
ترامب - نتنياهو أي مستقبل؟!
ناديا غصوب - نداء الوطن
تشهد العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرحلة حساسة قد تكون الأخطر منذ سنوات، في ظل مؤشرات متزايدة على تباين في الرؤى السياسية، واتساع الهوة بين الحليفين التقليديين. وعلى الرغم من أن التعاون الأمني والعسكري لا يزال قائماً، فإن التطورات الأخيرة تطرح علامات استفهام حول مستقبل العلاقة بين ترامب ونتنياهو.
إيران... قنبلة الخلاف
الملف النووي الإيراني ظلّ لعقود قضية مشتركة تجمع الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه بات اليوم مصدر خلاف جوهري. ففي الوقت الذي يحاول فيه ترامب إعادة ترتيب العلاقات مع طهران عبر قنوات دبلوماسية، يصرّ نتنياهو على أن أي اتفاق جديد لا بدّ أن يقطع الطريق تماماً أمام طموحات إيران النووية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن مكالمة هاتفية بين الرجلين مؤخراً شهدت نقاشاً محتدماً لم يخْلُ من التوتر.
غزة على طاولة واشنطن بدون تل أبيب
في خطوة مفاجئة، كشفت تسريبات دبلوماسية أن إدارة ترامب اقترحت إعادة توطين سكان غزة في مشاريع إنمائية خارج القطاع ضمن إطار ما سُمي بـ"الريفييرا الإقليمية". الطرح جاء بدون تنسيق مسبق مع إسرائيل، ما دفع نتنياهو إلى وصفه ضمنياً بأنه "تجاوز غير مقبول". مراقبون رأوا في ذلك مؤشراً إضافياً على أن التناغم بين الطرفين لم يعد كما كان.
وجوه جديدة في البيت الأبيض... وقلق إسرائيلي
زادت مخاوف الحكومة الإسرائيلية بعد أن أقدمت إدارة ترامب على إقالة عدد من المسؤولين المعروفين بمواقفهم الداعمة لإسرائيل، وهو ما رُصد في تل أبيب كمؤشر على تغيّر في التوازنات داخل الإدارة الأميركية، وربما تراجع النفوذ الإسرائيلي غير المعلن في صياغة السياسة الأميركية في المنطقة.
محكمة لاهاي... والقلق المشترك المختلف
عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق شخصيات إسرائيلية، من بينها نتنياهو، سارع ترامب إلى فرض عقوبات على القضاة، في ما بدا دفاعاً عن حلفائه. إلا أن مصادر سياسية رأت أن دوافع ترامب لم تكن بالكامل لصالح إسرائيل، بل لحماية مسؤولين أميركيين كذلك. هذا التباين في قراءة النوايا ساهم في تغذية أجواء الحذر بين الجانبين.
الضاحية الجنوبية... قصف ورسائل متبادلة
وسط هذه التوترات، نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، في عملية حملت رسائل تتجاوز حدود لبنان. لكن المفاجأة كانت في رد الفعل اللبناني الرسمي، حيث أوضح رئيس الجمهورية جوزاف عون أن ما جرى لم يكن مجرد عدوان عسكري، بل رسالة سياسية موجهة إلى الإدارة الأميركية.
في المقابل، برزت آراء متباينة حول ما إذا كان الجيش اللبناني قد كشف على المواقع قبل تنفيذ الغارات الإسرائيلية. فبينما أشارت بعض المصادر إلى أن الجيش كان قد تفقد الموقع مسبقاً ولم يعثر على أي مؤشرات لوجود أسلحة أو نشاطات عسكرية، فإن مصادر أخرى نفت حصول أي كشف مسبق، معتبرة أن الضربات نُفّذت بدون تنسيق أو علم مسبق من الجانب اللبناني. هذا التناقض في المعطيات زاد من ضبابية المشهد.
انهيار أم إعادة تموضع؟
رغم أن القنوات الرسمية لا تزال تروّج لصورة "التحالف المتين"، فإن التباينات الأخيرة تكشف أن العلاقات تمر باختبار غير مسبوق. وبينما تبحث واشنطن عن سياسة خارجية أكثر توازناً، تخشى تل أبيب من خسارة مكتسبات استراتيجية لطالما اعتبرتها من المسلمات.
أما لبنان، فقد وجد نفسه وسط هذه المتغيّرات، يتبنّى موقفاً أكثر استقلالية وصلابة، مع رئيس جمهورية يرى أن بلاده لن تكون ورقة بيد أحد، لا في المواجهات ولا في التسويات.
ما يجري اليوم قد لا يكون نهاية تحالف، لكنه بالتأكيد بداية مرحلة جديدة، قد تُرسم فيها خطوط العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، ومعها بيروت وطهران، بشكل أكثر براغماتية من أي وقت مضى.
"فهل نحن أمام تحالف يعاد تشكيله، أم أمام بداية لقطيعة استراتيجية طويلة الأمد؟"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 37 دقائق
- المنار
النائب فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله، أن 'ما يعنينا هو قيام الدولة من خلال مؤسساتها بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها، وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبر عن الموقف الرسمي للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على كلّ لبنان وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للإتّفاق. وبعض القوى السياسية وبعضُ الإعلام الداخلي الذين وقفوا ضد موقف الدولة، كانوا في موقع الانقلاب عليها، فحين أتت الدولة وأخذت موقف في وجه العدوّ قام هؤلاء بأخذ مواقف ضدّ الدولة، لأن هؤلاء يراهنون على العدوان الإسرائيلي كيّ يحققوا مكاسب في الداخل، ولم يتعلموا من تجارب الماضي وهم واهمون وهم مخطئون وسيحصدون نتائج هذه الأوهام'. مواقف فضل الله جاءت خلال إحياء 'حزب الله' الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الحاج طالب عبد الله (أبو طالب) الذي أقيم في حسينية بلدة عدشيت بحضور رئيس المكتب السياسي لحركة أمل جميل حايك وعلماء وجمع من الأهالي. وقال فضل الله: 'يستفيد العدوّ الإسرائيلي اليوم من عدم قُدرة الدولة على إيجاد معادلات الحماية والرّدع والمواجهة، وعدم قدرتها على القيام بخطوات تؤدي إلى منعِ الإعتّداءات الإسرائيلية، وفي الوقت الذي لا نطالبُ الدولة اليوم أن تُواجه عسكريًّا لعدم وجود توازن عسكري، لكنها تستطيع أن تحشد كلّ عناصر القوّة التي تملكها سياسيًّا وشعبيًّا وأمنيًّا وإعلاميًّا من أجل أن تضغط على الدول الراعية لوقف الإعتداءات'. وقال: 'يتحدثون عن البيان الوزاري والإلتزام به، بينما يتحدث البيان بالترتيب عن حماية السيادة اللّبنانية وإعادة الإعمار وتولي الدولة حماية حدودها وردع المعتدي، واتخاذ الوسائل كافة لتحرير الأرض، بعدها تأتي بالبنود المتعلقة بإستراتيجية وطنية للأمن الوطني ومن خلالها تُناقش عناصر القوة بما فيها كيفية الإستفادة من المقاومة'. وأضاف: 'نمُر بصعوبات ومرحلة جديدة، ولكنها ليست نهاية المَطاف علينا أن لا نعيش اللحظة فقط، وجيل أبو طالب وجيل أبو الفضل جيل السيد حسن وجيل السيد هاشم بالعام 82 لو فكّروا فقط باللّحظة حيث كان هناك اجتياح واحتلال إسرائيلي ما كانوا ليفعلوا شيئًا. وجيل الإمام المغيّب السيد موسى الصدر لو فكر فقط باللحظة ما كان ليُنجز شيئًا، لكن حفر ووصل، وهؤلاء الأخوة الذين بدأو عام 82 كان لحظتهم صعبة جدًا. ونحنُ الآن في لحظة صعبة ونتعرضُ لعدوان، وإنتاج المُعادلات يحتاج إلى ظروف مختلفة، ونحن في محيط إقليمي ايضا معقّد، وترون ما يحصل في محيطنا في سوريا وغير سوريا، لكن دائمًا الشعب الذي يعمل ويُضحي ويصبر ويتحمّل يستطيع أن يصِل إلى الأهداف التي يريدها'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 39 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
نائب حزب الله: الدولة قادرة.. وهناك من سيدفع ثمن الأوهام!
أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن ما يعنينا هو أن تقوم الدولة، عبر مؤسساتها، بكل الخطوات الممكنة لحماية مواطنيها، معتبراً أن المواقف التي صدرت عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبّرت عن الموقف الرسمي للدولة، وأكدت أن ما يجري هو عدوان على كل لبنان، وهو موضوع برسم الولايات المتحدة والجهات الراعية للاتفاق. وفي المقابل، لفت فضل الله إلى أن بعض القوى السياسية وبعض الإعلام الداخلي الذين وقفوا ضد موقف الدولة، كانوا في موقع الانقلاب عليها، وقال: "حين اتخذت الدولة موقفًا بوجه العدو، وقف هؤلاء ضدها، لأنهم يراهنون على العدوان الإسرائيلي لتحقيق مكاسب داخلية، لكنهم واهمون ومخطئون، وسيدفعون ثمن هذه الأوهام". مواقف فضل الله جاءت خلال إحياء حزب الله الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد طالب عبد الله (أبو طالب) في حسينية بلدة عدشيت، بحضور رئيس المكتب السياسي في حركة أمل جميل حايك، وعدد من العلماء وفعاليات وأهالي البلدة. وأشار فضل الله إلى أن العدو الإسرائيلي يستفيد اليوم من عدم قدرة الدولة على إيجاد معادلات للحماية والردع، وعدم قدرتها على اتخاذ خطوات تمنع الاعتداءات، مؤكدًا أن أحدًا لا يطلب من الدولة أن تواجه عسكريًا في ظل غياب التوازن، لكنها قادرة أن تحشد عناصر قوتها السياسية والشعبية والأمنية والإعلامية للضغط على الدول الراعية ووقف العدوان. وتحدث فضل الله عن البيان الوزاري، قائلاً إن من يتحدثون عن الالتزام به، عليهم أولًا الالتزام بتسلسل أولوياته التي تبدأ بحماية السيادة اللبنانية وإعادة الإعمار، وتولّي الدولة مسؤولية حماية الحدود وردع المعتدي، واتخاذ الوسائل كافة لتحرير الأرض، قبل أن تصل إلى الحديث عن استراتيجية وطنية للأمن الوطني، والتي تُناقش من خلالها عناصر القوة، بما فيها المقاومة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 44 دقائق
- ليبانون 24
الولايات المتحدة... "قرار عاجل" من شرطة لوس أنجلوس
أعلنت السلطات الأميركية، أن وسط مدينة لوس أنجلوس بأكمله بات منطقة "تجمع غير قانوني"، بعد ثالث يوم على التوالي من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون. واندلعت الاشتباكات على خلفية الإجراءات الصارمة التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، بخصوص الهجرة في المنطقة. وكتبت شرطة لوس أنجلوس، على منصة "إكس" في الساعات الأولى من صباح الإثنين:"عليكم مغادرة المنطقة فورا". وخلال مطلع الأسبوع الجاري ألقت السلطات القبض على 56 شخصا على خلفية الاحتجاجات المستمرة، بحسب ما ورد في تقارير شرطية. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن قائد الشرطة جيم ماكدونيل القول، إن "عدد الاعتقالات حتى الآن لا يذكر بالمقارنة مع ما سيحدث لاحقا". وكانت التوترات قد تصاعدت، أمس الأحد، بشكل كبير في أعقاب الأوامر الاستثنائية والمثيرة للجدل التي أصدرها ترامب بنشر الحرس الوطني ، وتعبئة القوات العسكرية النظامية، رغم معارضة المسؤولين المحليين. وتدفق آلاف المتظاهرين إلى الشوارع ردا على الأمر غير المسبوق، وردت قوات إنفاذ القانون باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت، في محاولة لتفريق الحشود.