
ماذا بعد ضياع الأمان الوظيفي؟
سوف يضيع أمان المسرّح وعائلته، وستزداد أعداد المعوزين والفقراء في المجتمع. كما ستلتحق قوافل المسرّحين من العمل بأقرانهم الباحثين عن عمل. وبدلًا من حلحلة أزمة الباحثين عن عمل، سيزداد الأمر سوءًا، إذ إن جمع أعداد الباحثين عن عمل مع أعداد المسرّحين سيؤدي إلى رقم مهول ينذر بأزمة وطنية تتطلب تدخلًا سريعًا، فهي تتصاعد عامًا بعد عام، ومع كل حالة تسريح جديدة.
لسان حال المسرّحين من العمل يقول: إلى متى؟ إلى متى نظل ندور في حلقة مفرغة، وجدال عقيم، وأقوال لا تتبعها أفعال؟ إلى متى تبقى الأفكار الإبداعية حبيسة الأدراج ولا تجد من ينفّذها على أرض الواقع؟
لقد سئموا من "محلك سر"، فلا جديد تحت الشمس، وقضيتهم بلا حل جذري.. ومسلسل التسريح الدراماتيكي الطويل مستمر، وحلقاته لا نهاية لها.
إن الأمر جدّ خطير ولا يحتمل التأجيل.. افعلوا شيئًا من أجل المسرّحين عن العمل، ومن أجل وحدة وأمن واستقرار المجتمع، قبل أن يحدث ما لا تُحمد عقباه -لا قدّر الله.
إن قرار إلغاء منفعة الأمان الوظيفي عن المسرّحين ستكون له عواقب وخيمة على المسرّح وأسرته والمجتمع.. المسرّحون من العمل كُثر، وينتشرون في جميع مناطق الوطن، ويعيلون أسرًا بأكملها.
فمن يضمن ألا يتحوّل بعضهم إلى سلوكيات خارجة عن القانون؟
ومن يضمن ألا يصبحوا عبئًا على المجتمع، وصيدًا سهلًا لشياطين الإنس والجن؟
الغلاء فاحش، ومتطلبات الحياة كثيرة، والجوع كافر، والحاجة "تسوّد الوجه" كما يُقال، والشيطان شاطر.. ومن لا يستطيع توفير لقمة العيش له ولمن يعول، قد يفعل كل ما في وسعه، بطرق مشروعة أو غير مشروعة.
إن المسرّحين عن العمل معرّضون للإصابة بالاكتئاب، واليأس، والانطواء، والشعور بالنقص، وقلة الحيلة، والزهد في الحياة، وفقدان الشغف، والرغبة في الهروب من واقع مرّ، ومن مطالب الأطفال والأسرة التي لا تنتهي، والتي يعجز تمامًا عن تلبيتها.
هذه صرخة مدوية يطلقها المسرّحون عن العمل، صرخة ألم وخوف من مصير مجهول.. لا توقفوا صرف منفعة الأمان الوظيفي، من أجل المسرّح، ومن أجل صون كرامته.. لا تجعلوه يصل إلى مراحل التوسل، والتردد على مقارّ الفرق الخيرية، وأهل الإحسان، ولجان الزكاة.
لا تدفعوه إلى بثّ مقاطع استجداء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو إلى الوقوف في ساحات المحاكم بسبب تراكم الديون عليه وعجزه عن سدادها، ثم يُساق إلى السجن.
هل وصلت الصرخة؟.. اللهم إني بلّغت، اللهم فاشهد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 13 ساعات
- جريدة الرؤية
رؤية "عُمان 2040".. الإنسان أولًا
حمود بن علي الطوقي تأملتُ كثيرًا وأنا أقرأ هذه الآية الكريمة من سورة الملك، الآية رقم ١٥، قوله تعالى: ﴿فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِ﴾، ولا أدري ما الذي قادني لربط هذه الآية الكريمة بمرتكزات رؤية "عُمان 2040"، لكنني أجد الآية الكريمة بمثابة الدعوة الإلهية الواضحة التي تدعو إلى السعي، والعمل، والاستفادة من خيرات الأرض… وهي ذاتها الدعوة التي نجد صداها في رؤية وطنية تستند في أولوياتها إلى "بناء الإنسان العُماني"، وتمكينه، وإعداده ليكون شريكًا في صناعة المستقبل، ومنتفعًا بخيرات الوطن. أسوق في هذا المقام تطلعاتنا لرؤية "عُمان ٢٠٤٠م"، فحين أُطلقت هذه الرؤية لم تكن مجرد وثيقة تخطيطية طموحة، بل كانت بمثابة عقد وطني بين الدولة والمجتمع، خُطّت ملامحه بمشاركة واسعة من مختلف فئات الشعب العُماني. ومن بين أبرز مرتكزات هذه الرؤية، يأتي "بناء الإنسان" -هذا الإنسان الذي يُقصد به المواطن العُماني- كونه حجر الأساس في التنمية وغايتها في آنٍ معًا. فيجب أن نُذكّر الجميع أن مهندس هذه الرؤية المباركة هو صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي رسم الآمال، وحدّد المسارات، لتكون هذه الرؤية جسرًا تعبر به عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة، ووضع -أبقاه الله- الإنسان العُماني في قلب الرؤية وأولويتها، إيمانًا منه بأنّ التنمية لا تتحقق إلا إذا كان الإنسان هو المحرّك لها والمستفيد الأول من ثمارها. اليوم، وبعد مرور خمس سنوات على انطلاق هذه الرؤية، نقف في منتصف الطريق، ونرسم الآمال بين ما تحقق وبين التحديات والطموحات، ونستدرج ما تبقّى من زمن لقطف ثمار الرؤية، وهي -بلغة السنوات- 15 عامًا فقط، ونرى في الأفق أن عجلة الحياة تدور بسرعة، وهذا الوقت المتبقي يجب أن نستثمره بذكاء وواقعية وصدق المشاعر مع الذات، مدركين أن الرؤية وضعت آمالًا كبيرة، ورسمت خريطة طريق دقيقة نحو مستقبل مزدهر. فما أراه أننا -كمراقبين ومتابعين- دائمًا نتغنّى كثيرًا بتكرار ذكر الرؤية في المحافل الرسمية، وهذا وحده لا يكفي ما لم يقترن بالفعل والعمل المخلص على أرض الواقع، وبتحقيق أثر ملموس في حياة المواطن اليومية. حتما إنّ الرؤية -كما أراد جلالته حفظه الله- وضعت رفاهية المواطن العُماني في أولوياتها، وهذا حق مشروع، وهذا الحق المكتسب ليس ترفًا ولا خيارًا جانبيًا، بل هو جوهر النجاح الحقيقي لمتطلبات الرؤية. فحين يشعر المواطن بأنّ مرتكزات الرؤية تنعكس إيجابًا على تطلعاته، فسيشمّر عن سواعد الجد والاجتهاد، ويجعل من جهده وولائه وتفاعله مع كل مسارات التنمية يتضاعف. ومن هنا، فإنّنا نرى أن فلسفة الرؤية ينبغي لها أن تضع المواطن العُماني في الأولوية الكبرى، وأن تتمحور كل السياسات والبرامج حوله، سواء في التعليم، والرعاية الصحية، والسكن، والدخل الكريم، وفرص العمل النوعي، والعدالة الاجتماعية. إننا ندرك -منذ انطلاق الرؤية وتوجّه الحكومة لترشيد الإنفاق من أجل تقليص المديونية وإطلاق خطة التوازن المالي- أنّ المواطن العُماني شارك في ترجمة متطلبات خطة التوازن المالي، وتحمل إجراءاتها بكل وعي ومسؤولية، واضعًا عُمان فوق كل اعتبار. واليوم، من الإنصاف أن يُكافأ هذا العطاء بسياسات تنموية تنعكس إيجابيًا على حياته. فالمرحلة المقبلة يجب أن تُبنى على مفهوم التمكين، وعلى الاستثمار في الإنسان كونه محور التنمية، وهو الرقم الأهم فيها. ومهما بلغت جودة الخطط، فإنها بلا إنسان مُمكَّن وسعيد، تظل ناقصة... وحبرًا على ورق.


عمان اليومية
منذ يوم واحد
- عمان اليومية
جلالة السلطان يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة للمملكة المتحدة
جلالة السلطان يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة للمملكة المتحدة العُمانية: بحمد الله وتوفيقه، عاد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة للمملكة المتحدة الصديقة. وفّق الله سلطان البلاد المعظم لتحقيق المزيد من التقدّم والإنجازات، وأحاطه بالحفظ والسّداد.


جريدة الرؤية
منذ يوم واحد
- جريدة الرؤية
جلالةُ السُّلطان يعود إلى أرض الوطن
مسقط- الرؤية عاد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة للمملكة المتحدة.