logo
'استثمار صناعي جديد يعزّز العلاقات المصرية التركية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس'

'استثمار صناعي جديد يعزّز العلاقات المصرية التركية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس'

الأموالمنذ 14 ساعات
في تحرك صناعي يعزز من حضور الشركات العالمية على الأراضي المصرية، دشّنت شركة "حياة مصر" – التابعة للكيان الدولي المتخصص في الصناعات الاستهلاكية "حياة" – أعمال الإنشاء لمصنعها الجديد داخل نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بمدينة السخنة.
شهدت مراسم انطلاق المشروع حضورًا رسميًا لافتًا، ضم كلًا من السفير التركي في القاهرة، السيد صالح مطلو شن، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، المهندس وليد جمال الدين، ومحافظ السويس اللواء طارق حامد الشاذلي، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية بالشركة، في مقدمتهم المدير العام لشركة حياة مصر، شينول كيسرلي أوغلو.
يُعد المصنع المرتقب نقطة انطلاق جديدة للتوسع الإنتاجي في مصر، إذ يستهدف تعزيز قدرات التصنيع في مجال المنتجات الصحية، بما يشمل حفاضات الأطفال ومستحضرات العناية النسائية، مع توجيه النسبة الأكبر من الإنتاج للتصدير (75%)، مع تخصيص الباقي للسوق المحلي. ومن المتوقع أن يُسهم المشروع في توفير ما يزيد عن 400 فرصة عمل مباشرة مع بدء تشغيله الفعلي في مارس 2026.
وقال شينول كيسرلي أوغلو، مدير "حياة مصر"، خلال الفعالية:
"مصر تُمثل ركيزة رئيسية في استراتيجية نمو الشركة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونعمل على تكثيف وجودنا الصناعي لتلبية احتياجات الأسواق في الداخل والخارج على حد سواء."
من جانبه، أشار السفير التركي إلى أن هذا التوسع يعكس مدى ثقة مجتمع الأعمال التركي في مناخ الاستثمار المصري وما يشهده من استقرار تنظيمي وجاذبية تجارية.
كما نوّه رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، المهندس وليد جمال الدين، إلى أن المشروع يأتي ضمن موجة جديدة من الاستثمارات النوعية التي تنجذب إلى المنطقة بفضل تحديث البنية التحتية، وتطبيق منظومة التحول الرقمي في خدمات المستثمرين، بالإضافة إلى الجهود المكثفة للترويج للفرص المتاحة.
وأضاف أن الهيئة تسعى لترسيخ موقعها كمحور صناعي ولوجستي يخدم حركة التجارة الإقليمية والعالمية، من خلال استقطاب صناعات تصديرية ذات طابع تكنولوجي وكثافة تشغيلية عالية.
من جانبه، عبّر محافظ السويس، اللواء طارق حامد الشاذلي، عن ترحيب المحافظة بكافة المبادرات الاستثمارية التي تسهم في دعم التنمية وتوفير وظائف نوعية، مشيرًا إلى أن المشروع الجديد يحمل فرصًا واسعة لتحفيز الصناعات المرتبطة بالمنتجات الصحية.
ويُتوقع أن يؤدي تشغيل المصنع إلى رفع الطاقة الإنتاجية لشركة حياة في مصر بنسبة 55%، ليرتفع إجمالي استثمارات الشركة في السوق المصرية إلى نحو 632 مليون دولار أمريكي.
عن شركة "حياة":
تُعد "حياة" واحدة من أبرز الشركات العالمية العاملة في قطاع السلع الاستهلاكية، وتنتشر منتجاتها في أكثر من 100 دولة. تدير الشركة مجموعة واسعة من العلامات التجارية المتخصصة في النظافة والعناية الشخصية والمنزلية، وتوظف أكثر من 10,000 شخص حول العالم. "حياة" هي رابع أكبر منتج لحفاضات الأطفال عالميًا، وتمتلك الحصة الأكبر في تصنيع المناديل الورقية بمنطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا وأفريقيا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسوم ترامب تتخطى 100 مليار دولار وتُحقق فائضًا مفاجئًا فى الموازنة الأمريكية
رسوم ترامب تتخطى 100 مليار دولار وتُحقق فائضًا مفاجئًا فى الموازنة الأمريكية

الدستور

timeمنذ 18 دقائق

  • الدستور

رسوم ترامب تتخطى 100 مليار دولار وتُحقق فائضًا مفاجئًا فى الموازنة الأمريكية

سجلت الولايات المتحدة في يونيو ارتفاعًا قياسيًا في عائدات الرسوم الجمركية، حيث تجاوزت للمرة الأولى حاجز 100 مليار دولار خلال سنة مالية؛ ما أسهم في تحقيق فائض مفاجئ قدره 27 مليار دولار في موازنة الشهر، وفق ما أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية. وأظهرت بيانات الموازنة أن الرسوم الجمركية أصبحت مصدرًا مهما لإيرادات الحكومة الفيدرالية؛ إذ ارتفعت إلى 27.2 مليار دولار على أساس إجمالي، و26.6 مليار دولار على أساس صافي بعد احتساب المبالغ المستردة، وتضاعفت بذلك مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويرجح أن تدعم هذه النتائج رؤية الرئيس دونالد ترامب الذي يرى في الرسوم الجمركية مصدرًا ربحيًا فعّالًا، وأداة ضغط في السياسة الخارجية. وكان ترامب قد صرح - يوم الثلاثاء الماضي - بأن "الأموال الكبيرة" ستبدأ بالتدفق بعد فرض رسوم "متبادلة" أعلى على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة اعتبارًا من الأول من أغسطس. وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت - عبر منصة "إكس" - إن البيانات تُظهر أن الولايات المتحدة "تحصد ثمار أجندة ترامب التجارية"، مضيفا "بينما يعمل ترامب جاهدًا على استعادة السيادة الاقتصادية الأمريكية؛ تُظهر بيانات الخزانة تسجيل عائدات جمركية قياسية، بدون تضخم". وخلال في الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2025، بلغت العائدات الجمركية 113.3 مليار دولار إجمالًا، و108 مليارات دولار صافيًا، أي ضعف ما جُمع في نفس الفترة من العام الماضي؛ وبذلك، أصبحت الرسوم الجمركية رابع أكبر مصدر للإيرادات الفيدرالية بعد ضرائب الدخل والضرائب غير المحسوبة على الرواتب وضرائب الشركات. وأسهمت هذه الزيادة في تحقيق فائض بلغ 27 مليار دولار في يونيو، مقارنة بعجز بلغ 71 مليار دولار في يونيو 2024. وارتفعت إيرادات الموازنة الشهرية بنسبة 13% إلى 526 مليار دولار، وهو أعلى مستوى مسجل في هذا الشهر، في حين انخفضت النفقات بنسبة 7% إلى 499 مليار دولار، لكن عند تعديل الأرقام وفقًا لتحولات التقويم الخاصة ببعض الدفعات، فإن الفائض يتحول إلى عجز يُقدّر بـ70 مليار دولار، مقابل عجز معدل بلغ 143 مليارًا قبل عام. ورغم هذا التحسن الشهري، ارتفع العجز الإجمالي للعام حتى الآن بنسبة 5% ليبلغ 1.337 تريليون دولار، بفعل زيادات في الإنفاق على برامج الرعاية الصحية، والتقاعد، والدفاع، وخدمة الدين، والأمن الداخلي. أما على مستوى الإيرادات السنوية، فقد زادت بنسبة 7% لتصل إلى 4.008 تريليون دولار، مدفوعة بزيادة الضرائب المستقطعة من الرواتب، في حين ارتفعت النفقات بنسبة 6% إلى 5.346 تريليون دولار، وكلاهما أرقام قياسية جديدة.

ترامب يُشهر الرسوم الجمركية: التجارة كسلاح سياسي في معركة الهيمنة
ترامب يُشهر الرسوم الجمركية: التجارة كسلاح سياسي في معركة الهيمنة

بوابة الفجر

timeمنذ 24 دقائق

  • بوابة الفجر

ترامب يُشهر الرسوم الجمركية: التجارة كسلاح سياسي في معركة الهيمنة

في عالمٍ تتشابك فيه خيوط الاقتصاد بالسياسة، وتغدو الأسواق ساحات نفوذ تتجاوز جدران المصانع، يُعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريف أدوات التجارة الدولية من منظور مختلف. لم تعد الرسوم الجمركية – في عهده – مجرد وسيلة تنظيمية لحماية الصناعة المحلية، بل باتت، في خطابه وسياسته، أشبه بسلاح جيوسياسي يُشهره متى شاء، كيفما شاء، لفرض الإرادة الأمريكية على من يعتبرهم خصومًا أو حتى حلفاء "مترددين". في رؤية ترامب، الأسواق ساحة نفوذ، والتعريفات الجمركية لم تعد أداة في سياسة تجارية أوسع، بل غاية في حد ذاتها، ومصدرًا للقوة السياسية لا يقل شأنًا عن حاملات الطائرات أو العقوبات. تعريفات جمركية.. بمنطق الهيمنة لا الحسابات قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترامب يتعامل مع الرسوم الجمركية كشكل من أشكال فرض القوة أكثر منها أداة اقتصادية. وفي روايتها لتاريخ الرجل مع ملف التجارة، أوضحت الصحيفة أن ترامب كان دائم الانتقاد لما وصفه بـ "استغلال الولايات المتحدة تجاريًا" من قبل شركائها الدوليين، حتى قبل أن يدخل السياسة رسميًا. لكن التحول الجوهري حدث منذ حملته الرئاسية في 2015، حين بدأ بالترويج للتعريفات الجمركية كأداة مباشرة لاستعادة "التوازن التجاري"، مؤكدًا أنها "أسهل شيء يمكن تنفيذه"، وأنها "ستدر المليارات لخزائن الدولة". الرسوم كذراع سياسية لا اقتصادية في أكثر من مناسبة، شبّه ترامب أمريكا بمتجر نفيس يريد الجميع دخوله، لكنه هو وحده من يملك مفتاح التسعير. هذه النظرة توضح كيف يرى الرسوم: كأداة سيادية – لا تفاوضية – تفرض على الآخرين أن يدفعوا ثمن الوصول إلى الأسواق الأمريكية. ورغم تحذيرات اقتصاديين وقادة أعمال من أن هذه السياسة سترفع الأسعار وتُضعف سلاسل الإمداد، ظل ترامب يكرر أن "المخاوف طويلة الأمد ستستقر تلقائيًا"، وأن الأسواق ستتأقلم مع تلك الصدمات. لكن هذه الرسوم، كما حذّر عدد من الخبراء، تُفرض على المستوردين الأمريكيين بالدرجة الأولى، ما يعني أن تكاليفها يتحمّلها المواطن الأمريكي، لا الطرف الأجنبي. النتائج الاقتصادية.. أقرب إلى الفوضى منها إلى المكاسب رغم تعهدات إدارة ترامب السابقة بالحصول على "90 صفقة في 90 يومًا"، إلا أن عدد الاتفاقيات التي أبرمها كان محدودًا، ومعظمها لم يكن شاملًا أو طويل الأمد. ورغم أن البيت الأبيض أعلن تحصيل نحو 100 مليار دولار من الرسوم، فإن ما يقابله من ارتفاع في الأسعار وتعطل في بعض الصناعات يفوق هذه المكاسب على المدى البعيد. المعهد الأمريكي للاقتصاد الدولي أشار إلى أن هذه الرسوم أدت إلى تراجع ملحوظ في استثمارات الشركات، وارتفاع تكاليف الإنتاج، بل وتضرر قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات والتكنولوجيا. تعريف جديد للربح والخسارة يرى ترامب أن "النصر الاقتصادي" يتحقق حين يتم تقليص العجز التجاري الثنائي مع أي دولة. لكن اقتصاديين كثيرين يؤكدون أن هذا المنطق يتجاهل طبيعة الاقتصاد العالمي الحديث، الذي يقوم على شبكات إمداد معقدة، حيث يتكرر استيراد وتصدير المواد الأولية والسلع بين الدول نفسها. ولذلك، فإن تقليص العجز التجاري من خلال فرض رسوم قد لا يُترجم إلى نمو اقتصادي حقيقي، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية.4 موجة الرسوم المتتالية في خطوة غير مسبوقة، أعلنت واشنطن فرض رسم جمركي بنسبة 50% على واردات النحاس، مبررٍ بذلك بأنه عنصر حيوي للأمن القومي والتكنولوجيا المتقدمة، يطبق من 1 أغسطس. بدأ هذا التحرك بعد اجتماع داخلي في المكتب البيضاوي، لكن أدى فورًا إلى ارتفاع أسعار النحاس عالميا بنحو 13%—الأعلى منذ ما قبل السبعينيات. وفي إجراء غير تقليدي، شهدت العلاقة بين البلدين أزمة حادة عندما أعلن ترامب فرض تعرفة بنسبة 50% على واردات من البرازيل لأسباب سياسية تتعلق بمحاكمة بولسونارو، ووصفها بـ "مطاردة ساحرات". لولا أعلن رد فعل متبادل بالبرازيل. كما وزع ترامب رسائل تهديد شملت دولًا عدة، تشمل الفلبين (20%)، سريلانكا، الجزائر، العراق، ليبيا (30%)، بروناي ومولدوفا (25%)، إضافة إلى الرسوم المرتقبة للدول الأكثر ارتباطًا مثل اليابان وكوريا الجنوبية عند 25%. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض سلسلة من الرسوم الجمركية التي هزت الأسواق العالمية وأثارت قلق حلفاء واشنطن. فقد فرضت إدارته رسومًا بنسبة 30% على معظم الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، تبدأ اعتبارًا من 1 أغسطس، في خطوة وصفت بأنها الأكثر حدة منذ بداية ولايته الثانية. ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل وجّه رسائل تهديد إلى 23 دولة، من بينها كندا واليابان والبرازيل، ملوحًا برسوم تتراوح بين 20% و50% ما لم تُقدّم تنازلات تجارية "مقبولة" من وجهة نظره. كما أعلن فرض رسم 50% على واردات النحاس بدعوى أنه مادة استراتيجية للأمن القومي، مما أدى إلى ارتفاع عالمي في أسعاره بنسبة 13%. ولم تتوقف سلسلة التصعيد عند هذا الحد، إذ كشف ترامب عن نيته فرض رسم ضخم بنسبة 200% على الأدوية المستوردة، مع فترة سماح تمتد حتى 2027. هذه الإجراءات، حسب مراقبين، تُكرّس سياسة "الجمرك كسلاح سياسي"، وتُهدد بإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي وفق قواعد الهيمنة لا الشراكة. تراجع في الالتزام، تصاعد في الخطاب حتى حين يتراجع ترامب عن فرض رسوم في اللحظة الأخيرة – كما حدث أكثر من مرة – فإنه يفعل ذلك من منطلق التكتيك لا التصحيح. فهو يراها وسيلة ضغط، تلوح بالعقاب، وتُستخدم كجزء من لعبة تفاوضية قاسية. لكنه لا يتراجع عن الإيمان بأنها أداة سيادية لا غنى عنها. صحيفة "ذا أتلانتيك" نقلت عنه قوله: "أنا لا أتراجع، أنا فقط أنتظر اللحظة التي أخيفهم فيها أكثر". وهو تصريح يلخص فلسفة ترامب في التعامل مع الشركاء التجاريين كما لو كانوا خصومًا استراتيجيين. ردود الفعل الدولية: الرسوم كأزمة ثقة العديد من الدول، من أوروبا إلى الصين والبرازيل، بدأت بوضع تعريفاتها الخاصة ردًا على سياسات ترامب، أو باتخاذ تدابير لحماية صناعاتها. كما أن قوى اقتصادية كبرى بدأت تنسق مع بعضها لتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية، سواء من خلال اتفاقيات إقليمية أو تعزيز الاعتماد على العملة المحلية في التبادل التجاري. في هذا السياق، لا تبدو الرسوم أداة لتحقيق "صفقات جديدة"، بل محركًا لعصر جديد من المواجهات التجارية والحمائية، يُمكن أن ينذر بحروب اقتصادية عالمية لا تقل خطورة عن النزاعات العسكرية. ترامب بين وهم السيطرة وحقيقة الاقتصاد العالمي في العمق، تكشف هذه السياسات عن فهم ترامب للعالم باعتباره ساحة صراع صفري، حيث لا مكان للتكامل أو التعاون، بل فقط الغلبة والهيمنة. ورغم أن بعض الرسوم قد تحقق مكاسب فورية في ملفات محددة (كما في الضغط على الصين للجلوس إلى طاولة التفاوض)، إلا أن استخدامها المفرط والعشوائي يفقدها فعاليتها. الاقتصاد الأمريكي نفسه قد يتضرر على المدى الطويل من هذه السياسات، خاصة إذا أدت إلى عزلة تجارية أو إلى تحويل الشركاء التجاريين نحو بدائل أخرى، مثل الأسواق الآسيوية أو التحالفات الإقليمية المنافسة. حين تتحول التجارة إلى أداة قسر وليست تفاوض ربما تنجح الرسوم أحيانًا في ليّ أذرع الخصوم، لكن حين تتحول إلى سياسة دائمة، فإنها تنزع الثقة من الاقتصاد الأمريكي وتدفع العالم نحو نظام تجاري أكثر انقسامًا. ترامب قد يرى نفسه حارسًا لمتجر أمريكا الثمين، لكنه قد يُغلق أبوابه – دون قصد – في وجه العالم، وفي وجه ازدهار بلاده الاقتصادي نفسه. تبقى الرسوم الجمركية أداة اقتصادية معقدة، لا تليق بها القرارات المرتجلة أو منطق القوة فقط. وإذا كان ترامب يراها "أسهل شيء يمكن استخدامه"، فإن الواقع يقول إنها أشبه بقنبلة مؤقتة: قد تُحدث دويًا كبيرًا في البداية، لكن آثارها قد تمتد لسنوات من الانكماش، والاضطراب، وفقدان الثقة.

التأمين ضد أخطار الحريق: أداة لتعويض الأضرار وحماية الأصول
التأمين ضد أخطار الحريق: أداة لتعويض الأضرار وحماية الأصول

تحيا مصر

timeمنذ 43 دقائق

  • تحيا مصر

التأمين ضد أخطار الحريق: أداة لتعويض الأضرار وحماية الأصول

أصبح عقد التأمين ضد الحريق في الوقت الراهن أحد العقود الحيوية والضرورية التي يلجأ إليها الأشخاص و المؤسسات لمواجهة مخاطر الحريق. فقد أدى تطور الحياة الاقتصادية وتشعبها، وظهور التكنولوجيا الحديثة في الصناعات، وزيادة حجم التجارة وتنوعها، وتطور وسائل النقل، إلى تزايد أهمية هذا النوع من التأمين. كما ساهم ظهور المنشآت الصناعية والتجارية الكبرى ذات القيم المالية المرتفعة في تصاعد المخاوف من الخسائر الجسيمة التي قد تنتج عن نشوب الحرائق، وهي خسائر لا تقتصر آثارها على مالك الشيء محل التأمين – أي المؤمن له – بل قد تمتد لتؤثر في الاقتصاد القومي للدولة بأكملها . ولمواجهة هذا الخطر، سعى الإنسان إلى إيجاد وسيلة فعّالة تحفظ مصالحه وتضمن تعويضه عن الأضرار الناتجة عن الحرائق. ومن هنا نشأت فكرة التأمين ضد الحريق منذ وقت بعيد، وتطورت تدريجيًا حتى بلغت مستويات عالية من التقدم والتعقيد، بفضل فاعليتها في تعويض المتضررين. وقد أدى ذلك إلى زيادة الإقبال على شركات التأمين وتوسع أنشطتها في هذا المجال. وتعمل شركات التأمين على أداء دورها في تعويض المؤمن لهم حال تعرضهم للضرر من الحرائق. ويتم ذلك وفقًا لقواعد إحصائية دقيقة وبيانات مدروسة، ومن خلال إجراءات متطورة تهدف إلى ضمان العدالة والكفاءة في تقديم التعويضات. نشأة تأمين الحريق: يُعد تأمين الحريق من أقدم أنواع التأمينات التي عرفها الإنسان، وقد نشأ استجابةً لحاجة ملحّة إلى وسيلة تُمكّنه من مواجهة الخسائر الفادحة التي قد تنجم عن نشوب الحرائق، خاصة في ظل تطور العمران والتجارة وتوسع النشاط الصناعي. وتعود بدايات هذا النوع من التأمين إلى أوروبا في أعقاب الحريق العظيم الذي اجتاح مدينة لندن عام 1666، حيث أتى على آلاف المنازل والمحال التجارية، وكشف عن حجم الكارثة التي يمكن أن يسببها الحريق في غياب آلية لتعويض المتضررين. وقد شكّل هذا الحدث نقطة تحول رئيسية أدت إلى تأسيس أولى شركات تأمين الحريق، ومن ثم انتشرت الفكرة تدريجيًا في مختلف الدول. ومع مرور الزمن وتزايد تعقيد النشاط الاقتصادي وارتفاع قيمة الممتلكات، تطورت نظم تأمين الحريق وأصبحت أكثر تخصصًا وتنظيمًا، مدعومة بقواعد فنية وإحصائية تُسهم في تقييم الأخطار وتحديد الأقساط والتعويضات. وأصبح تأمين الحريق يشكّل دعامة أساسية لحماية الأفراد والمؤسسات من الآثار المدمرة للحرائق، كما بات أداة مهمة لدعم الاستقرار الاقتصادي والتنموي في المجتمعات الحديثة. ما الذي يجعل الصيف موسما للحرائق الكهربائية؟ يعد فصل الصيف بيئة محفزة لوقوع الماس الكهربائي لعدة أسباب أولها زيادة الأحمال على الشبكات، حيث تزداد معدلات تشغيل أجهزة التكييف والمبردات مع ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى ضغط زائد على التوصيلات. ويعني ذلك استهلاك المبنى لكميات كبيرة من الطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة التكييف الصناعية على مدار الساعة، لا سيما خلال شهور الصيف. ويحتم لأن يؤدي الضغط الحراري المستمر واستهلاك الطاقة المكثف إلى رفع درجة حرارة التوصيلات الكهربائية داخل المبنى، بما يُمهد الطريق لحدوث ماس كهربائي أو شرارة تؤدي إلى اندلاع الحريق. وتُعتبر الحرائق من أهم المخاطر التي تهدد المباني السكنية والتجارية. حيث أوضحت أبحاث معهد IBHS الأميركي إلى أن أكثر من 4.8 مليون منزل في الولايات المتحدة يتعرّض لخطر الحرائق، بما في ذلك 2 مليون منزل في كاليفورنيا فقط، مما تسبب بخسائر قدرها 5.1 مليار دولار خلال العقد الماضي. كما أوضح تقرير مشترك أن إضافة تصاميم مقاومة للحريق، مثل الأغطية غير القابلة للاشتعال، يقلل من احتمالات الخسائر المادية بشكل ملحوظ . تأثير الحرارة المرتفعة علي تعويضات التأمين تُشكّل الحرارة الشديدة خطرًا متناميًا على قطاع التأمين، بفروعه المختلفة وفقاً للشكل البياني التالي: التأثير على تأمين الممتلكات: تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى أضرار مباشرة وغير مباشرة على تأمين الممتلكات، ما قد يتسبب في: • زيادة احتمالية انقطاع التيار الكهربائي بسبب الضغط الزائد على الشبكات. • زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات نتيجة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، مما يتسبب في أضرار مباشرة للمباني والمرافق. • احتمالية تعرض البنية التحتية للنقل والمياه والطاقة لخطر التلف أو الانقطاع، مما يؤدي إلى ارتفاع المطالبات التأمينية في قطاعي الممتلكات و أنواع التأمين الخاصة. • تلف المباني والمنشآت، نتيجة تمدد المواد أو تآكلها تحت الضغط الحراري. • اضطرابات تشغيلية في المصانع ومراكز البيانات أو شبكات النقل والطاقة، وهو ما ينعكس في شكل خسائر تشغيلية ومطالبات تأمينية ضمن وثائق تأمين الممتلكات. وعندما تتسبب الحرارة المرتفعة في اندلاع حرائق غابات أو حرائق صناعية، فإن احتمالية تدمير الممتلكات ترتفع بشكل كبير، وهو ما يؤدي إلى مطالبات ضخمة في تأمينات الممتلكات التجارية والسكنية. وفي التأمين الزراعي تؤدي موجات الحرارة الشديدة إلى أضرار مباشرة على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، حيث تتسبب في: • ذبول المحاصيل وتلفها بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. • انخفاض إنتاجية الأراضي وتراجع جودة المحاصيل، مما يهدد الأمن الغذائي ويدفع المزارعين إلى تقديم مطالبات تأمينية لتغطية الخسائر. • نفوق الماشية أو إصابتها بأمراض ناتجة عن الإجهاد الحراري أو نقص المياه، مما يؤدي إلى زيادة المطالبات في تأمين الثروة الحيوانية. ومع تكرار هذه الظواهر المناخية الحادة، يُتوقع أن تسجل شركات التأمين ارتفاعًا ملحوظًا في مطالبات التأمين الزراعي، وهو ما يتطلب تطوير أدوات تقييم جديدة للمخاطر المناخية ومرونة أكبر في تصميم وثائق التأمين لتواكب هذا التحوّل البيئي. بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر مطالبات ضمن التأمينات الهندسية، خصوصًا عندما يُكتشف أن تصميم المباني أو الآلات غير ملائم لتحمّل درجات الحرارة الشديدة. في هذه الحالة، يُسجل فشل في الأداء أو تلف في المعدات بسبب غياب المعايير الحرارية في التصميم أو التنفيذ. أهمية التأمين على المباني والمنشآت ضد الحريق قد تؤدي الحرائق والكوارث غير المتوقعة إلى خسائر فادحة لا يمكن تعويضها بدون وجود تغطية تأمينية فعّالة. فوائد التأمين على المباني: • تعويض كامل أو جزئي عن تكلفة إصلاح أو إعادة بناء العقار. • تغطية الأضرار التي تلحق بالمحتويات (معدات، أثاث، أجهزة إلكترونية). • توفير بديل مؤقت في حالات تعطل النشاط التجاري. • حماية من الخسائر الناتجة عن توقف الخدمات أو الدخل. • دعم استقرار المنشأة واستمرارها في تقديم خدماتها بعد الحادث. أنواع التأمين المناسبة وفقًا للمعايير العالمية، توجد عدة أنواع من التأمين التي تغطي مثل هذه المخاطر، منها: 1. التأمين ضد الحريق والأخطار الإضافية: يغطي الحريق والانفجارات والماس الكهربائي وغيرها. هذا النوع الأساسي ضروري لأي مبنى. يتضمن عادة تغطية لأضرار المبنى الناتجة عن الحريق، الانفجار، والماس الكهربائي، والتي تعد من أهم المخاطر. وفقًا لمجموعة التأمينات، يشمل هذا النوع جميع مصادر الخطر المحتملة، بما فيها الصواعق والمواد المتفجرة . حسب التقرير الصادر عن إحدى كبرى شركات التأمين العالمي المستند إلى تحليل أكثر من 530,000 مطالبة خلال الفترة من 2017 إلى 2021، كان 'الحريق والانفجار' هو الخطر الأكبر، حيث شكل 21% من إجمالي قيمة المطالبات التأمينية المقدمة لشركات التأمين. 2. تأمين خسارة الأرباح الناتجة عن أو بسبب توقف كلي أو جزئي للنشاط بخلاف التأمين على الممتلكات، يركز هذا النوع على الأثر الاقتصادي الناتج عن توقف النشاط. فهو يشمل التدفقات النقدية المفقودة، وكلفة دفع الرواتب، والدفعات الثابتة خلال فترة توقف العمل أو خلال فترة إعادة التشغيل . 3. تأمين المبنى والمحتويات: و هو جانب يغفل عنه البعض، لكنه بالغ الأهمية، إذ يغطي ما هو قائم داخل المبنى، من أثاث وأجهزة تقنية وحتى المستندات. وهذا يوفر حماية مالية شاملة في حال وقوع الحريق، بحيث لا تقتصر الحماية على الهيكل فقط . بعض التجارب العالمية في دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا، أثبتت التجارب أن وجود تأمين متكامل للمباني والبنية التحتية الرقمية ساهم في: • تقليص فترة التوقف بعد الحوادث. • تسريع عملية صرف التعويضات وإعادة التأهيل. • دعم الاقتصاد المحلي من خلال سرعة استعادة النشاط. كما أن برامج 'مقاومة الحريق' Incentives – Wildfire Prepared Home التي تم تطبيقها في كاليفورنيا، قد خفّضت بشكل ملحوظ حجم الخسائر عند تكرار الحوادث، وذلك بفضل تكامل التأمين مع تدابير السلامة. و يتلخص البرنامج في: • توفير معايير علمية واضحة لتحصين المنازل ضد مخاطر الحريق. • يشمل حوافز تأمينية؛ مثل خصومات أقساط التأمين لمن يطبقون إجراءات الوقاية (أسقف مقاومة للحريق، مساحة خالية حول المنزل، فتحات مقاومة للشرر، إلخ). • التعاون بين معهد IBHS الأمريكي وشركات التأمين والجهات الحكومية المحلية. الفجوة التأمينية عالميًا في عام 2024، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر اقتصادية هائلة بلغت 320 مليار دولار عالميًا، إلا أن التعويضات التأمينية غطت فقط نحو 140 مليار دولار منها، أي ما يعادل 44٪ فقط من حجم الخسائر. هذا يعني أن 56٪ من الأضرار بقيت غير مغطاة تامينياً، وهو ما يعكس فجوة ضخمة في الحماية المالية تؤثر بشكل مباشر على المجتمعات والاقتصادات في الدول الضعيفة التأمين. ووفقًا لتقرير Munich Re يناير 2025: • بلغ إجمالي الخسائر: 320 مليار دولار • بلغت إجمالي مبالغ التأمين: 140 مليار دولار • بلغت نسبة التأمين 44% من مجموع الخسائر و رغم أن هذه النسبة أعلى من متوسط السنوات الثلاثين الماضية، لكن سرعان ما كشفت عن هشاشة البنية التأمينية في مواجهة الكوارث المتزايدة . اتجاهات سوق التأمين العالمي ضد الحريق : يرجع نمو السوق بشكل رئيسي إلى تزايد عوامل عدم اليقين، مثل تزايد حوادث الحريق. إضافةً إلى ذلك، يُمثل الوعي المتزايد بالمزايا العديدة التي تُقدمها وثيقة التأمين ضد الحريق عاملاً رئيسياً آخر مُحفزاً للنمو. علاوةً على ذلك، تُقدم الشركات الرئيسية وثائق تأمين جديدة بتغطية شاملة وأقساط معقولة لتوسيع قاعدة عملائها واكتساب ميزة تنافسية، مما يُسهم أيضاً في نمو السوق. إضافةً إلى ذلك، تُقدم شركات التأمين في العديد من الدول وثائق تأمين مُيسّرة ومعايير سلامة صارمة لزيادة الوعي بالمزايا المُتنوعة التي يُقدمها التأمين ضد الحريق. ومن المتوقع أن تُعزز سهولة تسوية المطالبات، وارتفاع الدخل المتاح، والعديد من الابتكارات في المنتجات نمو السوق. و تتوقع مجموعة IMARC أن تصل القيمة السوقية إلى 139.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.2% خلال الفترة (2025-2033) رأي الاتحاد: يُعد التأمين ضد أخطار الحريق من أبرز أدوات الحماية المالية التي تساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، من خلال دوره الحيوي في تعويض الأفراد والشركات عن الأضرار والخسائر التي قد تلحق بهم نتيجة هذا الخطر. ويرى الاتحاد أن تعزيز الوعي التأميني لدى المواطنين بأنواع التغطيات التأمينية التي تقدمها شركات التأمين ضد الحريق، وتحديث وثائق التأمين لتواكب المستجدات الحديثة في المخاطر، تعد من الركائز الأساسية لتوسيع قاعدة المستفيدين من التأمين ضد الحريق، خاصةً في ظل تزايد الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية، وسوء استخدام مصادر الطاقة، والتوسع العمراني غير المنضبط. كما يدعو الاتحاد إلى: • دعم خطط التحول الرقمي في إصدار وثائق الحريق لتسهيل الوصول إلى التغطيات التأمينية، خاصةً في المناطق النائية. • التعاون مع الجهات الحكومية والرقابية لنشر ثقافة السلامة الوقائية، وتطبيق معايير الحماية المدنية للحد من مسببات الحريق. • تشجيع منتجات التأمين متناهي الصغر لتغطية محدودي الدخل وأصحاب المشاريع الصغيرة ضد هذه الأخطار. ويؤكد الاتحاد التزامه بمواصلة تطوير السوق التأميني المصري، وتعزيز قدرته على التعامل الفعّال مع أخطار الحريق بما يسهم في حماية الأصول والثروات، وتحقيق الأمن الاقتصادي للمواطنين والدولة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store