logo
الملك على منصة البرلمان الأوروبي: رسالة سياسية أردنية عالمية

الملك على منصة البرلمان الأوروبي: رسالة سياسية أردنية عالمية

جفرا نيوزمنذ 5 ساعات

جفرا نيوز -
في لحظة تاريخية فارقة، صعد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى منصة البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، ليخاطب العالم بلغة واثقة رصينة، تُمثل صوت الأردن وموقفه الثابت تجاه تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في المنطقة ، كان الخطاب رسالة سياسية أردنية عالمية، حملت في طياتها تشخيصًا واقعيًا للأزمات، واقتراحًا لحلول منطقية تنبع من الإيمان بالحوار والعدل والسلام.
خطاب في بيت الديمقراطية الأوروبية ، في قلب أحد أعرق مؤسسات الديمقراطية في العالم، وقف الملك وألقى تحية الإسلام والسلام على نواب البرلمان الأوروبي الذين آثروا الصمت بإمعان، احترامًا وإصغاءً لما سيقوله ، جاءت كلماته كخريطة طريق أخلاقية وسياسية، لا تحمل مجاملة ولا مواربة، بل تقدم وصفة علاج لحالة الاحتقان العالمي.
الخطاب لم يكن جديدًا في مضمونه على المواقف الأردنية، لكنه اتخذ بعدًا رمزيًا كبيرًا في توقيته ومكانه. إذ جاء في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، وما تبعه من هجوم إسرائيلي مفاجئ على إيران في 13 حزيران 2025، ضمن محاولات لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط جيوسياسيًا.
وجّه الملك نداءً متجددًا للمجتمع الدولي، داعيًا إلى نبذ الإرهاب والتطرف والغلو بكل أشكاله، مؤكدًا أن هذه الآفات لا دين لها، بل هي سلوك شاذ عابر للجماعات و القارات يتفشى عندما تُصاب مناعة الوعي المجتمعي بآفات التعصب و التطرف والانغلاق واحتكار الحقيقة و حرية التعبير الموضوعية وشدد على أهمية التعددية والمشاركة، وعلى دور الشباب في بناء المستقبل، باعتبارهم عماد الأمة و ضمانة تطورها.
ذكّر الملك الأوروبيين بتاريخهم الذي ساد إحدى فتراته الحروب والنزاعات، قبل أن ينهضوا من ركام الدمار و يعيدوا بناء الإنسان قبل العمران، و يؤسسوا لدولة القانون والعدالة الاجتماعية والحريات والتضامن. هذا التذكير كان مدخلًا ذكيًا للدعوة إلى تكرار هذه التجربة العالمية الناجحة ولكن في الشرق الأوسط هذه المرة.
لم يغفل الخطاب عن التأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتجديد تمسك الأردن بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية. وأدان الملك الهجوم على إيران والعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، معتبرًا ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لن تؤدي إلا لمزيد من الفوضى والتطرف والاضطراب.
أكد الملك أن فرض الهيمنة بالقوة لم يكن يومًا وسيلة لتحقيق السلام والاستقرار، وأن الحوار و التعايش المستند إلى القيم الدينية والإنسانية المشتركة بين الإسلام والمسيحية واليهودية هو السبيل الحقيقي لبناء جسور السلام ، و فتح قنوات اتصال بينها ، ليدعوا إلى احترام سيادة الدول وكرامة الشعوب، ونبذ سياسات الاستعلاء و الاستقواء في العلاقات الدولية بين دول الجوار.
أعاد الملك التأكيد على تمسك الأردن بنهج الاعتدال والعقلانية في العلاقات الدولية منهجا لديبلوماسيته، و رفضه التفريط بأي من حقوقه المشروعة، أو التنازل عن قضاياه و قضايا أمته ، وأعلن أن الأردن لن يتوانى عن الدفاع عن هذه الحقوق، سياسيًا أو عسكريًا، في وجه أي محاولة لزعزعة أمنه أو استقراره.
انطلاقا من اردنيتي اجد من الواجب الوطني الكتابة عن خمسة عشر دقيقة كانت كافية لايصال رسالة الديبلوماسية الأردنية و تعميمها ، وإبراز دور قيادتها الفاعلة و المؤثرة ، حيث كانت خمسة عشر دقيقة، كافية لإيصال الحقيقة ، كانت مليئة بالكلمات الصادقة، المنطلقة من قلب من يعيش همّ أمته و يشخص أوجاعها بموضوعية، ويقترح حلولًا واقعية لأوضاعها. هذه الدقائق كانت كافية لأن تلامس كلماتها ضمير ووجدان كل من حضر الجلسة، ليس فقط بصفتهم السياسية بل الإنسانية ، بشر يقدّرون الحياة وقيمها و قيمتها .
النتيجة؟ وقوفا مطولا لنواب البرلمان الأوروبي تصفيقًا، احترامًا وإجلالًا لقائد حمل على عاتقه رسالة إنسانية عالمية، يدعو من خلالها لخفض صوت القنابل، ورفع صوت العقل والحوار و ترانيم السلام.
الخطاب الملكي في البرلمان الأوروبي جسد الأردن وطنا لرسالة ، و ما عبّر عنه الملك عبدالله الثاني لم يكن مجرد موقف ديبلوماسي، بل تأكيد لعهد أردني متجدد بأن يظل هذا الوطن مركزًا لرسالة السلام، عزيزًا، كريمًا، امنا مطمئنا مستقرا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فايز الفايز : الملك يدير الدفة باحترافية
فايز الفايز : الملك يدير الدفة باحترافية

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

فايز الفايز : الملك يدير الدفة باحترافية

أخبارنا : في لقائه مع رؤساء السلطات وقادة الأجهزة الأمنية، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، أن الأردن لن يسمح لأحد باستغلال التطورات الإقليمية الراهنة للتشكيك بمواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة وعلى أهمية المحافظة على تماسك الجبهة الداخلية وتعزيز الروح الوطنية.حيث وجه جلالته جميع مؤسسات الدولة إلى العمل على تخفيف الآثار السلبية الناجمة عن التصعيد الخطير الراهن في المنطقة، خاصة في المجال الاقتصادي والخشية من الانكماش الذي بدأ يلوح في الأفق حيث الخشية من تفاقم الأوضاع و سلاسل الإمداد قد تتأثر من المعطيات إذا بقي الوضع تحت رحمة الصواريخ العابرة حيث سقط صاروخ في منطقة أم أذينة بوسط العاصمة عمان، مع الإحاطة بأن أي خطأ كاد أن ينفجر قبل وصوله لوجهته ما يسبب أضراراً وخيّمة ولكن الله سلمّ.ومن هنا يأتي لفت نظر جلالته إلى موقف الأردن الداعي لتكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة شاملة، مؤكدا أن حل النزاعات بين الدول وخفض التصعيد يجب أن يكونا ضمن الأطر الدبلوماسية والحوار والمفاوضات، وهذا يعني أن أي تصعيد كما نراه عابرا أو في إسقاط القوة الصاروخية على نواح من بلدنا، حيث تأثر العديد من المواطنين نتيجة سقوط مقذوفات قد تحمل صواريخ لا ندري أين تقع.ورغم الضغوط وعبء المسؤولية فلم ينس جلالته، أن ما يحدث في غزة يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية وقيمنا، لا سيما مع استمرار الانتهاكات في الضفة الغربية، والوضع الذي يزداد سوءا يوميا، ولذلك يجب على المجتمع الدولي أن يقف وقفة رجولة فغزة باتت قاعا صفصفا والجوع يفتك بالمواطنين والإسرائيليون من مجتمع نتنياهو لا يبالون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمشردين، وهذه جريمة حرب مريعة يتقصدها الاحتلال للتنكيل بهم ضمن ممارسات التطهير الممنهج.ولهذا يجب علينا أن نلتف حول القيادة الحكيمة ورفع المعنويات والسعي لتحقيق المصلحة العليا، ضمن التركيز على عدة جوانب رئيسة والحفاظ على الأمن الوطني وتحقيق الاستقرار والتقدم الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز وحماية المصالح الحيوية، كما تعتبر قضايا الأمن والحدود هي من القضايا الجوهرية التي تمس مصالح الأردن العليا، ويجب أن تحظى بالاهتمام الكامل في أي ترتيبات أو حلول.كما إن الأردن يرفض أي مساس بالجبهة الداخلية التي يعتصم بها شعبنا الأردني وتحقيق التوازن في العلاقات مع مختلف الأطراف ومع الحفاظ على استقلالية القرار وعدم التقوقع في محور واحد كما يعمل على تطوير نظام إقليمي يواكب المتغيرات الدولية، و هو يساهم في الدفاع عن قضايا الأمة العربية في المحافل الدولية ويعتبر الأردن القضية الفلسطينية قضية مركزية، ويسعى لتحقيق حل عادل وشامل للقضية يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.ولهذا فإن التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة وخفض التصعيد في الضفة الغربية والقدس، وصولا إلى إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس الحق الأصيل للأشقاء الفلسطينيين، مستندين على بناء علاقات متوازنة مع مختلف الدول والقوى الإقليمية والدولية التي تؤمن بالحق الفلسطيني على أرضهم و تسعى السياسة الأردنية إلى تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والأمن القومي من جهة، والمشاركة الفعالة في القضايا الإقليمية والدولية من جهة أخرى، مع الحفاظ على ثوابته وقيمه ومبادئه.نحن الآن على مفترق طرق حيث هناك عدم يقين وضبابية لا ندرك مآلاتها، ولهذا علينا أن نتماسك كما قال جلالة الملك، حرصا على هذا الوطن و على حماية المواطنين في كل مكان من بلدنا. ــ الراي

فارس الحباشنة : كنيسة ماري إلياس
فارس الحباشنة : كنيسة ماري إلياس

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

فارس الحباشنة : كنيسة ماري إلياس

أخبارنا : اتصل بي أصدقاء من سورية. يصرخون بأصوات متهدّجة من مدن سورية، ويسألون: أين أنتم من كل ما يحدث لمسيحيي سورية؟ ولماذا الغياب وعدم اهتمام الإعلام في تغطية أهوال تفجيرات كنيسة ماري إلياس في دمشق؟ وتنظيم داعش أعلن عن تبنّي تنفيذ عملية تفجير الكنيسة. وعلينا أن نصدّق أن التنظيم اختفى ليعود ويحيا مرة أخرى في سورية، ليستهدف الكنائس والمسيحيين في سورية. وليقول: هذا هو جزاء أهل «الملة والكفار»، والمعادين للإسلام. ولكن هل مسيحيو سورية معادون للإسلام؟ وأي إسلام يُشار إليه؟ وأي إسلام يدافع عنه تنظيم داعش؟! ولمَ لا نسأل مولانا في داعش ووالي سورية: ألم يسمع عن أخبار إبادة غزّة وما يحدث هناك، وحيث الإبادة ومجزرة القرن؟ أم أنه يعتقد أن المسيحيين هم من يقتلون المسلمين في غزّة، أو أن المسلمين يقتلون اليهود؟! هؤلاء بضاعة استخباراتية. لا يمتون إلى أخلاق وعبقرية وحضارية الإسلام بصلة تُذكر. وهم نتاج إسلام مبرمج. وأيهما اليوم أشدّ خطرًا على الإسلام؟! ولنتأمل أي خديعة نحن نعيش اليوم: مسلمون يقتلون مسلمين، ومسلمون يتآمرون على مسلمين. وقد دقّ الأوان لنسقط من رؤوسنا البدع والخرافات والسذاجة الخادعة. في سورية، من يحمي داعش؟ ومن يرعاها؟ ومن يتولى إدارتها على الأرض السورية؟ ومن وراء إقامة «الإسلامية» على الأرض السورية؟ سيرة غريبة لتنظيم داعش وتفريخاته وتوابعه في سورية. وتحولات وخروج شخصيات قيادية سياسية هجينة من رحم داعش. من الطبيعي التساؤل عمّا يجري في سورية. ولربما أن للأحداث في سورية ارتدادات إقليمية على دول الجوار السوري تحديدًا، توجب علينا الاستماع إلى صوت وصرخات مسيحيي سورية، والتفكير في سؤالهم: لماذا الغياب وعدم الاهتمام في تغطية تفجير كنيسة ماري إلياس؟ وإذا ما عرفنا أي نوع من البشر يقف وراء سيناريوهات سورية الجديدة. وفي سورية، أين اختفت تلك الأصوات الوطنية المدنية والديمقراطية؟ التي ظهرت على امتداد سنوات ثورة الشعب السوري. ولنرَ ما نرى اليوم في سورية الجديدة، على نحو تراجيدي. ــ الدستور

سلطان الحطاب : سوريا... العودة الى ستراسبورغ
سلطان الحطاب : سوريا... العودة الى ستراسبورغ

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

سلطان الحطاب : سوريا... العودة الى ستراسبورغ

أخبارنا : ما حذر منه الملك عبد الله الثاني، يحدث الآن، الملك لا يقرأ الغيب، ولكنه يتمتع ببصيرة وخبرة تجعله يقول "إننا نعرفه الحاوي الذي أعطى الإشارة". لماذا يعود القتل المفجع وهذا السيل من الدم الى سوريا التي حلمنا أن تستقر بعد أن سددت فاتورة الدم لأكثر من عقد من الزمان، قبل أن يفك الحبل عن عنقها، وقد واجهت عملية اغتيال جماعية، لا نريد أن نتحدث عن أعراضها التي ما زالت ماثلة في تهجير السوريين عبر العالم وفي اغتيالهم بالبحار غرقاً، وفي السجون التي لا أبواب معروفة لها، والتي أغلقت حيث بعضها ما زال لم يعثر على "الكود" لفتحها. نعم بصيرة الملك عبد الله الثاني، وخبرته تضمنتها كلماته أمام البرلمان الأوروبي، وتحديداً عندما قال: وماذا لو بقيت سوريا رهينة للصراعات بين القوى العالمية، وانزلقت مرة أخرى الى الصراع الأهلي؟ ماذا لو شهدنا عودة لداعش وأصبحت سوريا نقطة انطلاق لهجمات ضد بقية العالم؟ قد تكون سوريا خارج التغطية الإعلامية، ومعاناتها بعيدة عن البال، لكن الأزمة لم تنته بعد، خلال الأشهر التسعة الماضية، نزح أكثر من نصف مليون شخص، والعديد منهم بالأصل لاجئون. هل يريد أي منا في هذه القاعة (البرلمان الأوروبي)، أن يشهد أزمة لجوء سوريين جديدة، بكل ما فيها من رعب ومآس؟ أو رؤية طفل بريء آخر يقذفه البحر على شواطئكم؟ أعلم أنني اتحدث بالنيابة عن الجميع عندما أقول، بالتأكيد لا. نعم إنك تتحث نيابة عن الجميع، لأن ما حذرت منه يقع الآن يا سيدي، وبالأمس رأينا المجزرة الدموية في دمشق وشلال الدم في الكنيسة ضد شركاء الوطن السوري وجذوره، وجاء استهداف اللون المسيحي لتكون الرسائل منوعة وعميقة في استثمارات الابتزاز. والذي لا يعرف أن اسم سوريا جاء من السريان، وهم أول من انشأ وكتب... بالمسيحية، في سوريا، التي أصبحت بلاد الشام، كتسمية اسلامية. نعم سوريا تعود الى النزف وتعاودها "نوبة" اعتقدنا انها شفيت منها، لكن داعش تعود ورقة وسوريا الآن تخضع للابتزاز، فالذين يمارسون عليها هذا لا يريدونها أن تشفى أو تعود للحضن العربي او تخرج من الاستقطاب الملوث أو تبني لنفسها طريقاً ومخرجاً بعد أن اغلقت أمامها الخيارات، وتُركت للتدمير والنهب والقتل والتدخل الأجنبي، نعم نحن نعرفه الحاوي الذي أعطى الإشارة! لسنا بحاجة أن نخط بالرمل أو نقرأ ظاهر الغيب، فالاحتياط الإجرامي جاهز للتدخل بالصافرة التي حركت القتلة في الكنيسة لنرى الدماء تلوث الصلبان باسم الاسلام البريء، وباسم السوريين الذين امتثلوا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم لجيش أسامة بن زيد، حين قال "لا تخونوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة، ولا بعيراً الاّ لماكلة، وسوف تمرون بقوم قد فرغوا انفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا انفسهم له الخ". لماذا العودة لاستهداف سوريا، وتحديداً المسيحيين فيها الذين جاء الملك عبد الله الثاني على دورهم وشراكتهم في المنطقة التي كانت جذورهم فيها وابدعوا في حضارتها، وكانت المسيحية أحدى أهم الأديان في منطقتنا. لقد استهدف الاستعمار الغربي والاحتلال المسيحيين وعمل على تهجيرهم، وهم ملح الأرض، كما يقولون، فكانت الحركة الصهيونية بافعالها الإرهابية قد هجرت يهود العراق الى فلسطين عشية بناء دولة الاحتلال وفعلت ذلك باليمن والمغرب وغيرها من البلاد العربية وحتى مصر. كما استهدفت المسيحيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتحديداً "القدس" ولم يبق منهم الاّ الاف محدودة، بعد أن كانوا ملء السمع والبصر والمدن والقرى. وما زال إستهداف المسيحيين في الأراضي المقدسة قائماً، وهذا ما دفع الملك عبد الله الثاني، للحديث عنهم في الشرق وعن شراكتهم ودورهم. سوريا تواجه تحديات خطيرة وجرحها ما زال فاغراً ينزف، ولا بد من مداواته قبل أن يتسع، وقد عمل الأردن من أجل ذلك، واستقبل القيادة السورية وساعد في حضورها القمة العربية، وحرضّ العرب في القمة لمساعدتها، وضمن عودة السوريين اللاجئين في الأردن بسلام الى بلدهم. سوريا تحت الضغط والابتزاز والاشتراطات القاسية، مقابل الحياة، وإعادة البناء والتنمية وتضميد جراح السوريين، وهو ما تحاول هذه القيادة الجديدة أن تفعل، فالابتزاز يستهدف تجريد سوريا من استقلالها وكرامتها. الابتزاز السوري اخذ شكل التدخل السافر في أرضها وتهديد وحدة ترابها وسيادتها، فقد جرى التدخل في جبل الدروز والسويداء، كما قامت اسرائيل باختراقات للأمن السوري على أكثر من صعيد ومستوى، وانفذت دوريات عسكرية مسلحة واحتلت مناطق عدة في جبل الشيخ وغيره، وأرادت أن لا يكون للدولة السورية نفوذ عسكري في جنوب دمشق وعلى الحدود، خاصة وأنه جرى تدمير الجيش السوري في آخر أيام الرئيس المخلوع الأسد، وأصبحت سوريا بلا قوة تحميها، من أجل أن يبقى أمنها مشرعا للخطر والغزو والتدخل، فهل يستمر ذلك؟ وأين الموقف الدولي والأمم المتحدة والاتفاقيات خاصة فصل القوات الموقع عام 1974؟ واين الموقف العربي في حماية سوريا وشعبها؟ الحريق الذي ضرب سوريا أمس في تفجير الكنسية في دمشق وقتل المصلين والزوار، خطير وله ما بعده من نماذج يريد اعداء سوريا مهما كانت هويتهم البناء عليها. كان الله في عون سوريا والسوريين بلادنا واهلنا، أما داعش فهي "ماركة" نعرفها وهي أشبه بالافعى الهندية السامة الكوبرا التي تخرج من حقيبة الحاوي حينما يناديها بالموسيقى أو بالنداء الخاص لتمارس لعبتها المفضلة في القتل باسم الاسلام الذي لم يحمه اهله بما يكفي . ــ الراي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store