logo
استيقظت قبل الشروق بدقائق.. هل أصلي الفجر أم الصبح؟

استيقظت قبل الشروق بدقائق.. هل أصلي الفجر أم الصبح؟

صدى البلدمنذ 4 أيام
لا شك أنك إذا استيقظت قبل الشروق بدقائق .. أي الآن تتساءل هل أصلي الفجر أم الصبح حتى لا ينقص الثواب ؟، حيث يبحث كثير ممن يغلبهم النوم ؛ فيغلُب عليهم حيرة من استيقظ قبل الشروق بدقائق ، فبحكم مستجدات الحياة وطبيعتها جعل الاستيقاظ لصلاة الفجر في وقتها ليس بالمهمة السهلة، وهو ما يزيد من عدد من استيقظ قبل الشروق بقليل ولايزال السؤال مطروحًا عما تفعل إذا استيقظت قبل الشروق بدقائق هل أصلي الفجر أم الصبح؟.
استيقظت قبل الشروق بدقائق
ورد عن الحكم إذا استيقظت قبل الشروق بدقائق.. هل أصلي الفجر أم الصبح؟، أنه يقومُ يصلِّي كما يصلِّي كل.. ما دامَ أنَّه معذورٌ، غلبَه النَّومُ، الرسولُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ناموا في السَّفرِ وقاموا وصلَّوا، فالمقصودُ أنَّه يقومُ ويصلِّي كما يصلِّي كلَّ يومٍ، ولا يخالفُ التَّرتيب بين سُّنَّةِ الفجر وصَّلاةِ الصبح، يقومُ ويتوضَّأُ ويصلِّي السُّنَّة ولا يمنعُه مِن ذلك طلوعُ الشَّمس، هذا ممكن المفرِّط الَّذي -والعياذُ باللهِ- تعمَّدَ التَّأخيرَ، يمكن نقول: بادر بالفريضةِ قبلَ أن يخرجَ الوقت.
وورد فيه أنه ينبغي على المسلم أن يصلي الفجر بمجرد استيقاظه، فإذا كانت صلاته قبل الشروق فهي أداء، ولو بعد الشروق تكون قضاء، وتسمى صلاة الصبح وليس الفجر، ووقت صلاة الفجر يَبْدَأ من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس، لحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «وَوَقْتُ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ»، أخرجه مسلم، وبناء عليه فإن وقت صلاة الفجر يبدأ من ظهور الفجر الصَّادق، ويمتدُّ إلى أن تطلع الشَّمس؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أدركَ من الصبحِ ركعةً قبلَ أن تطلُعَ الشمسُ، فقد أدركَ الصبحَ» [رواه البخاري].
حكم صلاة الفجر قبل الشروق بدقائق
ينبغي معرفة اخر وقت لصلاة الفجر، قد ورد أن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا، وهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، ووقت الصلاة نوعان، حيث إن الصلوات يتم الحكم عليها بأمرين، إما الأداء حاضرًا أو القضاء، وأداء صلاة الصبح حاضرًا فيبدأ وقتها منذ أذان الفجر وينتهي مع طلوع الشمس، والذي قد يتراوح ما بين الساعة والساعة والنصف أكثر قليلًا أو أقل.
وجاء أناخر وقت لصلاة الفجر، أيًا ما يكون هذا الوقت، فهو يكون وقت أداء صلاة الصبح حاضرًا وهو الوقت الطبيعي الذي ينبغي الحفاظ عليه، وفي حال خروج هذا الوقت، حيث استيقظ الشخص بعد طلوع الشمس، فهل قضاء صلاة الصبح لها وقت محدد؟، فقال العلماء أن القضاء يكون ممتد الوقت ولا آخر أو حد له، فقد يُقضى اليوم أو بعد ألف عام، ولا ينبغي على الشخص أن يؤخر القضاء، لأنه قد ينسى وقد يموت قبل القضاء فيضع نفسه في حرج، فعليه أن يبادر بقضاء ما فاته من صلوات بمجر أن يتذكر ، وهذه نصيحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: « فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلاَةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
كيفية صلاة الفجر بعد الشروق
ورد أن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا، وهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا بفضل الصلاة في أول وقتها، كما نبهنا إلى أن صلاة الفجر تعد من الصلوات التي لها فضل عظيم، وينبغي اغتنامه وعدم تفويته أيا كانت الظروف.
وورد فيها أنه لا يجوز تأخير صلاة الفجر عن وقتها بخروج الوقت بعد طلوع الشمس؛ لقول الله تعالى: «فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)» النساء، ومن هنا فإن من أخذ بأسباب الاستيقاظ لصلاة الفجر؛ من النوم مبكرًا والقيام بالسنن المتعلقة بالنوم وإعداد المنبه أو الطلب من الأهل أن يوقظوه؛ ثم لم يستيقظ بعد ذلك، فلا إثم عليه؛ لأن ابن عباس روى أن رسول الله قال : « إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه » حديث حسن.
وينبغي على العبد في هذه الحالة أن يبادر إلى قضاء الصلاة عندما يستيقظ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك»، أما من يتهاون في أمر الصلاة وتعمد إخراجها عن وقتها؛ يأثم لأنه فوت وقت الصلاة، مشيرًا إلى أن الإثم متعلق بالأخذ بأسباب الاستيقاظ للصلاة؛ من عدمه وان الله تعالى قال: « فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ...»التغابن، وقال أيضًا: « لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» البقرة، وصلاة المسلم للصبح بعد شروق الشمس تعد قضاءً وليست حاضرة.
كما ينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه وأن يكون حريصًا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة؛ فذلك هو الأحسن والأفضل، فإذا كان الإنسان مستيقظًا وسمع أذان الفجر يجب عليه النهوض للصلاة في وقتها، ويأثم إذا خرج وقتها وعليه بالتوبة، والعزم مع كثرة الاستغفار على عدم العودة إلى مثل هذا الفعل مرة ثانية، «ثم يصلي ما فاته؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» رواه مسلم.
أما إذا نام المسلم عن صلاة الفجر غير متعمدٍ فواتها، ولم يجد مَن يوقظه لأدائها، فلا حرج عليه في ذلك، وعليه في هذه الحالة الإسراع إلى أداء الصلاة متى استيقظ من نومه؛ فقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم العذر لمن غلبه النوم طبعًا أو جهدًا، لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه، وفيه قوله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ"، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ» رواه أبو داود.
استحباب الذكر بعد صلاة الفجر
يعد استحباب الذكر بعد صلاة الفجر هي عادة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يمكث في مصلّاه من بعد صلاة الصبح حتى شروق الشمس، وعلى ذلك اعتاد الصحابة والتابعون، وكانوا يُخصّصون هذا الوقت للذكر والدعاء، ويدخل في باب الذكر دعاء بعد صلاة الفجر وقراءة القرآن وأيّ أذكارٍ مشروعةٍ أخرى، وسواءً كان الجالس منفردًا أو مع جماعةٍ يذكرون الله تعالى، وفي دعاء بعد صلاة الفجر نصّ الإمام النووي -رحمه الله- على استحباب جلوس العبد هذا الوقت في مصلّاه للذكر والدعاء.
أعمال صالحة بعد صلاة الفجر
يقصد بها تلك الأعمالٌ الصالحةٌ التي تؤدّى بين الفجر والشروق، وتتعدّد الأعمال الصالحة التي قد يأتيها العبد من أذان الفجر حتى شروق الشمس، يُذكر من جملة أعمال صالحة بعد صلاة الفجر:
• الترديد مع المؤذن كما ينادي المؤذن، حتى إذا قال المؤذّن: «حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح» قال المسلم: «لا حول ولا قوّة إلّا بالله».
• دعاء ما بعد الأذان، وسؤال الله -تعالى- الوسيلة والفضيلة لرسول الله.
• الدعاء بين الأذان والإقامة.
• صلاة ركعتين نافلةً؛ وهي سنّةٌ عن رسول الله.
• تأدية فريضة الفجر.
• ترديد أذكار ما بعد الصلاة، وأذكار الصباح، وما تيسّر من ذكر وتلاوة القرآن حتى طلوع الشمس.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاستعداد لتقديم الثمر في عظة الأحد للقس صموئيل ميلاد
الاستعداد لتقديم الثمر في عظة الأحد للقس صموئيل ميلاد

صدى البلد

timeمنذ 3 دقائق

  • صدى البلد

الاستعداد لتقديم الثمر في عظة الأحد للقس صموئيل ميلاد

أذيعت، أمس، كلمة للأب القس صموئيل ميلاد كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف البار بمنطقة سموحة في الإسكندرية، عبر قناة ON إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وذلك في إطار برنامج عظة الأحد الأسبوعية. وتناول الأب القس من خلال قراءات قداس اليوم، وهو الأحد الأول من شهر مسرى، وموضوع إنجيله وهو "مَثَل الكرامين الأردياء" في إنجيل معلمنا لوقا والأصحاح العشرين، وأشار إلى رسالة الله لنا من المَثَل، وهي مراجعة النفس في نهاية السنة القبطية، والاستعداد لتقديم الثمر والربح في الوزنات التي أعطاها الله لنا، وأن نكون عاملين بالكلمة، "وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ». وَأَيْضًا: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ»" (عب ٢: ١٣).

ماذا يفعل المصلي عند عدم قدرته على القراءة والذكر في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
ماذا يفعل المصلي عند عدم قدرته على القراءة والذكر في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

ماذا يفعل المصلي عند عدم قدرته على القراءة والذكر في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم الشرع فيمَن ليس لديه القدرة على قراءة شيءٍ من القرآن أو الذِّكْر في الصلاة؟ أجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: اتفق الفقهاء على أنَّ ترك السورة بعد الفاتحة لا يُؤثِّر في صحة الصلاة، وأمَّا الفاتحةُ فهي ركنٌ مِن أركان الصلاة؛ فإذا كان المُصَلّي عاجزًا عن قراءتها؛ لأنَّه لا يحسنها أو لغير ذلك؛ فيُستَحَبّ له الذِّكْر بدلًا عنها، فإن كان عاجزًا عن الذكر يقف قدر الفاتحة ساكتًا ثم يركع، ولا شيء عليه. أوضحت الإفتاء أن القراءةُ المطلوبةُ في الصلاة هي الفاتحةُ والسورةُ بعدها، والفقهاءُ متفقون على أنَّ ترك السورة بعد الفاتحة ليس ممَّا يُؤثِّر في صحة الصلاة، سواء كان التاركُ متعمدًا، أو ساهيًا، عِلْمًا بأنَّ المتعمِّد مسيءٌ. وأمَّا الفاتحةُ فهي ركنٌ مِن أركان الصلاة، وإذا لم يأت بها المصلي مع قدرته على ذلك كانت صلاته باطلةً عند جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة. أمَّا إذا كان المُصَلّي عاجزًا عن هذه القراءة؛ لأنَّه لا يحسنها أو لغير ذلك؛ فيلزمه الذِّكْر بدلًا عنها عند الشافعية والحنابلة. ولا يلزمه ذِكْرٌ عند المالكية –على المعتمد عندهم-، والحنفية، ويكفيه القيامُ دون ذكر أو غيره؛ قال العلامة الشيخ الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (1/ 237، ط. دار الفكر): [(فإن لم يمكنا)؛ أي: التعلم والائتمام،.. (فالمختار سقوطهما)؛ أي: الفاتحة، والقيام لها، وظاهره أنَّ مقابل المختار يقول بوجوبها حال عجزه عنها، ولا قائل به؛ إذ لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وإنَّما الخلاف في وجوب الإتيان ببدلها ممَّا تيسر من الذكر، وعدم وجوبه، واختار اللخمي الثاني، وهو المُعَوَّل عليه، فكان على المصنف أن يقول: فالمختار سقوط بدلها] اهـ. وقال العلامة السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 217، ط. دار المعرفة-بيروت): [(فإن عجز عن القراءة تسقط عنه القراءة)؛ لأنَّ القراءة ركن كما أنَّ القيامَ ركن، فلو عجز عن القيام سقط عنه القيام فكذلك هنا] اهـ. وفي هذه الحال يقف قدر الفاتحة، أو يركع بعد التكبير؛ قال القاضي عبد الوهاب المالكي في "الإشراف على نكت مسائل الخلاف" (1/ 277، ط. دار ابن حزم): [إذا كان لا يحسن شيئًا من القرآن أصلًا لزمه أن يكبّر للإحرام، ولم يلزمه من طريق الوجوب تسبيح، ولا تحميد، ولا غيره، ويُستحَبّ له أن يقف وقوفًا ما، فإن لم يفعل وركع أجزأه] اهـ. وإذا كان عاجزًا عن الذكر؛ فعند مَن قال بلزومه عند العجز عن الفاتحة يقف قدر الفاتحة ساكتًا، ثم يركع. وبينت بناء على ذلك أن مَن عجز عن قراءة الفاتحة في الصلاة؛ يُسْتَحَبّ له الذِّكْر بدلًا عنها، فإن عَجَز عن الذِّكْر وقف ساكتًا قدرَ وقتِها ثم يركع، ولا شيء عليه.

طريق الحسين طريق الله: عندما تلتقي الخطوات بالمعنى الأسمى
طريق الحسين طريق الله: عندما تلتقي الخطوات بالمعنى الأسمى

شبكة النبأ

timeمنذ 3 ساعات

  • شبكة النبأ

طريق الحسين طريق الله: عندما تلتقي الخطوات بالمعنى الأسمى

إن من يحاول التقليل من شأن هذه المسيرة العظيمة أو ينظر إليها بعين الاستغراب، هو في الحقيقة لم يفهم جوهر التشيّع ولا عمق الانتماء الذي يربط الشيعة بأئمتهم. هؤلاء لا يعبدون الحسين، وإنما يعبدون الله من خلال الحسين، ويستلهمون من دمه الطاهر طريقًا للحياة الكريمة في الدنيا، والفوز في الآخرة... طريق الحسين (عليه السلام) طريق الله" ليست مجرد عبارة مفعمة بالعاطفة، بل هي خلاصة وعي متجذر في أعماق وجدان الشيعة، وجوابٌ واضح على سؤالٍ أزليّ: أيّ طريقٍ يؤدي إلى الله؟ في مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، الطريق إلى الله لا يُقطع بالأقدام وحدها، بل يُسلك بالوعي، بالبصيرة، وبالولاء لمن اختارهم الله أئمةً وهداةً لا يضلّ من تمسّك بهم. حين يخطو الملايين صوب كربلاء، لا يفعلون ذلك بدافع التقاليد أو العاطفة فقط، بل يستجيبون لنداءٍ أبديّ أطلقه الإمام الحسين (عليه السلام): "ألا من ناصرٍ ينصرني؟" فيجيبونه عبر الأجيال، بأقدامهم، وقلوبهم، ودموعهم، وعزيمتهم التي لا تهزمها حرارة الشمس ولا طول المسافة. كل خطوة تُقطع نحو الحسين هي خطوة باتجاه الله، لأن الحسين هو "باب من أبواب الله" كما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة، وهو "مصباح الهدى وسفينة النجاة". من هنا نفهم أن زيارة الحسين (عليه السلام)، وخاصة المسير في الأربعين، ليست شعيرة عابرة، بل هي إعلان ولاء وبيعة متجددة لنهج السماء، ورفضٌ لكل أشكال الظلم والطغيان. فحين نُحيي ذكرى الحسين، فإننا نُحيي القيم التي استشهد من أجلها: العدالة، الكرامة، الحرية، الإصلاح في أمة جدّه، والتضحية من أجل الحق. لذلك، فإنّ طريق الحسين هو ذاته طريق الله، لأن الله لا يُعبد إلا بالحق، ولا يُتقرّب إليه إلا بالطاعة والعدل. في زيارة الأربعين، نرى تجلّي هذه المعاني بأوضح صورها. الملايين يمشون حفاة أحيانًا، حاملين أطفالهم، خادمين لغيرهم، لا يطلبون مالًا ولا شكورًا، فقط يسعون لرضا الله عبر الحسين. هذا المشهد الذي لا نظير له في العالم، لا يمكن فهمه إلا من خلال العقيدة الشيعية التي ترى في الإمام المعصوم امتدادًا للنور الإلهي، وواسطة القربى إلى الله. فالمشي إلى الحسين ليس عبادة جسدية فحسب، بل هو تربية نفسية وروحية، وموقف سياسي وفكري ضد كل من يريد حرف مسار الأمة عن طريق الحق. وإذا تأملنا في البعد الرمزي لهذا الطريق، فإننا سنجده يشبه طريق الأنبياء. كل نبي واجه طاغية، وكل إمام واجه انحرافًا، لكن الحسين واجه الطغيان والانحراف معًا، فكان دمه امتدادًا لدماء الأنبياء، وكان قتله امتدادًا لغربة الدين في زمن كانت الخلافة فيه غطاءً للفساد. لذا فالسير إليه هو استعادة لمسيرة الأنبياء، لا سيما نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) الذي قال: "حسين مني وأنا من حسين". اللافت في الأمر، أن هذا الطريق يجمع الفقراء والأغنياء، العرب والعجم، النساء والرجال، الأطفال والشيوخ، بلا تمييز، تحت راية واحدة: "لبيك يا حسين". وهذا ما يجعل من مسيرة الأربعين تظاهرةً توحيديةً فريدة، تذيب الفوارق وتعيد تعريف الإنسانية من منطلق الإيمان والبذل والمشاركة. إن من يحاول التقليل من شأن هذه المسيرة أو ينظر إليها بعين الاستغراب، هو في الحقيقة لم يفهم جوهر التشيّع ولا عمق الانتماء الذي يربط الشيعة بأئمتهم. هؤلاء لا يعبدون الحسين، وإنما يعبدون الله من خلال الحسين، ويستلهمون من دمه الطاهر طريقًا للحياة الكريمة في الدنيا، والفوز في الآخرة. ولذلك نقولها بكل يقين: طريق الحسين هو طريق الله، لأن الله لا يُطلب إلا عبر أوليائه، ولا يُطاع إلا من خلال طاعتهم، ولا يُحب إلا بمحبتهم. ومن أراد الوصول إلى الله بعيدًا عنهم، فقد ضل السبيل، وتاه عن الصراط المستقيم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store