
اعترافات بيتهوفن (4 من 8)
إِنه نصٌّ فرنسيٌّ للكاتب اللبناني الفرنكوفوني المحامي اسكندر نجَّار، كان صدر كتابًا في بيروت لدى منشورات L'Orient des livres. تمَّ إِطلاقُهُ ضمن "مهرجان البستان 2020" في الاحتفاليةٍ الخاصة: "أُمسيات باريس"، على "مسرح إِميل البستاني" مساءَ الأَربعاء 26 شباط/فبراير 2020 بأَداء الممثِّل الفرنسي جان فرنسوا بالمير Balmer قراءةً النص، وعبدالرحمن الباشا عزفًا على الـﭙـيانو.
ومساء التاسع من آب/أغسطس 2022، تَمَّ إطلاقُ النص بالعربية على مسرح "مونو" – الأَشرفية، بأَداء الممثل بديع أَبو شقرا قراءةً النص، والفرنسي نيكولا شوڤرو Chevereau عزفًا على البيانو. وصدرَ النص العربي كتابًا لدى "منشورات سائر المشرق".
سأَقتطف من تلك "الاعترافات" مقاطعَ موجزةً على 8 حلقات مختَصَرة.
هنا الحلقة الرابعة.
فشلي مع النساء (الجزء 1 من 2)
هل أَحبَبْنَني فعلًا كرجُل؟ أَم تَوَهَّمْن ذلك فيما أَحبَبْنَ موسيقاي؟
حياتي العاطفية كلُّها هدَمَتْها الـخلافات وتصرُّفاتي النَزِقة.
كانت النساءُ معجَبَاتٍ بي مؤَلِّفًا، من دون أَيِّ تعلُّقٍ بي رجُلًا كنَّ ينظرن إِليه شنيعًا، متعجرفًا، متسلِّطًا، سيِّئَ الـمعاشرة.
كنتُ أُحاول تغطيةَ عيوبـي بـجمال موسيقاي، وأَهديتُ مقطوعاتٍ كثيرةً إِلى فتياتٍ كنتُ أُريد اجتذابـهنّ. لكني فشِلْتُ في كل ذلك.
الحاجة إِلى الحب
لكلِّ فنانٍ حاجةٌ إِلى حبٍّ غامرٍ وإِحاطةِ حنان، كي يهنأَ ويُــبدع. وهكذا أَنا: أَجثو لسُلطة الـحُبّ وأُحبُّ النساء الجميلات. لدى مرور إِحداهنَّ في الشارع أَستديرُ إِليها، أَتقصَّاها بنظاراتـي غير عابئٍ بـهُزءِ صديقي فردينان (هو فردينان رايس (1784-1838) مُؤَلِّفٌ موسيقيٌّ وأُستاذُ ﭘـيانو. تلميذ بيتهوﭬـن في العزف وكان لفترةٍ سكرتـيرَه. وسنة 1838 أَصدر عنه كتابَ مذكّراتٍ جامعًا بمشاركة صديق آخَر لبيتهوﭬـن: الطبيب فرانز ويغلر).
كثيرًا ما ردَّدتُ أَنْ "وحدَه الـحُبُّ يـجعل الـحياةَ أَكثرَ سعادةً"، وضرعتُ إِلى الله كي يُساعدني "أَن أَجِدَ المرأَة التي تُنصِّعُ فضائلي فيتيح لي الله أَن تكون حبيبتي". ولهذه الحاجة بي، وضعتُ موسيقى "إِلى الحبيبة النائية" على نصٍّ للشاعر آلُوْيِــيْـس إِيزيدُور جِيْتْلِسّ (هو طبيبٌ وصحافيٌ و كاتبٌ نـمساوي (1794-1858). أَصدرَ سلسلةَ قصائد بعنوانٍ واحد: "إِلى الحبيبة النائية"، وضَع بيتهوﭬـن لها موسيقى سنة 1816. لا وثيقةَ تُثبت أَن يكون الشاعرُ كتبَها خصيصًا لبيتهوﭬـن، أَو أَن يكونَ هذا الأَخير وجدها مطبوعةً في كتاب). وفي تلك المقطوعة عبَّرُت موسيقيًّا عن ضَنى الوحدة والغياب وعن انتظار مَـجيْء المرأَة المنْقذة. لكنَّ الفنَّ ليس دَربًا تلقائيةً إِلى جميع القلوب، ولا مفتاحًا صالحًا لجميع الأَبواب. لذا، وبلا خجلٍ، أَعترف أَنَّ مغامراتي العاطفية انتهت جميعها إِلى الفشل، جاعلةً مني شريدًا دائمًا من نعمة الحب.
الحب المستحيل
غالبًا ما كنتُ أُقاربُ امرأَةً مستحيلةً: بورجوازيةً أَو متزوِّجةً أَو الإِثنتَين معًا. كان أَصدقائي يلُومونني على تَوَرُّطي في علاقاتٍ صعبة، خصيصًا كي أَتـجنَّبَ الارتباط بالنساء. لكنهم مُـخْطئُون: فأَنا مَـجَّدتُ الـحبَّ الزوجي في أُوﭘـرا Fidelio "الـمُخْلِص" (العمل الأُوﭘــرالي الوحيد لــبيتهوﭬـن، من فصلَين. النصُّ لـــجوزف فردينان ﭬـون صُونْلايْتْنِر، كتبهُ عن حادثةٍ جرَت في السجن إِبَّان الثورة الفرنسية. وضَع بيتهوﭬـن موسيقاها سنة 1805 لكنها لم تنجح، فظلّ يعدِّل فيها حتى أَنهى صيغتها الأَخيرة سنة 1814).
حاولتُ أَكثرَ من مَرةٍ أَن أَتزوَّج، لكنني فشِلْتُ في كلّ مَرَّة.
طلبْتُ أَولًا للزواج تريز مالْفاتي (بارونةٌ نـمساويَّة (1792-1851) عازفةُ ﭘـيانو. يرجَّح أَن تكونَ هي التي وضَعَ لها مقطوعة "إِلى إِيليز" الشهيرة للـﭙـيانو. وُجِدَت بين مـخطوطاته بعد وفاته). كانت أَرستقراطيةً في الثامنةَ عشْرَة، تَتَلمَذَت عليَّ، لكنَّ أَهلَها رفضوا ارتباطنا بحجّة أَنني "رجلٌ مشوَّشُ الفكر". ورماني رفْضُهم من أَعلى نشْوتي إِلى هوةٍ عميقة. وكان أَن تزوَّجت تريز تزوَّجت نـمساويًّا نبيلًا في سنّي).
بعدها طلبتُ للزواج الـمغنِّية ماغدالينا وِلْـمَـنّ (سوﭘـرانو أَلـمانية كانت تشكِّل مع شقيقِها ماكس وِلْمَنّ وزوجتِه فْرولِن تريبوليه ثلاثيًّا أُوﭘـراليًّا يقدِّم عروضًا في مسرح بُونّ وهناكَ عرفَها بيتهوﭬـن سنة 1794. سنة 1795 رفَضَتْ عرضَه للزواج وتزوَّجت من التينور الإِيطالي غَلـﭭـاني سنة 1799. توفيَت سنة 1801). لكنها رفضتْني بحجّة أَنني "بشِعٌ ونصف مجنون" وتزوَّجَت مغنّي أُوﭘـرا إِيطاليًّا.
تريز أُخرى وشقيقتها جوزفين
بعدها أَحببتُ تريز برونزويك (بارونةٌ هنغارية الأَصل (1775-1861). درسَت الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن سنة 1799. تعلَّق بها وصارحَها بحبّه سنة 1806، ودام حبّهما سنتَين. سنة 1809 أَهداها "سوناتا الـﭙـيانو رقم 24". وعَنْوَنَـها :"إِلى تريز". أَصدَرها مطبوعةً سنة 1810 وسمّاها "سوناتا إِلى تريز").
ثم أَحببتُ شقيقتَها جوزفين (كونتيسةٌ هنغارية (1779-1821). درسَت الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن، ولعلَّها أَكثر امرأَة تَوَلَّهَ بها. كتَب لها 15 رسالة حبّ لاهبة، كان يبدأُها دومًا بعبارة "حبيبتي الوحيدة". وإِحدى رسائله إِليها عنَوْنَـها "رسالةٌ إِلى حبيبتي الخالدة" (صدَرَت تلك الرسائل سنة 1957). تزوَّجَت من الكونْت جوزف دايْـم (1752-1804) وكان يكبرها بثلاثين عامًا. لكنَّ بيتهوﭬـن ظلَّ على علاقةٍ سرّية بها إِلى أَن تزوجَت البارون كريستوف ﭬون سْتاكِلْبُرغ (1777-1841). كان زواجها تعيسًا منذ شهره الأَول وانتهى إِلى الطلاق). كُنْتُ أُسـمِّيها "ﭘــايـــﭙـــي" وأَهدَيتُها عددًا من الـمقطوعات. قلتُ لها يومًا: "أُحبُّكِ أَكثرَ مـما تكرهيني"، فأَجابتْني: "أَتاحَت لي صداقتُكَ لذَّةً كان يمكن أَن تُتوِّج حياتي لو انك أَحبَبْـتَـني بشهوةٍ أَقلَّ. شهوتُكَ الجارفة حالت دون تـجاوُبي مع ميولك الجنسية". قالتْها لي بكل فظاظة، كأَنما الشهوةُ الجنسيةُ جريمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 15 ساعات
- الديار
يُمثلان معا في فيلم جديد.. هنا الزاهد تردّ على تامر حسني
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قامت الفنانة المصرية هنا الزاهد بالرد على إشادة زميلها الفنان تامر حسني بموهبتها خلال تصريحاته على هامش العرض الخاص لفيلمهما الجديد "ريستارت"، والذي يجمع بينهما على الشاشة من جديد بعد عدة أعمال سابقة. وكان تامر قد تحدث عن تعاونه للمرة الثانية مع هنا قائلاً: "كل الناس عارفة إن هنا غالية عندي، وقدمتها من وهي صغيرة، ودلوقتي ما شاء الله نجمة كبيرة قدامي في "ريستارت"، وكمان في الفيلم التاني اللي جاي معايا"، في إشارة منه الى استمرار تعاونه الفني معها خلال الفترة المقبلة. ونشرت هنا الزاهد عبر خاصية القصص القصيرة الملحقة على حسابها الرسمي بمنصة "إنستغرام"، مقطع فيديو من تصريحات تامر وعلقت عليه قائلة: "أنت اللي غالي والله.. شكراً على الكلام الحلو ده، أنت اللي نجم كبير، واتشرفت بشغلي معاك، وربنا يوفقنا في الفيلم وإن شاء الله يعجب الناس". وكانت هنا قد غابت عن العرض الخاص للفيلم في القاهرة بسبب ارتباطها بالتصوير خارج مصر في ذلك الوقت مع الفنان أمير كرارة في فيلمه الجديد "الشاطر".


ليبانون 24
منذ 20 ساعات
- ليبانون 24
"فخورة بك"... ممثلة شهيرة تحتفل بتخرّج ابنها (فيديو)
شاركت الممثلة ليلى علوي متابعيها مقطع فيديو من حفل تخرّج نجلها خالد، وذلك عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، حيث أرفقته بتعليق قالت فيه:"امبارح كان يوم من أسعد أيام حياتي شفت فرحتي كلها في لحظة نجاح ابني خالد في مشروع التخرج". وأضافت: "ألف مبروك يا حبيبي من قلبي فخورة بيك، وإن شاء الله يجعل أيامك اللي جاية كلها نجاح وسعادة ويوفقك في كل خطوة ويحقق لك كل أحلامك يا أغلى الناس". يذكر أن، آخر أعمال ليلى علوي فيلم "المستريحة" وشاركها البطولة بيومي فؤاد، عمرو وهبة، مصطفى غريب، نور قدري، محمود الليثي، محمد محمود، وآخرين. View this post on Instagram A post shared by Laila Eloui Official (@lailaelouiofficial)


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
عبير الصغير تتألّق بفستان الأميرات في خطوبتها وبكاء شقيقها يخطف الأنفاس (فيديو وصور)
شهد لبنان مساء أمس أمسية حالمة جمعت بين الأناقة والعاطفة، إذ احتفل الثنائي عبير الصغير ويوسف فرحات بخطوبتهما، وسط حضور لافت لنخبة من الوجوه المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي. عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Abir El Saghir عبير الصغير (@abiresag) أجواء خطوبة عبير الصغير اتّسم الاحتفال بالدفء والرقيّ، وجمع أسماء لامعة من عالم الـ"سوشيال ميديا"، منهم جو حطاب، وسام قطب، باتريك داوود، أحمد الخطيب، المايسترو وغريس، الذين حرصوا على مشاركة الخطيبين فرحتهما في هذا اليوم المميّز. وكانت لحظة دخول عبير مرتدية فستان الخطوبة من أبرز المشاهد وأكثرها تأثيراً، إذ أسرت الأنظار بإطلالة أنيقة، حملت طابعاً ملوكيّاً راقياً، فيما خطف شقيقها الأضواء بدموعه التي انهمرت تأثّراً، في مشهد عاطفيّ لم تغب عنه عدسات الإعلام. فستان خطوبة عبير الصغير ذهبيّ فخم نظراً لاعتياد عبير الصغير على ارتداء الأزياء التراثية في فيديواتها الخاصة بالطهو، من القفطان المغربي إلى زيّ السلاطين العثمانيين، من غير المستبعد أن يكون فستان خطوبتها قد جاء استيحاءً من هذه العناصر الثقافية، في توليفة تجمع ما بين الأصالة والرقي المعاصر. وأتت إطلالاتها كتتويج لهذا النهج في الأسلوب، إذ تألّقت بفستانٍ ذهبيّ فخم للغاية، ذي تصميم غنيّ بالأحجار الكريمة الثمينة. تميّز فستانها ببريق الشواروفسكي والأحجار الذهبية وأحجار الياقوت كبيرة الحجم، التي زيّنت قصّة الصدر الكورسيه مع الأكمام الطويلة في غاية منها لاحترام تقاليدها واعتماد الرقيّ المحتشم. وأتت التنّورة بقصّة فستان الأميرة كبيرة الحجم بالتول والموسلين البيج الكريمي مع طرحة انسدلت من أكتافها بطول وصل إلى الأرض، مرصّعةً بالشواروفسكي الفخم. ولم تهمل تفصيل الحجاب الذي اعتدنا عليه في إطلالاتها على "إنستغرام" حيث زيّنتها بأكسسوار برّاق. View this post on Instagram A post shared by Foochia Fashion (@foochiafashion) فستان خطوبة عبير الصغير (إنستغرام) أسباب بكاء شقيق عبير الصغير في خطوبتها في مشهد مؤثر خلال حفل خطوبة عبير الصغير ليوسف فرحات، لم يتمالك شقيقها دموعه عند دخولها مرتدية فستان الخطوبة، فاحتضنها بحرارة. وفي تصريح خاص لموقع "فوشيا"، عبّر شقيق عبير عن مشاعره المختلطة قائلاً: "الله يوفقها. أنا وعبير كنا كل يوم معاً، حتى في سفرها كنت مرافقها. اليوم صار في أحد غيري، صار في عائلة. إن شاء الله تظلّ مبسوطة بكلّ حياتها" . أضفى هذا التفاعل العاطفي بين الشقيقين على الأمسية طابعاً إنسانياً دافئاً، عكس عمق العلاقة الأسرية التي تجمعهما، وأكّد على أهمية الروابط العائلية في مثل هذه المناسبات الخاصة. View this post on Instagram A post shared by ESPRIT ALGÉRIEN ®️🎈 (@esprit__algerien) يُذكر أن عبير الصغير، المعروفة بوصفاتها اللذيذة ومحتواها القريب من القلب، كانت قد احتفلت الشهر الماضي بعقد قرانها على يوسف فرحات، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من جمهورها، وبخاصّةٍ بعد إعلانها أنّ مهرها كان نسخة من المصحف الشريف، في إشارة رمزية تنمّ عن تقديرها للقيم الروحية والبساطة.