
Woman in the yard عندما تتحول مخاوفك إلى وحش كاسر ينتظرك في فناء منزلك!
* د.أحمد مجدي ناقد وعضو هيئة تدريس بقسم الدراما والنقد المسرحي بكلية الآداب جامعة عين شمس
في رؤية جديدة مغايرة لطبيعة أفلام الرعب التقليدية والسائدة التي تعتمد على إراقة الدماء وظهور الأشباح والوحوش من العوالم الأخرى، صدر فيلم الرعب النفسي "امرأة في الفناء woman in the yard" وهو من إخراج جومي كوليت سيرا Jaume Collet-Serra.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
منذ الوهلة الأولى تشعر بالتوتر النفسي عندما ترى مكان الحدث، وهو عبارة عن منزل كبير يمتد على مرمى البصر داخل إحدى الأراضي البعيدة المنعزلة، ويعيش داخله امرأة تدعى رامونا (تلعب دورها دانييل ديدويلر Danielle Deadwyler) وطفليها أني وتايلر، وذلك بعد موت الأب في حادثة سيارة، ويبدو أن المُخرِج أراد أن تظل هذه الحادثة هي مُحرك القصة بأكملها والنقطة المرجعية التي سوف تفجر مفاجئات لاحقة، فعمل على إظهار سيارة الزوجين محطمة في الخارج لكي يشاهدها الجمهور في معظم لقطات الفيلم. وما يزيد حدة توتر الأحداث ظهور الأم رامونا في حالة يرثى لها وهي تضع مجموعة من الضمادات على قدمها المصابة، لنتكهن أنها كانت تستقل السيارة مع زوجها قبل أن يلقى مصرعه في تلك الليلة المشئومة، التي شكًلت تحولًا في حياة الأسرة.
تتصاعد الأحداث بشكل أكبر عندما تظهر امرأة غامضة (تلعب دورها أوكوي أوكبوكواسيلي Okwui Okpokwasili) لا يظهر وجهها أبدًا، فهي تتشح بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها، تجلس على مقعد في فناء منزل رامونا، تراقب المنزل من بعيد في صمت، وتنساب الدماء من يديها في أكثر من لقطة. تذهب إليها رامونا حتى تطردها من ممتلكاتها، ولكن يزداد الأمر غموضًا عندما ترفض المرأة المغادرة، بل تبدو وكأنها تعرف رامونا جيدًا، إذ تتمتم ببضع كلمات غير مفهومة مثل "حان الوقت يا رامونا" وكأنها جاءت لتنفيذ مهمة معينة.
يلعب مخرج الفيلم على وتيرة الرعب النفسي وليس الرعب المباشر كما تعودنا في أفلام الرعب التقليدية، حيث يبدو أن هناك علاقة ارتباط وثيقة بين حدثين لا يبدو من الوهلة الأولى أن هناك صلة بينهما وهما؛ اقتراب السيدة من باب المنزل من ناحية، وفقدان رامونا لتوازنها النفسي داخل المنزل، ومشاداتها الدائمة مع ابنها، بسبب فشلها في السيطرة عليه من ناحية أخرى. فكلما فقدت رامونا أعصابها وهاجمت ابنها ونهرته بالكلمات، كلما اقتربت السيدة من المنزل. وقد وضع صناع العمل بعض الإشارات لاضطراب رامونا النفسي في بداية الأحداث، إذ تلقي ببعض الحبوب المهدئة على الأرض في صباح ذلك اليوم، وقد قررت أنها لن تتناولها بعد ذلك، وهو ما يتسبب في عدم تحكمها في أعصابها وشجارها الدائم مع ابنها، بسبب رغبته في الخروج من المنزل للبحث عن المساعدة بعد أن انقطعت الكهرباء عن المنزل، ونفاذ شحن بطارية هاتف رامونا، مما يشكل عائقًا في الاتصال بأي شخص من أجل طلب المساعدة.
ويبدو أن عليهم أن يتكاتفوا جميعًا للمرور سالمين من هذه الليلة العصيبة ومن ملاحقة المرأة الغامضة، ولكن يحدث أمرًا مفاجئًا وهو قيام الولد بمحاولة قتل المرأة التي تمثل تهديدًا عليهم، وذلك باستخدام بندقية قديمة كانت ملكًا لوالده، وعند محاولة رامونا منعه، فإنه يقوم باحتجازها داخل غرفة بالمنزل، قبل أن تتمكن من الخروج منها بشق الأنفس بمساعدة ابنتها الصغيرة، وهنا يحدث حوارًا بينها وبين الابن يكشف مفاجأة مروعة؛ أن السيدة في الخارج قد أفصحت للابن عن سر موت الأب ديفيد، وهو أن رامونا مَن تسببت في الحادث، أثناء قيادتها المتهورة للسيارة، بعد مشاجرة وقعت بينها وبين ديفيد، لرغبتها في ترك المنزل والانفصال عنه وعن أولادهما، وهي المفاجأة التي يكشفها العمل، أن رامونا هي من كان يقود السيارة، بعكس ما ذكرته لابنها من قبل أن والده هو من تسبب في الحادث.
تزداد الأمور تعقيدًا عند حلول الليل وقد تحولت المرأة الغامضة إلى ظل شبحي مخيف عملاق يطارد الأسرة، قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى علية المنزل للاختباء منه، ولكنه يلاحقهم إلى هناك، والغريب أنه يقوم باختطاف ابنة رامونا الصغيرة دون عناء يذكر، وكأن الطفلة تعرف هذا الظل جيدًا، بسبب أن هيئته مألوفة بالنسبة لها.
تتكشف المفاجأة الكبرى في النهاية أن هذا الكيان الظلي (المرأة في الفناء) قد جاء بناء على طلب من رامونا نفسها، وذلك حتى يساعدها في التخلص من حياتها تحت وطأة الشعور بالذنب، بعد حادث مقتل الأب، وهنا يعرف الجمهور سر ارتباط المرأة في الفناء بما يحدث في المنزل، حيث يبدو أن هذه المرأة ترمز إلى الجزء الخفي المعقد داخل شخصية رامونا بعد الحادث، وقد أصبح الشعور بالذنب داخل نفس رامونا المضطربة، يتجسد في ذلك الكيان المتوحش الذي ينهش في روحها يومًا بعد يوم، ويتغذى عليها من الداخل قبل الخارج، حتى أصبح يتمثل مرئيًا أمامها وأمام أطفالها في تلك الصورة، ولذلك لا تصرخ الطفلة الصغيرة أو تقاومه عندما يختطفها. ولا نستطيع التيقن بشكل قاطع هل ظهر هذا الكيان للأطفال أيضًا طيلة أحداث الفيلم، أم أن هذه التمثلات لا تعد سوى تخيلات داخل عقل رامونا، الذي أضناه التعب والإرهاق وأصيب بالفصام والانفصال عن الواقع، تحت وطأة الشعور بالذنب بعد موت الزوج.
ينتهي الفيلم بنهاية مفتوحة وهي تغلب رامونا على هذا الظل الغامض وطرده من المنزل وعدم الانصياع لنصيحته لها بضرورة الانتحار، قبل أن يظهر في المشهد الأخير إحدى لوحات رامونا (بورتريه)، فقد اعتادت رامونا على الرسم منذ الصغر، تقترب الكاميرا من وجه رامونا المرسومة على البورتريه حتى تستقر عند عينيها، وكأن هذه الكاميرا قد دلفت إلى عقل رامونا وكشفت لنا عن مخاوفها وأفكارها الدفينة التي رأيناها طيلة أحداث الفيلم، قبل أن تنتقل الكاميرا إلى الأسفل لنرى توقيعها مكتوب بطريقة غريبة، حيث يبدو أن الحروف مكتوبة بشكل معكوس من اليمين إلى اليسار ANOMA Я وليس RAMONA ، وهو ما يضع المشاهد أمام احتمالين؛ إما أنها قامت بتخطي مخاوفها وسوف تبدأ حياتها الجديدة مع أطفالها، أم أنها لا تزال داخل حلم مموه ومشوه وغير واقعي، يظهر فيه كل شيء معكوس ومقلوب عن الأصل، في إشارة أن هلاوسها لم تنتهي وسوف تأتي المرأة مرة أخرى لتدفعها للانتحار، خاصة أن تلك الحروف المقلوبة قد ظهرت من قبل في بعض رسومات ابنتها الصغيرة، مما قد يعزز احتمالية أن تكون الأحداث برمتها مجرد أوهام في عقل رامونا.
فيلم امرأة في الفناء ينتمي إلى نوعية أفلام الرعب النفسي، فلا يعتمد على فكرة ظهور كيانات مرعبة أو دموية، وإنما تتصاعد وتيرة الأحداث المرعبة نفسها إثر الغموض الذي يكتنف ظهور امرأة في الفناء ومحاولة اكتشاف الجمهور طبيعتها الغامضة، ويتفاجئ الجمهور في النهاية أن الفيلم يقدم معنى رمزي صادم ومرعب أن مخاوف الإنسان وأفكاره الدفينة قد تتحول إلى وحش يلتهم ذاته ومن حوله، وأن القلق والمرض النفسي أكثر رعبًا وغموضًا من أي كيان غامض وحشي أو دموي.. فالجزء المرعب يكمن داخلنا وليس في الآخر. أنه مخاوفنا الدفينة ورغباتنا اللاوعية.
اقرأ أيضا:
أحمد فهمي ينفي عودته لهنا الزاهد
مي عز الدين تكشف سبب حفاظها على رشاقتها
محامي بوسي شلبي يرد على محمد محمود عبد العزيز: لم يتم الفصل بشكل نهائي
تزغرد وترقص وتغني مع رامي صبري ... آصالة تشبع البهجة فى زفاف ابن أختها أماني
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي|
https://bit.ly/36husBt
آب ستور|
https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري|
https://bit.ly/3LRWFz5

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ ساعة واحدة
- اليوم السابع
أحمد الرشيدى يكتب :محمد صلاح..'أيقونة كروية صنعتها الأحلام المصرية'
في حياة الشعوب لحظات لا تُنسى، توقيتات تتجاوز حدود الملعب، وتتسلل إلى أعماق الوجدان، تصير رمزًا للكرامة والطموح والانتصار. محمد صلاح لم يكن يومًا مجرد لاعب كرة قدم، بل صار لحظة فارقة في عمر جيل بأكمله. نعم، لاعب كرة.. لكنه حفر اسمه في صخر الإنجاز، لا بالقدم فقط، بل بالعقل والإرادة والانضباط، وحب لا ينضب لبلده ما حققه محمد صلاح ليس مجرد رقم في قائمة هدافين، ولا مجرد جائزة تُضاف إلى خزائنه. هو كل مرة يدخل فيها طفل مصري الحلم من بوابة صلاح. هو كل مرة ترفع فيها الجماهير اسم مصر عاليًا في أنفيلد قبل القاهرة. اليوم، ونحن نراه يُتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة في تاريخه، نعلم جيدًا أننا أمام أسطورة تمشي على الأرض. لاعب كسر الحواجز، وواجه كل ما ظنه الآخرون مستحيلًا، فأثبت أن المصري لا يعرف المستحيل. صلاح ليس نجمًا عالميًا فقط، بل ابن بيت مصري أصيل. يوزع الخير في قريته 'نجريج'، كما يوزع الأهداف في ملاعب أوروبا. لم ينسَ يومًا من أين بدأ، ولم يتخلَ عن مبادئه، وهو يصعد السلم نحو القمة. فليكتب التاريخ، أن زمن محمد صلاح لم يكن مجرد زمن كروي، بل كان زمن وعي وإلهام وتغيير. كان لحظة نادرة اجتمع فيها النجاح بالتواضع، والمجد بالخلق، والبطولة بالإنسانية. ويبقى السؤال.. ماذا بعد؟ هل ننتظر منه الكرة الذهبية؟ ربما. لكن الأهم أن محمد صلاح صار ذهبًا بالفعل في قلوبنا. 'في زمن نبحث فيه عن القدوة، جاء صلاح ليقول لنا: النجاح ليس مستحيلًا، فقط كن مؤمنًا بنفسك، وكن صادقًا مع حلمك.'


ET بالعربي
منذ 2 ساعات
- ET بالعربي
محمد رمضان يُطفئ شموع عيد ميلاده وسط أولاده
في أجواء عائلية دافئة، إحتفل محمد رمضان بعيد ميلاده الـ37، و شارك جمهوره أجواء مميزة من المناسبة الخاصة عبر السوشيال ميديا. محمد رمضان يحتفل بعيد ميلاده مع العائلة محمد شارك متابعيه فيديو عبر حسابه الخاص على إنستغرام، ظهر فيه وهو يقف وسط أولاده، ووثّق لحظة إطفاء الشموع، كما ظهرت إينته "كنز" وإبنه "علي" وهما يشاركانه الإحتفال ويتمنون معه أمنية عيد ميلاده. وعلّق رمضان على الفيديو قائلًا ما معناه: "أجمل لحظة في عيد ميلادي كانت وجودي بين أولادي، أحبابي اللي دايماً بيذكروني بالأشياء المهمة، وطبعاً زوجتي العزيزة اللي كانت بتسجل الفيديو اللي بتشوفوه دلوقتي. الحمد لله ❤️🙏🏽". الفيديو نال تفاعلًا واسعًا من جمهوره، الذين حرصوا على تهنئته بعيد ميلاده والتعبير عن إعجابهم بلحظاته العائلية المؤثرة. كما شارك عدد من النجوم بمعايدة رمضان في قسم التعليقات فكتب عمر كمال : "كل سنة وأنت طيب يا حبيبنا ❤️"، وكتبت بدرية طلبة : "ربنا يحفظهم". في سياق آخر، يواصل محمد رمضان تصوير فيلمه الجديد "أسد"، من إخراج محمد دياب، والذي يشاركه في بطولته عدد من النجوم منهم: ماجد الكدواني، رزان جمال، علي قاسم، كامل الباشا، أحمد دش، إسلام مبارك، وغيرهم. كما شارك جمهوره منذ أيام لقطةً من كواليس فيلمه الجديد، ظهر فيها ممسكاً بسيفه في ساحة حرب، مما زاد الفضول حول شخصية دوره في الفيلم المنتظر. شاهد تقرير سابق : كيف أثرت قضية ابن محمد رمضان على نفسيته


اليوم السابع
منذ 2 ساعات
- اليوم السابع
ذكرى رحيله.. إسماعيل ياسين "زملكاوى متعصب" وقدم مسرحية حباً فى نجم الأبيض
تحل اليوم، السبت، ذكرى رحيل أنشط ممثل فى تاريخ السينما الفنان إسماعيل ياسين ، ليس فنانًا عظيمًا فحسب، بل هو إنسان يُحتذى به، هزم الصعاب بالضحكات، والدموع بالابتسامات، وتغلب على حياة قاسية أسكنت الحزن في قلبٍ كان سببًا في إسعاد قلوب الملايين، فنان بقيت أفلامه على القمة لبَعد وفاته بعشرات السنين. ففي 24 مايو 1972، انتهت رحلة أسطورة الكوميديا إسماعيل ياسين عن عمر ناهز 59 عامًا، غير أن الزمن أنصفه بعد رحيله، فارتقى باسمه إلى قمة المجد من جديد، وظل إسماعيل ياسين حاضرًا يتجاوز حدود عصره، بأفلامٍ لا تزال تُضحكنا وتُبهج أرواحنا حتى اليوم. وفى وقت سابق تحدثت سارة ياسين، حفيدة الفنان الراحل إسماعيل ياسين عن الكثير من خفايا شخصيته، وقالت، "كان مولعا بتشجيع نادي الزمالك هو ووالدى، ونجمه هو الكابتن حمادة إمام، والد حازم إمام، ووقت مباراة الزمالك المنزل يتحول لحظر تجول ممنوع الكلام، 'منتبه للمباراة بشكل شرس، إيديه ورجليه بيرتعشوا من العصبية والتوتر لحد ما الزمالك يكسب'، ومع فوز فريقه المفضل يسعد كثيرا ويصبح يومه جيدأ." وفى تصريحات سابقة لنجل السيناريت أبو السعود الابياري قال ، "كان الفنان إسماعيل ياسين طيبا هادئا إلا في شىء واحد وهو حبه للزمالك، وفي إحدى المرات بكيت عقب خسارة نادي الزمالك لأني كنت أظن أن والدي زملكاوي، وحينما قال لي والدي: لماذا تبكي؟ قلت له لأني زملكاوي مثلك، رد أبو السعود الإبياري: 'أنا لست زملكاويًا ولكن أشجع الزمالك فقط لأنه حينما يخسر تتوتر أعصاب إسماعيل ياسين ويغدو رجل عنيف أكثر عصبية ما يجعل طاقم العمل بالأستوديو ومناخ التصوير كله فى حالة سيئة وكان يشعل أجواء التصوير بهجة عند فوز الزمالك. كما ارتبط إسماعيل ياسين بعلاقة صداقة قوية جدا مع نجم الزمالك نبيل نصير، وهو الأمر الذى دفعه لمطالبة الكاتب والسيناريست أبو السعود الإبيارى لكتابة مسرحية عن صديقه الزملكاوى وسماها الكرة مع بلبل وقدم فيها شخصية تشابه نبيل نصير من حيث الطباع والمواقف الحياتية. جمعت الصداقة بينه وبين نجوم الزمالك فى الأربعينيات والخمسينيات وفى مقدمتهم حنفى بسطان وعبد الكريم صقر وغيرهما من باقى نجوم الفانلة البيضاء.