حاولتم مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسنعاقبكم». وذهب عضو آخر فى مجلس الشيوخ الأمريكى إلى أبعد من ذلك، مهددًا بعمل عسكرى. ■ إسرائيل ليست عضوًا فى نظام روما الأساسى.. كيف تنظرون إلى احتمالية تنفيذ المحكمة حكمًا ضد شخصيات إسرائيلية بارزة مثل نتنياهو؟ - أذكر أن نظام روما الأساسى، فى المادة ٢٧، ينص بوضوح على أن «الصفة الرسمية كرئيس دولة أو حكومة.. لا تعفى بأى حال من الأحوال الشخص من المسئولية الجنائية»، وأن أى حصانات أو قواعد خاصة ناشئة بموجب القانون الوطنى أو الدولى قد ترتبط بالصفة الرسمية للشخص لا تمنع اختصاص المحكمة. وأوضحت المحكمة أن الدول الأطراف ملزمة باعتقال وتسليم أى شخص مطلوب بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، حتى لو كان هذا الشخص رئيس دولة، وبغض النظر عما إذا كانت دولة جنسيته طرفًا فى نظام روما الأساسى أم لا. وأكدت المحكمة أيضًا أنه لا يُشترط التنازل عن الحصانة فى مثل هذه الظروف بموجب المادة ٩٨ من النظام الأساسى، حتى بالنسبة لرؤساء الدول. ■ كيف يمكن للمجتمع الدولى التعامل مع الدول؟.. هل هناك دول تتجاهل المحكمة الجنائية الدولية أو ترفض التعاون معها فى مقاضاة المسئولين عن الجرائم ضد الإنسانية؟ - القضية هنا أخطر من مجرد تجاهل المحكمة أو رفض التعاون معها. فبدلًا من ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على موظفى المحكمة، وتدرس إسرائيل قانونًا يُجرّم التعامل مع المحكمة. وقد أدانت المحكمة الجنائية الدولية العقوبات الأمريكية، ووصفتها، عن حق، بأنها محاولة واضحة لتقويض استقلال مؤسسة قضائية دولية تعمل بموجب تفويض من ١٢٥ دولة طرفًا حول العالم. إنها تُقوّض جوهر المحكمة الجنائية الدولية، المُكلّفة بالتحقيق مع الأفراد ومقاضاتهم على الجرائم الدولية الجسيمة المتمثلة فى الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وجريمة العدوان. كما أنها تُقوّض إرث «نورنبيرج» الذى يُمثّل عدم تكراره أبدًا، حجر الزاوية فى تطور القانون الجنائى الدولى منذ عام ١٩٤٥. وكما ورد فى بيانات المحكمة الجنائية الدولية وبيانات الخبراء، فإن استهداف العاملين بسبب المساءلة «لا يُشجع إلا أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون التصرّف دون عقاب». فى الواقع، لهذه العقوبات آثارٌ وخيمة على الضحايا الأبرياء فى جميع الحالات المعروضة على المحكمة، الذين يُحرمون من العدالة والتعويض. وهى فى نهاية المطاف تُهدد سيادة القانون والسلام والأمن ومنع أخطر الجرائم. وتسخر من السعى الدءوب، الذى استمر لعقود، لوضع القانون فوق القوة والفظائع. ما تقييمك للأدلة المتاحة على انتهاكات حقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة؟ - فى ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤، أصدرت الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية بالإجماع مذكرات توقيف بحق بنيامين نتنياهو ويوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلى السابق، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب فى الفترة من ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ على الأقل حتى ٢٠ مايو ٢٠٢٤ على الأقل، وهو اليوم الذى قدّمت فيه النيابة العامة طلبات إصدار مذكرات التوقيف. أُذكّر بأن مذكرات التوقيف هذه صدرت عن ٣ قضاة من جنسيات مختلفة فى محكمة مستقلة، والذين خلصوا إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن الجرائم قد ارتُكبت، بناءً على أدلة على سلوك يفى بمعايير جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.


خبر صح
منذ 38 دقائق
- خبر صح
انفجار سيارة مفخخة في مبنى الأمن الجنائي بوسط العاصمة السورية
أفادت قناة القاهرة الإخبارية، اليوم، بوقوع انفجار ضخم في العاصمة السورية دمشق، حيث استهدفت سيارة مفخخة مبنى الأمن الجنائي القريب من ساحة الأمويين وسط المدينة. انفجار سيارة مفخخة في مبنى الأمن الجنائي بوسط العاصمة السورية من نفس التصنيف: قاضية أمريكية تصدر أمراً قضائياً لصالح جامعة هارفارد ضد ترامب وفي تفاصيل الحادث، رصدت وسائل إعلام سورية سحبًا كثيفة من الدخان الأسود ترتفع من المنطقة المستهدفة، مما تسبب في حالة من الذعر بين سكان المنطقة والمارة، وأظهرت صور أولية للموقع حجم الأضرار التي لحقت بالمبنى، بينما أظهرت السلطات السورية تكثيفًا في الإجراءات الأمنية في محيط المنطقة. سوريا تواجه أسوأ الحرائق بتاريخها وفي سياق منفصل، في تطور خطير للأوضاع البيئية في سوريا، أعلن وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، أن الحرائق التي تشهدها البلاد، وتحديدًا في محافظة اللاذقية، تُعد من أكبر الكوارث الطبيعية التي تواجهها سوريا منذ عقود، مؤكدًا أنها 'الأشد في تاريخ البلاد'، بعد أن التهمت النيران حتى الآن أكثر من 10,000 هكتار من الغابات. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير صباح اليوم من داخل المناطق المتضررة، بحضور عدد من المسؤولين المحليين، حيث أشار إلى أن استمرار الظروف الجوية الحالية قد يساهم بشكل محدود في السيطرة على الحرائق، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الخطر لا يزال قائمًا، خاصة في ظل اشتداد الرياح وصعوبة الوصول إلى بعض البؤر المشتعلة. وفي مداخلة مباشرة لقناة 'القاهرة الإخبارية'، أوضح المراسل خليل هملو، من العاصمة دمشق، أن الجهود الميدانية لا تزال مستمرة وسط تحديات كبيرة، على رأسها التضاريس الجبلية الوعرة التي تعيق حركة فرق الإطفاء، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية، ووجود مخلفات حرب وألغام في عدد من المناطق الجبلية، مما يزيد من تعقيد عمليات الإخماد. وأكد الوزير الصالح أن عمليات التبريد والسيطرة الكاملة قد تستغرق من 3 إلى 4 أيام على الأقل، موضحًا أن الأولوية حاليًا هي منع تمدد النيران إلى المناطق السكنية، وحماية الأهالي من الخطر. جهود الإنقاذ والتعاون الإقليمي وأشار هملو إلى أن فرق الدفاع المدني والطوارئ السورية، بالتعاون مع الجيش ووزارة الزراعة، تعمل على مدار الساعة لمحاصرة الحرائق، باستخدام معدات تقليدية وجوية، وسط مطالبات متزايدة بمساعدات دولية عاجلة لدعم جهود الإطفاء، خاصة أن الطبيعة الجغرافية الوعرة للمناطق المتضررة تجعل من عمليات الإخماد اليدوية شبه مستحيلة في بعض المواقع. حالة من الذعر تسود القرى كما أشار مراسل 'القاهرة الإخبارية' إلى أن حالة من الذعر تسود القرى والبلدات المجاورة لمناطق الغابات، لا سيما وأن العديد من هذه المناطق الزراعية ملاصقة للأحراش، مما يرفع خطر تمدد النيران إلى المنازل والمزارع. وأكدت مصادر محلية من اللاذقية للقناة أن حركة نزوح جزئي بدأت في بعض القرى خلال ساعات اليوم، مع اقتراب ألسنة اللهب من مناطق مأهولة. ممكن يعجبك: إيلون ماسك يواصل هجومه على مشروع قانون ترامب 'الضخم والجميل' ويصفه بـ 'المجنون والمدمر' في وقت سابق، قال جورج كاتروجالوس، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالنظام الدولي، إن ما يحدث في سوريا، من موت الأطفال جوعًا وعطشًا، وفرض مناطق نزوح قسري، يُعد إهانة حقيقية للنظام الدولي، ويُحرج الأمم المتحدة أمام الشعوب.


الدستور
منذ 42 دقائق
- الدستور
جرائم إسرائيل فى بريكس
فى الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة عشرة لرؤساء دول وحكومات تجمع «بريكس»، التى حملت عنوان «السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية»، خصصت مصر ثلاثمائة كلمة تقريبًا، من أصل ستمائة، ألقاها رئيس وزرائها، للحديث عن جرائم إسرائيل بالمنطقة، خاصة تلك التى ارتكبتها خلال حربها المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطينى، بقطاع غزة، منذ ما يقرب من سنتين، والتى أسفرت عن استشهاد أكثر من ٥٥ ألف مدنى، ثلثاهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى حوالى ١٢٥ ألف مصاب. القمة، استضافتها مدينة ريو دى جانيرو، ثالث حواضر أمريكا الجنوبية، وثانى أكبر مدن البرازيل وبوابتها التاريخية إلى العالم. ونيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعن المصريين جميعًا، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مجددًا، رفض مصر القاطع أى خطط لتهجير أو نقل سكان غزة بعيدًا عن وطنهم، موضحًا أن مثل هذه الخطط، أو المقترحات، تهدّد حل الدولتين، والسلام فى المنطقة بأسرها. وقال إن الخطة العربية الإسلامية بشأن التعافى المبكر وإعادة إعمار القطاع تؤكد إمكانية تنفيذ عملية إعادة الإعمار مع إبقاء الفلسطينيين فى وطنهم، داعيًا دول التجمع إلى دعم هذه الخطة، والمشاركة فى المؤتمر الدولى، الذى تعتزم مصر استضافته، بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. جاء انعقاد قمة «بريكس»، كما قالت مصر، وكما لعلك ترى، فى توقيت دقيق، يواجه فيها العالم أزمات وتحديات متعددة ومتشابكة، تهدد السلم والأمن الدوليين، تشمل توترات جيوسياسية، وسلسلة من النكسات الاقتصادية غير المسبوقة، وتصاعد تطبيق الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون التراكمية، وتغير المناخ، وفوق كل ذلك، الكارثة الإنسانية فى قطاع غزة. وإلى جانب هذه المأساة، التى أكدت مصر، بلسان رئيس وزرائها، أنها «نتاج الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولى والإنسانى»، أشار الدكتور مدبولى إلى أن إسرائيل تواصل انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، إضافة إلى استمرار الأنشطة الاستيطانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. أشار رئيس الوزراء، كذلك، إلى أن لبنان وسوريا شهدا عدوانًا إسرائيليًا صارخًا، وأن الحرب الإسرائيلية امتدت لتطال إيران، واصفًا ذلك بأنه تصعيد إقليمى بالغ الخطورة، وانتهاك للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين. ومع تشديده على أهمية حل الأزمات والصراعات بالطرق الدبلوماسية، أشار إلى أن هذه الأزمات والصراعات، أو التحديات، عززت دور تجمع «بريكس» المحورى فى النظام الدولى، لافتًا إلى أن التأثير الحقيقى للتجمع يكمن فى قدرته على خلق المساحة والرؤية اللازمتين لتحقيق المصالح المشتركة للدول الأعضاء وتلبية تطلعات شعوبها إلى حاضر مستقر ومستقبل مزدهر. الأولويات المصرية، التى تناولتها الكلمة، تمثلت فى تسريع التعاون والتكامل المشتركين لمواجهة التحديات، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة فى مختلف القطاعات الاقتصادية، خاصة مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة والابتكار، والذكاء الاصطناعى. إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادى والمالى والنقدى، خاصةً بين البنوك المركزية، وإحراز تقدمٍ فى تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة «بريكس» للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل، الذى يقدمه «بنك التنمية الجديد»، الذراع المالية للتجمع، بالعملات المحلية للدول الأعضاء. أكد الدكتور مدبولى، كذلك، أن توفير التمويل الميسّر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، لافتًا إلى أن مصر تؤمن بضرورة أن يعمل تجمع «بريكس» بفاعلية على تحسين آلية الدين الدولى، دعم إصلاح النظام المالى العالمى لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية، و... و... وأهمية تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة فى عملية صنع القرار. .. وتبقى الإشارة إلى أن رئيس مجلس الوزراء أوضح أن الرئيس السيسى «لم يتمكن للأسف» من المشاركة فى القمة، لارتباطه بالتزام يتعلق بالوضع فى الشرق الأوسط، معربًا عن خالص تقديره للرئيس البرازيلى، لولا دا سيلفا، وشعب البرازيل الصديق، على كرم الضيافة والتنظيم الممتاز للقمة.