logo
اضطراب «فرط الحركة».. أعراض صاخبة لمعاناة صامتة

اضطراب «فرط الحركة».. أعراض صاخبة لمعاناة صامتة

الإمارات اليوممنذ يوم واحد

أكد مختصان في الطب النفسي والاجتماعي أن الإهمال ونسيان التفاصيل وعدم القدرة على إنجاز المهام والاندفاعية في اتخاذ القرارات - وغيرها من السلوكيات التي تفسر مجتمعياً، في الأغلب، على أنها «دلَع» أو سلوك ناتج عن «قلة التربية» - تتطابق مع الأعراض التي يسببها اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، الذي يصيب 5 إلى 7% من الأطفال، وتستمر أعراضه لدى 2.5 إلى 4% منهم إلى ما بعد سن البلوغ.
وقالا لـ«الإمارات اليوم» إن عدم التشخيص المبكر لهذا الاضطراب، على الرغم من أعراضه «الصاخبة»، تنتج عنه سنوات من المعاناة الصامتة لدى المصابين، في ظل ما يتعرضون له من مضايقات، نفسياً واجتماعياً ومهنياً، نتيجة التفسير الخاطئ لتصرفاتهم.
وتفصيلاً، شرح استشاري الطب النفسي، الحاصل على الزمالة الكندية في اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، الدكتور معاذ الزرعوني، أن «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب نمائي عصبي مزمن يبدأ في الطفولة، وقد يستمر مدى الحياة إذا لم يُشخّص ويُعالج بالشكل الصحيح».
وأضاف أن الأعراض وحدّتها وتأثيرها في الحياة اليومية وتكرارها، هي ما يستدعي التدخل والتشخيص، لأن بعض التصرفات يُفسّر مجتمعياً على أنه «دلَع» أو «قلة تربية»، فيما هي أعراض غير مُشخصة للاضطراب، لاسيما أنه يصيب 5% إلى 7% من الأطفال، وتستمر الأعراض لدى 2.5% إلى 4% منهم إلى ما بعد سن البلوغ.
وحول طبيعة الأعراض لدى البالغين، قال الزرعوني إنها تشمل صعوبة التركيز، ونسيان المواعيد، وتأجيل المهام، والاندفاع في اتخاذ القرارات.
وقال: «قد يُنظر إلى هذه السلوكيات في بيئة العمل على أنها إهمال أو عدم التزام، في حين أنها ناتجة عن اضطراب يؤثر مباشرة في تنظيم الوقت والانتباه».
وأضاف: «يعاني كثير من المصابين حساسية الرفض، ما يجعلهم يتأثرون بانتقادات بسيطة، ويؤدي ذلك إلى توتر علاقاتهم المهنية، ويضخم شعورهم بعدم التقبل، على الرغم من تمتعهم بالذكاء والابتكار، ما يحوّل بيئة العمل إلى مصدر ضغط بدلاً من أن تكون محفّزاً للإبداع».
وأكد أن تحديات الاضطراب لا تتوقف عند حدود العمل، بل تمتد إلى نمط الحياة اليومي، حيث يعاني المصابون اضطرابات نوم وعادات غذائية غير منتظمة، إضافة إلى ضعف الدافعية تجاه ممارسة الرياضة أو الأنشطة الاجتماعية، ما يؤثر سلباً في جودة الحياة.
وحول تأخر تشخيص الاضطراب لدى البالغين، قال إنه يقود إلى سنوات من المعاناة الصامتة وسوء الفهم للذات، كما أن كثيراً من المصابين يمرون بتجارب فاشلة، وشعور بالتشتت، وضعف الثقة بالنفس، من دون معرفة السبب الحقيقي، ما يدفعهم أحياناً إلى اتخاذ قرارات خاطئة في العمل والعلاقات، أو يعرضهم للقلق والاكتئاب.
وأضاف أن بعض المرضى يصلون إلى العيادة بعد سنوات من المعاناة، ويعبّرون عن «شعور بالراحة الممزوجة بالحزن»، وبعد التشخيص يكتشفون أن ما عانوه لم يكن ضعفاً في الشخصية أو فشلاً، بل كان اضطراباً عصبياً يمكن التعامل معه.
وذكر أن الاضطراب قد يتخفى وراء اضطرابات نفسية أخرى، ما يصعّب عملية التشخيص، فقد يُشخّص المصاب بالقلق أو الاكتئاب بسبب التوتر أو الشعور المتكرر بالفشل، وقد تُفسَّر اندفاعيته وصعوبة بناء العلاقات الاجتماعية على أنها علامات على اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب ثنائي القطب.
كما شدد على ضرورة وعي الأطباء والمعالجين بكيفية تداخل هذه الاضطرابات، وأهمية استخدام أدوات تشخيص دقيقة، تشمل تقييماً شاملاً للتاريخ الطبي والنفسي منذ الطفولة، إلى جانب فحص وجود اضطرابات مصاحبة، لتفادي الخلط بين الأعراض.
وأكد أن مرحلة المراهقة تُعدّ من أكثر المراحل حساسية لتشخيص الاضطراب، حيث تزداد الضغوط الدراسية والاجتماعية، وتتكون فيها ملامح الشخصية.
وأوضح أن المؤشرات المبكرة تتضمن التراجع الدراسي، رغم الذكاء الجيد، بسبب صعوبات في التركيز والتنظيم، إضافة إلى سلوكيات اندفاعية تُفهم في الأغلب بشكل خاطئ على أنها تمرد أو عدم احترام، في حين أنها نتيجة لخلل في التنظيم الانفعالي.
وأضاف أن كثيراً من المصابين يعانون أيضاً صعوبات في العلاقات الاجتماعية، نتيجة فرط الحساسية أو ضعف قراءة الإشارات الاجتماعية، ما يؤدي إلى شعور بالعزلة وتدنٍ في تقدير الذات، إلى جانب توتر العلاقات الأسرية بسبب ضعف التعبير.
وأشار إلى أن هذه التحديات قد تدفع المراهقين نحو سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل تعاطي المواد المنبهة أو المخدرة، بحثاً عن التحفيز أو هرباً من المشاعر غير المفهومة.
كما حذّر من أن غياب التشخيص المبكر يزيد من احتمالات تطور اضطراب استخدام المواد (Substance Use Disorder)، مؤكداً أهمية التدخل العلاجي والدعم الأسري والنفسي، لحماية المراهق وتوجيهه بشكل إيجابي.
وأكد الزرعوني أن تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى البالغين يُعدّ من أكثر الجوانب تعقيداً في الطب النفسي، نظراً إلى تغيّر شكل الأعراض مع التقدم في العمر، وتشابهها مع اضطرابات أخرى.
وأوضح أن كثيراً من البالغين لا يدركون أن أعراضهم ممتدة منذ الطفولة، ويصلون إلى التشخيص بعد أن تتفاقم الصعوبات في مراحل لاحقة كالدراسة أو العمل أو الزواج، وقد يتم تشخيصهم بالقلق أو الاكتئاب فقط، من دون إدراك أن هذه الأعراض قد تكون انعكاساً لاضطراب فرط الحركة.
وأفاد بأن النهج العلاجي الأكثر فاعلية لهذا الاضطراب يعتمد على دمج العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، حيث يُسهم كلٌ منهما بدور تكاملي في تحسين جودة الحياة اليومية للمصابين.
وأوضح أن الأدوية المحفّزة (Psychostimulants) تُعدّ الخيار العلاجي الأول، وتتوافر بصيغ سريعة أو ممتدة المفعول، وتعمل على تحسين الوظائف التنفيذية للدماغ، ما ينعكس إيجاباً على التركيز، والسلوك، والإنتاجية، كما توجد بدائل غير منشطة، تُستخدم في حال عدم مناسبة المحفزات لبعض الحالات.
وأشار إلى أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يُساعد في بناء مهارات عملية، مثل إدارة الوقت، وتقليل التشتت، وتحسين القدرة على اتخاذ القرار، إضافة إلى تعزيز فهم المصاب لطبيعة اضطرابه، وتمكينه من التعامل معه بثقة وفعالية.
وأوضح أن دور الأخصائي لا يقتصر على العلاج، بل يبدأ بالتشخيص الدقيق للتمييز بين الأعراض الأساسية للاضطراب وتلك الناتجة عن مشكلات نفسية أخرى، ففي بعض الحالات، يكون التحكم في ADHD كافياً لتحسين الأعراض النفسية الثانوية من دون الحاجة إلى علاجات إضافية.
وفي حال وجود اضطرابات متزامنة (Comorbidities)، مثل الاكتئاب أو القلق، شدد على أهمية وضع خطة علاجية مزدوجة تراعي كلا الجانبين.
كما أكد ضرورة توفير بيئة علاجية داعمة، يشعر فيها المريض بالفهم والقبول، ما يُسهم في تطوير أدوات فاعلة للتعامل مع التحديات اليومية، وتحقيق نتائج علاجية أكثر استدامة.
بدوره، أكد مدير مركز الموارد لذوي الإعاقة في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، أن غياب الوعي المجتمعي باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لدى البالغين يُسهم في شعورهم بالعزلة والإقصاء، ويؤدي إلى سوء فهم سلوكياتهم، وتأخر التشخيص والعلاج، ما ينعكس سلباً على حياتهم النفسية والاجتماعية.
وأوضح أن الضغوط المجتمعية المبنية على تصورات تقليدية للنضج والانضباط تُشوه الصورة الذاتية للمصاب، وتُشعره بالإحباط والعجز، على الرغم من قدرته على النجاح في بيئة مرنة وداعمة، كما أن عدم فهم الشريك أو الزملاء لطبيعة الاضطراب يُسبب توتراً دائماً، وسوء تفسير للسلوكيات، ويؤثر سلباً في جودة العلاقات.
وأضاف أن الدعم مسؤولية مجتمعية، تقوم على الوعي والتفهم، فالمحيط الواعي يمكن أن يحوّل حياة المصاب من سلسلة من الإحباطات إلى مسار من النمو والثقة بالنفس.
وذكر أن تعزيز ثقافة التفهُّم والتقبُّل تجاه الاضطرابات السلوكية غير الظاهرة، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، يتطلب جهداً مجتمعياً منظّماً يبدأ بالتوعية المستمرة، عبر إعداد حملات في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، تشرح ماهية الاضطراب بلغة مبسطة للجميع، وتُبرز الفرق بين السلوك المقصود والسلوك الناتج عن اضطراب، ما يقلل من الأحكام الخاطئة، وأضاف أن إدراج مفاهيم الصحة النفسية والتنوع العصبي في المناهج التعليمية، وتدريب الكوادر التعليمية على فهم اضطرابات مثل ADHD، هو خطوة ضرورية لخلق بيئة تعليمية متفهّمة.
ودعا العموش إلى إبراز النماذج الملهمة من المصابين بـADHD ممن حققوا إنجازات لافتة، لإظهار نقاط قوتهم كالإبداع والطاقة والتفكير المبتكر، مؤكداً أهمية إنشاء مجموعات دعم وحوارات مجتمعية، وسَنّ سياسات احتواء مرنة في المؤسسات، تضمن توفير التسهيلات اللازمة دون وصم.
تجربتان لـ «التشخيص المتأخر»
قالت علياء (25 عاماً) التي تم تشخيصها، قبل بضع سنوات، إن التشخيص كان نقطة تحول إيجابية في حياتها، حيث ساعدها على فهم أسباب التحديات النفسية التي واجهتها، مثل الاكتئاب والقلق.
وأوضحت أنها كانت تشعر بالاختلاف والعجز عن تفسير ما كانت تمر به، خصوصاً خلال المرحلة الجامعية، أثناء دراستها الهندسة، حيث عانت تشتت الذهن وصعوبة التركيز.
وأكدت أن الجلسات العلاجية أسهمت في تخفيف العزلة التي كانت تشعر بها، ومكّنتها من التعبير عن نفسها بثقة، ما انعكس على علاقاتها الاجتماعية وأدائها في العمل.
وأفادت بأن جهة عملها توفّر تسهيلات عدة لأصحاب الهمم، مثل المواقف القريبة، لكنها شددت على الحاجة إلى تعزيز الوعي بين الموظفين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وعلى الرغم من أنها لم تُفصح عن تشخيصها لمديرها، فإنها عبّرت عن ثقتها بقدرتها على أداء مهامها بكفاءة، مضيفة: «لا أعلم إن كان إخفاء الأمر هو القرار الصائب، لكنني أشعر بأنني أؤدي عملي مثل أي زميل آخر».
وقالت روضة (21 عاماً) التي تم تشخيصها باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في عمر الـ20، إن أكثر ما تواجهه من صعوبات يومية هو إنجاز المهام في وقتها، مضيفة: «غالباً ما أتأخر في إنجاز أعمالي، وأشعر بأنني لا أملك إحساساً دقيقاً بالوقت، لكن حين أنجز المهمة أخيراً بعد كثير من التسويف، تكون النتيجة في الأغلب ممتازة».
وأشارت إلى أن تشخيصها لم يكن مفاجئاً، إذ لطالما شعرت بأنها تعاني هذا الاضطراب، خصوصاً أن شقيقها كان يعانيه أيضاً، وكانت تلاحظ تشابهاً كبيراً في الأعراض بينهما.
وأضافت أن التشخيص ساعدها على فهم نفسها بشكل أعمق، خصوصاً في علاقاتها الاجتماعية، إذ تميل إلى تكوين صداقات مع أشخاص يشاركونها التحديات نفسها.
وأكدت أن دعم أفراد أسرتها وتفهمهم بعد التشخيص كان نقطة تحول كبيرة في حياتها، موضحة: «حين صارحت عائلتي، أدركوا أن ما أمرّ به ليس إهمالاً أو عدم اهتمام، بل طريقة مختلفة في معالجة الأمور»، وأشارت إلى أن هذا التفاهم خفف عنها الشعور بالذنب، ومنحها مساحة أكبر للتعبير عن نفسها، وأكدت أهمية أن يتقبل المصاب تشخيصه المتأخر، مشددة على ضرورة منح النفس الوقت الكافي لفهم الحالة والتعايش معها، إلى جانب توعية المحيطين بها، لما لذلك من دور كبير في خلق بيئة داعمة تُسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز القدرة على التكيف.
• اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يصيب 5 إلى 7% من الأطفال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عامر شريف: برؤية محمد بن راشد نمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل في دبي (فيديو)
عامر شريف: برؤية محمد بن راشد نمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل في دبي (فيديو)

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

عامر شريف: برؤية محمد بن راشد نمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل في دبي (فيديو)

أكد الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لـ«دبي الصحية»، ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن ما شهده القطاع الصحي في إمارة دبي من تطور ملموس في العديد من مؤشرات الأداء، جاء بفضل الرؤية السديدة ودعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مشيراً إلى أن «دبي الصحية» تمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل يواكب تطلعات دبي المستقبلية، ويرتقي بصحة الإنسان، بما يسهم في تحقيق أهداف أجندة دبي الاجتماعية 33، التي تهدف إلى بناء نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة. جاء ذلك خلال لقاء إعلامي موسُّع نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي بمقره ضمن سلسلة لقاءات «جلسة مع مسؤول»، بحضور منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمع من القيادات الإعلامية المحلية ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية، حيث استعرض الدكتور عامر شريف مراحل التحول والنمو التي شهدها القطاع الصحي في دبي، ضمن أول نظام صحي أكاديمي متكامل، بالإضافة إلى أبرز الإنجازات والتوجهات المستقبلية التي تجعل المريض محور اهتمامها، لضمان توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين. وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور عامر شريف عن خالص شكره وتقديره للإعلاميين الحضور، مثمناً الدور الحيوي للإعلام في نشر الوعي المجتمعي، ودعم رسالة «دبي الصحية» الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة والارتقاء بصحة الإنسان. واستعرض الدكتور عامر شريف مسيرة تطوّر منظومة الرعاية الصحية في دبي، بدءاً من مراحلها الأولى في أربعينات القرن الماضي، حين كانت الخدمات تركز على الرعاية الأولية، مروراً بمرحلة التوسّع النوعي، مع إنشاء أول مستشفى حكومي، وصولاً إلى المرحلة التي سبقت صدور القانون رقم (13)، لسنة 2021، الخاص بتأسيس «دبي الصحية» والذي شكّل محطة فارقة في إعادة هيكلة القطاع الصحي وترسيخ حوكمته. كما أوضح الرؤية الاستراتيجية لـ«دبي الصحية» والبرامج المُصممة لتحقيق الأولويات الصحية للإمارة، من خلال توفير رعاية صحية عالية الجودة قائمة على الأدلة العلمية، وتعزيز التعليم الطبي، ودعم البحث العلمي، عبر شراكات محلية ودولية، بما يسهم في تطوير النظام الصحي ورفع جودة الخدمات. وتطرّق إلى الهوية المؤسسية الجديدة لـ«دبي الصحية»، والتي تجسّد رؤية طموحة تتكامل فيها ركائز الرعاية والتعلم والاكتشاف والعطاء، وفق أعلى المعايير العالمية، بما يُرسّخ مكانة دبي كوجهة رائدة في قطاع الرعاية الصحية. وأشار إلى أن «دبي الصحية» اعتمدت نموذجاً موحداً لمعايير الرعاية الطبية في جميع مرافقها، بما يضمن حصول المرضى على مستوى متكافئ من الخدمات، بغض النظر عن موقع تقديمها. وأوضح أن هذا النموذج يُسهم في تعزيز سلامة المرضى، وتقليص زمن الحصول على الخدمة، فضلاً عن رفع كفاءة إدارة الرعاية السريرية، وذلك في إطار تطبيق منظومة متكاملة تستند إلى أفضل الممارسات العالمية المعتمدة. مشاريع نوعية وأكد الدكتور عامر شريف أن «دبي الصحية» نجحت في ترسيخ مكانتها كمحرّك رئيسي لتطور الرعاية الصحية في الإمارة، من خلال إطلاق مشاريع نوعية تتميز برؤية استشرافية ومعايير عالمية. حيث عملت على تطوير خمسة مراكز بحثية متقدمة، دخل ثلاثة منها حيز التشغيل، وتشمل: «مركز هندسة البروتينات»، و«مركز الابتكار والتكنولوجيا»، و«مركز علوم الميكروبات»، إلى جانب «مركز علم الجينوم التطبيقي والانتقالي»، و«مركز صحة الفضاء والطيران»، وذلك في إطار دعم جهود البحث العلمي وترسيخ نموذج للرعاية الصحية المستندة إلى الأدلة. كما تشمل مشاريعها الاستراتيجية إنشاء «مستشفى حمدان بن راشد للسرطان»، الذي فاز تصميمه، بمشاركة المرضى، بالجائزة الذهبية عن فئة «المشاريع المستقبلية للرعاية الصحية» من World Architecture News، حيث أسهمت تجربة «أمينة»، إحدى ناجيات السرطان، بدور مؤثر في تصميم المستشفى، ما سيساعد في خلق بيئة علاجية أكثر إنسانية ودعماً للمرضى. بالإضافة إلى ذلك تعمل «دبي الصحية» على إنشاء مقر جديد لمركز السكري. وأكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية من خلال مبادرات نوعية تُعزز صوت المرضى وأفراد المجتمع في تطوير الخدمات الصحية لتحسين جودتها وضمان مواءمتها مع الاحتياجات الواقعية. وتُعد مبادرة «مجالس دبي الصحية: صوت المجتمع» محطة رئيسية في هذا الإطار، إلى جانب برنامج «بريس جيني»، المُعتمد لقياس تجربة المرضى بشكل منهجي. وتناول اللقاء جهود «دبي الصحية» في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة تماشياً مع استراتيجية دبي للذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة 2025-2028. وتهدف هذه الجهود إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما يتيح لهم التركيز بشكل أكبر على تقديم الرعاية، والبحث العلمي. وتشمل هذه الجهود تطوير رؤى طبية متقدمة، وتقديم التعلم الموجه حسب احتياجات الفرد، وتعزيز البحث الطبي، ودعم جهود العطاء وجمع التبرعات. كما تم إطلاق 37 مبادرة ذات أولوية لتحقيق أهداف استراتيجية محددة ضمن خمسة مجالات رئيسية، تشمل: تحسين تجربة المرضى، وتسهيل الوصول إلى الرعاية، وتعزيز دقة التشخيص، وتقديم علاج مخصص لكل مريض، إلى جانب مجالات أخرى تدعم كفاءة وجودة الرعاية الصحية. التعليم الطبي وخلال اللقاء استعرض الدكتور عامر أبرز الإنجازات الأكاديمية التي أسهمت في ترسيخ جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية مكانتها كمركز رائد للتعليم الطبي والبحث العلمي، لافتاً إلى حصولها على ثلاث منح بحثية ممولة ضمن مبادرة دعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار من «مؤسسة دبي للمستقبل». وأضاف: «نفخر أيضاً بوجود 10% من أعضاء الهيئة الأكاديمية في قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء الأكثر تأثيراً على مستوى العالم لعام 2024، وهو إنجاز يعكس جودة البيئة البحثية في الجامعة». كما أشار إلى أن عدد المنشورات العلمية الصادرة عن الجامعة بلغ 1,811 منشوراً، نُشر 84% منها في مجلات علمية مصنّفة ضمن الفئة الأولى والثانية (Q1/Q2)، ما يعكس جودة الأبحاث والتميز الأكاديمي للمؤسسة. وأكد الدكتور عامر خلال لقائه القيادات الإعلامية أهمية منح الجوانب الأكاديمية والعلمية اهتماماً خاصاً في وسائل الإعلام، من خلال تخصيص مساحات مناسبة لتغطيتها، والتركيز على إبرازها بلغة دقيقة ومهنية. شراكات استراتيجية في إطار خططها للارتقاء بكفاءة المنظومة الصحية والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، أكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على بناء وتعزيز شراكاتها مع كبرى المؤسسات الأكاديمية والطبية العالمية. ففي عام 2024، أطلقت «دبي الصحية» بالتعاون مع جامعة أكسفورد «أكاديمية دبي الصحية للقيادة»، لتأهيل نخبة من القيادات في قطاع الرعاية الصحية. كما تمتد شراكتها مع مستشفى الأطفال الوطني في أمريكا لأكثر من ثمانية أعوام من خلال «مستشفى الجليلة للأطفال»، وتركز على مجالات التكنولوجيا والتدريب التخصصي في طب الأطفال، بما يسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة. وأشار إلى أن «دبي الصحية» وقعت أيضاً مذكرة تعاون مع مستشفى «رويال مارسدن» في المملكة المتحدة، أحد أبرز المراكز العالمية في علاج وبحوث السرطان، لتعزيز التعاون في تطوير نماذج الرعاية الصحية. كما وقّعت مذكرة تفاهم مع كلية الطب «يوماس تشان» التابعة لجامعة ماساتشوستس الأمريكية، بهدف تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتبادل الخبرات والطلبة، والمساهمة في تطوير وتعزيز الصحة العامة وفق أعلى المعايير العالمية. وضمن جهود تبادل الخبرات في برنامج قيادة الأنظمة الصحية، وقعت «دبي الصحية» مذكرة تفاهم مع مجموعة الإمارات والتي تهدف إلى تعزيز تجربة المريض وترسيخ ثقافة التميز في مجالات الرعاية الصحية والضيافة، من خلال تبادل الخبرات بين الطرفين. عطاء مستمر وأوضح الدكتور عامر شريف أن مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية، سجلت أداءً استثنائياً خلال عام 2024، حيث جمعت 177.65 مليون درهم، ما يعكس تنامي الثقة المجتمعية في رسالتها الإنسانية. وأضاف: «في جانب دعم التعليم، قدمت «مؤسسة الجليلة» 13 منحة دراسية للمرة الأولى خلال العام 2024، كما وسّعت نطاق شراكاتها الاستراتيجية بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع مؤسسات وجمعيات خيرية محلية، من بينها جمعية بيت الخير، وجمعية دار البر، ومؤسسة تراحم الخيرية، ومؤسسة عيسى صالح القرق، وجمعية دبي الخيرية، والهلال الأحمر الإماراتي، بما يدعم مشاريعها الحيوية ويعزز استدامة أثرها المجتمعي». وتطرق الدكتور عامر شريف إلى جهود «دبي الصحية» في تحسين تجربة المرضى من خلال تأسيس «مركز العمليات الصحية»، الذي يشكّل حجر الأساس في إدارة شؤون المرضى وتتبع مسار رحلتهم العلاجية منذ اللحظة الأولى لدخولهم المنظومة الصحية وحتى اكتمال العلاج. ويجسّد المركز رؤية «المريض أولاً» من خلال توظيف خبرات متعددة لضمان تقديم رعاية شاملة تتمحور حول احتياجات المرضى، ويسهم كذلك في رصد مؤشرات الأداء وتحليل معدلات الإقبال على الخدمات المجتمعية والرقمية، حيث سجلت المؤشرات نمواً ملحوظاً بين 2022 و2024. ولفت إلى دور المركز المحوري في «برنامج إعادة تصميم رحلة المريض» الذي تتبناه «دبي الصحية» لإنشاء مسارات علاجية متكاملة، حيث تم تحديد 45 رحلة علاجية رئيسية ضمن المنظومة الصحية، تمثل نحو 68% من إجمالي حجم المرضى، وتشمل رحلات الطوارئ، والرعاية التخصصية، والفحوصات الوقائية. كما يعزز البرنامج جاهزية المنظومة الصحية للمستقبل من خلال توظيف البيانات وتحليلها لدعم القرارات وتحسين الخدمات، وقد جاء هذا البرنامج استجابة لتطلعات أفراد المجتمع وملاحظاتهم حول تجاربهم الصحية. سجلت «دبي الصحية» نمواً ملحوظاً في عدد من مؤشرات الأداء خلال عام 2024، حيث ارتفع عدد طلبات توصيل الأدوية إلى المنازل إلى نحو 109 آلاف طلب في عام 2024، مقارنة بـ 37 ألفاً و724 طلباً في عام 2022، مسجلاً نمواً بنسبة 189%. وشهدت خدمة نقل المرضى، والتي تُعنى بتوفير وسيلة نقل مخصصة لنقل المرضى من منازلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية لمواعيدهم الطبية وتلقي العلاج، ثم إعادتهم بعد انتهاء الخدمة العلاجية، إقبالاً واسعاً من قبل المتعاملين، حيث بلغ عدد المستفيدين منها 5,365 مريضاً في عام 2024، مقارنة بـ 862 مريضاً في عام 2023. وفيما يتعلق بخدمة الزيارات المنزلية، نفذت الفرق الطبية 90 ألفاً و816 زيارة خلال ثلاث سنوات، مسجلة بذلك معدل نمو بنسبة 68%، حيث ارتفعت من 23 ألفاً و277 زيارة في عام 2022، لتصل إلى 39 ألفاً و114 زيارة في عام 2024. على صعيد الخدمات الرقمية، نجحت «دبي الصحية» في تقديم خدمة التطبيب عن بُعد لـ 256,350 مريضاً خلال ثلاث سنوات، مسجلةً نمواً بنسبة 17.7%، حيث بلغ عدد الاستشارات المقدمة في عام 2024 نحو 92,930 استشارة، مقارنة بـ 78,969 استشارة في عام 2022. كما تعامل مركز الاتصال في «دبي الصحية» مع نحو 5 ملايين مكالمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تم الرد عليها بكفاءة واحترافية عالية. وبلغت نسبة رضا المتعاملين 93.1% وهو ما يمثل 8% زيادة مقارنة بعام 2022.

«أصدقاء مرضى الكلى» تُنظّم فعالية توعوية
«أصدقاء مرضى الكلى» تُنظّم فعالية توعوية

الإمارات اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • الإمارات اليوم

«أصدقاء مرضى الكلى» تُنظّم فعالية توعوية

نظّمت جمعية أصدقاء مرضى الكلى، التابعة لإدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، فعالية توعوية بعنوان «هل كليتك بخير؟» في سيتي سنتر الزاهية على مدار يومين، بهدف رفع مستوى الوعي بأمراض الكلى، وطرق الوقاية منها، وتعزيز السلوك الصحي بين أفراد المجتمع من مختلف الفئات. وتضمنت الفعالية محطات صحية بالتعاون مع المكتب التمثيلي لوزارة الصحة ووقاية المجتمع بالشارقة ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، لتقديم فحوص مجانية لقياس ضغط الدم، ونسبة السكر في الدم، ومؤشر كتلة الجسم، إلى جانب تقديم استشارات طبية مباشرة، كما شملت الفعالية أنشطة تفاعلية توعوية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتجاوز عدد المستفيدين منها 300 شخص من مختلف الفئات العمرية. وتأتي الفعالية في إطار رؤية الجمعية الرامية إلى تحسين السلوك المرتبط بالصحة لأفراد المجتمع الإماراتي، وسعيها إلى تمكينهم من تبني أنماط حياتية صحية عبر تزويدهم بالمعرفة والمعلومات والمهارات اللازمة. وقالت رئيس مجلس إدارة الجمعية، منى الحواي، إن استقطابنا لأكثر من 300 مستفيد خلال هذه الفعالية يؤكد أهمية الرسالة التي نحملها، ويعزز التزامنا المستمر بدعم صحة المجتمع وتمكينه من تبني أنماط حياة صحية، بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين. وخلال الربع الأول من العام الجاري، نفذت الجمعية عدداً من المبادرات والمشاريع المؤثرة، استهدفت أكثر من 630 مستفيداً، ومن أبرز برامجها مبادرة «اطمئنان» التي تُعنى بتقديم الدعم المعنوي لمرضى الكلى، وتفعيل أنشطة توعوية بالتزامن مع اليوم العالمي للكلى، إلى جانب المعرض الصحي الذي أُقيم في الجامعة القاسمية. كما قدّمت الجمعية دعماً علاجياً لـ19 مريضاً من مرضى الكلى في مختلف إمارات الدولة، بكُلفة تجاوزت 600 ألف درهم، بالتعاون مع الشركاء من الجهات الخيرية الداعمة، ومنها جمعية دار البر، كما نفّذت مبادرة «اطمئنان» التي تستهدف مرضى الكلى في مستشفيات الدولة، وشملت زيارة 77 مريضاً في وحدات غسيل الكلى.

«تحقيق أمنية» تستأنف نشاطها في اليمن
«تحقيق أمنية» تستأنف نشاطها في اليمن

الإمارات اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • الإمارات اليوم

«تحقيق أمنية» تستأنف نشاطها في اليمن

أعلنت مؤسسة «تحقيق أمنية» استئناف جهودها الإنسانية في اليمن، عبر تحقيق خمس أمنيات لأطفال مصابين بالسرطان في مستشفى الصداقة التعليمي بعدن، في خطوة تُعبّر عن التزام المؤسسة الراسخ بمواصلة رسالتها النبيلة رغم التحدّيات. وتنوّعت الأمنيات المُحقّقة بين أحدث الأجهزة الإلكترونية التي طالما حلم بها الأطفال، وشملت هاتفين ذكيين، وجهازَي «آي باد»، وتلفزيوناً ذكياً، لتمنحهم لحظات من السعادة، وتُخفّف من وطأة معاناتهم مع المرض. وعبّر الرئيس التنفيذي للمؤسسة، هاني الزبيدي، عن سعادته بالعودة إلى اليمن لتحقيق الأمنيات، وقال: «مع كل أمنية نُحققها، نزرع بذرة أمل جديدة في قلوب الأطفال وذويهم، لقد أنجزنا 605 أمنيات في اليمن على مدار الأعوام الماضية، وعودتنا لتحقيق المزيد تجسيد حيّ لقناعتنا بأن الأمل ليس مُجرد شعور، بل طاقة شافية تُنعش الأرواح وتُضيء دروب التعافي في أحلك اللحظات». وأضاف: «في (عام المجتمع 2025) نُجدّد التزامنا بتعزيز هذه القيم الإنسانية النبيلة، وتحويل الدعم المجتمعي إلى واقع يلامس الحياة، وسنواصل سعينا في كل مكان نستطيع الوصول إليه، لأن لكل طفل يُصارع المرض، أمنية تستحق أن تُصان. ودولة الإمارات، بقيادتها الرشيدة، تؤكّد مرةً بعد أخرى ريادتها الإنسانية عالمياً، وتُثبت أن الأمل لا يعرف حدوداً، وأن المسؤولية المجتمعية ليست شعاراً، بل أسلوب حياة نعيشه ونمنحه للآخرين بمحبة وعطاء». وتأتي الخطوة ضمن رؤية المؤسسة لإيصال رسالتها الإنسانية إلى كل طفل يواجه المرض بشجاعة، في كل زاوية من العالم العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store