
هل التعصّب الطائفي قَدَرٌ لا مَفرّ منه؟!
لكن الواقع يقول إن هذه الحروب ليست ضربة لازب ولا قدَراً جبرياً، بل نتيجة تراتيب وحالات من صنع البشر، هناك من يقول إن الساسة هم صُنّاع هذه الفتن، والأمر كما قال حكيم المعرّة، أبو العلاء:
إِنَّما هذه المَذاهِبُ أَسبابٌ لجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ!
وهناك من يقول بل هي من صناعة الناس، فهم بطبعهم ميّالون للانتماء والتحزّب والتعصّب واحتكار الحقيقة، وعشق الشعارات السطحية السهلة الهضم، المفيدة في التحشيد السريع لأعضاء هذا المذهب أو تلك الطائفة:
لا يسألون أخاهُمْ حينَ يَنْدُبُهُمْ/ في النَّائِبَاتِ على ما قال بُرْهَانَا.
بكل حال هذا هو الحال، في الحالّ من وقتنا والذاهب، ولكن ليس في المآل، حتماً.
هناك أوضاعٌ مماثلة مرّت بها أممٌ غيرنا، وعبرتها وتجاوزتها للمستقبل.
يلاحظ الأستاذ هاشم صالح دوماً هذا المعنى، ويُذكّرنا بما كان عليه الحال في أوروبا، قائدة التنوير والعصور الحديثة، فهي لم تكن كذلك، بل كانت غارقةً في عصور التعصّب الديني، داخل المسيحية نفسها، فضلاً عن خارج المسيحية.
في عام 1864 أصدر البابا بيوس التاسع رسالته الشهيرة التي أدان فيها العصور الحديثة جملةً وتفصيلاً. لقد أدان العقلانية، والليبرالية، وحرية الضمير والمعتقد. كما قال هاشم.
الفتوى اللاهوتية الكبرى التي سادت العصور الوسطى في أوروبا كانت تقول ما فحواه: «خارج الكنيسة الكاثوليكية البابوية الرومانية المقدسة لا نجاة في الدار الآخرة ولا مرضاة عند الله» يعني الطوائف المسيحية الأخرى، في النار كلها.
ظلّ الأمرُ على هذا النحو طيلة قرون وقرون حتى انعقد المجمع الكنسي التحريري التنويري المشهور باسم الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 - 1965. وهو المجمع اللاهوتي الكبير الذي صالح بين المسيحية والحداثة.
اعترف مجمع الفاتيكان الثاني هذا بمشروعية الأديان الأخرى، وقال: إننا نحترم المسلمين ونقدّر إيمانهم بالله واليوم الآخر، ونريد أن نطوي صفحة الماضي السوداء الأليمة معهم نهائياً.
عام 1992 اعتذر البابا يوحنا بولس الثاني عن محاكمة الكنيسة لغاليليو وترويعها الشديد له عام 1633، كما واعتذر عام 1997 عن مجزرة سانت بارتيليمي بحق «إخوتنا» البروتستانتيين. وهي المجزرة الرهيبة التي حصلت في باريس بتاريخ 26 أغسطس (آب) عام 1572.
وعليه، فإن هذا التعصّب المقيت في أوروبا، الذي أنتج أهوالاً وحروباً، ساهم فيها رجال دين وأباطرة وبارونات وعوامّ وخواصّ، وغذّته الدعايات والخطب (سوشيال ميديا ذاك الوقت) كل هذا... انتهى وأصبح من الماضي، وصارت أوروبا التي نراها اليوم.
إذن، فليس سوق التعصّب وقتل الطوائف للطوائف، كلما قدر طرفٌ على الآخر، سوقاً خالداً، بل يمكن غلقه يوماً ما... بانتظار هذا اليوم ما!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 27 دقائق
- الشرق الأوسط
نتنياهو يلتقي عائلتي رهينتين ظهرا في فيديوهات «حماس» و«الجهاد»
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «صدمة عميقة» من المشاهد الأخيرة التي بثّتها «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لرهينتين إسرائيليتين في غزة، وتحدّث مع عائلتيهما، بحسب بيان رسمي. وجاء في البيان الذي نشره مكتب رئيس الوزراء ليل السبت الأحد أن «رئيس الوزراء أعرب عن صدمة عميقة من التسجيلات التي نشرتها منظمة (حماس)، وقال للعائلتين إن الجهود متواصلة لإعادة كلّ الرهائن وهي ستستمرّ دوماً بلا كلل». وأثارت ثلاثة فيديوهات نشرتها «حماس» و«الجهاد الإسلامي» منذ الخميس تظهر اثنين من الرهائن الإسرائيليين نحيلين ومتعبين، حالة تأثّر كبيرة في إسرائيل وحرّكت النقاش حول ضرورة التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن للإفراج عن الرهائن. عائلات وأنصار الرهائن الإسرائيليين في غزة يحملون صوراً لهم قرب سياج من الأسلاك الشائكة خلال مظاهرة تدعو إلى وقف إطلاق النار واتفاق لإطلاق سراحهم (إ.ب.أ) واحتشد عشرات آلاف الأشخاص مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن دعماً لعائلاتهم. وأظهرت المشاهد المنشورة رجلين شديدي الهزل والوهن، وكان الغرض منها تسليط الضوء على الوضع الإنساني الحالي في غزة المهدّدة بـ«مجاعة معمّمة» بحسب الأمم المتحدة. وأشار البيان إلى أن نتنياهو «أجرى محادثة مطوّلة مساء مع عائلتي الرهينتين روم براسلافسكي وأفيتار دافيد» اللذين ظهرا في الفيديوهات الأخيرة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه «لا حدود لقسوة حماس»، بحسب البيان. إسرائيليون يحتجون مطالبين بإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى «حماس» في قطاع غزة 7 يونيو 2025 (أ.ب) وتابع: «بينما تسمح دولة إسرائيل بوصول المساعدة الإنسانية إلى سكان غزة، يقوم عناصر (حماس) بتجويع رهائننا عمداً، وتصويرهم بطريقة دنيئة ومقيتة. ويقوم عناصر (حماس) أيضاً بتجويع سكان قطاع غزة عمداً من خلال منعهم من الحصول على المساعدة، مروّجين لحملة دعائية افترائية في حقّ إسرائيل»، داعياً «دول العالم إلى رصّ الصفوف للتنديد بوضوح بالانتهاكات الإجرامية النازية التي ترتكبها منظمة (حماس)».


الشرق الأوسط
منذ 27 دقائق
- الشرق الأوسط
آلاف المتظاهرين في إسرائيل يطالبون بإطلاق سراح الرهائن
دعا آلاف المتظاهرين في إسرائيل، بوقت متأخر من يوم السبت، إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجَزين في قطاع غزة. ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن شقيق إفيتار ديفيد، البالغ من العمر 24 عاماً، في تل أبيب، قوله إن حركة «حماس» تستخدم الأسرى «كتجارب تجويع حية». وكان فيديو دعائي لـ«حماس» يُظهِر ديفيد وهو يعاني من نحافة شديدة، قد تم نشره، بموافقة عائلته، في وقت سابق من يوم السبت. ويُظهِر المقطع، الذي تبلغ مدته ما يقرب من خمس دقائق، الشاب في نفق ضيق، وهو يُجبَر على حفر ما وُصِف بأنه «قبره الخاص»، ويروي الأيام التي قضاها خلال شهر يوليو (تموز)، عندما كان يُعطَى الفول أو العدس فقط، أو لا شيء على الإطلاق، ليأكله. وتم أخذ ديفيد في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضوره مهرجان «نوفا» الموسيقي في جنوب إسرائيل، خلال الهجوم الذي شنته «حماس» ومجموعات فلسطينية أخرى. متظاهر يحمل صورة تشبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالشيطان (رويترز) وكتب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين - الذي يجمع أقارب المحتجزين في غزة - على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، متحدثاً عن 60 ألف شخص يتظاهرون في تل أبيب: «أوقفوا هذا الكابوس، الذي استمر لمدة 666 يوماً. وقعوا اتفاقاً شاملاً سيعيد جميع الرهائن الخمسين وينهي القتال». المظاهرات دعت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة (أ.ف.ب) ووفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، خرج الناس أيضاً إلى الشوارع في مدن أخرى بإسرائيل. وذكرت الصحيفة أن عدد المشاركين كان مِن أعلى الأعداد في الأسابيع الأخيرة. ودعا إيلاي، شقيق إفيتار ديفيد، الحكومة الإسرائيلية وقادة العالم، خصوصاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتأمين إطلاق سراح الرهائن «بأي وسيلة ضرورية»، بحسب الصحيفة. جانب من المظاهرات في إسرائيل (أ.ف.ب) ووفقاً لإسرائيل، فإنه لا يزال 50 رهينة محتجَزين من قبل «حماس» ومجموعات أخرى. ويقال إن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة. ومن جهته، ذكر زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أن أغلبية الشعب الإسرائيلي لم تعد تؤيد الحرب في غزة، وبالتالي يجب أن تنتهي. وكتب لابيد على موقع التواصل الاجتماعي، «إكس»: «لقد كان هناك دائماً شرط ضروري لحروب إسرائيل، وهو (تأييد الأغلبية). لا يمكن أن تخوض دولة إسرائيل حرباً إذا لم تؤيدها أغلبية الشعب، ولا تؤمن بأهدافها، ولا تثق في القيادة». وأضاف: «لا يوجد أي من هذه الشروط الآن. لقد حان الوقت لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن». متظاهر يرتدي قناعًا يصور نتنياهو يحمل طفلا مقتولا ويركع أمام رهينة ميت (رويرز) من ناحيته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق عضو الكنيست جادي أيزنكوت، أمس (السبت)، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته مسؤولون عن فشل لا يُغتَفر وسوء إدارة للحرب أوصلت إسرائيل إلى الوضع الحالي، وذلك في معرض تعليقه عن مقطع الفيديو الذي نشرته حركة «حماس» للرهائن الأسرى. وقال أيزنكوت: «بصفتي رئيس أركان سابقاً للجيش، لم أتخيل أبداً أننا سنرى يوماً ما صوراً لليهود وهم يُحتَضرون دون أن يوجد مَن ينقذهم. نتنياهو ووزراء حكومة 7 أكتوبر مسؤولون عن فشل لا يُغتفر وسوء إدارة الحرب اللذين أوصلانا إلى هذه النقطة»، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. وأضاف: «يجب أن يجتمعوا على الفور ويتخذوا قراراً يهودياً أخلاقياً قائماً على القيم - للتوقيع على اتفاق فوري بشأن الرهائن، اتفاق شامل واحد، حتى لو كان ذلك على حساب وقف إطلاق نار دائم. سنكمل هزيمة (حماس). هذا هو واجبنا». متظاهر يرتدي قناعاً يصور نتنياهو على أنه كاذب (رويترز) وتُعتَبر جهود أشهر لتحقيق وقف لإطلاق النار من خلال المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس»، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، قد فشلت جميعها تقريباً في الوقت الحالي. وأدى الهجوم غير المسبوق في أكتوبر 2023 إلى اندلاع حرب غزة. وقتل المهاجمون أكثر من 1200 شخص، واختطفوا 250 آخرين إلى قطاع غزة. وردَّت إسرائيل بضربات جوية وهجوم بري. ووفقاً للسلطة الصحية في غزة التي تديرها «حماس»، فإنه خلال الحرب المستمرة، قُتِل 60 ألف فلسطيني، الغالبية العظمى منهم من النساء والقُصَّر والمسنين.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
ارتفاع الإعانات الاجتماعية بألمانيا إلى 47 مليار يورو في 2024
دفعت ألمانيا نحو 46.9 مليار يورو كمساعدات للمستفيدين من الإعانات الاجتماعية المعروفة باسم "أموال المواطن" في عام 2024. وبحسب رد وزارة الشؤون الاجتماعية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، فإن هذا يمثل زيادة بنسبة 8.5% بنحو 4 مليارات يورو مقارنة بعام 2023. ووفقا للرد، ذهب حوالي 24.7 مليار يورو - أي ما يعادل 52.5% من إجمالي الإعانات - إلى ألمان، بينما ذهب 22.2 مليار يورو (47.4%) إلى أشخاص لا يحملون جواز سفر ألماني، وهي نسب مماثلة لعام 2023، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وتشمل مجموعة المستفيدين الأجانب مئات الآلاف من الأوكرانيين وأطفالهم الذين فروا من الحرب الروسية. وقد بلغ إجمالي المساعدات التي حصلوا عليها حوالي 6.3 مليار يورو. وبحسب بيانات الوزارة، حصل أجانب منحدرون من أعلى ثماني دول لجوء لألمانيا على 7.4 مليار يورو. ويفسر الخبراء هذه الزيادة في المبلغ الإجمالي - من بين أمور أخرى - بزيادة كبيرة في الحد المعياري لاستحقاقات الإعانات الاجتماعية في عامي 2023 و2024 كتعويضات عن التضخم. ولم تسجل أية زيادة من هذا القبيل هذا العام، ولا يتوقع حدوثها في عام 2026. كما ارتفعت بشكل كبير تكاليف السكن والتدفئة، التي تغطي الحكومة الاتحادية ثلاثة أرباعها بالنسبة للمستحقين للإعانات، بسبب ارتفاع الإيجارات في العديد من الأماكن. جدل مجتمعي ويمكن تحقيق وفورات إذا وجد المزيد من المستفيدين عملا. ووفقا لمعهد أبحاث التوظيف "آي إيه بي" في نورنبرغ، فإن انخفاض عدد المستفيدين بمقدار 100 ألف يعني زيادة في الخزينة العامة بنحو 3 مليارات يورو. ويشهد معدل التوظيف بين اللاجئين الأوكرانيين نموا متزايدا الآن – من 24.8% في أكتوبر 2023، إلى 33.2% مؤخرا. وقال النائب البرلماني عن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، رينيه شبرينغر: "الإنفاق على "أموال المواطن" لا يزال يرتفع بشكل لا يمكن السيطرة عليه"، مضيفا أن حزب البديل من أجل ألمانيا يرى أنه من المفترض أن تكون "أموال المواطن" في المقام الأول إعانة للمواطنين الألمان، وقال: "يجب منع الأجانب من الوصول إلى "أموال المواطن" من حيث المبدأ". ويريد حزب "البديل من أجل ألمانيا" السماح باستثناءات فقط.