logo
'صحافة في خدمة العنف'.. كيف عبَّدَ الإعلام الألماني الطريق لقتل الصحافيين الفلسطينيين ونشر مبررات نتنياهو كحقائق #عاجل

'صحافة في خدمة العنف'.. كيف عبَّدَ الإعلام الألماني الطريق لقتل الصحافيين الفلسطينيين ونشر مبررات نتنياهو كحقائق #عاجل

جو 24منذ يوم واحد
جو 24 :
نشرت صحيفة "الغارديان' مقالا للصحافي المقيم في برلين، والذي عمل محرراً بارزاً في القسم الثقافي لصحيفة "برلينر تسايتونغ'، هانو هاونستين قال فيه إن الإعلام الألماني عبّدَ الطريق أمام قتل إسرائيل للصحافيين في غزة.
وتساءل في بداية مقالته: "ما هو دور الصحافة عندما يُعامل الصحافيون الفلسطينيون كمجرمين، ويتركون ليموتوا؟
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تحدثت مع الصحافي حسام شبات. وَصَفَ شبات العائلات وهي تحزم ما تبقى لها في شمال غزة، بينما بدأت إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات'. بعد ستة أشهر، قُتل شبات، وقتلته إسرائيل بعدما اتهمته بأنه عميل لحماس'.
وقال: "لا تحاول إسرائيل إخفاء عمليات القتل هذه. بل غالباً ما تشوّه سمعة ضحاياها مسبقاً، وتصوّر الصحافيين على أنهم "إرهابيون'، وهي اتهامات نادراً ما تثبت صحتها. وتخدم هذه الأوصاف هدفاً واضحاً: تجريد الصحافيين من صفتهم المدنية، وجعل قتلهم يبدو مقبولاً أخلاقياً. فالصحافيون ليسوا أهدافاً مشروعة وقتلهم جريمة حرب'.
وكانت آخر جولة صدمت العالم مقتل خمسة صحافيين عاملين في قناة "الجزيرة' في خيمتهم الصحافية بمدينة غزة، وكان من بينهم أنس الشريف، الذي أصبح وجهه معروفاً لمن يتابع غزة عن كثب. وقد حذرت الأمم المتحدة ولجنة حماية الصحافيين أن حياته في خطر، وبعد أسابيع كان ميتاً.
وفي غضون ذلك، يتزايد الإجماع على أن غزة مسرحٌ لإبادة جماعية تُبث مباشرة، حية، وعلى الهواء.
ومع ذلك، ففي ألمانيا، الدولة التي تفخر بتعلّم الدروس من تاريخها الإبادي، فإن بعضاً من أقوى المؤسسات الإعلامية لعبت دوراً في تمكين ومساعدة إسرائيل على ارتكاب أفعالها، بل إن بعض الصحافيين الألمان برروا قتل زملائهم الفلسطينيين.
ولعل المثال الأوضح على ذلك هو دار نشر "أكسل سبرينغر'، أكبر ناشر في أوروبا، ومالك صحيفة "بيلد' كبرى الصحف الألمانية،
فبعد ساعات من إعلان مقتل الشريف، نشرت "بيلد' صورته تحت هذا العنوان: "إرهابي متنكر بزي صحافي قُتل في غزة' (وقد عُدّل العنوان لاحقاً إلى "الصحافي المقتول ويُزعم أنه إرهابي').
وقبل حوالي أسبوع، نشرت "بيلد' مقالاً آخر: "هذا المصور من غزة يروّج لدعاية حماس'. وقد استهدف المقال المصور الفلسطيني أنس زايد فتيحة، متهماً إياه بتزييف صور فلسطينيين يتضورون جوعاً كجزء من حملة لـ "حماس'، على الرغم من وجود أدلة على أن الأشخاص الذين ظهرت صورهم كانوا بالفعل يتضورون جوعاً، وينتظرون الطعام. في المقال، ظهر لقب فتيحة كصحافي بين علامتي اقتباس، ما يوحي بأنه ليس صحافياً حقيقياً، وأن صور المجاعة مفبركة ومبالغ فيها.
وقد تضخمت قصة صحيفة "بيلد'، إلى جانب مقال مماثل في صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ' الليبرالية، بسرعة على موقع "إكس' التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، التي استشهدت بهما كدليل على أن "حماس' تتلاعب بالرأي العام العالمي.
ووصف فتيحة بأنه "كاره لإسرائيل واليهود' ويخدم "حماس'. وسرعان ما انضمت إلى الحملة "مؤسسة غزة الإنسانية'، وانضم إليها مؤثرون يمينيون.
هكذا أصبحت وسائل الإعلام الألمانية بمثابة قناة مباشرة لخطابات إسرائيل، التي أُعيد تدويرها بسرعة في الساحة الدولية، وأُعيد تقديمها كـ'أدلة'.
وعلق فتيحة على الاتهامات بالقول: "أنا لا أخلق المعاناة، بل أوثقها'. ووصف الاتهام له بأن عمله "دعاية حماس' بأنه "جريمة بحق الصحافة نفسها'.
ويضيف الكاتب أن تقديم المبرر لقتل الصحافيين الفلسطينيين لا يقتصر على صحيفة "بيلد' و'زود دويتشه تسايتونغ'، بل أيضاً على نقابة الصحافيين الألمان (دي جي في)، إحدى أكبر نقابات الصحافيين في ألمانيا، التي أصدرت بياناً حذرت فيه من "التلاعب' في الصور الصحافية. وبشكل محدد شككت في صور تظهر أطفالاً هزالاً من غزة، زاعمة أن حالتهم "لا تُعزى، على ما يبدو، إلى المجاعة في غزة'. ولم تقدم النقابة أي دليل على هذا الادعاء، ويعود ذلك أساساً إلى عدم وجود مثل هذه الأدلة على عدم وجود مجاعة.
ولخوفها من ردود فعل عنيفة على الإنترنت، استشهدت النقابة الصحافية بمقال نشر في تموز/يوليو في صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ'، حيث تكهّن فيه كاتبه بما إذا كانت صور الأطفال الهزيلين ناجمة بالفعل عن الجوع، أو بالأحرى عن حالات مرضية سابقة، مثل التليف الكيسي. وأشار المقال إلى أن نشر الصور كان عن طريق الإهمال أو تم التلاعب بها دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقد أُغفل كلام الكاتب حقيقة أنه لا يمكن الفصل بوضوح بين الجوع والحالات المرضية السابقة، وأنه لا يمكن لأي حالة مرضية سابقة وحدها أن تتسبب بهذا الهزال الشديد.
ويقول هاونستين إن التحيز ليس جديداً على المشهد الإعلامي الألماني. ففي شركة "أكسل سبرينغر'، يأتي دعم وجود دولة إسرائيل في المرتبة الثانية على قائمة المبادئ التوجيهية للشركة، أو ما يسمى بأساسياتها.
وفي أيلول/سبتمبر من العام الماضي، ساعدت صحيفة "بيلد' في إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار بنشرها تقريراً "حصرياً'، قالت إنه يحتوي على مقتطفات من إستراتيجية "حماس'، وسرَّبها مساعدو بنيامين نتنياهو إلى "بيلد'.
في هذا التقرير، زعمت الصحيفة أن "حماس' "لا تسعى إلى إنهاء الحرب بسرعة'، ما برّأ نتنياهو تماماً من أي مسؤولية عن انهيار المحادثات آنذاك. (رداً على استفسارات حول هذا التقرير، قال متحدث باسم "بيلد' لمجلة +972 إن الصحيفة لا تقدم تعليقات بشأن مصادرها).
وكما اتضح لاحقاً، فقد شوهت "بيلد' وثيقة "حماس' بشكل كبير. وكان توقيت نشرها في صالح نتنياهو، حيث نُشرت القصة في وقت ضغطت فيه الاحتجاجات الحاشدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وبعد نشر تقرير "بيلد' بوقت قصير، استشهد نتنياهو به في اجتماع لمجلس الوزراء لتصوير المتظاهرين كبيادق في يد "حماس'. ولا يزال مقال "بيلد' منشوراً على الإنترنت دون تصحيح.
ويقول هاونستين إن المشكلة تتجاوز "بيلد' والشركة الناشرة "أكسل سبرينغر'، بل تنسحب على وسائل الإعلام الألمانية العريقة، حيث كان الفشل في تقديم تغطية متوازنة وقائمة على الحقائق لإسرائيل وفلسطين واضحاً جداً، وأصبح جلياً بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولا تزال المزاعم الملفقة، مثل أن "حماس' قطعت رؤوس 40 رضيعاً، إلى جانب العديد من المعلومات المضللة المتعمدة الأخرى، في مواقع الصحف، دون تصحيح.
وقد دأبت وسائل الإعلام من مختلف الأطياف السياسية في ألمانيا على حذف السياق التاريخي وتأطير وفيات الفلسطينيين بعبارات سلبية وغير مسيّسة، وإظهار ثقة شبه عمياء في "التثبت' العسكري الإسرائيلي، متجاهلة سجلاً موثقاً من المعلومات المضللة الصادرة عن مصادر حكومية إسرائيلية.
ففي كانون الثاني/يناير، نشرت صحيفة "دي تاغس تسايتونغ' اليسارية مقالاً بعنوان: "هل يمكن للصحافيين أن يكونوا إرهابيين؟'، حيث استشهد المقال بالجيش الإسرائيلي أربع مرات، ولم يقتبس كلاماً من أي صحافي في غزة.
وفي المشهد الإعلامي الألماني، تسهم هذه الروايات في تجريد الصحافيين الفلسطينيين من مصداقيتهم، وفي أسوأ الأحوال، تقدم لإسرائيل مبررات جاهزة لاستهدافهم.
ويعلق الكاتب بأن تعهد ألمانيا "لن يحدث أبداً' يجب أن يحمل وزناً كبيراً، نظراً لتاريخها الحافل بالإبادة الجماعية. ومع ذلك، يبدو هذا التعهد أجوفاً عندما تقوم المنافذ الإعلامية المهيمنة في البلاد بتبييض، أو توفير الدعاية، لإضفاء الشرعية على القتل الجماعي في غزة.
هذه ليست صحافة في خدمة الحقيقة، بل هي صحافة في خدمة العنف. ويتطلب كسر هذه الدائرة محاسبة جادة للثقافات التحريرية والولاءات السياسية التي مكنت الصحافة الألمانية من أن تصبح مسلحة بهذه الطريقة.
وقال إن مقتل الصحافيين في غزة يكشف عن أمر واحد جلي: إسرائيل لا تريد ترك أي أثر، وعندما يُكتب تاريخ هذه الإبادة الجماعية، ستكون هناك فصول عن دور الإعلام، وسيكون قسم ألمانيا كبيراً بشكل غير مريح. ولا ينبغي لأحد أن يدعي أنه لم يرَ ذلك يحدث.
(القدس العربي)
تابعو الأردن 24 على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سيناتور أمريكي: إذا تخلينا عن إسرائيل سيقطع الله دعمنا
سيناتور أمريكي: إذا تخلينا عن إسرائيل سيقطع الله دعمنا

جفرا نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • جفرا نيوز

سيناتور أمريكي: إذا تخلينا عن إسرائيل سيقطع الله دعمنا

جفرا نيوز - قال السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام إنه "إذا قطعت الولايات المتحدة دعمها عن إسرائيل فإن الله سيقطع دعمه عنها". وخلال اجتماع لحزب الجمهوريين في ساوث كارولاينا، مشيرا إلى أنه "إذا أرادت إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية، فلديها القدرة على القيام بذلك، لكنها تختار عدم القيام بها. أما حماس، فسترتكب إبادة جماعية خلال 30 ثانية فقط لأنها لا تستطيع". وأضاف: "إسرائيل ليست الشريرة، إنهم الطيبون. الأشرار هم الإسلاميون المتطرفون الذين سيقتلون كل شخص في هذه القاعة لو استطاعوا". وردت النائبة المحافظة مارجوري تايلور غرين على تصريحاته، وكتبت على منصة "إكس": هذا تصريح كبير واعتراف بأن إسرائيل المسلحة نوويا أكثر من قادرة على الدفاع عن نفسها بمفردها، وليس فقط هزيمة أعدائها، بل القضاء عليهم تماما!". وأشارت غرين إلى أن هذا المنطق يتناقض مع سياسة "أمريكا أولا" التي دفع بها الرئيس السابق دونالد ترامب. وقالت: "العواقب المهملة والفادحة لقرارات أمريكا الأخيرة من قبل معظم السياسيين في واشنطن لم تقيدنا نحن وأجيالنا القادمة بالدين فحسب، بل قلّصت من قيمة الدولار، وأطلقت التضخم خارج السيطرة، مما جعل الحياة لا تُحتمل، وتدمّر الطبقة الوسطى وتحول جيل أولادي إلى فئة العاملين الفقراء".

خلاف انتهى بطعنة.. سعر التين الشوكي يقتل شاباً في مصر
خلاف انتهى بطعنة.. سعر التين الشوكي يقتل شاباً في مصر

جو 24

timeمنذ 12 ساعات

  • جو 24

خلاف انتهى بطعنة.. سعر التين الشوكي يقتل شاباً في مصر

جو 24 : بطعنة نافذة في القلب انتهت حياة شاب مصري على يد بائع متجول بسبب خلاف على سعر التين الشوكي. وفي التفاصيل، وقعت الحادثة في منطقة شرق المحطة بمدينة بني مزار بمحافظة المنيا، حين نشب جدال بين شاب يبلغ من العمر 28 عاماً، وأحد بائعي التين الشوكي حول سعر الفاكهة الصيفية. فتطور النقاش سريعاً إلى مشادة كلامية حادة، قبل أن يقدم البائع على تسديد طعنة نافذة في قلب الشاب، ليسقط أرضاً جثة هامدة وسط ذهول المارة. وسرعان ما انتشر فيديو الجريمة الذي وثقته كاميرات المراقبة بالشارع، على مواقع التواصل لتتحرك الشرطة سريعًا وتقبض على الجاني، خلال وقت قصير، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة. بينما نُقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى "بني مزار"، فيما قررت النيابة العامة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد. تابعو الأردن 24 على

سقطت سيارتهما من ارتفاع 650 قدماً.. وفاة مؤثرين بشكل مأساوي
سقطت سيارتهما من ارتفاع 650 قدماً.. وفاة مؤثرين بشكل مأساوي

جو 24

timeمنذ 12 ساعات

  • جو 24

سقطت سيارتهما من ارتفاع 650 قدماً.. وفاة مؤثرين بشكل مأساوي

جو 24 : في حادث مروّع، لقي الثنائي الكندي الشهير ستايسي توراوت وماثيو يومانز، مالكا قناة "Toyota World Runners" على يوتيوب، مصرعهما بعد أن هوت سيارتهما من ارتفاع يقارب 200 متر في جبال مقاطعة بريتيش كولومبيا. الحادث وقع أثناء قيادة المؤثرين على طريق جبلي وعر قرب منطقة ترواوت ليك، حيث يُعتقد أنهما فقدا السيطرة على المركبة قبل أن تتدحرج عشرات المرات على منحدر صخري قاسٍ، لتتحطم في أسفل الوادي، وفقً لصحيفة " بدورها، سارعت فرق البحث والإنقاذ إلى الموقع، واصفةً المهمة بأنها "شديدة الصعوبة" نظراً للطبيعة الوعرة، وأكدت أن أحد الضحايا فارق الحياة في مكان الحادث، بينما نُقل الآخر إلى المستشفى بحالة حرجة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، دون أن يتضح من توفي أولاً. الثنائي بنى قاعدة جماهيرية واسعة تضم أكثر من 200 ألف مشترك على يوتيوب و72 ألف متابع على إنستغرام، بفضل مقاطع توثق رحلاتهما المغامِرة بسيارات الدفع الرباعي في أرجاء الأمريكتين، وسط مناظر طبيعية خلابة. نعي مؤثر والدة ستايسي نعت ابنتها وحبيبها بكلمات مؤثرة، قائلة: "رحلا معاً في الجبال الجميلة التي أحبّاها، أرجو أن تذكرونا جميعاً في دعواتكم ونحن نحاول استيعاب هذه النهاية المأساوية لقصة حب رائعة"، فيما امتلأت مواقع التواصل بعشرات الرسائل المؤثرة من متابعين وأصدقاء. آخر فيديو نشره الثنائي، قبل الحادث مباشرة، أظهرهما يختبران سيارات "تويوتا" في تضاريس جبلية قاسية، ويقضيان الليل في مخيم بين أحضان الطبيعة الكندية. ولا تزال تحقق السلطات في ملابسات الحادث، فيما وجّه فريق الإنقاذ تحذيراً لعشاق الطرق الوعرة بضرورة الالتزام بأقصى معايير السلامة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي. تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store