
كيف يستطيع ليفربول تحمُّل تكلفة ضم ألكسندر إيزاك؟
ورغم هذا النجاح، لم يظهر أن النادي ينوي الاكتفاء بما تحقق، بل بدا واضحاً أن الهدف المعلن هو فرض هيمنة أوسع، مدعومة بإنفاق ضخم على التعاقدات، إضافة إلى تجديد عقود أبرز نجومه، وعلى رأسهم هداف الفريق محمد صلاح وقائده فيرجيل فان دايك، واللذين كان من المقرر انتهاء عقديهما هذا الصيف.
وباحتساب الرسوم التقديرية والمصاريف الإضافية، إلى جانب صفقة ضم الحارس جورجي مامارداشفيلي من فالنسيا مقابل 25 مليون جنيه إسترليني (نحو 32 مليون دولار)، أُنجزت العام الماضي وانضم رسمياً في 1 يوليو (تموز)، فإن إجمالي إنفاق ليفربول في الشهرين الماضيين تجاوز 300 مليون جنيه (نحو 385 مليون دولار). وحتى في سوق الانتقالات المحموم اليوم، يُعدّ هذا الرقم هائلاً.
باستثناء تشيلسي (مرتين) ومانشستر سيتي (مرة واحدة في موسم 2017 - 2018)، لم يتخطَّ أي نادٍ في الدوري الإنجليزي هذا الحاجز من الإنفاق في موسم واحد. وإذا أتمّ ليفربول صفقة إيزاك، فستتجاوز نفقاته حاجز الـ400 مليون جنيه (نحو 514 مليون دولار)، وهو نطاق لم يجرؤ على دخوله سوى تشيلسي، الذي لجأ إلى طرق محاسبية «ابتكارية» لتفادي مخالفة قواعد الربحية والاستدامة (بي إس آر).
لكن ليفربول لم يسلك هذا الطريق؛ ما أثار تساؤلات كثيرة حول كيفية تمويل هذه الصفقات، خاصة في ظل الانتقادات التي طالت ملاكه في مجموعة «فينواي» بسبب تحفظهم المالي. فمنذ استحواذهم على النادي قبل نحو 14 عاماً وحتى مايو (أيار) الماضي، لم يضخوا سوى 263.6 مليون جنيه (نحو 338 مليون دولار)، مقارنة بـ315 مليوناً (نحو 404 ملايين دولار) منحتها إدارة تشيلسي لناديها في موسم واحد فقط (2023 - 2024).
والأسوأ أن معظم استثمارات «فينواي» خُصصت للبنية التحتية وليس لتحسين الفريق.
ومع سعي نيوكاسل لبدء التفاوض على سعر لا يقل عن 150 مليون جنيه (نحو 193 مليون دولار) لنجمه السويدي إيزاك، فإن ليفربول يواجه تحدياً مالياً ضخماً، رغم أن النادي يعتقد أن الصفقة قد تتم مقابل 120 مليوناً (نحو 154 مليون دولار)؛ وهو ما سيجعله ثالث أغلى لاعب في التاريخ بعد نيمار وكيليان مبابي.
ما هو وضع ليفربول فيما يخص قواعد «بي إس آر»؟
قبل النظر في تحركاته هذا الصيف، يجدر التذكير بموقع ليفربول المالي عند نهاية الموسم الماضي (2023 - 2024)، حيث سجل خسائر قبل الضرائب بلغت 57.1 مليون جنيه (نحو 73 مليون دولار)، وهي الأسوأ في تاريخه. لكن، ووفقاً لتحليل شبكة «ذا أثلتيك» في مارس (آذار)، كانت هذه الخسارة استثناءً، حيث توقعت الشبكة تحقيق أرباح مريحة في الموسم التالي.
تُقيّم قواعد الاستدامة والربحية (بي إس آر) في الدوري الإنجليزي على أساس متوسط ثلاث سنوات؛ ما يعني أن الأداء المالي القوي في سنة واحدة يمنح النادي مرونة إنفاقية في السنوات التالية. كما أن هذه الخسائر تُخفّض عند احتساب «بي إس آر»؛ بسبب استثناء نفقات مشروعة مثل الإنفاق على فرق الشباب وفريق السيدات، والتي تُقدّر بنحو 40 مليون جنيه (نحو 51 مليون دولار) سنوياً في حالة ليفربول. وبذلك، فإن الخسائر المحاسبية الحقيقية أقل بكثير من المعلنة، كما أن الأرباح المتوقعة لموسم 2024 - 2025 ستُسهم في منح ليفربول مرونة أكبر لإنفاق كبير في 2025 - 2026 دون تجاوز القيود.
من أين يأتي هذا الكم من السيولة؟
بعيداً عن قواعد «بي إس آر»، يملك ليفربول وضعاً نقدياً قوياً يُمكّنه من التحرك في سوق الانتقالات. فحتى نهاية موسم 2023 - 2024، كان النادي يدين بـ69.9 مليون جنيه فقط (نحو 90 مليون دولار) رسومَ انتقالات مؤجلة، وهو الرقم الأدنى بين أندية «الستة الكبار» في الدوري، بل يُعدّ متوسطاً على مستوى الفرق كافة.
وبعد انتهاء مشروع تطوير المدرج العلوي في ملعب «أنفيلد» أوائل 2024، تخلص النادي من التزاماته المالية في مشاريع البنية التحتية. كما رفع سقف التسهيلات الائتمانية من 200 إلى 350 مليون جنيه (من نحو 257 مليوناً إلى 450 مليون دولار) في سبتمبر (أيلول) 2024، ولم يستخدم منها سوى 116 مليوناً (نحو 149 مليون دولار) حتى مايو. يُضاف إلى ذلك تحقيق إيرادات قياسية في موسم 2024 - 2025 تجاوزت 700 مليون جنيه (نحو 900 مليون دولار).
كم أنفق ليفربول حتى الآن؟
تقدّر قيمة صفقات ليفربول الخمس (فلوريان فيرتز، هوجو إيكيتيكي، ميلوش كيركيز، جيريمي فريمبونغ، ومامارداشفيلي) بنحو 314 مليون جنيه (نحو 403 ملايين دولار)، تشمل رسوم الانتقال، ووكلاء اللاعبين، والمصاريف الإضافية. كما قدّر التقرير أن مجموع الرواتب المرتبطة بهؤلاء اللاعبين الخمسة يتجاوز 250 مليون جنيه (نحو 321 مليون دولار) على مدى عقودهم، والتي تمتد لخمس سنوات على الأقل. وبهذا، يكون إجمالي التزام ليفربول هذا الصيف قد تجاوز حاجز 500 مليون جنيه (نحو 642 مليون دولار).
كيف يستطيع ليفربول تحمّل صفقة إيزاك؟
من الناحية النظرية، يمتلك ليفربول مساحة كبيرة ضمن قواعد «بي إس آر» لموسم 2025 - 2026، وقد يتحمل خسائر إذا اختار ذلك. إلا أن هذا يتطلب تعويضاً في المواسم المقبلة، خصوصاً عندما تخرج أرباح الموسم الماضي من الحسابات الثلاثية. كما يتعين على النادي أيضاً مراعاة قواعد الاتحاد الأوروبي، وتحديداً قاعدة نسبة تكلفة التشكيلة من الإيرادات «إس سي آر»، والتي تُقيّد نسبة ما يُنفق على الرواتب والانتقالات وعمولات الوكلاء مقارنة بالإيرادات.
وهنا تأتي أهمية بيع اللاعبين. فبيع دياز إلى بايرن ميونيخ مقابل 75 مليون يورو (نحو 65.6 مليون جنيه أو 87.4 مليون دولار) سيوفّر ربحاً محاسبياً قدره 48.1 مليون جنيه (نحو 62 مليون دولار)، يُسجّل بالكامل في موسم 2025-2026. كما أن صفقات بيع كوانساه (30 مليون جنيه = نحو 38.5 مليون دولار)، وأرنولد (8.4 مليون جنيه = نحو 10.8 مليون دولار)، ونات فيليبس (3 ملايين جنيه = نحو 3.85 مليون دولار)، وكاوهين كيليهير (10 ملايين جنيه = نحو 12.8 مليون دولار)، أسهمت في تحقيق أرباح صافية من المبيعات تُقدّر بـ99.5 مليون جنيه (نحو 128 مليون دولار).
أما من ناحية الرواتب، فقد وفّر النادي ما يُقارب 25 مليون جنيه (نحو 32 مليون دولار) سنوياً بعد خروج هؤلاء اللاعبين. ورغم أن الرواتب المُضافة من الصفقات الجديدة تفوق الرقم الموفَّر، فإن التأثير المحاسبي الحالي أقل بكثير مما يُعتقد.
ماذا عن توقيع إيزاك؟
تُقدّر الكلفة السنوية المحاسبية لصفقة إيزاك بـ43.4 مليون جنيه (نحو 55.7 مليون دولار)، تشمل 28.6 مليون جنيه (نحو 36.7 مليون دولار) من الإهلاك المحاسبي و14.8 مليون جنيه (نحو 19 مليون دولار) من الرواتب.
ووفق تقديرات «The Atlantic»، فإن هذه الإضافة سترفع إجمالي الكُلفة السنوية للصفقات إلى نحو 144 مليون جنيه (نحو 185 مليون دولار)، بينما الإيرادات المحققة من المبيعات وتوفير الرواتب وصلت إلى نحو 136 مليون جنيه (نحو 175 مليون دولار). وبذلك يكون التأثير الصافي محدوداً للغاية، لا يتجاوز 8 ملايين جنيه (نحو 10 ملايين دولار).
ما فعله ليفربول هذا الصيف حتى الآن لا يُعدّ مخاطرة مالية آنية، بل هو التزام طويل الأمد سيتطلب إيرادات مستمرة أو مبيعات إضافية للحفاظ على التوازن المالي. ومع ذلك، فإن وضع النادي من حيث السيولة والامتثال لقواعد «بي إس آر» و«إس سي آر» يبدو قوياً في الوقت الحالي، حتى لو أتمّ صفقة تاريخية بضم ألكسندر إيزاك، والتي قد تجعله أغلى لاعب في تاريخ الكرة الإنجليزية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 40 دقائق
- حضرموت نت
سكاي: استبعاد سيمونز من ودية فريقه لرغبته في الانتقال إلى تشيلسي
غاب تشافي سيمونز لاعب لايبزج من ودية فريقه ضد أتالانتا التي أقيمت اليوم السبت. وبحسب شبكة سكاي سبورتس فإن أولي فيرنر قرر استبعاد سيمونز من المباراة الودية لرغبة اللاعب في الرحيل إلى تشيلسي. ووفقا للشبكة فإن اللاعب لا يعاني من أي إصابة على الإطلاق. ويمتد عقد تشافي سيمونز مع لايبزج حتى صيف 2027. وأفادت سكاي سبورتس في وقت سابق، فإن تشافي سيمونز سيوقع عقدا مع تشيلسي حتى 2032. وأوضحت التقارير أن المفاوضات متقدمة للغاية مع لايبزج ومن المتوقع الإعلان الرسمي قريبا عن الصفقة. وانضم تشافي سيمونز إلى لايبزج في 2023 قادما من باريس سان جيرمان مقابل 43 مليون جنيه إسترليني. ويبدو أن لايبزج سيوافق على بيع تشافي سيمونز البالغ من العمر 22 عاما إلى تشيلسي في الصيف الجاري. وبدأ تشافي سيمونز مسيرته في صفوف أكاديمية برشلونة قبل الانتقال إلى باريس سان جيرمان ثم آيندهوفن ومن بعده لايبزج. ولعب تشافي سيمونز مع لايبزج الموسم الماضي 33 مباراة بمختلف البطولات سجل خلالها 11 هدفا وقدم 8 تمريرات حاسمة.


الوطن
منذ ساعة واحدة
- الوطن
الشركات السعودية من بين الأكثر إصدارا للديون عالميا
برزت المملكة ضمن أكبر المساهمين في نشاط أدوات الدين في الأسواق الناشئة خلال النصف الأول من عام 2025، بعدما سجلت – إلى جانب الهند، الإمارات والبرازيل – ما نسبته 52% من إجمالي الإصدارات الناشئة، وحسب تقرير لـ kamco للاستشارات الاستثمارية، كشف عن أن قيمة إصدارات أدوات الدين العالمية قد بلغت 6.4 تريليونات دولار خلال النصف الأول من العام، وهو أعلى مستوى نصف سنوي يُسجَّل في التاريخ. وعلى الرغم من تسجيل انخفاض بنسبة 8% في الربع الثاني من العام مقارنة بالربع الأول، إلا أن الزخم القوي في بداية 2025 كان كافيًا لتعويض التراجع، ودفع الأداء التراكمي نحو مستويات قياسية غير مسبوقة. وأشار التقرير إلى أن هذا النمو يعود بشكل رئيسي إلى الزيادة الكبيرة في إصدارات أدوات الدخل الثابت من الدرجة الاستثمارية، بينما بقيت الإصدارات ذات العائد المرتفع مستقرة دون تغيير يُذكر على أساس سنوي. سوق أدوات الدين حافظت الجهات الحكومية والمؤسسات المالية على هيمنتها في سوق أدوات الدين، إذ استحوذت على نحو 75% من إجمالي الإصدارات العالمية خلال النصف الأول. في المقابل، لعبت الشركات في الأسواق الناشئة دورًا مهمًا، إذ شكّلت 26% من الإصدارات، مع تصدّر السعودية والهند. السندات الخضراء ولفت التقرير إلى انكماش ملحوظ في إصدارات السندات الخضراء، التي تراجعت بنسبة 2% لتصل إلى 267.7 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات، في ظل تحديات تمويلية وبيئية وتنظيمية تواجه هذا النوع من الأدوات. تقلبات الدين الأمريكي وأشار التقرير إلى أن عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات شهدت تقلبات ملحوظة، إذ بلغت ذروتها عند 4.6% في مايو، ثم تراجعت إلى 4.3% بنهاية يوليو، مدفوعة بتقارير توظيف قوية ومشروع قانون أمريكي يُتوقع أن يرفع العجز المالي بـ3.4 تريليونات دولار خلال عقد من الزمن. وتزامن ذلك مع إقبال كبير على المزادات، مما أسهم في خفض العائدات مجددًا، إلى جانب تزايد التوقعات بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة. وأكد التقرير أن السياسة النقدية الأمريكية تميل حاليًا إلى التيسير الحذر، لكن وتيرة خفض الفائدة ستعتمد بشكل مباشر على تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على الأسعار والتضخم، وهو ما يجعل الترقب سمة المرحلة المقبلة بالنسبة للأسواق العالمية.


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
دخلات الملاعب "التيفو" الأيقونية.. حين يتحول المدرج إلى بطل المباراة (صور)
في كرة القدم، لا تنحصر الإثارة داخل حدود المستطيل الأخضر، بل تمتد إلى المدرجات حيث يُبدع الجمهور في تقديم ما يُعرف بـ "دخلات الملاعب" أو "التيفو"، والتي تحوّلت مع الزمن إلى عنصر لا يقل أهمية عن خطة المدرب أو أداء اللاعبين. دخلات الملاعب في دورتموند وليفربول جماهير دورتموند في أبريل من عام 2013، قدّمت جماهير نادي بوروسيا دورتموند (Borussia Dortmund) واحدة من أعظم دخلات الملاعب على الإطلاق، خلال مواجهتهم الحاسمة أمام ملقا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. حوّل "جحيم سيغنال إيدونا بارك" أرضية اللقاء إلى ساحة ملتهبة من اللون الأصفر، في تيفو عملاق ألهم الفريق لتحقيق "ريمونتادا" لا تُنسى. وفي مشهد عاطفي لا يقل تأثيرًا، شهد ملعب "أنفيلد" يوم 13 أبريل 2014 واحدة من أكثر دخلات الملاعب حزنًا وجلالًا، حيث أحيا جمهور ليفربول (Liverpool) الذكرى الخامسة والعشرين لفاجعة هيلزبره، في لقاء مصيري أمام مانشستر سيتي. تيفو ضخم حمل وجع المدينة وفخرها، ليُسجّل في ذاكرة الكرة الإنجليزية كعلامة فارقة. تيفو جماهير بوكا جونيورز إلى أولمبياكوس جماهير بوكا جونيورز وفي يوليو 2015، استقبلت جماهير بوكا جونيورز (Boca Juniors) نجمها كارلوس تيفيز بطريقة أسطورية. التيفو الذي ملأ المدرجات لم يكن احتفاءً فقط بلاعب، بل بعودة رمز إلى بيته الحقيقي. أما جماهير أولمبياكوس (Olympiacos)، فقد نقلت شغفها الأوروبي إلى مستوى ملحمي في لقاءها أمام دينامو زغرب الكرواتي، برسم دور المجموعات لدوري الأبطال، حيث كشفت عن دخلة هائلة أرعبت الضيوف بصريًا. جماهير أولمبياكوس وفي يناير 2014، أظهرت جماهير فالنسيا (Valencia) وفاءً نادرًا عندما رفعت تيفو "Orgull Gran" (فخر كبير)، خلال مواجهة أتلتيكو مدريد في كأس الملك، لتؤكد أن "دخلات الملاعب" قد تكون في أحيان كثيرة أبلغ من الهتاف.