logo
سقوط ليونتوبيتشي وتطويق باكروفسك.. تحوّل دراماتيكي في حرب أوكرانيا

سقوط ليونتوبيتشي وتطويق باكروفسك.. تحوّل دراماتيكي في حرب أوكرانيا

في تحوّل ميداني سريع على جبهة دونيتسك الشرقية، حققت القوات الروسية خلال الساعات الـ24 الماضية تقدمًا استراتيجيًا، أدى إلى سقوط بلدة ليونتوبيتشي بالكامل، وتطويق مدينة بوكروفسك من 3 محاور رئيسة، في خطوة تُعد تهديدًا خطيرًا لدفاعات أوكرانيا في هذا القطاع الحيوي.
وتكتسي مدينة بوكروفسك أهمية استراتيجية كبيرة، فهي آخر مركز حضري رئيس تسيطر عليه أوكرانيا في غرب دونيتسك. كما تُعد عقدة إمداد حيوية للقوات الأوكرانية المنتشرة على طول الجبهة الجنوبية. وبالتالي، فإن سقوطها يعني قطع شريان الإمداد الأخير، ما يؤدي إلى تقييد حركة القوات الأوكرانية بشكل كبير في المنطقة.
فيما تكمن أهمية بلدة ليونتوبيتشي، التي سقطت في أيدي القوات الروسية، في كونها البوابة الشمالية الشرقية لمدينة بوكروفسك. وقد منحت السيطرة عليها موسكو مواقع مرتفعة استراتيجية، تمكنها من استهداف الطرق المؤدية إلى بوكروفسك مباشرةً. وهذا يجعل أي محاولة لإرسال تعزيزات أو انسحاب القوات الأوكرانية شبه مستحيلة.
التطويق العملياتي
الهجوم الروسي الأخير خالف النمط التقليدي للمعارك السابقة، فبدلاً من القصف المدفعي المطوّل والتقدم البطيء، اعتمدت موسكو على مجموعات هجومية صغيرة وسريعة الحركة، استغلت الإنهاك الأوكراني ونقص الذخائر.
واللافت، أن روسيا فضلت التطويق العملياتي بدلًا من الاقتحام المباشر، محاصرة المدينة تدريجيًا عبر كماشة من الشرق والجنوب، لتضع المدافعين في مأزق خانق دون الدخول في حرب شوارع طويلة.
ولا يقتصر التطور الأخير على خسارة مواقع، بل يعيد رسم موازين القوة، خاصة وأن سقوط بوكروفسك المحتمل قد يفتح الطريق أمام القوات الروسية للتقدم نحو حدود دنيبروبتروفسك، مما يهدد بتقسيم الجبهة الشرقية الأوكرانية.
ومن الناحية السياسية، يمنح هذا التقدم بوتين ورقة ضغط قوية قبل أي محادثات سلام، خاصة في ظل الحديث المتجدد عن معادلة "الأراضي مقابل السلام".
وفي المقابل، تجد كييف نفسها أمام خيارات صعبة، إما القتال حتى النهاية بمخاطر فادحة، أو الانسحاب التكتيكي لإنقاذ القوات، أو محاولة تنفيذ هجوم مضاد محفوف بالمخاطر لكسر الطوق.
اختراق استراتيجي
وفقًا للخبير العسكري، العميد نضال زهوي، فإن الهجوم الروسي الأخير الذي أدى إلى سقوط ليونتوبيتشي وتطويق بوكروفسك يمثل اختراقًا استراتيجيًا ذا تأثير بالغ على مسار الحرب.
وأوضح زهوي أن تأثير هذا التقدم لا يقتصر على المكاسب العسكرية فحسب، بل يمتد ليشكل ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا على أوكرانيا بسبب توقف الأنشطة الإنتاجية وقطع خطوط الإمداد اللوجستية. واعتبر أن هذا التطور قد يؤدي إلى انهيار منظومة الدفاع الأوكرانية بالكامل في إقليم دونيتسك.
ويشير زهوي في تصريح لـ«إرم نيوز» إلى أن هذا التقدم جاء قبل أيام من القمة المرتقبة بين بوتين وترامب، في خطوة تعكس استراتيجية روسية معتادة تتمثل في رفع سقف التصعيد العسكري قبل أي محادثات سياسية.
ويضيف أن القوات الروسية، من الناحية الاستراتيجية، باتت قادرة على كسر كامل الدفاعات الأوكرانية شرق البلاد، بينما تمكنت من الناحية العملياتية من خنق الاقتصاد الأوكراني، أما تكتيكيًا فقد لجأت موسكو لأول مرة إلى استخدام نحو 80 طائرة مسيرة في قلب المعركة، بينها طائرات شبيهة بـ«شاهد» الإيرانية، تم إسقاط ما بين 30 و34 منها.
ويصف هذه العملية بأنها اعتمدت على تمهيد ناري كثيف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، إلى جانب إدخال تكتيكات جديدة عززت قدرة القوات الروسية على اختراق واحد من أصعب خطوط الدفاع الأوكرانية.
ويربط زهوي هذه التطورات بملفات دولية أخرى، أبرزها الملف السوري، حيث قد تستغل موسكو هذا الزخم لتعزيز نفوذها في غرب سوريا، وكذلك ملف المصالحة بين أرمينيا وأذربيجان الذي يرتبط بمشروع «ممر زنجزور»، بما قد يؤثر على التواصل الإيراني الروسي عبر ممر الشمال – الجنوب.
مرحلة جديدة
ومن جانبه، يعتبر المحلل السياسي الدكتور سعد خلف، أن ما جرى في الساعات الأخيرة يمثل دخول الصراع إلى مرحلة جديدة، حيث تجاوزت روسيا حدود المكاسب التكتيكية لتبدأ في تثبيت مواقع استراتيجية، ما قد يمهّد لاختراق واسع إذا استمرت العمليات في الأشهر المقبلة ولم تتوقف بنتيجة القمة المقررة بين بوتين وترامب في 15 أغسطس/ آب الجاري بألاسكا.
ويشرح خلف في تصريح لـ«إرم نيوز» أن الجيش الروسي يركز عملياته على محاور رئيسة تشمل باكروفسك، ميرنوغراد، سيفيرسك، كوستانتينوفكا، وكوبيانسك، وأنه نجح خلال العام الماضي في السيطرة على مئات القرى والبلدات بهذه المناطق، إضافة إلى تطويق مدن استراتيجية من 3 جهات، مما يجعل سقوطها مسألة وقت في حال قطع خطوط الإمداد.
ويؤكد أن الوضع الحالي يقرب روسيا من السيطرة الكاملة على إقليم دونباس، خاصة بعد سيطرتها الكاملة على لوهانسك وبقاء نحو 25% من دونيتسك خارج قبضتها، فيما تضع معارك اليوم مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك في مرمى العمليات المقبلة.
التجنيد القسري في أوكرانيا
ويلفت خلف إلى تراجع القوة النارية الأوكرانية إلى مستويات غير مسبوقة، بحيث لا يتجاوز معدل الانتشار دبابة واحدة لكل كيلومتر، ومدفعين لكل كيلومتر، وجندي واحد لكل 100 متر، وهو ما يعكس أزمة حادة في القوى البشرية والمعدات، واضطرار الجيش الأوكراني للتجنيد القسري في بعض المناطق، مقابل تراجع الدعم الغربي مقارنة بسنوات الحرب الأولى.
ويرى أن موسكو تنظر إلى قمة ألاسكا كفرصة لتحويل مكاسبها الميدانية إلى أوراق ضغط سياسية، بينما يسعى ترامب إلى صفقة كبرى توقف القتال مقابل ترتيبات أمنية تمنحه إنجازًا داخليًا، لكنه يحذر من أن أي اتفاق محتمل قد يعني تجميد الصراع وفق الشروط الروسية لا إنهاءه، مع الإبقاء على القدرة على الضغط على كييف.
مسقط رأس زيلينكسي
أما الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، فيضع المشهد في سياق تقدم ميداني مهم لكنه ليس حاسمًا بعد، موضحًا أن باكروفسك، بموقعها الجغرافي المرتفع نسبيًا وحجمها الكبير، تمثل محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، ولهذا قاتلت أوكرانيا للحفاظ عليها.
ويرى أن السيطرة عليها ستفتح الطريق نحو دنيبروبتروفسك، وهو ما يهدد مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بما يحمله ذلك من رمزية سياسية ومعنوية.
ويؤكد أن القوات الروسية تحقق منذ فترة طويلة انتصارات تكتيكية لا تعني بالضرورة اقتراب الحسم العسكري أو إسقاط النظام الأوكراني، وهو سيناريو يرفضه الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي.
ويشير رشوان إلى أن الأنظار تتجه لاجتماع ألاسكا، الذي قد يمهّد لاجتماع لاحق في إسطنبول بين بوتين وزيلينسكي، لكنه يبدي شكوكه في إمكانية تحقيق اختراق سياسي حقيقي في هذه المرحلة.
ويؤكد أن روسيا تواصل الضغط لتحقيق أهدافها، وفي مقدمتها تخفيف أو رفع العقوبات الغربية، مشيرًا إلى أن القرار في هذا الملف بيد الدول الأوروبية التي تفرض الحصة الأكبر من العقوبات، في ظل تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية قبل اندلاع الحرب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل سيقوم بوتين باستغلال الهدنة مع أوكرانيا لإعادة تأهيل الجيش الروسي؟
هل سيقوم بوتين باستغلال الهدنة مع أوكرانيا لإعادة تأهيل الجيش الروسي؟

صوت بيروت

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت بيروت

هل سيقوم بوتين باستغلال الهدنة مع أوكرانيا لإعادة تأهيل الجيش الروسي؟

كشف تقرير أنه في حين تولدت بعض المؤشرات على أن أهداف بوتين قصيرة الأجل في أوكرانيا ربما تكون تغيرت ــ وهو ما يعزز التفاؤل داخل البيت الأبيض بإمكانية التوصل إلى اتفاق ــ فإن الرأي السائد في مجتمع الاستخبارات الأمريكي كان 'أكثر تشككًا'. وأفاد تقرير لشبكة 'سي إن إن' بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يُواصل التمسك بالأهداف الإقليمية 'المتطرفة' التي سعى إليها طوال الحرب في أوكرانيا، ومن المرجح أن يستخدم أي وقف محتمل لإطلاق النار لإعادة تأهيل قواته، وربما لشن هجوم جديد على كييف. وأكد التقرير، نقلًا عن مصادر، أن بوتين لا يزال يسعى لضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعدم دخول قوات حفظ السلام الأجنبية إلى أراضيها، رغم الدعوات الأوروبية لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وقال شخص مطلع على تقييمات الاستخبارات الأمريكية للشبكة إن 'بوتين يعتقد أنه منتصر، ولا يرى أي مبرر للتراجع'، مضيفًا: 'من الأفضل له الاستحواذ على المكاسب الحالية، بما في ذلك الأراضي الأوكرانية التي استولى عليها بالقوة، ثم الانطلاق مجددًا لانتزاع المزيد'. وتأتي هذه التقييمات في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفهم تحركات بوتين بشكل أفضل، وسط مخاوف أوكرانية وأوروبية من محاولة الكرملين التأثير في البيت الأبيض، خاصة بعد الموافقة على عقد اجتماع مع بوتين في الولايات المتحدة دون حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال مسؤول أوروبي للشبكة 'روسيا تعرض وقف الحرب إذا حصلت على كل ما أرادت دائمًا، بما في ذلك مطالبها الأكثر تطرفًا، وهذا لن يكون صفقة، بل خضوعًا'. وكشفت مصادر أمريكية عن إحباط ترامب المتزايد من بوتين قبل قمتهما، في ألاسكا، يوم الجمعة، لمناقشة إنهاء حرب روسيا المستمرة منذ سنوات لأوكرانيا.

لقاء ترامب وبوتين: ماذا نعرف عنه؟
لقاء ترامب وبوتين: ماذا نعرف عنه؟

سيدر نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • سيدر نيوز

لقاء ترامب وبوتين: ماذا نعرف عنه؟

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنكوريج، يوم الجمعة، لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا. ويُعقد هذا اللقاء رفيع المستوى في قاعدة إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة، وهي منشأة عسكرية أمريكية تقع شمال أكثر مدن ألاسكا اكتظاظاً بالسكان. وأكد مسؤولو البيت الأبيض أن القاعدة استوفت المتطلبات الأمنية اللازمة لاستضافة الزعيمين، إذ لم تكن هناك خيارات متعددة لعقد هذا الاجتماع الذي رُتب له في عجالة، في ذروة موسم السياحة الصيفية. الجدير بالذكر أن جولات المحادثات الثلاث بين روسيا وأوكرانيا هذا الصيف، التي عُقدت بناءً على طلب ترامب، لم تنجح في دفع الجانبين نحو السلام. وإليكم ما نعرفه عن القاعدة، وما يُمكن توقعه من هذا الاجتماع. ما هي قاعدة إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة؟ تعود جذور قاعدة إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة إلى الحرب الباردة، وهي أكبر قاعدة عسكرية في ألاسكا. وتُعد هذه المنشأة، التي تبلغ مساحتها 64.000 فدان، موقعاً أمريكياً رئيسياً للتأهب العسكري في القطب الشمالي. وتحيط بالقاعدة جبالٌ مُغطاة بالثلوج وبحيراتٌ جليديةٌ وأنهارٌ جليديةٌ خلابة، وتسود فيها أجواء باردة طوال العام، إذ تصل درجات الحرارة فيها إلى 12 درجة مئوية تحت الصفر في فصل الشتاء. ومع ذلك، سيكون الطقس معتدلاً نسبياً خلال لقاء الزعيمين يوم الجمعة؛ حيث ستبلغ درجة الحرارة نحو 16 درجة مئوية. وقد أوضح ترامب أهمية إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة حين قال في زيارة للقاعدة خلال ولايته الأولى عام 2019، إن القوات الأمريكية هناك 'تخدم في آخر حدود بلادنا كخط دفاع أول لأمريكا'. ويعيش في هذا الموقع أكثر من 30.000 نسمة، أي ما يُمثل نحو 10 في المئة من سكان أنكوريج. ويعود تشييد هذه القاعدة إلى عام 1940، حين كانت موقعاً دفاعياً جوياً بالغ الأهمية، ونقطة قيادة مركزية لصد تهديدات الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. وقد تجلت أهميتها بشكل خاص عام 1957، حين استضافت 200 طائرة مقاتلة، وأنظمة رادار متعددة لمراقبة الحركة الجوية والإنذار المبكر، ما أكسبها لقب 'الغطاء الجوي لأمريكا الشمالية'. ولا تزال القاعدة في نمو مستمر بفضل موقعها الاستراتيجي ومرافقها التدريبية. لماذا يلتقي الزعيمان في ألاسكا؟ اشترت الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا عام 1867، ما يضفي على الاجتماع طابعاً تاريخياً. وقد أصبحت ألاسكا ولاية أمريكية رسمياً عام 1959. وأشار مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، إلى أن الدولتين جارتان، ولا يفصل بينهما سوى مضيق بيرينغ. وقال أوشاكوف: 'يبدو منطقياً تماماً أن يحلّق وفدنا فوق مضيق بيرينغ، وأن تُعقد قمة مهمة ومرتقبة كهذه بين زعيمي البلدين في ألاسكا'. وكانت آخر مرة برزت فيها ألاسكا في حدث دبلوماسي أمريكي، في مارس/آذار 2012، عندما التقى الفريق الدبلوماسي والأمني لجو بايدن بنظرائهم الصينيين في أنكوريج. حينها، اتسم الاجتماع بالتوتر، حيث اتهم الصينيون الأمريكيين بـ'التعالي والنفاق'. لماذا يلتقي بوتين وترامب؟ يسعى ترامب جاهداً – دون نجاح حتى الآن – لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكان ترامب قد تعهد كمرشح رئاسي، بأنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه. وكثيراً ما كرر أن الحرب 'ما كانت لتحدث أبداً' لو كان رئيساً وقت الغزو الروسي عام 2022. وفي الشهر الماضي، صرّح ترامب لبي بي سي بأنه 'يشعر بخيبة أمل' تجاه بوتين. وبعد أن تزايدت حدة الإحباط، حدد ترامب الثامن من أغسطس/آب موعداً نهائياً لبوتين، للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، وإلا فسيواجه عقوبات أمريكية أشد. ومع اقتراب الموعد النهائي، أعلن ترامب أنه وبوتين سيلتقيان وجهاً لوجه في 15 أغسطس/آب. ويأتي هذا الاجتماع بعد أن أجرى المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف محادثات 'مثمرة للغاية' مع بوتين في موسكو يوم الأربعاء، وفقاً لترامب. وقبل الاجتماع، سعى البيت الأبيض إلى التقليل من التكهنات بأن الاجتماع الثنائي قد يُسفر عن وقف إطلاق النار. وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم للبيت الأبيض إن هذا اللقاء يعد بمثابة 'استماع' للرئيس. وفي حديثه للصحفيين يوم الاثنين، قال ترامب إنه يعتبر القمة 'اجتماعاً استطلاعياً' يهدف إلى حث بوتين على إنهاء الحرب. هل ستحضر أوكرانيا؟ لا يُتوقَّع حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ قال ترامب يوم الاثنين: 'أود أن أقول إنه يستطيع الحضور، لكنه حضر العديد من الاجتماعات'. ومع ذلك، صرّح ترامب بأن زيلينسكي سيكون أول من سيتصل به بعد اللقاء المرتقب. وفي وقت لاحق، أوضح مسؤول في البيت الأبيض بأن ترامب وزيلينسكي سيلتقيان افتراضياً يوم الأربعاء، قبيل قمة الرئيس الأمريكي مع بوتين. وسينضم إلى اجتماع زيلينسكي عدد من القادة الأوروبيين. وكان بوتين قد طلب استبعاد زيلينسكي، على الرغم من أن البيت الأبيض كان قد صرّح سابقاً بأن ترامب مستعد لعقد اجتماع ثلاثي يحضره القادة الثلاثة. وقال زيلينسكي إن أي اتفاقات دون مساهمة أوكرانيا ستكون بمثابة 'حبر على ورق'. ما الذي يأمل الطرفان في تحقيقه؟ على الرغم من أن كلاً من روسيا وأوكرانيا لطالما أكدتا رغبتهما في إنهاء الحرب، إلا أن كلاً منهما يريد ما يعارضه الطرف الآخر بشدة. وصرح ترامب يوم الاثنين بأنه 'سيحاول إعادة بعض الأراضي [التي تحتلها روسيا] إلى أوكرانيا'؛ لكنه حذّر أيضاً من احتمال حدوث 'بعض التبادل والتغيير في الأراضي'. ومع ذلك، أصرت أوكرانيا على رفض سيطرة روسيا على المناطق التي استولت عليها، ومنها شبه جزيرة القرم. كما رفض زيلينسكي هذا الأسبوع أي فكرة بشأن 'تبادل' الأراضي، قائلاً: 'لن نكافئ روسيا على ما ارتكبته'. في غضون ذلك، لم يتراجع بوتين عن مطالبه، لا سيما فكرة حياد أوكرانيا، وتحديد حجم جيشها المستقبلي. وكانت أحد الأسباب التي دفعت روسيا، نوعاً ما، إلى شن غزوها الشامل لأوكرانيا، هو اعتقاد بوتين بأن حلف الناتو، التحالف العسكري الغربي، يستخدم هذه الدولة المجاورة ليضمن موطئ قدم لقواته بالقرب من حدود روسيا. وأفادت قناة سي بي إس نيوز، الشريكة الأمريكية لبي بي سي، بأن إدارة ترامب تحاول التأثير على القادة الأوروبيين بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، من شأنه أن يُسلم مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية إلى روسيا. ووفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات، سيسمح الاتفاق لروسيا بالاحتفاظ بالسيطرة على شبه جزيرة القرم، والاستيلاء على منطقة دونباس شرق أوكرانيا، التي تضم دونيتسك ولوهانسك. وقد احتلت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني عام 2014، وتسيطر قواتها على معظم منطقة دونباس. وبموجب الاتفاق، سيتعين على روسيا التخلي عن منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين، حيث تبسط سيطرتها العسكرية على بعض تلك المناطق.

ترامب: لن أناقش تقسيم الأراضي الأوكرانية مع بوتين في قمة ألاسك
ترامب: لن أناقش تقسيم الأراضي الأوكرانية مع بوتين في قمة ألاسك

ليبانون ديبايت

timeمنذ 4 ساعات

  • ليبانون ديبايت

ترامب: لن أناقش تقسيم الأراضي الأوكرانية مع بوتين في قمة ألاسك

قالت شبكة "إن بي سي نيوز"، الأربعاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاءه الأوروبيين، أنه لن يناقش مسألة تقسيم الأراضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما المقرر هذا الأسبوع في ولاية ألاسكا. وذكر موقع "بوليتيكو" أن ترامب أبلغ القادة الأوروبيين بأن الولايات المتحدة قد تقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا، شرط ألا تكون هذه الخطوة جزءًا من حلف شمال الأطلسي. ونقل الموقع عن دبلوماسي أوروبي ومسؤول بريطاني وشخص مطلع على المكالمة، أن واشنطن مستعدة لتزويد كييف بالوسائل اللازمة لردع أي عدوان روسي مستقبلي في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وحذّر ترامب، الأربعاء، بوتين من "عواقب وخيمة" إذا عرقل تحقيق السلام في أوكرانيا، مع الإشارة إلى احتمال عقد اجتماع ثانٍ يضم بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا. وأعطت هذه التصريحات، إلى جانب أجواء الاجتماع الافتراضي الذي جمع ترامب مع قادة أوروبيين وزيلينسكي، دفعة من الأمل لكييف وسط مخاوف من أن تتضمن القمة تنازلات إقليمية لصالح روسيا. وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شارك في المكالمة، على أن ترامب وافق على ضرورة إشراك أوكرانيا في أي نقاشات تتعلق بأراضيها، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار هو هدف رئيسي لاجتماع ألاسكا. من جانبه، قال زيلينسكي إن ترامب أيّد فكرة الضمانات الأمنية كجزء من تسوية ما بعد الحرب، فيما أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس ضرورة التمسك بمبدأ عدم جواز تغيير الحدود بالقوة، محذرًا من زيادة الضغوط على موسكو إذا لم تقدم تنازلات. ومن المقرر أن يبحث ترامب وبوتين في قمة ألاسكا، المقررة مساء الجمعة، سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، والتي تُعد أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وكان ترامب قد أشار سابقًا إلى إمكانية مبادلة أراضٍ بين الطرفين لإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه كييف إذا كان يعني تقديم تنازلات كبيرة. وبحسب استطلاع حديث لمؤسسة "غالوب"، فإن 69% من الأوكرانيين يؤيدون إنهاء الحرب عبر التفاوض في أسرع وقت، لكن استطلاعات أخرى تظهر أنهم يرفضون السلام إذا كان ثمنه التخلي عن مساحات واسعة من الأراضي. في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الروسية أليكسي فاديف أن موقف موسكو لم يتغير منذ إعلان بوتين في حزيران 2024، الذي اشترط انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق تقول روسيا إنها ضمتها، والتخلي رسميًا عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط رفضتها كييف واعتبرتها بمثابة إعلان استسلام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store