
غلاء الأسعار يُفقد العيد بهجته في سقطرى
يواجه اليمنيون عيد الفطر العاشر من عُمر الأزمة اليمنية باستياء جراء استمرار تعقيدات الأوضاع الاقتصادية شديدة السوء، التي أدت الى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية والمتطلبات المنزلية المختلفة، بما في ذلك كسوة العيد، مع قلة الدخل للأسر اليمنية، وتدني قيمة الرواتب نتيجة الانهيار المتسارع لأسعار الصرف في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا.
عدد غير قليل من أبناء جزيرة سقطرى، استقبلوا عيد الفطر هذا الموسم، بملابس قديمة، ووجوهٍ تكاد تخلو من ملامح البهجة، كون أسرهم عاجزة عن شراء ملابس جديدةٍ لهم من الأسواق التي خيم عليها ركودٌ ملحوظ في ذروة موسم التسوق.
ومع غياب البوادر اللازمة لحلحلة الظروف القائمة ومعالجة آثارها السيئة، يواجه سكان جزيرة سقطرى، الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي، معاناة معيشية مريرة، خصوصاً في مواسم المناسبات الدينية، التي يتوجب خلالها توفير الكثير من المتطلبات الأسرية الضرورية، حيث تؤدي إلى إرهاق حياة المواطن السقطري بصورة مضاعفة.
انعدام الدخل
في ظل بقاء الظروف الاقتصادية العصيبة واستمرار شحة مصادر الدخل أو انعدامها، تكافح معظم الأسر في سقطرى، وبقية المدن الواقعة تحت سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي، خلال الفترة الراهنة أكثر من أي وقت مضى، من أجل الحصول على المواد الغذائية الأساسية في هذه المناسبة المهمة من العام الجاري.
يشكو الحاج، يوسف الحمودي (50 سنة) في حديثه لموقع "المهرية نت"، من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يخيفه بشكل كبير، وخصوصاً قُبيل أو أثناء أيام العيد، الذي يتطلب منه تلبية مستلزمات كثيرة لعائلته, مع انعدام مصادر الدخل, وانهيار العملة المحلية.
ويضيف أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أجبرته على حذف الكثير من قائمة متطلبات العيد التي كان وعائلته معتادين على شرائها في أعياد السنوات السابقة، بما في ذلك "عَسَب العيد"، وهي النقود التي يسلّم بها الرجال على نساء الأسرة وأطفالها.
ويؤكد الحمودي بالقول: "الكسوة الجديدة يفرح بها الأطفال في العيد، والأسر تريد كعك وحلويات العيد، من أجل يحتفلوا مع أقاربهم وأهاليهم، قضاء أوقات العيد وإحياء جو البهجة تحتاج لهما فلوس كثيرة، لكن الدخل منعدم، والسقطري بات يكافح من أجل الحصول على اسطوانة الغاز, في ظل حكم مليشيات أبوظبي".
بينما يقول الموظف الحكومي سعد فائد، لـ"المهرية نت": " العيد يحتاج له مصاريف وفلوس كثيرة، وهذا العام لم نستطع شراء الملابس لأبنائنا، معنا أطفال كثير، والأسعار في السوق مرتفعة بشكل غير مسبوق، والغلاء في كل شيء، والحال صعب، وظروفنا لا تسمح بذلك, لنعيش مثل بقية العالم".
العيد لمن استطاع إليه
"لم أقدر في هذا العيد الايفاء بكسوة العيد لبناتي، بسبب الارتفاع الجنوني وغير المتوقع لأسعار الملابس، فلم أستطع شراء كل ما خططت لشرائه قبل الذهاب إلى التسوق"، ذلك ما قالته للـ"المهرية نت"، أم رغد (35 سنة)، وهي خارجة برفقة بناتها من أحد متاجر الملابس بمدينة "حديبو" في جزيرة سقطرى.
بعد ما يقارب ساعة وهي تتنقل من متجر إلى آخر علّها تجد فساتين لبناتها الثلاث بسعر معقول وقماش بجودة متوسطة، وجدت أم رغد الأسعار مرتفعة جداً وليس في يدها حيلة.
تضيف أم رغد: " لقد انصدمت من هول ارتفاع الاسعار, فالفستان الذي كنت أشتريه العام الماضي بـ60 ألف ريال (يمني) بات اليوم سعره 200 ألف ريال (الدولار يساوي 2330 ريالاً يمنياً)، فهناك ارتفاع غير مسبوق بأسعار الملابس والأحذية، مما يجعل العيد من استطاع اليه سبيلا".
وفي السياق يقول مطهر باكر، صاحب محل لبيع الملابس، لـ"المهرية نت" إن "الحكومة الشرعية تتحمل هذا الجمود في السوق, وليس التاجر, لأن عدم استقرار سعر صرف العملة يقع على عاتق الحكومة وعليها تحمل المسؤولية، نحن نتأثر كما المواطن, لأننا نستورد البضاعة بالدولار أو بالريال السعودي، ونضطر لرفع السعر مع ارتفاع الصرف، وهذا ينعكس سلباً على تجارتنا، حيث نعجز عن تصريف البضاعة نتيجة الجمود في السوق".
وشكّل الانهيار الاقتصادي والمعيشي في حياة المواطنين حالة من الركود وشلل الحركة السوقية بشكلٍ كبير، مما أدى إلى تراجع مستوى الإقبال على شراء مستلزمات العيد بصورة بالغة في محافظة سقطرى والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا, حيث كان العام الماضي الدولار يساوي 1640 ريالاً وقد بلغ اليوم 2330 ريالاً، ما انعكس سلباً على تدني القدرة الشرائية للمواطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
ارتفاع قيمة التداول في بورصة مسقط الأسبوع الماضي لـ 41.2 مليون ريال عماني
مسقط - سبأ: سجل المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط الأسبوع الماضي ارتفاعا، ليقترب من مستوى 4500 نقطة، مستفيدا من ارتفاع السيولة وقيام المؤسسات الاستثمارية المحلية بزيادة مشترياتها وتحسن معظم المؤشرات الاقتصادية المحلية والعالمية. وارتفع المؤشر الرئيسي الأسبوع الماضي 87 نقطة وأغلق على 4497 نقطة، مسجلًا أفضل مستوى له منذ 11 فبراير الماضي، وسجلت المؤشرات القطاعية ارتفاعات لافتة، ليصعد مؤشر قطاع الصناعة إلى مستوى 6200 نقطة مرتفعًا 203 نقاط، كما ارتفع مؤشر القطاع المالي 161 نقطة، وصعد مؤشر قطاع الخدمات إلى 1588 نقطة، مسجلًا ارتفاعا أسبوعيا بـ 23 نقطة، وسجل المؤشر الشرعي ارتفاعًا بنحو 15 نقطة مختتما التداولات الأسبوعية عند 427 نقطة. واستفادت بورصة مسقط الأسبوع الماضي من إقبال المؤسسات الاستثمارية المحلية على الشراء مستحوذة على 63.4 بالمئة من إجمالي قيمة التداول مقابل مبيعات بنسبة 54.9 بالمئة من التداولات، ودفع هذا الإقبال قيمة التداول للصعود الأسبوع الماضي إلى 41.2 مليون ريال عماني مقابل 25 مليون ريال عماني في الأسبوع الذي سبقه، وارتفعت الصفقات المنفذة من 6348 صفقة إلى 9369 صفقة مسجلة ارتفاعًا بنسبة 47 بالمئة. وشهد الأسبوع الماضي ارتفاع أسعار 49 ورقة مالية مقابل 17 ورقة مالية تراجعت أسعارها و15 ورقة مالية استقرت عند مستوياتها السابقة، وأدت الارتفاعات المسجلة إلى صعود القيمة السوقية للأوراق المالية المدرجة ببورصة مسقط بنهاية الأسبوع الماضي إلى 27 مليارا و735 مليون ريال عماني، مسجلة مكاسب أسبوعية عند 75.2 مليون ريال عماني.


يمنات الأخباري
منذ 2 ساعات
- يمنات الأخباري
اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 24 مايو/آيار 2025
يمنات متوسط أسعار الذهب في صنعاء جنيه الذهب شراء = 386,000 ريال بيع = 391,000 ريال جرام عيار 21 شراء = 48,000 ريال بيع = 50,500 ريال متوسط أسعار الذهب في عدن جنيه الذهب شراء = 1,838,200 ريال بيع = 1,971,400 ريال جرام عيار 21 شراء = 229,800 ريال بيع = 246,400 ريال تم


يمنات الأخباري
منذ 3 ساعات
- يمنات الأخباري
اسعار الصرف مقابل العملات الأجنبية السبت 24 مايو/آيار 2025
يمنات أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار صنعاء شراء = 535 ريال بيع = 537 ريال عدن شراء = 2530 ريال بيع = 2540 ريال أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي صنعاء شراء = 139.80 ريال بيع = 140.20 ريال عدن شراء = 665 ريال بيع = 666 ريال تم