
من البحر إلى السجون.. قصة الصيادين اليمنيين في ظل العدوان
الحديدة - سبأ : جميل القشم
في كل فجر، يبحر الصياد اليمني محملاً بأمل العودة بما يسد رمق أطفاله، لكن البحر لم يعد وحده التحدي، بل أصبح العدو السعودي ومرتزقته كابوسا يلاحقهم في مياه البحر الأحمر.
سبعة صيادين عادوا قبل يومين إلى الصليف بمحافظة الحديدة، بعد أربعة أشهر من الأسر والتعذيب في سجون العدو، حيث تحول رزقهم إلى تهمة، وقواربهم إلى ساحة استجواب تحت سياط القهر والتجويع.
لم يكن في حسبان الصيادين أن يكون مصيرهم السجن، حين أبحروا بقواربهم بحثا عن قوت يومهم، لكن عطلا في المحرك وموجة عاتية جرفتهم بعيدا، لتترصدهم دوريات العدو السعودي وتقتادهم إلى جزيرة فرسان، حيث تعرضوا لاستجوابات قاسية قبل نقلهم إلى سجون جيزان، التي اختبرت فيها أجسادهم كل صنوف القهر.
يقول أحد الصيادين العائدين: "لم نكن نحمل سوى شباكنا وبعض الأسماك التي اصطدناها، لكنهم عاملونا كأننا مجرمون.. ضربونا، جوعونا، وأجبرونا على النوم على الأرض الباردة لأيام طويلة، بلا غطاء ولا دواء."
وتحدث صياد آخر عن لحظات الرعب التي عاشها في سجون العدو: "كانوا يربطون أعيننا ويحققون معنا يوميا.. يهددوننا بالموت إذا عدنا للصيد، أحد السجانين قال لنا: البحر ليس لكم، لا تعودوا إليه، لكننا لن نستطيع العيش بدونه.. إنه مصدر رزقنا الوحيد."
محافظ الحديدة عبد الله عطيفي وصف ما جرى بـ"الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات الوحشية التي تمارس بحق الصيادين".. مبينا أن العدو السعودي لم يكتف باختطاف الصيادين، بل دأب منذ العام 2015 على استهدافهم بشكل ممنهج، حيث قصف قواربهم في عرض البحر وقتل وجرح المئات منهم في غارات مباشرة فضلا عن الحصار البحري الذي حرم الآلاف من مصادر رزقهم.
وأكد أن استمرار هذه الجرائم لن يثني أبناء تهامة عن الصمود، لكنها تكشف الوجه الحقيقي للإرهاب السعودي بحق الشعب اليمني، ولعل استهداف الصيادين أبرز مثال على قبح وإفلاس هذا العدو.
بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر حسين العطاس، أن العدوان جعل من البحر مقبرة للصيادين، إما بالملاحقات والاختطافات أو بالقصف والاستهداف المباشر.
وأوضح أن مئات الصيادين فقدوا أو قتلوا دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا تجاه هذه الانتهاكات المتكررة بحقهم.. مؤكدا أن مأساة اختطافهم لم تقتصر على الدوريات السعودية، بل تمتد إلى مرتزقتها الإريتريين الذين يطاردون الصيادين في المياه اليمنية، ويحتجزونهم في سجون سرية.
وطالب العطاس، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإدانة هذه الجرائم ووقف الاستهداف الممنهج الذي يهدد قطاع الصيد البحري في اليمن.
عاد الصيادون إلى ديارهم في ليلة العيد، لكن العيد لم يكن سعيدا، عادوا بأجساد منهكة، وقلوب تفيض بالأسى على واقع باتت فيه البحث عن لقمة العيش مغامرة قد لا يعود منها أحد.
ما حدث لهؤلاء الصيادين السبعة ليس حادثة عابرة، بل فصل آخر من مسلسل الانتهاكات بحق الصيادين اليمنيين، الذين يواجهون الموت، إما غرقا في البحر، أو اختناقا في زنازين العدو، ليبقى السؤال: إلى متى سيظل الصيادون وقواربهم أهدافا للعدوان وإلى متى ستظل هذه الانتهاكات تطالهم؟
وبحسب آخر تقرير نشرته الهيئة العامة للمصائد السمكية في العام 2023م، فقد تكبد القطاع السمكي في البحر الأحمر خسائر تجاوزت 12 مليارا و649 مليون دولار منذ بدء العدوان، منها تسعة ملايين و451 ألف دولار جراء القصف والتدمير الممنهج للبنية التحتية، وستة ملايين و270 ألف دولار خسائر في قوارب ومعدات الصيد.
كما تسببت القيود المفروضة من قبل العدوان في توقف الإنتاج السمكي بخسائر بلغت ثلاثة مليارات و610 ملايين دولار، فيما بلغت خسائر توقف المشاريع الاستثمارية قرابة ملياري دولار.
وأسفر القصف والاستهداف المباشر عن استشهاد 273 صيادا وإصابة 214 آخرين، بالإضافة إلى تدمير 295 قارب صيد، منها 225 في الحديدة و70 في ميدي بمحافظة حجة، كما تعرض أكثر من ألفي صياد للاختطاف، وتمت القرصنة على 173 قاربا.
أمام هذه الأرقام يبقى المجتمع الدولي صامتا، متجاهلا ما يتعرض له الصيادون اليمنيون من جرائم وانتهاكات جسيمة، فيما يواصل أبناء الساحل التهامي مقاومتهم لكل محاولات تجويعهم، مؤكدين أن البحر سيظل لهم، رغم القهر والموت المتربص بهم في كل موجة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
القبض على متهمين في قضية احتيال بقيمة 150 ألف دولار على تاجر في عدن
أعلنت الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن عن ضبط متهمين في قضية نصب واحتيال استهدفت تاجر مواد غذائية بمبلغ 150 ألف دولار أمريكي. وأفادت مصادر أمنية أن المتهمين أوهموا التاجر بأنهم ممثلون لإحدى المنظمات الإغاثية، وطلبوا منه توفير 5500 سلة غذائية دون دفع قيمتها، مستغلين صفته التجارية لتنفيذ عملية الاحتيال. وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهمين (ل. م. ن. ق)، 46 عامًا، و(م. ف. غ. ع)، 34 عامًا، فيما لا يزال البحث جارياً عن المتهم الثالث (س. م. ن. ق)، 40 عامًا، الذي تم تسجيله كفار من وجه العدالة. وأكدت شرطة عدن استمرار التحقيقات في القضية تمهيدًا لإحالة المتهمين إلى النيابة العامة واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
الأجهزة الأمنية في عدن تطيح بعصابة احتالت على تاجر بـ150 ألف دولار
تمكنت الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن من القبض على اثنين من المتهمين في قضية احتيال كبرى استهدفت أحد التجار المحليين، بعد أن أوهموه بصفقة وهمية باسم منظمة إغاثية، استولوا من خلالها على بضائع بقيمة 150 ألف دولار أمريكي. ووفقًا للمصادر الأمنية، فإن الضحية، وهو مواطن يدعى (م. ح. ب)، ويبلغ من العمر 31 عامًا، ويعمل في مجال تجارة المواد الغذائية، تقدم ببلاغ رسمي يفيد بتعرضه لعملية نصب محكمة، بعد أن تواصل معه ثلاثة أشخاص مدعين أنهم ممثلون لإحدى المنظمات الإغاثية العاملة في البلاد. وأوضح التاجر في إفادته أن الجناة طلبوا منه توفير 5500 سلة غذائية، مدّعين أن الصفقة جزء من مشروع إغاثي واسع النطاق. وبعد أن وفّر الكمية المطلوبة بقيمة مالية ضخمة بلغت 150 ألف دولار، قام المتهمون باستلام السلال دون دفع أي مبالغ مالية، ثم تواروا عن الأنظار. وفي تحرك سريع، تمكّنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على اثنين من المتورطين، وهما (ل. م. ن. ق)، 46 عامًا، و(م. ف. غ. ع)، 34 عامًا، ويعملان في القطاع الخاص، بينما لا يزال البحث جاريًا عن المتهم الثالث (س. م. ن. ق)، البالغ من العمر 40 عامًا، والذي تم تصنيفه كفار من وجه العدالة. وأكدت الجهات الأمنية أن التحقيقات لا تزال جارية لاستكمال ملف القضية، تمهيدًا لإحالة المتهمين إلى النيابة العامة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
القبض على متهمَين بالنصب على تاجر بـ150 ألف دولار في عدن.. والبحث جارٍ عن ثالث
القت الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن القبض على شخصين بتهمة الاحتيال على أحد التجار والاستيلاء على بضائع بقيمة 150 ألف دولار أمريكي، مستغلين صفة مزعومة بالانتماء إلى منظمة إغاثية. وبحسب بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية من المواطن (م. ح. ب)، البالغ من العمر 31 عامًا ويعمل في القطاع الخاص، فقد تعرّض لعملية نصب من قبل ثلاثة أشخاص أوهموه بأنهم يمثلون إحدى المنظمات الإنسانية، وطلبوا منه توفير 5500 سلة غذائية. وبناءً على الاتفاق، قام التاجر بتأمين الكمية المطلوبة من المواد الغذائية، إلا أن المتهمين استلموا السلال دون دفع قيمتها. ووفقًا لبيان صادر عن الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهمين (ل. م. ن. ق)، 46 عامًا، و(م. ف. غ. ع)، 34 عامًا، وكلاهما يعمل في القطاع الخاص. فيما لا يزال المتهم الثالث، (س. م. ن. ق)، البالغ من العمر 40 عامًا، فارًا من وجه العدالة، وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها للقبض عليه. وتواصل الشرطة استكمال التحقيقات مع المتهمين تمهيدًا لإحالتهما إلى النيابة العامة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم