
بكلمات مؤثرة.. أنس الشريف يترك وصيته للعالم (فيديو)
"هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"، هذا ما قاله الشهيد مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، أنس الشريف، في وصيته التي تركها لدى عدد من أصدقائه بتاريخ 6 أفريل 2025، لنشرها بعد استشهاده.
النصّ الكامل لوصية الصحفي الشهيد أنس الشريف: "هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ. عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف. أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل. إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل. لا تنسوا غزة… ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول. أنس جمال الشريف 06.04.2025
رابط فيديو وصية أنس الشريف: ajmubasher/videos/1680948306627322 الصُحفي الشهيد أنس الشريف خلال حوار يتحّدث فيه عن أفراد أسرته:

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلادي
منذ 15 ساعات
- بلادي
رئيس جامعة وجدة بين الخيط الأبيض والواقع الأسود
رئيس جامعة وجدة بين الخيط الأبيض والواقع الأسود بعد الجذبة الفايسبوكية التي انتهت بالصلح بين رئيس جامعة وجدة والنائب البرلماني عن حزب الاستقلال، ها هو رئيس الجامعة يسوق لانجاز ' كبير ' ليس في البحث العلمي ولا في احتلال الجامعة لمراتب مشرفة في التصنيفات الدولية ، وإنما في عقده لجلسة صلح بين أستاذة بكلية الطب وطبيب داخلي على اثر خلاف نشب بينهما في المستشفى الجامعي ولبس في مؤسسات الجامعة . تسويق عملية الصلح اتي اشرف عليها رئيس الجامعة شخصيا يذكرنا بالبرنامج الاجتماعي ' الخيط الأبيض ' الذي كانت تبثه القناة الثانية ، وهو البرنامج الذي كان يسعى إلى محاولة تحقيق الصلح بين أطراف متنازعة من مختلف طبقات المجتمع المغربي ، حيث كانت منشطة البرنامج ' نسيمة الحر ' تستضيف في كل حلقة طرفي النزاع بالإضافة إلى الأخصائي النفسي وناشطة جمعوية و حقوقية للإدلاء بآرائهم ونصائحهم . والجدير بالذكر أن مثل هذه البرامج عهدنا مشاهدتها في بعض القنوات العربية ولكن بصياغة مختلفة كما هو الحال لبرنامج ' افتح قلبك ' للإعلامي ' جورج قرداحي ' ، لكن برنامج الخيط الأبيض يمكن القول أنه عرى الواقع الأسود للمجتمع المغربي، كما عرت واقعة الصلح الذي اشرف عليه رئيس الجامعة واقع هذه الأخيرة التي اصبحت تسوق لهكذا انجازات وبالصور وهو ما اثار السخرية والتنكيت في صفوف الطلبة والأساتذة . جلالة الملك ، حفظ الله ، شدد في خطاب العرش الأخير على دعم التنمية الجهوية، ومعلوم أن قانون الإطار 51/17 أعطى للجامعة دور محوري في التنمية الجهوية، والمطلوب من رئيس الجامعة تسويق ما حققته هذه الأخيرة في هذا المجال، وليس تسويق لقاء صلح اثر خلاف عادي تنشب مثله الملايين يوميا واعنباره انجازا ' عظيما '.


الصحراء
منذ يوم واحد
- الصحراء
في عالم الْاضْطِهادِ :الموتُ خَيْرٌ من الحَياة(غزة مثال)
(جمال عبد الناصر –محمد أنور السادات- الشاذلي بن جديد ) رحمهم الله –لو كانوا معنا ما كان ما كان. أظهر طوفانُ الأقْصى وكشفَ المستورات :أممٌ عربية ومسلمة كانت وإلي عهدٍ قريبٍ منشغلة بهموم المسلمين من خلال هيئات ومنظمات وطنية ودولية تدَعي تقديم العون للمحتاجين 'لا تُفَرقُ بينهم وإن كانت تعطي الأولوية للمسلمين . عُقِدت فيه الكثير من المؤتمرات والندوات وتقول إنها تتكفل بآلاف بل ملايين الأيتام والعجزة عبر العالم بأغلفة مالية تتجاوز ملايين الدولارات و وحدات السحب الخاصة. كم هو عدد هذه المنظمات والمؤسسات المنتشرة في كافة بقاع الله وعلى أرضه ؟ وكم مؤتمرا أقاموا 'و كم قدموا من البرامج الطموحة التي لا تخطر علي بالٍ من زكاة وإطعام ونفقة ومداواة وعون ومواساة. وإن شئتَ زِدْ عليهم دولَ عدم الانحياز والأمم المتحدة والصحة العالمية ومنظمات التربية والعلوم ومؤتمر العالم الإسلامي و الرابطة وحقوق الإنسان في أوروبا وأمريكا والاتحاد الروسي والصين وجامعة الدول العربية :ذهب الكل ولم تغن الغلال . وفيما يبدو لم تكن كل هذه الهيئات إلا عناوين لما ترمز إليه وأظهرت التجربة أنها تمتلك من الثرثرة والتطبيل الكثير لكنها وقت الامتحان لا تُرْزَقُ الفعلَ النبيلَ ويتقهقر العديد منها مع الضربة الأولي وتتلوه البقية بعد قليلِ زمن وقد تُضاعفُ السرعة فتسبقه للتطبيع . أظهر طوفان الأقصى وبيَّن بما لا يدع مجالا للشكِ أن الإرادة والطموح دعامتان ما إن توفرتا تحصلُ المعجزات وإلا فكيف لمجاهدَيْن :السنوار ومحمد الضيْف وإخوانهم معهم أن يفكروا ويخططوا وينجحوا في هزيمة كيانٍ مسلَحٍ ومن ورائه أكبر قوةٍ في الأرض بل ومعه قوى الدّمارِ. 1967 دارت حربٌ بين إسرائيل والغرب من جهة والأمة العربية مجتمعة ومُخَطِطَة من جهة أخرى لكنها كانت خاطفة بل أقصر من خاطفة (ستة أيام )أقل من أيام الأسبوع و كان زمنا طويلا احتُلَتْ فيه سيناء ومرتفعات الجولان وذاقت الأمةُ مرارة الهزيمة عكسا لما نشَهدُ في غزة الأبية حيث فئة قليلة مؤمنة تصارع عالما بأكمله. قام المجاهد السنوار بإلقاء قنابل يدوية علي المعتَدين الذين غنوه قابعا تحت الأرض بينماهو فوقها يقاتل ببسالة ومقدما أنموذجا لشجاعة القائد الذي بدل ان يكون في الوسط أو المؤخرة هو في المقدمة . لقد تمثل آخرُ سلاحٍ يستعمله السنوار في العصا التي رماها في اتجاه المسيرة ما شكل درسا جديدا في الجهاد :العصا مقابل المسيرات ! لقد كانت رسالة وفتحا مبينا لإظهار أن الأمة إن أرادت النهوض والحرية يكون لها ما تريد بشرط العمل والمثابرة فلا لامعني للتوق مع تشبيك الأيدي وانتظار شراء السلاح من وراء البحر . ألا تجدون معي أن نجاح مجموعة قليلة محاصرة عن عمق ويعاديها إخوة الدم والجغرافيا فضلا عن العدو الأصلي الصهيوني هو بحق مُعجزة قد لا تتكرر وان وراء الأمر ما نعلمه . ولقد علمنا السنوار والضيف أن الإرادة جوهرُ الدفاع بل هي أول ما يوضع في ميزان معركة البحث عن النبل والكرامة والحرية وهي أقوى من الصواريخ وعينات المدافع. لم يكتف الفلسطينيون بما يردهم من أسلحة كمساعدة بل صنعوا بعبقريتهم الياسمين والشواغ وفاتح كما أنتجوا مسيرات من صنع محليٍ لقد خبروا أن الانتظار مضيعة للوقت وسفاهة ما فوقها سفاهة . أليس من العجاب اسْتقدام عديد الصهاينة وحبسهم في أماكن لم يستطع العالم الغربي اكتشافها أزيد من عامين من التصنت والقصف في جغرافيا أقل من مساحة ولاية واحدة في بعض دولنا . صحيح أن عاطفة الأحرار أيا كان مشربهم داعمة لفلسطين ولجهادها لكن العاطفة رغم أهميتها لا تكفي وقت البأساء بل لا بد من مد الغوث قدر المستطاع وفوقه وهو ما لم نلحظه مع الأسف في أمة تظن أنها حية وهي ميتة . كان ولا يزال علي الدول العربية والإسلامية أن تدعم مباشرة الإخوة في فلسطين وأن يبدأوا في تصنيع الأسلحة المحلية تأسيا بأهلنا في فلسطين واليمن . لكن بدل السعي فيه يقدم البعض المشورة للصهاينة ولآمريكا ليدمروا ما تبقي من حماس ومن كافة الكتائب حيث يعتبرونهم عبْءً عليهم (يظهرون عليهم الشمس ). ألم تشهدوا المعجزات اليومية متمثلة في صمود أهلنا في فلسطين رغم سوء الحال والجوع والدمار والموت الجماعي :ثلة قليلة تقاتل أقوي الجيوش ولوحدها تلحق بهم كل يوم خسائر تُبْكيهم . لو وجدوا منَا العزمَ و الدعم ضاعفوا خسائرَ العدو آلاف المرات ولهزموهم بإذن الله لكن تقاعسنا بل والعمل الدنيء من البعض منا ضدهم أخْوَرَ الوضع. فأين الإنسان؟ لقد صدق من قال إن الإنسان حيوان وأن العالم غابة وأستدركُ بأن غابة الحيوان أكثرُ عدلا من عالم الإنسان . الإنسان حيوان مُفترسٌ خذوها عني ولا يخرج من الوصف إلا بِتَتَبُعِ الهدْي النبوي والصراط المستقيم القاضييْن بالدفاع عن العلياء ورفض الظلم من خلال مقارعة الظالمين بالوسائل المتاحة. قلت في مقالٍ سابق إن الذي يلدُ لا يموت ومطلب الحرية يأخذ وقتا لكنه آتٍ لا محالة وأيا كانت الظروف .لا زلت عليه مُدعَما بالتاريخ. لقد أقرَ الأعداء بشجاعة أهلنا في اليمن وغزة حتى قال اترامب إن أنصار الله قومٌ لديهم الشجاعة والعزم والبسالة وحيث أقام معهم اتفاقا مُتخليا عن حليفه الاسرائلي بعد ما حميَ وطيس الصواريخ وصار مهدِدا للبوارج . الحاصل اليوم : جوع وتجويع عطش وتعطيش أمراض وأوبئة وقتل يومي بأعداد كبيرة خمسين وسبعين ...فأكثر... أي ضرر يلحق الأمة إن ضربت عن الطعام لأيام : كل يوم جمعة مثلا 'أو يوم سبت أو الثلاثاء ؟ إن متابعتنا لنفس نمط العيش والأفراح وكأن شيأ لم يحصل أمرٌ عجابٌ وأعجَبَ منه أن أمة الغرب تقيم التظاهرات كل يوم ونحن في اضطجاع ننتظر هزيمة أهلنا لنكتبها في التاريخ ونتركها للأحفاد . فيا أحرار العالم وخاصة الأمتين العربية والإسلامية :راجعوا أمركم واعملوا لغد أفضل وصنِّعوا سلاحكم بأيديكم كما يفعل الأتراك والإيرانيون وغيرهم لا تُبْقوا أنفسكم في وضع الانتظار ففيه الذُلُ والهوان . ما أمرَّ العيش الهنيء إن صاحبَه جوعُ وعطشُ وتقتيلُ الإخوة وما أبعده عن ما جاء به محمدٌ صلوات الله وسلامه عليه . المجاهدون أكبر درجة عند الله وعند الناس وعند العدو منَ الذين يعيشون الظلم لا يقدرون علي ردِ الاعتبار ولا يملكون رغبة الذود عن النفس يرون أنفسهم أعزةً وهم أصغر منه بكثير . الشهداء اليوم في الجنة يُرزقون وأسماؤهم مخلدة في تاريخ الأمجاد نُسمي عليهم الشوارع والأحياء وسيبقون قدوة إلى يوم الدين أما نحن فرغم امتلاك عناصر القوة نظن البقاء سرمديا أزليا ولكن هيهات ...


الصحراء
منذ يوم واحد
- الصحراء
غزة… جرح الإنسانية المفتوح وفضيحة الصمت العالمي
لم تعد الجرائم التي ترتكب في غزة مجرد "أحداث" أو "اشتباكات" كما يحاول الإعلام الغربي المزيّف تصويرها، بل هي جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وتجويع ممنهج، تُرتكب أمام أعين العالم بلا حياء ولا خشية من القانون أو الضمير. لقد تجاوز الاحتلال الإسرائيلي كل الخطوط الحمراء، فأطلق رصاصه وقنابله على المدنيين العزل، ودمّر البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ولم يكتفِ بذلك، بل جعل الصحفيين هدفًا مباشرًا لآلته الحربية في محاولة لطمس الحقيقة وإسكات الشهود على الجريمة. استشهاد مراسلي قناة الجزيرة وغيرهم من الصحفيين الأحرار، إنما هو جريمة حرب مكتملة الأركان، موثقة بالصوت والصورة، تنطبق عليها نصوص اتفاقيات جنيف الأربع، والمادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تُجرّم استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإعلامي أثناء النزاعات المسلحة. إن ما يحدث اليوم هو سياسة ممنهجة للتجويع والحصار، تمثل عقوبة جماعية يحظرها القانون الدولي الإنساني صراحة، وهو عمل يدخل في تعريف الإبادة الجماعية كما ورد في اتفاقية منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها لعام 1948. ومع ذلك، فإننا نشهد صمتًا عربيًا وإسلاميًا مخجلاً، وتواطؤًا غربيًا فاضحًا، بل ونفاقًا أخلاقيًا لا مثيل له، حيث تتباكى حكومات أوروبا وأمريكا على حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بحلفائها، لكنها تصم آذانها عن صراخ أطفال غزة وتغض بصرها عن أشلاء النساء والشيوخ. إن استمرار الحماية السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تمنحها واشنطن، وخاصة خلال عهد الرئيس الأمريكي الحالي، يجعلها شريكًا مباشرًا في هذه الجرائم. كما أن رئيس حكومة الاحتلال ووزراءه وقادة جيشه يتحملون المسؤولية الجنائية الكاملة، ويجب تقديمهم إلى العدالة الدولية كمجرمي حرب. نحن نطالب المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن وكل الهيئات الأممية بتحمل مسؤولياتها، وفتح ملفات المساءلة الفورية ضد الرئيس الأمريكي الحالي، وضد قادة الاحتلال، وضد كل من شارك أو حرّض أو موّل أو سهّل هذه الجرائم. كما نحمل الدول العربية والإسلامية مسؤولية تاريخية وأخلاقية عن تقاعسها، وندعوها للتحرك العاجل سياسيًا وقانونيًا واقتصاديًا لوقف الإبادة. في المقابل، نرفع القبعة لقناة الجزيرة التي تقف في خط النار لتوثيق الحقيقة، ونحيّي مواقف أحرار العالم – من ناشطين وصحفيين وأكاديميين – الذين كسروا حاجز الخوف وفضحوا جرائم الاحتلال رغم الضغوط والتهديدات. غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل امتحان للإنسانية جمعاء. ومن يصمت على قتل الأطفال وتجويع الأبرياء واستهداف الصحفيين، إنما يشارك في الجريمة بصمته. التاريخ لن يرحم… والعدالة قد تتأخر لكنها ستأتي، وسيقف القتلة وأعوانهم أمام محكمة الحقيقة، يوم لا ينفع فيه تبرير ولا ادعاء جهل. حنن عبد الله أبوبكر --- محامي