
' آر بي كينق ميكر' يتوّج بكأس المنيفة
الرياض – محمد الجليحي – هاني البشر
شهدت النسخة الرابعة من كأس المنيفة للخيل العربية الأصيلة البالغة جائزته 1.5 مليون دولار أمريكي مقدم من وزارة الثقافة مستوى عاليا من التنافسية والإثارة، حيث انطلق الجواد 'آر بي كينق ميكر' من مسار خارجي هو الأبعد، وفرض سيطرته على المتصدر 'عسفان الخالدية' عند بداية المسار المستقيم، قبل أن يصمد في صد هجوم متأخر من صاحب المركز الثاني 'نابوكو آل موري' ليحسم الفوز بفارق طول واحد بقيادة الخيال كريستيان ديمورو.
وجاء 'عسفان الخالدية' ثالثًا بفارق نصف طول آخر، وسجل الفائز زمنًا قدره 2:20.298 لمسافة 2100 متر على مضمار العشب في ميدان الملك عبدالعزيز.
بإشراف المدرب هلال العلوي، في الإسطبلات الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلق الجواد من البوابة رقم 12 من بين 13 مشاركًا، وظل في مسار خارجي طوال السباق. وقاده كريستيان ديمورو بثقة عالية ليحقق فوزه الثاني من الفئة الأولى، بعد تتويجه بكأس صاحب السمو رئيس الدولة في أبوظبي.
جاء هذا الانتصار بعد سلسلة من النتائج المخيبة في السباقات الكبرى، حيث فشل الجواد في الدفاع عن اللقب في كأس رئيس الدولة، كما حل ثانيًا خلف البطل 'الغدير' في كأس العالم للخيل العربية في قطر ضمن مهرجان قوس النصر الفرنسي في لونغشامب.
هذا الفوز كان له طعم خاص للمدرب هلال العلوي، الذي طالما وصف 'آر بي كينق ميكر' بأنه أحد أفضل الخيل التي دربها. سبق له أن حل ثانيًا مع 'سوكو' (2022)، وخامسًا مع 'فتاح دو لوب' (2022)، وخامسًا مع 'جو ستار' (2024) في النسخ السابقة من كأس المنيفة.
صرح الخيال الفائز كريستيان دميرو قائلاً: 'حل ثانياً خلف 'الغدير' في كأس العالم للخيل العربية في يوم قوس النصر، لكنه ليس جوادًا سهلاً. اليوم، كان لديه السباق المثالي.'
'كنت متوقعاً اللحظة التي ستبدأ فيها جياد الخالدية في زيادة السرعة، لذا كنت مترقبًا ومتابعاً لهم، فإذا لم تهاجم في التوقيت الصحيح، فإنهم يهربون بعيدًا.'
'فاجأتهم بعض الشيء، واستجاب جوادي بشكل رائع. أنا أعرفه جيدًا، ومن الرائع الفوز بهذا السباق الكبير. هذا سباق من الفئة الأولى، ويفتح لنا أبواب المشاركة في دبي وغيرها.'
هلال العلوي، مدرب 'آر بي كينق ميكر' قال: 'لا أجد الكلمات لوصف مشاعري. بصراحة، كان هذا حلمًا أصبح حقيقة.'
'مررنا بموسم صعب، حيث أنهينا كأس العالم للخيل العربية في المركز الثاني، والمركز الثالث في سيف الأمير، كما فقدنا كأس رئيس الدولة في أبوظبي. لم يكن الأمر سهلاً على إسطبل محلي مثلنا.'
'اليوم هو واحد من أكبر الإنجازات في مسيرتنا. كريستيان نفذ التعليمات بدقة وكان رائعًا. لقد رأينا اليوم 'كينق ميكر' الحقيقي.'
كريستوف سوميليون، الذي قاد الوصيف 'نابوكو آل موري' قال: 'رأيت أن كريستيان كان متقدماً عند الدخول إلى المسار المستقيم، لذا ركزت على إنهاء السباق في المركز الثاني. جوادي أنهى السباق بشكل رائع وكان شجاعًا للغاية. نحن سعداء جدًا بأدائه.'

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 10 ساعات
- صدى الالكترونية
مانشستر يونايتد ينافس الهلال لضم أوسيمين
أبدى نادي مانشستر يونايتد استعداده لفعل كل شيء من أجل التعاقد مع لاعب غلطة سراي، فيكتور أوسيمين. ويدرس اليونايتد تقديم راسموس هويلوند كجزء من صفقة أوسيمين، وذلك وفقا لإذاعة مونت كارلو الدولية. كما أبدى اليونايتد استعداده أيضاً لإضافة مبلغ مالي لإتمام الصفقة من أجل كسب خدمات أوسيمين. وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن لاعب غلطة سراي أوسيمين اقترب من التعاقد مع نادي الهلال الذي يستعد حاليا لخوض منافسات كأس العالم للأندية. وأشارت إلى أن رئيس مجلس إدارة نادي الهلال فهد بن نافل يقود المحادثات لإتمام التعاقد الذي سيتضمن عقدًا لمدة 3 سنوات وراتبا قياسيا بين اللاعبين الأفارقة، يتراوح بين 18 و20 مليون دولار صافي في الموسم الواحد، مما يجعله أحد اللاعبين الأعلى أجراً في القارة. أقرأ أيضا


مجلة رواد الأعمال
منذ 14 ساعات
- مجلة رواد الأعمال
برايان تشيسكي.. كيف حوّل ضائقة الإيجار إلى ثورة في الضيافة العالمية؟
ليس الغنى ما يثير الدهشة في قصة برايان تشيسكي؛ بل قدرته على تحويل الفقر إلى فكرة، والفكرة إلى إمبراطورية. يعد تشيسكي، رائد الأعمال والمصمم الصناعي الأميركي، أحد العقول المدبرة وراء شركة Airbnb. المنصة التي أحدثت ثورة في صناعة الضيافة. بثروة تُقدر بـ 9.2 مليار دولار، معظمها نابع من امتلاكه 10% من أسهم شركته. يقف تشيسكي في المرتبة 290 ضمن قائمة أغنى الأشخاص في العالم، وفقًا لمجلة فوربس. الحياة المبكرة ولد برايان تشيسكي في 29 أغسطس 1981م، في نيسكايوانا بنيويورك، لعائلة متواضعة تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية. كان والده من أصول بولندية ووالدته من أصول فرنسية، وقد حصل برايان لاحقًا على كلتا الجنسيتين. هذه النشأة البسيطة، التي شاركها مع شقيقته الصغرى أليسون، زرعت فيه بذور الاعتماد على الذات والإبداع. في طفولته، كانت هوايته الأولى هي هوكي الجليد، لكن سرعان ما تفتح اهتمامه بالفنون خلال سنوات مراهقته. وكان ليوناردو دافنشي مصدر إلهامه الأول؛ حيث كان يرسم نسخًا من اللوحات ويعيد تصميم الألعاب والأحذية. ما يدل على موهبة فطرية في التصميم. وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، كشف تشيسكي أن مشاهدة أصدقاء والديه وهم يعيدون تصميم حديقة منزلهم الخلفية، قد ألهمه للاهتمام بتنسيق المواقع، ثم لاحقًا بالتخطيط العمراني. وهو ما يظهر كيف أن ملاحظاته المبكرة للحياة كانت تشكل لبنات لأفكاره المستقبلية. التعليم بعد تخرجه من مدرسة نيسكايوانا الثانوية عام 1999م، التحق تشيسكي بكلية رود آيلاند للتصميم (RISD)؛ حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة في التصميم الصناعي عام 2004. وخلال دراسته، تأثر بأعمال عمالقة التصميم مثل تشارلز وراي إيمز. بالإضافة إلى والت ديزني، مما أثرى رؤيته الفنية والإبداعية. علاوة على ذلك، لم تقتصر حياته الجامعية على الدراسة فحسب، فقد كان قائدًا لفريق هوكي الجليد في الكلية. وشارك أيضًا في مسابقات كمال الأجسام، ما يعكس شخصيته متعددة الأوجه وقدرته على التفوق في مجالات متنوعة. كما كان المصمم غير الرسمي لتعويذة الكلية 'سكروتي'. في دلالة واضحة على شغفه بالتصميم وقدرته على ترك بصمة حتى في الأنشطة الجانبية. المسيرة المهنية كذلك، وبعد تخرجه من RISD، اتجه تشيسكي إلى لوس أنجلوس للعمل في شركة 3DID كمصمم صناعي. وهناك، صمم مجموعة متنوعة من المنتجات، بدءًا من الألعاب والجيتارات وصولًا إلى المعدات الطبية. ومع ذلك، لم يجد في هذا العمل الشغف الذي كان يبحث عنه، خاصة بعد تجربته في تصميم مقعد المرحاض 'Pureflush' لبرنامج 'American Inventor'. ما أصابه بخيبة أمل من روتين العمل والتنقلات الطويلة. وفي عام 2007، بدأ تشيسكي بتقليص ساعات عمله في 3DID. متحولًا بتركيزه نحو شغفه الحقيقي في تصميم الأثاث، في خطوة تشير إلى بحثه الدؤوب عن مسار مهني أكثر إرضاءً. وفي أكتوبر من العام نفسه، انتقل إلى سان فرانسيسكو ليعيش مع زميله في RISD، جو جيبيا. بداية Airbnb كانت نقطة التحول عندما وجد تشيسكي نفسه لا يملك ما يكفي من المال لدفع الإيجار. هذه الضائقة المالية لم تكن عائقًا، بل كانت شرارة الإبداع. فقرر هو وجيبيا تأجير جزء من منزلهما كمبيت وإفطار، ووفّرا مراتب هوائية للنوم وحبوب Pop-Tarts للإفطار خلال مؤتمر الجمعية الأميركية لمصممي الصناعات، حينما كانت غرف الفنادق شحيحة. هذه الفكرة البسيطة، التي نشأت من الحاجة، سرعان ما تحولت إلى مشروع Airbnb الذي نعرفه اليوم. تطور ونجاح Airbnb من ناحية أخرى، ومنذ توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة Airbnb، أظهر تشيسكي قيادة استثنائية. فكان يستمع باهتمام لاقتراحات العملاء مباشرة، ويطبق العديد من الأفكار بناءً على تجاربه الشخصية كضيف ومضيف على المنصة. ما يعكس فهمه العميق لاحتياجات المستخدمين ورغبته في بناء تجربة فريدة. وللحصول على التمويل اللازم لتوسيع الشركة، لجأ تشيسكي وشركاؤه إلى طريقة مبتكرة: صمموا صناديق حبوب إفطار خاصة بالانتخابات حملت أسماء 'Obama O's' و'Cap'n McCains'. مستوحاة من المرشحين باراك أوباما وجون ماكين. هذه الفكرة الفريدة لفتت انتباه المبرمج بول غراهام، الذي دعا المؤسسين إلى دورة تدريبية في يناير 2009 ضمن حاضنة الشركات الناشئة 'Y Combinator'. كما تلقى المؤسسون تدريبًا قيمًا ومبلغ 20,000 دولار مقابل 6% من أسهم الشركة. لتكون هذه الخطوة بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لنمو Airbnb. ومع مرور السنوات، توسعت الشركة بشكل هائل، لتصبح ظاهرة عالمية تربط الملايين من المسافرين بالمضيفين. الإنجازات في ديسمبر 2020، أصبحت Airbnb شركة عامة من خلال طرح أولي للأسهم، مما يؤكد على نجاحها الهائل ومكانتها كإحدى أبرز الشركات في الاقتصاد العالمي. في عام 2024، صنفته مجلة Fortune في المرتبة 43 ضمن قائمتها 'أقوى 100 شخصية في عالم الأعمال'، دليلًا على تأثيره الكبير في المشهد الاقتصادي والتقني. قصة نجاح برايان تشيسكي تشكّل قصة نجاح برايان جوزيف تشيسكي فصلًا ملهمًا في سجل الإنجازات البشرية، وتؤكد أن الرؤية الثاقبة، مقرونة بالعزيمة والابتكار، يمكن أن تغير وجه العالم. لقد تجاوز تشيسكي حدود الممكن، ليس فقط بتأسيسه لإحدى كبريات شركات الضيافة التشاركية، بل ببلورته لنموذج عمل غير مسبوق أحدث ثورة في قطاع السفر. ولا يقتصر إرث تشيسكي على المنصة التي شكلت حياتنا اليومية، بل يمتد ليشمل قيم المثابرة والإبداع. والتي لا تزال تشكل حجر الزاوية في مسيرة التطور الاقتصادي والاجتماعي. فكل إقامة في منزل خاص، وكل تجربة سفر فريدة، تحمل بصمة هذا الرائد العظيم الذي أضاء دروب المستقبل برؤيته الاستثنائية.


Independent عربية
منذ 14 ساعات
- Independent عربية
ماتيوس كونيا... اللغز الذي قد يحل أخيرا فوضى مانشستر يونايتد
هناك أسباب قد تدفع نادياً يعاني تراجعاً في الإيرادات ويمتلك هامشاً محدوداً ضمن قواعد الربحية والاستدامة إلى أن يتقدم بعرض قيمته 62.5 مليون جنيه إسترليني (84.23 مليون دولار) بعد نحو 48 ساعة فقط من نهاية موسمه. مانشستر يونايتد، الذي خرج من موسم كارثي تاركاً وراءه كثيراً من الأسئلة، قد ينظر إلى الأرقام فيرى أن ماتيوس كونيا سجل 15 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وهو أكثر من ضعف ما سجله كل من راسموس هويلوند وجوشوا زيركزي مجتمعين، بل وحتى لو أضيفت مساهمات ماركوس راشفورد وماسون ماونت وأنتوني بقميص يونايتد، فستظل أقل مما حققه كونيا حتى نهاية فبراير (شباط) الماضي. أو ربما يحاولون تبرير الأمر باعتباره ثمناً باهظاً لتجنب الإحراج، إذ إن كونيا، بطرق مختلفة وخلال الموسمين الماضيين، نجح في إحراج ناديه المستقبلي. في ديسمبر (كانون الأول) 2024 على ملعب "مولينيو" سجل هدفاً مباشراً من ركلة ركنية، وكان تدخل أندريه أونانا غير المجدي لمنع الكرة من الالتفاف والدخول مباشرة في المرمى سبباً كافياً لمناقشة الأمر لاحقاً حين يتشاركان غرفة الملابس. وإذا اعتبرت تلك حادثة فردية – أو متكررة بالنظر إلى أن ألتاي بايندير استقبل هدفاً مشابهاً من ركنية في الأسبوع الذي سبقه – فإن الأداء الأهم كان في ليلة افتتاح الموسم في أغسطس (آب) 2023، فعلى رغم فوز يونايتد بنتيجة (1 - 0)، بدا أن كونيا دمر خطة إريك تن هاغ للموسم منذ البداية، إذ كشف عيوب فكرته في اللعب ببرونو فيرنانديز وماسون ماونت كثنائي رقم "ثمانية" متقدمين، إذ حصل كونيا على حرية مطلقة في ملعب "أولد ترافورد"، كاشفاً الفراغ الذي كان من المفترض أن يشغله خط وسط يونايتد. لقد كان رائعاً، لكنه أيضاً لغز، ففي تلك اللحظة، كان سجله التهديفي يقف عند 10 أهداف في آخر 95 مباراة له، موزعة بين ولفرهامبتون، وأتلتيكو مدريد وهيرتا برلين، وكان يشبه إلى حد ما موسى ديمبيلي في ملعب "مولينيو"، فهو لاعب يمتلك مزيجاً نادراً من الصفات، لكن تحوم حوله تساؤلات عما إذا كان قادراً على تحويل موهبته إلى أهداف، بل وحتى قبل ذلك، عن موقعه الحقيقي في الملعب، فهل هو مهاجم صريح؟ أم صانع ألعاب يحمل الرقم 10؟ أم لاعب وسط؟ أم جناح يتوغل إلى العمق من الجهة اليسرى؟ لأنه كان يبدو مزيجاً من كل ذلك، من دون أن يكون أياً منهم حقاً. يبدو أن نظام روبن أموريم، الذي لا يتماشى إلا مع عدد قليل فقط من لاعبيه الحاليين، قد صمم وكأنه خصيصاً من أجل كونيا. فقد اعتمد ولفرهامبتون في الموسمين الأخيرين كثيراً على خطة (3 - 4 - 3) سواء تحت قيادة غاري أونيل أو فيتور بيريرا. وأحياناً قاد كونيا خط الهجوم، لكنه تألق بشكل خاص في دور الرقم 10 على الجانب الأيسر، بينما جرب أموريم كلاً من راشفورد وزيركزي وكريستيان إريكسن وأليخاندرو غارناتشو في هذا المركز، لكن ماونت ربما يكون الوحيد الذي يفضل فعلاً اللعب هناك. وتمتاز قدرات كونيا بحمله الكرة، وقدرته على التراجع للوراء والقيام بدور صانع اللعب، وتسديداته من المسافات البعيدة، وكذلك مهارته في إيجاد المساحات في القناة الداخلية اليسرى، مما يمنحه مجموعة مهارات تختلف عن معظم زملائه الجدد. ومن الممكن تخيل ملامح فريق أموريم الجديد في مانشستر يونايتد، مع أماد ديالو الذي يقدم خصائص مختلفة في دور الرقم 10 على الجهة اليمنى، وفيرنانديز الذي يضيف الإبداع من عمق الملعب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومع ذلك فإن جانباً من غرابة كونيا يكمن في أنه، في سن الـ24، أشرف على تحول جذري من لاعب عاجز تهديفياً إلى هداف بارز. وقد نسب الفضل إلى غاري أونيل، مشيراً إلى أن علاقته بالمدرب الإنجليزي كانت الأفضل مقارنة بأي مدرب سابق له. فاللاعب الذي سجل 10 أهداف فقط في 95 مباراة – وهي حصيلة قد يعتبرها حتى هويلوند أو زيركزي مخيبة للآمال – أنهى مسيرته مع ولفرهامبتون بـ30 هدفاً في آخر 65 مباراة، كثير منها كان رائعاً، وكثير منها كان حاسماً. تحول المهاجم النادر الأهداف إلى لاعب يتفوق على معدلات الأهداف المتوقعة (xG) فقد سجل 12 هدفاً من معدل أهداف متوقعة بلغ 10.23 في الموسم الماضي، و15 هدفاً من معدل 8.45 هذا الموسم. أما في أتلتيكو مدريد الإسباني وهيرتا برلين ولايبزيغ الألمانيين، فكان يميل إلى الأداء الأضعف أمام المرمى، حتى مع جودة الفرص المتاحة له. أما الآن فهناك شعور بأن كونيا بات لا يقاوم، فمن بين اللاعبين الذين شاركوا بانتظام في الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يتفوق عليه في عدد التسديدات على المرمى لكل 90 دقيقة سوى إيرلينغ هالاند، ولم يسبقه في عدد التسديدات الكلية سوى ديوغو جوتا. ولم يكن هناك أي لاعب سجل 10 أهداف أو أكثر يسدد، في المتوسط، من مسافات أبعد منه، كما احتل المركز الـ15 في الدوري في قائمة "المواقف المؤدية للتسديد"، وهو أمر قد يكون مفيداً في ظل اعتماد مانشستر يونايتد على فيرنانديز وأماد لصناعة الفرص. فمانشستر يونايتد كان النقيض تماماً لكونيا، إذ عانى بشكل حاد ضعف استغلال الفرص، وفشل في تحقيق ما تشير إليه أرقامه المتوقعة، مع معدل تحويل فرص بلغ سبعة في المئة فقط، كذلك فإن الفريق لم ينجح في خلق عدد كافٍ من الفرص بالأساس. يبدو أن كونيا يمتلك الشخصية التي تؤهله للعب مع مانشستر يونايتد، والثقة بالنفس التي تناسب ملعب "أولد ترافورد"، والجرأة التي تجعله يحب الأضواء. ومع ذلك، فإذا كان كثير من لاعبي المهارات في يونايتد يتمنون أن يقارنوا بإريك كانتونا، فإن كونيا قد ارتبط بنوع خاطئ من المقارنات، فقد تسببت انفجاريته في واحدة من أغرب الإيقافات في الموسم، حين كسر نظارات أحد موظفي إبسويتش في شجار بعد المباراة، وضد بورنموث، نفذ ثلاثية من التصرفات العنيفة: ضرب وركل ونطح رأس ميلوش كيركيز، مما أدى إلى طرده. في المجمل، تم إيقافه ست مباريات، لكن ذلك لم يكن رادعاً واضحاً لمانشستر يونايتد، لا سيما أن فيرنانديز، لاعب العام في الفريق، تلقى ثلاث بطاقات حمراء، كما أن العقد الجديد الذي وقعه كونيا في فبراير، بدلاً من أن يضمن بقاءه في "مولينيو"، تضمن بند فسخ هو ما سهل رحيله في نهاية المطاف. وهكذا سيصبح كونيا أكبر صفقة في عهد أموريم، وربما أيضاً صفقة يونايتد الأبرز هذا الصيف، وهو مكلف بإضفاء التماسك والانسجام، وتقديم الأهداف والتمريرات الحاسمة لفريق يعاني. وإذا كان استقبال هدف من ركلة ركنية قد مثل إحدى حلقات سلسلة من الإهانات في أسوأ مواسم يونايتد منذ نصف قرن، فإن من سجله بات الآن مطالباً بأن يكون جزءاً من الحل إذا أراد الفريق أن يغير مساره.