logo
إنتصار فريدرش ميرتس غير الحاسم في الانتخابات الألمانية ومُصادفة الـ 0.03%

إنتصار فريدرش ميرتس غير الحاسم في الانتخابات الألمانية ومُصادفة الـ 0.03%

عمون٠٩-٠٣-٢٠٢٥

حصلت تكتّل المُحافظين في ألمانيا بقيادة فريدرش ميرتس على نسبة 28.5% من مجموع أصوات الناخبين المُشاركين و قد ألقى فريدرش ميرتس مساء يوم الأحد 23.02.2025 خطاب النّصر في هذه الانتخابات و أعلن أنّ نتيجة الانتخابات هي انتصار لتكتّل المُحافظين ( و المكوّن من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي يرئسه فريدرش ميرتس و شريكه البافاري :حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي) وقد أعلن فريدرش ميرتس خلال هذا الخطاب أنّ نتيجة الإنتخابات هي تفويض واضح من الشّعب الألماني له و لتكتّله الحزبي من أجل تشكيل حكومة و من أجل أن يكون هو المُستشار الألماني خلال السنوات الأربعة القادمة و الحقيقة الواضحة للمُتابعين للمشهد السياسي و الاجتماعي في ألمانيا أنّ هذا التفويض و هذا النّصر الانتخابي ليس بتلك الدّرجة العالية من الوضوح و القوّة التي عبّرت عنها نبرة فريدرش ميرتس المُتفائلة في خطاب النّصر الانتخابي وهذه الحقيقة يدركها فريدرش ميرتس جيّداً.
ويعرف المتابعون لوضع ألمانيا أنّ إنتصار فريدرش ميرتس و تكتله الحزبي في هذه الاتخابات لم يكن كبيراً و حاسماً بل أنّ بعض المُراقبين قد وصفوا هذا الانتصار بأنّه "إنتصار بيروسي" و هذا المُصطلح " النصر البيروسي" هو تعبيرٌ مُستخدمٌ في الثقافة الأوروبيّة و يُشير هذا المُصطلح إلى إنتصار الملك بيروس الإبيري على الدّولة الرومانيّة عام 279 قبل الميلاد حيث أنّه إنتصر على الجيش الروماني في معركة أسكولوم و لكنّه خسر في هذه المعركة أغلب جيشه فلم يستطع المُتابعة بشكل قوي في حملته ضد الدولة الرومانية و كان في نهاية المطاف مثل "المُنْبتِّ التي لا أرضاً قطع و لا ظهراً أبقى" , النصر البيروسي باختصار هو ذلك النصر الذي لا يُمكن البناء عليه و المتابعة الحثيثة بعده ..
و مع ذلك ذلك فإنّ وضع فريدرش ميرتس بعد الانتخابات الألمانية هو أفضل قليلاً من وضع " النصر البيروسي" و قد ساعدته في ذلك المُصادفة الانتخابية كثيراً و هذه المُصادفة التي "أنقذت" فريدرش ميرتس و تَكتّله الحزبي يُمكن تسميتها مُصادفة ال 0.0003 أو مُصادفة ال 13400 صوتاً, فبالرغم من أنّ تكتّل المُحافظين الذي يقوده فريدرش ميرتس قد حصل على 14,158,430 صوت فإنّ هنالك فقط 13400 ( ثلاثة عشر الفاً و أربعمائة) صوت قد ساعدته كثيراً بشكل غير مباشر ( و سلبي : أي بسبب عدم مشاركتها في الانتخاب) و هذا الرقم يُشكل نسبة ضئيلة جداً هي 0.0003 ( أي 0.03%) من مجموع أصوات الناخبين المُشاركين و هذه الأصوات هي الأصوات التي كان حزب تجمّع سارة فاغن كنشت اليساري بحاجة لها ( و لم يحصل عليها ) من أجل إجتياز عتبة الـ 5% من مجموع أصوات الناخبين المُشاركين و هذه العتبة هي حسب قانون الانتخاب الألماني شرط دخول أي حزب للبرلمان ( البُنْدِستاج) وشرط تقاسم مقاعد البُنْدِستاج مع الأحزاب الناجحة الأخرى ( و يُستثنى من قاعدة عتبة الـ 5% فقط أحزاب الأقليّات الوطنيّة و يوجد حزب وحيد في ألمانيا حالياً يتمتّع بهذه الصّفة الإستثنائيّة و هو حزب الأقليّة الوطنيّة الدينماركية في ولاية شليسفيغ هولشتاين ), لقد حصل حزب تجمّع سارة فاغن كنشت على مجموع 2,468,670 صوت وهذا المجموع يشكل نسبة 4.972% من مجموع أصوات الناخبين المُشاركين و كان هذه التكتّل السياسي بحاجة فقط إلى 13400 صوتاً ليتّخطّى عتبة ال 5% و لو حصل ذلك لكان فريدرش ميرتس الان في وضع صعب جداً في محاولة تشكيل إئتلاف حكومي و ذلك لأنّ تخطّي حزب سارة فاغن كنشت عتبة ال 5% كان سيعني مُباشرة حصول حزبها على 34 مقعداً من أصل 630 مقعد هي مجموع مقاعد البندستاج و بذلك كان تكتل فريدرش ميرتس سيحصل فقط على 197 مقعداً بدل 208 و كان أيضاً الحزب الألماني الاجتماعي الديمقراطي ( حزب المُستشار أولاف شولز) سيحصل فقط على 114 مقعداً بدل 120 مقعداً و بهذه الحالة كان سيكون من غير الممكن لفريدرش ميرتس تشكيل تحالف حكومي مع الحزب الاجتماعي الديمقراطي لوحده ( حيث أن مجموع أصوات الحزبين كان سيكون فقط 311 و هذا الرقم أقل من ال 315 صوت و التي هي أغلبية النصف البرلمانية التي تحتاجها الحكومة ليتم الاعتراف بها و قبولها برلمانياً) و هذا الوضع كان سيُجبر فريدرش ميرتس على التفاوض مع حزب الخضر كحزب إضافي ضمن الائتلاف الحكومي و هذا الخيار الإئتلافي هو بداية مرفوض من شريك فريدرش ميرتس البافاري ( الإتحاد الإجتماعي المسيحي) و هو أيضا غير مقبول شعبياً عند أغلب الناخبين الذين انتخبوا تكتّل المُحافظين.
حقيقة أنّ النسبة التي حصل عليها تكتّل المُحافظين هي فقط 28.5% و هذه النسبة يعتبرها معظم المراقبين أقل مما كانت ترجوهُ هذه الأحزاب ليست الحقيقة الوحيدة التي تُثبت أنّ انتصار فريدرش ميرتس لم يكن قوياً و حاسماً فهنالك حقيقة اضافية مهمة في هذا السياق و هي أنّ الحزب الذي حصل على المرتبة الثانية في هذه الانتخابات هو حزب البديل من أجل ألمانيا و هو حزب أقصى اليمين و الذي يتبنى سياسة شعبوية مُتطرفة و مُعادية للجالية المُسلمة و للجاليات الأجنبية بشكل عام وللاجئين, فَحُصول هذا الحزب على 20.8% من مجموع أصوات الناخبين و على 152 مقعد في البندستاج يُشير الى فشل أحزاب المُحافظين في كبح جِماح حزب أقصى اليمين بل إنّ الدراسات الاحصائية تُشير الى أنّ تكتّل المُحافظين قد خسرعدداً كبيراً من الأصوات لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا .. هذه الخسارة تشكل بحد ذاتها تحدّي للحكومة الألمانية القادمة لأنّ حزب أقصى اليمين سَيُصعّد من دعايته العاطفية الشعبوية ضد قرارات و إجرائات الحكومة القادمة بقيادة فريدرش ميرتس ..
ستكون الحكومة الألمانية القادمة و التي ستَتشكّل بناء على هذا النصر الانتخابي غير الحاسم مضطرة للتعامل مع عدد كبير من الإشكاليات و الصعوبات و المتناقضات الاجتماعية و السياسية و التي كشفتها نتائج هذه الانتخابات و من أهم هذه الاشكاليات هي حالة الاستقطاب بين شرق و غرب ألمانيا فجميع الولايات الشرقية و التي كانت تاريخياً جزءاً من جمهورية ألمانيا الديمقراطية ( و التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي) قد صوتت بأغلبية واضحة ( بين 35 الى 40%) لحزب البديل من أجل ألمانيا ..
و ضمن المتناقضات التي وضّحتها نتائج هذه الانتخابات هي حقيقة أنّ الطبقة العاملة و أيضاً الطبقة الفقيرة بشكل عام قد صوّتَ جزءٌ كبير منها لحزب أقصى اليمين ( أي حزب البديل من أجل ألمانيا) مع أنّ هذه الفئة الاجتماعية كانت تصوت تاريخياً بأغلبية كبيرة لحزب يسار الوسط ( الحزب الإجتماعي الديمقراطي) و قد قابل النجاح الإنتخابي الكبير نسبياً لحزب أقصى اليمين صعود ملحوظ (و مُفاجئ للمُراقبين) لحزب أقصى اليسار و الذي حصل على 64 مقعداً في البندستاج و حصل أيضاً على المرتبة الأولى في برلين بنسبة 19.9% مقابل 18.3% حصل عليها تكتّل المُحافظين بقيادة فريدرش ميرتس..غير أنّ التحدّي الأكبر لحكومة فريدرش ميرتس يبقى نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا و حصوله على 152 في البندستاج حيث أنّ هذه النتيجة تُبيّن خطورة و مدى تأثير الدعاية الشعبوية و العاطفية على الكثير من الناخبين الألمان و هذا بشكل عام سيجعل من الصعب على الحكومة القادمة على أن تُغلّبَ صوت المنطق دائماً, فكُلّ قرار واقعي و متوسّط ( و خصوصاً في سياق قوانين التجنيس و الهجرة) سيُواجه بِدعاية يمينية عاطفية و قد يؤدي ذلك تدريجياً إلى أن تخسر أحزاب المُحافظين و أحزاب الوسط أكثر لصالح أقصى اليمين في الانتخابات القادمة...
و مع ذلك فإنّ الكثير من الألمان في الطبقة المتوسطة و المثقفين بشكل عام يعتبرون أنّ نتيجة الانتخابات الألمانية لم تكن سيئة كثيراً..و أنّها أخف الضررين فقد كان الكثير من الوسطيين في ألمانيا متخوفين من "انتصار" أكبر لحزب أقصى اليمين..
و لعلّ هذه النتيجة ستكون دافع لكثير من الناشطين الألمان من أجل العمل بشكل جاد لنشر الوعي السياسي و الاجتماعي و مُجابهة الدعاية اليمنية الشعبوية المبنية على مبدأ تخويف الناس و إثارة عواطفهم من دون أي فهم حقيقى للواقع السياسي و الاقتصادي العالمي ..
قد تكون الحكومة الألمانية القادمة مُعتدلة نوعاً ما و لكن هذا لا ينفي حقيقة أنّها ستكون حكومة مُحافظة تنتمي في غالبيتها إلى يمين الوسط ولن تكون كل قراراتها بخصوص الهجرة و الأجانب والتجنيس مُتوسّطة و مُعتدلة و عادلة و لكن سياستها ستكون أقل ضرراً على اللاجئين و الجاليات الأجنبية من سياسة أحزاب أقصى اليمين في ألمانيا و أروبا...

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا...
وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا...

جهينة نيوز

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • جهينة نيوز

وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا...

تاريخ النشر : 2025-05-19 - 01:13 pm في تلك اللحظة التي يعلو الباطل ويتضخم حتى يكاد يملأ المحيط، تأتي ظروف الزمان بتصاريف عجيبة، وهنا تقف مستغربا هل لكل هذا من نهاية، الظلم مخيف وعواقبه اكثر إخافة، وما يتعرض له الناس في فلسطين، كل فلسطين منذ حوالي القرن ونيف شيء عجيب، يفوق قدرة الناس على التحمل، جوع وقتل وتشريد وخيام وقنابل خارقة للتحصينات تنزل على اجساد النساء والأطفال والمدنيين العزل، وصمت مريب يكاد يأخذ بالعقول. وصمود اسطوري يكاد يذهب بالعقول. كيف استطاع هؤلاء الصمود إلى الأن، في وقت يلقي فيه هذا الجندي المدجج بألة الحرب والدعم النفسي واللوجستي والفضائي والطيران والمدرعات، نفسه من شرفة طابق حتى لا يلاقي هذا المقاوم المدافع عن شرفه وارضه، والذي من الممكن ان يكون ببنطال رياضة وزنوبا وبطن خاوية، مقاييس لا يتقبلها العقل ولا المنطق. هؤلاء الذين علوا في الأرض علوا كبيرا، ووصلوا ان يفرضوا على حكام الأرض ما يريدون، سواء كان حقا او باطلا، امرا مقبولا ام مرفوضا، اخلاقيا ام غير اخلاقي، يتوافق مع القوانين ام لا، بلا حرج ولا تكلف ولا خاطر لأي أحد فيهم، بل يكاد الأمر أن يكون مفروضا. ولكن هل يدرك هذا الخبيث الجبان ان سنن الله ماضية، واقداره محتومة، وان هذا العلو اذا لم يحسنوا فيه لأنفسهم، فإن مصيرهم هو التتبير والزوال والدمار، اول مراتب المقاومة الرفض لهذا الواقع، والعمل على تغييره، والصمود والصبر على المقاومة، حتى الشهادة او النصر، هل صدق عمر المختار رحمه الله في القول هنا، نحن لا نستسلم، ننتصر او نموت، يبدو ذلك جليا هنا، هذه الفئة صامدة برغم ما أصابها، محتسبة امرها، متوجهة إلى ربها، لا يضرها من خذلها، ويبدو لي ان مع العسر سيكون يسرا، بل يجب أن يكون مع العسر يسرا، فهذا امر إلهي لا يقدر احد على إيقافه او منعه. عندما تصبر هذه الفئة المظلومة على ما أصابها وتحتسب أمرها، تبدأ المواقف بالتفكك، وحتى الصلب منها يتفتت تحت هذه المطارق، فمع كل قتل هناك مطرقة، تضرب تلك الرؤوس الظالمة في العمق من مواقفها وأفكارها، ومع كل مجزرة وطفل وامرأة وصرخة وألم وجوع، وقتل للضعيف والمريض والنساء والأطفال، تتعدد المطارق بعدد المصائب، فتفك بهذه الرؤوس، يا إلهي كيف تصبح صخرة الصمود مطرقة لرؤوس الظالمين، وسبب في تصدع مواقفهم وأرائهم. هل لذلك بدأت بعض الضمائر تصحو، اليوم يخرج علينا المستشار الألماني فريدرش ميرتس، وديفيد لامي وزير خارجية بريطانيا، وجوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي لينتقد تجويع المدنيين، والإيطالي والفرنسي والإسباني، هل استيقظت الدماء الزرقاء اخيرا، على وقع هذا الصمود اوالقتل غير المبرر، ام هل بدأت تكلفة رعاية هذا الكيان المجرم المارق ترتفع، وهذه الأصوات تهمس بالحقيقة، هؤلاء الذين صمتوا دهورا طويلة على هذا الظلم، بل كانوا من المبررين الداعمين وما زالوا، ولكن هذه الهمسة في العرف التاريخي والإجتماعي لها مدلولات كبيرة. هي بداية امر ما قد يقصر وقد يطول، ولكنها البداية، لم يكن احد يجرؤ على هذا القول حتى في خياله من الساسة، وكانت زلة واحدة كفيلة بنهاية حياته السياسية، وهذا المجنون في البيت الابيض، عجوز احمق الخطى يسير وفق عنجهية وتكبر وازدراء وصلف عجيب، وهو خلط الأوراق والأعداء والأصدقاء، حتى لقد ضج منه القريب والبعيد، وتخرج الأصوات في الكيان تنادي بضرورة إيجاد السبل والوسائل للسيطرة والتحكم به، فهو غير متوقع نهائيا، وقد يأتي بأي فعل تكون له عواقب وخيمة على هذا الكيان. هل هذا هو الصديق الجاهل، الذي يريد ان ينفعك فيهبدك بحجر تعجل نهايتك لأن ذبابة ازعجتك وانت نائم، طبعا من يستقرىء الاحداث وتتابعها، يدرك ان في الأفق شيئا يقترب، فهذه الإرهاصات تتجمع وتصبح تيارا يضع هذه الفئة وهذا الكيان الخبيث في اطار معين، ويصرف لهم صفات معينة، ويرفع عنهم الكثير من الدعم المعنوي والإنساني والقانوني والدولي، وهو بحسب معطياته مرشح للصمود، ولكن السؤال إلى متى؟ هل هذا هو التتبير الذي تكلم عنه الله في كتابه، لا شك أن يومهم آت، هو آت لا محالة، ولكن كل نهاية لها مقدمات تعجلها او تأخرها، الظروف في بداية القرن كانت تتجمع في مصلحتهم في كل شيء، حتى عندما دخل العثمانيون الحرب مع الألمان، وحتى عندما أستدان السلطان من الغرب الأموال، في الإقتصاد والسياسة، في الحرب والسلم، في التحالفات والمعاهدات كان كل شيء يسير في مصلحتهم. والأن أرى ان الأمور تتغير بشكل كبير، نعم هناك خسائر كبيرة تكاد تفطر قلب الواحد منّا، ولكن هل نسينا ما قامت به الحربين العالميتين، وحجم الدمار والقتل، البعض يشير إلى أنهم أي جماعة الكيان كانت لهم يد في هذه الحرب، وأقول ربما، الحرب مائدة الجبناء والقتلة وتجار الحروب والضمائر، هؤلاء الذين يقتاتون على دماء الأطفال الأبرياء، والنساء والعجزة، هؤلاء لا يهتمون من هو المنتصر، هم فقط يريدون للحرب أن تستمر، لأن هذا هو مكسبهم الحقيقي، ولو كان يدفع بدماء الأبرياء. إرهاصات المرحلة القادمة يكتبها الإنقسام الذي يكبر يوما بعد يوم في الكيان، ويكتبها موقف غربي يتشكل بهدوء ولكنه يكبر ويقوى ويرتفع صوته، ولكن أين الموقف العربي الرسمي والشعبي، هل يعاني إحباطا وعجزا وضيق في الأفق، حقيقة أدرك أن تحرك البعض محدود والأخر معدوم والثالث متواطىء، ولكن هل نستطيع ان نرمي الجميع عن قوس واحدة، فهناك من يتبنى فلسطين قضية ويجعل كل منبر له فرصة ليعرض قضيتها، ويستغل كل ظرف ليخفف من معاناتها. نعم كلنا مقصرون، ولكن المنصف يدرك هذا الذي يحاول من ذلك الذي يحفر تحتها، ذلك الذي في قلبه مرض ايضا معروف، ولكننا بحاجة إلى قليل من الإنصاف، ولكن ما أن تتهيء الظروف والتي أرى أنها أقتربت اليوم أكثر من اي زمن مضى، فهذا الحجم من التضحيات والإخلاص لن يذهب سدى، وهذا ما أرى، أن النهاية باتت اليوم أقرب. ابراهيم ابو حويله ... تابعو جهينة نيوز على

وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا...
وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا...

الانباط اليومية

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الانباط اليومية

وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا...

الأنباط - في تلك اللحظة التي يعلو الباطل ويتضخم حتى يكاد يملأ المحيط، تأتي ظروف الزمان بتصاريف عجيبة، وهنا تقف مستغربا هل لكل هذا من نهاية، الظلم مخيف وعواقبه اكثر إخافة، وما يتعرض له الناس في فلسطين، كل فلسطين منذ حوالي القرن ونيف شيء عجيب، يفوق قدرة الناس على التحمل، جوع وقتل وتشريد وخيام وقنابل خارقة للتحصينات تنزل على اجساد النساء والأطفال والمدنيين العزل، وصمت مريب يكاد يأخذ بالعقول. وصمود اسطوري يكاد يذهب بالعقول. كيف استطاع هؤلاء الصمود إلى الأن، في وقت يلقي فيه هذا الجندي المدجج بألة الحرب والدعم النفسي واللوجستي والفضائي والطيران والمدرعات، نفسه من شرفة طابق حتى لا يلاقي هذا المقاوم المدافع عن شرفه وارضه، والذي من الممكن ان يكون ببنطال رياضة وزنوبا وبطن خاوية، مقاييس لا يتقبلها العقل ولا المنطق. هؤلاء الذين علوا في الأرض علوا كبيرا، ووصلوا ان يفرضوا على حكام الأرض ما يريدون، سواء كان حقا او باطلا، امرا مقبولا ام مرفوضا، اخلاقيا ام غير اخلاقي، يتوافق مع القوانين ام لا، بلا حرج ولا تكلف ولا خاطر لأي أحد فيهم، بل يكاد الأمر أن يكون مفروضا. ولكن هل يدرك هذا الخبيث الجبان ان سنن الله ماضية، واقداره محتومة، وان هذا العلو اذا لم يحسنوا فيه لأنفسهم، فإن مصيرهم هو التتبير والزوال والدمار، اول مراتب المقاومة الرفض لهذا الواقع، والعمل على تغييره، والصمود والصبر على المقاومة، حتى الشهادة او النصر، هل صدق عمر المختار رحمه الله في القول هنا، نحن لا نستسلم، ننتصر او نموت، يبدو ذلك جليا هنا، هذه الفئة صامدة برغم ما أصابها، محتسبة امرها، متوجهة إلى ربها، لا يضرها من خذلها، ويبدو لي ان مع العسر سيكون يسرا، بل يجب أن يكون مع العسر يسرا، فهذا امر إلهي لا يقدر احد على إيقافه او منعه. عندما تصبر هذه الفئة المظلومة على ما أصابها وتحتسب أمرها، تبدأ المواقف بالتفكك، وحتى الصلب منها يتفتت تحت هذه المطارق، فمع كل قتل هناك مطرقة، تضرب تلك الرؤوس الظالمة في العمق من مواقفها وأفكارها، ومع كل مجزرة وطفل وامرأة وصرخة وألم وجوع، وقتل للضعيف والمريض والنساء والأطفال، تتعدد المطارق بعدد المصائب، فتفك بهذه الرؤوس، يا إلهي كيف تصبح صخرة الصمود مطرقة لرؤوس الظالمين، وسبب في تصدع مواقفهم وأرائهم. هل لذلك بدأت بعض الضمائر تصحو، اليوم يخرج علينا المستشار الألماني فريدرش ميرتس، وديفيد لامي وزير خارجية بريطانيا، وجوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي لينتقد تجويع المدنيين، والإيطالي والفرنسي والإسباني، هل استيقظت الدماء الزرقاء اخيرا، على وقع هذا الصمود اوالقتل غير المبرر، ام هل بدأت تكلفة رعاية هذا الكيان المجرم المارق ترتفع، وهذه الأصوات تهمس بالحقيقة، هؤلاء الذين صمتوا دهورا طويلة على هذا الظلم، بل كانوا من المبررين الداعمين وما زالوا، ولكن هذه الهمسة في العرف التاريخي والإجتماعي لها مدلولات كبيرة. هي بداية امر ما قد يقصر وقد يطول، ولكنها البداية، لم يكن احد يجرؤ على هذا القول حتى في خياله من الساسة، وكانت زلة واحدة كفيلة بنهاية حياته السياسية، وهذا المجنون في البيت الابيض، عجوز احمق الخطى يسير وفق عنجهية وتكبر وازدراء وصلف عجيب، وهو خلط الأوراق والأعداء والأصدقاء، حتى لقد ضج منه القريب والبعيد، وتخرج الأصوات في الكيان تنادي بضرورة إيجاد السبل والوسائل للسيطرة والتحكم به، فهو غير متوقع نهائيا، وقد يأتي بأي فعل تكون له عواقب وخيمة على هذا الكيان. هل هذا هو الصديق الجاهل، الذي يريد ان ينفعك فيهبدك بحجر تعجل نهايتك لأن ذبابة ازعجتك وانت نائم، طبعا من يستقرىء الاحداث وتتابعها، يدرك ان في الأفق شيئا يقترب، فهذه الإرهاصات تتجمع وتصبح تيارا يضع هذه الفئة وهذا الكيان الخبيث في اطار معين، ويصرف لهم صفات معينة، ويرفع عنهم الكثير من الدعم المعنوي والإنساني والقانوني والدولي، وهو بحسب معطياته مرشح للصمود، ولكن السؤال إلى متى؟ هل هذا هو التتبير الذي تكلم عنه الله في كتابه، لا شك أن يومهم آت، هو آت لا محالة، ولكن كل نهاية لها مقدمات تعجلها او تأخرها، الظروف في بداية القرن كانت تتجمع في مصلحتهم في كل شيء، حتى عندما دخل العثمانيون الحرب مع الألمان، وحتى عندما أستدان السلطان من الغرب الأموال، في الإقتصاد والسياسة، في الحرب والسلم، في التحالفات والمعاهدات كان كل شيء يسير في مصلحتهم. والأن أرى ان الأمور تتغير بشكل كبير، نعم هناك خسائر كبيرة تكاد تفطر قلب الواحد منّا، ولكن هل نسينا ما قامت به الحربين العالميتين، وحجم الدمار والقتل، البعض يشير إلى أنهم أي جماعة الكيان كانت لهم يد في هذه الحرب، وأقول ربما، الحرب مائدة الجبناء والقتلة وتجار الحروب والضمائر، هؤلاء الذين يقتاتون على دماء الأطفال الأبرياء، والنساء والعجزة، هؤلاء لا يهتمون من هو المنتصر، هم فقط يريدون للحرب أن تستمر، لأن هذا هو مكسبهم الحقيقي، ولو كان يدفع بدماء الأبرياء. إرهاصات المرحلة القادمة يكتبها الإنقسام الذي يكبر يوما بعد يوم في الكيان، ويكتبها موقف غربي يتشكل بهدوء ولكنه يكبر ويقوى ويرتفع صوته، ولكن أين الموقف العربي الرسمي والشعبي، هل يعاني إحباطا وعجزا وضيق في الأفق، حقيقة أدرك أن تحرك البعض محدود والأخر معدوم والثالث متواطىء، ولكن هل نستطيع ان نرمي الجميع عن قوس واحدة، فهناك من يتبنى فلسطين قضية ويجعل كل منبر له فرصة ليعرض قضيتها، ويستغل كل ظرف ليخفف من معاناتها. نعم كلنا مقصرون، ولكن المنصف يدرك هذا الذي يحاول من ذلك الذي يحفر تحتها، ذلك الذي في قلبه مرض ايضا معروف، ولكننا بحاجة إلى قليل من الإنصاف، ولكن ما أن تتهيء الظروف والتي أرى أنها أقتربت اليوم أكثر من اي زمن مضى، فهذا الحجم من التضحيات والإخلاص لن يذهب سدى، وهذا ما أرى، أن النهاية باتت اليوم أقرب.

ميلوني عن علاقتها بترامب: لا أعالج القادة نفسيًا!
ميلوني عن علاقتها بترامب: لا أعالج القادة نفسيًا!

جفرا نيوز

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • جفرا نيوز

ميلوني عن علاقتها بترامب: لا أعالج القادة نفسيًا!

جفرا نيوز - ابتسمت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، عندما طُلب منها تقديم نصيحة للمستشار الألماني فريدريش ميرتس قبل زيارته الأولى للبيت الأبيض، مشيرة بروح الدعابة إلى أنها ليست "طبيبة نفسية'. وقالت ميلوني مازحة، وهي تضحك على السؤال الذي طرح يوم السبت عقب لقائها مع ميرتس: "لا أشعر بالضرورة بأنني مؤهلة للعمل كطبيبة نفسية للقادة الدوليين'. وأضافت أن المستشار الألماني "سياسي يتمتع بخبرة كبيرة'. ومع ذلك، يُنظر إلى الزعيمة الإيطالية اليمينية في بعض الأحيان على أنها "مروضة ترامب' الأوروبية، حيث تتمتع بعلاقة جيدة مع الرئيس الأميركي. ومنذ فوز الأخير في الانتخابات خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التقى الاثنان 4 مرات. واجتمعت ميلوني وميرتس لأكثر من ساعة في قصر تشيجي، المقر الرسمي لرئيسة الوزراء في روما. ويقوم زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني حاليا بسلسلة من الزيارات الافتتاحية في جميع أنحاء أوروبا. كما أعلن ميرتس عن خطط للسفر إلى واشنطن قريبا للقاء ترامب، على الرغم من عدم تحديد موعد بعد. وأشارت ميلوني إلى أن ترامب شخص يدافع عن المصالح الأميركية ويحترم السياسيين الذين يدافعون عن مصالحهم الوطنية. وقالت: "أعتقد أن كل واحد منا يجب أن يوضح أولا ما هي مصالحنا الوطنية. أنا متأكدة من أن فريدريش ميرتس سيفعل ذلك'. ويتواجد ميرتس في روما لحضور تنصيب البابا الجديد ليو الرابع عشر، الذي سيقام، اليوم الأحد، في ساحة القديس بطرس. كما سيحضر الحفل نائب المستشار لارس كلينجبيل من الحزب الديمقراطي الاجتماعي. وكان الكاردينال السابق روبرت فرنسيس بريفوست من الولايات المتحدة قد انتخب في 8 مايو (أيار) خلفا للبابا الراحل فرنسيس، ليصبح أول رجل دين أميركي يتولى قيادة 1.4 مليار كاثوليكي في جميع أنحاء العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store