logo
تقرير: كيف تُجند "المدارس الصيفية" الحوثية جيلاً جديداً في اليمن عبر التلقين الأيديولوجي؟

تقرير: كيف تُجند "المدارس الصيفية" الحوثية جيلاً جديداً في اليمن عبر التلقين الأيديولوجي؟

اليمن الآنمنذ يوم واحد

قالت (فاطمة أبو الأسرار) : "معسكرات التلقين الصيفية التابعة للحوثيين مشروع كارثي مستمر منذ عقد من الزمن؛ حيث يُعلَّم الأطفال، بدءًا من سن السابعة، شعارات الحرب، والولاء السياسي، وتمجيد الشهادة."
وقد بثّ الذراع الإعلامي للحوثيين، قناة "المسيرة"، مقطع فيديو يُظهر ما وصفته بأنه "عرض كشفي وفعاليات ختامية للمدارس الصيفية". وعلى تطبيق تليغرام، ظهرت وسوم مثل "العلم والجهاد" و"الدورات الصيفية"، في إشارة إلى هذه الأنشطة التي تُعدّ جزءاً من حملة تلقين أيديولوجي واسعة النطاق تستهدف الأطفال، وهي مستمرة منذ سنوات، إلا أنها باتت تحظى باهتمام متزايد في ظل تصاعد التهديد الذي تشكّله هذه الجماعة الإرهابية على أمن المنطقة.
ويُظهر الفيديو، الذي نُشر يوم الثلاثاء، أطفالاً صغاراً، يُقدّر أن أعمارهم بين 9 و12 عاماً، وهم يسيرون في تشكيلات منظمة حاملين صور زعيم الحوثيين.
وفي جزء آخر من المقطع، يظهر عدد من الرجال المسلحين داخل قاعة يحتفلون على ما يبدو بـ"تخرّج" الأطفال من هذه الدورات. ومن غير الواضح سبب حضور هؤلاء الرجال بأسلحتهم، من بنادق كلاشنيكوف وغيرها، إذ لا يبدو أنهم جنود، بل يُرجَّح أنهم من مؤيدي الجماعة أو آباء الأطفال المشاركين.
وفي مشهدٍ آخر، تظهر في الخلفية صورة للراحل (حسن نصر الله)، زعيم ميليشيا حزب الله، بينما يُشاهد في مشاهد أخرى أطفال يحملون الأعلام الفلسطينية.
وفي مقطع نُشر يوم الأربعاء، أعلن الحوثيون أن 6,000 شخص من محافظة حجة قد تخرجوا من دورة "طوفان الأقصى"، وهو الاسم الذي أطلقته حركة حماس على مجزرة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وقد صُوّر هذا الفيديو في مديرية كُشر الجبلية شمال غرب صنعاء، واستخدمت له وسوم مثل "#لستم_وحدكم" و"#معركة_الفتح_الواعد_والجهاد_المقدس".
ويظهر في هذا الفيديو رجال بالغون، يبدو أن العديد منهم في نهاية الثلاثينيات من العمر. وتبدو مظاهر الفقر المدقع واضحة في لقطات الأطفال والرجال على حد سواء، الذين يُدفعون للالتحاق بخدمة الحوثيين. كما يبرز تصاعد تقديس زعيم الجماعة بشكل لافت، حيث تُعرض صوره على الشاحنات، ويُجبر الأطفال على تبجيله.
و من الواضح أن هذه الحركة تسعى إلى تلقين شامل وإحكام السيطرة الأيديولوجية على كل من يقع في نطاق نفوذها.
• معسكرات الحوثيين للأطفال وسيلة لتجنيد الجنود الأطفال
في عام 2021، أشارت شبكة "دويتشه فيله" (DW) الألمانية إلى أن "تجنيد الأطفال في النزاع المسلح يُعد من أكثر الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تم توثيقها خلال الحرب الأهلية في اليمن". وقد ركز التقرير على طفل يبلغ من العمر 15 عامًا انخرط في أحد معسكرات التدريب الحوثية خلال العطلة الصيفية.
وقد تلقى هذا الطفل تدريبًا على القتال ضد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية آنذاك. وكان ذلك في فترة سابقة قبل أن تتّسع طموحات الحوثيين الإقليمية، التي باتت لاحقًا تشمل استهداف حركة التجارة في البحر الأحمر ومهاجمة إسرائيل. وأشارت DW إلى أن المعلمين الدينيين في المعسكرات غرَسوا في الأطفال أيديولوجيا تصف الحرب بأنها "مهمة مقدسة" أو "جهاد"، وأقنعوهم بأنهم يقاتلون دفاعًا عن الوطن، وأن الله يبارك قتالهم ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وتُقام هذه المعسكرات الصيفية للأطفال بشكلٍ سنوي تقريبًا في شهري أبريل/ نيسان ومايو/ آيار، أي في فصل الربيع أكثر من الصيف. وقد أفادت تقارير في عام 2024 بأن (عبدالملك الحوثي) قد أشاد بهذه المعسكرات في خطاب ألقاه في أبريل/ نيسان من العام الماضي. ويُعتقد أن مئات الآلاف من الأطفال والمراهقين دون سن 18 يشاركون في هذه المعسكرات كل عام، وبعضهم يشارك فيها أكثر من مرة.
وفي يونيو/ حزيران 2024، وثق معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط (MEMRI) حفل تخرّج لـ4,000 طالب من 16 مدرسة، حيث عرض الفتية مهارات قتالية شملت تدريبات على إطلاق النار الوهمي واستعراضات عسكرية. كما رفع الطلاب العلمين اليمني والفلسطيني إلى جانب شعارات مثل: "قاطعوا المنتجات الأمريكية والإسرائيلية" و"غزة، لستِ وحدك".
وأضاف التقرير أن الموقع الرسمي لحركة "أنصار الله" الحوثية قال عن الفعالية:
"العرض الذي قدمه طلاب الدورات الصيفية يجسد حقيقة أن الجيل القادم قادمٌ بسلاح المعرفة، وهوية الإيمان، وثقافة قرآنية."
و في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أشارت الباحثة فاطمة ابو الأسرار إلى أن:
"معسكرات التلقين الصيفية التابعة للحوثيين مشروع كارثي مستمر منذ عقدٍ من الزمن. يُلقَّن فيها الصبية، بدءًا من سن السابعة، شعارات الحرب، والولاء السياسي، وتمجيد الشهادة. و قد تم تشكيل جيلٍ جديد وفق أيديولوجيا خطيرة ترفض السلام، و تعتبر كارثة حقيقية في اليمن."
وأشارت ابو الأسرار إلى مقاطع الفيديو الأخيرة التي بثتها قناة المسيرة، والتي تُظهر الأطفال وهم يسيرون في طوابير منظمة. وأضافت:
"المشاهد مأخوذة مباشرة من إعلام الحوثيين. تم إعدادها بعناية، وتنفيذها بطريقة مسرحية، وبُثّت اليوم كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى إظهار القوة ضمن محور إيران الإقليمي. إنها محاولة لمنح الجماعة شرعية أيديولوجية وزعامة ضمن ما يُسمى بمحور المقاومة."
كما تابعت بالقول:
"لقد شاهدت الكثير خلال سنوات الصراع في اليمن، لكن ما رأيته الآن مُقلق للغاية. حفل التخرّج الذي أقامه الحوثيون لمعسكرهم الصيفي للتلقين، متمثل في صفوف من الصبية يرتدون الزي العسكري، يهتفون، يحملون صور (قاسم سليماني)، ويتعهدون بتحرير غزة. هذه هي الطريقة التي تُعدّ بها وكلاء إيران الجيل القادم."

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحوثي يعين خبير من حزب الله رئيساً لطيران اليمنية في صنعاء ..!!
الحوثي يعين خبير من حزب الله رئيساً لطيران اليمنية في صنعاء ..!!

اليمن الآن

timeمنذ 14 دقائق

  • اليمن الآن

الحوثي يعين خبير من حزب الله رئيساً لطيران اليمنية في صنعاء ..!!

دعا مراقبون الى الاسراع لانقاذ الناقل الوطني _ شركة الخطوط الجوية اليمنية _ في صنعاء ، بعد أن قام الحوثي بالسيطرة على مقر شركة طيران اليمنية في صنعاء وتعيين شخص في حزب الله رئيساً لمجلس الادارة ،، وحذر المراقبون من قيام هذا الشخص باصدار قرارات خطيرة وتدميرية قد تقضي على الشركة ومقدراتها وسمعتها وتاريخها وحتى اصولها ومصالحها واوضح المراقبون ان من اخطر قرارات مايسمى بالرئيس المعين من الحوثيين لشركة اليمنية المدعو خليل الجحفلي _ قيامه بالغاء العديد من الاتفاقيات والعقود القانونية التي بين اليمنية والشركات والمؤسسات الاخرى بصورة مزاجية دون مراعاة مصالح الشركة وسمعتها والتزاماتها القانونية وهو مايضر اضرارا مباشرا بمصالح الشركة المباشرة وغير المباشرة وبمايخالف النظام والقانون ٠٠ واضاف المراقبون: ان الجحفلي الذي ينتمي الى حزب الله اصبح خطرا على اليمنية ويجب انقاذ الشركة من عبثه وجهله وان تصفية حسابات مع قيادات سابقة وحالية ومع كوادر مؤهلة على حساب الشركة التي ينبغي ان يقودها كابتن طيار مؤهل وكفؤ وان جحاف الذي كان يعمل لدى حزب الله كاداري مبيعات _ اثبت فشلا ذريعا ماليا واداريا وفنيا وان كثير من اصحاب المؤهلات والخبرات والكفاءة العالية اصبحوا مرقدين في بيوتهم ومهمشين وهذا مايعد اكبر خسارة للشركة العريقة الذي يقودها الجحفلي بصنعاء نحو الانهيار والدمار ٠ لمتابعة حسابات العرش نيوز والتواصل معنا على التواصل الاجتماعي اضغط في الرابط التالي ⬅️ هنا غرِّد شارك انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط

وقفة مسلحة في جبل الشرق بذمار للبراءة من الخونة
وقفة مسلحة في جبل الشرق بذمار للبراءة من الخونة

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 31 دقائق

  • 26 سبتمبر نيت

وقفة مسلحة في جبل الشرق بذمار للبراءة من الخونة

نظمت قبائل رُبع الحد والقارة في مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، اليوم، وقفة قبلية مسلحة حاشدة، إعلاناً للبرائة من الخونة والعُملاء، ونُصرةً للشعب الفلسطيني، تحت شعار 'لا أمن للكيان .. وغزة والأقصى تحت العدوان'. وردّدَ المُشاركون، في الوقفة، بحضور قيادات تنفيذية وتعبوية، ووجاهات قبلية، وشخصيات اجتماعية، الهتافات المُعبّرة عن ثبات موقف الجهاد والدعم والإسناد للشعب الفلسطيني، والمُندّدة بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني أمام مرأى ومسمع المُجتمع الدولي. وأعلنوا البراءة من الخونة والعُملاء، والإستنفار والجهوزية العالية لمواجهة العدوان الإسرائيلي. وأكدوا أنَّ كل من يخدم أمريكا وإسرائيل في العدوان على اليمن مهدور الدم ومقطوع من الصحب والقرابة والقبيلة، وأنّه لا حمى ولا جوار له، مُطالبين بتنفيذ قانون الخيانة العظمى، وتطبيق الأحكام القانونية. فيما جدّدَ بيان صادر عن الوقفة، البيعة والوفاء والولاء لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والعهد بعدم الإكتفاء ببيانات الإدانة والتنديد تجاه الإساءات المُتكررة للرسول الكريم وجرائم تدنيس المسجد الأقصى المبارك ، وإنّما باتخاذ خطوات جهادية عملية. وأكد أنَّ الكيان الصهيوني المُجرم ، لن ينعم بالسلام، ولن يهنأ بالعيش، طالما والإحتلال والعدوان والحصار جاثم على غزة وفلسطين. وأعلن البيان ، الإستعداد الكامل لخوض معركة 'الفتح الموعود والجهاد المُقدس'، ورفد جبهات القتال، ومعسكرات التدريب بقوافل الدعم والإسناد بالمال والرجال. وخاطب الإخوة الفلسطينيين بالقول :'اصبروا وصابروا ورابطوا، فأنتم تجاهدون في سبيل الله، ولن يضيع الله صبركم وجهادكم؛ بل سيمن عليكم بالنصر القريب بإذنه تعالى ونحن معكم، ولن نترككم فجراحكم جراحنا، ودمكم دمنا، وأطفالكم أطفالنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم المحتوم نصرنا، وما النصر إلا من عند الله'.

بوليتيكو: 'إسرائيل تشعر بالخطر بعد صمت واشنطن حيال الصواريخ اليمنية'
بوليتيكو: 'إسرائيل تشعر بالخطر بعد صمت واشنطن حيال الصواريخ اليمنية'

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 31 دقائق

  • 26 سبتمبر نيت

بوليتيكو: 'إسرائيل تشعر بالخطر بعد صمت واشنطن حيال الصواريخ اليمنية'

نشرت مجلة 'بوليتيكو' الأمريكية تقريرًا مطولًا تناول 'تداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اليمن، مؤكدة أن الاتفاق، رغم صموده من الناحية الميدانية، لم يشمل وقف الهجمات الصاروخية اليمنية على كيان العدو الإسرائيلي، الحليف الأبرز لواشنطن في الشرق الأوسط'. وأشارت المجلة إلى أن 'اليمنيين أطلقوا، مساء الخميس، صاروخًا باليستيًا جديدًا باتجاه الأراضي المحتلة، في سادس محاولة هجومية خلال أسبوع واحد فقط'. وبحسب بوليتيكو، تكشف هذه الهجمات المتواصلة كيف تم استبعاد 'إسرائيل' من اتفاق وقف إطلاق النار، في سابقة اعتبرها مراقبون أمريكيون وإسرائيليون تعبيرًا صريحًا عن تراجع الأولوية الإسرائيلية في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، الأمر الذي قد يضع إدارة ترامب تحت ضغوط إضافية إذا ما استمرت هجمات أنصار الله في التصاعد. ونقلت المجلة عن مسؤول سابق في إدارة ترامب، عمل على ملفات الشرق الأوسط، قوله إن 'إسرائيل ليست بمنأى عن سياسة أمريكا أولاً'، وأضاف أن 'المفاوضات كانت قائمة على هذا المبدأ، وبالتالي لم يكن من ضمن شروطها حماية أمن 'إسرائيل' من ضربات اليمنيين'. وفي سياق متصل، أشارت المجلة أن منظمات صهيونية أبدت انزعاجها من استبعاد كيان العدو من الاتفاق، حيث صرح بليز ميسزال، من المعهد اليهودي للأمن القومي، بأن ما جرى يعكس وجود خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل'. لكن مصادر داخل إدارة ترامب، شملت مسؤولين سابقين وحاليين، دافعت عن الاتفاق، وقالت للمجلة إن الإدارة رأت أن 'اليمنيين لن يوقفوا الهجمات على 'إسرائيل'، سواء تضمّن الاتفاق ذلك أم لا، وفضلت وقف استنزاف الموارد العسكرية الأمريكية في صراع لا نهاية له، معتبرة أن تحويل الموارد نحو معالجة الأسباب الجذرية للهجمات أكثر جدوى، بما في ذلك السعي إلى تهدئة شاملة في غزة'. وذكرت المجلة أن اليمنيين علّقوا هجماتهم الصاروخية لفترة قصيرة خلال وقف إطلاق النار بين 'إسرائيل' وحماس في يناير، لكنهم استأنفوا عملياتهم في مارس/آذار، بالتزامن مع عودة العدو إلى تكثيف عدوانه على قطاع غزة. وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب للمجلة إن 'اليمنيين سيواصلون ضرباتهم لتأكيد حضورهم في محور المقاومة ضد إسرائيل'، مضيفًا أن 'كل المحاولات العسكرية لإسكاتهم خلال السنوات العشر الماضية فشلت'. وتوقعت المجلة، نقلاً عن محللين أمريكيين، أن يؤدي استمرار الهجمات إلى تعزيز مكانة اليمن، سواء من حيث الهيبة العسكرية أو القدرة على استقطاب دعم شعبي وميداني جديد. وفي تعليق من جون ألترمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أكد أن اليمنيين لا يُظهرون فقط قدرتهم على تحدي الولايات المتحدة وكيان العدو الاسرائيلي، بل أيضًا على مواصلة الضغط عبر الميدان رغم التحالفات المعادية، مضيفًا أن هذا يمنحهم ما وصفه بـ'مصداقية هائلة'. وبحسب مراقبين، فإن الإشارة العلنية إلى تجاهل الموقف الإسرائيلي في اتفاق وقف إطلاق النار، تكشف عن مرحلة جديدة من التراجع الاستراتيجي الذي يعانيه كيان العدو، في ظل تقدم محور المقاومة عسكريًا وسياسيًا، من غزة إلى صنعاء

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store