
كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025: من الحلم إلى الصدارة
في جامعة ستانفورد عام 1972، وُلدت أول بذرة لما سيصبح لاحقًا أحد أسرع قطاعات الرياضة نموًا، حين التقى طلاب حول لعبة إلكترونية تُدعى (Spacewar)، ومن لحظة إلى أخرى، بدأت تتكوّن ملامح عالم مختلف، يتجاوز شاشات التسلية العابرة، ويتجه نحو فضاء تنافسي جديد، تزدحم فيه المهارة، وتُبنى عليه اقتصادات، وتُعقد فيه تحالفات!.
وعبر التسعينيات الميلادية، ظهرت البطولات الكبرى واحدة تلو الأخرى.. World Cyber Games في كوريا، وESWC في باريس، حيث شكلتا انعطافة في المسار المهني للاعبين والمبرمجين والفرق حول العالم. ومنها ارتفع سقف الطموح، وتحولت المنصات إلى ساحات حقيقية، يتقن فيها اللاعبون الاستراتيجيات، وتُرصد لها الميزانيات، وتُسلّط عليها الأضواء.
خلال هذا المشهد، حضرت السعودية بمشروع متكامل. من المبادرات الأولى في Gamers Without Borders، إلى مهرجان Gamers 8، حتى إطلاق مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، تأسس حضور نوعي، وبناء صناعة، وتعزيز ثقافة، وتهيئة بيئة منافسة مستدامة.
النسخة الحالية في صيف 2025، جسّدت هذه الرؤية بوضوح، أكثر من 2000 لاعب يمثلون 200 نادٍ من مختلف دول العالم، شاركوا في منافسات شملت 25 لعبة، توزعت بين الذكاء الاصطناعي، والتكتيك، والسرعة، والتفكير، إضافةً إلى بطولة الشطرنج الرقمي والتي مثّلت إضافة لافتة، بفضل الشراكة مع Chess.com، وبقيمة جائزة تجاوزت 1.5 مليون دولار.
الجوائز الإجمالية تجاوزت 70 مليون دولار، وهو رقم يضع البطولة على رأس الفعاليات العالمية في قطاعها، وهذا الاستثمار الضخم يعكس التزامًا سعوديًا ببناء منظومة متكاملة، تجمع بين الترفيه والتقنية والاحتراف، وتفتح المجال أمام الأندية والمواهب لتنمو بجودة حياة أرحب في بيئة محفزة.
حضور معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، أضفى على البطولة بُعدًا نوعيًا في الرؤية والتنفيذ، فكان حرصه المباشر على دعم الفعالية، وتوجيهاته المستمرة لفريق العمل، أسهمت في بناء تجربة جماهيرية متكاملة، تتوسع من المنافسة التقنية إلى فضاء أوسع من الترفيه والثقافة والتأثير، فكانت تحت إشرافه، استضافة "موسم الرياض" هذا الحدث كواحد من أعمدة الموسم لهذا العام، ليكون ملتقى عالميًا للمحترفين والهواة والجمهور الواسع، داخل مجمع بوليفارد سيتي الذي تحوّل إلى مركز نابض لعوالم الألعاب الرقمية.
جهود معاليه شملت ربط البطولة بهوية ترفيهية سعودية، عبر تكامل البرامج المصاحبة، واستقطاب النجوم العالميين، وتوفير بيئة تنظيمية احترافية، مدعومة بشراكات دولية مع كبريات شركات الألعاب والمحتوى الرقمي. الإقبال الجماهيري، والحضور الإعلامي العالمي، والنجاح التنظيمي الذي أشادت به المنصات المتخصصة، جاءت جميعها انعكاسًا لقيادة تمتلك الرؤية، وتملك أدوات الإنجاز، وتحرص على صناعة الفارق.
البطولة امتدت إلى ما هو أبعد من المباريات، فالفعاليات الثقافية المصاحبة، كالمعارض، الأنشطة الجماهيرية، والعروض التفاعلية، جميعها شكّلت تجربة غنية للزوار، ونسجت صورة حضارية حديثة للرياض، تعكس مدى النضج التنظيمي والقدرة على صياغة تجربة متكاملة في قلب المدينة.
رؤية السعودية 2030 وبتوجيهات عرابها سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله-، وضعت هذا القطاع المهم ضمن أولوياتها، باعتباره رافدًا اقتصاديًا واستراتيجيًا، ومجالًا واسعًا لتفعيل قدرات الشباب، وتعزيز المحتوى المحلي، وبناء حضور رقمي يليق بمكانة المملكة عالميًا.
وفي نفس المنعطف، نجد مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية أنشأت حدثًا عالميًّا نوعيًّا يقود التحول، ويسهم في بناء الجيل القادم من اللاعبين وصنّاع الألعاب والمحتوى.
الشراكات مع الشركات العالمية، مثل Riot Games، رسّخت الثقة الدولية في الحدث، ومدّت الجسور بين المنصات العالمية والمؤسسات السعودية. المشهد الإعلامي الدولي تابع التفاصيل باهتمام، وتفاعل معها بمستويات متباينة، تعكس حجم البطولة ومدى تأثيرها في إعادة رسم مشهد الرياضات الإلكترونية.
كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، بما حملته من طموح وحضور واحترافيّة، تعكس مستوى جديدًا من نضج الرؤية، وتُجسّد صورة المستقبل التي تعمل المملكة على بنائه بكل وعي ودقة، تنظيمًا، ومضامين، ورسائل وصلت إلى العالم بأسره وبلغة حيوية حديثة.. لغة التفاعل والإبداع في زمن يتسارع نحو الرقمنة، بين التقنية والثقافة، وبين الموهبة والاستثمار، حتى المتعة والبناء الاستراتيجي، نحو بوابات لنمط حياة ابتكاري حيوي جديدّ.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 15 ساعات
- صحيفة سبق
انطلاق معرض ألوان الباحة 2025 في دار عوضة بالأطاولة برعاية أمير المنطقة
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، دشّن محافظ القرى عبدالله بن سعد الدامر معرض "ألوان الباحة 2025" في دار عوضة التاريخية بقرية الأطاولة، وسط حضور نخبة من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالتراث والفن التشكيلي. وشهد الحفل فقرات وطنية وفنية، وقصائد شعرية، وعروضًا تراثية. واشتمل المعرض على أكثر من 60 لوحة فنية شارك في إنجازها أكثر من 50 فنانًا وفنانة من محافظات المنطقة، إضافة إلى أركان للحرف اليدوية والأسر المنتجة. وتُعد قرية الأطاولة من أبرز القرى التراثية في الباحة، وتتميّز بطابعها المعماري الأصيل، وتحتضن "دار عوضة" التي تحولت إلى مركز ثقافي وفني يحتفي بالإبداع المحلي. ويستمر المعرض حتى 30 يوليو، من الساعة 5 مساءً حتى 10 ليلًا، ضمن فعاليات صيف الباحة 2025، في إطار دعم سمو أمير المنطقة للأنشطة الثقافية والسياحية التي تعزّز الهوية الوطنية.


مجلة هي
منذ 16 ساعات
- مجلة هي
خاص لـ"هي": الفنانة السعودية رحاب الغذامي تعرض "الروح" في Rome International Art 2025.. سردية بصرية من نواة التمرة
في قلب العاصمة الإيطالية، ووسط أعمال فنية من مختلف أنحاء العالم، تشارك الناقدة الفنية والفنانة التشكيلية السعودية رحاب الغذامي في معرض Rome International Art 2025، مقدّمة عمل فني مفاهيمي يحمل عنوان "الروح"، مستنداً إلى رموز بصرية متجذرة في الثقافة السعودية. الناقدة الفنية والفنانة التشكيلية السعودية رحاب الغذامي تمثيل عالم تلتقي فيها الهويات... وتتشظّى في نسخته الخامسة عشرة، يُعد معرض Rome International Art 2025 من أبرز المنصات الدولية التي تسلّط الضوء على تجارب الفن المعاصر، مركزًا هذا العام على محورين: تشابك الهويات، حيث تتقاطع الذوات مع الذاكرة والمجتمع؛ وفضاءات المستقبل، التي تطرح تساؤلات حول المدينة، والفراغ، والامتداد الذهني للإنسان. وهو ما شكل سياقًا مثاليًا لطرح عمل الغذامي، الذي يتقاطع مع هذه الأسئلة ويذهب بها إلى عمقها الرمزي. رمز بسيط... بفكرة ثقيلة في مشاركتها، اختارت رحاب الغذامي أن تذهب إلى ما هو أبعد من الشكل، مستحضرة رمزاً بسيطاً في ظاهره، عميقاً في دلالته. حيث تقول لـ"هي":" يحمل عملي الفني عنوان الروح، والتي تم تمثيله عبر نواة التمرة ذات التعرجات المختلفة، وهي هنا تمثّل تجاربنا وحياتنا. " وتكمل الحديث قائلة: "أما القطمير الذي يحيط بالنواة، فهو كناية عن العلاقات والمجتمع والظروف المحيطة، ورغم شفافيته الظاهرة، فإن له تأثيراً كبيراً على الروح وتشكيل هويّتها. وقد استعرت معنى المساحة السوداء التي تحيط بهما، من الكعبة المشرفة، والتي تمثل موطن هذه الروح." وتختتم حديثها موضحة:" وهنا أحاول أن أخاطب الجمهور المتلقّي، وأدعوه للتفكّر بهذه الروح: هل نحن على وعي بقيمة أرواحنا في ظل هذا الزمن الذي أصبح فيه الجسد هو الظاهر والأول؟" تقول الغذامي:" كأي فنانة سعودية، أسعى إلى أن أُمثّل نفسي ووطني برموز لا يمتلكها أحد سوانا" من نواة التمرة إلى الكعبة لا تكتفي الغذامي باستحضار رموز بصرية، بل تعيد توظيفها كأدوات لهوية لا تُخطئ مرجعها الثقافي، تشرح رحاب قائلة:" يقوم العمل على رمزين هما نواة التمرة واللون الأسود، وهما رمزان يعكسان هوية المملكة العربية السعودية؛ الأول متمثّل في الجود والكرم والرخاء." وتكمل الحديث موضحة:" والثاني في القوة والوحدة والعلو والمجد. وكأي فنانة سعودية، أسعى إلى أن أُمثّل نفسي ووطني برموز لا يمتلكها أحد سوانا، على أن السواد في اللغة العربية هو أيضاً رمز للنماء والخُضرة." بطاقة التعريف التي قالت كل شيء وعن تجربتها في تمثيل المملكة ضمن هذا الحدث الدولي، تصف لحظة دخولها المعرض بلحظة شعورية فريدة، قائلة:" أكثر ما أسعدني لم يكن رؤية عملي معروضاً، بل رؤية اسم المملكة العربية السعودية على بطاقة التعريف. أن تمثّل وطنك في سياق عالمي... هذا شعور لا يُشبهه شيء." حقوق الصور محفوظة لـ ITSLIQUID Group حيث ترى الغذامي أن المشاركة السعودية في معارض دولية مثل معرض Rome International Art 2025 تحمل بُعداً يتجاوز التمثيل الفني، وتقول: "هي فرصة لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية، من خلال إبراز الفن السعودي ونقل ثقافتنا وإرثنا الحضاري، وإيصالها إلى العالم على هيئة صورة بصرية وكلمة منطوقة." وتكمل:" فحين يسمع الآخر عنّا بشكل مباشر، نكون قد ساهمنا في تشكيل صورة هويّتنا الثقافية داخل عقولهم." حين تُصغي العيون للرموز تشير الغذامي إلى أن تفاعل الجمهور مع العمل كان جزءاً لا يتجزأ من التجربة: "ما يهمني في المشاركة بالمعارض الخارجية، إضافةً إلى تمثيل وطني، هو السماع من الجمهور المتلقّي، ورؤية تعابير وجوههم وردّات أفعالهم أثناء الحديث عن فلسفة العمل وما تعنيه الرموز الظاهرة فيه. كما أن اختلاط الأعمال بمختلف أشكالها والرموز التي تحملها في مكانٍ واحد، يُساهم في تقريب الثقافات وتسهيل فهمها." بهذا الحضور، تُقدّم رحاب الغذامي نموذجاً لفن يشتبك مع الهوية لا باعتبارها ثابتة، بل كطبقات متراكبة من التجربة والمعنى. وفي "الروح"، لم تعرض عمل فني فقط، بل طرحت سؤالاً... سؤالاً مفتوحاً على تأمّل لا ينتهي.


الشرق الأوسط
منذ 16 ساعات
- الشرق الأوسط
دي يونغ يقترب من الاتفاق في صفقة انتقال حر
يقترب المهاجم الهولندي لوك دي يونغ من الانضمام إلى نادي الاتفاق في صفقة انتقال حر، وفقاً لمصادر موقع «فوت ميركاتو» الفرنسي. ووفقاً للمصادر نفسها، تقدّم نادي الاتفاق بعرض لمدة عام واحد، بالإضافة إلى خيار التجديد لسنة ثانية بيد نادي الاتفاق؛ حيث يميل المهاجم الهولندي إلى قبول العرض. ويبلغ المهاجم 34 عاماً، واستطاع خلال الموسم الماضي تسجيل 18 هدفاً، وصناعة 13 هدفاً خلال 47 مباراة شارك بها بقميص آيندهوفن. يذكر أن دي يونغ سبق له تمثيل نادي برشلونة الإسباني قبل عودته مرة أخرى إلى الدوري الهولندي عبر بوابة آيندهوفن.