logo
غزة في مهب الريج ، قرار الكابينيت والمبادرة المصرية القطرية .. إلى أين تمضي القضية ؟ بقلم : الصحفي سامح الجدي

غزة في مهب الريج ، قرار الكابينيت والمبادرة المصرية القطرية .. إلى أين تمضي القضية ؟ بقلم : الصحفي سامح الجدي

غزة في مهب الريج ، قرار الكابينيت والمبادرة المصرية القطرية .. إلى أين تمضي القضية ؟ بقلم : الصحفي سامح الجدي
في وقت تتصاعد فيه نُذر الحرب وتتعمق الجراح في الجسد الفلسطيني، أعلنت إسرائيل عبر الكابينيت (المجلس الوزاري المصغر) نيتها فرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة، بينما تشهد الساحة السياسية طرح مبادرة مصرية قطرية مشتركة، وُصفت بأنها 'الفرصة الأخيرة' لإنقاذ ما تبقّى من أمل في وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء العدوان المستمر.
هذا التوازي بين مشروع عسكري إسرائيلي توسعي ومبادرة دبلوماسية عربية يحمل دلالات شديدة الخطورة، ويطرح تساؤلًا وجوديًا: إلى أين تمضي القضية الفلسطينية؟
أولًا: قرار الكابينيت الإسرائيلي… إعادة احتلال بغلاف قانوني جديد
جاء قرار الكابينيت الإسرائيلي بعد أشهر من الحرب الدامية على غزة، ليُعلن صراحة نية الاحتلال السيطرة الأمنية الكاملة على القطاع، وربما فرض إدارة مدنية عبر أدوات محلية أو دولية تابعة له.
هذا القرار يُعيد غزة فعليًا إلى مرحلة ما قبل 2005، حين كانت قوات الاحتلال تجوب شوارعها، ويُجهض عمليًا كل مخرجات 'الانفصال الأحادي' الذي نفذته إسرائيل في ذلك العام.
أهم أبعاد القرار:• إلغاء أي شكل من الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة، حتى ولو كان محدودًا.• تحييد حركة حماس، ومحاولة القضاء على وجودها عسكريًا وسياسيًا.
• فرض ترتيبات أمنية إسرائيلية دائمة، تُضعف إمكانية الحديث عن دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
القرار لا يستهدف 'الإرهاب' كما تدّعي الرواية الرسمية الإسرائيلية، بل يندرج ضمن مشروع أكبر لقتل فكرة الدولة الفلسطينية، وتعزيز الانقسام السياسي والجغرافي بين غزة والضفة.
ثانيًا: المبادرة المصرية القطرية .. فرصة أخيرة لإنقاذ غزة والقضية
في ظل هذا المشهد المأساوي، جاءت المبادرة المصرية القطرية لتفتح نافذة أمل، رغم ضيقها. المبادرة، التي بُنيت على مشاورات عربية ودولية مكثفة، تهدف إلى وقف التصعيد الإسرائيلي، وفتح مسار سياسي فلسطيني داخلي، يضمن توحيد الصفوف وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.
أبرز بنود المبادرة: الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياء وجثامين، دفعةً واحدة، إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة تجميد استخدام حركة حماس لسلاحها، بحيث تحتفظ بالسلاح من دون استعماله، تخلي حماس عن السيطرة الإدارية على القطاع.
ما يميز هذه المبادرة هو أنها مصرية – قطرية مدعومة عربيا ودولياً، ما يضفي عليها قدرًا أكبر من التوازن والجدية. هذا التقارب العربي قد يُشكّل عنصر ضغط فعّال على كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
ثالثًا: الفلسطينيون .. بين المشروع الإسرائيلي والمبادرة العربية
لا شك أن الفرصة لا تزال قائمة، لكن الوقت ينفد بسرعة. المشروع الإسرائيلي يسير بخطى ثابتة على الأرض، بينما المبادرة المصرية القطرية لا تزال تواجه عراقيل داخلية وخارجية.
التحديات أمام الفلسطينيين:
• الانقسام العميق بين فتح وحماس، الذي يعطّل أي مشروع وطني مشترك.• انعدام الثقة بين الفصائل، واستمرار الاتهامات المتبادلة.• ضعف المؤسسات الفلسطينية، وغياب الإرادة السياسية الواضحة.
• التدخلات الإقليمية والدولية، التي تسعى أحيانًا لتكريس الانقسام.
لكن في المقابل، فإن هذه المبادرة قد تكون الفرصة الأخيرة لتوحيد الصف الوطني، وكسر المعادلة الصفرية التي فرضها الاحتلال: إما القبول بالواقع أو الفناء.
رابعًا: إلى أين تمضي القضية؟
في ظل التصعيد الإسرائيلي ومحاولاته فرض وقائع جديدة بالقوة، وفي ظل مساعٍ عربية ودولية لاحتواء الأزمة، تقف القضية الفلسطينية أمام خيارين لا ثالث لهما: الانخراط الجاد في المبادرة المصرية القطرية، وتقديم تنازلات متبادلة فلسطينية لإنهاء الانقسام. الاستمرار في الجمود والانقسام، ما يمنح إسرائيل ذريعة لتكريس احتلالها طويل الأمد لغزة والضفة على حد سواء.
إن استمرار الفصائل الفلسطينية في التمترس خلف خلافاتها يعني التخلي طواعية عن الأرض والشعب والقضية. أما اتخاذ المبادرة كمنصة للبدء من جديد، فيعني إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفتح نافذة سياسية نحو إنهاء الاحتلال.
خلاصة: هل نملك شجاعة القرار؟
ليست المبادرة المصرية القطرية حلاً سحريًا، لكنها آخر ما تبقّى من محاولات عربية جادة لانتشال الفلسطينيين من دوامة الحرب والانقسام. أما قرار الكابينيت الإسرائيلي، فهو مجرد محطة في مشروع احتلالي طويل لا يرحم الضعفاء ولا ينتظر المنقسمين.
لقد تعب العالم من انتظار الفلسطينيين ليتفقوا، وربما تعب الفلسطينيون أنفسهم. لكن رغم كل شيء، لا تزال هناك فرصة – ربما أخيرة – لقول كلمة فلسطينية واحدة: نعم للوحدة، نعم للمشروع الوطني، لا للاحتلال والانقسام.
فهل نملك الشجاعة لننقذ أنفسنا .. قبل أن يُكتب التاريخ بغير أقلامنا؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غوتيريش يحذر الاحتلال من عنف جنسي يرتكبه ضد الأسرى الفلسطينيين
غوتيريش يحذر الاحتلال من عنف جنسي يرتكبه ضد الأسرى الفلسطينيين

فلسطين اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • فلسطين اليوم

غوتيريش يحذر الاحتلال من عنف جنسي يرتكبه ضد الأسرى الفلسطينيين

فلسطين اليوم - نيويورك وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تحذيراً لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما وصفه بـ'معلومات موثوقة' حول ارتكاب قوات جيشها أعمال عنف جنسي ضد أسرى فلسطينيين. وقال غوتيريس في رسالة موجهة إلى سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون، ونشر الأخير مضمونها على منصة إكس أمس الثلاثاء: 'أنا قلق بشدة من معلومات موثوقة عن انتهاكات ارتكبتها القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية بحق فلسطينيين في عدة سجون ومركز احتجاز وقاعدة عسكرية'. وزعم دانون في المنشور أن الاتهامات لا أساس لها وقائمة على معلومات منحازة. وكانت الرسالة، المؤرخة يوم الاثنين، قد أُرسلت قبيل نشر التقرير السنوي للأمم المتحدة بشأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. وأوضح غوتيريس فيها أنه 'بسبب الرفض المتكرر للسماح لمراقبي الأمم المتحدة بالوصول، كان من الصعب تحديد أنماط واتجاهات ومنهجية العنف الجنسي بشكل قاطع'. وأضاف: 'مع ذلك، أضع القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية تحت المراقبة تمهيدا لاحتمال إدراجها في دورة التقرير القادمة، نظراً للمخاوف الكبيرة من أنماط بعض أشكال العنف الجنسي التي وثقتها الأمم المتحدة باستمرار'. ودعا غوتيريس حكومة الاحتلال إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة 'لضمان الوقف الفوري لجميع أعمال العنف الجنسي'، مؤكداً أنه يتوقع من إسرائيل أيضا 'وضع وتنفيذ التزامات محددة زمنيا'، بما في ذلك إصدار أوامر ضد العنف الجنسي والتحقيق في جميع الادعاءات الموثوقة. من جانبه، هاجم دانون رسالة غوتيريس، متهماً الأمين العام بأنه اعتمد على 'مزاعم لا أساس لها تستند إلى منشورات منحازة'، مضيفاً أنّ على الأمم المتحدة التركيز على 'جرائم الحرب المروعة التي ارتكبتها حماس، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن'، وفق زعمه، مؤكداً أن إسرائيل ستواصل 'حماية مواطنيها والعمل وفقا للقانون الدولي'.

بعد تعرضه للانتقاد ...حليلة يكسر الصمت ويكشف ملامح الخطة الانتقالية
بعد تعرضه للانتقاد ...حليلة يكسر الصمت ويكشف ملامح الخطة الانتقالية

معا الاخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • معا الاخبارية

بعد تعرضه للانتقاد ...حليلة يكسر الصمت ويكشف ملامح الخطة الانتقالية

بيت لحم معا- في ظل التساؤلات المتصاعدة حول مستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، كشف رجل الأعمال والسياسي الفلسطيني الدكتور سمير حليلة ملامح رؤية سياسية وإدارية للمرحلة الانتقالية. يشرح الدكتور سمير حليلة، الذي طرح كمرشح أمريكي لمنصب حاكم قطاع غزة في اليوم التالي، موضحا أن قرار تعيينه لم يُحسم بعد، وأنه لن يقبل بأي دور إلا بموافقة رسمية فلسطينية. جاء ذلك في مقابلة ضمن برنامج "طلة صباح" الذي يبث عبر فضائية معا وشبكة معا الاذاعية و راديو الرابعة ويقدمه الاعلامي عادل غريب حيث أوضح حليلة أن كل تحركاته تمت بالتنسيق المباشر مع القيادة الفلسطينية، بهدف استكشاف فرص تشكيل هيكل إداري وأمني ومالي لإدارة غزة بعد الحرب، بالتوافق مع الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية. تواصل مباشر مع القيادة وتنسيق إقليمي قال حليلة إنه بادر منذ البداية للتواصل المباشر مع الرئاسة الفلسطينية، بعيدًا عن الوسطاء، للتأكد من أن ما يقوم به يحظى بالغطاء السياسي الكامل. وأضاف أن تحركاته شملت محادثات مع شخصيات قيادية ومسئولين، إلى جانب التشاور مع أطراف عربية أساسية مثل مصر والسعودية، نظرًا لدورهما المحوري في الملف الغزي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي وصفها بأنها الطرف الوحيد القادر على التواصل مع جميع المعنيين، بمن فيهم إسرائيل. موقف حماس: قبول بحكومة تكنوقراط وبشأن موقف حركة حماس، أشار حليلة إلى أن الحركة أعلنت في أكثر من مناسبة استعدادها لقبول حكومة تكنوقراط تدير قطاع غزة بعد الحرب، بصرف النظر عن المسمى، سواء كان "لجنة إدارية" أو "مجلس تكنوقراط"، على أن تُمنح هذه الحكومة كامل الصلاحيات في الملفات المدنية والخدمية، بينما تبقى الملفات الأمنية بحاجة إلى ترتيبات خاصة وتفاهمات أوسع. راى حليلة ان مسمى حاكم غزة، يحمل دلالة عسكرية لا تناسب طبيعة المرحلة المقبلة, واقترح بديلًا لذلك "مجلس حكم انتقالي" يتكون من شخصيات فلسطينية تتولى المهام الإدارية ويمهد الطريق أمام انتخابات عامة أو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح أن مثل هذا المجلس سيكون محدود الصلاحيات، ويخضع للقوانين الفلسطينية، مع ضمان التنسيق الكامل مع منظمة التحرير والحكومة في رام الله صفقة شاملة لإنهاء الحرب خلال أسابيع توقع حليلة أن تشهد الأسابيع المقبلة بلورة صفقة شاملة بضغط أميركي، تنهي الحرب وتحدد مستقبل غزة، وتشمل ملفات حساسة مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي، مستقبل سلاح حماس، إعادة الإعمار، وترتيبات الإغاثة، إضافة إلى دور قوة عربية أو فلسطينية كبيرة في حفظ الأمن وقال إن الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل في هذه المرحلة كآخر طرف في سلسلة المشاورات، بعد التوصل إلى تفاهمات مع العرب والفلسطينيين وحماس التحديات السياسية وردود الفعل أقر حليلة بأن طرح اسمه في هذا السياق أثار موجة من الجدل، بين من رحب به كفرصة لإنهاء معاناة غزة. وانتقد حليلة ما وصفه بـ"شخصنة" الموضوع عبر الإعلام، مشددا على أن القضية ليست مرتبطة بالأسماء، بل بالهيكل الذي يمكن أن يحظى بقبول محلي ودولي " العمل العام في فلسطين دائمًا محفوف بالمخاطر" في ختام حديثه، قال حليلة: "من يريد أن يخدم عليه أن يكون مستعدًا لدفع الثمن". ووصف إدارة غزة في المرحلة الأولى بعد الحرب بأنها "مشروع انتحاري" نظرًا لصعوبة الظروف الأمنية والسياسية، لكنه شدد على أن الهدف النهائي هو الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية ووقف الإبادة والتهجير بحق سكان غزة. وكانت الخطوة لتعزيز تعيينه، والتي تم الكشف عنها أمس لوكالة معا قد انطلقت في وقت مبكر من يوليو/تموز 2024، في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ولكن تم تسريعها فقط بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

روبيو: الحرب ستنتهي عندما تزول حماس وسيتم تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية
روبيو: الحرب ستنتهي عندما تزول حماس وسيتم تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية

معا الاخبارية

timeمنذ 8 ساعات

  • معا الاخبارية

روبيو: الحرب ستنتهي عندما تزول حماس وسيتم تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية

بيت لحم معا- قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو صباح اليوم الأربعاء إن الإدارة الأمريكية تعمل على إعلان جماعة الإخوان المسلمين رسميا منظمة إرهابية. وأشار روبيو في مقابلة إلى أن هذه عملية قانونية طويلة ومعقدة، إذ يجب تعريف كل فرع من فروع الجماعة على حدة. وقال: "العملية في حالة الجماعة طويلة ومعقدة، إذ يجب تعريف كل فرع من فروع جماعة الإخوان المسلمين على حدة". فيما يتعلق بالحرب في غزة، قال: "ستنتهي الحرب يوم تزول حماس كتهديد عسكري. هذه هي الحقيقة التي لا يفهمها الناس". وحسب قوله، لا يمكن تحقيق السلام ما دامت حماس تسيطر على غزة. "لن يكون هناك سلام في غزة ما دامت حماس موجودة. كلما أسرع الناس في فهم هذا، أدركوا الهدف المنشود".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store