logo
العالم العربي على أعتاب لحظة تاريخية: هل نستطيع تجاوز التحديات أم نكرر أخطاء الماضي؟

العالم العربي على أعتاب لحظة تاريخية: هل نستطيع تجاوز التحديات أم نكرر أخطاء الماضي؟

المغرب الآن١٨-٠٢-٢٠٢٥

في مقال تحليلي عميق، يتناول المفكر الأردني طلال أبوغزاله الواقع الراهن للعالم العربي، ويصفه بأنه يقف اليوم على أعتاب لحظة تاريخية قد تكون محورية في تحديد مصيره للعديد من العقود القادمة. يسلط أبوغزاله الضوء على جملة من التحديات السياسية، الجغرافية، والاجتماعية التي تواجه المنطقة، مع التركيز على مشاريع التقسيم والتهديدات التي تضعف اللحمة العربية. في هذا السياق، يتقاطع تحليل أبوغزاله مع العديد من الأبعاد التي تطرحها التحديات الإقليمية والدولية، ويضع في مقدمة التحليل النقاط الجوهرية التي يجب على العالم العربي أن يتفاعل معها بفعالية لتجاوز هذه اللحظة الحرجة.
إعادة رسم الخريطة العربية: هل نحن أمام 'سايكس-بيكو' جديدة؟
يرتبط طرح طلال أبوغزاله بواحدة من أبرز المخاوف التي تواجه العالم العربي في السنوات الأخيرة، وهي أن المنطقة قد تشهد تغييرات جديدة في خريطتها الجغرافية والسياسية، تقود إلى تفتيتها بشكل أعمق وأوسع من التقسيم الذي فرضته اتفاقية 'سايكس-بيكو' عام 1916. إذ كان هذا الاتفاق في حينه يقسم المنطقة وفقًا للمصالح الاستعمارية الأوروبية، ما أحدث أثارًا عميقة على الهوية الوطنية للدول العربية.
اليوم، يمكن القول أن العالم العربي يواجه مشروعات تقسيم تستند إلى عوامل جديدة مثل الصراعات الداخلية، التدخلات الخارجية، الطائفية، والتوترات الإقليمية. في هذه السياقات، نجد أن الشرق الأوسط أصبح ساحة لتنافس القوى الكبرى على النفوذ، وهو ما يعزز من تهديدات التقسيم السياسي والاجتماعي والجغرافي.
هل نحن أمام نسخة حديثة من سايكس-بيكو؟ ربما نعم، إذا أخذنا في الاعتبار التأثير المتزايد للتدخلات العسكرية والسياسية في الدول العربية مثل العراق، ليبيا، وسوريا. هذه التدخلات تساهم في إحداث تغييرات جذرية في النظام الإقليمي وتخلق كيانات هشة قابلة للانقسام. إذًا، السؤال الرئيسي هو: كيف يمكن للعالم العربي أن يتجنب الوقوع في فخ تقسيمات جديدة؟ الجواب يتطلب تطوير استراتيجية عربية مشتركة تقوم على تعزيز الأمن الإقليمي، حماية السيادة الوطنية، وتعميق التعاون العربي في مواجهة التحديات الخارجية.
سوريا: نقطة الارتكاز في معادلة التقسيم
تعتبر سوريا بالفعل نقطة الارتكاز في معادلة التقسيم الجديدة في العالم العربي. حيث أن الحرب الأهلية السورية، بالإضافة إلى التدخلات الأجنبية المختلفة، قد أسفرت عن حالة من الانقسام الداخلي، مما فتح الباب أمام القوى الإقليمية والدولية للعب دور كبير في إعادة رسم الحدود الجغرافية والسياسية.
تقسيم سوريا سيؤدي إلى خلق عدة كيانات متناثرة، بعضها سيكون تحت النفوذ التركي، وآخر تحت النفوذ الإيراني أو حتى الغربي. وهذه القوى تتنافس على السيطرة على مناطق استراتيجية، بما في ذلك مصادر الطاقة والممرات التجارية. في المقابل، هذا النوع من التقسيم سيؤدي إلى خلق فراغات سلطوية يصعب ملؤها بسرعة، مما قد يزيد من حدة الصراعات في المنطقة.
ما هي التداعيات المتوقعة لتقسيم سوريا على المنطقة؟ التقسيم قد يؤدي إلى زيادة الصراع على الموارد، وتوسيع دائرة الإرهاب والفوضى. كما سيشكل تهديدًا لاستقرار الدول المجاورة مثل لبنان، الأردن، والعراق، والتي ستعاني من تداعيات اقتصادية وأمنية كبيرة. من هنا، يتجسد التحدي الأكبر أمام العالم العربي في منع هذا السيناريو الكارثي.
هل يمكن للعالم العربي أن يمنع هذا السيناريو؟ من خلال التنسيق العربي المحكم والتعاون مع القوى الدولية التي تسعى للحفاظ على وحدة سوريا، يمكن للعالم العربي أن يضع حدًا لهذه المخططات. يجب أن تظل الأولوية الحفاظ على الوحدة الوطنية لجميع الدول العربية، ورفض أي محاولات لتقسيمها تحت أي مسمى، سواء كان طائفيًا أو قوميًّا أو عرقيًّا.
سوريا: نقطة الارتكاز في معادلة التقسيم
أكد أبوغزاله أن سوريا أصبحت نقطة محورية في هذا المخطط الجديد، حيث أن تقسيمها سيؤدي إلى تغيير خريطة النفوذ في المنطقة، مما يحقق مصالح القوى الإقليمية والدولية. لكن في الوقت نفسه، يؤدي هذا التقسيم إلى خلق فراغات سلطوية، ويزيد من حدة الصراعات المحلية.
وفي هذا السياق، يمكن النظر إلى هذه المعادلة المعقدة باعتبارها تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، و ما هي التداعيات المتوقعة لتقسيم سوريا على المنطقة؟ وهل يمكن للعالم العربي اتخاذ خطوات فعالة للحفاظ على وحدة سوريا وصون استقرار المنطقة؟
إيران والصراع على النفوذ: هل تتراجع طهران؟
فيما يخص دور إيران في المنطقة، يشير أبوغزاله إلى الضغوط الدولية التي تتعرض لها طهران في محاولة لإضعاف نفوذها الإقليمي. وهذه الضغوط قد تؤدي إلى تقويض استقرار المنطقة بأسرها، مما يحول الدول العربية إلى كيانات ضعيفة ومفككة، دون أمل في تحقيق وحدة عربية مشتركة.
من هنا يبرز السؤال الأهم: هل يمكن لإيران أن تحافظ على نفوذها في ظل هذه الضغوط؟ وكيف سيتأثر محور المقاومة في ظل تراجع الدور الإيراني؟ هذه الأسئلة تفتح النقاش حول دور القوى الإقليمية في تشكيل النظام الإقليمي الجديد.
القضية الفلسطينية: من رمز الوحدة إلى تراجع الدور
أحد أبرز المواضيع التي يطرحها أبوغزاله هو تراجع مكانة القضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي. فعلى الرغم من أن فلسطين كانت رمزًا للوحدة العربية لعقود طويلة، إلا أن الوضع الحالي يعكس تراجعًا مستمرًا في الاهتمام العربي بالقضية، بسبب ضعف الالتزام العربي والتغيرات في التحالفات الإقليمية.
وهنا يبرز السؤال: كيف يمكن إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية؟ وما هي الخطوات العملية التي يجب أن تتخذها الدول العربية لاستعادة مكانتها المحورية في الأجندة الدولية؟ هذه الأسئلة تتطلب إجابات ملموسة تدعم وحدة العالم العربي في مواجهة هذا التحدي الكبير.
التحديات والفرص: هل يمكن للعالم العربي أن يتحد؟
رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم العربي، يرى أبوغزاله أنه لا يمكن للعالم العربي أن يقف مكتوف الأيدي. بل يجب عليه أن يعمل بشكل جماعي لمواجهة هذه التحديات، بدءًا من رفض أي محاولات لتقسيم سوريا أو العراق، وصولًا إلى تعزيز التعاون العربي والتنسيق بين الدول.
السؤال هنا: هل يمكن للدول العربية أن تتجاوز خلافاتها الداخلية وتعمل معًا؟ وهل من الممكن أن يتمكن العالم العربي من تنسيق استراتيجي فعال لمواجهة التدخلات الخارجية، وتجاوز الخلافات بين أعضائه؟
الدبلوماسية والقوة الناعمة: أسلحة المواجهة
يشير أبوغزاله إلى ضرورة استخدام الدبلوماسية والقوة الناعمة كأدوات استراتيجية لمواجهة التحديات الإقليمية. العالم العربي يمتلك العديد من الأدوات التي يمكن أن تساهم في تعزيز وحدته، مثل الثقافة، التاريخ المشترك، والهوية العربية.
كيف يمكن توظيف هذه الأدوات لتعزيز الوحدة العربية؟ وهل يمكن أن تكون القوة الناعمة طريقًا لاستعادة التضامن العربي؟ هذه الأسئلة تفتح مجالًا واسعًا لاستثمار هذه الأدوات في مواجهة التحديات الكبرى.
اللحظة التاريخية: بين التحديات والأمل
في الختام، يعبر أبوغزاله عن إيمانه بأن العالم العربي يقف اليوم أمام لحظة تاريخية، حيث أن التحديات التي تواجهه جسيمة، ولكن الفرص أيضًا موجودة. تجاوز هذه التحديات يتطلب إرادة جماعية، ووضوحًا في الهدف، وعزيمة في التنفيذ.
هل يمكن للعالم العربي أن يستغل هذه اللحظة التاريخية لتحقيق وحدة حقيقية؟ هذا هو السؤال الأبرز الذي يجب أن تتمحور حوله النقاشات المستقبلية، لأنه سيحدد ما إذا كان العالم العربي سيخوض معركة الوحدة والتضامن العربي أم سيستمر في مسار التفكك والانقسام.
خاتمة: العالم العربي بين الماضي والمستقبل
من خلال تحليل أفكار طلال أبوغزاله واستعراض رؤية الصحفي جمال السوسي، يتضح أن العالم العربي يواجه مرحلة حاسمة في تاريخه. في ظل التهديدات المستمرة التي تمثلها المخططات الخارجية لاستقرار المنطقة، تبقى هناك فرص كبيرة لتأسيس مستقبل مشترك وقوي. لتحقيق ذلك، يتطلب الأمر إرادة سياسية ثابتة وعزيمة جماعية لتمتين الوحدة العربية، والتمسك بالسيادة الوطنية، والتفاعل بفاعلية مع التحولات الجيوسياسية في العالم.
في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل سنستغل هذه الفرصة، أم سنكرر أخطاء الماضي؟ الإجابة ستحددها الخطوات التي ستتخذها الدول العربية في الفترة القادمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المثقف الشرقي وفائض القوة
المثقف الشرقي وفائض القوة

لكم

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • لكم

المثقف الشرقي وفائض القوة

حضر إياد البرغوثي المتخصص في علم الاجتماع إلى مراكش الفيحاء وفي جَوفه قضية كبرى، وبالأحرى سَردية كبرى، سردية القضية الفلسطينية ومخاضاتها الحارقة المُتلبسة بجروح الذات وتمزق الوجدان…كان اللقاء في مُنتجع سياحي في ضواحي المدينة، من تنظيم موقع كش بريس والائتلاف الوطني للغة العربية بمعية مركز عناية الذي خصص الدورة الحادية عشر من مجلسه الفكري والثقافي احتفاء بالمفكر الفلسطيني…ولتنظيم اللقاء مع البرغوتي سياق يستوجب أن يحاط، وسط ضجيج الفوضى وتوحش العالم وتلذذه بسيولات الألم وانهيار الرصيد الأخلاقي وانتزاع الأقنعة من الوجوه… في اللقاء استدراج إلى إعادة بِناء الرؤية؛ رؤية الشرق لنفسه، واستعاضة عن رؤية الغرب للشرق…ثمَّة وجوب حسب البرغوثي إلى تحرير الشرق ثقافيا، ودعوة إلى صُنع الهوية الجماعية الشرقية والتخلص من النظرة الغربية…ليس الشرقي اليوم إلا ذاك الذي تمَّ اصطناعه في كتب الاستشراق، وفي استيهاماتها المُتخلية عنها من كسل وعَنهجية وفقدان للمسؤولية ولحس المبادرة…يُلح البرغوثي على إعادة تشكيل الشرق لذاته، ولإنجاز العمل يُعوَّل هنا على مسؤولية المثقف؛ المثقف الثائر والحالم الذي ينطلق من الواقع ويتطلع لإحداث تشققات في جدرانه، ويَعبر من السرديات الجامعة إلى السرديات الصغرى…يُصر الغرب دوما على أن يَنظر إلينا كممر، ممر يُداس ويُنتهك دون أن يكترث إلى مشاعره وأحاسيسه من جاكارتا إلى طنجة… فلسطين التي حَملها معه إياد البرغوثي هي الفضاء الذي يجمع وَصل المشرق بالمغرب، واسرائيل بما تنتهجه اليوم الفضاء الذي يُفرق وَصل المشرق بالمغرب. وكم هي بليغة هذه العبارة حين التأمل والتبصر…في الأفق سايكس بيكو جديد يُحضر فوق طاولة الكبار، نسخة جديدة لتقسيم المشرق العربي، وحديث في دهاليز الإدارة الاسرائيلية عن 'النصر المطلق' وتطلع إلى ما وراء فلسطين…الصهيونية التي يَخبر البرغوثي ليست هي تلك التي نختزلها في ايديولوجيا الاحتلال وفقط، بله في ايديولوجيا المصادرة؛ مصادرة حرية الشعوب وتقويض مكتسبات الاجتماع البشري واخضاع العالم لفائض القوة…خُذ عنك مثلا، لا يتم منح الجنسية الألمانية لأي شخص إذا لم يعترف بإسرائيل أو بمحرقة الهولوكوست…أَوَ لسنا أمام مصادرة حقيقة لحرية الانسان؟ وحتى حينما نُولي بأبصارنا صوب ما جرى من حوادث القرن الماضي، ونعيد بعث السؤال المتكرر في دروس التاريخ من انتصر في الحرب العالمية؟ طبعا المنتصِر هنا ليس هو المتحارب، بل المنتصِر من تحكم في سلطة الرأسمال، في حركة الفكر، في مركز القرار، في تمويل الجيوش المتحاربة…من هو بالضبط؟ إنها الصهيونية… منذ القرن الماضي، بدأت قصة صعود عائلة روتشليد تكتب كواحدة من القصص المثيرة للإعجاب، أبناء روتشليد انتشروا في أوروبا وتحكموا في أبناكها ومؤسساتها السيادية، في صناعتها وتجارتها وأسلحتها…وجعلوا العالم كله تحت سيطرتهم…لا شك أن السؤال الذي يُؤرق الجميع من يدير الآخر؟ أمريكا أم اسرائيل؟ الصهيونية تديرهما معا… للفكر العربي سذاجة مُزمنة تُقرأ في الصدى الطويل لأنساق التفكير التاريخي. يَعتقد دوما أنه يُمكن أن يصنع السلام مع عقيدة لا تعبأ بقيم السلام…وفي حكاية أوسلو جواب ذلك لمن أراد أن يُعمِل عقله بدل قلبه. لم يكن دافيد بن غوريون إلا واحدا من نشطاء ثورة 1905 في روسيا ضد النظام القيصري، ولم يكن تروتكسي الزعيم الاشتراكي الجذري إلا موظفا عموميا عند مهندسي الصهيونية بمرتب محترم…أَفَبعد هذا لا نهتدي إلى معرفة من يُدَبر اللعبة السياسية؟ وبيد من توجد خيوط السحب والدفع؟ صاغت الصهيونية من خلف الركح قواعد القانون الدولي وتحكمت في نواميسه، واصطنعت المؤسسات والهياكل التي تدافع عن مشروعها القومي وحقها في فلسطين، وفي عُرفها الصديق هدف أسهل من العدو…في قضية فلسطين لم يَعد الغرب غربا، صار الغرب منكسرا، ومُتشضيا…وعندنا في الشرق، تمضي العقود سريعا دون أن نتوصل إلى إقرار مشروع، أهدافنا مشتتة ووسائل عملنا غير مجدية…تجاذبات اديولوجية هنا، وتناطحات طائفية هناك…ويجري البحث عن بعث أو اصطناع المثقف من أجل مواجهة فائض القوة عند الصهاينة سبيلا للتحرر.

بعد وعد ماكرون الإعتراف بدولة فلسطين مصادر تقول ستارمر سيكون التالي على الطريق
بعد وعد ماكرون الإعتراف بدولة فلسطين مصادر تقول ستارمر سيكون التالي على الطريق

المغرب اليوم

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • المغرب اليوم

بعد وعد ماكرون الإعتراف بدولة فلسطين مصادر تقول ستارمر سيكون التالي على الطريق

في جولة الصحف لهذا اليوم، نعرض لكم أبرز ما تناولته الصحف حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقرارات ترامب وإمكانية أن تؤدي لفقدان سيطرة الولايات المتحدة على العالم، وتداعيات هذه القرارات دولياً. نبدأ من صحيفة الإندبندنت البريطانية التي نشرت مقالاً للقنصل البريطاني العام السابق في القدس فنسنت فين، تحدث فيه عن القرار الفرنسي الذي أعلنه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون مؤخراً، حول توجهه قريباً للاعتراف بدولة فلسطينية. يتساءل الكاتب في عنوان مقاله "عندما يعترف ماكرون بفلسطين، هل سيتبعه ستارمر؟". ويعلق "من المتوقع أن تُوائِم فرنسا سياستها الخارجية مع القانون الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب إسرائيل. تعمل فرنسا والمملكة العربية السعودية معاً لوضع إطار عمل للسلام في الشرق الأوسط. حتى الآن، الأمور على ما يرام". لكن يفترض الكاتب بأنه يتوجب على المملكة المتحدة قيادة الاعتراف بدولة فلسطينية، وألا تكون تابعة. ويرى أن "الاعتراف بفلسطين لا يعني الانحياز، ولا مكافأة الإرهاب، ولا نزع الشرعية عن إسرائيل- بل يعني التكافؤ". يعتقد الكاتب أن بلاده تتحمل مسؤولية تاريخية، مستذكراً وعد بلفور ويصف الوعود الناجمة عنه بـ "المنقوصة". ويلفت أيضاً إلى "سوء إدارة صك الانتداب على فلسطين حتى عام 1948". ويتابع "هناك إلحاح في عهد بنيامين نتنياهو، تُقوّض من خلاله إسرائيل بشكل منهجي أي احتمال لقيام دولتين تتعايشان بسلام، وهي السياسة الحزبية التي انتهجتها الحكومات البريطانية المتعاقبة". ويشير الكاتب إلى أن الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت ساهمت في رسم حدود الشرق الأوسط الحديث، وأن لدى الحكومة البريطانية اليوم فرصة لمساعدة شعوب الشرق الأوسط على إعادة صياغة مستقبلها، عبر تولي زمام القيادة. ويضيف الكاتب أنه بالنسبة لبريطانيا، فإن المسألة لا تقتصر على الدبلوماسية فحسب، بل هي أيضاً مسألة عدالة ومساءلة تاريخية، بحسب تعبيره. ويقول أيضاً إنه قبل أكثر من قرن، تفاوضت بريطانيا وفرنسا سراً على اتفاقية سايكس بيكو، "التي قسّمت الولايات العربية التابعة للإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ. سيطرت بريطانيا على فلسطين بموجب انتداب عصبة الأمم، مع واجب مُعلن لمساعدة شعبها على تحقيق الاستقلال". يضيف فين: لكن "نُكث هذا الوعد. وشُرّدت الأغلبية العربية الفلسطينية من السكان". ويشير الكاتب إلى أن "الأراضي الفلسطينية تخضع للاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ عام 1967، بعكس ما ينص عليه القانون الدولي". ويؤكد أن مطلبه لبريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية نابع أيضاً من قرار محكمة العدل الدولية في يوليو/ تموز الماضي بأن "احتلال عام 1967 غير قانوني، ويجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة العمل على إنهائه بأسرع وقت ممكن. وأن عدم الاعتراف بفلسطين يُطيل أمد هذا الاحتلال غير القانوني"، بحسب الكاتب. وإلى صحيفة لوموند الفرنسية التي تناولت في مقال للكاتب توماس بيكيتي، تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وعنونت المقال بـ "الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تفقد السيطرة على العالم". يشرح الكاتب أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تعد دولةً موثوقةً بالنسبة للبعض، منذ الحرب التي شنتها على العراق عام 2003، وأدت "لزعزعة استقرار إقليمية دائمة ومقتل أكثر من 100 ألف شخص، وعودة النفوذ الروسي، بما كشف للعالم مساوئ الغطرسة العسكرية الأمريكية"، إلا أن ذلك ليس جديداً. لكن يلفت الكاتب الانتباه إلى أن الأزمة الحالية جديدة لأنها "تتحدى جوهر القوة الاقتصادية والمالية والسياسية للبلاد. وتبدو الولايات المتحدة مشوشة، يقودها زعيم غير مستقر ومتقلب، يفتقر إلى ثقل موازنة ديمقراطية". ويتحدث المقال عن مآلات الواقع الاقتصادي الراهن في الولايات المتحدة، واصفاً ترامب بالزعيم "الاستعماري المحبط". وبحسب المقال فإنه من منظور تاريخي، يجدر بالذكر أن العجز التجاري الهائل للولايات المتحدة (الذي بلغ في المتوسط نحو 3-4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً من عام 1995 حتى عام 2025) له سابقة واحدة فقط لاقتصاد بهذا الحجم: وهو يُشبه تقريباً متوسط العجز التجاري للقوى الاستعمارية الأوروبية الكبرى (المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، وهولندا) بين الأعوام 1880 و1914. لكن الفرق من وجهة نظر الكاتب هو أن تلك الدول كانت تمتلك أصولاً خارجية ضخمة، تدرّ عليها من الفوائد والأرباح ما يكفي ليس فقط لتغطية عجزها التجاري، بل وللاستمرار في تراكم المطالبات المالية في بقية أنحاء العالم. ويشرح الكاتب أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يؤدي إلى اضطرار الولايات المتحدة إلى دفع تدفقات فوائد كبيرة لبقية العالم. وبحسب المقال فإن الولايات المتحدة "أفلتت من هذا الأمر حتى الآن بفضل سيطرتها على النظام المالي العالمي". ويفسر توماس بكيتي الاقتراح الذي قدمه اقتصاديو ترامب ووصفه بـ "المثير للجدل"، ويقضي فرض ضرائب على مدفوعات الفوائد لحاملي الأوراق المالية الأمريكية الأجانب؛ بأن ترامب وبشكل مباشر أكثر، يريد "إعادة ملء خزائن بلاده بالاستيلاء على المعادن الأوكرانية، إلى جانب غرينلاند وبنما". ويخلص كاتب المقال إلى أنه "كي نتصور ما سيأتي، علينا أن نستوعب نقطة التحول الراهنة. إذا كان أنصار ترامب ينتهجون هذه السياسة الوحشية واليائسة، فذلك لأنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع التدهور الاقتصادي للبلاد". "يريد الرئيس الأمريكي أن يُحافظ على السلام الأمريكي من خلال دفعات الجزية من بقية العالم لتمويل العجز المالي الأمريكي بشكل لا نهائي. ولكن مع تراجع القوة الأمريكية، يجب أن نبدأ في تخيل عالم بدونها"، وفق ما يقوله الكاتب المختص في مجال الاقتصاد. تطغى قرارات ترامب على ما تداولته الصحف الأمريكية، ففي صحيفة نيويورك تايمز عنوّن مارك لاندلر تحليله المنشور صباح الأحد، بـ "كيف مهّد البريكست، هذا الفعل المذهل من الإضرار الذاتي اقتصادياً، لرسوم ترمب الجمركية؟". يربط الكاتب كما يتضح من عنوان المقال بين قرارات ترامب المتجهة بالبلاد نحو العزلة الاقتصادية، وأثر قرار المملكة المتحدة بالخروج من الاتحاد الأوروبي. يقول الكاتب "رُوّج لقرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016 لدى الناخبين على أنه حلٌّ سحريٌّ من شأنه إنعاش اقتصاد البلاد. ولا يزال أثره يتردد صداه". ويضيف أنه بعد ما يقرب من تسع سنوات من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا تزال المملكة تحسب التكاليف. ويشرح "دروس تلك التجربة أصبحت ذات صلة فجأة مرة أخرى، إذ يستخدم ترامب أسلوباً مشابهاً لبناء جدران حول الولايات المتحدة، بينما وصف النقاد ذات مرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه أعظم عمل من أعمال الإيذاء الذاتي الاقتصادي من قبل دولة غربية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية..". وفي مقارنته بين قرارات ترامب وقرار بريكست، يقول الكاتب إنه حتى في تراجع الرئيس الأمريكي عن بعض تعريفاته الجمركية، في مواجهة ثورة في سوق السندات، "أعاد إلى الأذهان بريطانيا، حيث اضطرت ليز تروس، رئيسة الوزراء قصيرة العمر، إلى التراجع عن تخفيضات ضريبية جذرية أخافت الأسواق. وكانت تجربتها الفاشلة تتويجاً لدورة من السياسات المتطرفة التي أطلقها قرار بريطانيا بالانسحاب من أكبر تكتل تجاري في العالم". يعاني ائتلاف ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" من بعض التصدعات الأيديولوجية، التي يعاني منها مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد دفع هذا المحللين إلى التساؤل عما إذا كانت سياسات ما بعد ترامب في الولايات المتحدة ستشبه إلى حد كبير سياسات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، يقول الكاتب. ويبني الكاتب استنتاجه النهائي من قول لأستاذ العلوم السياسية في كلية لندن للاقتصاد توني ترافرز: "الحقيقة هي أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يُصحّح أياً من المشاكل الناجمة عن تراجع التصنيع. بل على العكس، فقد زادها سوءاً". ونقل عن البروفيسور ترافرز قوله: "لقد ألحق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضرراً بالغاً بحزب المحافظين. إذ أصبح غير صالح للانتخاب لأنه منقسم بين فصائل مختلفة. فهل سيشهد الحزب الجمهوري انقساماً مماثلاً بعد ترامب؟".

هل تعترف بريطانيا بعد فرنسا بدولة فلسطينية؟
هل تعترف بريطانيا بعد فرنسا بدولة فلسطينية؟

الأيام

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الأيام

هل تعترف بريطانيا بعد فرنسا بدولة فلسطينية؟

AFP via Getty Images الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً لوسائل الإعلام خلال زيارة لمستودعات الهلال الأحمر المصري المخصصة لتخزين المساعدات الموجهة لغزة، في مدينة العريش الحدودية المصرية، في 8 أبريل 2025. في جولة الصحف لهذا اليوم، نعرض لكم أبرز ما تناولته الصحف حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقرارات ترامب وإمكانية أن تؤدي لفقدان سيطرة الولايات المتحدة على العالم، وتداعيات هذه القرارات دوليا. نبدأ من صحيفة الإندبندنت البريطانية التي نشرت مقالا للقنصل البريطاني العام السابق في القدس فنسنت فين، تحدث فيه عن القرار الفرنسي الذي أعلنه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون مؤخراً، حول توجهه قريباً للاعتراف بدولة فلسطينية. يتساءل الكاتب في عنوان مقاله "عندما يعترف ماكرون بفلسطين، هل سيتبعه ستارمر؟". ويعلق "من المتوقع أن تُوائِم فرنسا سياستها الخارجية مع القانون الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب إسرائيل. تعمل فرنسا والمملكة العربية السعودية معاً لوضع إطار عمل للسلام في الشرق الأوسط. حتى الآن، الأمور على ما يرام". لكن يفترض الكاتب بأنه يتوجب على المملكة المتحدة قيادة الاعتراف بدولة فلسطينية، وليست تابعة. ويرى أن "الاعتراف بفلسطين لا يعني الانحياز، ولا مكافأة الإرهاب، ولا نزع الشرعية عن إسرائيل- بل يعني التكافؤ". تحمل المسؤولية التاريخية Getty Images يعتقد الكاتب أن بلاده تتحمل مسؤولية تاريخية، مستذكرا وعد بلفور ويصف الوعود الناجمة عنه بـ "المنقوصة". ويلفت أيضاً إلى "سوء إدارة صك الانتداب على فلسطين حتى عام 1948". ويتابع "هناك إلحاح في عهد بنيامين نتنياهو، تُقوّض من خلاله إسرائيل بشكل منهجي أي احتمال لقيام دولتين تتعايشان بسلام، وهي السياسة الحزبية التي انتهجتها الحكومات البريطانية المتعاقبة". ويشير الكاتب إلى أن الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت ساهمت في رسم حدود الشرق الأوسط الحديث، وأن لدى الحكومة البريطانية اليوم فرصة لمساعدة شعوب الشرق الأوسط على إعادة صياغة مستقبلها، عبر تولي زمام القيادة. ويضيف الكاتب أنه بالنسبة لبريطانيا، فإن المسألة لا تقتصر على الدبلوماسية فحسب، بل هي أيضاً مسألة عدالة ومساءلة تاريخية، بحسب تعبيره. ويقول أيضاً إنه قبل أكثر من قرن، تفاوضت بريطانيا وفرنسا سرا على اتفاقية سايكس بيكو، "التي قسّمت الولايات العربية التابعة للإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ. سيطرت بريطانيا على فلسطين بموجب انتداب عصبة الأمم، مع واجب مُعلن لمساعدة شعبها على تحقيق الاستقلال".لكن "نُكث هذا الوعد. وشُرّدت الأغلبية العربية الفلسطينية من السكان"، يضيف الكاتب الذي أشار إلى أن "الأراضي الفلسطينية تخضع للاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ عام 1967، بعكس ما ينص عليه القانون الدولي". ويؤكد الكاتب أن مطلبه لبريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية نابع أيضاً من قرار محكمة العدل الدولية في يوليوز الماضي بأن "احتلال عام 1967 غير قانوني، ويجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة العمل على إنهائه بأسرع وقت ممكن. وأن عدم الاعتراف بفلسطين يُطيل أمد هذا الاحتلال غير القانوني". أمريكا "تفقد السيطرة على العالم" Getty Images الجانب الشمالي للبيت الأبيض- أرشيفية. وإلى صحيفة لوموند الفرنسية التي تناولت في مقال للكاتب توماس بيكيتي، تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وعنونت المقال بـ "الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تفقد السيطرة على العالم". يشرح الكاتب أنه على الرغم من الولايات المتحدة لم تعد دولةً موثوقةً، بالنسبة للبعض، منذ الحرب التي شنتها على العراق عام 2003، وأدت "لزعزعة استقرار إقليمية دائمة ومقتل أكثر من 100 ألف شخص، وعودة النفوذ الروسي، بما كشف للعالم مساوئ الغطرسة العسكرية الأمريكية"، إلا أن هذا ليس جديداً. لكن يلفت الكاتب إلى أن الأزمة الحالية جديدة لأنها "تتحدى جوهر القوة الاقتصادية والمالية والسياسية للبلاد. وتبدو الولايات المتحدة مشوشة، يقودها زعيم غير مستقر ومتقلب، يفتقر إلى ثقل موازنة ديمقراطية". ويتحدث المقال عن مآلات الواقع الاقتصادي الراهن في الولايات المتحدة، واصفاً ترامب بالزعيم "الاستعماري المحبط". وبحسب المقال فإنه من منظور تاريخي، يجدر بالذكر أن العجز التجاري الهائل للولايات المتحدة (والذي بلغ في المتوسط حوالي 3-4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً من عام 1995 حتى عام 2025) له سابقة واحدة فقط لاقتصاد بهذا الحجم: وهو يُشبه تقريباً متوسط العجز التجاري للقوى الاستعمارية الأوروبية الكبرى (المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، وهولندا) بين عامي 1880 و1914. لكن الفرق من وجهة نظر الكاتب هو أن تلك الدول كانت تمتلك أصولاً خارجية ضخمة، تدرّ عليها من الفوائد والأرباح ما يكفي ليس فقط لتغطية عجزها التجاري، بل وللاستمرار في تراكم المطالبات المالية في بقية أنحاء العالم. ويشرح الكاتب قد يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى اضطرار الولايات المتحدة إلى دفع تدفقات فوائد كبيرة لبقية العالم. وبحسب المقال فإن الولايات المتحدة "أفلتت من هذا الأمر حتى الآن بفضل سيطرتها على النظام المالي العالمي". ويفسر توماس بكيتي الاقتراح الذي قدمه اقتصاديو ترامب ووصفه بـ "المثير للجدل"، ويقضي فرض ضرائب على مدفوعات الفوائد لحاملي الأوراق المالية الأمريكية الأجانب. بأن ترامب وبشكل مباشر أكثر، يريد "إعادة ملء خزائن بلاده بالاستيلاء على المعادن الأوكرانية، إلى جانب غرينلاند وبنما". ويخلص كاتب المقال إلى أنه "كي نتصور ما سيأتي، علينا أن نستوعب نقطة التحول الراهنة. إذا كان أنصار ترامب ينتهجون هذه السياسة الوحشية واليائسة، فذلك لأنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع التدهور الاقتصادي للبلاد". "يريد الرئيس الأمريكي أن يُحافظ على السلام الأمريكي من خلال دفعات الجزية من بقية العالم لتمويل العجز المالي الأمريكي بشكل لا نهائي. ولكن مع تراجع القوة الأمريكية، يجب أن نبدأ في تخيل عالم بدونها"، وفق ما يقوله الكاتب المختص في مجال الاقتصاد. Bloomberg via Getty Images هل يشهد الحزب الجمهوري انقساما بعد ترامب؟ تطغى قرارات ترامب على ما تداولته الصحف الأمريكية، ففي صحيفة نيويورك تايمز عنوّن مارك لاندلر تحليله المنشور صباح الأحد، بـ "كيف مهّد البريكست، هذا الفعل المذهل من الإضرار الذاتي اقتصادياً، لرسوم ترمب الجمركية؟". يربط الكاتب كما يتضح من عنوان المقال بين قرارات ترامب المتجهة بالبلاد نحو العزلة الاقتصادية، وأثر قرار المملكة المتحدة بالخروج من الاتحاد الأوروبي. يقول الكاتب "رُوّج لقرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016 لدى الناخبين على أنه حلٌّ سحريٌّ من شأنه إنعاش اقتصاد البلاد. ولا يزال أثره يتردد صداه". ويضيف أنه بعد ما يقرب من تسع سنوات من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا تزال المملكة تحسب التكاليف. ويشرح "دروس تلك التجربة أصبحت ذات صلة فجأة مرة أخرى، إذ يستخدم ترامب أسلوباً مشابهاً لبناء جدران حول الولايات المتحدة، بينما وصف النقاد ذات مرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه أعظم عمل من أعمال الإيذاء الذاتي الاقتصادي من قبل دولة غربية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية..". وفي مقارنته بين قرارات ترامب وقرار بريكست، يقول الكاتب إنه حتى في تراجع الرئيس الأمريكي عن بعض تعريفاته الجمركية، في مواجهة ثورة في سوق السندات، "أعاد إلى الأذهان بريطانيا، حيث اضطرت ليز تروس، رئيسة الوزراء قصيرة العمر، إلى التراجع عن تخفيضات ضريبية جذرية أخافت الأسواق. وكانت تجربتها الفاشلة تتويجاً لدورة من السياسات المتطرفة التي أطلقها قرار بريطانيا بالانسحاب من أكبر تكتل تجاري في العالم". يعاني ائتلاف ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" من بعض التصدعات الأيديولوجية، التي يعاني منها مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد دفع هذا المحللين إلى التساؤل عما إذا كانت سياسات ما بعد ترامب في الولايات المتحدة ستشبه إلى حد كبير سياسات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، يقول الكاتب. ويبني الكاتب استنتاجه النهائي من قول لأستاذ العلوم السياسية في كلية لندن للاقتصاد توني ترافرز: "الحقيقة هي أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يُصحّح أياً من المشاكل الناجمة عن تراجع التصنيع. بل على العكس، فقد زادها سوءاً". ونقل عن البروفيسور ترافرز قوله: "لقد ألحق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضرراً بالغاً بحزب المحافظين. إذ أصبح غير صالح للانتخاب لأنه منقسم بين فصائل مختلفة. فهل سيشهد الحزب الجمهوري انقساماً مماثلاً بعد ترامب؟".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store