logo
جولات «صمود» الدولية والإقليمية.. حراك مدني يُقلق سلطة بورتسودان

جولات «صمود» الدولية والإقليمية.. حراك مدني يُقلق سلطة بورتسودان

في ظلّ حرب مدمرة طال أمدها بالسودان، برز تحالف «صمود» كأحد أبرز الفاعلين المدنيين الساعين إلى حشد دعم سياسي لإنهاء الأزمة.
هذا التحالف الذي يحاول إعادة الاعتبار للمسار الديمقراطي لوقف النزاع عبر جولات إقليمية ودولية نشطة، أثار حفيظة سلطة بورتسودان، التي رأت فيها تحدّيًا لشرعيتها.
وفي هذا الإطار كشف الناطق الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية «صمود»، بكري الجاك، تفاصيل خارطة الجولات الإقليمية والدولية التي يقوم بها التحالف، بهدف استعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي.
وقال الجاك في حديث لـ«العين الإخبارية»: «أكملنا في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية (صمود)، جولة في جنوب أفريقيا، التقى فيها وفد صمود برئاسة د. عبد الله حمدوك، رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وقيادة التحالف الحاكم، حيث التقى الوفد المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الشيوعي الجنوب أفريقي».
وأضاف أنهم في تحالف «صمود» تمكنوا أيضًا من عقد لقاءات مع العديد من الفاعلين الإقليميين على هامش أسبوع «مو إبراهيم» للحوكمة، الذي نظمته مؤسسة مو إبراهيم (تجمع قادة وسياسيين ورجال أعمال وممثلين عن المجتمع المدني)، مؤكدًا استمرارية هذه الجولات الخارجية لتشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا.
وطبقًا لبيان صادر عن «صمود» اطّلعت عليه «العين الإخبارية»، استعرض وفد «صمود» خلال لقائه مع رئيس جنوب أفريقيا تطورات الأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 تسببت في كارثة إنسانية تُعد الأكبر عالميًا، بحسب الأمم المتحدة.
ودعا الوفدُ الرئيسَ رامافوزا إلى استثمار ثقل بلاده السياسي والإقليمي في دعم جهود السلام واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي.
ونقل البيان عن الرئيس الجنوب أفريقي تعبيره عن اهتمام بلاده العميق بالوضع في السودان، مشيرًا إلى التزامه بالتواصل مع الأطراف المعنية للمساهمة في وقف الحرب والمشاركة في جهود إعادة الإعمار.
بورتسودان تُدين وتُهدد
لقاء وفد «صمود» بالرئيس الجنوب أفريقي، أثار غضب الجيش السوداني، مما دفع وزارة خارجية السلطة في بورتسودان إلى إصدار بيان رسمي استنكرت فيه استقبال دولة جنوب أفريقيا لوفد «صمود» والسماح له بعقد لقاءات رسمية مع الحكومة الجنوب أفريقية.
وقالت الخارجية في بيانها إن «حكومة السودان ترفض أي تعامل من الدول الأفريقية مع هذه المجموعة المعزولة وفتح منابر لها»، مضيفة أنها «ستُقيّم علاقاتها بهذه الدول في ضوء دعمها للشرعية الوطنية والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في معركة الكرامة».
وضم وفد «صمود»، إلى جانب عبد الله حمدوك رئيس التحالف، رئيسَ الحركة الشعبية لتحرير السودان «التيار الثوري» ياسر عرمان، ورئيسَ المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، والمتحدثَ الرسمي باسم «صمود» بكري الجاك.
استهجان لبيان الخارجية
في المقابل، سخر تحالف «صمود» من بيان وزارة الخارجية، وأبدى رئيس التحالف عبد الله حمدوك اندهاشه، خلال لقاء مع الجالية السودانية في بريتوريا بجنوب أفريقيا، من الجرأة ولغة التهديد التي تضمنها بيان الوزارة تجاه دولة كبيرة مثل جنوب أفريقيا، قائلًا: «إن مثل هذا السلوك لا يحل أزمة السودان».
أما القيادي في تحالف «صمود» جعفر حسن، فكتب على صفحته الشخصية في «فيس بوك» معلّقًا على بيان الخارجية: «لم يكن مدهشًا لنا، بيان وزارة خارجية سلطة الأمر الواقع في بورتسودان وعويلهم الصارخ على التحركات الدبلوماسية لتحالف «صمود» في دفع المحيطين الإقليمي والدولي في اتجاه إسناد جهود وقف حرب العبث، التي قتلت وشردت ملايين السودانيين والسودانيات، وأحطت من كرامة شعبنا».
وأضاف: «نؤكد أن أي تقييم يصدر ضد «صمود» وجهدها المستمر لوقف الحرب، من الذين أخرجتهم لبلادنا أحشاءُ الظلمات وعهود الاستبداد، لا نكترث له كثيرًا. فاقدو البوصلة الأخلاقية لا يخرج منهم سوى ضلال أثيم، لن يثنينا عن جادة الطريق نحو جهود السلام، وإنهاء الحروب، وبناء سودان الحرية والعدالة والسلام».
مؤشرات نجاح
وبحسب مراقبين في السودان، فإن استهلال وفد «صمود» لجولاته الخارجية بدولة جنوب أفريقيا، يُعد مؤشرًا على نجاح مساعي التحالف في إحداث اختراقات مهمة لدى المجتمع الإقليمي، فيما يتعلق بضرورة حشد الدعم السياسي اللازم لإنهاء الحرب في السودان.
وأوضح المحلل السياسي والكاتب الصحفي السوداني أحمد خليل لـ«العين الإخبارية» أن حكومة جنوب أفريقيا تُعد فاعلًا مهمًا في الملف السوداني، كونها عضوًا في مجلس السلم والأمن الأفريقي، وبلدًا مؤثرًا على مستوى القارة، مؤكدًا أهمية دورها في دعم جهود السلام والانتقال المدني في السودان.
وقال خليل إن تطور الحرب في السودان وتمددها يومًا بعد يوم، جعلا الصوت المدني الداعي لإيقافها يبدو وكأنه ضعيف وغير مسموع، إلا أنه عاد وأكد على الجهود المُضنية التي ظل يبذلها تحالف «صمود» في مسار الدعوة لإيقاف الحرب، رغم حملات التشويه الممنهجة التي ظل يتعرض لها التحالف منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
وأضاف: «يبدو أن تحالف «صمود» قرر أن يرمي بثقله في مضمار التشبيك مع المواقف الإقليمية والدولية لحل الأزمة السودانية»، لافتًا إلى طبيعة الوفد الذي يزور جنوب أفريقيا حاليًا، قائلًا: «هذا وفد لـ«صمود» من العيار الثقيل»، في إشارة إلى الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها أعضاء الوفد في التنوير بحيثيات الأزمة السودانية، فضلًا عن تمتعهم بعلاقات دولية مهمة تُسهم في تجسير سُبل التواصل مع الفاعلين الدوليين والإقليميين، على حد قوله.
aXA6IDM3LjQ0LjIxNi4xMTUg
جزيرة ام اند امز
GB

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دولة عربية تترأس الدورة الـ68 للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية
دولة عربية تترأس الدورة الـ68 للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سبوتنيك بالعربية

دولة عربية تترأس الدورة الـ68 للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية

دولة عربية تترأس الدورة الـ68 للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية دولة عربية تترأس الدورة الـ68 للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية سبوتنيك عربي انتخبت دولة المغرب، في العاصمة النمساوية فيينا، بالتزكية، لرئاسة الدورة الثامنة والستين للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية (COPUOS)، وذلك بدعم... 26.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-26T09:45+0000 2025-06-26T09:45+0000 2025-06-26T09:45+0000 أخبار المغرب اليوم الأخبار أخبار العالم الآن العالم العربي وسيتولى الرئاسة المغربية، مدير المركز الملكي المغربي للاستشعار البعدي الفضائي، رفيق أكرم، الذي انتخب بدعم بالإجماع من قبل المجموعة الأفريقية على رأس أعمال هذه الدورة، التي تستمر حتى 2 يوليو/ تموز المقبل.وخلال فترة ولايتها، ستركز الرئاسة المغربية على تقريب وجهات نظر مختلف الوفود من أجل تعزيز التوافق الضروري للمصادقة على التقرير النهائي لهذه الدورة.وبالموازاة مع أعمال اللجنة، تنظم بعثة المغرب في فيينا، اليوم الخميس، بالمشاركة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA)، حدثا موازيا تحت شعار "الاحتفاء بتطور قطاع الفضاء الإفريقي.. نحو قطاع فضائي عالمي مستدام وشامل".وكان شريف صدقي، رئيس وكالة الفضاء المصرية، ترأس الأسبوع الماضي، اللجنة السابعة والستين المعنية باستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية.ونقلت بوابة "أخبار اليوم" أن صدقي ترأس كذلك الجلسة المسائية لمؤتمر الأمم المتحدة الأول الخاص بالأنشطة القمرية المستدامة، حيث افتتح المؤتمر، أرتي هولا مايني، مدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، بحضور شخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم.جاءت الجلسة تحت عنوان "الأنشطة القمرية المستقبلية، الاقتراحات والتصورات"، وخلالها شدد صدقي على ضرورة الحوكمة وتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات الدولية في مجال تكنولوجيا الفضاء وما يمثله من أفاق التنمية المستدامة خاصة مع كم الاستثمارات الباهظة الموضوعة في استكشافات القمر.ناقش المؤتمر كذلك جلب فوائد الفضاء للبشرية، والطرق الممكنة للتنسيق العالمي لضمان استغلال الأنشطة القمرية المستدامة لفائدة البشرية، وتحديد سبل التنسيق العالمي كشرط أساسي للأنشطة المستدامة في المستقبل، كما سلط الضوء على دور لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية في التعامل مع قضايا مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة والتكنولوجيا واستكشاف الفضاء.وأصدر المؤتمر بيانا أشاد بمشاركة رؤساء وكالات الفضاء والخبراء العلميين والقانونيين وأصحاب المصلحة المعنيين من القطاعين العام والخاص في مناقشة سبل التنسيق العالمي لضمان استخدام الأنشطة القمرية المستدامة في المستقبل لصالح البشرية.وأعلنت مصر، في فبراير/ شباط الماضي، أنها نجحت في استقبال أول صورة من البيانات التي تم التقاطها من القمر التجريبي "نكس سات-1"، وذلك في إطار سعيها لتوطين تكنولوجيا وصناعة الفضاء وبناء القدرات والبنية التحتية في هذا القطاع.وقال وزير التعليم العالي المصري الدكتور أيمن عاشور، إن إطلاق القمر الصناعي جاء وفقًا للتعاقد المُبرم بين الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء وشركة BST الألمانية. أخبار المغرب اليوم سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي أخبار المغرب اليوم, الأخبار, أخبار العالم الآن, العالم العربي

جولات «صمود» الدولية والإقليمية.. حراك مدني يُقلق سلطة بورتسودان
جولات «صمود» الدولية والإقليمية.. حراك مدني يُقلق سلطة بورتسودان

العين الإخبارية

timeمنذ 4 ساعات

  • العين الإخبارية

جولات «صمود» الدولية والإقليمية.. حراك مدني يُقلق سلطة بورتسودان

في ظلّ حرب مدمرة طال أمدها بالسودان، برز تحالف «صمود» كأحد أبرز الفاعلين المدنيين الساعين إلى حشد دعم سياسي لإنهاء الأزمة. هذا التحالف الذي يحاول إعادة الاعتبار للمسار الديمقراطي لوقف النزاع عبر جولات إقليمية ودولية نشطة، أثار حفيظة سلطة بورتسودان، التي رأت فيها تحدّيًا لشرعيتها. وفي هذا الإطار كشف الناطق الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية «صمود»، بكري الجاك، تفاصيل خارطة الجولات الإقليمية والدولية التي يقوم بها التحالف، بهدف استعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي. وقال الجاك في حديث لـ«العين الإخبارية»: «أكملنا في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية (صمود)، جولة في جنوب أفريقيا، التقى فيها وفد صمود برئاسة د. عبد الله حمدوك، رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وقيادة التحالف الحاكم، حيث التقى الوفد المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الشيوعي الجنوب أفريقي». وأضاف أنهم في تحالف «صمود» تمكنوا أيضًا من عقد لقاءات مع العديد من الفاعلين الإقليميين على هامش أسبوع «مو إبراهيم» للحوكمة، الذي نظمته مؤسسة مو إبراهيم (تجمع قادة وسياسيين ورجال أعمال وممثلين عن المجتمع المدني)، مؤكدًا استمرارية هذه الجولات الخارجية لتشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا. وطبقًا لبيان صادر عن «صمود» اطّلعت عليه «العين الإخبارية»، استعرض وفد «صمود» خلال لقائه مع رئيس جنوب أفريقيا تطورات الأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 تسببت في كارثة إنسانية تُعد الأكبر عالميًا، بحسب الأمم المتحدة. ودعا الوفدُ الرئيسَ رامافوزا إلى استثمار ثقل بلاده السياسي والإقليمي في دعم جهود السلام واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي. ونقل البيان عن الرئيس الجنوب أفريقي تعبيره عن اهتمام بلاده العميق بالوضع في السودان، مشيرًا إلى التزامه بالتواصل مع الأطراف المعنية للمساهمة في وقف الحرب والمشاركة في جهود إعادة الإعمار. بورتسودان تُدين وتُهدد لقاء وفد «صمود» بالرئيس الجنوب أفريقي، أثار غضب الجيش السوداني، مما دفع وزارة خارجية السلطة في بورتسودان إلى إصدار بيان رسمي استنكرت فيه استقبال دولة جنوب أفريقيا لوفد «صمود» والسماح له بعقد لقاءات رسمية مع الحكومة الجنوب أفريقية. وقالت الخارجية في بيانها إن «حكومة السودان ترفض أي تعامل من الدول الأفريقية مع هذه المجموعة المعزولة وفتح منابر لها»، مضيفة أنها «ستُقيّم علاقاتها بهذه الدول في ضوء دعمها للشرعية الوطنية والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في معركة الكرامة». وضم وفد «صمود»، إلى جانب عبد الله حمدوك رئيس التحالف، رئيسَ الحركة الشعبية لتحرير السودان «التيار الثوري» ياسر عرمان، ورئيسَ المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، والمتحدثَ الرسمي باسم «صمود» بكري الجاك. استهجان لبيان الخارجية في المقابل، سخر تحالف «صمود» من بيان وزارة الخارجية، وأبدى رئيس التحالف عبد الله حمدوك اندهاشه، خلال لقاء مع الجالية السودانية في بريتوريا بجنوب أفريقيا، من الجرأة ولغة التهديد التي تضمنها بيان الوزارة تجاه دولة كبيرة مثل جنوب أفريقيا، قائلًا: «إن مثل هذا السلوك لا يحل أزمة السودان». أما القيادي في تحالف «صمود» جعفر حسن، فكتب على صفحته الشخصية في «فيس بوك» معلّقًا على بيان الخارجية: «لم يكن مدهشًا لنا، بيان وزارة خارجية سلطة الأمر الواقع في بورتسودان وعويلهم الصارخ على التحركات الدبلوماسية لتحالف «صمود» في دفع المحيطين الإقليمي والدولي في اتجاه إسناد جهود وقف حرب العبث، التي قتلت وشردت ملايين السودانيين والسودانيات، وأحطت من كرامة شعبنا». وأضاف: «نؤكد أن أي تقييم يصدر ضد «صمود» وجهدها المستمر لوقف الحرب، من الذين أخرجتهم لبلادنا أحشاءُ الظلمات وعهود الاستبداد، لا نكترث له كثيرًا. فاقدو البوصلة الأخلاقية لا يخرج منهم سوى ضلال أثيم، لن يثنينا عن جادة الطريق نحو جهود السلام، وإنهاء الحروب، وبناء سودان الحرية والعدالة والسلام». مؤشرات نجاح وبحسب مراقبين في السودان، فإن استهلال وفد «صمود» لجولاته الخارجية بدولة جنوب أفريقيا، يُعد مؤشرًا على نجاح مساعي التحالف في إحداث اختراقات مهمة لدى المجتمع الإقليمي، فيما يتعلق بضرورة حشد الدعم السياسي اللازم لإنهاء الحرب في السودان. وأوضح المحلل السياسي والكاتب الصحفي السوداني أحمد خليل لـ«العين الإخبارية» أن حكومة جنوب أفريقيا تُعد فاعلًا مهمًا في الملف السوداني، كونها عضوًا في مجلس السلم والأمن الأفريقي، وبلدًا مؤثرًا على مستوى القارة، مؤكدًا أهمية دورها في دعم جهود السلام والانتقال المدني في السودان. وقال خليل إن تطور الحرب في السودان وتمددها يومًا بعد يوم، جعلا الصوت المدني الداعي لإيقافها يبدو وكأنه ضعيف وغير مسموع، إلا أنه عاد وأكد على الجهود المُضنية التي ظل يبذلها تحالف «صمود» في مسار الدعوة لإيقاف الحرب، رغم حملات التشويه الممنهجة التي ظل يتعرض لها التحالف منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023. وأضاف: «يبدو أن تحالف «صمود» قرر أن يرمي بثقله في مضمار التشبيك مع المواقف الإقليمية والدولية لحل الأزمة السودانية»، لافتًا إلى طبيعة الوفد الذي يزور جنوب أفريقيا حاليًا، قائلًا: «هذا وفد لـ«صمود» من العيار الثقيل»، في إشارة إلى الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها أعضاء الوفد في التنوير بحيثيات الأزمة السودانية، فضلًا عن تمتعهم بعلاقات دولية مهمة تُسهم في تجسير سُبل التواصل مع الفاعلين الدوليين والإقليميين، على حد قوله. aXA6IDM3LjQ0LjIxNi4xMTUg جزيرة ام اند امز GB

البنك الدولي يقر تمويلاً لإعادة الإعمار في لبنان
البنك الدولي يقر تمويلاً لإعادة الإعمار في لبنان

الاتحاد

timeمنذ 13 ساعات

  • الاتحاد

البنك الدولي يقر تمويلاً لإعادة الإعمار في لبنان

أحمد عاطف (بيروت، القاهرة) أعلن البنك الدولي، أمس، عن تمويل بقيمة 250 مليون دولار لدعم جهود لبنان في ترميم وإعادة إعمار البنى التحتية المتضررة جراء الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل. وقدّر البنك الدولي حاجات التعافي وإعادة الإعمار بنحو 11 مليار دولار. وأورد البنك الدولي في بيان «وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي أمس على تمويل بقيمة 250 مليون دولار للبنان لدعم ترميم وإعادة إعمار البنية التحتية الأساسية المتضررة على نحو طارئ واستعادة الخدمات الحيوية، بالإضافة إلى تعزيز الإدارة المستدامة للركام والأنقاض في المناطق المتضررة». وأوضح المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط لدى المجموعة جان كريستوف كاريه «نظراً إلى ضخامة حاجات إعادة الإعمار التي يواجهها لبنان، صُمِّم هذا المشروع ليكون بمثابة إطار قابل للتوسّع، بقيمة تصل إلى مليار دولار، مع مساهمة أولية قدرها 250 مليون دولار من البنك الدولي». وبعيد الإعلان، قال رئيس الحكومة نواف سلام: إن هذا الدعم «يشكّل خطوة أساسية في إعادة الإعمار من خلال الاستجابة لأضرار البنى التحتية الحيوية والخدمات الأساسية في المناطق المتضرّرة». كما يعزز جهود التعافي ضمن الإطار التنفيذي الذي تقوده الدولة، ويتيح استقطاب تمويل إضافي نحن بأمس الحاجة إليه». وكشفت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيروت، كريستن كنوتسون، أن هناك صعوبة كبيرة تواجه عمليات التعافي، في ظل غياب الموارد والتمويل الكافي، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان، والتي تُصنف باعتبارها أشد أزمة تضرب البلاد في تاريخها الحديث، لا سيما مع التدهور الواضح في الأمن الغذائي، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً لحياة مئات الآلاف من المواطنين. وأضافت كنوتسون، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أكثر من مليون شخص تضرروا بشكل مباشر من العدوان الإسرائيلي على مناطق الجنوب اللبناني أواخر العام الماضي، لافتة إلى أن مئات الآلاف من الأسر اللبنانية اضطرت للنزوح من منازلها. وتابعت المسؤولة الأممية أن تداعيات الصراع لا تزال قائمة، حيث بلغت قيمة الأضرار الناتجة عنه نحو 14 مليار دولار، وهو ما يترك أثراً بالغاً على الاقتصادات المحلية، ويهدد سبل عيش مئات الآلاف من الأسر، لا سيما في المحافظات الأكثر تضرراً. وأوضحت كنوتسون أن انخفاض مستويات الدعم الإنساني يفاقم الأوضاع بشكل خطير، مشيرة إلى أن التوقعات تشير إلى أن نسبة انعدام الأمن الغذائي قد تصل إلى 23% من إجمالي السكان في الفترة الممتدة بين شهري يوليو وأكتوبر المقبلين، لافتة إلى أن نحو 1.2 مليون شخص في لبنان يعانون انعدام حاد في الأمن الغذائي، من بينهم 590 ألف لبناني، و515 ألف لاجئ سوري، و67 ألف لاجئ فلسطيني. وأشارت إلى أن موارد وقدرات لبنان حالياً تعاني إنهاكاً شديداً، مما يجعل من الصعب الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة، مشددة على أن هناك حاجة ملحة إلى موارد إضافية لتأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين، خاصة أن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي لم يلق سوى تمويل بنسبة 12% فقط، مما يضعف قدرة منظمات الإغاثة على التدخل السريع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store