logo
الذكاء الاصطناعي في الجزائر.. أداة للخير أم للشر

الذكاء الاصطناعي في الجزائر.. أداة للخير أم للشر

الشروق١٩-٠٤-٢٠٢٥

صار الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ، من التجربة التي يخلصها الجزائريون اليوم، على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، وإن كان استعماله لا يزال بدائيا، غير أنه في تطور رهيب، خاصة أن العالم تجاوز مصطلح القرية الصغيرة، إلى البيت الصغير. الشروق العربي، تطرح سؤالا حاسما: هل الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟ هل هو أداة للخير أم للشر؟
أول ما تبادر إلي، أن أسأل الذكاء الاصطناعي، شات جيبيتي، أن يعرف بنفسه، فكان جوابه أن الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من التقنيات والأنظمة، التي تهدف إلى تمكين الأجهزة والبرمجيات من محاكاة بعض قدرات الذكاء البشري، مثل التعلم من البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة وحل المشكلات. يُستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، مثل تحليل البيانات، والتعرف على الصور والكلام، وتحسين الأنظمة ذاتية التشغيل، والعديد من المجالات الأخرى.
هذا التعريف، لا غبار عليه، فهذه ماهية الذكاء الاصطناعي في المطلق، ولكن، هل هو كذلك في الواقع؟
الذكاء الاصطناعي آفاق وتحديات
في السنوات الأخيرة، وضعت الجزائر خططًا لتطوير الذكاء الاصطناعي، من خلال إنشاء اللجنة الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى دمج هذه التكنولوجيا في مختلف المجالات مثل الصحة، الصناعة، التعليم.
جامعات جزائرية عديدة، تقدم برامج دراسات متعلقة بالذكاء الاصطناعي، مثل جامعة الجزائر 1، جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، جامعة قسنطينة 2، وغيرها.
هناك مختبرات بحث متخصصة، تعمل على تطوير حلول، تعتمد على الذكاء الاصطناعي في معالجة الصور، التعرف على الصوت، تحليل البيانات الضخمة.
بدأت بعض الشركات الناشئة في الجزائر بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالات، مثل التجارة الإلكترونية، الطب، التكنولوجيا المالية.
استخدامات إيجابية الذكاء الاصطناعي في الجزائر
استخدامات الذكاء الاصطناعي لا تعد ولا تحصى.. في الصحة، يمكن استعماله في الكشف المبكر عن الأمراض. في الصناعة، يمكن من تحسين الإنتاج. وفي الأمن، يمكن استعماله في الكشف عن الجرائم الإلكترونية.
الذكاء في يد الشر
عمليا، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور فعال في الاقتصاد، وأيضا في المجتمع. ولكنه، سلاح ذو حدين. فمن جهة أخرى، يستعمله الكثيرون سلبا، ويحولون استخداماته إلى مظاهر سلبية، مثل تحويل الصور وتركيبها بطريقة غير لائقة، بينما يستعمله الكثير من الشباب في صناعة محتوى هادف، في السياحة وأيضا في الترويج للتراث الجزائري، في محاكاة الأحداث التاريخية التي مرت على بلادها وسردها بطريقة ملفتة.
في تجربتهم الأولى في استعمال الذكاء الاصطناعي، يدفع الفضول الكثيرين إلى سؤال أدوات الذكاء وتطبيقاته عن كل ما يدور في ذهنهم، ويقبلون بجوابه، كأنه مصدر جديد للمعلومة. وهنا، تكمن خطورته، بالإضافة إلى استعماله في السخرية والتنمر على الأفراد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وإذ يعرف الجزائريون بطرافتهم، فهم لا يفوتون فرصة سؤال الذكاء الاصطناعي عن أمور غريبة، مثل التنبؤ بنتائج المباريات والأحداث.
الذكاء الاصطناعي قد يسبب البطالة، قد تجدون هذا الطرح مبالغا فيه، لكن عشرات المهن والوظائف ستختفي. ففي أميركا، بدأت بعض المدارس الخاصة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التدريس، بدلاً من المعلمين التقليديين، ما يثير تساؤلات حول مستقبل مهنة التعليم وقدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم المعرفة للطلاب، بشكل أكثر فاعلية. وظائف أخرى، قد يؤول بها الأمر إلى الاندثار، كوظائف البرمجة والحاسوب، التي تستعمل التكنولوجيات الحديثة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يعلن الحرب على "جوجل"
الذكاء الاصطناعي يعلن الحرب على "جوجل"

بلد نيوز

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

الذكاء الاصطناعي يعلن الحرب على "جوجل"

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: الذكاء الاصطناعي يعلن الحرب على "جوجل" - بلد نيوز, اليوم الأحد 4 مايو 2025 05:18 مساءً في تحول صريح على ساحة التكنولوجيا، بدأت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في انتزاع زمام البحث من عمالقة الإنترنت، وعلى رأسهم "جوجل". فهل بدأ العد التنازلي للقضاء على هيمنة محركات البحث؟ لم يعد البحث عبر الإنترنت كما كان في السابق، إذ بدأت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تفرض وجودها كبديل ذكي ومتطور لمحركات البحث التقليدية. شركات تقنية كبرى، مثل "OpenAI" و"Perplexity" وحتى "جوجل" نفسها، دخلت السباق بتطوير أدوات بحث ذكية، بعضها مزود بمتصفح ويب متكامل، يَعِد بتجربة تفاعلية جديدة. نمو مذهل لروبوتات الذكاء الاصطناعي شهدت روبوتات الدردشة تطورًا لافتًا خلال السنوات القليلة الماضية، وتقدر قيمة سوقها في عام 2024 بحوالي 7.76 مليار دولار، مع توقعات بزيادة سنوية تفوق 20% حتى 2030. اللافت أن زيارات المستخدمين لخدمات الذكاء الاصطناعي تضاعفت أكثر من 250% خلال عام واحد فقط. تقف خلف هذا النمو أسباب عدة، أبرزها دقة الردود، الطابع البشري للتفاعل، والقدرة على تخصيص الإجابات. كما باتت الشركات تعتمد عليها لتحسين تجربة العملاء، فيما بدأ المستخدمون يفضلونها على محركات البحث لأداء مهام سريعة وأكثر تحديدًا. رغم النمو الكبير في استخدام روبوتات الدردشة، إلا أن محركات البحث ما زالت تتصدر من حيث عدد الزيارات. ففي مارس 2025، بلغ متوسط زيارات محركات البحث اليومية نحو 5.5 مليار، مقابل 233.1 مليون فقط لروبوتات الدردشة. لكن هذه السيطرة قد تكون مهددة، خاصة في ظل قضايا مكافحة الاحتكار التي قد تجبر الشركة على بيع خدمات كبرى مثل كروم. أظهرت دراسة أن 88% من المستخدمين جرّبوا روبوتات الدردشة، لكن 35% فقط استخدموها بديلاً عن محرك البحث في 2023. ولا يزال محرك "بحث جوجل" يتلقى طلبات بحث أكثر بـ373 مرة من شات جي بي تي، بحسب بيانات عام 2024. تكمن قوة محركات البحث في الكم الهائل من الصفحات المفهرسة، وواجهة الاستخدام البسيطة، والشفافية في عرض المصادر. كما أن ميزة المقارنة بين النتائج ما زالت تمثل نقطة تفوق رئيسية على روبوتات الذكاء الاصطناعي التي قد تُظهر أحيانًا هلوسات معلوماتية. ولا تغفل "جوجل" عن تطوير محركها؛ إذ بدأت مؤخرًا دمج قدرات الذكاء الاصطناعي، مثل ميزة "نظرة عامة" التي تقدم إجابات مدعومة بالتحليل والتوضيح. على الأرجح، لن يكون هناك فائز واحد، فالمستقبل يشير إلى تكامل بين محركات البحث والذكاء الاصطناعي التفاعلي، حيث تُستخدم الروبوتات للردود السريعة، وتبقى المحركات المرجع الأساسي للأبحاث الموسعة. في النهاية، لا يتعلق الأمر بإحلال الذكاء الاصطناعي مكان محركات البحث بقدر ما هو إعادة تشكيل لعلاقة الإنسان مع المعلومة، حيث يصبح الوصول إليها أكثر سلاسة، وذكاء، وخصوصية.

فاشية تقنية اسمها الذكاء الاصطناعي
فاشية تقنية اسمها الذكاء الاصطناعي

الشروق

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الشروق

فاشية تقنية اسمها الذكاء الاصطناعي

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي اليوم موضوع الساعة، في السياسة والاقتصاد والصناعة والتعليم والإعلام وحرب المعلومات، إنه الآن في كل مكان. وعلى كل الألسنة. ولكننا غالبًا ما ننسى إعطاء تعريف للذكاء الاصطناعي. والتعريف البسيط لـلذكاء الاصطناعي هو عبارة عن مجموعة من البرماجيات (softwares) التي تعتمد على البيانات (Data)، وهذا هو السر. بينما في السابق كانت البرماجيات تستند على قواعد منطقية. فـالذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات، التي نعطيها للحواسيب، حتى تتعلم، ولهذا السبب نتحدث عن التعلم الآلي. وبمجرد أن نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، نعتقد بأن الآلات التي نستخدمها ذكية، وأن هذا الذكاء هو اصطناعي. لكننا ننسى أن نقول إن ذكاء الآلات هو مقاربة بشرية. والحقيقة ليست كذلك، وفي رأيي، لن يتجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات المعرفية للبشر. لكن من ناحية أخرى، لن نصل أبدًا إلى أتمتة كاملة للعملية والمهام التي ينفذها هذا الذكاء الاصطناعي. وبقدر ما نفعل، فإن الاصطناعي في الذكاء الاصطناعي، يتم إلى حد كبير باليد البشرية. الأمر شبيه بما يقع في المطبخ عند تحضير أي أُكلة، إذ أن جل الروبوتات ليس لها معنى من دون يدي الطباخ ومساعديه. لذلك عندما نحلل الذكاء الاصطناعي بعمق نجد أن هناك الكثير من العمل البشري، والذي يقوم به عدد كبير جدا من البشر، ويتقاضون رواتب منخفضة للغاية، لإنتاج البيانات. وعملهم يتمثل في وضع ما يسمى العلامات على البيانات، ويتكون وضع العلامات قبل كل شيء على الصور، والنصوص، ومقاطع الفيديو، وإضافة هذه «العلامات» كما نفعل على 'الأنستغرام' أو عند وصف صورة ما. هذا هو العمل الذي يقوم به عمال البيانات، ويطلق على هؤلاء الأشخاص بعمال «النقر clic»، أو الأيدي الصغيرة للذكاء الاصطناعي، وكل هذا العمل يعدّ هاما وأساسيا حتى تستطيع الحواسيب تحليل الصور والنصوص ومقاطع الفيديو ومعالجتها. نحن الآن نواجه إدارة فاشية تقنية قائمة على القواعد والسلوك الاستبدادي الشمولي؛ فـ'شات جي بي تي'، ينقسم عماله أو بالأحرى عبيد الذكاء الاصطناعي بين كينيا وكولومبيا، ولا يختلف الذكاء الاصطناعي اليوم كثيرا عن حقول الموز في دول الجنوب، أو مزارع القهوة، والكاكاو، والتبغ، والقائمة طويلة. ولهذا، علينا نحن في الجزائر، العمل في مجال الذكاء الاصطناعي على النموذج الصيني، لأنه أقرب إلينا، ولن تجد فيه هذا النوع من الاستغلال والفاشية. ولتدريب هذه الآلات، من الضروري تجنيد مئات الآلاف، وفقا لبعض التقديرات، أو عدة ملايين من الأشخاص. في كل مكان عبر العالم، حتى تكون المعلومات والتعلم متنوعا قدر الإمكان. وعمال البيانات يتقاضون رواتب زهيدة جدا. فمن هو المستعد للعمل في ظل هذه الظروف؟ هم في الغالب سكان الجنوب، وتحديدا في البلدان ذات الدخل المنخفض. يعتمد عمالقة التكنولوجيا اليوم على نماذج الأعمال، وعلى أساليب التشغيل التكنولوجية، والتي يمكن تلخيصها بأنها رأسمالية المنصة، أي أننا نتعامل مع 'غوغل' و'ميتا' أو غيرهما من المؤسسات الأقل شهرة، ومن ثمة، فإن هذه المنصات، بقدر ما هي هيكل الشبكة، حيث تلتقي العديد من الجهات الفاعلة والبائعين والمشترين والعمال وأصحاب العمل المحتملين. هذه المنصة تتظاهر بأنها تعمل تلقائيّا، ولكن في الحقيقة هي تعتمد على العنصر البشري بشكل كبير، وهذا العنصر البشري غير ظاهر وموجود في دول الجنوب البعيدة عن الأنظار. هناك رابط تكنولوجي بين المنصة والذكاء الاصطناعي، ولكن قبل كل شيء هناك رابط قوي للغاية، والطريقة التي يجري بها تمويل هذه المنصات ومجموعات المستثمرين، والتي نسميها «المشاريع الرأسمالية» التي يمكننا ترجمتها، من خلال مغامرات الرأسماليين الذين يسعون دائمًا لتحقيق أحلام عظيمة أو أحلام تكنولوجية أو أحلام اقتصادية، أي التحرك نحو عالم أفضل. في الواقع، لم يتمكّنوا بعد من الوصول إلى المستوى الذي وضعوه من قبل، فمثلا مؤسس 'شات جي بي تي' يَعِدُ بتحقيق ذكاء اصطناعي عامّ وشامل، أي ذكاء اصطناعي يكون في مستوى الذكاء البشري نفسه، ولكن هذا الوعد لم يتحقق بالرغم من وجود 'شات جي بي تي' في السوق منذ عام 2020. ما تمكّن من إنتاجه حتى الآن هو «نوع من الدردشة»، والذي يعمل بشكل مقبول عموما، لكننا بعيدون عن الذكاء البشري. والوعد الآخر يتمثل في أنه يجب إخفاء هؤلاء العمال والذين يشكلون الأهمية المادية لهذا الذكاء الاصطناعي، أي العمال الذين يقدمون قوة العمل للذكاء الاصطناعي لأن معظم هذه الأجساد والأيدي والتي تعمل وتكدّ يوميّا، موجودة في دول الجنوب، وهي تاريخيا دول مهمشة، وتتعرض لأشكال من الاستغلال. فـالذكاء الاصطناعي يحقق حلما لفئة معينة من البشر، في العادة من البيض وفي بلدان الشمال الغنية جدّا، الذين يستغلون الأشخاص غير البيض، في مناطق الجنوب. لنصل وراء هذا الوعد، لنرى ظهور وحوش مروّعة لحاضرنا، مثل العنصرية والاستعمار، فهي مجموعة كاملة من الميول الأخرى لمجتمعنا. وبصراحة، أعتقد أنها الفاشية، لدينا حقًّا أمام مظهر النزعة الاستبدادية الشمولية، التي تتجذَّر داخل الديمقراطيات الغربية، كما هو الحال تاريخيّا، قبل قرن بالضبط، الفاشية ذاتها. فاشية موسوليني وهتلر، كانت قد وصلت إلى السلطة، من خلال الآليات الديمقراطية في ذلك الوقت. والشيء ذاته يحدث اليوم، على سبيل المثال، الحالة الأمريكية، مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، برفقة مجموعة من الأشرار، مثل جيف بيسوس، ومارك زوكينبرغ، وإيلون ماسك، هذه الشخصية المزعجة، وبصراحة، هذا هو الجانب البشع، من هذه الشخصيات، فهؤلاء الأشرار، ليسوا أشرارًا كاريكاتوريين، على الرغم من سهولة تصويرهم كاريكاتوريّا. إنه حقًّا عودة الخطاب الفاشي. هذا الخطاب الذي يريد قمع المعارضين السياسيين، وطرد الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم أجانب وأعداء للوطن. لم يكن هذا الماضي موجودا قطّ، ولن يكون هذا المستقبل موجودا أكثر من غيره. ما هو موجود هو الحاضر، الذي فيه مجموعة من التلاعبات السياسية، التي تقلّل من الأوزان الديمقراطية التي كانت موجودة في الماضي، والتي تحدّ من سلطات القضاة، وتستبعد الصّحافيين، مما يضع المعارضين السياسيين في السجن، وهذا شيء يجري تحقيقه اليوم أكثر فأكثر في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. أريد أن أقول إن هذه الفاشية التقنية تُستخدم بطريقة عنيفة، بين العمل البشري والذكاء الاصطناعي. وكان أول شيء قام به ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، هو إصلاح تشريع الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته تقريبا سمح بتقديم العرض في البيت الأبيض، وهي المبادرة الريادية الجديدة لسام ألتمان، مؤسس Open AI، ومنشئ 'شات تي بي جي'، لتقديم شركته الجديدة، 'ستارغايت' بقيمة 500 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، أريد أن أقول إن هذه الفاشية التقنية تستخدم بطريقة عنيفة، بين العمل البشري والذكاء الاصطناعي. وكان أول شيء قام به ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، هو إصلاح تشريع الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته تقريبًا سمح بتقديم العرض في البيت الأبيض، وهي المبادرة الريادية الجديدة لسام ألتمان، مؤسس Open AI، ومنشئ 'شات تي بي جي'، لتقديم شركته الجديدة، 'ستارغايت' بقيمة 500 مليار دولار. لماذا يرتبط هذان الأمران معا، ولماذا يتماشى هذا العمل مع العمل البشري؟ لأن وعد ترامب بتحرير الذكاء الاصطناعي، ووعده الثاني وقت عودته إلى البيت الأبيض، بترحيل ملايين الأشخاص من الولايات المتحدة. هؤلاء الأشخاص الذين يجري ترحيلهم ليسوا أشخاصًا خطيرين، أو عاطلين عن العمل، بل هم من الطبقة العاملة في ميدان الذكاء الاصطناعي، ويجري ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، لكن يطلب منهم أن يستمروا في العمل مع الولايات المتحدة عن بعد. وهذا بالضبط ما يقوم به الذكاء الاصطناعي اليوم، بقدر ما يستفيد الذكاء الاصطناعي من الأيدي الصغيرة المحجوبة في بلدهم الأصلي، والتي ليس لها الحق في الهجرة والذهاب إلى دول غربية أخرى، لأنها تواجه قوانين صارمة تمنعها من الذهاب إلى أوروبا على سبيل المثال. لذا عمال البيانات مرغمين على مواصلة العمل معهم من بلدانهم. نحن الآن نواجه إدارة فاشية تقنية قائمة على القواعد والسلوك الاستبدادي الشمولي؛ فـ'شات جي بي تي'، ينقسم عماله أو بالأحرى عبيد الذكاء الاصطناعي بين كينيا وكولومبيا، ولا يختلف الذكاء الاصطناعي اليوم كثيرا عن حقول الموز في دول الجنوب، أو مزارع القهوة، والكاكاو، والتبغ، والقائمة طويلة. ولهذا، علينا نحن في الجزائر، العمل في مجال الذكاء الاصطناعي على النموذج الصيني، لأنه أقرب إلينا، ولن تجد فيه هذا النوع من الاستغلال والفاشية. بالإضافة إلى هذا يجب أن نقوم بثورة في تدريس الرياضيات في المدارس الجزائرية وخاصة الطور الابتدائي، ومنذ السنة الأولى ابتدائي بل في الأقسام التحضيرية، ولم لا في المدارس القرآنية. وللأسف، فإنّ تدريس الرياضيات اليوم في الطور الابتدائي بالجزائر، مازال بعيدا كل البعد، عن ما يجب أن يكون.

الذكاء الاصطناعي في الجزائر.. أداة للخير أم للشر
الذكاء الاصطناعي في الجزائر.. أداة للخير أم للشر

الشروق

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الشروق

الذكاء الاصطناعي في الجزائر.. أداة للخير أم للشر

صار الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ، من التجربة التي يخلصها الجزائريون اليوم، على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، وإن كان استعماله لا يزال بدائيا، غير أنه في تطور رهيب، خاصة أن العالم تجاوز مصطلح القرية الصغيرة، إلى البيت الصغير. الشروق العربي، تطرح سؤالا حاسما: هل الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟ هل هو أداة للخير أم للشر؟ أول ما تبادر إلي، أن أسأل الذكاء الاصطناعي، شات جيبيتي، أن يعرف بنفسه، فكان جوابه أن الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من التقنيات والأنظمة، التي تهدف إلى تمكين الأجهزة والبرمجيات من محاكاة بعض قدرات الذكاء البشري، مثل التعلم من البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة وحل المشكلات. يُستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، مثل تحليل البيانات، والتعرف على الصور والكلام، وتحسين الأنظمة ذاتية التشغيل، والعديد من المجالات الأخرى. هذا التعريف، لا غبار عليه، فهذه ماهية الذكاء الاصطناعي في المطلق، ولكن، هل هو كذلك في الواقع؟ الذكاء الاصطناعي آفاق وتحديات في السنوات الأخيرة، وضعت الجزائر خططًا لتطوير الذكاء الاصطناعي، من خلال إنشاء اللجنة الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى دمج هذه التكنولوجيا في مختلف المجالات مثل الصحة، الصناعة، التعليم. جامعات جزائرية عديدة، تقدم برامج دراسات متعلقة بالذكاء الاصطناعي، مثل جامعة الجزائر 1، جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، جامعة قسنطينة 2، وغيرها. هناك مختبرات بحث متخصصة، تعمل على تطوير حلول، تعتمد على الذكاء الاصطناعي في معالجة الصور، التعرف على الصوت، تحليل البيانات الضخمة. بدأت بعض الشركات الناشئة في الجزائر بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالات، مثل التجارة الإلكترونية، الطب، التكنولوجيا المالية. استخدامات إيجابية الذكاء الاصطناعي في الجزائر استخدامات الذكاء الاصطناعي لا تعد ولا تحصى.. في الصحة، يمكن استعماله في الكشف المبكر عن الأمراض. في الصناعة، يمكن من تحسين الإنتاج. وفي الأمن، يمكن استعماله في الكشف عن الجرائم الإلكترونية. الذكاء في يد الشر عمليا، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور فعال في الاقتصاد، وأيضا في المجتمع. ولكنه، سلاح ذو حدين. فمن جهة أخرى، يستعمله الكثيرون سلبا، ويحولون استخداماته إلى مظاهر سلبية، مثل تحويل الصور وتركيبها بطريقة غير لائقة، بينما يستعمله الكثير من الشباب في صناعة محتوى هادف، في السياحة وأيضا في الترويج للتراث الجزائري، في محاكاة الأحداث التاريخية التي مرت على بلادها وسردها بطريقة ملفتة. في تجربتهم الأولى في استعمال الذكاء الاصطناعي، يدفع الفضول الكثيرين إلى سؤال أدوات الذكاء وتطبيقاته عن كل ما يدور في ذهنهم، ويقبلون بجوابه، كأنه مصدر جديد للمعلومة. وهنا، تكمن خطورته، بالإضافة إلى استعماله في السخرية والتنمر على الأفراد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وإذ يعرف الجزائريون بطرافتهم، فهم لا يفوتون فرصة سؤال الذكاء الاصطناعي عن أمور غريبة، مثل التنبؤ بنتائج المباريات والأحداث. الذكاء الاصطناعي قد يسبب البطالة، قد تجدون هذا الطرح مبالغا فيه، لكن عشرات المهن والوظائف ستختفي. ففي أميركا، بدأت بعض المدارس الخاصة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التدريس، بدلاً من المعلمين التقليديين، ما يثير تساؤلات حول مستقبل مهنة التعليم وقدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم المعرفة للطلاب، بشكل أكثر فاعلية. وظائف أخرى، قد يؤول بها الأمر إلى الاندثار، كوظائف البرمجة والحاسوب، التي تستعمل التكنولوجيات الحديثة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store