
ردود فعل دولية على نية فرنسا الاعتراف بفلسطين
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن خطوة ماكرون تمثل 'مكافأة للإرهاب' وتهديداً وجودياً لإسرائيل، وأضاف أن هذا القرار 'يوفر منصة انطلاق للقضاء على الدولة العبرية'. وتابع في بيانه: 'قد يؤدي ذلك إلى ظهور وكيل إيراني جديد يشبه ما حدث في غزة، حيث ستكون إقامة دولة فلسطينية منصة لإبادة إسرائيل وليس للعيش بسلام بجانبها'. وأكد نتانياهو أن الفلسطينيين 'لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل، بل بدلاً منها'.
من جهته، قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن أي 'دولة فلسطينية ستكون دولة لحماس'، في إشارة إلى سيطرة الحركة على قطاع غزة.
كما وصف وزير العدل ونائب رئيس الوزراء ياريف ليفين قرار ماكرون بأنه 'دعم مباشر للإرهاب' واعتبره 'وصمة عار في تاريخ فرنسا'.
بدوره، شدد وزير الدفاع إسرائيل كاتس على أن إسرائيل 'لن تسمح بإنشاء كيان فلسطيني يمس أمنها'.
وفي موقف أكثر تشدداً، اعتبر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إعلان ماكرون 'منح إسرائيل دافعاً إضافياً لضم الضفة الغربية ووضع نهاية للوهم الخطير بدولة فلسطينية إرهابية'، حسب تعبيره.
وفي السياق التشريعي، صادق الكنيست الأربعاء على نص غير ملزم يدعو الحكومة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وضمها، تماشياً مع مطالب اليمين المتطرف، وسط انتقادات لقرار ماكرون من قوى المعارضة أيضاً.
على منصة 'إكس'، اعتبر رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أن قرار ماكرون يعكس 'انهياراً أخلاقياً' وسيكون 'في مزبلة التاريخ'، بينما كتب النائب المعارض أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب 'إسرائيل بيتنا'، أن الاعتراف بدولة فلسطينية 'مكافأة للإرهاب وتشجيع لحماس، المنظمة التي نفذت أبشع مجزرة ضد اليهود منذ الهولوكوست'.
وفي رد ساخر، أعاد عميخاي شيكلي، وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، نشر مقطع فيديو يظهر السيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون تدفع زوجها بعيداً بذراعيها، وأرفقه برسالة مباشرة للرئيس الفرنسي قائلاً: 'هذا هو ردنا باسم الحكومة الإسرائيلية على اعترافكم بدولة فلسطينية'.
من جانبها، صرحت الولايات المتحدة عبر وزير الخارجية ماركو روبيو الجمعة بأنها ترفض خطة ماكرون، واصفاً القرار بأنه 'متهور'. وقال روبيو في منشور على منصة 'إكس' إن القرار 'يخدم دعاية حماس فقط ويعرقل جهود السلام'، مضيفاً أنه 'صفعة في وجه ضحايا السابع من أكتوبر'، في إشارة لهجوم الحركة الفلسطينية الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة.
ردود فعل فلسطينية وعربية وأوروبية متباينة
بدوره، رحب نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بإعلان ماكرون، وقال إن 'هذا الموقف يجسد التزام فرنسا بالقانون الدولي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة'.
من جانبها، ثمّنت حركة حماس قرار ماكرون واعتبرته 'خطوة إيجابية نحو إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم'، داعية الدول، لا سيما الأوروبية، إلى خطوات مماثلة.
وعربياً، أكدت المملكة العربية السعودية في بيان لوزارة الخارجية 'أهمية استمرار الدول في اتخاذ خطوات تساهم في تنفيذ القرارات الدولية وتعزيز الالتزام بالقانون الدولي'، بينما وصفت وزارة الخارجية الأردنية إعلان ماكرون بأنه 'اتجاه صحيح' وأكدت على 'حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته ذات السيادة'.
وفي إسبانيا، عبر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، المعروف بمعارضته للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، عن دعمه للخطوة الفرنسية، وكتب على منصة 'إكس': 'معاً يجب أن نحمي ما يحاول نتانياهو تدميره. حل الدولتين هو الحل الوحيد'.
أما ألمانيا، فتبدي موقفاً أكثر تحفظاً، معتبرة أن الاعتراف في الوقت الحالي سيكون 'إشارة سيئة'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 2 دقائق
- المغرب اليوم
سفينة "حنظلة" تصل إسرائيل بعد اعتراضها من طرف الجيش
وصلت سفينة "حنظلة" التابعة لمجموعة "أسطول الحرية"، الأحد، إلى إسرائيل بعدما اعترضها الجيش الإسرائيلي، وفقا لما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" من ميناء أسدود. وكانت السفينة في طريقها إلى غزة بهدف كسر الحصار البحري وإدخال كمية من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع قبل أن يعترضها الجيش الإسرائيلي ويحتجز أفراد طاقمها. وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان على موقعها الإلكتروني: "منعت البحرية الإسرائيلية السفينة +نافارن+ من دخول المنطقة البحرية لساحل غزة بشكل غير قانوني". وأضاف البيان أن "السفينة تشق طريقها بأمان إلى شواطئ إسرائيل. جميع الركاب بخير". وقبيل منتصف ليل السبت الأحد بالتوقيت المحلي، أظهر بث مباشر من سفينة حنظلة جنودا إسرائيليين يصعدون على متنها. وأظهرت أداة تتبع عبر الإنترنت أن السفينة كانت على بعد نحو 100 كيلومتر غرب غزة عندما تم اعتراضها. وأعلن طاقم سفينة "حنظلة" في منشور على منصة إكس، أنّه سيخوض إضرابا عن الطعام إذا اعترض الجيش الإسرائيلي السفينة واعتقل النشطاء على متنها. وكانت السفينة تحمل 19 ناشطا وصحفيَين اثنين من دول عدة، قد أبحرت من صقلية في 13 يوليو الماضي. ومن بين الموجودين على متن السفينة نائبتان فرنسيتان، هما إيما فورو وغابريال كاتالا. قد يهمك أيضــــــــــــــا


لكم
منذ 2 ساعات
- لكم
وصول مستشار ترامب إلى الجزائر في إطار جولة بالمنطقة
وصل كبير مستشاري البيت الأبيض، مسعد بولس، إلى الجزائر، الأحد، في إطار جولة له تشمل تونس وليبيا والمغرب. وكشفت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، في منشور لها على منصة 'إكس'، أن بولس، وهو أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيجري في الجزائر 'مناقشات إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الأولويات المشتركة بين البلدين'. وأرفقت السفيرة تغريدتها بصورة تجمعها مع المستشار، دون تقديم تفاصيل عن طبيعة الزيارة وأهدافها. في أبريل الماضي، أكد بولس، الذي هو أيضا صهر الرئيس الأمريكي، أنه يعتزم القيام بزيارة قريبة إلى كل من الجزائر والمغرب لبحث ملف الصحراء.


كواليس اليوم
منذ 2 ساعات
- كواليس اليوم
حصيلة الإنجازات وآفاق الريادة المغربية
عبده حقي في مثل هذه اللحظة التاريخية من سنة 1999، اعتلى الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية، حاملاً معه وعودًا وطموحات بالتحديث والانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. واليوم، بعد 26 سنة من الحكم، يقف المغرب على مفترق طرق بين تراكم الإنجازات والتحديات المتزايدة في بيئة إقليمية وعالمية مضطربة. فمن قضية الصحراء إلى التعاون الإفريقي، ومن المسارات الحقوقية إلى الريادة الرياضية، يبرز المغرب كفاعل محوري في إفريقيا والعالم العربي، رغم التوترات الجيوسياسية المستمرة مع بعض جيرانه. من أبرز معالم حكم الملك محمد السادس، التحول الجذري في مقاربة قضية الصحراء المغربية، من موقف دفاعي تقليدي إلى دبلوماسية هجومية وناعمة تعتمد على شرعية التاريخ والواقع. فقد شكلت مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب للأمم المتحدة سنة 2007، نقطة تحول حاسمة، لاقت دعم قوى دولية وازنة مثل الولايات المتحدة، فرنسا ،إسبانيا، ألمانيا، والبرتغال.. إلخ كما نجح المغرب في تعزيز سيادته الميدانية من خلال تأمين معبر الكركرات في 2020، مما فضح ضعف جبهة البوليساريو وأربك داعميها، خاصة الجزائر. لقد شهد المغرب في عهد الملك محمد السادس قفزة نوعية في بنيته الاقتصادية، خصوصًا في القطاع الصناعي والطاقي. فقد أصبحت طنجة نموذجًا للمدينة الصناعية العالمية بفضل مشروع 'طنجة ميد' الذي صار من أكبر الموانئ المتوسطية، وجذب كبريات الشركات العالمية في مجال السيارات والطيران. كما أطلق المغرب برامج للتحول الطاقي، أبرزها مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، مثل محطة نور ب'ورزازات'، التي وضعت المملكة في طليعة الدول النامية في مجال الطاقات المتجددة. لكن رغم هذه الإنجازات، ما زال التفاوت الاجتماعي قائمًا، والنموذج التنموي الجديد الذي طُرح عام 2021 يعكس وعي الدولة بضرورة تقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق عدالة مجالية أعمق. على الصعيد الحقوقي، يُحسب للملك محمد السادس فتح ملفات كانت تعتبر 'طابوهات'، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني مثل الإنصاف والمصالحة التي أعادت الاعتبار لضحايا سنوات الجمر والرصاص. كما شهد المغرب إصلاحات في مجال حقوق المرأة، وعلى رأسها ثورة في مدونة الأسرة. لم تكن الرياضة غائبة عن المشروع المجتمعي لمحمد السادس، الذي حرص على تطوير البنية التحتية الرياضية من خلال إنشاء أكاديميات احترافية أبرزها 'أكاديمية محمد السادس لكرة القدم'. وكانت قمة التوهج في مونديال قطر 2022، حين أصبح 'أسود الأطلس' أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي كأس العالم، وهو إنجاز فريد عكس التخطيط الاستراتيجي والاستثمار المتواصل في الرياضة الوطنية. من القرارات البارزة في عهد الملك محمد السادس عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، بعد عقود من الغياب بسبب قضية الصحراء. جاءت هذه العودة ضمن رؤية جديدة ترتكز على التعاون الاقتصادي جنوب-جنوب، وتوسيع النفوذ المغربي من خلال استثمارات في البنوك، الفلاحة، والصحة، إضافة إلى البعد الروحي الذي تلعبه مؤسسة 'أمير المؤمنين' في تأطير الحقل الديني بإفريقيا. ورغم توقيع المغرب لاتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل سنة 2020، ظل موقفه من القضية الفلسطينية ثابتًا من حيث الدعم السياسي والإنساني. ويترأس الملك محمد السادس لجنة القدس، مما يمنحه موقعًا خاصًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وقد أكد المغرب مرارًا رفضه للعدوان الإسرائيلي على غزة، وأرسل مساعدات إنسانية مباشرة للفلسطينيين، جامعًا بين الواقعية السياسية والموقف الأخلاقي. تتسم العلاقات المغربية الجزائرية بتوتر متصاعد، تجسد في قطع العلاقات الدبلوماسية من طرف الجزائر سنة 2021، على خلفية الدعم المتزايد للمغرب في ملف الصحراء وتزايد العزلة الإقليمية للجزائر. كما شهدت العلاقات مع تونس تدهورًا ملحوظًا، خاصة بعد استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو في قمة تيكاد، مما اعتبره المغرب موقفًا عدائيًا صريحا . كل هذه التوترات تكشف أن المشروع المغربي في المنطقة يُقابل أحيانًا بمحاولات عرقلة إقليمية تخشى الصعود المتنامي لقوة المغرب القادمة . بعد 26 سنة من حكم الملك محمد السادس، أصبح المغرب فاعلًا إقليميًا ذا مصداقية، يمتلك أدوات اقتصادية وروحية ودبلوماسية تؤهله للعب أدوار أكبر في المنطقة العربية والإفريقية. إن مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا، وتوسع البنوك المغربية في إفريقيا، وتحول الدبلوماسية المغربية إلى مدرسة براغماتية متماسكة، كلها مؤشرات دالة على أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو موقع ريادي عربي وإفريقي. لكن هذا المسار يتطلب مواصلة الإصلاحات الداخلية، وضمان المزيد من الحريات، وإشراك الشباب، واستثمار رأس المال الرمزي والتاريخي لبناء مغرب المستقبل.