
أمريكا قصفت هذه المدينة باليابان قبل نهاية الحرب عام 1945
وقد أسقطت نحو 90 قاذفة أمريكية من طراز "B-29" حوالي 6,000 طن من البنزين الهلامي، النابالم، على مدينة كوماغايا اليابانية، في ليلة 14-15 أغسطس/ آب من عام 1945.
وأدت الحرائق الناتجة، التي بلغت حرارتها ما بين 800 و1,200 درجة مئوية، إلى مقتل ما لا يقل عن 260 شخصًا، وإصابة 3,000 آخرين، ودمار نحو 75% من المدينة، التي كان عدد سكانها يبلغ 47 ألف نسمة، وفقًا لبعض التقديرات.
وغادرت آخر طائرة حربية أمريكية، من السرب الذي أحدث تلك العاصفة النارية، أجواء كوماغايا قبل أقل من 12 ساعة من بث خطاب الإمبراطور هيروهيتو الذي أعلن فيه استسلام اليابان غير المشروط.
وفي ذلك اليوم، وُلدت كازومي يونيدا، التي لا تزال تقيم في كوماغايا حتى اليوم، قبل وقت قصير من قصف الطائرات الأمريكية. وفي عام 2020، نشرت كتاب شِعر بعنوان "اليوم الذي ولدت فيه"، وشاركته مع CNN.
"في اليوم الذي وُلدتُ فيه، التهبت النيران والتهمت المدينة.أمي أنجبتني،وضمتني إليها –ووقفت وسط أنقاض بيتها.جسدها لم يدّر حليب الأم،فاحتضنت طفلتها الباكية بلا انقطاع في ذراعيها".
"لا أحد يريد أن يموت في اللحظات الأخيرة من الحرب"، هذه الكلمات جاءت من مراسل صحيفة "نيويورك هيرالد تريبيون"، هومر بيغارت، الذي كان على متن واحدة من آخر طائرات "B-29" التي قصفت كوماغايا.
وقد أقلع من جزيرة غوام في المحيط الهادئ على متن طائرة "سوبر فورترس"، وكانت جزءًا من جناح القصف 314.
وكانت مهمة سعى القادة الأمريكيون جاهدين لتبريرها لأطقم الطائرات، حسبما كتب بيغارت.
وقد وقعت الهجمة الثانية بالقنبلة الذرية على ناغازاكي قبل خمسة أيام فقط، وأسفرت عن مقتل نحو 46,000 شخص. وقبلها بثلاثة أيام، في السادس من أغسطس/ آب، أسفرت قنبلة هيروشيما الذرية عن مقتل نحو 70,000 شخص على الفور.
وكان من المتوقع استسلام اليابان، ولم تُحلّق طائرات القاذفة الأمريكية لمدة خمسة أيام.
والآن، طُلب منهم أن يخاطروا بحياتهم لضرب ما وصفه بيغارت بأنه "مدينة صغيرة بشكل يُرثى له، ولا تبدو ذات أهمية واضحة".
لكن في الإحاطة قبل المهمة، قال القادة إن كوماغايا تضم ساحة سكة حديد مهمة وورشًا تُصنع فيها أجزاء الطائرات، وهي أهداف عسكرية مشروعة.
وقال الضابط القائد، الكولونيل كارل ستوري، للطّيارين بحسب ما نقله بيغارت: "ينبغي أن تكون هذه الضربة القاضية الأخيرة في الحرب. ضعوا قنابلكم على الهدف حتى يعمّ السلام العالم غدًا".
وفي حال أعلن عن الاستسلام أثناء تحليقهم نحو كوماغايا، طُلب من طواقم طائرات "B-29" أن يراقبوا أجهزة الراديو بحثًا عن كلمة "يوتا". ذلك كان سيعني أن استسلام اليابان أصبح رسميًا، ويمكنهم العودة إلى غوام.
لكن ذلك لم يحدث، وفي وقت متأخر من ليلة 14 أغسطس/ آب 1945، بدأت آخر غارة نارية في الحرب العالمية الثانية.
وكانت كازوي هوجو تبلغ من العمر 7 سنوات عندما احترقت كوماغايا. وكانت تعيش في منزل مع أسرتها، وتتمتع بطفولة معقولة رغم المصاعب الناتجة عن كون بلادها، بسبب غزوها للصين، في حالة حرب في آسيا طوال حياتها.
وفي ظهيرة أحد أيام يونيو/ حزيران، شاركت صورًا من تلك الطفولة مع CNN. كانت هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها إلى الإعلام عن ذكرياتها في تلك الليلة النارية.
مع بداية القصف، فرت مع والدتها وأختها البالغة من العمر خمس سنوات وأخيها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره شهرين إلى سدٍ للسكك الحديدية، لتتفادى القنابل الحارقة التي "كانت تتساقط مثل المطر"، حسبما قالته.
وقد أصابتها شظية في عنقها، وفي الوقت ذاته، أصيب أخوها الذي كانت والدتها تحمله على ظهرها بحروق شديدة في جبهته. وقالت إن كلا الإصابتين خلّفت لديهما ندوبًا دائمة بقيت مدى حياتهما.
واشتعلت النيران في كل مكان. قالت هوجو: "كان الجو مضيئًا كما لو كان نهارًا".
وقالت: "كان يبدو أن الجميع مبلّلون"، لكنها لم تكن تعرف السبب. هل كان ذلك بسبب المطر؟ أم بسبب النابالم؟ أم مزيجًا من الاثنين، إذ يمكن للحرائق أحيانًا أن تُحدث أمطارًا محلية؟
ما تتذكره هوجو بوضوح هو ما رأته عندما نزلت إلى المدينة صباح اليوم التالي للقصف.
كان منزلها لا يزال قائمًا، على حافة الدمار تمامًا. ومن بعده، كانت تستطيع أن ترى لأميال، مسافات لم تكن لتُتصوَّر في اليوم السابق، والدخان لا يزال يتصاعد مما كان في اليوم السابق مدينة كوماغايا.
في اليوم التالي، وبينما كانت تمشي مع عائلتها عبر الأنقاض، على أمل الوصول إلى منزل أجدادها الذي يبعد نحو 6 أميال، كان كل شيء مبللًا.
على طول الطريق، عبر وسط المدينة المحترق، كان كثير من البالغين ممددين على الأرض بين الأنقاض، يبكون بشكل لا يُحتمل، وتقول إن تلك هي أكثر ذكرياتها وجعا عن الحرب.
في ظهيرة قاسية الحرارة من شهر يونيو/ حزيران، بدأت CNN زيارتها لاستكشاف مدينة كوماغايا، التي يبلغ عدد سكانها الآن قرابة 200 ألف نسمة، وتقع على بُعد أكثر من ساعة بقليل بالقطار من طوكيو.
من هناك، اتجه فريق CNN في رحلة بالسيارة مدتها 6 دقائق إلى معبد "سيكيجوجي" البوذي، حيث نمت شجرة دردار يابانية خارج المعبد حول أجزاءها المتفحمة من ليلة 14 أغسطس/ آب عام 1945.
واستعرض تيتسويا أوكاياسو، وهو كبير كهنة معبد "سيكيجوجي" في كوماغايا، اليابان، سقف بوابة عاش تحته هو و6 أفراد من أسرته لمدة ستة أشهر بعد القصف الأمريكي الحارق للمدينة في الليلة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
في الداخل، قدّم أوكاياسو، البالغ من العمر 79 عامًا، تمثالًا خشبيًا لـ"كوبودايشي"، أحد أكثر الرهبان البوذيين احترامًا في اليابان القديمة، ويعد رمزا مقدسا للإرث الروحي والتفاني. لكن الجزء الأيسر من وجه التمثال الأملس أصبح متفحمًا من الحريق.
وشرح أوكاياسو أن هذا التمثال كان واحدًا من 7 تماثيل مقدسة في المعبد، وكان آخر تمثال بقي داخل المبنى بينما كان يحترق نتيجة القصف الأمريكي. وقال إن والده خاطر بحياته لإخراجه، حرفيًا بينما كان البناء ينهار من حوله.
بعد الحرب، أخفى والده التمثال. وقبيل وفاته، وعند تسليمه قيادة المعبد لابنه، أخبره بوصيتين بشأن التمثال: أولًا، يجب ألا يتم إصلاح التمثال أبدًا.
وشرح أوكاياسو أن والده أخبره بأن "التمثال هو شاهد حي على الغارة الجوية على كوماغايا".
وثانيًا، يجب ألا يُعرض على العامة أبدًا. "لأن مظهره مفجع، فلا ينبغي للناس رؤيته هكذا"، حسبما أوصى والده.
ظل الابن محافظًا على الوعد الأول وملتزمًا بالثاني لسنوات، حتى طلب مدير متحف السلام في مدينة سايتاما المجاورة عرض التمثال. فوافق أوكاياسو على ذلك.
وكان أول من رأى التمثال من العامة هم شباب في برنامج تعليم السلام الصيفي التابع للمتحف. قال أوكاياسو إن التمثال أظهر لهم أدلة على رعب الحرب وما فعلته بكوماغايا قبل ولادتهم بوقت طويل.
وقد أدى التمثال غرضه، إذ بدأ الأطفال الذين زاروه بطرح الأسئلة، بينما بكى بعضهم، وبدأوا يفهمون تراثهم بشكل أفضل، حسبما قاله مدير المتحف لأوكاياسو.
وقال أوكاياسو، وصوته يرتجف همسًا: "رغم أنني أشعر بالسوء لمخالفة وصية والدي، فقد قررت أنه إذا كان الناس سيتعلمون عن السلام، فيمكنهم رؤية التمثال".
ومع ذلك، لا يعرضه بشكل دائم. لكنه يخرجه للراغبين، كما فعل مع CNN.
خارج المعبد، أشار أوكاياسو إلى بوابة ذات سقف ضيق مغطى بالبلاط. إنها الجزء الوحيد من المجمع الذي نجا بعد القصف.
كان أوكاياسو يبلغ من العمر 10 أيام فقط عندما قصفت كوماغايا، وقد شرح لنا أهمية هذه البوابة بالنسبة له.
المساحة التي تبلغ نحو 200 قدم مربعة تحت ذلك السقف، مع جدران مؤقتة من صفائح الحديد المحترقة، كانت مأوى له، ولوالدته ووالده، وأشقائه الأربعة وجدته، لمدة 6 أشهر أثناء انتظارهم لبناء مساكن ما بعد الحرب.
سلاح أم جريمة حرب؟
وكانت مدينة كوماغايا، إلى جانب مدينة إيسيساكي القريبة، آخر المدن التي احترقت بفعل القنابل الحارقة الأمريكية، لكنها لم تكن سوى الضربة الأخيرة في حملة بدأت في فبراير/ شباط 1945.
وكانت الغارات الحارقة من بنات أفكار الجنرال كورتيس لوماي. وقد أُعطي قيادة قوة القاذفات الأمريكية في المحيط الهادئ بعد أن فشلت الغارات السابقة لطائرات "B-29"، التي استخدمت قنابل شديدة الانفجار وأسقطت من ارتفاع 30,000 قدم، في شل آلة الحرب اليابانية.
في تلك الغارات الأولى، لم تُصب سوى 20% من الأهداف، وقد ألقى أفراد الطواقم الجوية باللوم على ضعف الرؤية بسبب سوء الأحوال الجوية، وعلى التيارات الهوائية القوية (التيار النفاث) التي كانت تُبعد القنابل عن أهدافها بعد إسقاطها من ارتفاع عالٍ.
وقد صدم مخطط لوماي العديد من المشاركين في المجهود الحربي.
وقد كانت طائرات "B-29" ستحلق على ارتفاع منخفض. وستهاجم ليلاً. وستطير بشكل منفرد، وليس ضمن التشكيلات الكبيرة متعددة الطبقات التي استخدمها الأمريكيون في قصف القوات الألمانية نهارًا في أوروبا.
وكانت محملة بقنابل حارقة، وهي ذخائر عنقودية تُسقط داخل حاويات تحتوي كل منها على 38 قنبلة، تنفجر عند الاقتراب من الهدف، وتنثر قنابل النابالم الصغيرة على مساحة واسعة.
وكان لوماي يعتقد أن هذا النوع من القنابل مثالي لحرق المنازل والمحال التجارية الخشبية في اليابان، وسرعان ما ثبتت صحة رأيه.
وفي غارة جوية باستخدام النيران نُفذت في 9-10 مارس/ آذار على العاصمة طوكيو، قُتل 100,000 شخص، ما يجعلها أعنف غارة جوية في تاريخ البشرية، بحصيلة قتلى تفوق تلك التي خلفها قصف هيروشيما أو ناغازاكي. وقد دمرت هذه الغارة، بالإضافة إلى الغارات التالية، حوالي 60% من المدينة، تاركةً نحو مليون شخص بلا مأوى.
وكانت المدينة الأكثر تضررًا هي توياما، التي دُمرت بنسبة 99% في الأول من أغسطس/ آب.
وكان روبرت مكنامارا، الذي شغل منصب وزير الدفاع الأمريكي خلال جزء كبير من حرب فيتنام، محللًا مقيمًا في غوام لفعالية القصف في عام 1945.
وقال مكنامارا في الفيلم الوثائقي "ضباب الحرب" عام 2003، إن الغارات النارية أظهرت أن البشرية "لم تتعامل حقًا مع ما يمكن أن أسميه 'قواعد الحرب'".
وقال لوماي: "لو كنا خسرنا الحرب، لكنا جميعًا قد حوكمنا كمجرمي حرب".
كان لوماي يدرك أن ما كان يفعله سيُعتبر غير أخلاقي لو أن جانبهم خسر الحرب. لكن ما الذي يجعل الفعل غير أخلاقي إذا خسرت، وليس غير أخلاقي إذا ربحت؟
رغم أن العشرات من قاذفات "B-29" الأمريكية هي التي أحرقت مدينة كوماغايا في عام 1945، إلا أن الناجين وغيرهم من سكان كوماغايا قالوا إنهم لا يحملون أي ضغينة تجاه أمريكا.
وقال نوريهيرو أوي، وهو أمين مكتبة كوماغايا، إن المدينة كانت ببساطة سيئة الحظ، وتعرضت للقصف في توقيت سيئ.
وقال أوي: "السبب في أن كوماغايا أصبحت موقع الغارة الجوية الأخيرة كان مجرد صدفة".
وأضاف: "لو أُعلن عن الاستسلام في وقت أقرب، أو لو بدأت مفاوضات السلام في وقت متأخر، لكانت مدينة أخرى هي التي قُصفت".
وتابع قائلاً: "كان لا بد أن تكون هناك مدينة هي الأخيرة في القصف".
لكن هذا لا يعزي هوجو، الناجية البالغة من العمر 87 عامًا. وقالت: "لو انتهت الحرب قبل يوم واحد فقط. في اليوم التالي مباشرةً، انهزمت اليابان. إن مأساة كوماغايا تبدو سخيفة تمامًا في هذا السياق".
ويلوم بعض الناس الحكومة الإمبراطورية اليابانية. فغزوها للصين في عام 1931 مهّد الطريق لحرب المحيط الهادئ العالمية والدمار الذي أنزلته الولايات المتحدة وحلفاؤها لاحقًا.
هوجو فكرت أيضًا في الأمريكيين الذين كانوا على متن طائرات B-29.
وقالت هوجو: "القلب البشري معقد، لقد عانينا معاناة مروعة، لكن الذين تسببوا فيها لا بد أنهم عانوا بطريقتهم الخاصة أيضًا".
كان فيفيان لوك طيار ثاني آخر طائرة "B-29" قصفت كوماغايا في تلك الليلة.
وفي تبادل للرسائل عام 2004 مع أحد الناجين من كوماغايا، كين آراي، قدّم لوك وجهة نظر طيار حول تلك الغارة.
وكتب لوك، الذي توفي في عام 2010: "لطالما ندمت على كل الأرواح البريئة التي أُزهقت، والمصابين، وفقدان المنازل والممتلكات".
وفي مراسلاته، أشار إلى أن أطقم طائرات "B-29" أثناء تحليقها نحو اليابان، كانت تترقب سماع كلمة السر التي تعني أن اليابان استسلمت، "يوتا".
وكتب لوك: "أكثر من مرة، كُسر الصمت اللاسلكي بين طائرتي والطائرات الأخرى في المهمة بعبارة: هل سمعت شيئًا؟ أي أنهم كانوا يأملون أن تكون الحرب قد انتهت".
والشاعرة يونيدا، البالغة من العمر 80 عامًا، التي وُلدت في اليوم الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية، وفي اليوم ذاته الذي أمطرت فيه قاذفات "B-29" الأمريكية مدينتها كوماغايا بالنيران، أشارت إلى أن الموقف في تلك الليلة كان خارج سيطرة أي شخص شارك مباشرة.
وقالت: "لن أقول إن ما حدث في كوماغايا كان لا بد أن يحدث. لكن إذا بدأت الحرب، من الصعب إنهاؤها".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 14 ساعات
- CNN عربية
منع من الظهور الإعلامي وإحالة للنيابة.. قرار بشأن مها الصغير
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصدر "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" في مصر، قرارًا بـ"منع الإعلامية مها الصغير من الظهور الإعلامي لـ 6 أشهر"، وإحالة "ما أثير بشأن واقعة التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأعمال فنية مملوكة لأخرين للنيابة العامة". وجاء في نص القرار الذي نشرته الحسابات الرسمية للمجلس على مواقع التواصل، الأربعاء: " قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، خلال اجتماعه الأخير، منع السيدة مها الصغير من الظهور الإعلامي في كافة الوسائل الإعلامية لمدة 6 أشهر، لمخالفة المعايير والأكواد الصادرة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام". كما قرر أيضًا توجيه: "لفت نظر لفريق عمل برنامج (معكم منى الشاذلي) لعدم تحري الدقة خلال عمليات إعداد البرنامج، مما أدى إلى مخالفة المعايير والأكواد الصادرة عن المجلس". وبالإضافة إلى ذلك، قرر المجلس: "إحالة ما أثير بشأن واقعة تعدي السيدة مها الصغير على حقوق الملكية الفكرية لأعمال فنية مملوكة لأخرين إلى النيابة العامة لاتخاذ قرارها بشأنها حيالها". وأشار إلى أنّه اتخذ قراره : "عملًا بنصوص المواد 138 / 1 و 139 و 140 /9 من القانون 82 لسنة 2002 في شان الملكية الفكرية والمادتين 69 / 5 و 70 / 3 من القانون 180 لسنة 2018 بإصدار قانون تنظيم الصحافة والإعلام, والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام". A post shared by المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (@scmediaeg) "زعلانة من نفسي".. مها الصغير تعتذر من فنانة دنماركية وفنانون آخرون ينتظرون اعتذارها


CNN عربية
منذ 20 ساعات
- CNN عربية
زائر يلتهم مجددًا عمل فني عبارة عن "موزة" في متحف بقيمة 6 ملايين دولار
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أقدم زائر لمتحف في فرنسا على تناول عمل فني للإيطالي "ماوريتسيو كاتيلان"، يتمثّل في موزة طازجة مثبّتة على الحائط بواسطة شريط لاصق. وكان العمل الفني، الذي يحمل عنوان "الكوميدي"، قد التُهم من قبل أحد زوار "مركز بومبيدو ميتز" في شرق فرنسا بتاريخ 12 تموز / يوليو، وفقًا بيان أصدره المتحف يوم الإثنين. قال المتحف في بيان: "تصرّف فريق الأمن بسرعة وهدوء، وفقًا للإجراءات الداخلية"، مضيفًا أن "العمل الفني أُعيد تركيبه بعد بضع دقائق". رغم أن الموزة "ليست سوى عنصر قابل للتلف" يتم استبداله بانتظام، إلا أن مركز بومبيدو ميتز أوضح أن الفنان عبّر عن خيبة أمله من تصرّف الزائر، إذ اعتبر أن الفاكهة بحد ذاتها هي العمل الفني، بدلاً من تناول القشرة والشريط اللاصق الذي يثبّتها أيضًا. ولم يتقدّم المعرض ببلاغ إلى الشرطة. جاء في البيان أن هذا العمل "الكوميدي" يهدف إلى تسليط الضوء على "عبثية المضاربات المالية وهشاشة أنظمة المعرفة التي يقوم عليها سوق الفن".ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تناول هذا العمل الفني، إذ أنه في عام 2019، حين قدّم كاتيلان العمل "الكوميدي" ذاته في معرض "آرت بازل ميامي" بولاية فلوريدا الأمريكية، أقدم الفنان الأدائي ديفيد داتونا على نزع الموزة من الحائط، وقام بتقشيرها وتناولها أمام مئات الحاضرين المذهولين. وقد تحوّل هذا المشهد إلى إحدى أكثر اللحظات انتشارًا في عالم الفن. وبيع العمل، مع موزة بديلة، مقابل 120 ألف دولار. ثم في عام 2023، أقدم طالب فنون على نزع الموزة من الحائط في متحف ليوم للفنون في سيول، كوريا الجنوبية، وتناولها أيضَا. في نوفمبر 2024، اشترى جاستن سَن، جامع الأعمال الفنية الصيني ومؤسس منصة عملات رقمية، العمل الفني "الكوميدي" مقابل 6.24 مليون دولار في مزاد علني، قبل أن يتناول الموزة أيضًا. واختتم "مركز بومبيدو ميتز" بيانه بالقول: "يبدو أن هذا العمل أصبح، حتى الآن، 'الأكثر تناولًا' خلال الثلاثين عامًا الأخيرة".


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
صور مرعبة تجسد الدمار البطيء للبيئة بهدف إيجاد حلول
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنتصب جبال مغطاة بالأشجار خلف كومة من القمامة، ويجري طفل وسط عاصفة ترابية برتقالية اللون، فيما توضع لوحة إعلانات وسط أرض يابسة لتشير إلى مكان الشاطئ قبل التصحّر. تُظهر هذه الصور المذهلة الآثار المدمرة لتغير المناخ، والمعروضة كجزء من قمة المناخ العالمية "الحق هنا، الحق الآن"، التي عقدت في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، بدعم من مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (OHCHR). أما الهدف منها فيتمثّل بإعادة تصوّر تغيّر المناخ كأزمة حقوق إنسان، وتسليط الضوء على الحلول المناخية. لتحقيق ذلك تعاون القيمون مع شرائح المجتمع كافة، مثل صانعي السياسات والفنانين لنقل الرسالة. قال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لـCNN: "توثق الصور الفوتوغرافية آثار تغير المناخ وارتباط ذلك بحقوق الإنسان، ما يساعد على إعلام الجمهور ومساءلة الحكومات والشركات". وأضاف: "تُظهر قمة 'الحق هنا، الحق الآن'، قوة العمل الجماعي، من خلال توحيد رواة القصص، والعلماء، وقادة الشعوب الأصلية، وغيرهم، لتعزيز الحلول المناخية القائمة على حقوق الإنسان". بالتزامن مع يوم البيئة العالمي في 5 يونيو/ حزيران، يُقام معرض "التصوير من أجل الإنسانية: عدسة على العدالة المناخية"، الذي يضم أعمال 31 مصورًا من جميع أنحاء العالم، جميعهم يوثقون آثار الاحتباس الحراري والتلوث البيئي على مجتمعاتهم الخاصة. يؤثر تغير المناخ بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة حول العالم. رغم مساهمتها بانبعاث كميات أقل بكثير من غازات الدفيئة، فإن الدول ذات الدخل المنخفض تعاني أكثر من الأحداث المناخية المتطرفة، وتملك موارد أقل للتكيف أو التعافي. تُظهر الصور المعروضة في المعرض آثار التصحر، والفيضانات، والتلوث البلاستيكي. وتُظهر صورة بالأبيض والأسود أنقاض منزل في غرب البنغال، والهند، آيل إلى السقوط في نهر الغانج، ويجلس بجانبه مالك المنزل. يتسبب تآكل ضفاف النهر بتدهور البيئة وتهجير المجتمعات في المنطقة، إذ أفاد المصور مسعود ساروور في بيان صحفي إن الصورة تجسّد "العنف البطيء" لتغير المناخ، مضيفًا أن "هذه ليست كوارث مفاجئة، بل أحداث بطيئة ومتواصلة، ينتج عنها فئة جديدة من اللاجئين البيئيين". تُظهر صورة أخرى، التقطها المصور أونغ تشان ثار، أطفالًا يصطادون القمامة في بحيرة إنلي، بميانمار. وكانت البحيرة ذات يوم معجزة طبيعية نقية، لكنها الآن تواجه تهديدًا متزايدًا من التلوث البلاستيكي. وقال ثار إنّ "هذه الصورة التي يظهر فيها الأطفال، وهم ينظفون الماء ترمز إلى أهمية التعليم والعمل الجماعي في الحفاظ على بيئتنا من أجل مستقبل مستدام". يأمل المنظمون أن يساعد المعرض على أنسنة أزمة المناخ. وأشارت بولين بنتهد، نائب الرئيس للتوجيه الفني والمعارض في "فوتوغرافيكا"، المتحف المختص بالتصوير والفن والثقافة الذي ينظم المعرض في القمة إلى أن "مهمتنا تتمثّل بإلهام وجهات نظر جديدة من خلال التصوير الفوتوغرافي". وأوضحت أنه "يسلط الضوء على قضية حقوق الإنسان في قلب ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تؤثر على مناظر العالم وسكانه"، لافتة إلى أن "التصوير الفوتوغرافي هو الشكل الفني الأكثر تأثيرًا وشمولية في عصرنا، ويتمتع بالقدرة على تعزيز الفهم وإلهام العمل".