logo
الجامعة الأردنية ليست هدفاً سهلاً

الجامعة الأردنية ليست هدفاً سهلاً

وطنا نيوزمنذ 4 أيام
بقلم الدكتور محمد واصف-في زمن تسعى فيه الدول إلى تسويق مؤسساتها التعليمية عالمياً، وفتح أبوابها لاستقطاب طلبة من مختلف القارات، تظهر بعض الأصوات التي لا تُجيد إلا العزف على أوتار الإساءة، وكأنها وجدت ضالتها في الهدم لا البناء، في النيل لا الارتقاء، في التشكيك لا النقد الهادف. ولأننا نحبُّ هذا الوطن، ونسير على درب قائده جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي يوصينا دوماً بالاعتزاز بمقدراتنا الوطنية ومؤسساتنا، نقف اليوم أمام حملة غير بريئة تستهدف الجامعة الأردنية، رمز التنوير، ومصنع العقول، ومفخرة الوطن.
الجامعة الأردنية ليست حجراً صامتاً في وسط الصحراء، بل سروٌ شامخٌ نابض بالحياة، ومجتمع متكامل يضم أكثر من خمسٍ وخمسين ألف طالب، وستة آلاف من العاملين، ويستقبل يومياً آلاف الزوار. هي ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل مدينة مصغرة تعكس تنوع المجتمع الأردني وتفاعله. وككل مجتمع، فيها من الخطأ كما فيها من الصواب، ولكن المعيار الأساس هو: كيف تُدار الأخطاء؟ وهل تُترك لتتفاقم أم تُعالج في وقتها؟ وهنا بيت القصيد.
منذ ثلاث سنوات، ظهرت مشكلة كأي يوم، وأي مكان، نوقشت واتُخذت بشأنها قرارات تصحيحية. فلماذا يُعاد فتحها اليوم، وكأن شيئاً لم يكن؟ لماذا هذا التوقيت تحديداً؟ هل لأن الجامعة الأردنية، رغم التحديات، حققت قفزة نوعية أوصلتها إلى المرتبة 324 عالمياً في تصنيف (QS)؟ هل لأن جهود إدارتها وأساتذتها وكوادرها بدأت تؤتي ثمارها؟ هل لأن الحلم الذي طالما راود أبناءها بات واقعاً ملموساً؟
الجامعة الأردنية، التي خرّجت رجالات الوطن، تستعد بعد أيام لتخريج كوكبة جديدة من أبنائها وبناتها، ممن سيساهمون في بناء الأردن ورفعته. وهي الجامعة نفسها التي استضافت قبل أسابيع مؤتمراً عالمياً لأساتذتها الفخريين، قدموا من جامعات مرموقة في مختلف قارات العالم، ليؤكدوا مكانة 'الأردنية' على خارطة التميز الأكاديمي، وليشهدوا على تطورها الذي لا يُنكر.
إن استهداف الجامعة الأردنية اليوم، في لحظة انتشاء وطني بإنجازها الجديد، يثير أكثر من علامة استفهام. فالمؤسسة التي خرّجت رجالات الدولة، وصنعت الفارق في ميادين الطب والهندسة والعلوم الإنسانية، لا تستحق هذا الشكل من الهجوم. هي التي كانت ولا تزال بوابة الفرح لكل أم أردنية، وموئل الفخر لكل أردني، وموطن أحلام الطلبة العرب من المحيط إلى الخليج.
الجامعة الأردنية، في سنواتها الأخيرة، لم تكتفِ بالحفاظ على إرثها، بل شقّت طريقها في عالم تنافسيّ صعب، واستحقت مكانتها بين الجامعات العالمية. وفوق كل ذلك، بقيت وفية لدورها الوطني والاجتماعي، حاضنة للحوار، وراعية للثقافة، ومصدر إلهام للأجيال.
أما أولئك الذين لا يجيدون سوى الاصطياد في الماء العكر، فنقول لهم: لن تنالوا من عزيمة هذه المؤسسة، ولن تثنوا عزيمة من يعملون فيها، ولن توقفوا قطار الإنجاز وهو يمضي إلى الأمام. فالمخلصون يعرفون أن الوطن لا يُبنى بالتشكيك، بل بالحب والعمل والتقدير.
الجامعة الأردنية ليست بلا أخطاء، ولكنها أيضاً ليست ساحة للتصفية والتشهير. بل هي كما كانت، وكما ستظل: عنوان فخرٍ أردني، ومنارة إشعاع عربي، ووجهة علمية عالمية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأمل يتجدد لدى مواطني غزة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات
الأمل يتجدد لدى مواطني غزة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

رؤيا نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • رؤيا نيوز

الأمل يتجدد لدى مواطني غزة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

يتجدد الأمل لدى المواطنين في قطاع غزة من جديد بعد الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ووقف العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار عن القطاع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، مما يخفف من وطأة المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع . وقال مواطنون في القطاع اليوم الجمعة، إن كارثة إنسانية غير مسبوقة حلّت بالقطاع، تسبب بها الاحتلال، ونعيش تفاصيلها حالياً، حيث تجاوز عدد الشهداء الـ 56 الفا وألاف الجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى ألاف جثامين الشهداء تحت أنقاض المنازل التي قصفها الاحتلال، وواقع الجوع والمرض والعطش في مختلف مناطق القطاع. أحمد، وهو أب لأربعة أطفال، يقول من خيمته: 'أتابع أنا وأسرتي تطورات الوصول إلى اتفاق يوقف القتل اليومي ويدخل المساعدات، لتمكننا من العودة إلى منازلنا المدمرة، ونعيش مع أسرتي في خيمة على ركامها، وأوفر الطعام لأطفالي الذين أُعييهم الجوع والمرض'. وتنضم زوجة أحمد إلى المناشدة، من أجل تحقيق أملها وأمل الجميع بوقف الحرب، قائلة: 'يكفي موتًا وقتلاً ووجعًا ومرضًا وعطشًا ودمارًا'. وليد، الذي يعمل ممرضًا، يقول: 'لقد شهدنا عذابات الجرحى وأوجاع المرضى، وقد أستشهد أخي وفقدت أخي الثاني، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى منزلنا المدمّر في جنوب مدينة غزة، وكلي أمل أن نحصل على معلومات عن أخي المفقود، حيث أمي التي لا تنام الليل بدموعها، وتدعو أن يعود لها ولأطفاله.' من جهته، يقول محمد، وهو طالب في الثانوية العامة، إنه لم يتمكن للعام التالي من التقدم للامتحان مع عشرات الطلبة، ويعتبر أن وقف إطلاق النار هو فرصة للتقدم لهذا الامتحان، وأن يتمكن من دخول الجامعة. وفي السياق، قال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم في غزة، إنه في ظل الحديث عن تقديم مقترح جديد لإنهاء صفقة الأسر ووقف إطلاق النار، يعيش الناس في غزة حالة من الانتظار، ويحذوهم الأمل والتفاؤل بقرب إنهاء الحرب ووقف الإبادة الجماعية، والقتل، والتدمير، والجوع، والحصار. وأضاف إبراهيم: 'لم يعد هناك وقت للحديث عن الموافقة والرد، ومن يملك ترف المفاضلة بين موتٍ سريع وآخر بطيء، يُجرد الناس من إنسانيتهم، ويُختزل صمودهم العظيم في جملة أرقام: عدد الشهداء، وعدد الأيام المتبقية، وعدد الجولات الفارغة من المفاوضات. وأكد أن الواجب الأسمى اليوم هو الحفاظ على ما تبقى من أبناء الشعب في غزة والعمل على توفير الحماية لهم مشيرا إلى أن المسؤولية الجماعية تقتضي التضحية، والتكاتف، وتوحيد الجهود من أجل إنقاذ الأرواح، وتقديم الدعم الإنساني في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها القطاع .

الملك ينعم على الرائد تامر المعايطة بوسام الاستحقاق العسكري
الملك ينعم على الرائد تامر المعايطة بوسام الاستحقاق العسكري

سرايا الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • سرايا الإخبارية

الملك ينعم على الرائد تامر المعايطة بوسام الاستحقاق العسكري

سرايا - أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، على الرائد تامر حمود المعايطة من جهاز الأمن العام، بوسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الثالثة، تقديراً لجهوده المتميزة وتفانيه في أداء الواجب وخدمته المخلصة في ميادين الشرف والعطاء. ويُعدّ هذا الوسام تجسيدًا لما يتمتع به الرائد المعايطة من مهنية عالية، وانضباط في تنفيذ المهام، وإخلاص في خدمة الوطن تحت راية القيادة الهاشمية. وقد لاقى التكريم الملكي ترحيبًا واعتزازًا من زملائه في جهاز الأمن العام، الذين عبّروا عن فخرهم بهذا الاستحقاق، مؤكدين أنه يشكّل حافزًا لمزيد من البذل والعطاء في سبيل رفعة الوطن وصون أمنه واستقراره. ويأتي هذا التكريم في إطار دعم جلالة القائد الأعلى المتواصل لمنتسبي الأجهزة الأمنية، وحرصه على تكريم النماذج المشرفة التي تكرّس جهودها لخدمة الأردن وأبنائه بكل تفانٍ واقتدار.

الملك ينعم على الرائد تامر المعايطة بوسام الاستحقاق العسكري
الملك ينعم على الرائد تامر المعايطة بوسام الاستحقاق العسكري

عمون

timeمنذ يوم واحد

  • عمون

الملك ينعم على الرائد تامر المعايطة بوسام الاستحقاق العسكري

عمون - أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، على الرائد تامر حمود المعايطة من جهاز الأمن العام، بوسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الثالثة، تقديراً لجهوده المتميزة وتفانيه في أداء الواجب وخدمته المخلصة في ميادين الشرف والعطاء. ويُعدّ هذا الوسام تجسيدًا لما يتمتع به الرائد المعايطة من مهنية عالية، وانضباط في تنفيذ المهام، وإخلاص في خدمة الوطن تحت راية القيادة الهاشمية. وقد لاقى التكريم الملكي ترحيبًا واعتزازًا من زملائه في جهاز الأمن العام، الذين عبّروا عن فخرهم بهذا الاستحقاق، مؤكدين أنه يشكّل حافزًا لمزيد من البذل والعطاء في سبيل رفعة الوطن وصون أمنه واستقراره. ويأتي هذا التكريم في إطار دعم جلالة القائد الأعلى المتواصل لمنتسبي الأجهزة الأمنية، وحرصه على تكريم النماذج المشرفة التي تكرّس جهودها لخدمة الأردن وأبنائه بكل تفانٍ واقتدار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store