logo
ماذا تعرف "تيك توك" عنّا؟

ماذا تعرف "تيك توك" عنّا؟

الجزيرةمنذ 4 أيام
تعرضت منصة " تيك توك" في السنوات الماضية إلى هجوم واسع عالميا تقوده حكومة الولايات المتحدة بسبب حجم البيانات التي تجمعها عن المستخدمين، فضلا عن المخاوف الأمنية من هذه البيانات، ولكن تبدو البيانات التي تجمعها "تيك توك" للعين المجردة مماثلة لأي بيانات تجمعها أي منصة تواصل اجتماعي أخرى.
ويمكن تلخيص أسباب الهجوم الشرس على "تيك توك" وبياناتها إلى 3 نقاط أساسية، الأولى هي حجم مستخدمي المنصة الذي يتجاوز 1.5 مليار مستخدم نشط شهريا مما يعني حجم بيانات مهول يجمع شهريا، ثم تأتي النقطة الثانية وهي طريقة تعامل المنصة مع هذه البيانات، وأخيرا نوعية البيانات التي تجمعها المنصة، إذ إن الغوص في تفاصيل هذه البيانات يكشف اختلافات واسعة في نوعية البيانات وآلية جمعها، فماذا تعرف عنّا "تيك توك"؟
تعرفك أكثر من أهلك وأصدقائك
يصف أحد مستخدمي منصة "إكس" البيانات التي تجمعها "تيك توك" بأنها تعرفك أكثر من والدتك وأصدقائك وطبيبك النفسي بحسب ما نقلته صحيفة "إل باييس" (EL PAÍS) في تقريرها عن المنصة مشيرة إلى أن استخدام المنصة على الأجهزة الحكومية محظور في عدة دول أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة.
وتملك "تيك توك" سجلا مفصلا عن كل مستخدم لديها يضم مجموعة واسعة من المعلومات والتفاصيل، مثل اسم المستخدم وتاريخ ولادته وتاريخ الحساب إلى جانب عناوين البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة وكلمات السر والسيرة الذاتية وصورة المستخدم، إضافة إلى تقرير مفصل للنشاط الذي يقوم به المستخدم داخل المنصة بما فيها عمليات الشراء وآليات الدفع والتوصيل.
ورغم أن هذه البيانات تشبه بقية منصات التواصل الاجتماعي، فإنها تتخطى هذا الأمر، لتسجل البيانات المتعلقة بعنوان الإنترنت المستخدم إلى جانب نوع الجهاز الذي تقوم باستخدامه في كل مرة ونظام التشغيل ونوعية الاتصال التي تستخدمها ومزود خدمة الإنترنت، فضلا عن ذلك تجمع المنصة بيانات عن المدينة أوالمكان الذي يتم استخدام المنصة منه في كل مرة، وتجمع بيانات مزود الإنترنت وتتبع حركة المستخدم وحتى جهات الاتصال المسجلة لديه، إلى جانب النقرات وسلوك التحكم في المنصة، وذلك بحسب سياسة استخدام المنصة وسياسة الخصوصية.
كما تجمع المنصة بيانات استخدام التطبيق نفسه، بدءا من المقاطع الموسيقية التي تعجبك والمطربين الذين تفضل الاستماع إليهم وصناع المحتوى الذين تتفاعل معهم والتأثيرات التي يستخدمونها داخل المنصة، فضلا عن سجل البحث داخل المنصة وآلية تفاعلك مع المستخدمين وإن قمت بإلغاء متابعتهم، ويتخطى الأمر هذا إلى جمع البيانات عن المقاطع التي قمت بمشاركتها عبر المنصات الأخرى وتفاعل أصدقائك مع هذه المقاطع.
وإن لم تكن كل هذه البيانات كافية، فإن المنصة تجمع بيانات تحليلية عن مقاطع الفيديو التي تتفاعل معها سواء كانت تضم مشاهد طبيعية أو رقصات أو أشياء بعينها وحتى آلية مونتاج مقاطع الفيديو، وتخزن كل هذه المعلومات في قواعد البيانات الخاصة بها في سجل خاص يشير إلى كل مستخدم.
لماذا تجمع "تيك توك" كل هذه البيانات؟
رسميا، تقول "تيك توك" إنها تجمع هذه البيانات لتدريب خوارزمية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها من أجل اقتراح المقاطع التي تعجب المستخدم أكثر وتجعله راغبا في التفاعل مع المنصة والبقاء داخلها لفترة أطول، وهو ما يجعلها قادرة على أسر اهتمام المستخدمين لفترة أطول.
وتعد خوارزمية "تيك توك" إحدى أقوى وأنجح خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، ويظهر هذا بوضوح في المدة التي يقضيها المستخدم داخل المنصة، إذ تشير الإحصاءات إلى أنها تصل إلى 55 دقيقة يوميا في المتوسط و34 ساعة شهريا مع فتح التطبيق أكثر من 19 مرة.
وتقول المنصة في سياسة الخصوصية الموجودة في التطبيق إن التعامل مع هذه البيانات يتم بسرية تامة وبشكل يضمن الحفاظ على خصوصية كل مستخدم دون تعريضه للخطر أو مشاركتها مع أي جهات خارجية، ولكن كون إدارة الشركة صينية ومقرها في الصين يضعها تحت قانون المنصات الرقمية في الصين، وهو القانون الذي يجبر المنصات على مشاركة أي بيانات تملكها مع الحكومة الصينية إن تطلب الأمر ذلك.
هل يمكن الاطلاع على البيانات التي تملكها "تيك توك"؟
تتيح المنصة لمستخدميها الوصول إلى البيانات التي تجمعها عنك، ويمكنك تحميلها لمشاهدة حجم هذه البيانات ودقة تفاصيلها، وذلك عبر خدمات إدارة حساب "تيك توك".
وبعد تحميل سجل الاستخدام الموجود في المنصة، تتفاجأ بأنه يحتفظ بعدد مقاطع الفيديو التي شاهدتها مع ذكر تفصيلي لكل مقطع بتاريخ مشاهدته وحتى آلية التفاعل معه، وإن قمت بمشاركته مع أحد أصدقائك وتفاعله مع المقطع أيضا، وتقول المنصة في سياسة الخصوصية أنها لا تخفي شيئا من هذه البيانات عن المستخدمين مالكيها.
كيف يمكنني تقليل البيانات المسجلة من قبل المنصة؟
تحمل الإجابة عن هذا السؤال نقطتين محوريتين، الأولى هي أن تقليل البيانات المجموعة من قبل المنصة لا يعني أنها تختفي أو تنتهي تماما، إذ طالما كنت تستخدم المنصة فإنها تجمع عنك بيانات، وتقوم بتخزينها في سجل المستخدم الخاص بك، والثانية، هي أن منع وصول المنصة إلى هذه البيانات يوقف خوارزمياتها عن العمل تماما ويجعلها غير قادرة على اقتراح مقاطع ملائمة، وبالتالي يجعل استخدام المنصة غير مفيد على الإطلاق.
ولكن توجد بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لخفض حجم هذه البيانات وتقليل خطورتها، وبحسب ما تقترحه شركة الأمن السيبراني "إيسيت" (ESET)، فإن استخدام موقع "تيك توك" مباشرة من المتصفح يقلل حجم هذه البيانات بشكل كبير، وتؤكد الشركة أن إيقاف خدمات التتبع وملفات الارتباط يقلل حجم هذه البيانات بشكل كبير.
كما توصي الشركة باستخدام عنوان بريد إلكتروني وهمي ورقم هاتف غير متصل بأي خدمة أخرى، وذلك من أجل خفض هذه البيانات بشكل كبير وجعل المنصة غير قادرة على تتبعك خارج إطارها.
وفي النهاية، توصي الشركة بعدم السماح للمنصة بالوصول إلى جهات الاتصال أو أي حسابات تواصل اجتماعي أخرى، فضلا عن منع المنصة من تخصيص الإعلانات التي تظهر للمستخدم وحذف بيانات الاستخدام وسجل الاستخدام داخل المنصة بشكل مستمر.
وإلى جانب ذلك، يمكن إيقاف وصول المنصة إلى بعض الخدمات من الهاتف المحمول مثل خدمات الموقع والميكروفون والكاميرا والصور وغيرها من الخدمات الأخرى، وهو ما لا يؤثر على أداء المنصة أو الخوارزمية الخاصة بها.
هل الاتهامات الموجهة إلى "تيك توك" بخصوص حماية البيانات صحيحة؟
لا توجد أدلة قاطعة على مشاركة المنصة بيانات المستخدمين مع جهات خارجية أو الحكومة الصينية كمثال، ولكن وجدت دراسة أجرتها مؤسسة "الإنترنت 2.0" المعنية بخصوصية البيانات ومراقبة الإنترنت بشكل عام، أن المنصة تجمع عددا كبيرا من البيانات التي لا تحتاجها حقا.
وفضلا عن ذلك، تتعامل "تيك توك" مع هذه البيانات بشكل لا يعزز الخصوصية أو يضعها كنقطة اهتمام أساسية، وهو الأمر المعتاد من التطبيقات والمنصات الصينية بشكل عام، وذلك وفق ما جاء في الدراسة.
لذا تنصح المؤسسة المستخدمين بخفض حجم البيانات واستخدام المنصة قدر الإمكان من أجل تعزيز الخصوصية والحفاظ عليها بشكل كبير.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماسك يطرح تصويت مساهمي تسلا لاستثمارها في إكس إيه آي
ماسك يطرح تصويت مساهمي تسلا لاستثمارها في إكس إيه آي

الجزيرة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجزيرة

ماسك يطرح تصويت مساهمي تسلا لاستثمارها في إكس إيه آي

استبعد حدوث اندماج بين شركتي تسلا وإكس إيه.آي، لكنه قال إنه يخطط لأن يصوت مساهمو شركة صناعة السيارات الكهربائية على الاستثمار في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، في أحدث خطوة لتوطيد التكامل في إمبراطورية أعماله. جاءت تعليقاته عقب تقرير نشرته وول ستريت جورنال السبت الماضي، ذكر أن شركة سبيس إكس، وهي شركة صناعة الصواريخ المملوكة لماسك أيضا، ستستثمر ملياري دولار في إكس إيه.آي في إطار جولة تمويل بخمسة مليارات دولار تهدف إلى مواكبة المنافسين، بما فيها أوبن إيه.آي، في سباق الذكاء الاصطناعي الذي يتطلب رأس مال كبيرا. علاقات وثيقة ولدى شركات الملياردير الأميركي فعلا علاقات وثيقة؛ فروبوت الدردشة الآلي (غروك) من إكس إيه.آي، يُطرح في سيارات تسلا، وساعد مهندسو تسلا ماسك بعد استحواذه على تويتر عام 2022، وهي منصة التواصل الاجتماعي المعروفة حاليا باسم إكس. وردا على منشور أحد المستخدمين على إكس يسأل مستثمري تسلا، إن كانوا يؤيدون اندماج الشركتين، أجاب ماسك اليوم الاثنين، "لا"، وكان ماسك قد قال أمس الأحد، إنه سيطلب من مساهمي تسلا التصويت، إن كان بإمكان شركة صناعة السيارات الاستثمار في إكس إيه.آي. وكتب ماسك على إكس، "لو كان الأمر بيدي، لاستثمرت تسلا في إكس إيه.آي منذ فترة طويلة"، بعد أن أشار في وقت سابق إلى أن العلاقات الوثيقة بين الشركتين يمكن أن تساعد في تعزيز طموحات تسلا في السيارات ذاتية القيادة.

صفقة دفاعية ضخمة.. فيديو يعرض خوذة ميتا التي أثارت البنتاغون
صفقة دفاعية ضخمة.. فيديو يعرض خوذة ميتا التي أثارت البنتاغون

الجزيرة

timeمنذ 18 ساعات

  • الجزيرة

صفقة دفاعية ضخمة.. فيديو يعرض خوذة ميتا التي أثارت البنتاغون

في عام 2014 استحوذت شركة "ميتا" التي كانت تدعى "فيسبوك" آنذاك على الشركة التي تصنع خوذ الواقع الافتراضي "أوكولوس" (Oculus) ضمن جهود مارك زوكربيرغ للتحول إلى شركة تركز أولا على تقنيات الواقع الافتراضي، وضمن هذا الاستحواذ انتقل بالمر لاكي للعمل كرئيس لقسم خوذ الواقع الافتراضي في الشركة. ولم تستمر هذه العلاقة المثمرة طويلا، إذ أزيح لاكي من منصبه عام 2016 ليؤسس في العام الذي يليه شركة "أندوريل" (Anduril) وهي شركة تعمل في قطاع التكنولوجيا العسكرية وتمتع بالكثير من العقود المباشرة مع جيوش العالم بما فيها الجيش الأميركي. ورغم أن علاقة لاكي و"ميتا" ليست جيدة، إلا أنهما عاودا العمل مجددا في الشهور الماضية لتطوير تقنية خوذ واقع افتراضي للاستخدام العسكري، وذلك بناءً على طلب الجيش الأميركي، فما القصة؟ حروب المستقبل برعاية "ميتا" هناك مشهد معتاد في أفلام الخيال العلمي التي تصور الحروب المستقبلية، إذ يظهر الجنود دائما مرتدين خوذا ذات قدرات متفاوتة، ولكن كلها تعرض معلومات متنوعة أمام عين الجندي مباشرة وتتيح له إدراك عدة أمور لا يمكن للعين البشرية رؤيتها. وهذا ما تحاول "ميتا" و"أندوريل" تحقيقه في مشروعهما المشترك الذي أطلق عليه "إيجل آي" (EagleEye)، وبحسب تصريحات لاكي وزوكربيرغ عن قدرات هذا المشروع، فإنه يعد مزيجا بين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز. تعرض الخوذ خليطا من المعلومات المتعلقة بالموقف أو المكان الذي يقف الجندي فيه، وذلك مثل البحث عن البصمة الحرارية للأهداف المحيطة وتتبع الأهداف والمعلومات المتعلقة بالأشياء التي يراها أمامه كأنواع السيارات والأسلحة والذخيرة وغيرها، وهي معلومات مزودة من قبل الذكاء الاصطناعي المدمج في الخوذة. ويتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية تعزيز حواس الجنود بشكل عام، فضلا عن الربط المباشر مع التقنيات الأخرى التي يستخدمها الجيش في غرف المراقبة مثل مستشعرات المسيرات والصواريخ والدبابات وغيرها. وتأتي الخوذة في تصميم يراعي المخاطر المحيطة بالعمليات العسكرية من أجل حماية الجنود والتقنية المستخدمة فيها، وبحسب تقرير نشرته "وال ستريت جورنال" (Wall Street Journal)، فإن مشروع "ميتا" و"أندوريل" لا يقتصر على خوذ الواقع الافتراضي فقط بل يمتد إلى مجموعة من التقنيات التي يمكن ارتداؤها، مثل النظارات الخفيفة والعدسات. التوسع في القطاع العسكري ينظر بالمر لاكي لتعاونه مع "ميتا" بعين مختلفة، إذ يتعدى الأمر فرصة للعودة والعمل على تقنياته القديمة التي تركها عندما غادر الشركة، ولكنها أيضا إثبات على نجاح فلسفته وإقناع الشركات التقنية بالعمل مع الجيش الأميركي والقطاع العسكري بشكل عام. وفي مقابلة سابقة، وضح لاكي أن هذا التعاون هو إثبات على نجاحه ونجاح فلسفته مشيرا إلى تعاون الشركات التقنية مع شركته والقطاع العسكري لا يقتصر على "ميتا" ويمتد إلى العديد من الشركاء عبر السنوات، ومن بينهم "أوبن إيه آي" و"أوراكل". ومن جانبها، تنظر "ميتا" لهذا التعاون على أنه فرصة لاختراق قطاع حاولت الدخول إليه لسنوات طويلة، إذ قامت الشركة في الشهور الماضية بتعيين عدة موظفين سابقين من "البنتاغون" طمعا في خبرتهم اللوجيستية وتسهيل العقود العسكرية. كما تجدر الإشارة إلى أن "ميتا" أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للاستخدام العسكري، لذا فإن تعاونا مباشرا مع وزارة الدفاع الأميركية يكلل جهود الشركة بالنجاح. خطوة أولى في القطاع العسكري تعاون "ميتا" مع "أندوريل" لتطوير الخوذ وفق عقد طرحته وزارة الدفاع مؤخرا تصل قيمته إلى 100 مليون دولار من أجل تطوير وفحص خوذ الواقع الافتراضي ذات الاستخدامات العسكرية، وهو جزء من عقد أكبر لتطوير معدات عسكرية قابلة للارتداء تصل قيمته إلى 22 مليار دولار. وتأتي هذه العقود ضمن توجيهات إدارة ترامب إلى وزارة الدفاع من أجل استخدام الشركات التقنية الخاصة لتوفير النفقات، إذ حاولت "مايكروسوفت" سابقا تقديم خوذة واقع افتراضي مماثلة للجيش الأميركي، ولكنها فشلت في ذلك، لتصبح "أندوريل" المسؤول الرئيسي عن هذا المشروع. وأشارت "أندوريل" إلى أن مشروع تطوير خوذ واقع افتراضي معززة بالذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية ستستمر بغض النظر عن وضع التعاقد مع الجيش الأميركي، وذلك طمعا في بيع التقنية حال نجاحها إلى القطاعات العسكرية الأخرى.

الذكاء الاصطناعي يثير توترات في هيئة تحرير مجلة لوبوان
الذكاء الاصطناعي يثير توترات في هيئة تحرير مجلة لوبوان

الجزيرة

timeمنذ 20 ساعات

  • الجزيرة

الذكاء الاصطناعي يثير توترات في هيئة تحرير مجلة لوبوان

تواجه مجلة "لوبوان" الأسبوعية الفرنسية ذات التوجه الليبرالي اليميني صراعا داخليا كبيرا في أعقاب الإعلان في أبريل/نيسان الماضي عن خطة اجتماعية لخفض 52 وظيفة، معظمها من هيئة التحرير وإدخال الذكاء الاصطناعي لتعويض تلك الوظائف. وذكرت صحيفة ليبراسيون التي أعدت تقريرا عن الموضوع أن القائمة ضمت قسم المراجعة والتصحيح بأكمله (18 وظيفة)، موضحة أن الإدارة، بقيادة المدير إتيان جيرنيل، تسعى لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل MerciApp وArc XP، للمساعدة في التحرير واستبدال الأدوار التقليدية مثل المدققين والمحررين. ويأتي هذا التحرك، إلى حد كبير، نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعات المجلة، حيث فقدت ربع قرائها على مدى العقد الماضي، فكان حجم مبيعاتها 384 ألف نسخة في عام 2014 ولم يتجاوز 286 ألف نسخة في عام 2024، بينما تقلصت قاعدة المشتركين إلى النصف (135 ألف مشترك). لكن الموظفين، وخاصة العاملين في قسم المراجعة، أعربوا عن شكوكهم العميقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة عملهم الدقيق، الذي لا يقتصر على تصحيح القواعد النحوية والإملائية فحسب، بل يشمل أيضا التحقق من المعلومات، وتحسين الأسلوب، وضمان توافق المادة مع الخط التحريري للمجلة والتأكد من ملاءمة المحتوى وجودته. كما سلطوا الضوء على "عين القارئ" البشرية القادرة على اكتشاف الغموض والتناقضات والأخطاء الدقيقة التي قد يغفلها الذكاء الاصطناعي. لكن مدير لوبوان إتيان جيرنيل برر هذه التغييرات بالقول إن خدمة المراجعة المستقلة عفى عليها الزمن، وإنه يخطط للانتقال إلى نظام "المحرر-المُراجع"، الشائع في الصحافة الفرنسية، مُعززا بطبقتين من "التحقق"، تتضمن الأولى أدوات رقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، التي ستبقى دائما تحت الإشراف البشري، أما الثانية، فتتمثل في إنشاء 3 مناصب "محرر مشرف" للمساعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي والحفاظ على قواعد التحرير. وتسعى المجلة إلى مقاربة ترمي إلى "الارتقاء بالمستوى" وهي مستوحاة من مجلة "ذي أتلانتيك" وتقوم على العمل على توفير تقارير مميزة واستخدام تصميم أكثر انسيابية، لكن هذا الطموح يبدو متناقضا مع تقليص عدد الموظفين وصعود الذكاء الاصطناعي، وفقا لليبراسيون. كما تُعول الإدارة على الفعاليات والألعاب التفاعلية وزيادة سعر النسخة (من 3.80 يوروهات إلى 6.90 يوروهات خلال 10 سنوات). ويرى اتحاد العمال الفرنسي في هذه الخطة هجوما على الموظفين المنضوين في نقابات عمالية، كما أن ليبراسيون ترى في قضية "لوبوان" سابقة في فرنسا يُذكر فيها لأول مرة الذكاء الاصطناعي بوضوح في خطة لتسريح العمال، وهو ما يبرز التحدي الذي تمثله محاولة الاستفادة من الابتكار التكنولوجي وفي الوقت ذاته الحفاظ على المهارات البشرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store