logo
«موت شقيقه وبسالة والده».. أسرار تبجيل بوتين ليوم النصر

«موت شقيقه وبسالة والده».. أسرار تبجيل بوتين ليوم النصر

صحيفة الخليج٠٩-٠٥-٢٠٢٥

عندما وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على منصة في الساحة الحمراء بموسكو، احتفالاً بالذكرى الـ80 للانتصار على الحلفاء، قال نصاً: «لقد ورثنا من آبائنا الدفاع بقوة عن مصالحنا الوطنية وتاريخنا»، ويبدو أنه كان يقصد ذلك حرفياً، حيث تطوع والده في القتال ضمن القوات السوفييتة في الحرب العالمية الثانية، بل وقام بمهمة خلف الخطوط النازية، وكاد أن يسقط في قبضة للجنود الألمان لولا حيلة بارعة.
وتحظى احتفالات الانتصار على ألمانيا النازية بزخم كبير في روسيا، وربما لا يناظرها في ذلك أي بلد آخر، وقد شهدت هذا العام زخماً غير مسبوق بمشاركة أكثر من 20 رئيس دولة، واستعراض عسكري لوفود من 13 دولة، حيث تعتبر روسيا هذا النصر مصدر فخر كبير ولحظة حاسمة في التاريخ.
وبالنسبة لبوتين، فقد حول يوم النصر إلى ركيزة أساسية من ركائز حكمه، وكثيراً ما تفاخر بدور عائلته في الحرب، حيث يستحضر وقائع عن والده الذي يحمل أيضاً اسم فلاديمير ووالدته ماريا، في الحرب، وموت شقيقه البالغ من العمر عامين، فيكتور، المعروف باسم «فيتيا»، أثناء حصار النازيين لمنزله في لينينغراد، والتي تسمى الآن سانت بطرسبرغ، لمدة عامين ونصف.
ويتذكر بوتين دائماً تلك الوقائع البعيدة، حيث يشير إلى مسكنه القديم بالقول: «كان هذا هو المكان الذي نجت فيه والدتي بأعجوبة. أما والدي، فرغم إعفائه من الخدمة العسكرية، تطوّع للدفاع عن مسقط رأسه».
ـ واقعة تخفي والده
كما تحدث في مقال سابق له، عن أن والده كان في مهمة استطلاع تجسسية خلف خطوط النازيين، عندما قُتل رفاقه ونجا من خلال الاختباء في مستنقع والتنفس من خلال قصبة بينما كان الجنود الألمان يسيرون على بعد خطوات قليلة منهم.
وأُصيب والد بوتين بجروح بالغة. وبعد مغادرته المستشفى، عاد إلى منزله مشياً على عكازين ليرى عمال المشرحة ينقلون جثمان زوجته لدفنها. ويتذكر بوتين ما قاله والده عن هذه اللحظة: «لقد اقترب منها وبدا له أنها تتنفس، رغم الاعتقاد أنها فارقت الحياة، وقال للمسعفين: إنها لا تزال على قيد الحياة!».
وأجاب عمال المشرحة: «ستموت في الطريق، ولن تنجو». لكن بوتين قال: إن والده دفعهم بعيداً بالعكازات وأجبرهم على حملها إلى شقتهم.
ـ الاتحاد السوفييتي والحرب العالمية
وبحسب الوثائق الرسمية، فإن الاتحاد السوفييتي السابق خسر فيما يسميها الحرب الوطنية العظمى بين عامي 1941 و1945، ما يُعادل 27 مليوناً من مواطنيه. وقد خلّفت هذه التضحيات جرحاً غائراً في وجدان الشعب.
وغزت ألمانيا النازية الاتحاد السوفييتي في 22 يونيو/ حزيران 1941، وسرعان ما اجتاحت الجزء الغربي من البلاد. وبحلول أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، اقترب النازيون من موسكو حتى مسافة 30 كيلومتراً، لكن الجيش الأحمر انتفض وهزمهم.
ثم ألحقت القوات السوفييتية هزائم ساحقة بألمانيا في عام 1943 في ستالينغراد وكورسك. كما دفعت القوات النازية إلى التراجع عبر غرب الاتحاد السوفييتي حتى برلين.
وأشار بوتين إلى أنه بالنسبة لإجمالي ضحايا الحرب العالمية الثانية، فإنه يوجد سوفييتي من كل سبعة قتلى، مقارنة على سبيل المثال ببريطانيا، التي يوجد لها قتيل بين كل 127 ضحية، أما الولايات المتحدة فقتيل من بيم كل 320. وهو ما يدفع الزعيم الروسي إلى اعتبار أن الاتحاد السوفييتي والجيش الأحمر، قدما المساهمة الرئيسية والحاسمة في هزيمة النازية.
ويرى مراقبون أن اهتمام بوتين بذكرى انتصار الحرب العالمية الثانية، يستهدف أيضاً الحشد القومي، فقد قال خلال خطابه الجمعة: إن كل المواطنين الروس يؤيدون الحرب الأوكرانية الحالية، كما سعى أيضاً إلى التأكيد على فشل الجهود الغربية لعزل روسيا عن طريق رمزية حضور الرئيس الصيني وغيره من الزعماء إلى الاحتفالات.
وفي كلمته من منصة عملاقة عند ضريح الزعيم لينين، ربط بوتين بين ذكرى الانتصارات في الماضي وصراعاتها الحالية، حيث يصف الحرب في أوكرانيا بأنها ضد من يصفهم بـ «النازيين الجدد».
ـ واقعة الجاسوس السوفييتي
من جهة أخرى، حاول بوتين تصوير تبجيل أوكرانيا لبعض قادتها القوميين الذين تعاونوا مع النازيين في الحرب العالمية الثانية على أنه دليل على تعاطف كييف مع النازية. وأشار بانتظام إلى شخصيات قومية أوكرانية، مثل ستيبان بانديرا، الذي قُتل على يد جاسوس سوفييتي في ميونيخ عام 1959.
القوة العسكرية
وإلى جانب المكاسب الدبلوماسية، فإن استعراض يوم النصر يشهد إظهار القوة العسكرية، من خلال مسيرات ضخمة بمشاركة آلاف الجنود وعشرات المعدات الثقيلة، بما في ذلك منصات إطلاق متحركة تحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية، تجوب الساحة الحمراء، وتحلّق فوقها عشرات الطائرات الحربية.
كما تشجع السلطات مظاهرات التاسع من مايو، التي تُعرف باسم «الفوج الخالد»، حيث يحمل المشاركون صور أقاربهم الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية. وقد انضم بوتين إلى هذه المسيرات لعدة سنوات، حاملاً صورة والده.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سفير أميركا الجديد في فرنسا.. "نسيب ترامب" ومتهرب من الضرائب
سفير أميركا الجديد في فرنسا.. "نسيب ترامب" ومتهرب من الضرائب

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 34 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

سفير أميركا الجديد في فرنسا.. "نسيب ترامب" ومتهرب من الضرائب

وكان ترامب قد منح كوشنر عفوا رئاسيا في ديسمبر 2020، بعد أن أقر الأخير بالذنب في تهم تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم تبرعات غير قانونية لحملات انتخابية. وجاء التصديق على تعيين كوشنر بأغلبية 51 صوتا مقابل 45. ويعد كوشنر مؤسس شركة "كوشنر كومبانيز" العقارية، كما أن ابنه جاريد كوشنر شغل منصب كبير مستشاري البيت الأبيض خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، وهو متزوج من إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الكبرى. وعند إعلان ترامب نيته ترشيح كوشنر في نوفمبر الماضي، وصفه بأنه "قائد أعمال بارز، ومحسن، وصانع صفقات مميز". وسيتوجه كوشنر إلى فرنسا في وقت يشهد فيه التحالف التقليدي بين البلدين توترا، على خلفية سياسات ترامب التجارية والدور الأميركي في حرب أوكرانيا. وخلال جلسة تأكيد ترشيحه هذا الشهر، قال كوشنر إنه سيعمل عن كثب مع فرنسا لـ"تحقيق توازن أكبر في علاقتنا الاقتصادية المهمة"، كما سيشجع فرنسا على "زيادة استثماراتها في قدراتها الدفاعية، وقيادة الاتحاد الأوروبي نحو التوافق مع الرؤية الأميركية بشأن تعزيز الالتزامات الأوروبية في مجال الأمن". وفي ظل إحداث ترامب لاضطراب في العلاقات التقليدية بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، شدد كوشنر على تقديره للعلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وفرنسا، مؤكدا التزامه "بتعزيز العلاقة لتصبح أقوى". وأشار كوشنر خلال حديثه أمام أعضاء مجلس الشيوخ إلى أنه ابن لاثنين من الناجين من المحرقة النازية، قَدِما إلى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، كما قتلت جدتاه وعدد من أفراد عائلته على يد النازيين.

«أزمة التخصيب» تهدد بنسف المفاوضات «النووية»
«أزمة التخصيب» تهدد بنسف المفاوضات «النووية»

البيان

timeمنذ 6 ساعات

  • البيان

«أزمة التخصيب» تهدد بنسف المفاوضات «النووية»

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أمس، أن التخصيب في إيران خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، قائلةً إن الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون إيران، ستيفن ويتكوف، ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أوضحا ذلك للشعب الأمريكي، وفي محادثاتهما مع طهران. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قال، أول من أمس، إن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم «مع أو من دون اتفاق» مع القوى الدولية. وكتب، في منشور على منصة «إكس»: «إن كانت الولايات المتحدة مهتمة بضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية، فإن التوصل إلى اتفاق في متناول اليد، ونحن مستعدون لمحادثات جادة، للتوصل إلى حل يضمن هذه النتيجة إلى الأبد»، مضيفاً: «التخصيب في إيران سيتواصل، مع أو من دون اتفاق». إضافةً إلى روسيا والصين والولايات المتحدة، اتفاقاً بشأن برنامجها النووي في عام 2015. وحدّد اتفاق 2015، سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المئة. إلا أن طهران تقوم حالياً، حسب تصريحات لعدد من المسؤولين الدوليين، بتخصيب إلى مستوى 60 في المئة.

زيلينسكي: أوكرانيا لن تقبل بسحب جيشها من مناطق تسيطر عليها
زيلينسكي: أوكرانيا لن تقبل بسحب جيشها من مناطق تسيطر عليها

صحيفة الخليج

timeمنذ 6 ساعات

  • صحيفة الخليج

زيلينسكي: أوكرانيا لن تقبل بسحب جيشها من مناطق تسيطر عليها

كييف - أ ف ب استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين، سحب قواته من أنحاء في شرق أوكرانيا وجنوبها تسيطر عليها كييف، رافضاً شروطاً وضعتها روسيا لإنهاء حربها المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقال زيلينسكي لصحفيين في كييف رداً على سؤال بشأن شروط روسية تشمل تخلي أوكرانيا بالكامل عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي تقول روسيا، إنها ضمّتها لكنها لا تسيطر عليها بالكامل: إن «قواتنا لن تنسحب من أراضينا». من جهة أخرى، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين، أن روسيا وأوكرانيا «ستباشران فوراً مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار» بعد اتصال أجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وصفه بأنه «ممتاز». من جهته، وصف الرئيس الروسي الاتصال بأنه «مفيد جداً»، وأضاف أمام صحفيين أن روسيا مستعدة للعمل مع أوكرانيا على «مذكرة تفاهم» بشأن «اتفاقية سلام محتملة»، مشدداً على الحاجة إلى «إيجاد تسويات» لدى طرفي النزاع. في المقابل، قال زيلينسكي: لا تفاصيل لديه في الوقت الراهن بشأن هذه «المذكرة»، معرباً عن استعداده لدرس العرض الروسي. وقال زيلينسكي، إنه طلب من ترامب، الذي أجرى معه اتصالاً هاتفياً استمر من 10 إلى 15 دقيقة، عدم اتّخاذ «أيّ قرار» بشأن أوكرانيا من دون موافقة كييف. وقال ترامب، إنه اتصل أيضاً بقادة دول أوروبية عدة لإطلاعهم على فحوى مباحثاته مع بوتين. وشمل الاتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي الكسندر شتوب ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الذين رحبوا «باستعداد الحبر الأعظم لاستضافة مباحثات في الفاتيكان».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store