
هل نحن مستعدون لمواجهة الوباء التالي؟
Getty Images
شوارع شبه خالية من البشر والسيارات، محلات ومصانع ومكاتب مغلقة، ملايين البشر قابعون في منازلهم، اقتصادات وأنظمة صحية مثقلة بضغوط غير مسبوقة – لقد تغيرت حياة ملايين البشر بين عشية وضحاها.
كان هذا هو المشهد المتكرر في كثير من بلدان العالم في مارس عام 2020، عندما فُرضت إجراءات الإغلاق لمواجهة التفشي الوبائي لفيروس كوفيد-19 الذي خلف وراءه العديد من الآثار والندوب.
تجربة وباء كورونا، التي تسببت في وفاة الملايين عبر أنحاء الكوكب، جعلت خبراء كُثر في الطب والصحة العامة، وحتى أشخاص عاديين، يشعرون بالقلق والترقب لاحتمال تفشي مرض مُعدٍ جديد. فما الدروس التي تعلمناها من تلك الأزمة؟ وهل أصبحنا أكثر استعداداً للوباء القادم؟
"لعنة النمو المتسارع"
هناك الكثير من الدروس التي تعلمها العالم من وباء كوفيد-19، سواء على المستوى الطبي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرها. على سبيل المثال، أدرك كثيرون أهمية الصحة النفسية والعقلية بعد زيادة حالات الاكتئاب والتوتر بسبب العزلة أو فقدان ذويهم خلال الوباء. وبرزت أهمية وجود بنية تحتية صحية قوية قادرة على الصمود في وجه الطوارئ، وازدادت أهمية الأبحاث والتجارب العلمية ووسائل رصد العوامل المُمْرضة الناشئة للمساعدة في التصدي للأوبئة والجوائح. الدرس الاقتصادي الأهم، برأي البروفيسورة كاثرينا هوك أستاذة علم اقتصاديات الصحة ونائبة مدير معهد "عبد اللطيف جميل لتحليل الأمراض والطوارئ" بكلية الصحة العامة بجامعة إمبيريال كوليدج لندن، هو "لعنة النمو المتسارع، وتداعيات العلاقة التي تتغير بشكل درامي بين تكلفة إجراءات المكافحة وفوائدها، والتي ترتهن بتوقيت تنفيذها". "على سبيل المثال"، تشرح هوك: "زملائي في المعهد وجدوا أننا لو كنا قد طبقنا الإغلاق في المملكة المتحدة قبل أسبوع خلال شهر مارس 2020، لكنا أنقذنا حياة 23000 شخص. لكن لو كنّا قد انتظرنا أسبوعاً آخر، لكنّا شهدنا 84200 حالة وفاة إضافية!"
وتضيف أن "ما تعلمناه من كوفيد هو أن التعامل الحاسم مع أي فيروس خطير، والتدخل المبكر، هما على الأرجح الخيار الأكثر فعالية من حيث التكلفة. وما تعلمناه أيضا هو أهمية وضع نماذج للسيناريوهات الخطيرة، إذ لسنا بحاجة إلى أن نمر بتلك الجوائح المروعة ونفقد آلاف أو ملايين الأرواح، لأن لدينا نماذج رياضية يمكن أن تتنبأ بتلك السيناريوهات مسبقاً. هذه النماذج يمكن أن تستخدم للتنبؤ بالفعالية الاقتصادية لإجراءات مثل الإغلاقات واللقاحات".
ألقى وباء كوفيد-19 كذلك الضوء على أهمية الحصول على معلومات من مصادر موثوقة، وخطورة المعلومات المضللة، وأهمية التعاون بين الهيئات البحثية والطبية على المستوى الدولي. وقالت الدكتورة حنان بلخي مديرة منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط في إفادة صحفية في 18 مارس الحالي إن "انتشار كوفيد-19 بيّن ثغرات كثيرة، خاصة في ما يتعلق بالتعاون بين القطاعات المختلفة وتقييم حدة الجائحة في دولة ما، وأهمية التدخلات الصحية الأولية: يعني هل من المفروض إغلاق المطارات؟ عزل المرضى؟ - أسئلة كثيرة طرحت".
Getty Images
الإغلاقات والتباعد الاجتماعي كانت من الإجراءات التي طبقها العديد من الدول للحد من انتشار فيروس كوفيد-19
الوباء القادم "مسألة وقت"
يرى كثير من العلماء أن الظروف الحالية لكوكبنا ترجح بشكل متزايد انتقال عدوى بكتيرية أو فيروسية من الحيوانات إلى البشر والتسبب في وباء آخر. من بين تلك الظروف التغير المناخي والاحتباس الحراري. تقول الدكتورة إيلاريا دوريغاتي، المحاضرة بكلية الصحة العامة بجامعة إمبيريال كوليدج لندن في حوار منشور على موقع الجامعة، إن هناك أدلة على أن التغير المناخي يؤدي إلى اتساع الرقعة الجغرافية لانتشار أمراض يحملها البعوض، مثل زيكا وحمى الضنك، بحيث "ستنتقل إلى مناطق معتدلة الطقس، ومن ثم تجعل السيطرة عليها في غاية الصعوبة، وتزيد من احتمال تفشي الأوبئة بشكل كبير". وبسبب قطع الأشجار في الأمازون ومناطق من القارة الإفريقية، يقترب البشر بشكل متزايد من الحيوانات البرية، ما سيعزز فرص انتقال عوامل مُمْرضة من الحيوانات إلى البشر، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى أوبئة مميتة. ويقدر عالما الحيوان بجامعة كيمبريدج البروفيسور بِل ساذرلاند والدكتور سيلفيو بتروفان أن 60 من الأمراض الناشئة لدى البشر تتسبب فيها عوامل مُمْرضة "تقفز" من الحيوانات إلى البشر. تقول الدكتورة ماريا فان كيرخوف القائمة بأعمال مدير التأهب للأوبئة ومكافحتها بمنظمة الصحة العالمية لـ بي بي سي عربي إن السؤال ليس ما إذا كان العالم سيشهد وباء آخر، بل متى سيشهد ذلك. وتضيف أن "الفيروسات التنفسية هي الأكثر احتمالاً للتسبب في وباء بسبب كفاءة انتقالها، لكن أي عامل مُمْرض جديد يمكن أن يؤدي إلى انتشار الوباء". وتلفت فان كيرخوف إلى أن "ثمة فيروسات تنفسية مثل الفيروسات التاجية، ولا سيما الإنفلونزا، التي تثير قلقنا بشكل خاص. النشاط المتزايد لفيروسات إنفلونزا الطيور في مملكتي الطيور والحيوانات، بما فيها الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، يبعث على القلق، خاصة مع إصابة أنواع جديدة من الحيوانات، وانتقال الفيروسات إلى البشر". هناك العديد من العلماء الذين يتفقون مع فان كيرخوف على أن حدوث وباء آخر مسألة وقت. من بين هؤلاء البروفيسورة كارولين بَكي أستاذة علم الأوبئة بجامعة هارفارد التي أخبرتنا بأن "حدوث وباء آخر أمر حتمي، ولكن من الصعب التنبؤ بموعدها المحدد. الظروف التي تسهل نشوء عوامل مُمْرضة جديدة لم تتغير، بل في الحقيقة ربما نكون نواجه خطراً متزايداً نظراً لأن العديد من أنظمة المراقبة التي أُنشأت لاكتشاف العوامل الممرضة التي يُحتمل أن تؤدي إلى حدوث وباء والتخفيف من حدته يتم تفكيكها في الوقت الحالي". تجدر الإشارة أيضا إلى أن وباء كوفيد أثقل كاهل النظم الصحية حول العالم، كما تبعه العديد من الأزمات والطوارئ الصحية – على سبيل المثال مرض جدري إمبوكس (جدري القردة سابقاً) وفيروس ماربورغ وحمى الضنك والدفتيريا والحصبة والكوليرا. كما ينبه العلماء إلى خطر آخر، وهو اكتساب العوامل المُمْرضة مقاومة ضد الأدوية، تلك المقاومة التي أسهم في زيادتها الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية.
هل أصبحنا في وضع أفضل؟
صحيح أن لا أحد يعرف أين ومتى سيحدث وباء جديد، لكن مع وجود معطيات وظروف تجعل احتمال حدوثه قائماً، من البديهي أن نتساءل ما إذا كنا مستعدين لهذا السيناريو، وما إذا كانت تجربة كوفيد-19 قد جعلتنا في وضع أفضل. "نعم، ولا في نفس الوقت"، هكذا كانت إجابة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية في مقال نُشر في 11 مارس الحالي. وهكذا كانت أيضاً إجابة الخبراء الذين تحدثت إليهم. تقول الدكتورة فان كيرخوف إنه "تم تحقيق مكاسب كبيرة في القدرات والخبرات من خلال التعامل مع كوفيد من شأنها أن تساعد في المستقبل، لكن هذه المكاسب بحاجة إلى الاستمرار. إتمام الاتفاقية الخاصة بالتأهب والاستجابة للجوائح والالتزام بها سيساعد العالم ليس فقط على الاستعداد، بل أيضاً إلى الاستجابة للتهديدات بشكل أفضل. ومع ذلك، يواجه قطاع الصحة العالمية تحديات عديدة بسبب التغييرات التي طرأت على التمويل، والصراعات والتوترات الجيوسياسية، والتراجع في الالتزامات السياسية تجاه برامج الرصد التابعة لنا، وهو ما سيجعل من الصعب أكثر من أي وقت مضى تنفيذ العمل اللازم لحماية العالم من تهديدات الجوائح".
وتشير البروفيسورة بَكي إلى التقدم الذي شهدته بعض التقنيات، "على سبيل المثال، القدرة على إنتاج لقاحات على وجه السرعة باستخدام تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، فضلاً عن التطورات التي شهدها مجال مراقبة مياه الصرف". لكنها تضيف: "ومع ذلك، من نواح عديدة، لا نزال في نفس الوضع الذي كنا عليه في عام 2020 من حيث قدرة النظم الصحية والبنى التحتية على الصمود". من المشكلات الأخرى التي تحدثت عنها بَكي عدم الإنصاف في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والدول الفقيرة، والتشكيك في اللقاحات. أما البروفيسورة هوك فترى أنه "من الناحية الإيجابية، أصبحت الحكومات والمنظمات متعددة الأطراف أفضل تأهباً. فقد حسنّا طرق جمع البيانات والمراقبة وأطر التعاون القانونية والتنظيمية.. والبنية التحتية اللازمة لتوفير الأدلة لصناع القرار. كما أصبح لدينا أدوات أفضل لتطوير النماذج، بما في ذلك نماذج تجمع بين الجوانب الصحية والاقتصادية لتقييم التأثيرات الأوسع للجوائح وإجراءات تخفيف آثارها على المجتمعات". وتضيف: "لكن ما أراه سلبياً هو زيادة الاستقطاب بين السكان وتراجع الثقة في السلطات، وهذا قد يؤدي إلى المزيد من التردد في تلقي اللقاحات والامتناع عن اتباع الإرشادات الصحية. هذا أمر يحزنني لأنه قد يكلف العديد من الأرواح عند انتشار الوباء المقبل. كما أنني أشعر بالقلق إزاء ضعف الحوكمة السياسية. أظن أنه في الوقت الراهن، يفتقر الكثير من البلدان إلى قيادة سياسية تتحلى بالقوة والكفاءة اللازمتين لشن دفاع فعال ضد تهديد العوامل المُمْرضة الناشئة".
Getty Images
متظاهرون يرفعون شعارات مناهضة للقاحات في لندن في ديسمبر/كانون الأول 2023
ماذا عن المنطقة العربية؟
يقول البروفيسور شادي صالح أستاذ نظم الصحة والتمويل والمدير المؤسس لمعهد الصحة العالمية بالجامعة الأمريكية في بيروت إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "أفضل استعداداً من نواح عديدة، لكن لا يمكننا الحديث عن المنطقة ككيان واحد، لأنها في الواقع تتكون من ثلاث إلى أربع مجموعات مختلفة. يشمل ذلك الدول ذات الدخل المرتفع، والمتوسط والمنخفض، وربما فئة رابعة تعاني من الصراعات أو متأثرة بها. المجموعتان الأخيرتان ستستمران في مواجهة العديد من التحديات التي شهدناها خلال وباء كوفيد-19، وينبغي أن يتركز الاهتمام عليها، خاصة من قبل المجتمع الصحي الدولي". ومن بين التحديات التي أشار إليها صالح الاستثمار في القدرات المحلية، وسلاسل الإمداد القوية التي تقلل الاعتماد على الأسواق العالمية خاصة في وقت الأزمات. من المكاسب التي تقول الدكتورة بلخي مديرة منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط إنها تحققت في الإقليم (الذي يشمل غالبية الدول العربية): "كانت هناك زيادة بنسبة 59 في المئة في مواقع الترصد وزيادة عدد المختبرات بنسبة 40 في المئة"، مشددة على أهمية الحفاظ على تلك المكاسب "وعدم نسيانها وإضعافها مرة أخرى بسبب عدم وجود جائحة". لا شك أن كوفيد-19 كشف عن مواطن الضعف في الأنظمة الصحية العالمية، لكنه كان في الوقت ذاته محفزاً للابتكار السريع والتأهب، لا سيما مع تنبيه الكثير من الخبراء إلى حتمية حدوث وباء آخر. وفي حين أن التقدم الذي أحرز في مجالات مثل تطوير اللقاحات ونظم المراقبة ومشاركة البيانات العلمية عزز قدراتنا على التصدي، إلا أن تحديات مثل ضعف الاستثمار في البنى التحتية الصحية والتوترات الجيوسياسية والمعلومات المضللة تتركنا في وضع هش. ربما كان الدرس الحقيقي لكوفيد-19 هو أن الجاهزية جهد متواصل يتطلب التعاون والاستثمار واليقظة حتى لا يكرر التاريخ نفسه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 12 ساعات
- المغرب اليوم
استشهاد 5 فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على "جباليا" شمال غزة
GMT غزة - المغرب اليوم استشهد 5 فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي، شمال قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا" أن 5 فلسطينيين استشهدوا عقب قصف طائرة مسيرة تابعة لطيران الاحتلال لفلسطينيين في بلدة جباليا شمال القطاع. وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية واد رحال جنوب بيت لحم وتمركزت وسطها، في محيط المسجد، وأجبرت بعض أصحاب المحلات التجارية على إغلاق أبوابها، وأطلقت قنابل الصوت. الأربعاء ,21 أيار / مايو GMT 15:37 2025 منظمة الصحة العالمية تتبنى قراراً يدعو لرفع قيود الاحتلال على الأدوية وحركة المرضى الأربعاء ,21 أيار / مايو GMT 15:34 2025 أطباء بلا حدود تؤكد أن إسرائيل تخنق غزة عمدا بتدمير نظامها الصحى وبمساعدات غير كافية الأحد ,18 أيار / مايو GMT 19:07 2025 حصار المستشفى الاندونيسي والمرضى يواجهون الموت في صمت وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية وغياب أي استجابة دولية الأحد ,18 أيار / مايو GMT 19:02 2025 وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى على غزة لـ53 ألفاً و339 شهيداً الأحد ,18 أيار / مايو GMT 19:00 2025 عنوان التعليق * تعليق * : Characters Left إلزامي * شروط الاستخدام شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم. اُوافق على شروط الأستخدام المزيد من الأخبار وزيرة الاقتصاد المغربية تُشيد بحكامة التديبر وتدعو لمواصلة الالتزام بالمعايير الدولية وزيرة الاقتصاد والمالية في المغرب نادية فتاح العلوي الرباط - المغرب اليوم اعتبرت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح علوي، أن الإدارة المغربية راكمت تجربة غنية في مجال حكامة التديبر في المؤسسات والمقاولات العمومية قابلة للتطوير، مشيرةً إلى أهمية الاستمرار في تنزيل المبادئ الموجهة الت�...المزيد أحمد السقا ومها الصغير في قلب عاصفة الطلاق الفنان أحمد السقا القاهرة - المغرب اليوم بسرعة كبيرة تطورت أزمة المنشور المنسوب للفنان أحمد السقا، والذي أعلن فيه انفصاله عن زوجته مها الصغير. فبعد ظهور المنشور والذي أعلن فيه السقا أن الانفصال وقع منذ ستة أشهر، وتم الطلاق رسميًا قبل شهرين تقريبًا، قامت �...المزيد واشنطن تراجع خطة أبل للتعاون مع "علي بابا" بشأن الذكاء الاصطناعي في السوق الصينية شركة أبل واشنطن - المغرب اليوم بعدما طرحت مجموعة "علي بابا" الصينية إصداراً جديداً من نموذجها للذكاء الاصطناعي، فتحت الولايات المتحدة تحقيقاً. فقد كشف تقرير أميركي جديد، أن البيت الأبيض وبعض المسؤولين بالكونغرس يجرون تدقيقا هذه الأيام، ف�...المزيد ترامب يزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبو ظبي - المغرب اليوم زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وذلك في إطار زيارته إلى دولة الإمارات، المحطة الأخيرة من جولته الخليجية. و بدا ترامب وهو يتجول في ساحات المسجد برفقة يوسف العب�...المزيد المغربي أشرف حكيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي الرباط - المغرب اليوم أعلن أشرف حكيمي مدافع باريس سان جيرمان الإثنين، عن فوزه بجائزة أفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي لكرة القدم، وذلك بعد مساهمته في تتويج ناديه باللقب للمرة 13 في تاريخه معززًا رقمه القياسي، وكذلك الوصول لنهائي دوري �...المزيد المزيد من التحقيقات السياحية 5 أطعمة غنية بالكالسيوم تناسب النظام الغذائي النباتي النظام النباتي القاهرة - المغرب اليوم النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي القاهرة - المغرب اليوم اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد آخر الأخبار الطبية


الأيام
منذ 16 ساعات
- الأيام
إنفلونزا الطيور.. لماذا يستعد العلماء لوباء بشري جديد؟
Getty Images وصلت سلالة H5N1 شديدة الخطورة من إنفلونزا الطيور إلى كل القارات باستثناء أستراليا يشكّل مرض منتشر في آلاف المزارع منذ أشهر خطرا على البشرية، الأمر الذي يؤرق العلماء من أنه قد يؤدي إلى وباء جديد . الباحثون الذين يدرسون تطور الأمراض، يحذرون من أننا قد لا ندرك أن الولايات المتحدة اجتازت بالفعل نقطة التحول التي تؤهل إنفلونزا الطيور لتصبح جائحة بشرية، وذلك بسبب ضعف المراقبة. ولنطلق عليها اسمها الحقيقي، سلالة إنفلونزا الطيور شديدة الخطورة H5N1، فقد وصلت الآن إلى جميع القارات باستثناء أستراليا. حتى أنها رُصدت في طيور البطريق في القطب الجنوبي، والإبل في الشرق الأوسط. وقد تم رصد المرض مؤخرا في الطيور البرية والثدييات في كل واحدة من الولايات الأمريكية الخمسين. ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن المرض انتقل من مزارع الدواجن ليصيب أكثر من 1000 قطيع من الأبقار. وقد سُجّلت ما لا يقل عن 70 إصابة بشرية، وتوفي شخص واحد. وترى عالمة الأوبئة الدكتورة كايتلين ريفرز، الأستاذة المشاركة في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، أن إدارتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السابق جو بايدن، أضاعتا فرصاً حاسمة لوقف انتشار المرض، مثل عدم توحيد تعليمات نقل المواشي عبر الحدود في الولايات المتحدة. وتقول إن "إنفلونزا الطيور ليست مشكلة مؤقتة. كان هناك اعتقاد خاطئ بأنها ستتلاشى، أما الآن، فقد أصبح هناك إدراك بأنها مشكلة تحتاج إلى معالجة". وتضيف أن "الأولوية الكبرى الآن هي الكشف عن المرض. فالعثور على حالات بين البشر، لمعرفة كيفية تطوره، هو التحدي الأكبر". BBC هل إنفلونزا الطيور هي الوباء القادم؟ علماء الأوبئة قلقون بشدة من أن العالم، وليس فقط الولايات المتحدة، قد لا يكون مستعداً بشكل كافٍ. ويقول كامران خان أستاذ الطب بجامعة تورنتو، إنْ "مُنِحَ المرضُ مساحةً كافيةً للتطور والتكيف مع إصابة ثدييات أخرى، فالمقلق هو ما إذا كان التفشي الحالي بين الحيوانات في الولايات المتحدة هو في الواقع مجرد بداية لوباء آخر". وأضاف "تاريخيا، نحن نعلم أن فيروس H5N1 خطير جد على البشر". ومنذ نونبر 2003، أُبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 700 إصابة بشرية بفيروس H5N1، سجلت معظمها في 15 دولة. وكانت إندونيسيا وفيتنام ومصر من بين أعلى الدول تسجيلاً لحالات الإصابة بين البشر. فعليا، السلالة الخطيرة من إنفلونزا الطيور ليست جديدة، لكن العلماء قلقون لثلاثة أسباب رئيسية: أولها يتمثل بالعدد الهائل من أنواع الثدييات المصابة من المزارع وعمالها إلى مناطق الحياة البرية والحيوانات الأليفة، حيث تقر الأمم المتحدة بإصابة 70 نوعاً على الأقل. والسبب الثاني يتمثل بسرعة انتشار المرض في قطعان الأبقار، التي لديها اتصال أوثق بكثير مع البشر. أما السبب الأخير، يكمن في حالة عدم الاستقرار في الصحة العامة الناجم عن إدارة ترامب الجديدة، فقد فُصل موظفون في العديد من الوكالات الحكومية من خبراء الأمراض المعدية، مما تسبب في تعليق برنامج اختبار إنفلونزا الطيور، كما أن زيادة التدقيق على عمال المزارع الأجانب تعني أن الكثيرين يترددون في إجراء الاختبار خوفاً من الترحيل. Getty Images انتشرت إنفلونزا الطيور بين أعداد كبيرة من الأبقار في الولايات المتحدة، حيث تم الإبلاغ عن حالات في أكثر من 1000 قطيع من الأبقار هل يمكن أن تنتقل إنفلونزا الطيور من إنسان لآخر؟ إن إمكانية تحوّل مرض حيواني المنشأ إلى وباء، أي مرض ينتقل من الحيوانات إلى البشر، تتحدد بدقة في قدرته على الانتقال من إنسان إلى آخر. أما إنفلونزا الطيور، على حد علمنا، فلم تصل إلى هذا الحد بعد. وفي أبريل الماضي، سُجّلت 59 حالة تفشٍ بين الدواجن، بالإضافة إلى 44 حالة تفشٍ بين طيور أخرى وثدييات في الأمريكتين وآسيا وأوروبا، وفقاً للمنظمة العالمية لصحة الحيوان. ومنذ دجنبر 2024، سُجّلت أيضا حالات إصابة بشرية بفيروس H5N1 في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند والمكسيك وكمبوديا وفيتنام. Anadolu/Getty Images تم اكتشاف سلالة H5N1 من إنفلونزا الطيور في الفقمات ذات الفراء القطبي الجنوبي وفقمات الفيل لعقود، كانت إنفلونزا الطيور فيروسا يصيب الطيور في الغالب، ولم تُسبب سوى مشاكل محدودة للبشر، لكنها الآن تنتقل من نوع حيواني إلى آخر، بما في ذلك البشر، بشكل متكرر جداً في إطار زمني أقصر بكثير. وتقول ريفرز: "من الناحية البيولوجية، يُمثل هذا الانتقال قفزات هائلة في الحواجز بين الأنواع، فهي ليست مجرد قفزة من البط إلى الحمام"، مضيفة أن "احتمال استمرار نموه وتهديده للبشر يتزايد يوماً بعد يوم". وتحذر من "تطوّر الفيروس المفاجئ"، إذا لم يتم احتواؤه. وتوضح: "من المعروف أنه فيروس سريع التغير والتكيف. ولطالما ساورنا قلق من أنه كلما طالت مدة انتشاره، زادت فرص تكيفه. وقد يكون مساراً ثابتاً يزداد قوة مع مرور الوقت". في حين لا تعرف الطيور الحدود الدولية، يخشى العلماء من أن هذا الانتقال سيتسارع مع اقتراب موسم هجرة الربيع. China Photos / Stringer/ Getty Images قامت الصين والمكسيك والهند وفرنسا بتطعيم الطيور ضد إنفلونزا الطيور لعدة سنوات هل يوجد لقاح لإنفلونزا الطيور؟ ويُعد تطعيم حيوانات المزارع أمراً مثيراً للجدل. فالمزارعون الذين يُجبرون على إعدام أسراب الطيور يرغبون في تطعيم الطيور، من الإوز إلى الدجاج، لكن هذا ليس بالأمر السهل. وتكمن صعوبة تحقيق تطعيم جماعي فعال في نفاد الجرعات، ما يُبقي بعض المزارع مُلقحة جزئياً فقط، وقد تُطوّر المواشي مقاومةً للتطعيم، كما يوضح الدكتور منير إقبال، رئيس مجموعة إنفلونزا الطيور ومرض نيوكاسل في معهد بيربرايت بالمملكة المتحدة. ويقول: "فرنسا، على سبيل المثال، تُلقّح بطّها، وقد انخفضت العدوى هناك بشكل كبير. لقد أضعف ذلك انتشار الفيروس، ولكن هذا على مستوى إقليمي". ويضع الاتحاد الأوروبي إرشاداتٍ تُمكّن كل دولة من التطعيم، ولكن حتى الطائر المُلقّح لا يزال بإمكانه حمل الفيروس ونقله إلى الطيور البرية. وقد قاومت الحكومة الأمريكية لفترة طويلة تطعيم الدواجن، خوفاً من أن يؤدي إدخال اللقاحات في سلسلة الغذاء الأمريكية إلى حظر تصدير المنتجات الحيوانية، ولكن وزارة الزراعة الأمريكية أعطت مؤخراً موافقة مشروطة على لقاح محدَّث لحماية الدواجن ضد فيروس H5N1. BBC يحث البروفيسور إيان براون، رئيس قسم علم فيروسات الطيور في معهد بيربرايت في ووكينغ بالمملكة المتحدة، على زيادة المراقبة العالمية لتفشي إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة ماذا عن تطعيم البشر؟ وقامت الهيئات الحكومية في الولايات المتحدة ودول أخرى بتخزين ملايين الجرعات من لقاحات إنفلونزا الطيور للبشر. وقال الدكتور خان: "لن تُستخدم هذه اللقاحات إلا في البيئات عالية الخطورة، أي للعاملين الذين يتعاملون عن كثب مع الحيوانات". BBC كامران خان هو أيضا مؤسس شركة "بلو دوت"، إحدى شركات تكنولوجيا المراقبة الأولى التي أبلغت عن الفيروس في الصين والذي أصبح جائحة كوفيد ويضيف أنه "إذا تحوّل هذا الفيروس إلى وباء، فستُستخدم هذه السلالة تحديداً لتطوير لقاح جديد وإنتاجه على نطاق واسع". وسيتطلب هذا الإنتاج وقتاً لزيادة إنتاجه، لكن المخزونات الحالية ستُشكّل حلاً مؤقتاً. ويوضح "لدينا اليوم بعض اللقاحات التي قد لا تكون الخيار الأمثل، لكنها ستوفر مستوىً من المناعة في المراحل الأولى من الوباء".


كش 24
منذ يوم واحد
- كش 24
التهراوي يتباحث بجنيف مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
أجرى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، اليوم الأربعاء بجنيف، مباحثات مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وذلك على هامش أشغال الدورة الـ 78 لجمعية الصحة العالمية. وجدد التهراوي خلال الاجتماع التزام المملكة، تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، بمواصلة تنفيذ المشروع الملكي لإصلاح المنظومة الصحية الوطنية، وفق رؤية شاملة تروم النهوض بالعدالة الصحية، وتعميم التغطية الصحية الشاملة، وتحسين جودة الخدمات، وتطوير البنيات التحتية، وكذا تكوين الموارد البشرية. كما أبرز التزام المغرب بأجرأة محاور التعاون الثنائي مع منظمة الصحة العالمية، عبر مقاربة عملية تتوخى تحقيق السيادة الصحية الوطنية من خلال تشجيع التصنيع المحلي للأدوية واللقاحات، وفق التوجيهات الأساسية للنموذج التنموي الجديد وأهداف التنمية المستدامة. وقدم الوزير في هذا الاتجاه رؤية المغرب الهادفة إلى التموقع كقطب إقليمي لإنتاج المنتوجات الصحية، مستشهدا بمشروع 'ماربيو' باعتباره مبادرة رائدة لتوطيد السيادة الصحية بالقارة الإفريقية عبر نقل التكنولوجيات وتوطين الإنتاج لفائدة بلدان الجنوب. من جانبه أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن 'ارتياحه للتقدم الملموس' الذي حققه المغرب في القطاع الصحي، مشيدا بدينامية الإصلاحات الجارية في هذا القطاع و'الالتزام الجدي' للمغرب لفائدة الأمن الصحي على الصعيدين الإقليمي والدولي، باعتباره عضوا نشطا وفعالا في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية للفترة 2022-2025. كما جدد تيدروس تأكيد عزم المنظمة على مواصلة وتوطيد شراكتها مع المملكة، عبر دعمها في تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية، لاسيما في مجالات تقوية القدرات، وتوطين الصناعات الصيدلانية والتطعيمية، وكذا توسيع برامج الحماية الصحية. وتأتي هذه المباحثات التي جرت على الخصوص بحضور السفير عمر زنيبر، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بجنيف، في إطار مشاركة المغرب في أشغال الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية (19-27 ماي)، التي ستعرف هذه السنة اعتماد اتفاق دولي بشأن الجوائح.